تفسير بعض سور القرآن الكريم

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع مرسي الفر
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

حرمة الزواج بالمتزوجات واشتراط المهر للزواج



{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ



كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ



أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ



فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً



وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ



إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا(24)}






{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}



أي وحرّم عليكم نكاح المتزوجات من النساء



إِلا ما ملكتموهن بالسبي فيحل لكم وطؤهنَّ بعد الاستبراء


ولو كان لهنَّ أزواج في دار الحرب


لأن بالسبي تنقطع عصمة الكافر



{ولا تمسكوا بعِصم الكوافر}



{كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}



أي هذا فرض الله عليكم



{وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ}



أي أُحل لكم نكاح ما سواهنّ



{أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ}



أي إِرادة أن تطلبوا النساء بطريق شرعي


فتدفعوا لهن المهور حال كونكم متزوجين غير زانين



{فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً}



أي فما تلذذتم به من النساء بالنكاح فآتوهنَّ مهورهن


فريضةً فرضها الله عليكم


بقوله



{وآتوا النساء صدقاتهن نحلة}.



ثم قال تعالى



{وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ}



أي لا إِثم عليكم فيما أسقطن من المهر برضاهن


كقوله



{فإِن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً}



قال ابن كثير :


أي إِذا فرضت لها صداقاً فأبرأتك منه


أو عن شيء منه فلا جناح عليك


ولا عليها في ذلك



{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}



أي عليماً بمصالح العباد حكيماً فيما شرع لهم من الأحكام.



يُتبــــــــــــع
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

حرمة الزواج بالمتزوجات واشتراط المهر للزواج



{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ



كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ



أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ



فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً



وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ



إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا(24)}






{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}



أي وحرّم عليكم نكاح المتزوجات من النساء



إِلا ما ملكتموهن بالسبي فيحل لكم وطؤهنَّ بعد الاستبراء


ولو كان لهنَّ أزواج في دار الحرب


لأن بالسبي تنقطع عصمة الكافر



{ولا تمسكوا بعِصم الكوافر}



{كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}



أي هذا فرض الله عليكم



{وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ}



أي أُحل لكم نكاح ما سواهنّ



{أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ}



أي إِرادة أن تطلبوا النساء بطريق شرعي


فتدفعوا لهن المهور حال كونكم متزوجين غير زانين



{فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً}



أي فما تلذذتم به من النساء بالنكاح فآتوهنَّ مهورهن


فريضةً فرضها الله عليكم


بقوله



{وآتوا النساء صدقاتهن نحلة}.



ثم قال تعالى



{وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ}



أي لا إِثم عليكم فيما أسقطن من المهر برضاهن


كقوله



{فإِن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً}



قال ابن كثير :


أي إِذا فرضت لها صداقاً فأبرأتك منه


أو عن شيء منه فلا جناح عليك


ولا عليها في ذلك



{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}



أي عليماً بمصالح العباد حكيماً فيما شرع لهم من الأحكام.



يُتبــــــــــــع
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

شروط الزواج بالأَمَةِ وعقوبة فاحشتها



{وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ



فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمْ الْمُؤْمِنَاتِ



وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ



بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ



مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ



فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ



مِنْ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ



وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(25)}






{وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ}



أي من لم يكن منكم ذا سعة وقدرة أن يتزوج الحرائر المؤمنات



{فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمْ الْمُؤْمِنَاتِ}



أي فله أن ينكح من الإِماء المؤمنات اللاتي يملكهن المؤمنون



{وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ}



جملة معترضة لبيان أنه يكفي في الإِيمان معرفة الظاهر


والله يتولى السرائر



{بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}



أي إِنكم جميعاً بنو آدم ومن نفسٍ واحدة


فلا تستنكفوا من نكاحهن فرب أمة خير من حرة،


وفيه تأنيس لهم بنكاح الإِماء


فالعبرةُ بفضل الإِيمان لا بفضل الأحساب والأنساب .



{فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ}



أي تزوجوهن بأمر أسيادهن وموافقة مواليهن



{وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}



أي ادفعوا لهن مهورهن عن طيب نفسٍ


ولا تبخسوهن منه شيئاً استهانة بهن


لكونهن إِماء مملوكات



{مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ}



أي عفيفات غير مجاهرات بالزنى



{وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ}



أي ولا متسترات بالزنى مع أخدانهن،


قال ابن عباس:


الخِدنُ هو الصديق للمرأة يزني بها سراً


فنهى الله تعالى عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن.



{فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ



فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنْ الْعَذَابِ}



أي فإِذا أُحصنَّ بالزواج ثم زنين


فعليهن نصف ما على الحرائر من عقوبة الزنى



{ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ}



أي إِنما يباح نكاح الإِماء


لمن خاف على نفسه الوقوع في الزنى



{وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ}



أي صبركم وتعففكم عن نكاحهن


أفضل لئلا يصير الولد رقيقاً


وفي الحديث



(من أراد أن يلقى الله طاهراً مطهراً فلينكح الحرائر)



{وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}



أي واسع المغفرة عظيم الرحمة.





يُتبــــــــــع
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

شروط الزواج بالأَمَةِ وعقوبة فاحشتها



{وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ



فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمْ الْمُؤْمِنَاتِ



وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ



بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ



مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ



فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ



مِنْ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ



وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(25)}






{وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ}



أي من لم يكن منكم ذا سعة وقدرة أن يتزوج الحرائر المؤمنات



{فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمْ الْمُؤْمِنَاتِ}



أي فله أن ينكح من الإِماء المؤمنات اللاتي يملكهن المؤمنون



{وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ}



جملة معترضة لبيان أنه يكفي في الإِيمان معرفة الظاهر


والله يتولى السرائر



{بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}



أي إِنكم جميعاً بنو آدم ومن نفسٍ واحدة


فلا تستنكفوا من نكاحهن فرب أمة خير من حرة،


وفيه تأنيس لهم بنكاح الإِماء


فالعبرةُ بفضل الإِيمان لا بفضل الأحساب والأنساب .



{فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ}



أي تزوجوهن بأمر أسيادهن وموافقة مواليهن



{وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}



أي ادفعوا لهن مهورهن عن طيب نفسٍ


ولا تبخسوهن منه شيئاً استهانة بهن


لكونهن إِماء مملوكات



{مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ}



أي عفيفات غير مجاهرات بالزنى



{وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ}



أي ولا متسترات بالزنى مع أخدانهن،


قال ابن عباس:


الخِدنُ هو الصديق للمرأة يزني بها سراً


فنهى الله تعالى عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن.



{فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ



فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنْ الْعَذَابِ}



أي فإِذا أُحصنَّ بالزواج ثم زنين


فعليهن نصف ما على الحرائر من عقوبة الزنى



{ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ}



أي إِنما يباح نكاح الإِماء


لمن خاف على نفسه الوقوع في الزنى



{وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ}



أي صبركم وتعففكم عن نكاحهن


أفضل لئلا يصير الولد رقيقاً


وفي الحديث



(من أراد أن يلقى الله طاهراً مطهراً فلينكح الحرائر)



{وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}



أي واسع المغفرة عظيم الرحمة.





يُتبــــــــــع
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

بيانٌ وتوبةٌ وتخفيفٌ من الله تعالى على المؤمنين



{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ



وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(26)



وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ



أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا(27)



يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا(28)}





{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ}



أي يريد الله أن يفصّل لكم شرائع دينكم ومصالح أموركم



{وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ}



أي يرشدكم إِلى طرائق الأنبياء الصالحين لتقتدوا بهم




{وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ}



أي يقبل توبتكم فيما اقترفتموه من الإِثم والمحارم



{وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}



أي عليم بأحوال العباد حكيم في تشريعه لهم.



{وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ}



كرّره ليؤكد سعة رحمته تعالى على العباد


أي يحب بما شرع من الأحكام أن يطهركم من الذنوب والآثام،


ويريد توبة العبد ليتوب عليه



{وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا}



أي ويريد الفجرة أتباع الشيطان


أن تعدلوا عن الحق إِلى الباطل


وتكونوا فسقة فجرة مثلهم



{يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ}



أي يريد تعالى بما يسَّر أن يسهّل عليكم أحكام الشرع



{وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا}



أي عاجزاً عن مخالفة هواه لا يصبر عن إِتباع الشهوات.






يُتبـــــع
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

بيانٌ وتوبةٌ وتخفيفٌ من الله تعالى على المؤمنين



{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ



وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(26)



وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ



أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا(27)



يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا(28)}





{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ}



أي يريد الله أن يفصّل لكم شرائع دينكم ومصالح أموركم



{وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ}



أي يرشدكم إِلى طرائق الأنبياء الصالحين لتقتدوا بهم




{وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ}



أي يقبل توبتكم فيما اقترفتموه من الإِثم والمحارم



{وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}



أي عليم بأحوال العباد حكيم في تشريعه لهم.



{وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ}



كرّره ليؤكد سعة رحمته تعالى على العباد


أي يحب بما شرع من الأحكام أن يطهركم من الذنوب والآثام،


ويريد توبة العبد ليتوب عليه



{وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا}



أي ويريد الفجرة أتباع الشيطان


أن تعدلوا عن الحق إِلى الباطل


وتكونوا فسقة فجرة مثلهم



{يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ}



أي يريد تعالى بما يسَّر أن يسهّل عليكم أحكام الشرع



{وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا}



أي عاجزاً عن مخالفة هواه لا يصبر عن إِتباع الشهوات.






يُتبـــــع
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

تحريم أكل أموال الناس بالباطل ومبدأ الرضا في العقود



{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ



إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ



وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا(29)



وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا



وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30)}





ثم حذر تعالى من أكل أموال الناس بالباطل



فقال



{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}



أي يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله


لا يأكل بعضكم أموال بعض بالباطل


وهو كل طريق لم تبحه الشريعة كالسرقة والخيانة


والغصب والربا والقمار وما شاكل ذلك



{إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}



أي إِلا ما كان بطريق شرعي شريف كالتجارة التي أحلها الله،



قال ابن كثير:



الاستثناء منقطع أي لا تتعاطوا الأسباب المحرمة


في اكتساب الأموال لكن المتاجر المشروعة


التي تكون عن تراضٍ من البائع والمشتري فافعلوها




{وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}



أي لا يسفك بعضكم دم بعض، والتعبير عنه


بقتل النفس للمبالغة في الزجر،


أو هو على ظاهره بمعنى الانتحار



وذلك من رحمته تعالى بكم



{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا}



أي ومن يرتكب ما نهى الله عنه معتدياً ظالماً


لا سهواً ولا خطأً



{فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا}



أي ندخله ناراً عظيمة يحترق فيها





{وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}



أي هيناً يسيراً لا عسر فيه لأنه تعالى لا يعجزه شيء.



يُتبـــــــــــع
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

تحريم أكل أموال الناس بالباطل ومبدأ الرضا في العقود



{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ



إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ



وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا(29)



وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا



وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(30)}





ثم حذر تعالى من أكل أموال الناس بالباطل



فقال



{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}



أي يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله


لا يأكل بعضكم أموال بعض بالباطل


وهو كل طريق لم تبحه الشريعة كالسرقة والخيانة


والغصب والربا والقمار وما شاكل ذلك



{إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}



أي إِلا ما كان بطريق شرعي شريف كالتجارة التي أحلها الله،



قال ابن كثير:



الاستثناء منقطع أي لا تتعاطوا الأسباب المحرمة


في اكتساب الأموال لكن المتاجر المشروعة


التي تكون عن تراضٍ من البائع والمشتري فافعلوها




{وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}



أي لا يسفك بعضكم دم بعض، والتعبير عنه


بقتل النفس للمبالغة في الزجر،


أو هو على ظاهره بمعنى الانتحار



وذلك من رحمته تعالى بكم



{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا}



أي ومن يرتكب ما نهى الله عنه معتدياً ظالماً


لا سهواً ولا خطأً



{فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا}



أي ندخله ناراً عظيمة يحترق فيها





{وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}



أي هيناً يسيراً لا عسر فيه لأنه تعالى لا يعجزه شيء.



يُتبـــــــــــع
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

جزاء اجتناب الكبائر



{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ



وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيمًا(31)}







{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}



أي إِن تتركوا أيها المؤمنون الذنوب الكبائر


التي نهاكم الله عز وجل عنها


نمح عنكم صغائر الذنوب بفضلنا ورحمتنا



{وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيمًا}



أي نُدخلكم الجنة دار الكرامة والنعيم،


التي فيها ما لا عينٌ رأت،


ولا أذن سمعت،


ولا خطر على قلب بشر!.



يُتبــــــــع
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

جزاء اجتناب الكبائر



{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ



وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيمًا(31)}







{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}



أي إِن تتركوا أيها المؤمنون الذنوب الكبائر


التي نهاكم الله عز وجل عنها


نمح عنكم صغائر الذنوب بفضلنا ورحمتنا



{وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيمًا}



أي نُدخلكم الجنة دار الكرامة والنعيم،


التي فيها ما لا عينٌ رأت،


ولا أذن سمعت،


ولا خطر على قلب بشر!.



