تفسير بعض سور القرآن الكريم

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع مرسي الفر
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وقد قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد،
عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"القِنْطَارُ اثْنَا عَشَرَ ألْف أوقيَّةٍ، كُلُّ أوقِيَّةٍ خَيْر مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ والأرْضِ".

وقد رواه ابن ماجة، عن أبي بكر بن أبي شيبة،
عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حماد ابن سلمة، به.
وقد رواه ابن جرير عن بُنْدار، عن ابن مهدي، عن حماد بن زيد،
عن عاصم -هو ابن بَهْدَلة-عن أبي صالح،
عن أبي هريرة موقوفا، وهذا أصح.

وهكذا رواه ابن جرير عن معاذ بن جبل وابن عمر.
وحكاه ابن أبي حاتم، عن أبي هريرة وأبي الدرداء،
أنهم قالوا: القنطار ألف ومائتا أوقية.

ثم قال ابن جرير: حدثني زكريا بن يحيى الضرير، حدثنا شبابة،
حدثنا مَخْلَد بن عبد الواحد، عن علي بن زيد، عن عطاء بن أبي ميمونة،
عن زِرّ بن حُبَيْش عن أبيّ بن كعب، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"القِنْطَارُ ألْفُ أوقِيَّةٍ ومائَتَا أوقِيَّةٍ" .
وهذا حديث منكر أيضًا،

والأقربُ أن يكون موقوفا على أبي بن كعب،
كغيره من الصحابة.

وقد روى ابن مَرْدُويَه، من طريق موسى بن عُبَيْدة الرَبَذِي
عن محمد بن إبراهيم عن يحنَّش أبي موسى،
عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ قَرَأ مائة آيةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ،
ومَنْ قَرَأ مِائَةَ آيةٍ إِلَى ألْف أصْبَح لَهُ قِنْطار مِنْ أجْرٍ عندَ الله،
القِنْطارُ مِنْهُ مِثلُ الجبَلِ العَظِيمِ".
ورواه وَكِيع، عن موسى بن عُبَيدة، بمعناه

وقال الحاكم في مستدركه:
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب،
حدثنا أحمد بن عيسى بن زيد اللخمي بتنِّيس حدثنا عَمْرو بن أبي سلمة،
حدثنا زهير بن محمد، حدثنا حُمَيد الطويل، ورجل آخر،
عن أنس بن مالك قال:
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله، عز وجل:
{ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ }
قال: "القِنْطَارُ ألفا أُوقِيَّةٍ".
صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه،
هكذا رواه الحاكم .
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وقد قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد،
عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"القِنْطَارُ اثْنَا عَشَرَ ألْف أوقيَّةٍ، كُلُّ أوقِيَّةٍ خَيْر مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ والأرْضِ".

وقد رواه ابن ماجة، عن أبي بكر بن أبي شيبة،
عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حماد ابن سلمة، به.
وقد رواه ابن جرير عن بُنْدار، عن ابن مهدي، عن حماد بن زيد،
عن عاصم -هو ابن بَهْدَلة-عن أبي صالح،
عن أبي هريرة موقوفا، وهذا أصح.

وهكذا رواه ابن جرير عن معاذ بن جبل وابن عمر.
وحكاه ابن أبي حاتم، عن أبي هريرة وأبي الدرداء،
أنهم قالوا: القنطار ألف ومائتا أوقية.

ثم قال ابن جرير: حدثني زكريا بن يحيى الضرير، حدثنا شبابة،
حدثنا مَخْلَد بن عبد الواحد، عن علي بن زيد، عن عطاء بن أبي ميمونة،
عن زِرّ بن حُبَيْش عن أبيّ بن كعب، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"القِنْطَارُ ألْفُ أوقِيَّةٍ ومائَتَا أوقِيَّةٍ" .
وهذا حديث منكر أيضًا،

والأقربُ أن يكون موقوفا على أبي بن كعب،
كغيره من الصحابة.

