تفسير بعض سور القرآن الكريم

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع مرسي الفر
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71)



"يَا أَهْل الْكِتَاب لِمَ تُلْبِسُونَ"


تَخْلِطُونَ




"الْحَقّ بِالْبَاطِلِ"


بِالتَّحْرِيفِ وَالتَّزْوِير




"وَتَكْتُمُونَ الْحَقّ"


أَيْ نَعْت النَّبِيّ




"وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ"


أَنَّهُ الْحَقّ







وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا


وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)



"وَقَالَتْ طَائِفَة مِنْ أَهْل الْكِتَاب"


الْيَهُود لِبَعْضِهِمْ





"آمِنُوا بِاَلَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا"


أَيْ الْقُرْآن





"وَجْه النَّهَار"


أَوَّله





"وَاكْفُرُوا"


بِهِ





"آخِره لَعَلَّهُمْ"


أَيْ الْمُؤْمِنِينَ





"يَرْجِعُونَ"


عَنْ دِينهمْ إذْ يَقُولُونَ مَا رَجَعَ هَؤُلَاءِ عَنْهُ بَعْد دُخُولهمْ فِيهِ​


وَهُمْ أُولُو عِلْم إلَّا لِعِلْمِهِمْ بُطْلَانه







وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ


أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73)



وقالوا أيضا


"وَلَا تُؤْمِنُوا"


تُصَدِّقُوا






"إلَّا لِمَنْ تَبِعَ"


وَافَقَ



" دِينكُمْ "




قَالَ تَعَالَى :​



"قُلْ"


لَهُمْ يَا مُحَمَّد​






"إنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّه"


الَّذِي هُوَ الْإِسْلَام وَمَا عَدَاهُ ضَلَال وَالْجُمْلَة اعْتِرَاض​






"أَنْ"


أَيْ بِأَنْ​






"يُؤْتَى أَحَد مِثْل مَا أُوتِيتُمْ"


مِنْ الْكِتَاب وَالْحِكْمَة وَالْفَضَائِل وَأَنْ مَفْعُول تُؤْمِنُوا وَالْمُسْتَثْنَى مِنْهُ​


أَحَد قُدِّمَ عَلَيْهِ الْمُسْتَثْنَى الْمَعْنَى :​


لَا تُقِرُّوا بِأَنْ أَحَدًا يُؤْتَى ذَلِكَ إلَّا لِمَنْ اتَّبَعَ دِينكُمْ




"أَوْ"


بِأَنْ​







"يُحَاجُّوكُمْ"


أَيْ الْمُؤْمِنُونَ يَغْلِبُوكُمْ​







"عِنْد رَبّكُمْ"


يَوْم الْقِيَامَة لِأَنَّكُمْ أَصَحّ دِينًا​




وَفِي قِرَاءَة : أَأَنْ بِهَمْزَةِ التَّوْبِيخ أَيْ إيتَاء أَحَد مِثْله تُقِرُّونَ بِهِ




"قُلْ إنَّ الْفَضْل بِيَدِ اللَّه يُؤْتِيه مَنْ يَشَاء"


فَمِنْ أَيْنَ لَكُمْ أَنَّهُ لَا يُؤْتَى أَحَد مِثْل مَا أُوتِيتُمْ





"وَاَللَّه وَاسِع"


كَثِير الْفَضْل





"عَلِيم"


بِمَنْ هُوَ أَهْله









يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74)


أي: اختصكم -أيها المؤمنون-من الفضل بما لا يُحَد ولا يُوصَف،


بما شرف به نبيكم محمدًا صلى الله عليه وسلم


على سائر الأنبياء وهداكم به لأحمد الشرائع.










وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ


إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ


وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)



"وَمِنْ أَهْل الْكِتَاب مَنْ إنْ تَأْمَنهُ بِقِنْطَارٍ"


أَيْ بِمَالٍ كَثِير




"يُؤَدِّهِ إلَيْك"


لِأَمَانَتِهِ​


كَعَبْدِ اللَّه بْن سَلَام أَوْدَعَهُ رَجُل أَلْفًا وَمِائَتَيْ أُوقِيَّة ذَهَبًا فَأَدَّاهَا إلَيْهِ





"وَمِنْهُمْ مَنْ إنْ تَأْمَنهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إلَيْك"


لِخِيَانَتِهِ





"إلَّا مَا دُمْت عَلَيْهِ قَائِمًا"


لَا تُفَارِقهُ فَمَتَى فَارَقْته أَنْكَرَهُ​



كَكَعْبِ بْن الْأَشْرَف اسْتَوْدَعَهُ قُرَشِيّ دِينَارًا فَجَحَدَهُ





"ذَلِكَ"


أَيْ تَرْك الْأَدَاء





"بِأَنَّهُمْ قَالُوا"


بِسَبَبِ قَوْلهمْ





"لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ"


أَيْ الْعَرَب





"سَبِيل"


أَيْ إثْم لِاسْتِحْلَالِهِمْ ظُلْم مَنْ خَالَفَ دِينهمْ وَنَسَبُوهُ إلَيْهِ تَعَالَى​







"وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّه الْكَذِب"


فِي نِسْبَة ذَلِكَ إلَيْهِ





"وَهُمْ يَعْلَمُونَ"


أَنَّهُمْ كَاذِبُونَ








بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (76)



"بَلَى"


عَلَيْهِمْ فِي سَبِيل





"مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ"


الَّذِي عَاهَدَ عَلَيْهِ أَوْ بِعَهْدِ اللَّه إلَيْهِ مِنْ أَدَاء الْأَمَانَة وَغَيْره






"وَاتَّقَى"


اللَّه بِتَرْكِ الْمَعَاصِي وَعَمِلَ الطَّاعَات





"فَإِنَّ اللَّه يُحِبّ الْمُتَّقِينَ"


فِيهِ وَضْع الظَّاهِر مَوْضِع الْمُضْمَر أَيْ يُحِبّهُمْ بِمَعْنَى يُثِيبهُمْ








إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ


وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77)



وَنَزَلَ فِي الْيَهُود لَمَّا بَدَّلُوا نَعْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَهْد اللَّه إلَيْهِمْ فِي التَّوْرَاة


وَفِيمَنْ حَلَفَ كَاذِبًا فِي دَعْوَى أَوْ فِي بَيْع سِلْعَة



"إنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ"


يَسْتَبْدِلُونَ





"بِعَهْدِ اللَّه"


إلَيْهِمْ فِي الْإِيمَان بِالنَّبِيِّ وَأَدَاء الْأَمَانَة





"وَأَيْمَانهمْ"


حَلِفهمْ بِهِ تَعَالَى كَاذِبِينَ






"ثَمَنًا قَلِيلًا"


مِنْ الدُّنْيَا






"أُولَئِكَ لَا خَلَاق"


نَصِيب






"لَهُمْ فِي الْآخِرَة وَلَا يُكَلِّمهُمْ اللَّه"


غَضَبًا








"وَلَا يَنْظُر إلَيْهِمْ"


يَرْحَمهُمْ "يَوْم الْقِيَامَة






وَلَا يُزَكِّيهِمْ"


يُطَهِّرهُمْ







"وَلَهُمْ عَذَاب أَلِيم"


مُؤْلِم
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71)



"يَا أَهْل الْكِتَاب لِمَ تُلْبِسُونَ"


تَخْلِطُونَ




"الْحَقّ بِالْبَاطِلِ"


بِالتَّحْرِيفِ وَالتَّزْوِير




"وَتَكْتُمُونَ الْحَقّ"


أَيْ نَعْت النَّبِيّ




"وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ"


أَنَّهُ الْحَقّ







وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا


وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)



"وَقَالَتْ طَائِفَة مِنْ أَهْل الْكِتَاب"


الْيَهُود لِبَعْضِهِمْ





"آمِنُوا بِاَلَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا"


أَيْ الْقُرْآن





"وَجْه النَّهَار"


أَوَّله





"وَاكْفُرُوا"


بِهِ





"آخِره لَعَلَّهُمْ"


أَيْ الْمُؤْمِنِينَ





"يَرْجِعُونَ"


عَنْ دِينهمْ إذْ يَقُولُونَ مَا رَجَعَ هَؤُلَاءِ عَنْهُ بَعْد دُخُولهمْ فِيهِ​


وَهُمْ أُولُو عِلْم إلَّا لِعِلْمِهِمْ بُطْلَانه







وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ


أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73)



وقالوا أيضا


"وَلَا تُؤْمِنُوا"


تُصَدِّقُوا






"إلَّا لِمَنْ تَبِعَ"


وَافَقَ



" دِينكُمْ "




قَالَ تَعَالَى :​



"قُلْ"


لَهُمْ يَا مُحَمَّد​






"إنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّه"


الَّذِي هُوَ الْإِسْلَام وَمَا عَدَاهُ ضَلَال وَالْجُمْلَة اعْتِرَاض​






"أَنْ"


أَيْ بِأَنْ​






"يُؤْتَى أَحَد مِثْل مَا أُوتِيتُمْ"


مِنْ الْكِتَاب وَالْحِكْمَة وَالْفَضَائِل وَأَنْ مَفْعُول تُؤْمِنُوا وَالْمُسْتَثْنَى مِنْهُ​


أَحَد قُدِّمَ عَلَيْهِ الْمُسْتَثْنَى الْمَعْنَى :​


لَا تُقِرُّوا بِأَنْ أَحَدًا يُؤْتَى ذَلِكَ إلَّا لِمَنْ اتَّبَعَ دِينكُمْ




"أَوْ"


بِأَنْ​







"يُحَاجُّوكُمْ"


أَيْ الْمُؤْمِنُونَ يَغْلِبُوكُمْ​







"عِنْد رَبّكُمْ"


يَوْم الْقِيَامَة لِأَنَّكُمْ أَصَحّ دِينًا​




وَفِي قِرَاءَة : أَأَنْ بِهَمْزَةِ التَّوْبِيخ أَيْ إيتَاء أَحَد مِثْله تُقِرُّونَ بِهِ




"قُلْ إنَّ الْفَضْل بِيَدِ اللَّه يُؤْتِيه مَنْ يَشَاء"


فَمِنْ أَيْنَ لَكُمْ أَنَّهُ لَا يُؤْتَى أَحَد مِثْل مَا أُوتِيتُمْ





"وَاَللَّه وَاسِع"


كَثِير الْفَضْل





"عَلِيم"


بِمَنْ هُوَ أَهْله









يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74)


أي: اختصكم -أيها المؤمنون-من الفضل بما لا يُحَد ولا يُوصَف،


بما شرف به نبيكم محمدًا صلى الله عليه وسلم


على سائر الأنبياء وهداكم به لأحمد الشرائع.










وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ


إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ


وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)



"وَمِنْ أَهْل الْكِتَاب مَنْ إنْ تَأْمَنهُ بِقِنْطَارٍ"


أَيْ بِمَالٍ كَثِير




"يُؤَدِّهِ إلَيْك"


لِأَمَانَتِهِ​


كَعَبْدِ اللَّه بْن سَلَام أَوْدَعَهُ رَجُل أَلْفًا وَمِائَتَيْ أُوقِيَّة ذَهَبًا فَأَدَّاهَا إلَيْهِ





"وَمِنْهُمْ مَنْ إنْ تَأْمَنهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إلَيْك"


لِخِيَانَتِهِ





"إلَّا مَا دُمْت عَلَيْهِ قَائِمًا"


لَا تُفَارِقهُ فَمَتَى فَارَقْته أَنْكَرَهُ​



كَكَعْبِ بْن الْأَشْرَف اسْتَوْدَعَهُ قُرَشِيّ دِينَارًا فَجَحَدَهُ





"ذَلِكَ"


أَيْ تَرْك الْأَدَاء





"بِأَنَّهُمْ قَالُوا"


بِسَبَبِ قَوْلهمْ





"لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ"


أَيْ الْعَرَب





"سَبِيل"


أَيْ إثْم لِاسْتِحْلَالِهِمْ ظُلْم مَنْ خَالَفَ دِينهمْ وَنَسَبُوهُ إلَيْهِ تَعَالَى​







"وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّه الْكَذِب"


فِي نِسْبَة ذَلِكَ إلَيْهِ





"وَهُمْ يَعْلَمُونَ"


أَنَّهُمْ كَاذِبُونَ








بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (76)



"بَلَى"


عَلَيْهِمْ فِي سَبِيل





"مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ"


الَّذِي عَاهَدَ عَلَيْهِ أَوْ بِعَهْدِ اللَّه إلَيْهِ مِنْ أَدَاء الْأَمَانَة وَغَيْره






"وَاتَّقَى"


اللَّه بِتَرْكِ الْمَعَاصِي وَعَمِلَ الطَّاعَات





"فَإِنَّ اللَّه يُحِبّ الْمُتَّقِينَ"


فِيهِ وَضْع الظَّاهِر مَوْضِع الْمُضْمَر أَيْ يُحِبّهُمْ بِمَعْنَى يُثِيبهُمْ








إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ


وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77)



وَنَزَلَ فِي الْيَهُود لَمَّا بَدَّلُوا نَعْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَهْد اللَّه إلَيْهِمْ فِي التَّوْرَاة


وَفِيمَنْ حَلَفَ كَاذِبًا فِي دَعْوَى أَوْ فِي بَيْع سِلْعَة



"إنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ"


يَسْتَبْدِلُونَ





"بِعَهْدِ اللَّه"