يُتبــــــــع
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

النهي عن الحسد



{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ



لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ



وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا(32)}






{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ}



أي لا تتمنوا أيها المؤمنون ما خصّ الله تعالى به غيركم


من أمر الدنيا أو الدين ذلك يؤدي إِلى التحاسد والتباغض،



قال الزمخشري:



نهُوا عن الحسد


وعن تمني ما فضل الله به بعض الناس على بعض



من الجاه والمال



لأن ذلك التفضيل قسمة من الله صادرة عن حكمة وتدبير


وعلم بأحوال العباد.



{لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ}



أي لكلٍ من الفريقين في الميراث نصيبٌ معين المقدار،



قال الطبري:



كلٌ له جزاء على عمله بحسبه إِن خيراً فخير وإِن شراً فشر



{وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ}



أي وسلوا الله من فضله يعطكم فإِنه كريم وهاب



{إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}



أي ولذلك جعل الناس طبقات ورفع بعضهم درجات.




يُتبـــــع
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

النهي عن الحسد



{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ



لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ



وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا(32)}






{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ}



أي لا تتمنوا أيها المؤمنون ما خصّ الله تعالى به غيركم


من أمر الدنيا أو الدين ذلك يؤدي إِلى التحاسد والتباغض،



قال الزمخشري:



نهُوا عن الحسد


وعن تمني ما فضل الله به بعض الناس على بعض



من الجاه والمال



لأن ذلك التفضيل قسمة من الله صادرة عن حكمة وتدبير


وعلم بأحوال العباد.



{لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ}



أي لكلٍ من الفريقين في الميراث نصيبٌ معين المقدار،



قال الطبري:



كلٌ له جزاء على عمله بحسبه إِن خيراً فخير وإِن شراً فشر



{وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ}



أي وسلوا الله من فضله يعطكم فإِنه كريم وهاب



{إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}



أي ولذلك جعل الناس طبقات ورفع بعضهم درجات.




يُتبـــــع
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

إعطاء الورثة حقهم من التركة



{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ



وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ



إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا(33)}





{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ}



أي ولكل إِنسانٍ جعلنا عصبةً يرثون ماله


ممّا تركه الوالدان والأقارب من الميراث



{وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ}



أي والذين حالفتموهم في الجاهلية على النصرة والإِرث


فأعطوهم حظهم من الميراث،



وقد كان هذا في ابتداء الإِسلام ثم نسخ،



قال الحسن:



كان الرجل يحالف الرجل ليس بينهما نسبٌ


فيرث أحدُهما الآخر


فنسخ الله ذلك بقوله



{وأولوا الأرحام بعضُهم أولى ببعض}



وقال ابن عباس:



كان المهاجرون حين قدموا المدينة


يرث المهاجريُّ الأنصاريَّ


دون ذوي رحمه



بالأخوة التي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم


فلما نزلت



{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ}



نسخ التوراة بين المهاجرين والأنصار



{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا}



أي مطلعاً على كل شيء وسيجازيكم عليه.



يُتبـــــــع
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

إعطاء الورثة حقهم من التركة



{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ



وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ



إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا(33)}





{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ}



أي ولكل إِنسانٍ جعلنا عصبةً يرثون ماله


ممّا تركه الوالدان والأقارب من الميراث



{وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ}



أي والذين حالفتموهم في الجاهلية على النصرة والإِرث


فأعطوهم حظهم من الميراث،



وقد كان هذا في ابتداء الإِسلام ثم نسخ،



قال الحسن:



كان الرجل يحالف الرجل ليس بينهما نسبٌ


فيرث أحدُهما الآخر


فنسخ الله ذلك بقوله



{وأولوا الأرحام بعضُهم أولى ببعض}



وقال ابن عباس:



كان المهاجرون حين قدموا المدينة


يرث المهاجريُّ الأنصاريَّ


دون ذوي رحمه



بالأخوة التي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم


فلما نزلت



{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ}



نسخ التوراة بين المهاجرين والأنصار



{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا}



أي مطلعاً على كل شيء وسيجازيكم عليه.



يُتبـــــــع
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

قوامة الرجال على النساء

{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ

وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ

بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ

فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً

إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا(34)

وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا

إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقْ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا(35)}



ثم بيّن تعالى أن الرجال يتولون أمر النساء

في المسؤولية والتوجيه


فقال

{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}

أي قائمون عليهن بالأمر والنهي،

والإِنفاق والتوجيه كما يقوم الولاة على الرعية

{بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}

أي بسبب ما منحهم الله من العقل والتدبير،

وخصهم به من الكسب والإِنفاق،

فهم يقومون على النساء بالحفظ والرعاية

والإِنفاق والتأديب،

قال أبو السعود:


"والتفضيلُ للرجل لكمال العقل وحسن التدبير

ورزانة الرأي ومزيد القوة،

ولذلك خصوا بالنبوة والإِمامة والولاية

والشهادة والجهاد وغير ذلك" .