وقد روى ابن مَرْدُويَه، من طريق موسى بن عُبَيْدة الرَبَذِي
عن محمد بن إبراهيم عن يحنَّش أبي موسى،
عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ قَرَأ مائة آيةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ،
ومَنْ قَرَأ مِائَةَ آيةٍ إِلَى ألْف أصْبَح لَهُ قِنْطار مِنْ أجْرٍ عندَ الله،
القِنْطارُ مِنْهُ مِثلُ الجبَلِ العَظِيمِ".
ورواه وَكِيع، عن موسى بن عُبَيدة، بمعناه

وقال الحاكم في مستدركه:
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب،
حدثنا أحمد بن عيسى بن زيد اللخمي بتنِّيس حدثنا عَمْرو بن أبي سلمة،
حدثنا زهير بن محمد، حدثنا حُمَيد الطويل، ورجل آخر،
عن أنس بن مالك قال:
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله، عز وجل:
{ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ }
قال: "القِنْطَارُ ألفا أُوقِيَّةٍ".
صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه،
هكذا رواه الحاكم .
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وقد رواه ابن أبي حاتم بلفظ آخر فقال:
حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الرَّقِّي، حدثنا عمرو ابن أبي سلمة،
حدثنا زهير -يعني ابن محمد-حدثنا حميد الطويل ورجل آخر قد سماه
-يعني يزيد الرَّقَاشي-عن أنس،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: قنطار،
يعني: "ألف دينار".
وهكذا [رواه] ابن مَرْدُويه، ورواه الطبراني،
عن عبد الله بن محمد بن أبي مريم،
عن عَمْرو بن أبي سلمة، فذكر بإسناده مثله سواء .

وروى ابن جرير عن الحسن البصري مرسلا عنه وموقوفا عليه:
القنطار ألف ومائتا دينار. وكذا رواه العَوْفي عن ابن عباس.

وقال الضحاك:
من العرب من يقول: القنطار ألف دينار.
ومنهم من يقول: اثنا عشر ألفا.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عارِم، عن حَمّاد،
عن سعيد الجُرَيرِي عن أبي نضْرة، عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه،
قال: [القنطار] ملء مَسْك الثور ذهبا.

قال أبو محمد:
ورواه محمد بن موسى الحرشي،
عن حماد بن زيد، مرفوعا. والموقوف أصح .

وحب الخيل على ثلاثة أقسام،
تارة يكون ربطَها أصحابُها معدَّة لسبيل الله تعالى،
متى احتاجوا إليها غزَوا عليها، فهؤلاء يثابون.

وتارة تربط فخرا ونواء لأهل الإسلام،
فهذه على صاحبها وزْر.

وتارة للتعفف واقتناء نسلها. ولم يَنْسَ حق الله في رقابها،
فهذه لصاحبها ستْر،

كما سيأتي الحديث بذلك [إن شاء الله تعالى] عند قوله تعالى:
{ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ
[تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ] }
[ الأنفال : 60 ].

وأما
{ الْمُسَوَّمَةِ }
فعن ابن عباس، رضي الله عنهما:
المسومة الراعية، والمُطَهَّمة الحسَان،

وكذا روي عن مجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير،
وعبد الرحمن بن عبد الله بن أبْزَى، والسُّدِّي،
والربيع بن أنس، وأبي سِنَان وغيرهم.

وقال مكحول:
المسومة: الغُرَّة والتحجيل. وقيل غير ذلك.