إلَيْهِمْ فِي الْإِيمَان بِالنَّبِيِّ وَأَدَاء الْأَمَانَة





"وَأَيْمَانهمْ"


حَلِفهمْ بِهِ تَعَالَى كَاذِبِينَ






"ثَمَنًا قَلِيلًا"


مِنْ الدُّنْيَا






"أُولَئِكَ لَا خَلَاق"


نَصِيب






"لَهُمْ فِي الْآخِرَة وَلَا يُكَلِّمهُمْ اللَّه"


غَضَبًا








"وَلَا يَنْظُر إلَيْهِمْ"


يَرْحَمهُمْ "يَوْم الْقِيَامَة






وَلَا يُزَكِّيهِمْ"


يُطَهِّرهُمْ







"وَلَهُمْ عَذَاب أَلِيم"


مُؤْلِم
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ
وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)






"وَإِنَّ مِنْهُمْ"
أَيْ أَهْل الْكِتَاب


"لَفَرِيقًا"
طَائِفَة
كَكَعْبِ بْن الْأَشْرَف


"يَلْوُونَ أَلْسِنَتهمْ بِالْكِتَابِ"
أَيْ يَعْطِفُونَهَا بِقِرَاءَتِهِ عَنْ الْمُنَزَّل
إلَى مَا حَرَّفُوهُ مِنْ نَعْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْوه



"لِتَحْسَبُوهُ"
أَيْ الْمُحَرَّف



"مِنْ الْكِتَاب"
الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّه




"وَمَا هُوَ مِنْ الْكِتَاب وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْد اللَّه وَمَا هُوَ مِنْ عِنْد اللَّه
وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّه الْكَذِب وَهُمْ يَعْلَمُونَ"

أَنَّهُمْ كَاذِبُونَ












مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي
مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)




وَنَزَلَ لَمَّا قَالَ نَصَارَى نَجْرَان إنَّ عِيسَى أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَّخِذُوهُ رَبًّا
وَلَمَّا طَلَبَ بَعْض الْمُسْلِمِينَ السُّجُود لَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


"مَا كَانَ"
يَنْبَغِي




"لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيه اللَّه الْكِتَاب وَالْحُكْم"
أَيْ الْفَهْم لِلشَّرِيعَةِ



"وَالنُّبُوَّة ثُمَّ يَقُول لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُون اللَّه وَلَكِنْ"
يَقُول




"كُونُوا رَبَّانِيِّينَ"
عُلَمَاء عَامِلِينَ مَنْسُوبِينَ إلَى الرَّبّ
بِزِيَادَةِ أَلِف وَنُون تَفْخِيمًا



"بِمَا كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ"
بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد



"الْكِتَاب وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ"
أَيْ بِسَبَبِ ذَلِكَ فَإِنَّ فَائِدَته أَنْ تَعْمَلُوا









وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80)






"وَلَا يَأْمُركُمْ"
بِالرَّفْعِ اسْتِئْنَافًا أَيْ اللَّه
وَالنَّصْب عَطْفًا عَلَى يَقُول أَيْ الْبَشَر




"أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَة وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا"
كَمَا اتَّخَذَتْ الصَّابِئَة الْمَلَائِكَة
وَالْيَهُود عُزَيْرًا
وَالنَّصَارَى عِيسَى




"أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْد إذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"
لَا يَنْبَغِي لَهُ هَذَا










وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ
لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي
قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81)





" وَ"
اذْكُرْ


"إذ"
حِين



"أَخَذَ اللَّه مِيثَاق النَّبِيِّينَ"
عَهْدهمْ





"لَمَا"
بِفَتْحِ اللَّام لِلِابْتِدَاءِ وَتَوْكِيد مَعْنَى الْقَسَم الَّذِي فِي أَخْذ الْمِيثَاق
وَكَسْرهَا مُتَعَلِّقَة بِأَخَذَ وَمَا مَوْصُولَة عَلَى الْوَجْهَيْنِ
أَيْ لِلَّذِي



"آتَيْتُكُمْ"
إيَّاهُ وَفِي قِرَاءَة آتَيْنَاكُمْ



"مِنْ كِتَاب وَحِكْمَة ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُول مُصَدِّق لِمَا مَعَكُمْ"
مِنْ الْكِتَاب وَالْحِكْمَة وَهُوَ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ





"لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ"
جَوَاب الْقَسَم إنْ أَدْرَكْتُمُوهُ وَأُمَمهمْ تَبَع لَهُمْ فِي ذَلِكَ




"قَالَ"
تَعَالَى لَهُمْ




"أَأَقْرَرْتُمْ"
بِذَلِكَ "




وَأَخَذْتُمْ"
قَبِلْتُمْ




"عَلَى ذَلِكُمْ إصْرِي"
عَهْدِي




"قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا"
عَلَى أَنْفُسكُمْ وَأَتْبَاعكُمْ بِذَلِكَ





"وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ"
عَلَيْكُمْ وَعَلَيْهِمْ













فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82)





"فَمَنْ تَوَلَّى"
أَعْرَض




"بَعْد ذَلِكَ"
الْمِيثَاق




"فأولئك هم الفاسقون"












أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)




"أَفَغَيْر دِين اللَّه يَبْغُونَ"
بِالْيَاءِ وَالتَّاء أَيْ الْمُتَوَلُّونَ





"وَلَهُ أَسْلَمَ"
انْقَادَ





"مَنْ فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض طَوْعًا"
بِلَا إبَاء





"وَكَرْهًا"
بِمُعَايَنَةِ مَا يُلْجِئ إلَيْهِ






"وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ"
بِالتَّاءِ وَالْيَاء وَالْهَمْزَة فِي أَوَّل الْآيَة لِلْإِنْكَارِ
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ
وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)






"وَإِنَّ مِنْهُمْ"
أَيْ أَهْل الْكِتَاب


"لَفَرِيقًا"
طَائِفَة
كَكَعْبِ بْن الْأَشْرَف


"يَلْوُونَ أَلْسِنَتهمْ بِالْكِتَابِ"
أَيْ يَعْطِفُونَهَا بِقِرَاءَتِهِ عَنْ الْمُنَزَّل
إلَى مَا حَرَّفُوهُ مِنْ نَعْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْوه



"لِتَحْسَبُوهُ"
أَيْ الْمُحَرَّف



"مِنْ الْكِتَاب"
الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّه




"وَمَا هُوَ مِنْ الْكِتَاب وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْد اللَّه وَمَا هُوَ مِنْ عِنْد اللَّه
وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّه الْكَذِب وَهُمْ يَعْلَمُونَ"

أَنَّهُمْ كَاذِبُونَ












مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي
مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)




وَنَزَلَ لَمَّا قَالَ نَصَارَى نَجْرَان إنَّ عِيسَى أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَّخِذُوهُ رَبًّا
وَلَمَّا طَلَبَ بَعْض الْمُسْلِمِينَ السُّجُود لَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


"مَا كَانَ"
يَنْبَغِي




"لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيه اللَّه الْكِتَاب وَالْحُكْم"
أَيْ الْفَهْم لِلشَّرِيعَةِ



"وَالنُّبُوَّة ثُمَّ يَقُول لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُون اللَّه وَلَكِنْ"
يَقُول




"كُونُوا رَبَّانِيِّينَ"
عُلَمَاء عَامِلِينَ مَنْسُوبِينَ إلَى الرَّبّ
بِزِيَادَةِ أَلِف وَنُون تَفْخِيمًا



"بِمَا كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ"
بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد



"الْكِتَاب وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ"
أَيْ بِسَبَبِ ذَلِكَ فَإِنَّ فَائِدَته أَنْ تَعْمَلُوا









وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80)






"وَلَا يَأْمُركُمْ"
بِالرَّفْعِ اسْتِئْنَافًا أَيْ اللَّه
وَالنَّصْب عَطْفًا عَلَى يَقُول أَيْ الْبَشَر




"أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَة وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا"
كَمَا اتَّخَذَتْ الصَّابِئَة الْمَلَائِكَة
وَالْيَهُود عُزَيْرًا
وَالنَّصَارَى عِيسَى




"أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْد إذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"
لَا يَنْبَغِي لَهُ هَذَا










وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ
لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي
قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81)





" وَ"
اذْكُرْ


"إذ"
حِين



"أَخَذَ اللَّه مِيثَاق النَّبِيِّينَ"
عَهْدهمْ





"لَمَا"
بِفَتْحِ اللَّام لِلِابْتِدَاءِ وَتَوْكِيد مَعْنَى الْقَسَم الَّذِي فِي أَخْذ الْمِيثَاق
وَكَسْرهَا مُتَعَلِّقَة بِأَخَذَ وَمَا مَوْصُولَة عَلَى الْوَجْهَيْنِ
أَيْ لِلَّذِي



"آتَيْتُكُمْ"
إيَّاهُ وَفِي قِرَاءَة آتَيْنَاكُمْ



"مِنْ كِتَاب وَحِكْمَة ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُول مُصَدِّق لِمَا مَعَكُمْ"
مِنْ الْكِتَاب وَالْحِكْمَة وَهُوَ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ





"لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ"
جَوَاب الْقَسَم إنْ أَدْرَكْتُمُوهُ وَأُمَمهمْ تَبَع لَهُمْ فِي ذَلِكَ




"قَالَ"
تَعَالَى لَهُمْ




"أَأَقْرَرْتُمْ"
بِذَلِكَ "




وَأَخَذْتُمْ"
قَبِلْتُمْ




"عَلَى ذَلِكُمْ إصْرِي"
عَهْدِي




"قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا"
عَلَى أَنْفُسكُمْ وَأَتْبَاعكُمْ بِذَلِكَ





"وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ"
عَلَيْكُمْ وَعَلَيْهِمْ













فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82)





"فَمَنْ تَوَلَّى"
أَعْرَض




"بَعْد ذَلِكَ"
الْمِيثَاق




"فأولئك هم الفاسقون"












أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)




"أَفَغَيْر دِين اللَّه يَبْغُونَ"
بِالْيَاءِ وَالتَّاء أَيْ الْمُتَوَلُّونَ





"وَلَهُ أَسْلَمَ"
انْقَادَ





"مَنْ فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض طَوْعًا"
بِلَا إبَاء





"وَكَرْهًا"
بِمُعَايَنَةِ مَا يُلْجِئ إلَيْهِ






"وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ"
بِالتَّاءِ وَالْيَاء وَالْهَمْزَة فِي أَوَّل الْآيَة لِلْإِنْكَارِ
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ
وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ
لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84)





"قُلْ"
لَهُمْ يَا مُحَمَّد




"آمَنَّا بِاَللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل
وَإِسْحَاق وَيَعْقُوب وَالْأَسْبَاط"
أَوْلَاده




"وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبّهمْ لَا نُفَرِّق بَيْن أَحَد مِنْهُمْ"
بِالتَّصْدِيقِ وَالتَّكْذِيب





"وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ"
مُخْلِصُونَ فِي الْعِبَادَة
وَنَزَلَ فِيمَنْ ارْتَدَّ وَلَحِقَ بِالْكُفَّارِ











وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)






"وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْر الْإِسْلَام دِينًا فَلَنْ يُقْبَل مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَة مِنْ الْخَاسِرِينَ"
لِمَصِيرِهِ إلَى النَّار الْمُؤَبَّدَة عَلَيْهِ













كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ
وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86)






"كَيْفَ"
أَيْ لَا





"يَهْدِي اللَّه قَوْمًا كَفَرُوا بَعْد إيمَانهمْ وَشَهِدُوا"
أَيْ شَهَادَتهمْ




"أَنَّ الرَّسُول حَقّ"
وَقَدْ "جَاءَهُمْ الْبَيِّنَات" الْحُجَج الظَّاهِرَات عَلَى صِدْق النَّبِيّ







"وَاَللَّه لَا يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمِينَ"
أَيْ الْكَافِرِينَ











أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87)


أي: يلعنهم الله ويلعنهم خلقه











خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88)





"خَالِدِينَ فِيهَا"
أَيْ اللَّعْنَة أَوْ النَّار الْمَدْلُول بِهَا عَلَيْهَا







"لَا يُخَفَّف عَنْهُمْ الْعَذَاب وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ"
يُمْهَلُونَ













إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89)





"إلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْد ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا"
عَمَلهمْ



"فَإِنَّ اللَّه غَفُور"
لَهُمْ




"رَحِيم"
بِهِمْ











إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (90)




وَنَزَلَ فِي الْيَهُود
"إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا"
بِعِيسَى





"بَعْد إيمَانهمْ"
بِمُوسَى





"ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا"
بِمُحَمَّدٍ






"لَنْ تُقْبَل تَوْبَتهمْ"
إذَا غَرْغَرُوا أَوْ مَاتُوا كُفَّارًا






"وأولئك هم

الا

لضالون"













إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا
وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (91)






"إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّار فَلَنْ يُقْبَل مِنْ أَحَدهمْ مِلْء الْأَرْض"
مِقْدَار مَا يَمْلَؤُهَا


"ذَهَبًا وَلَوْ افْتَدَى بِهِ"
أَدْخَلَ الْفَاء فِي خَبَر إنَّ لِشَبَهِ الَّذِينَ بِالشَّرْطِ وَإِيذَانًا بِتَسَبُّبِ عَدَم الْقَبُول
عَنْ الْمَوْت عَلَى الْكُفْر






"أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَاب أَلِيم"
مُؤْلِم






"وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ"
مَانِعِينَ مِنْهُ .
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ
وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ
لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84)





"قُلْ"
لَهُمْ يَا مُحَمَّد




"آمَنَّا بِاَللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل
وَإِسْحَاق وَيَعْقُوب وَالْأَسْبَاط"
أَوْلَاده




"وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبّهمْ لَا نُفَرِّق بَيْن أَحَد مِنْهُمْ"
بِالتَّصْدِيقِ وَالتَّكْذِيب





"وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ"
مُخْلِصُونَ فِي الْعِبَادَة
وَنَزَلَ فِيمَنْ ارْتَدَّ وَلَحِقَ بِالْكُفَّارِ











وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)






"وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْر الْإِسْلَام دِينًا فَلَنْ يُقْبَل مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَة مِنْ الْخَاسِرِينَ"
لِمَصِيرِهِ إلَى النَّار الْمُؤَبَّدَة عَلَيْهِ













كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ
وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86)






"كَيْفَ"
أَيْ لَا





"يَهْدِي اللَّه قَوْمًا كَفَرُوا بَعْد إيمَانهمْ وَشَهِدُوا"
أَيْ شَهَادَتهمْ




"أَنَّ الرَّسُول حَقّ"
وَقَدْ "جَاءَهُمْ الْبَيِّنَات" الْحُجَج الظَّاهِرَات عَلَى صِدْق النَّبِيّ







"وَاَللَّه لَا يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمِينَ"
أَيْ الْكَافِرِينَ











أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87)


أي: يلعنهم الله ويلعنهم خلقه











خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88)





"خَالِدِينَ فِيهَا"
أَيْ اللَّعْنَة أَوْ النَّار الْمَدْلُول بِهَا عَلَيْهَا







"لَا يُخَفَّف عَنْهُمْ الْعَذَاب وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ"
يُمْهَلُونَ













إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89)





"إلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْد ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا"
عَمَلهمْ



"فَإِنَّ اللَّه غَفُور"
لَهُمْ




"رَحِيم"
بِهِمْ











إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (90)




وَنَزَلَ فِي الْيَهُود
"إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا"
بِعِيسَى





"بَعْد إيمَانهمْ"
بِمُوسَى





"ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا"
بِمُحَمَّدٍ






"لَنْ تُقْبَل تَوْبَتهمْ"
إذَا غَرْغَرُوا أَوْ مَاتُوا كُفَّارًا






"وأولئك هم

الا

لضالون"













إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا
وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (91)






"إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّار فَلَنْ يُقْبَل مِنْ أَحَدهمْ مِلْء الْأَرْض"
مِقْدَار مَا يَمْلَؤُهَا


"ذَهَبًا وَلَوْ افْتَدَى بِهِ"
أَدْخَلَ الْفَاء فِي خَبَر إنَّ لِشَبَهِ الَّذِينَ بِالشَّرْطِ وَإِيذَانًا بِتَسَبُّبِ عَدَم الْقَبُول
عَنْ الْمَوْت عَلَى الْكُفْر






"أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَاب أَلِيم"
مُؤْلِم






"وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ"
مَانِعِينَ مِنْهُ .
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92)



"لَنْ تَنَالُوا الْبِرّ"
أَيْ ثَوَابه وَهُوَ الْجَنَّة


"حَتَّى تُنْفِقُوا"
تَصَدَّقُوا




"مِمَّا تُحِبُّونَ"
مِنْ أَمْوَالكُمْ




"وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْء فَإِنَّ اللَّه بِهِ عَلِيم"
فَيُجَازِي عَلَيْهِ








كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ
مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93)



وَنَزَلَ لَمَّا قَالَ الْيَهُود إنَّك تَزْعُم أَنَّك عَلَى مِلَّة إبْرَاهِيم وَكَانَ لَا يَأْكُل لُحُوم الْإِبِل وَأَلْبَانهَا


"كُلّ الطَّعَام كَانَ حِلًّا"
حَلَالًا ,



"لِبَنِي إسْرَائِيل إلَّا مَا حَرَّمَ إسْرَائِيل"
يَعْقُوب



"عَلَى نَفْسه"
وَهُوَ الْإِبِل لَمَّا حَصَلَ لَهُ عِرْق النَّسَا بِالْفَتْحِ وَالْقَصْر
فَنَذَرَ إنْ شُفِيَ لَا يَأْكُلهَا فَحُرِّمَ عَلَيْهِ


"مِنْ قَبْل أَنْ تُنَزَّل التَّوْرَاة"
وَذَلِك بَعْد إبْرَاهِيم وَلَمْ تَكُنْ عَلَى عَهْده حَرَامًا كَمَا زَعَمُوا



"قُلْ"
لَهُمْ



"فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا"
لِيَتَبَيَّن صِدْق قَوْلكُمْ



"إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"
فِيهِ فَبُهِتُوا وَلَمْ يَأْتُوا بِهَا







فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (94)



"فَمَنْ افْتَرَى عَلَى اللَّه الْكَذِب مِنْ بَعْد ذَلِكَ"
أَيْ ظُهُور الْحُجَّة بِأَنَّ التَّحْرِيم إنَّمَا كَانَ مِنْ جِهَة يَعْقُوب لَا عَلَى عَهْد إبْرَاهِيم




"فَأُولَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ"
الْمُتَجَاوِزُونَ الْحَقّ إلَى الْبَاطِل








قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (95)




"قُلْ صَدَقَ اللَّه"
فِي هَذَا كَجَمِيعِ مَا أَخْبَرَ بِهِ




"فَاتَّبِعُوا مِلَّة إبْرَاهِيم"
الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا



"حَنِيفًا"
مَائِلًا عَنْ كُلّ دِين إلَى الْإِسْلَام



"وما كان من المشركين"








إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96)




وَنَزَلَ لَمَّا قَالُوا قِبْلَتنَا قَبْل قِبْلَتكُمْ

"إنَّ أَوَّل بَيْت وُضِعَ"
مُتَعَبَّدًا ,


"لِلنَّاسِ"
فِي الْأَرْض



"لَلَّذِي بِبَكَّةَ"
بِالْبَاءِ لُغَة فِي مَكَّة سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تَبُكّ أَعْنَاق الْجَبَابِرَة
أَيْ تَدُقّهَا
بَنَاهُ الْمَلَائِكَة قَبْل خَلْق آدَم وَوُضِعَ بَعْده الْأَقْصَى وَبَيْنهمَا أَرْبَعُونَ سَنَة
كَمَا فِي حَدِيث الصَّحِيحَيْنِ وَفِي حَدِيث
(أَنَّهُ أَوَّل مَا ظَهَرَ عَلَى وَجْه الْمَاء عِنْد خَلْق السَّمَاوَات وَالْأَرْض
زُبْدَة بَيْضَاء فَدُحِيَتْ الْأَرْض مِنْ تَحْته)



"مُبَارَكًا"
حَال مِنْ الَّذِي أَيْ ذَا بَرَكَة



"وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ"
لِأَنَّهُ قِبْلَتهمْ








فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ
مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)





"فِيهِ آيَات بَيِّنَات"
مِنْهَا



"مَقَام إبْرَاهِيم"
أَيْ الْحَجَر الَّذِي قَامَ عَلَيْهِ عِنْد بِنَاء الْبَيْت فَأَثَر قَدَمَاهُ فِيهِ
وَبَقِيَ إلَى الْآن مَعَ تَطَاوُل الزَّمَان وَتَدَاوُل الْأَيْدِي عَلَيْهِ

وَمِنْهَا تَضْعِيف الْحَسَنَات فِيهِ وَأَنَّ الطَّيْر لَا يَعْلُوهُ



"وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا"
لَا يُتَعَرَّض إلَيْهِ بِقَتْلٍ أَوْ ظُلْم أَوْ غَيْر ذَلِكَ



"وَلِلَّهِ عَلَى النَّاس حِجّ الْبَيْت"
وَاجِب بِكَسْرِ الْحَاء وَفَتْحهَا لُغَتَانِ فِي مَصْدَر حَجَّ قَصَدَ وَيُبْدَل مِنْ النَّاس



"مَنْ اسْتَطَاعَ إلَيْهِ سَبِيلًا"
طَرِيقًا فَسَّرَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالزَّادِ وَالرَّاحِلَة
رَوَاهُ الْحَاكِم وَغَيْره





"وَمَنْ كَفَرَ"
بِاَللَّهِ



أَوْ
بِمَا فَرَضَهُ مِنْ الْحَجّ





"فَإِنَّ اللَّه غَنِيّ عَنْ الْعَالَمِينَ"
الْإِنْس وَالْجِنّ وَالْمَلَائِكَة وَعَنْ عِبَادَتهمْ








قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98)




"قُلْ يَا أَهْل الْكِتَاب لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّه"
الْقُرْآن




"وَاَللَّه شَهِيد عَلَى مَا تَعْمَلُونَ"
فَيُجَازِيكُمْ عَلَيْهِ








قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا
وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99)





"قُلْ يَا أَهْل الْكِتَاب لِمَ تَصُدُّونَ"
تَصْرِفُونَ




"عَنْ سَبِيل اللَّه"
أَيْ دِينه




"مَنْ آمَنَ"
بِتَكْذِيبِكُمْ النَّبِيّ وَكَتْم نِعْمَته




"تَبْغُونَهَا"
أَيْ تَطْلُبُونَ السَّبِيل




"عِوَجًا"
مَصْدَر بِمَعْنَى مُعْوَجَّة أَيْ مَائِلَة عَنْ الْحَقّ



"وَأَنْتُمْ شُهَدَاء"
عَالِمُونَ بِأَنَّ الدِّين الْمَرْضِيّ الْقَيِّم هُوَ دِين الْإِسْلَام كَمَا فِي كِتَابكُمْ




"وَمَا اللَّه بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ"
مِنْ الْكُفْر وَالتَّكْذِيب وَإِنَّمَا يُؤَخِّركُمْ إلَى وَقْتكُمْ لِيُجَازِيَكُمْ









يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100)



وَنَزَلَ لَمَّا مَرَّ بَعْض الْيَهُود عَلَى الْأَوْس وَالْخَزْرَج وَغَاظَهُمْ تَأَلُّفهمْ
فَذَكَّرُوهُمْ بِمَا كَانَ بَيْنهمْ فِي الْجَاهِلِيَّة مِنْ الْفِتَن
فَتَشَاجَرُوا وَكَادُوا يَقْتَتِلُونَ
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92)



"لَنْ تَنَالُوا الْبِرّ"
أَيْ ثَوَابه وَهُوَ الْجَنَّة


"حَتَّى تُنْفِقُوا"
تَصَدَّقُوا




"مِمَّا تُحِبُّونَ"
مِنْ أَمْوَالكُمْ




"وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْء فَإِنَّ اللَّه بِهِ عَلِيم"
فَيُجَازِي عَلَيْهِ








كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ
مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93)



وَنَزَلَ لَمَّا قَالَ الْيَهُود إنَّك تَزْعُم أَنَّك عَلَى مِلَّة إبْرَاهِيم وَكَانَ لَا يَأْكُل لُحُوم الْإِبِل وَأَلْبَانهَا


"كُلّ الطَّعَام كَانَ حِلًّا"
حَلَالًا ,



"لِبَنِي إسْرَائِيل إلَّا مَا حَرَّمَ إسْرَائِيل"
يَعْقُوب



"عَلَى نَفْسه"
وَهُوَ الْإِبِل لَمَّا حَصَلَ لَهُ عِرْق النَّسَا بِالْفَتْحِ وَالْقَصْر
فَنَذَرَ إنْ شُفِيَ لَا يَأْكُلهَا فَحُرِّمَ عَلَيْهِ


"مِنْ قَبْل أَنْ تُنَزَّل التَّوْرَاة"
وَذَلِك بَعْد إبْرَاهِيم وَلَمْ تَكُنْ عَلَى عَهْده حَرَامًا كَمَا زَعَمُوا



"قُلْ"
لَهُمْ



"فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا"
لِيَتَبَيَّن صِدْق قَوْلكُمْ



"إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"
فِيهِ فَبُهِتُوا وَلَمْ يَأْتُوا بِهَا







فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (94)



"فَمَنْ افْتَرَى عَلَى اللَّه الْكَذِب مِنْ بَعْد ذَلِكَ"
أَيْ ظُهُور الْحُجَّة بِأَنَّ التَّحْرِيم إنَّمَا كَانَ مِنْ جِهَة يَعْقُوب لَا عَلَى عَهْد إبْرَاهِيم




"فَأُولَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ"
الْمُتَجَاوِزُونَ الْحَقّ إلَى الْبَاطِل








قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (95)




"قُلْ صَدَقَ اللَّه"
فِي هَذَا كَجَمِيعِ مَا أَخْبَرَ بِهِ




"فَاتَّبِعُوا مِلَّة إبْرَاهِيم"
الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا



"حَنِيفًا"
مَائِلًا عَنْ كُلّ دِين إلَى الْإِسْلَام



"وما كان من المشركين"








إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96)