{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}

هذا تفصيل لحال النساء تحت رياسة الرجل،

وقد ذكر تعالى أنهن قسمان :

قسم صالحات مطيعات،

وقسم عاصيات متمردات،

فالنساء الصالحات مطيعات لله ولأزواجهن،

قائمات بما عليهن من حقوق،

يحفظن أنفسهن عن الفاحشة وأموال أزواجهن

عن التبذير كما أنهن حافظات

لما يجري بينهن وبين أزواجهن مما يجب كتمه

ويجمل ستره

وفي الحديث

(إِن من شر الناس عند الله منزلةً يوم القيامة،

الرجلُ يُفْضي إِلى امرأته وتُفْضي إِليه

ثم ينشر أحدهما سرَّ صاحبه) .



{وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ}

هذا القسم الثاني وهنَّ النساء العاصيات المتمردات

أي واللاتي يتكبرن ويتعالين عن طاعة الأزواج

فعليكم أيها الرجال أن تسلكوا معهن سبل الإِصلاح

{فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنّ َفِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ}

أي فخوفوهنَّ الله بطريق النصح والإِرشاد،

فإِن لم ينجح الوعظ والتذكير فاهجروهنَّ في الفراش

فلا تكلموهن ولا تقربوهن،

قال ابن عباس:

الهجر ألا يجامعها وأن يضاجعها على فراشها

ويوليها ظهره،

فإِن لم يرتدعن فاضربوهن ضرباً غير مبرّح

{فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً}

أي فإِن أطعن أمركم فلا تلتمسوا طريقاً لإِيذائهن

{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}

أي فإِن الله تعالى أعلى منكم وأكبر

وهو وليهن ينتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن ..

انظر كيف يعلمنا سبحانه أن نؤدب نسائنا

وانظر إِلى ترتيب العقوبات ودقتها



حيث أمرنا بالوعظ ثم بالهجران

ثم بالضرب ضرباً غير مبرح

ثم ختم الآية بصفة العلو والكبر

لينبه العبد على أن قدرة الله فوق قدرة الزوج عليها

وأنه تعالى عون الضعفاء وملاذ المظلومين !! .

{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا}

أي وإِن خشيتم أيها الحكام مخالفةً وعداوةً بين الزوجين

فوجهوا حكماً عدلاً من أهل الزوج

وحكماً عدلاً من أهل الزوجة



يجتمعان فينظران في أمرهما

ويفعلان ما فيه المصلحة

{إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقْ اللَّهُ بَيْنَهُمَا}

أي إِن قصدا إِصلاح ذات البين

وكانت نيتهما صحيحة

وقلوبهما ناصحة لوجه الله،

بورك في وساطتهما

وأوقع الله بين الزوجين الوفاق والألفة

وألقى في نفوسهما المودة والرحمة

{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا}

أي عليماً بأحوال العباد حكيماً في تشريعه لهم.

يُتبــــــــع
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

قوامة الرجال على النساء

{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ

وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ

بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ

فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً

إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا(34)

وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا

إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقْ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا(35)}



ثم بيّن تعالى أن الرجال يتولون أمر النساء

في المسؤولية والتوجيه


فقال

{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}

أي قائمون عليهن بالأمر والنهي،

والإِنفاق والتوجيه كما يقوم الولاة على الرعية

{بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}

أي بسبب ما منحهم الله من العقل والتدبير،

وخصهم به من الكسب والإِنفاق،

فهم يقومون على النساء بالحفظ والرعاية

والإِنفاق والتأديب،

قال أبو السعود:


"والتفضيلُ للرجل لكمال العقل وحسن التدبير

ورزانة الرأي ومزيد القوة،

ولذلك خصوا بالنبوة والإِمامة والولاية

والشهادة والجهاد وغير ذلك" .

{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}

هذا تفصيل لحال النساء تحت رياسة الرجل،

وقد ذكر تعالى أنهن قسمان :

قسم صالحات مطيعات،

وقسم عاصيات متمردات،

فالنساء الصالحات مطيعات لله ولأزواجهن،

قائمات بما عليهن من حقوق،

يحفظن أنفسهن عن الفاحشة وأموال أزواجهن

عن التبذير كما أنهن حافظات

لما يجري بينهن وبين أزواجهن مما يجب كتمه

ويجمل ستره

وفي الحديث

(إِن من شر الناس عند الله منزلةً يوم القيامة،

الرجلُ يُفْضي إِلى امرأته وتُفْضي إِليه

ثم ينشر أحدهما سرَّ صاحبه) .



{وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ}

هذا القسم الثاني وهنَّ النساء العاصيات المتمردات

أي واللاتي يتكبرن ويتعالين عن طاعة الأزواج

فعليكم أيها الرجال أن تسلكوا معهن سبل الإِصلاح

{فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنّ َفِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ}

أي فخوفوهنَّ الله بطريق النصح والإِرشاد،

فإِن لم ينجح الوعظ والتذكير فاهجروهنَّ في الفراش

فلا تكلموهن ولا تقربوهن،

قال ابن عباس:

الهجر ألا يجامعها وأن يضاجعها على فراشها

ويوليها ظهره،

فإِن لم يرتدعن فاضربوهن ضرباً غير مبرّح

{فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً}

أي فإِن أطعن أمركم فلا تلتمسوا طريقاً لإِيذائهن

{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}

أي فإِن الله تعالى أعلى منكم وأكبر

وهو وليهن ينتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن ..

انظر كيف يعلمنا سبحانه أن نؤدب نسائنا

وانظر إِلى ترتيب العقوبات ودقتها



حيث أمرنا بالوعظ ثم بالهجران

ثم بالضرب ضرباً غير مبرح

ثم ختم الآية بصفة العلو والكبر

لينبه العبد على أن قدرة الله فوق قدرة الزوج عليها

وأنه تعالى عون الضعفاء وملاذ المظلومين !! .

{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا}

أي وإِن خشيتم أيها الحكام مخالفةً وعداوةً بين الزوجين

فوجهوا حكماً عدلاً من أهل الزوج

وحكماً عدلاً من أهل الزوجة



يجتمعان فينظران في أمرهما

ويفعلان ما فيه المصلحة

{إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقْ اللَّهُ بَيْنَهُمَا}

أي إِن قصدا إِصلاح ذات البين

وكانت نيتهما صحيحة

وقلوبهما ناصحة لوجه الله،

بورك في وساطتهما

وأوقع الله بين الزوجين الوفاق والألفة

وألقى في نفوسهما المودة والرحمة

{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا}

أي عليماً بأحوال العباد حكيماً في تشريعه لهم.

يُتبــــــــع
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

توجيهات ربانية:




توحيد الله، والإحسان إلى الوالدين والأقارب والجيران،



والتحذير من الرياء



{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا



وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى



وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ



وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا(36)



الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمْ اللَّهُ



مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا(37)



وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ




وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَنْ يَكُنْ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا(38)



وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمْ اللَّهُ



وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا(39)}






{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}



أي وحدوه وعظموه ولا تشركوا به شيئاً


من الأشياء صنماً أو غيره،


واستوصوا بالوالدين برّاً وإِنعاماً وإِحساناً وإِكراماً



{وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ}



أي واحسنوا إِلى الأقارب عامة وإِلى اليتامى والمساكين خاصة





{وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى}



أي الجار القريب فله عليك حق الجوار وحق القرابة



{وَالْجَارِ الْجُنُبِ}



أي الجار الأجنبي الذي لا قرابة بينك وبينه



{وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ}



قال ابن عباس:



هو الرفيق في السفر،



وقال الزمخشري:



"هو الذي صحبك إِما رفيقاً في سفر،



أو جاراً ملاصقاً،


أو شريكاً في تعلم علم،


أو قاعداً إِلى جنبك في مجلس أو غير ذلك،


من له أدنى صحبةٍ التأمت بينك وبينه


فعليك أن ترعى ذلك الحق ولا تنساه


وقيل:



هي المرأة"



{وَابْنِ السَّبِيلِ}



أي المسافر الغريب الذي انقطع عن بلده وأهله



{وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}




أي المماليك من العبيد والإِماء




{إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا}




أي متكبراً في نفسه يأنف عن أقاربه وجيرانه


فخوراً على الناس مترفعاً عليهم يرى أنه خير منهم،


وهذه آية جامعة جاءت حثاً على الإِحسان



واستطراداً لمكارم الأخلاق،


ومن تدبرها حق التدبر أغنتْه عن كثير من مواعظ البلغاء،


ونصائح الحكماء.