وقد قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد،
عن عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب،
عن سُوَيْد بن قيس، عن معاوية بن حُدَيج،
عن أبي ذر، رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليسَ مِنْ فَرَسٍ عَرَبِي إلا يُؤذَنُ لَهُ مَعَ كُلِّ فَجْر يَدْعُو بِدَعْوَتَيْنِ،
يَقُولُ: اللَّهُمَّ إنَّكَ خَوَّلْتَنِي مِنْ خَوَّلْتَني من بَنِي آدَم،
فاجْعَلنِي مِنْ أحَبِّ مَالِهِ وأهْلِهِ إليه، أوْ أحَب أهْلِه ومالِهِ إليهِ"
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وقد رواه ابن أبي حاتم بلفظ آخر فقال:
حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الرَّقِّي، حدثنا عمرو ابن أبي سلمة،
حدثنا زهير -يعني ابن محمد-حدثنا حميد الطويل ورجل آخر قد سماه
-يعني يزيد الرَّقَاشي-عن أنس،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: قنطار،
يعني: "ألف دينار".
وهكذا [رواه] ابن مَرْدُويه، ورواه الطبراني،
عن عبد الله بن محمد بن أبي مريم،
عن عَمْرو بن أبي سلمة، فذكر بإسناده مثله سواء .

وروى ابن جرير عن الحسن البصري مرسلا عنه وموقوفا عليه:
القنطار ألف ومائتا دينار. وكذا رواه العَوْفي عن ابن عباس.

وقال الضحاك:
من العرب من يقول: القنطار ألف دينار.
ومنهم من يقول: اثنا عشر ألفا.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عارِم، عن حَمّاد،
عن سعيد الجُرَيرِي عن أبي نضْرة، عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه،
قال: [القنطار] ملء مَسْك الثور ذهبا.

قال أبو محمد:
ورواه محمد بن موسى الحرشي،
عن حماد بن زيد، مرفوعا. والموقوف أصح .

وحب الخيل على ثلاثة أقسام،
تارة يكون ربطَها أصحابُها معدَّة لسبيل الله تعالى،
متى احتاجوا إليها غزَوا عليها، فهؤلاء يثابون.

وتارة تربط فخرا ونواء لأهل الإسلام،
فهذه على صاحبها وزْر.

وتارة للتعفف واقتناء نسلها. ولم يَنْسَ حق الله في رقابها،
فهذه لصاحبها ستْر،

كما سيأتي الحديث بذلك [إن شاء الله تعالى] عند قوله تعالى:
{ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ
[تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ] }
[ الأنفال : 60 ].

وأما
{ الْمُسَوَّمَةِ }
فعن ابن عباس، رضي الله عنهما:
المسومة الراعية، والمُطَهَّمة الحسَان،

وكذا روي عن مجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير،
وعبد الرحمن بن عبد الله بن أبْزَى، والسُّدِّي،
والربيع بن أنس، وأبي سِنَان وغيرهم.

وقال مكحول:
المسومة: الغُرَّة والتحجيل. وقيل غير ذلك.

وقد قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد،
عن عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب،
عن سُوَيْد بن قيس، عن معاوية بن حُدَيج،
عن أبي ذر، رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليسَ مِنْ فَرَسٍ عَرَبِي إلا يُؤذَنُ لَهُ مَعَ كُلِّ فَجْر يَدْعُو بِدَعْوَتَيْنِ،
يَقُولُ: اللَّهُمَّ إنَّكَ خَوَّلْتَنِي مِنْ خَوَّلْتَني من بَنِي آدَم،
فاجْعَلنِي مِنْ أحَبِّ مَالِهِ وأهْلِهِ إليه، أوْ أحَب أهْلِه ومالِهِ إليهِ"
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وقوله: { وَالأنْعَامِ }
يعني: الإبل والبقر والغنم

{ وَالْحَرْث }
يعني: الأرض المتخذة للغِرَاس والزراعة .

قال الإمام أحمد: حدثنا رَوْح بن عبادة، حدثنا أبو نعامة العدوي،
عن مسلم بن بُدَيل عن إياسِ بن زهير، عن سُويد بن هُبَيرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"خَيْرُ مَالِ امرئ لَهُ مُهْرة مَأمُورة، أو سِكَّة مَأبُورة"
المأمورة الكثيرة النسل،
والسّكَّة: النخل المصطف، والمأبورة: الملقحة.

ثم قال تعالى:
{ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }
أي: إنما هذا زهرة الحياة الدنيا وزينتها الفانية الزائلة

{ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }
أي: حسن المرجع والثواب.