وَنَزَلَ لَمَّا قَالُوا قِبْلَتنَا قَبْل قِبْلَتكُمْ

"إنَّ أَوَّل بَيْت وُضِعَ"
مُتَعَبَّدًا ,


"لِلنَّاسِ"
فِي الْأَرْض



"لَلَّذِي بِبَكَّةَ"
بِالْبَاءِ لُغَة فِي مَكَّة سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تَبُكّ أَعْنَاق الْجَبَابِرَة
أَيْ تَدُقّهَا
بَنَاهُ الْمَلَائِكَة قَبْل خَلْق آدَم وَوُضِعَ بَعْده الْأَقْصَى وَبَيْنهمَا أَرْبَعُونَ سَنَة
كَمَا فِي حَدِيث الصَّحِيحَيْنِ وَفِي حَدِيث
(أَنَّهُ أَوَّل مَا ظَهَرَ عَلَى وَجْه الْمَاء عِنْد خَلْق السَّمَاوَات وَالْأَرْض
زُبْدَة بَيْضَاء فَدُحِيَتْ الْأَرْض مِنْ تَحْته)



"مُبَارَكًا"
حَال مِنْ الَّذِي أَيْ ذَا بَرَكَة



"وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ"
لِأَنَّهُ قِبْلَتهمْ








فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ
مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)





"فِيهِ آيَات بَيِّنَات"
مِنْهَا



"مَقَام إبْرَاهِيم"
أَيْ الْحَجَر الَّذِي قَامَ عَلَيْهِ عِنْد بِنَاء الْبَيْت فَأَثَر قَدَمَاهُ فِيهِ
وَبَقِيَ إلَى الْآن مَعَ تَطَاوُل الزَّمَان وَتَدَاوُل الْأَيْدِي عَلَيْهِ

وَمِنْهَا تَضْعِيف الْحَسَنَات فِيهِ وَأَنَّ الطَّيْر لَا يَعْلُوهُ



"وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا"
لَا يُتَعَرَّض إلَيْهِ بِقَتْلٍ أَوْ ظُلْم أَوْ غَيْر ذَلِكَ



"وَلِلَّهِ عَلَى النَّاس حِجّ الْبَيْت"
وَاجِب بِكَسْرِ الْحَاء وَفَتْحهَا لُغَتَانِ فِي مَصْدَر حَجَّ قَصَدَ وَيُبْدَل مِنْ النَّاس



"مَنْ اسْتَطَاعَ إلَيْهِ سَبِيلًا"
طَرِيقًا فَسَّرَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالزَّادِ وَالرَّاحِلَة
رَوَاهُ الْحَاكِم وَغَيْره





"وَمَنْ كَفَرَ"
بِاَللَّهِ



أَوْ
بِمَا فَرَضَهُ مِنْ الْحَجّ





"فَإِنَّ اللَّه غَنِيّ عَنْ الْعَالَمِينَ"
الْإِنْس وَالْجِنّ وَالْمَلَائِكَة وَعَنْ عِبَادَتهمْ








قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98)




"قُلْ يَا أَهْل الْكِتَاب لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّه"
الْقُرْآن




"وَاَللَّه شَهِيد عَلَى مَا تَعْمَلُونَ"
فَيُجَازِيكُمْ عَلَيْهِ








قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا
وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99)





"قُلْ يَا أَهْل الْكِتَاب لِمَ تَصُدُّونَ"
تَصْرِفُونَ




"عَنْ سَبِيل اللَّه"
أَيْ دِينه




"مَنْ آمَنَ"
بِتَكْذِيبِكُمْ النَّبِيّ وَكَتْم نِعْمَته




"تَبْغُونَهَا"
أَيْ تَطْلُبُونَ السَّبِيل




"عِوَجًا"
مَصْدَر بِمَعْنَى مُعْوَجَّة أَيْ مَائِلَة عَنْ الْحَقّ



"وَأَنْتُمْ شُهَدَاء"
عَالِمُونَ بِأَنَّ الدِّين الْمَرْضِيّ الْقَيِّم هُوَ دِين الْإِسْلَام كَمَا فِي كِتَابكُمْ




"وَمَا اللَّه بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ"
مِنْ الْكُفْر وَالتَّكْذِيب وَإِنَّمَا يُؤَخِّركُمْ إلَى وَقْتكُمْ لِيُجَازِيَكُمْ









يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100)



وَنَزَلَ لَمَّا مَرَّ بَعْض الْيَهُود عَلَى الْأَوْس وَالْخَزْرَج وَغَاظَهُمْ تَأَلُّفهمْ
فَذَكَّرُوهُمْ بِمَا كَانَ بَيْنهمْ فِي الْجَاهِلِيَّة مِنْ الْفِتَن
فَتَشَاجَرُوا وَكَادُوا يَقْتَتِلُونَ
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ
فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101)



"وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ"
اسْتِفْهَام تَعْجِيب وَتَوْبِيخ



"وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَات اللَّه وَفِيكُمْ رَسُوله وَمَنْ يَعْتَصِم"
يَتَمَسَّك
"بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم"









يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)



"يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّه حَقّ تُقَاته"
بِأَنْ يُطَاع فَلَا يُعْصَى وَيُشْكَر فَلَا يُكْفَر وَيُذْكَر فَلَا يُنْسَى

فَقَالُوا يَا رَسُول اللَّه وَمَنْ يَقْوَى عَلَى هَذَا
فَنُسِخَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى

"فَاتَّقُوا اللَّه مَا اسْتَطَعْتُمْ"




"وَلَا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"
مُوَحِّدُونَ







وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا
وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)



"وَاعْتَصِمُوا"
تَمَسَّكُوا




"بِحَبْلِ اللَّه"
أَيْ دِينه




"جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"
بَعْد الْإِسْلَام


"وَاذْكُرُوا نِعْمَة اللَّه" .

إنْعَامه



"عَلَيْكُمْ"
يَا مَعْشَر الْأَوْس وَالْخَزْرَج



"إذْ كُنْتُمْ"
قَبْل الْإِسْلَام



"أَعْدَاء فَأَلَّفَ"
جَمَعَ




"بَيْن قُلُوبكُمْ"
بِالْإِسْلَامِ




"فَأَصْبَحْتُمْ"
فَصِرْتُمْ



"بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا"
فِي الدِّين وَالْوِلَايَة



"وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا"
طَرَف




"حُفْرَة مِنْ النَّار"
لَيْسَ بَيْنكُمْ وَبَيْن الْوُقُوع فِيهَا إلَّا أَنْ تَمُوتُوا كُفَّارًا




"فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا"
بِالْإِيمَانِ




"كَذَلِكَ"
كَمَا بَيَّنَ لَكُمْ مَا ذُكِرَ

"يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون"










وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)




"وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّة يَدْعُونَ إلَى الْخَيْر"
الْإِسْلَام




"وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَر وَأُولَئِكَ"
الدَّاعُونَ الْآمِرُونَ النَّاهُونَ



"هُمْ الْمُفْلِحُونَ"
الْفَائِزُونَ وَمِنْ لِلتَّبْعِيضِ لِأَنَّ مَا ذُكِرَ فَرْض كِفَايَة لَا يَلْزَم كُلّ الْأُمَّة
وَلَا يَلِيق بِكُلِّ أَحَد كَالْجَاهِلِ








وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ
وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)



"وَلَا تَكُونُوا كَاَلَّذِينَ تَفَرَّقُوا"
عَنْ دِينهمْ




"وَاخْتَلَفُوا"
فِيهِ




"مِنْ
بَعْد مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَات





" وَهُمْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى "
وأولئك لهم عذاب عظيم"








يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ
أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106)




"يَوْم تَبْيَضّ وُجُوه وَتَسْوَدّ وُجُوه"
أَيْ يَوْم الْقِيَامَة




"فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوههمْ"
وَهُمْ الْكَافِرُونَ فَيُلْقَوْنَ فِي النَّار وَيُقَال لَهُمْ تَوْبِيخًا

"أَكَفَرْتُمْ بَعْد إيمَانكُمْ"
يَوْم أَخْذ الْمِيثَاق









وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107)



"وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوههمْ"
وَهُمْ الْمُؤْمِنُونَ



"فَفِي رَحْمَة اللَّه"
أَيْ جَنَّته










تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108)



"تِلْكَ"
أَيْ هَذِهِ الْآيَات




"آيَات اللَّه نَتْلُوهَا عَلَيْك"
يَا مُحَمَّد





"بِالْحَقِّ وَمَا اللَّه يُرِيد ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ"
بِأَنْ يَأْخُذهُمْ بِغَيْرِ جُرْم
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ
فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101)



"وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ"
اسْتِفْهَام تَعْجِيب وَتَوْبِيخ



"وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَات اللَّه وَفِيكُمْ رَسُوله وَمَنْ يَعْتَصِم"
يَتَمَسَّك
"بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم"









يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)



"يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّه حَقّ تُقَاته"
بِأَنْ يُطَاع فَلَا يُعْصَى وَيُشْكَر فَلَا يُكْفَر وَيُذْكَر فَلَا يُنْسَى

فَقَالُوا يَا رَسُول اللَّه وَمَنْ يَقْوَى عَلَى هَذَا
فَنُسِخَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى

"فَاتَّقُوا اللَّه مَا اسْتَطَعْتُمْ"




"وَلَا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"
مُوَحِّدُونَ







وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا
وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)



"وَاعْتَصِمُوا"
تَمَسَّكُوا




"بِحَبْلِ اللَّه"
أَيْ دِينه




"جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"
بَعْد الْإِسْلَام


"وَاذْكُرُوا نِعْمَة اللَّه" .

إنْعَامه



"عَلَيْكُمْ"
يَا مَعْشَر الْأَوْس وَالْخَزْرَج



"إذْ كُنْتُمْ"
قَبْل الْإِسْلَام



"أَعْدَاء فَأَلَّفَ"
جَمَعَ




"بَيْن قُلُوبكُمْ"
بِالْإِسْلَامِ




"فَأَصْبَحْتُمْ"
فَصِرْتُمْ



"بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا"
فِي الدِّين وَالْوِلَايَة



"وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا"
طَرَف




"حُفْرَة مِنْ النَّار"
لَيْسَ بَيْنكُمْ وَبَيْن الْوُقُوع فِيهَا إلَّا أَنْ تَمُوتُوا كُفَّارًا




"فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا"
بِالْإِيمَانِ




"كَذَلِكَ"
كَمَا بَيَّنَ لَكُمْ مَا ذُكِرَ

"يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون"










وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)




"وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّة يَدْعُونَ إلَى الْخَيْر"
الْإِسْلَام




"وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَر وَأُولَئِكَ"
الدَّاعُونَ الْآمِرُونَ النَّاهُونَ



"هُمْ الْمُفْلِحُونَ"
الْفَائِزُونَ وَمِنْ لِلتَّبْعِيضِ لِأَنَّ مَا ذُكِرَ فَرْض كِفَايَة لَا يَلْزَم كُلّ الْأُمَّة
وَلَا يَلِيق بِكُلِّ أَحَد كَالْجَاهِلِ








وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ
وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)



"وَلَا تَكُونُوا كَاَلَّذِينَ تَفَرَّقُوا"
عَنْ دِينهمْ




"وَاخْتَلَفُوا"
فِيهِ




"مِنْ
بَعْد مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَات





" وَهُمْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى "
وأولئك لهم عذاب عظيم"








يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ
أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106)




"يَوْم تَبْيَضّ وُجُوه وَتَسْوَدّ وُجُوه"
أَيْ يَوْم الْقِيَامَة




"فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوههمْ"
وَهُمْ الْكَافِرُونَ فَيُلْقَوْنَ فِي النَّار وَيُقَال لَهُمْ تَوْبِيخًا

"أَكَفَرْتُمْ بَعْد إيمَانكُمْ"
يَوْم أَخْذ الْمِيثَاق









وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107)



"وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوههمْ"
وَهُمْ الْمُؤْمِنُونَ



"فَفِي رَحْمَة اللَّه"
أَيْ جَنَّته










تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108)



"تِلْكَ"
أَيْ هَذِهِ الْآيَات




"آيَات اللَّه نَتْلُوهَا عَلَيْك"
يَا مُحَمَّد





"بِالْحَقِّ وَمَا اللَّه يُرِيد ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ"
بِأَنْ يَأْخُذهُمْ بِغَيْرِ جُرْم
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (109)



"وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الْأَرْض"
مُلْكًا وَخَلْقًا وَعَبِيدًا



"وَإِلَى اللَّه تَرْجِع الْأُمُورُ
تَصِير الْأُمُورُ









كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)




"كُنْتُمْ"
يَا أُمَّة مُحَمَّد فِي عِلْم اللَّه تَعَالَى



"خَيْر أُمَّة أُخْرِجَتْ"
أُظْهِرَتْ




"لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَر وَتُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْل الْكِتَاب لَكَانَ"
الْإِيمَان



"خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ"
كَعَبْدِ اللَّه بْن سَلَام رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَأَصْحَابه




"وَأَكْثَرهمْ الْفَاسِقُونَ"
الْكَافِرُونَ









لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (111)




"لَنْ يَضُرُّوكُمْ"
أَيْ الْيَهُود يَا مَعْشَر الْمُسْلِمِينَ بِشَيْءٍ



"إلَّا أَذًى"
بِاللِّسَانِ مِنْ سَبّ وَوَعِيد




"وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمْ الْأَدْبَار"
مُنْهَزِمِينَ





"ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ"
عَلَيْكُمْ بَلْ لَكُمْ النَّصْر عَلَيْهِمْ










ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ
وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ
وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112)






"ضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّة أَيْنَ مَا ثُقِفُوا"
حَيْثُمَا وُجِدُوا فَلَا عِزّ لَهُمْ وَلَا اعْتِصَام


"إلَّا"
كَائِنِينَ



"بِحَبْلٍ مِنْ اللَّه وَحَبْل مِنْ النَّاس"
الْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ عَهْدهمْ إلَيْهِمْ بِالْأَمَانِ عَلَى أَدَاء الْجِزْيَة
أَيْ لَا عِصْمَة لَهُمْ غَيْر ذَلِكَ




"وَبَاءُوا"
رَجَعُوا


"بِغَضَبٍ مِنْ اللَّه وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الْمَسْكَنَة ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ"
أَيْ بِسَبَبِ أَنَّهُمْ



"كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّه وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقّ ذَلِكَ"
"كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّه وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقّ ذَلِكَ
" تَأْكِيد



"بِمَا عَصَوْا"
أَمْر اللَّه





"وَكَانُوا يَعْتَدُونَ"
يَتَجَاوَزُونَ الْحَلَال إلَى الْحَرَام .











لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113)




"لَيْسُوا"
أَيْ أَهْل الْكِتَاب




"سَوَاء"
مُسْتَوِينَ



"مِنْ أَهْل الْكِتَاب أُمَّة قَائِمَة"
مُسْتَقِيمَة ثَابِتَة عَلَى الْحَقّ كَعَبْدِ اللَّه بْن سَلَام رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَأَصْحَابه




"يَتْلُونَ آيَات اللَّه آنَاء الَّيْلِ"
أَيْ فِي سَاعَاته





"وَهُمْ يَسْجُدُونَ"
يُصَلُّونَ حَال









يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114)





"يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَر
وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَات وَأُولَئِكَ"
الْمَوْصُوفُونَ بِمَا ذَكَرَ اللَّه




"مِنْ الصَّالِحِينَ"
وَمِنْهُمْ مَنْ لَيْسُوا كَذَلِكَ وَلَيْسُوا مِنْ الصَّالِحِينَ









وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)




"وَمَا تَفْعَلُوا"
بِالتَّاءِ أَيَّتهَا الْأُمَّة وَالْيَاء أَيْ الْأُمَّة الْقَائِمَة





"مِنْ خَيْر فَلَنْ يُكْفَرُوهُ"
بِالْوَجْهَيْنِ أَيْ تَعْدَمُوا ثَوَابه بَلْ تُجَازَوْنَ عَلَيْهِ
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (109)



"وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الْأَرْض"
مُلْكًا وَخَلْقًا وَعَبِيدًا



"وَإِلَى اللَّه تَرْجِع الْأُمُورُ
تَصِير الْأُمُورُ









كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)




"كُنْتُمْ"
يَا أُمَّة مُحَمَّد فِي عِلْم اللَّه تَعَالَى



"خَيْر أُمَّة أُخْرِجَتْ"
أُظْهِرَتْ




"لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَر وَتُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْل الْكِتَاب لَكَانَ"
الْإِيمَان



"خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ"
كَعَبْدِ اللَّه بْن سَلَام رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَأَصْحَابه




"وَأَكْثَرهمْ الْفَاسِقُونَ"
الْكَافِرُونَ









لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (111)




"لَنْ يَضُرُّوكُمْ"
أَيْ الْيَهُود يَا مَعْشَر الْمُسْلِمِينَ بِشَيْءٍ



"إلَّا أَذًى"
بِاللِّسَانِ مِنْ سَبّ وَوَعِيد




"وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمْ الْأَدْبَار"
مُنْهَزِمِينَ





"ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ"
عَلَيْكُمْ بَلْ لَكُمْ النَّصْر عَلَيْهِمْ










ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ
وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ
وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112)






"ضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّة أَيْنَ مَا ثُقِفُوا"
حَيْثُمَا وُجِدُوا فَلَا عِزّ لَهُمْ وَلَا اعْتِصَام


"إلَّا"
كَائِنِينَ



"بِحَبْلٍ مِنْ اللَّه وَحَبْل مِنْ النَّاس"
الْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ عَهْدهمْ إلَيْهِمْ بِالْأَمَانِ عَلَى أَدَاء الْجِزْيَة
أَيْ لَا عِصْمَة لَهُمْ غَيْر ذَلِكَ




"وَبَاءُوا"
رَجَعُوا


"بِغَضَبٍ مِنْ اللَّه وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الْمَسْكَنَة ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ"
أَيْ بِسَبَبِ أَنَّهُمْ



"كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّه وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقّ ذَلِكَ"
"كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّه وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقّ ذَلِكَ
" تَأْكِيد



"بِمَا عَصَوْا"
أَمْر اللَّه





"وَكَانُوا يَعْتَدُونَ"
يَتَجَاوَزُونَ الْحَلَال إلَى الْحَرَام .











لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113)




"لَيْسُوا"
أَيْ أَهْل الْكِتَاب




"سَوَاء"
مُسْتَوِينَ



"مِنْ أَهْل الْكِتَاب أُمَّة قَائِمَة"
مُسْتَقِيمَة ثَابِتَة عَلَى الْحَقّ كَعَبْدِ اللَّه بْن سَلَام رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَأَصْحَابه




"يَتْلُونَ آيَات اللَّه آنَاء الَّيْلِ"
أَيْ فِي سَاعَاته





"وَهُمْ يَسْجُدُونَ"
يُصَلُّونَ حَال









يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114)





"يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَر
وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَات وَأُولَئِكَ"
الْمَوْصُوفُونَ بِمَا ذَكَرَ اللَّه




"مِنْ الصَّالِحِينَ"
وَمِنْهُمْ مَنْ لَيْسُوا كَذَلِكَ وَلَيْسُوا مِنْ الصَّالِحِينَ









وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)




"وَمَا تَفْعَلُوا"
بِالتَّاءِ أَيَّتهَا الْأُمَّة وَالْيَاء أَيْ الْأُمَّة الْقَائِمَة





"مِنْ خَيْر فَلَنْ يُكْفَرُوهُ"
بِالْوَجْهَيْنِ أَيْ تَعْدَمُوا ثَوَابه بَلْ تُجَازَوْنَ عَلَيْهِ
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا
وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (116)



"إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِي"
تَدْفَع



"عَنْهُمْ أَمْوَالهمْ
وَلَا أَوْلَادهمْ مِنْ اللَّه شَيْئًا"
أَيْ

مِنْ
عَذَابه
وَخَصَّهُمَا بِالذِّكْرِ لِأَنَّ الْإِنْسَان يَدْفَع عَنْ نَفْسه تَارَة بِفِدَاءِ الْمَال
وَتَارَة بِالِاسْتِعَانَةِ بِالْأَوْلَادِ






مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ
ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117)



"مَثَل"
صِفَة



"مَا يُنْفِقُونَ"
أَيْ الْكُفَّار



"فِي هَذِهِ الْحَيَاة الدُّنْيَا"
فِي عَدَاوَة النَّبِيّ مِنْ صَدَقَة وَنَحْوهَا



"كَمَثَلِ رِيح فِيهَا صِرّ"
حَرّ أَوْ بَرْد شَدِيد



"أَصَابَتْ حَرْث"
زَرْع



"قَوْم ظَلَمُوا أَنْفُسهمْ"
بِالْكُفْرِ وَالْمَعْصِيَة




"فَأَهْلَكَتْهُ"
فَلَمْ يَنْتَفِعُوا بِهِ فَكَذَلِكَ نَفَقَاتهمْ ذَاهِبَة لَا يَنْتَفِعُونَ بِهَا



"وَمَا ظَلَمَهُمْ اللَّه"
بِضَيَاعِ نَفَقَاتهمْ




"وَلَكِنْ أَنْفُسهمْ يَظْلِمُونَ"
بِالْكُفْرِ الْمُوجِب لِضَيَاعِهَا









يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ
قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118)



"يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَة"
أَصْفِيَاء تُطْلِعُونَهُمْ عَلَى سِرّكُمْ




"مِنْ دُونكُمْ"
أَيْ غَيْركُمْ مِنْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمُنَافِقِينَ





"لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا"
نُصِبَ بِنَزْعِ الْخَافِض أَيْ لَا يُقَصِّرُونَ لَكُمْ فِي الْفَسَاد




"وَدُّوا"
تَمَنَّوْا




"مَا عَنِتُّمْ"
أَيْ عَنَّتَكُمْ وَهُوَ شِدَّة الضَّرَر




"قَدْ بَدَتْ"
ظَهَرَتْ




"الْبَغْضَاء"
الْعَدَاوَة لَكُمْ



"مِنْ أَفْوَاههمْ"
بِالْوَقِيعَةِ فِيكُمْ وَإِطْلَاع الْمُشْرِكِينَ عَلَى سِرّكُمْ




"وَمَا تُخْفِي صُدُورهمْ"
مِنْ الْعَدَاوَة





"أَكْبَر قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الْآيَات"
عَلَى عَدَاوَتهمْ




"إنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ"
ذَلِكَ فَلَا تُوَالُوهُمْ










هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ
قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ
إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119)



"هَا"
لِلتَّنْبِيهِ



"أَنْتُمْ"
يَا



"أُولَاءِ"
الْمُؤْمِنِينَ




"تُحِبُّونَهُمْ"
لِقَرَابَتِهِمْ مِنْكُمْ وَصَدَاقَتهمْ





"وَلَا يُحِبُّونَكُمْ"
لِمُخَالَفَتِهِمْ لَكُمْ فِي الدِّين





"وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلّه"
أَيْ بِالْكُتُبِ كُلّهَا وَلَا يُؤْمِنُونَ بِكِتَابِكُمْ





"وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمْ الْأَنَامِل"
أَطْرَاف الْأَصَابِع



"مِنْ الْغَيْظ"
شِدَّة الْغَضَب لِمَا يَرَوْنَ مِنْ ائْتِلَافكُمْ وَيُعَبَّر عَنْ شِدَّة الْغَضَب بِعَضِّ الْأَنَامِل مَجَازًا
وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ثَمَّ عَضّ




"قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ"
أَيْ ابْقَوْا عَلَيْهِ إلَى الْمَوْت فَلَنْ تَرَوْا مَا يَسُرّكُمْ




"إنَّ اللَّه عَلِيم بِذَاتِ الصُّدُور"
بِمَا فِي الْقُلُوب وَمِنْهُ مَا يُضْمِرهُ هَؤُلَاءِ









إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا
لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)




"إنْ تَمْسَسْكُمْ"
تُصِبْكُمْ




"حَسَنَة"
نِعْمَة كَنَصْرٍ وَغَنِيمَة




"تَسُؤْهُمْ"
تُحْزِنهُمْ




"وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَة"
كَهَزِيمَةٍ وَجَدْب





"يَفْرَحُوا بِهَا"
وَجُمْلَة الشَّرْط مُتَّصِلَة بِالشَّرْطِ قَبْل وَمَا بَيْنهمَا اعْتِرَاض
وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ مُتَنَاهُونَ فِي عَدَاوَتكُمْ فَلِمَ تُوَالُوهُمْ فَاجْتَنِبُوهُمْ



"وَإِنْ تَصْبِرُوا"
عَلَى أَذَاهُمْ





"وَتَتَّقُوا"
اللَّه فِي مُوَالَاتهمْ وَغَيْرهَا



"لَا يَضُرّكُمْ"
بِكَسْرِ الضَّاد وَسُكُون الرَّاء وَضَمّهَا وَتَشْدِيدهَا




"كَيْدهمْ شَيْئًا إنَّ اللَّه بِمَا يَعْمَلُونَ"
بِالْيَاءِ وَالتَّاء




"مُحِيط"
عَالِم فَيُجَازِيهِمْ بِهِ









وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121)



"وَ "
اُذْكُرْ يَا مُحَمَّد



"إِذْ غَدَوْت مِنْ أَهْلك"
مِنْ الْمَدِينَة




"تُبَوِّئ"
تُنْزِل





"الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِد"
مَرَاكِز يَقِفُونَ فِيهَا



"لِلْقِتَالِ وَاَللَّه سَمِيع"
لِأَقْوَالِكُمْ





"عَلِيم"
بِأَحْوَالِكُمْ
وَهُوَ يَوْم أُحُد خَرَجَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَلْفٍ أَوْ إلَّا خَمْسِينَ رَجُلًا
وَالْمُشْرِكُونَ ثَلَاثَة آلَاف وَنَزَلَ بِالشِّعْبِ يَوْم السَّبْت سَابِع شَوَّال سَنَة ثَلَاث مِنْ الْهِجْرَة
وَجَعَلَ ظَهْره وَعَسْكَره إلَى أُحُد وَسَوَّى صُفُوفهمْ وَأَجْلَسَ جَيْشًا مِنْ الرُّمَاة
وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْد اللَّه بْن جُبَيْر بِسَفْحِ الْجَبَل وَقَالَ :
انْضَحُوا عَنَّا بِالنَّبْلِ لَا يَأْتُوا مِنْ وَرَائِنَا وَلَا تَبْرَحُوا غُلِبْنَا أَوْ نُصِرْنَا
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا
وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (116)



"إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِي"
تَدْفَع



"عَنْهُمْ أَمْوَالهمْ
وَلَا أَوْلَادهمْ مِنْ اللَّه شَيْئًا"
أَيْ

مِنْ
عَذَابه
وَخَصَّهُمَا بِالذِّكْرِ لِأَنَّ الْإِنْسَان يَدْفَع عَنْ نَفْسه تَارَة بِفِدَاءِ الْمَال
وَتَارَة بِالِاسْتِعَانَةِ بِالْأَوْلَادِ






مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ
ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117)



"مَثَل"
صِفَة



"مَا يُنْفِقُونَ"
أَيْ الْكُفَّار



"فِي هَذِهِ الْحَيَاة الدُّنْيَا"
فِي عَدَاوَة النَّبِيّ مِنْ صَدَقَة وَنَحْوهَا



"كَمَثَلِ رِيح فِيهَا صِرّ"
حَرّ أَوْ بَرْد شَدِيد



"أَصَابَتْ حَرْث"
زَرْع



"قَوْم ظَلَمُوا أَنْفُسهمْ"
بِالْكُفْرِ وَالْمَعْصِيَة




"فَأَهْلَكَتْهُ"
فَلَمْ يَنْتَفِعُوا بِهِ فَكَذَلِكَ نَفَقَاتهمْ ذَاهِبَة لَا يَنْتَفِعُونَ بِهَا



"وَمَا ظَلَمَهُمْ اللَّه"
بِضَيَاعِ نَفَقَاتهمْ




"وَلَكِنْ أَنْفُسهمْ يَظْلِمُونَ"
بِالْكُفْرِ الْمُوجِب لِضَيَاعِهَا









يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ
قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118)



"يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَة"
أَصْفِيَاء تُطْلِعُونَهُمْ عَلَى سِرّكُمْ




"مِنْ دُونكُمْ"
أَيْ غَيْركُمْ مِنْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمُنَافِقِينَ





"لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا"
نُصِبَ بِنَزْعِ الْخَافِض أَيْ لَا يُقَصِّرُونَ لَكُمْ فِي الْفَسَاد




"وَدُّوا"
تَمَنَّوْا




"مَا عَنِتُّمْ"
أَيْ عَنَّتَكُمْ وَهُوَ شِدَّة الضَّرَر




"قَدْ بَدَتْ"
ظَهَرَتْ




"الْبَغْضَاء"
الْعَدَاوَة لَكُمْ



"مِنْ أَفْوَاههمْ"
بِالْوَقِيعَةِ فِيكُمْ وَإِطْلَاع الْمُشْرِكِينَ عَلَى سِرّكُمْ




"وَمَا تُخْفِي صُدُورهمْ"
مِنْ الْعَدَاوَة





"أَكْبَر قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الْآيَات"
عَلَى عَدَاوَتهمْ




"إنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ"
ذَلِكَ فَلَا تُوَالُوهُمْ










هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ
قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ
إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119)



"هَا"
لِلتَّنْبِيهِ



"أَنْتُمْ"
يَا



"أُولَاءِ"
الْمُؤْمِنِينَ




"تُحِبُّونَهُمْ"
لِقَرَابَتِهِمْ مِنْكُمْ وَصَدَاقَتهمْ





"وَلَا يُحِبُّونَكُمْ"
لِمُخَالَفَتِهِمْ لَكُمْ فِي الدِّين





"وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلّه"
أَيْ بِالْكُتُبِ كُلّهَا وَلَا يُؤْمِنُونَ بِكِتَابِكُمْ





"وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمْ الْأَنَامِل"
أَطْرَاف الْأَصَابِع



"مِنْ الْغَيْظ"
شِدَّة الْغَضَب لِمَا يَرَوْنَ مِنْ ائْتِلَافكُمْ وَيُعَبَّر عَنْ شِدَّة الْغَضَب بِعَضِّ الْأَنَامِل مَجَازًا
وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ثَمَّ عَضّ




"قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ"
أَيْ ابْقَوْا عَلَيْهِ إلَى الْمَوْت فَلَنْ تَرَوْا مَا يَسُرّكُمْ




"إنَّ اللَّه عَلِيم بِذَاتِ الصُّدُور"
بِمَا فِي الْقُلُوب وَمِنْهُ مَا يُضْمِرهُ هَؤُلَاءِ









إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا
لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)




"إنْ تَمْسَسْكُمْ"
تُصِبْكُمْ




"حَسَنَة"
نِعْمَة كَنَصْرٍ وَغَنِيمَة




"تَسُؤْهُمْ"
تُحْزِنهُمْ




"وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَة"
كَهَزِيمَةٍ وَجَدْب





"يَفْرَحُوا بِهَا"
وَجُمْلَة الشَّرْط مُتَّصِلَة بِالشَّرْطِ قَبْل وَمَا بَيْنهمَا اعْتِرَاض
وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ مُتَنَاهُونَ فِي عَدَاوَتكُمْ فَلِمَ تُوَالُوهُمْ فَاجْتَنِبُوهُمْ



"وَإِنْ تَصْبِرُوا"
عَلَى أَذَاهُمْ





"وَتَتَّقُوا"
اللَّه فِي مُوَالَاتهمْ وَغَيْرهَا



"لَا يَضُرّكُمْ"
بِكَسْرِ الضَّاد وَسُكُون الرَّاء وَضَمّهَا وَتَشْدِيدهَا




"كَيْدهمْ شَيْئًا إنَّ اللَّه بِمَا يَعْمَلُونَ"
بِالْيَاءِ وَالتَّاء




"مُحِيط"
عَالِم فَيُجَازِيهِمْ بِهِ









وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121)



"وَ "
اُذْكُرْ يَا مُحَمَّد



"إِذْ غَدَوْت مِنْ أَهْلك"
مِنْ الْمَدِينَة




"تُبَوِّئ"
تُنْزِل





"الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِد"
مَرَاكِز يَقِفُونَ فِيهَا



"لِلْقِتَالِ وَاَللَّه سَمِيع"
لِأَقْوَالِكُمْ





"عَلِيم"
بِأَحْوَالِكُمْ
وَهُوَ يَوْم أُحُد خَرَجَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَلْفٍ أَوْ إلَّا خَمْسِينَ رَجُلًا
وَالْمُشْرِكُونَ ثَلَاثَة آلَاف وَنَزَلَ بِالشِّعْبِ يَوْم السَّبْت سَابِع شَوَّال سَنَة ثَلَاث مِنْ الْهِجْرَة
وَجَعَلَ ظَهْره وَعَسْكَره إلَى أُحُد وَسَوَّى صُفُوفهمْ وَأَجْلَسَ جَيْشًا مِنْ الرُّمَاة
وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْد اللَّه بْن جُبَيْر بِسَفْحِ الْجَبَل وَقَالَ :
انْضَحُوا عَنَّا بِالنَّبْلِ لَا يَأْتُوا مِنْ وَرَائِنَا وَلَا تَبْرَحُوا غُلِبْنَا أَوْ نُصِرْنَا
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122)



"إذْ"
بَدَل مِنْ إذْ قَبْله



"هَمَّتْ"
بَنُو سَلَمَة وَبَنُو حَارِثَة جَنَاحَا الْعَسْكَر





"طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا"
تَجْبُنَا عَنْ الْقِتَال وَتَرْجِعَا لَمَّا رَجَعَ عَبْد اللَّه بْن أُبَيٍّ الْمُنَافِق وَأَصْحَابه
وَقَالَ : عَلَام نَقْتُل أَنْفُسنَا وَأَوْلَادنَا
وَقَالَ لِأَبِي جَابِر السُّلَمِيّ الْقَائِل لَهُ أَنْشُدكُمْ اللَّه فِي نَبِيّكُمْ وَأَنْفُسكُمْ
لَوْ نَعْلَم قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ فَثَبَّتَهُمَا اللَّه وَلَمْ يَنْصَرِفَا





"وَاَللَّه وَلِيّهمَا"
نَاصِرهمَا





"وَعَلَى اللَّه فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ"
لِيَثِقُوا بِهِ دُون غَيْره















وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)



وَنَزَلَ لَمَّا هُزِمُوا تَذْكِيرًا لَهُمْ بِنِعْمَةِ اللَّه

"وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّه بِبَدْرٍ"
مَوْضِع بَيْن مَكَّة وَالْمَدِينَة




"وَأَنْتُمْ أَذِلَّة"
بِقِلَّةِ الْعَدَد وَالسِّلَاح





"فَاتَّقُوا اللَّه لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"
نِعَمه



















إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ
مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124)



"إذْ"
ظَرْف لِنَصْرِكُمْ





"تَقُول لِلْمُؤْمِنِينَ"
تُوعِدهُمْ تَطْمِينًا




"أَلَنْ يَكْفِيكُمْ أَنْ يُمِدّكُمْ"
يُعِينكُمْ





"رَبّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَاف مِنْ الْمَلَائِكَة مُنْزَلِينَ"
بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد



















بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ
مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125)



"بَلَى"
يَكْفِيكُمْ ذَلِكَ وَفِي الْأَنْفَال بِأَلْفٍ لِأَنَّهُ أَمَدَّهُمْ أَوَّلًا بِهَا ثُمَّ صَارَتْ ثَلَاثَة
ثُمَّ صَارَتْ خَمْسَة كَمَا قَالَ تَعَالَى




"إنْ تَصْبِرُوا"
عَلَى لِقَاء الْعَدُوّ




"وَتَتَّقُوا"
اللَّه فِي الْمُخَالَفَة




"وَيَأْتُوكُمْ"
أَيْ الْمُشْرِكُونَ




"مِنْ فَوْرهمْ"
وَقْتهمْ






"هَذَا يَمْدُدْكُمْ رَبّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَاف مِنْ الْمَلَائِكَة مُسَوِّمِينَ"
بِكَسْرِ الْوَاو وَفَتْحهَا أَيْ مُعَلَّمِينَ وَقَدْ صَبَرُوا وَأَنْجَزَ اللَّه وَعْده
بِأَنْ قَاتَلَتْ مَعَهُمْ الْمَلَائِكَة عَلَى خَيْل بُلْق عَلَيْهِمْ عَمَائِم صُفْر
أَوْ بِيض أَرْسَلُوهَا بَيْن أَكْتَافهمْ




















وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ
وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126)




"وَمَا جَعَلَهُ اللَّه"
أَيْ الْإِمْدَاد






"إلَّا بُشْرَى لَكُمْ"
بِالنَّصْرِ






"وَلِتَطْمَئِنّ"
تَسْكُن





"قُلُوبكُمْ بِهِ"
فَلَا تَجْزَع مِنْ كَثْرَة الْعَدُوّ وَقِلَّتكُمْ






"وَمَا النَّصْر إلَّا مِنْ عِنْد اللَّه الْعَزِيز الْحَكِيم"
يُؤْتِيه مَنْ يَشَاء وَلَيْسَ بِكَثْرَةِ الْجُنْد



















لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127)




"لِيَقْطَع"
مُتَعَلِّق بنَصَرَكُمْ أَيْ لِيُهْلِك



"طَرَفًا مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا"
بِالْقَتْلِ وَالْأَسْر






"أَوْ يَكْبِتهُمْ"
يُذِلّهُمْ بِالْهَزِيمَةِ





"فَيَنْقَلِبُوا"
يَرْجِعُوا





"خَائِبِينَ"
لَمْ يَنَالُوا مَا رَامُوهُ





















لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128)



وَنَزَلَتْ لَمَّا كُسِرَتْ رُبَاعِيَّته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشُجَّ وَجْهه يَوْم أُحُد
وَقَالَ :
(كَيْفَ يَفْلَح قَوْم خَضَّبُوا وَجْه نَبِيّهمْ بِالدَّمِ)


"لَيْسَ لَك مِنْ الْأَمْر شَيْء"
بَلْ الْأَمْر لِلَّهِ فَاصْبِرْ



"أَوْ"
بِمَعْنَى إلَى أَنْ





"يَتُوب عَلَيْهِمْ"
بِالْإِسْلَامِ





"أَوْ يُعَذِّبهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ"
بِالْكُفْرِ






















وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ
وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (129)



"وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الْأَرْض"
مُلْكًا وَخَلْقًا وَعَبِيدًا






"يَغْفِر لِمَنْ يَشَاء"
الْمَغْفِرَة لَهُ







"وَيُعَذِّب مَنْ يَشَاء"
تَعْذِيبه





"وَاَللَّه غَفُور"
لِأَوْلِيَائِهِ





"رَحِيم"
بِأَهْلِ طَاعَته





















يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً
وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130)




"يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَة"
بِأَلْفٍ وَدُونهَا بِأَنْ تَزِيدُوا فِي الْمَال عِنْد حُلُول الْأَجَل وَتُؤَخِّرُوا الطَّلَب




"وَاتَّقُوا اللَّه"
بِتَرْكِهِ





"لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"
تَفُوزُونَ
























وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131)






"وَاتَّقُوا النَّار الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ"
أَنْ تُعَذَّبُوا بِهَا
















وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132)


{وَأَطِيعُوا اللَّهَ}
يعني أطيعوا الله في الفرائض




{وَالرَّسُولَ}
في السنن: وقيل: "أطيعوا الله" في تحريم الربا

"والرسول" فيما بلغكم من التحريم.





{لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
أي كي يرحمكم الله
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122)



"إذْ"
بَدَل مِنْ إذْ قَبْله



"هَمَّتْ"
بَنُو سَلَمَة وَبَنُو حَارِثَة جَنَاحَا الْعَسْكَر





"طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا"
تَجْبُنَا عَنْ الْقِتَال وَتَرْجِعَا لَمَّا رَجَعَ عَبْد اللَّه بْن أُبَيٍّ الْمُنَافِق وَأَصْحَابه
وَقَالَ : عَلَام نَقْتُل أَنْفُسنَا وَأَوْلَادنَا
وَقَالَ لِأَبِي جَابِر السُّلَمِيّ الْقَائِل لَهُ أَنْشُدكُمْ اللَّه فِي نَبِيّكُمْ وَأَنْفُسكُمْ
لَوْ نَعْلَم قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ فَثَبَّتَهُمَا اللَّه وَلَمْ يَنْصَرِفَا





"وَاَللَّه وَلِيّهمَا"
نَاصِرهمَا





"وَعَلَى اللَّه فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ"
لِيَثِقُوا بِهِ دُون غَيْره















وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)



وَنَزَلَ لَمَّا هُزِمُوا تَذْكِيرًا لَهُمْ بِنِعْمَةِ اللَّه

"وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّه بِبَدْرٍ"
مَوْضِع بَيْن مَكَّة وَالْمَدِينَة




"وَأَنْتُمْ أَذِلَّة"
بِقِلَّةِ الْعَدَد وَالسِّلَاح





"فَاتَّقُوا اللَّه لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"
نِعَمه



















إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ
مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124)



"إذْ"
ظَرْف لِنَصْرِكُمْ





"تَقُول لِلْمُؤْمِنِينَ"
تُوعِدهُمْ تَطْمِينًا




"أَلَنْ يَكْفِيكُمْ أَنْ يُمِدّكُمْ"
يُعِينكُمْ





"رَبّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَاف مِنْ الْمَلَائِكَة مُنْزَلِينَ"
بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد



















بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ
مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125)



"بَلَى"
يَكْفِيكُمْ ذَلِكَ وَفِي الْأَنْفَال بِأَلْفٍ لِأَنَّهُ أَمَدَّهُمْ أَوَّلًا بِهَا ثُمَّ صَارَتْ ثَلَاثَة
ثُمَّ صَارَتْ خَمْسَة كَمَا قَالَ تَعَالَى




"إنْ تَصْبِرُوا"
عَلَى لِقَاء الْعَدُوّ




"وَتَتَّقُوا"
اللَّه فِي الْمُخَالَفَة




"وَيَأْتُوكُمْ"
أَيْ الْمُشْرِكُونَ




"مِنْ فَوْرهمْ"
وَقْتهمْ






"هَذَا يَمْدُدْكُمْ رَبّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَاف مِنْ الْمَلَائِكَة مُسَوِّمِينَ"
بِكَسْرِ الْوَاو وَفَتْحهَا أَيْ مُعَلَّمِينَ وَقَدْ صَبَرُوا وَأَنْجَزَ اللَّه وَعْده
بِأَنْ قَاتَلَتْ مَعَهُمْ الْمَلَائِكَة عَلَى خَيْل بُلْق عَلَيْهِمْ عَمَائِم صُفْر
أَوْ بِيض أَرْسَلُوهَا بَيْن أَكْتَافهمْ




















وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ
وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126)




"وَمَا جَعَلَهُ اللَّه"
أَيْ الْإِمْدَاد






"إلَّا بُشْرَى لَكُمْ"
بِالنَّصْرِ






"وَلِتَطْمَئِنّ"
تَسْكُن





"قُلُوبكُمْ بِهِ"
فَلَا تَجْزَع مِنْ كَثْرَة الْعَدُوّ وَقِلَّتكُمْ






"وَمَا النَّصْر إلَّا مِنْ عِنْد اللَّه الْعَزِيز الْحَكِيم"
يُؤْتِيه مَنْ يَشَاء وَلَيْسَ بِكَثْرَةِ الْجُنْد



















لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127)




"لِيَقْطَع"
مُتَعَلِّق بنَصَرَكُمْ أَيْ لِيُهْلِك



"طَرَفًا مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا"
بِالْقَتْلِ وَالْأَسْر






"أَوْ يَكْبِتهُمْ"
يُذِلّهُمْ بِالْهَزِيمَةِ





"فَيَنْقَلِبُوا"
يَرْجِعُوا





"خَائِبِينَ"
لَمْ يَنَالُوا مَا رَامُوهُ





















لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128)



وَنَزَلَتْ لَمَّا كُسِرَتْ رُبَاعِيَّته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشُجَّ وَجْهه يَوْم أُحُد
وَقَالَ :
(كَيْفَ يَفْلَح قَوْم خَضَّبُوا وَجْه نَبِيّهمْ بِالدَّمِ)


"لَيْسَ لَك مِنْ الْأَمْر شَيْء"
بَلْ الْأَمْر لِلَّهِ فَاصْبِرْ



"أَوْ"
بِمَعْنَى إلَى أَنْ





"يَتُوب عَلَيْهِمْ"
بِالْإِسْلَامِ





"أَوْ يُعَذِّبهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ"
بِالْكُفْرِ






















وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ
وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (129)



"وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الْأَرْض"
مُلْكًا وَخَلْقًا وَعَبِيدًا






"يَغْفِر لِمَنْ يَشَاء"
الْمَغْفِرَة لَهُ







"وَيُعَذِّب مَنْ يَشَاء"
تَعْذِيبه





"وَاَللَّه غَفُور"
لِأَوْلِيَائِهِ





"رَحِيم"
بِأَهْلِ طَاعَته





















يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً
وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130)




"يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَة"
بِأَلْفٍ وَدُونهَا بِأَنْ تَزِيدُوا فِي الْمَال عِنْد حُلُول الْأَجَل وَتُؤَخِّرُوا الطَّلَب




"وَاتَّقُوا اللَّه"
بِتَرْكِهِ





"لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"
تَفُوزُونَ
























وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131)






"وَاتَّقُوا النَّار الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ"
أَنْ تُعَذَّبُوا بِهَا
















وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132)


{وَأَطِيعُوا اللَّهَ}
يعني أطيعوا الله في الفرائض




{وَالرَّسُولَ}
في السنن: وقيل: "أطيعوا الله" في تحريم الربا

"والرسول" فيما بلغكم من التحريم.





{لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
أي كي يرحمكم الله
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)



"وَسَارِعُوا"


بِوَاوٍ وَدُونهَا





"إلَى مَغْفِرَة مِنْ رَبّكُمْ وَجَنَّة عَرْضهَا السَّمَوَات وَالْأَرْض "


أَيْ كَعَرْضِهِمَا لَوْ وُصِلَتْ إحْدَاهُمَا بِالْأُخْرَى وَالْعَرْض السِّعَة






"أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ"


اللَّه بِعَمَلِ الطَّاعَات وَتَرْك الْمَعَاصِي



















الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ


وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)



"الَّذِينَ يُنْفِقُونَ"


فِي طَاعَة اللَّه​






"فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء"


الْيُسْر وَالْعُسْر​







"وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظ"


الْكَافِينَ عَنْ إمْضَائِهِ مَعَ الْقُدْرَة​







"وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاس"


مِمَّنْ ظَلَمَهُمْ أَيْ التَّارِكِينَ عُقُوبَتهمْ​






"وَاَللَّه يُحِبّ الْمُحْسِنِينَ"


بِهَذِهِ الْأَفْعَال أَيْ يُثِيبهُمْ​


















وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ


وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)



"وَاَلَّذِينَ إذَا فَعَلُوا فَاحِشَة"


ذَنْبًا قَبِيحًا كَالزِّنَا






"أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسهمْ"


بِمَا دُونه كَالْقُبْلَةِ







"ذَكَرُوا اللَّه"


أَيْ وَعِيده







"فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ"


أَيْ لَا







"يَغْفِر الذُّنُوب إلَّا اللَّه وَلَمْ يُصِرُّوا"


يُدَاوِمُوا






"عَلَى مَا فَعَلُوا"


بَلْ أَقْلَعُوا عَنْهُ





"وَهُمْ يَعْلَمُونَ"


أَنَّ الَّذِي أَتَوْهُ مَعْصِيَة



















أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ


خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)




"أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَة مِنْ رَبّهمْ وَجَنَّات تَجْرِي مِنْ تَحْتهَا الْأَنْهَار خَالِدِينَ فِيهَا"


حَال مُقَدَّرَة أَيْ مُقَدَّرِينَ الْخُلُود فِيهَا إذَا دَخَلُوهَا​




"وَنِعْمَ أَجْر الْعَامِلِينَ"


بِالطَّاعَةِ هَذَا الْأَجْر​























قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137)



وَنَزَلَ فِي هَزِيمَة أُحُد


"قَدْ خَلَتْ"


مَضَتْ .​




"مِنْ قَبْلكُمْ سُنَن"


طَرَائِق فِي الْكُفَّار بِإِمْهَالِهِمْ ثُمَّ أَخَذَهُمْ​




"فَسِيرُوا"


أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ​





"فِي الْأَرْض فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَة الْمُكَذِّبِينَ"


الرُّسُل أَيْ آخِر أَمْرهمْ مِنْ الْهَلَاك فَلَا تَحْزَنُوا لِغَلَبَتِهِمْ فَأَنَا أُمْهِلهُمْ لِوَقْتِهِمْ​



















هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138)



"هَذَا"


الْقُرْآن​






"بَيَان لِلنَّاسِ"


كُلّهمْ​





"وَهُدًى"


مِنْ الضَّلَالَة​






"وَمَوْعِظَة لِلْمُتَّقِينَ"


مِنْهُمْ​



















وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)



"وَلَا تَهِنُوا"


تَضْعُفُوا عَنْ قِتَال الْكُفَّار






"وَلَا تَحْزَنُوا"


عَلَى مَا أَصَابَكُمْ بِأُحُدٍ






"وَأَنْتُمْ الْأَعْلَوْنَ"


بِالْغَلَبَةِ عَلَيْهِمْ






"إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"


حَقًّا وَجَوَابه دَلَّ عَلَيْهِ مَجْمُوع مَا قَبْله


















إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ


وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)



"إنْ يَمْسَسْكُمْ"


يُصِبْكُمْ بِأُحُدٍ




"قَرْح"


بِفَتْحِ الْقَاف وَضَمّهَا جَهْد مِنْ جُرْح وَنَحْوه





"فَقَدْ مَسَّ الْقَوْم"


الْكُفَّار





"قَرْح مِثْله"


بِبَدْرٍ





"وَتِلْكَ الْأَيَّام نُدَاوِلهَا"


نُصَرِّفهَا





"بَيْن النَّاس"


يَوْمًا لِفِرْقَةٍ وَيَوْمًا لِأُخْرَى لِيَتَّعِظُوا





"وَلِيَعْلَم اللَّه"


عِلْم ظُهُور






"الَّذِينَ آمَنُوا"


أَخْلَصُوا فِي إيمَانهمْ مِنْ غَيْرهمْ





"وَيَتَّخِذ مِنْكُمْ شُهَدَاء"


يُكْرِمهُمْ بِالشَّهَادَةِ






"وَاَللَّه لَا يُحِبّ الظَّالِمِينَ"


الْكَافِرِينَ أَيْ يُعَاقِبهُمْ وَمَا يُنْعِم بِهِ عَلَيْهِمْ اسْتِدْرَاج
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)



"وَسَارِعُوا"


بِوَاوٍ وَدُونهَا





"إلَى مَغْفِرَة مِنْ رَبّكُمْ وَجَنَّة عَرْضهَا السَّمَوَات وَالْأَرْض "


أَيْ كَعَرْضِهِمَا لَوْ وُصِلَتْ إحْدَاهُمَا بِالْأُخْرَى وَالْعَرْض السِّعَة






"أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ"


اللَّه بِعَمَلِ الطَّاعَات وَتَرْك الْمَعَاصِي



















الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ


وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)



"الَّذِينَ يُنْفِقُونَ"


فِي طَاعَة اللَّه​






"فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء"


الْيُسْر وَالْعُسْر​







"وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظ"


الْكَافِينَ عَنْ إمْضَائِهِ مَعَ الْقُدْرَة​







"وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاس"


مِمَّنْ ظَلَمَهُمْ أَيْ التَّارِكِينَ عُقُوبَتهمْ​






"وَاَللَّه يُحِبّ الْمُحْسِنِينَ"


بِهَذِهِ الْأَفْعَال أَيْ يُثِيبهُمْ​


















وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ


وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)



"وَاَلَّذِينَ إذَا فَعَلُوا فَاحِشَة"


ذَنْبًا قَبِيحًا كَالزِّنَا






"أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسهمْ"


بِمَا دُونه كَالْقُبْلَةِ







"ذَكَرُوا اللَّه"


أَيْ وَعِيده







"فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ"


أَيْ لَا







"يَغْفِر الذُّنُوب إلَّا اللَّه وَلَمْ يُصِرُّوا"


يُدَاوِمُوا






"عَلَى مَا فَعَلُوا"


بَلْ أَقْلَعُوا عَنْهُ





"وَهُمْ يَعْلَمُونَ"


أَنَّ الَّذِي أَتَوْهُ مَعْصِيَة



















أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ


خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)




"أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَة مِنْ رَبّهمْ وَجَنَّات تَجْرِي مِنْ تَحْتهَا الْأَنْهَار خَالِدِينَ فِيهَا"


حَال مُقَدَّرَة أَيْ مُقَدَّرِينَ الْخُلُود فِيهَا إذَا دَخَلُوهَا​




"وَنِعْمَ أَجْر الْعَامِلِينَ"