ثم بين تعالى صفات هؤلاء الذين يبغضهم الله




فقال



{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ}



أي يمنعون ما أوجب الله عليهم من الإِنفاق في سبيل الله


ويأمرون غيرهم بترك الأنفاق،


والآية في اليهود نزلت في جماعة منهم


كانوا يقولون للأنصار لا تنفقوا أموالكم في الجهاد والصدقات،



وهي مع ذلك عامة




{وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}




أي يخفون ما عندهم من المال والغنى،


ويخفُون نعته عليه السلام الموجود في التوراة



{وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا}



أي هيأنا للجاحدين نعمة الله عذاباً أليماً مع الخزي والإِذلال لهم.




{وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ}



أي ينفقونها للفخار والشهرة لا ابتغاء وجه الله



{ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر}



أي ولا يؤمنون الإِيمان الصحيح بالله واليوم الآخر،



والآية في المنافقين




{ وَمَنْ يَكُنْ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا}



أي من كان الشيطان صاحباً له وخليلاً


يعمل بأمره فساء هذا القرين والصاحب



{وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ



وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمْ اللَّهُ}



الاستفهام للإِنكار والتوبيخ



أي ماذا يضيرهم وأي تبعةٍ ووبالٍ عليهم في الإِيمان بالله


والإِنفاق في سبيله؟



قال الزمخشري:





وهذا كما يقال للمنتقم:


ما ضرك لو عفوت؟




وللعاقّ:


ما كان يرزؤك لو كنت باراً؟




وهو ذم وتوبيخ وتجهيل بمكان المنفعة




{وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا}




وعيد لهم بالعقاب أي سيجازيهم بما عملوا.



يُتبـــــع
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

توجيهات ربانية:




توحيد الله، والإحسان إلى الوالدين والأقارب والجيران،



والتحذير من الرياء



{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا



وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى



وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ



وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا(36)



الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمْ اللَّهُ



مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا(37)



وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ




وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَنْ يَكُنْ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا(38)



وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمْ اللَّهُ



وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا(39)}






{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}



أي وحدوه وعظموه ولا تشركوا به شيئاً


من الأشياء صنماً أو غيره،


واستوصوا بالوالدين برّاً وإِنعاماً وإِحساناً وإِكراماً



{وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ}



أي واحسنوا إِلى الأقارب عامة وإِلى اليتامى والمساكين خاصة





{وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى}



أي الجار القريب فله عليك حق الجوار وحق القرابة



{وَالْجَارِ الْجُنُبِ}



أي الجار الأجنبي الذي لا قرابة بينك وبينه



{وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ}



قال ابن عباس:



هو الرفيق في السفر،



وقال الزمخشري:



"هو الذي صحبك إِما رفيقاً في سفر،



أو جاراً ملاصقاً،


أو شريكاً في تعلم علم،


أو قاعداً إِلى جنبك في مجلس أو غير ذلك،


من له أدنى صحبةٍ التأمت بينك وبينه


فعليك أن ترعى ذلك الحق ولا تنساه


وقيل:



هي المرأة"



{وَابْنِ السَّبِيلِ}



أي المسافر الغريب الذي انقطع عن بلده وأهله



{وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}




أي المماليك من العبيد والإِماء




{إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا}




أي متكبراً في نفسه يأنف عن أقاربه وجيرانه


فخوراً على الناس مترفعاً عليهم يرى أنه خير منهم،


وهذه آية جامعة جاءت حثاً على الإِحسان



واستطراداً لمكارم الأخلاق،


ومن تدبرها حق التدبر أغنتْه عن كثير من مواعظ البلغاء،


ونصائح الحكماء.



ثم بين تعالى صفات هؤلاء الذين يبغضهم الله




فقال



{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ}



أي يمنعون ما أوجب الله عليهم من الإِنفاق في سبيل الله


ويأمرون غيرهم بترك الأنفاق،


والآية في اليهود نزلت في جماعة منهم


كانوا يقولون للأنصار لا تنفقوا أموالكم في الجهاد والصدقات،



وهي مع ذلك عامة




{وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}




أي يخفون ما عندهم من المال والغنى،


ويخفُون نعته عليه السلام الموجود في التوراة



{وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا}



أي هيأنا للجاحدين نعمة الله عذاباً أليماً مع الخزي والإِذلال لهم.




{وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ}



أي ينفقونها للفخار والشهرة لا ابتغاء وجه الله



{ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر}



أي ولا يؤمنون الإِيمان الصحيح بالله واليوم الآخر،



والآية في المنافقين




{ وَمَنْ يَكُنْ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا}



أي من كان الشيطان صاحباً له وخليلاً


يعمل بأمره فساء هذا القرين والصاحب



{وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ



وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمْ اللَّهُ}



الاستفهام للإِنكار والتوبيخ



أي ماذا يضيرهم وأي تبعةٍ ووبالٍ عليهم في الإِيمان بالله


والإِنفاق في سبيله؟



قال الزمخشري:





وهذا كما يقال للمنتقم:


ما ضرك لو عفوت؟




وللعاقّ:


ما كان يرزؤك لو كنت باراً؟




وهو ذم وتوبيخ وتجهيل بمكان المنفعة




{وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا}




وعيد لهم بالعقاب أي سيجازيهم بما عملوا.



يُتبـــــع
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

إن الله لا يُنْقص أحداً حسناته ولا يزيد في سيئاته



{إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُنْ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا




وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا(40)



فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ



وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا(41)



يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوْا الرَّسُولَ



لَوْ تُسَوَّى بِهِمْ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا(42)}






{إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}



أي لا يبخس أحداً من عمله شيئاً ولو كان وزن ذرة



وهي الهباءة


وذلك على سبيل التمثيل



تنبيهاً بالقليل على الكثير



{وَإِنْ تَكُنْ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا}



أي وإِن كانت تلك الذرة حسنة ينمّها ويجعلها أضعافاً كثيرة



{وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا}



أي ويعط من عنده تفضلاً وزيادة على ثواب العمل



أجراً عظيماً وهو الجنة .



{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا}



أي كيف يكون حال الكفار والفجار


حين نأتي من كل أمةٍ بينها يشهد عليها،



ونأتي بك يا محمد على العصاة والمكذبين



من أمتك تشهد عليهم بالجحود والعصيان؟!



كيف يكون موقفهم؟



وكيف يكون حالهم؟



والاستفهام هنا للتوبيخ والتقريع.




{يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوْا الرَّسُولَ}



أي في ذلك اليوم العصيب يتمنى الفجار



الذين جحدوا وحدانية الله وعصوا رسوله





{لَوْ تُسَوَّى بِهِمْ الأَرْضُ}



أي لو يدفنوا في الأرض ثم تُسوّى بهم كما تُسوَّى بالموتى،



أو لو تنشق الأرض فتبتلعهم ويكونون تراباً





كقوله



{يوم ينظر المرء ما قدمت يداه



ويقول الكافر يا ليتني كنتُ تراباً}



وذلك لما يرون من أهوال يوم القيامة





{وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا}



أي لا يستطيعون أن يكتموا الله حديثاً



لأن جوارحهم تشهد عليهم بما فعلوه.



يُتبـــــع
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

إن الله لا يُنْقص أحداً حسناته ولا يزيد في سيئاته



{إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُنْ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا




وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا(40)



فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ



وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا(41)



يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوْا الرَّسُولَ



لَوْ تُسَوَّى بِهِمْ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا(42)}






{إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}



أي لا يبخس أحداً من عمله شيئاً ولو كان وزن ذرة



وهي الهباءة


وذلك على سبيل التمثيل



تنبيهاً بالقليل على الكثير



{وَإِنْ تَكُنْ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا}



أي وإِن كانت تلك الذرة حسنة ينمّها ويجعلها أضعافاً كثيرة



{وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا}



أي ويعط من عنده تفضلاً وزيادة على ثواب العمل



أجراً عظيماً وهو الجنة .



{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا}



أي كيف يكون حال الكفار والفجار


حين نأتي من كل أمةٍ بينها يشهد عليها،



ونأتي بك يا محمد على العصاة والمكذبين



من أمتك تشهد عليهم بالجحود والعصيان؟!



كيف يكون موقفهم؟



وكيف يكون حالهم؟



والاستفهام هنا للتوبيخ والتقريع.




{يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوْا الرَّسُولَ}



أي في ذلك اليوم العصيب يتمنى الفجار



الذين جحدوا وحدانية الله وعصوا رسوله





{لَوْ تُسَوَّى بِهِمْ الأَرْضُ}



أي لو يدفنوا في الأرض ثم تُسوّى بهم كما تُسوَّى بالموتى،



أو لو تنشق الأرض فتبتلعهم ويكونون تراباً





كقوله



{يوم ينظر المرء ما قدمت يداه



ويقول الكافر يا ليتني كنتُ تراباً}



وذلك لما يرون من أهوال يوم القيامة





{وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا}



أي لا يستطيعون أن يكتموا الله حديثاً



لأن جوارحهم تشهد عليهم بما فعلوه.



يُتبـــــع