وقد قال ابن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا جرير، عن عطاء،
عن أبي بكر بن حفص بن عُمَر بن سعد قال:
قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: لما أنزلت:
{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ }
قلت: الآن يا رب حين زينتها لنا فنزلت:
{ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ
جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ } .

ولهذا قال تعالى:
{ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ }
أي: قل يا محمد للناس: أأخبركم بخير مما زين للناس في
هذه الحياة الدنيا
من زهرتها ونعيمها، الذي هو زائل لا محالة.

ثم أخبر عن ذلك، فقال:
{ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ }
أي: تنخرق بين جوانبها وأرجائها الأنهار، من أنواع الأشربة؛
من العسل واللبن والخمر والماء وغير ذلك، مما لا عين رأت،
ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

{ خَالِدِينَ فِيهَا }
أي: ماكثين فيها أبد الآباد لا يبغون عنها حِوَلا.

{ وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ }
أي: من الدَّنَس، والخَبَث، والأذى، والحيض، والنفاس،
وغير ذلك مما يعتري نساء الدنيا.

{ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ }
أي: يحل عليهم رضوانه، فلا يَسْخَط عليهم بعده أبدا؛

ولهذا قال تعالى في الآية الأخرى التي في براءة:
{ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ }
[ التوبة : 72 ]
أي: أعظم مما أعطاهم من النعيم المقيم،
ثم قال [تعالى]
{ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }
أي: يعطي كلا بحسب ما يستحقه من العطاء.
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وقوله: { وَالأنْعَامِ }
يعني: الإبل والبقر والغنم

{ وَالْحَرْث }
يعني: الأرض المتخذة للغِرَاس والزراعة .

قال الإمام أحمد: حدثنا رَوْح بن عبادة، حدثنا أبو نعامة العدوي،
عن مسلم بن بُدَيل عن إياسِ بن زهير، عن سُويد بن هُبَيرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"خَيْرُ مَالِ امرئ لَهُ مُهْرة مَأمُورة، أو سِكَّة مَأبُورة"
المأمورة الكثيرة النسل،
والسّكَّة: النخل المصطف، والمأبورة: الملقحة.

ثم قال تعالى:
{ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }
أي: إنما هذا زهرة الحياة الدنيا وزينتها الفانية الزائلة

{ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }
أي: حسن المرجع والثواب.

وقد قال ابن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا جرير، عن عطاء،
عن أبي بكر بن حفص بن عُمَر بن سعد قال:
قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: لما أنزلت:
{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ }
قلت: الآن يا رب حين زينتها لنا فنزلت:
{ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ
جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ } .

ولهذا قال تعالى:
{ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ }
أي: قل يا محمد للناس: أأخبركم بخير مما زين للناس في
هذه الحياة الدنيا
من زهرتها ونعيمها، الذي هو زائل لا محالة.

ثم أخبر عن ذلك، فقال:
{ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ }
أي: تنخرق بين جوانبها وأرجائها الأنهار، من أنواع الأشربة؛
من العسل واللبن والخمر والماء وغير ذلك، مما لا عين رأت،
ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

{ خَالِدِينَ فِيهَا }
أي: ماكثين فيها أبد الآباد لا يبغون عنها حِوَلا.

{ وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ }
أي: من الدَّنَس، والخَبَث، والأذى، والحيض، والنفاس،
وغير ذلك مما يعتري نساء الدنيا.

{ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ }
أي: يحل عليهم رضوانه، فلا يَسْخَط عليهم بعده أبدا؛

ولهذا قال تعالى في الآية الأخرى التي في براءة:
{ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ }
[ التوبة : 72 ]
أي: أعظم مما أعطاهم من النعيم المقيم،
ثم قال [تعالى]
{ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }
أي: يعطي كلا بحسب ما يستحقه من العطاء.
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)

الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأسْحَارِ (17) }



يصف تعالى عباده المتقين الذين وعدهم الثواب الجزيل،


فقال تعالى:


{ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا }


أي: بك وبكتابك وبرسولك



{ فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا }


أي بإيماننا بك وبما شرعته لنا فاغفر لنا ذنوبنا


وتقصيرنا من أمرنا بفضلك ورحمتك


{ وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }



ثم قال:


{ الصَّابِرِين }


أي: في قيامهم بالطاعات وتركهم المحرمات



{ وَالصَّادِقِينَ }


فيما أخبروا به من إيمانهم بما يلتزمونه من الأعمال الشاقة



{ وَالقَانِتِينَ }


والقنوت: الطاعة والخضوع



{ والْمُنفِقِينَ }


أي: من أموالهم في جميع ما أمروا به من الطاعات،


وصلة الأرحام والقرابات، وسد الخَلات،


ومواساة ذوي الحاجات



{ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأسْحَارِ }


دل على فضيلة الاستغفار وقت الأسحار.



وقد قيل: إن يعقوب، عليه السلام،


لما قال لبنيه:



{ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي }


[يوسف:98 ]


أنه أخرهم إلى وقت السحر.




وثبت في الصحيحين وغيرهما من المساند والسنن،


من غير وجه، عن جماعة من الصحابة،


أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:


"ينزلُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى في كُلِّ لَيْلَةٍ إلَى سمَِاءِ الدُّنيا


حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِر


فيقولُ: هَلْ مِنْ سَائل فأعْطِيَه؟


هَلْ مِنْ دَاع فَأسْتجيبَ له؟


هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِر فأغْفِرَ لَهُ ؟"


الحديث



وقد أفرد الحافظ أبو الحسن الدارقطني في ذلك جزءًا على حدة


فرواه من طرق متعددة.



وفي الصحيحين، عن عائشة، رضي الله عنها، قالت:


مِنْ كُلِّ اللَّيلِ قَدْ أوْترَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم،


مِنْ أولِهِ وأوْسَطِهِ وآخِرِهِ، فَانْتَهَى وِتره إلَى السّحَرِ .



وكان عبد الله بن عمر يصلي من الليل، ثم يقول:


يا نافع، هل جاء السَّحَر؟


فإذا قال: نعم،


أقبل على الدعاء والاستغفار حتى يصبح.


رواه ابن أبي حاتم.




وقال ابن جرير: حدثنا ابن وَكِيع، حدثنا أبي،


عن حُرَيْث بن أبي مطر، عن إبراهيم بن حاطب، عن أبيه قال:


سمعت رجلا في السحر في ناحية المسجد وهو يقول:


ربّ أمرتني فأطعتك،
وهذا سحر، فاغفر لي.
فنظرت فإذا ابن مسعود، رضي الله عنه .

وروى ابن مَرْدُويه عن أنس بن مالك قال:
كنا نؤمر إذا صلينا من الليل أنْ نستغفر في آخر السحر سبعين مرة.
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)

الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأسْحَارِ (17) }



يصف تعالى عباده المتقين الذين وعدهم الثواب الجزيل،


فقال تعالى:


{ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا }


أي: بك وبكتابك وبرسولك



{ فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا }


أي بإيماننا بك وبما شرعته لنا فاغفر لنا ذنوبنا


وتقصيرنا من أمرنا بفضلك ورحمتك


{ وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }



ثم قال:


{ الصَّابِرِين }


أي: في قيامهم بالطاعات وتركهم المحرمات



{ وَالصَّادِقِينَ }


فيما أخبروا به من إيمانهم بما يلتزمونه من الأعمال الشاقة



{ وَالقَانِتِينَ }


والقنوت: الطاعة والخضوع



{ والْمُنفِقِينَ }


أي: من أموالهم في جميع ما أمروا به من الطاعات،


وصلة الأرحام والقرابات، وسد الخَلات،


ومواساة ذوي الحاجات



{ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأسْحَارِ }


دل على فضيلة الاستغفار وقت الأسحار.



وقد قيل: إن يعقوب، عليه السلام،


لما قال لبنيه:



{ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي }


[يوسف:98 ]


أنه أخرهم إلى وقت السحر.