بِالطَّاعَةِ هَذَا الْأَجْر​























قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137)



وَنَزَلَ فِي هَزِيمَة أُحُد


"قَدْ خَلَتْ"


مَضَتْ .​




"مِنْ قَبْلكُمْ سُنَن"


طَرَائِق فِي الْكُفَّار بِإِمْهَالِهِمْ ثُمَّ أَخَذَهُمْ​




"فَسِيرُوا"


أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ​





"فِي الْأَرْض فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَة الْمُكَذِّبِينَ"


الرُّسُل أَيْ آخِر أَمْرهمْ مِنْ الْهَلَاك فَلَا تَحْزَنُوا لِغَلَبَتِهِمْ فَأَنَا أُمْهِلهُمْ لِوَقْتِهِمْ​



















هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138)



"هَذَا"


الْقُرْآن​






"بَيَان لِلنَّاسِ"


كُلّهمْ​





"وَهُدًى"


مِنْ الضَّلَالَة​






"وَمَوْعِظَة لِلْمُتَّقِينَ"


مِنْهُمْ​



















وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)



"وَلَا تَهِنُوا"


تَضْعُفُوا عَنْ قِتَال الْكُفَّار






"وَلَا تَحْزَنُوا"


عَلَى مَا أَصَابَكُمْ بِأُحُدٍ






"وَأَنْتُمْ الْأَعْلَوْنَ"


بِالْغَلَبَةِ عَلَيْهِمْ






"إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"


حَقًّا وَجَوَابه دَلَّ عَلَيْهِ مَجْمُوع مَا قَبْله


















إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ


وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)



"إنْ يَمْسَسْكُمْ"


يُصِبْكُمْ بِأُحُدٍ




"قَرْح"


بِفَتْحِ الْقَاف وَضَمّهَا جَهْد مِنْ جُرْح وَنَحْوه





"فَقَدْ مَسَّ الْقَوْم"


الْكُفَّار





"قَرْح مِثْله"


بِبَدْرٍ





"وَتِلْكَ الْأَيَّام نُدَاوِلهَا"


نُصَرِّفهَا





"بَيْن النَّاس"


يَوْمًا لِفِرْقَةٍ وَيَوْمًا لِأُخْرَى لِيَتَّعِظُوا





"وَلِيَعْلَم اللَّه"


عِلْم ظُهُور






"الَّذِينَ آمَنُوا"


أَخْلَصُوا فِي إيمَانهمْ مِنْ غَيْرهمْ





"وَيَتَّخِذ مِنْكُمْ شُهَدَاء"


يُكْرِمهُمْ بِالشَّهَادَةِ






"وَاَللَّه لَا يُحِبّ الظَّالِمِينَ"


الْكَافِرِينَ أَيْ يُعَاقِبهُمْ وَمَا يُنْعِم بِهِ عَلَيْهِمْ اسْتِدْرَاج
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)



"وَلِيُمَحِّص اللَّه الَّذِينَ آمَنُوا"
يُطَهِّرهُمْ مِنْ الذُّنُوب بِمَا يُصِيبهُمْ


"وَيَمْحَق"
يُهْلِك













أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ
وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)



"أَمْ"
بَلْ




"حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّة وَلَمَّا"
وَلَمْ





"يَعْلَم اللَّه الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ"
عِلْم ظُهُور




"وَيَعْلَم الصَّابِرِينَ"
فِي الشَّدَائِد












وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143)



"وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ"
فِيهِ حَذْف إحْدَى التَّاءَيْنِ فِي الْأَصْل



"الْمَوْت مِنْ قَبْل أَنْ تَلْقَوْهُ"
حَيْثُ قُلْتُمْ لَيْتَ لَنَا يَوْمًا كَيَوْمِ بَدْر لِنَنَالَ مَا نَالَ شُهَدَاؤُهُ



"فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ"
أَيْ سَبَبه الْحَرْب





"وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ"
أَيْ بُصَرَاء تَتَأَمَّلُونَ الْحَال كَيْفَ هِيَ فَلِمَ انْهَزَمْتُمْ ؟

وَنَزَلَ فِي هَزِيمَتهمْ لَمَّا أُشِيعَ أَنَّ النَّبِيّ قُتِلَ
وَقَالَ لَهُمْ الْمُنَافِقُونَ إنْ كَانَ قُتِلَ فَارْجِعُوا إلَى دِينكُمْ












وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ
وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)





"وَمَا مُحَمَّد إلَّا رَسُول قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْله الرُّسُل أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ"
كَغَيْرِهِ





"انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابكُمْ"
رَجَعْتُمْ إلَى الْكُفْر وَالْجُمْلَة الْأَخِيرَة مَحَلّ الِاسْتِفْهَام الْإِنْكَارِيّ
أَيْ مَا كَانَ مَعْبُودًا فَتَرْجِعُوا




"وَمَنْ يَنْقَلِب عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرّ اللَّه شَيْئًا"
وَإِنَّمَا يَضُرّ نَفْسه





"وَسَيَجْزِي اللَّه الشَّاكِرِينَ"
نِعَمه بِالثَّبَاتِ













وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا
وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145)





"وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوت إلَّا بِإِذْنِ اللَّه"
بِقَضَائِهِ


"كِتَابًا"
مَصْدَر أَيْ : كَتَبَ اللَّه ذَلِكَ



"مُؤَجَّلًا"
مُؤَقَّتًا لَا يَتَقَدَّم وَلَا يَتَأَخَّر فَلِمَ انْهَزَمْتُمْ !
وَالْهَزِيمَة لَا تَدْفَع الْمَوْت وَالثَّبَات لَا يَقْطَع الْحَيَاة




"وَمَنْ يُرِدْ"
بِعَمَلِهِ




"ثَوَاب الدُّنْيَا"
أَيْ جَزَاءَهُ مِنْهَا



"نُؤْتِهِ مِنْهَا"
مَا قُسِمَ لَهُ وَلَا حَظّ لَهُ فِي الْآخِرَة







"وَمَنْ يُرِدْ ثَوَاب الْآخِرَة نُؤْتِهِ مِنْهَا"
أَيْ مِنْ ثَوَابهَا













وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146)





"وَكَأَيِّنْ"
كَمْ



"مِنْ نَبِيّ قُتِلَ"
وَفِي قِرَاءَة قَاتَلَ
وَالْفَاعِل ضَمِيره



"مَعَهُ"
خَبَر مُبْتَدَؤُهُ



"رِبِّيُّونَ كَثِير"
جُمُوع كَثِيرَة





"فَمَا وَهَنُوا"
جَبُنُوا






"لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيل اللَّه"
مِنْ الْجِرَاح وَقَتْل أَنْبِيَائِهِمْ وَأَصْحَابهمْ





"وَمَا ضَعُفُوا"
عَنْ الْجِهَاد




"وَمَا اسْتَكَانُوا"
خَضَعُوا لِعَدُوِّهِمْ كَمَا فَعَلْتُمْ حِين قِيلَ قُتِلَ النَّبِيّ





"وَاَللَّه يُحِبّ الصَّابِرِينَ"
عَلَى الْبَلَاء أَيْ يُثِيبهُمْ










وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا
وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147)





"وَمَا كَانَ قَوْلهمْ"
عِنْد قَتْل نَبِيّهمْ مَعَ ثَبَاتهمْ وَصَبْرهمْ



"إلَّا أَنْ قَالُوا رَبّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبنَا وَإِسْرَافنَا"
تَجَاوُزنَا الْحَدّ



"فِي أَمْرنَا"
إيذَانًا بِأَنَّ مَا أَصَابَهُمْ لِسُوءِ فِعْلهمْ وَهَضْمًا لِأَنْفُسِهِمْ





"وَثَبِّتْ أَقْدَامنَا"
بِالْقُوَّةِ عَلَى الْجِهَاد













فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148)





"فَآتَاهُمْ اللَّه ثَوَاب الدُّنْيَا"
النَّصْر وَالْغَنِيمَة





"وَحُسْن ثَوَاب الْآخِرَة"
أَيْ الْجَنَّة
وَحُسْنه : التَّفَضُّل فَوْق الِاسْتِحْقَاق
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)



"وَلِيُمَحِّص اللَّه الَّذِينَ آمَنُوا"
يُطَهِّرهُمْ مِنْ الذُّنُوب بِمَا يُصِيبهُمْ


"وَيَمْحَق"
يُهْلِك













أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ
وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)



"أَمْ"
بَلْ




"حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّة وَلَمَّا"
وَلَمْ





"يَعْلَم اللَّه الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ"
عِلْم ظُهُور




"وَيَعْلَم الصَّابِرِينَ"
فِي الشَّدَائِد












وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143)



"وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ"
فِيهِ حَذْف إحْدَى التَّاءَيْنِ فِي الْأَصْل



"الْمَوْت مِنْ قَبْل أَنْ تَلْقَوْهُ"
حَيْثُ قُلْتُمْ لَيْتَ لَنَا يَوْمًا كَيَوْمِ بَدْر لِنَنَالَ مَا نَالَ شُهَدَاؤُهُ



"فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ"
أَيْ سَبَبه الْحَرْب





"وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ"
أَيْ بُصَرَاء تَتَأَمَّلُونَ الْحَال كَيْفَ هِيَ فَلِمَ انْهَزَمْتُمْ ؟

وَنَزَلَ فِي هَزِيمَتهمْ لَمَّا أُشِيعَ أَنَّ النَّبِيّ قُتِلَ
وَقَالَ لَهُمْ الْمُنَافِقُونَ إنْ كَانَ قُتِلَ فَارْجِعُوا إلَى دِينكُمْ












وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ
وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)





"وَمَا مُحَمَّد إلَّا رَسُول قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْله الرُّسُل أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ"
كَغَيْرِهِ





"انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابكُمْ"
رَجَعْتُمْ إلَى الْكُفْر وَالْجُمْلَة الْأَخِيرَة مَحَلّ الِاسْتِفْهَام الْإِنْكَارِيّ
أَيْ مَا كَانَ مَعْبُودًا فَتَرْجِعُوا




"وَمَنْ يَنْقَلِب عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرّ اللَّه شَيْئًا"
وَإِنَّمَا يَضُرّ نَفْسه





"وَسَيَجْزِي اللَّه الشَّاكِرِينَ"
نِعَمه بِالثَّبَاتِ













وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا
وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145)





"وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوت إلَّا بِإِذْنِ اللَّه"
بِقَضَائِهِ


"كِتَابًا"
مَصْدَر أَيْ : كَتَبَ اللَّه ذَلِكَ



"مُؤَجَّلًا"
مُؤَقَّتًا لَا يَتَقَدَّم وَلَا يَتَأَخَّر فَلِمَ انْهَزَمْتُمْ !
وَالْهَزِيمَة لَا تَدْفَع الْمَوْت وَالثَّبَات لَا يَقْطَع الْحَيَاة




"وَمَنْ يُرِدْ"
بِعَمَلِهِ




"ثَوَاب الدُّنْيَا"
أَيْ جَزَاءَهُ مِنْهَا



"نُؤْتِهِ مِنْهَا"
مَا قُسِمَ لَهُ وَلَا حَظّ لَهُ فِي الْآخِرَة







"وَمَنْ يُرِدْ ثَوَاب الْآخِرَة نُؤْتِهِ مِنْهَا"
أَيْ مِنْ ثَوَابهَا













وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146)





"وَكَأَيِّنْ"
كَمْ



"مِنْ نَبِيّ قُتِلَ"
وَفِي قِرَاءَة قَاتَلَ
وَالْفَاعِل ضَمِيره



"مَعَهُ"
خَبَر مُبْتَدَؤُهُ



"رِبِّيُّونَ كَثِير"
جُمُوع كَثِيرَة





"فَمَا وَهَنُوا"
جَبُنُوا






"لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيل اللَّه"
مِنْ الْجِرَاح وَقَتْل أَنْبِيَائِهِمْ وَأَصْحَابهمْ





"وَمَا ضَعُفُوا"
عَنْ الْجِهَاد




"وَمَا اسْتَكَانُوا"
خَضَعُوا لِعَدُوِّهِمْ كَمَا فَعَلْتُمْ حِين قِيلَ قُتِلَ النَّبِيّ





"وَاَللَّه يُحِبّ الصَّابِرِينَ"
عَلَى الْبَلَاء أَيْ يُثِيبهُمْ










وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا
وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147)





"وَمَا كَانَ قَوْلهمْ"
عِنْد قَتْل نَبِيّهمْ مَعَ ثَبَاتهمْ وَصَبْرهمْ



"إلَّا أَنْ قَالُوا رَبّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبنَا وَإِسْرَافنَا"
تَجَاوُزنَا الْحَدّ



"فِي أَمْرنَا"
إيذَانًا بِأَنَّ مَا أَصَابَهُمْ لِسُوءِ فِعْلهمْ وَهَضْمًا لِأَنْفُسِهِمْ





"وَثَبِّتْ أَقْدَامنَا"
بِالْقُوَّةِ عَلَى الْجِهَاد













فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148)





"فَآتَاهُمْ اللَّه ثَوَاب الدُّنْيَا"
النَّصْر وَالْغَنِيمَة





"وَحُسْن ثَوَاب الْآخِرَة"
أَيْ الْجَنَّة
وَحُسْنه : التَّفَضُّل فَوْق الِاسْتِحْقَاق