وثبت في الصحيحين وغيرهما من المساند والسنن،


من غير وجه، عن جماعة من الصحابة،


أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:


"ينزلُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى في كُلِّ لَيْلَةٍ إلَى سمَِاءِ الدُّنيا


حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِر


فيقولُ: هَلْ مِنْ سَائل فأعْطِيَه؟


هَلْ مِنْ دَاع فَأسْتجيبَ له؟


هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِر فأغْفِرَ لَهُ ؟"


الحديث



وقد أفرد الحافظ أبو الحسن الدارقطني في ذلك جزءًا على حدة


فرواه من طرق متعددة.



وفي الصحيحين، عن عائشة، رضي الله عنها، قالت:


مِنْ كُلِّ اللَّيلِ قَدْ أوْترَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم،


مِنْ أولِهِ وأوْسَطِهِ وآخِرِهِ، فَانْتَهَى وِتره إلَى السّحَرِ .



وكان عبد الله بن عمر يصلي من الليل، ثم يقول:


يا نافع، هل جاء السَّحَر؟


فإذا قال: نعم،


أقبل على الدعاء والاستغفار حتى يصبح.


رواه ابن أبي حاتم.




وقال ابن جرير: حدثنا ابن وَكِيع، حدثنا أبي،


عن حُرَيْث بن أبي مطر، عن إبراهيم بن حاطب، عن أبيه قال:


سمعت رجلا في السحر في ناحية المسجد وهو يقول:


ربّ أمرتني فأطعتك،
وهذا سحر، فاغفر لي.
فنظرت فإذا ابن مسعود، رضي الله عنه .

وروى ابن مَرْدُويه عن أنس بن مالك قال:
كنا نؤمر إذا صلينا من الليل أنْ نستغفر في آخر السحر سبعين مرة.
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ
لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ
وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ
وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ
أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ
فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) }

شهد تعالى - وكفى به شهيدا، وهو أصدق الشاهدين وأعدلهم،
وأصدق القائلين-

{ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ }
أي: المتفَرد بالإلهية لجميع الخلائق، وأن الجميع عبيده وخلقه،
والفقراء إليه، وهو الغني عما سواه

كما قال تعالى:
{ لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزلَ إِلَيْكَ أَنزلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ
يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا }
الآية [ النساء : 166 ] .

ثم قرن شهادة ملائكته وأولي العلم بشهادته فقال:
{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ }
وهذه خصوصية عظيمة للعلماء في هذا المقام.

{ قَائِمًا بِالْقِسْطِ }
منصوب على الحال، وهو في جميع الأحوال كذلك.

{ لا إِلَهَ إِلا هُوَ }
تأكيد لما سبق

{ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
العزيز: الذي لا يرام جنابه عظمةً وكبرياء،
الحكيم : في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره.

وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن عبد ربه،
حدثنا بَقِيَّة بن الوليد، حدثني جبير بن عَمْرو القرشي،
حدثنا أبو سَعِيد الأنصاري، عن أبي يحيى مولى آل الزبير بن العوام،
عن الزبير بن العوام، قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفةَ يقرأ هذه الآية:
{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ
قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
"وأَنَا عَلَى ذلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ يا رَبِّ" .

وقد رواه ابن أبي حاتم من وجه آخر، فقال: حدثنا علي بن حسين،
حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني،
حدثنا عُمَر بن حفص بن ثابت أبو سعيد الأنصاري،
حدثنا عبد الملك بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن جده،
عن الزبير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قرأ هذه الآية:
{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ }
قال:
"وأَنَا أشْهَدُ أيْ رَبِّ" .
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ
لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ
وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ
وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ
أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ
فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) }

شهد تعالى - وكفى به شهيدا، وهو أصدق الشاهدين وأعدلهم،
وأصدق القائلين-

{ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ }
أي: المتفَرد بالإلهية لجميع الخلائق، وأن الجميع عبيده وخلقه،
والفقراء إليه، وهو الغني عما سواه

كما قال تعالى:
{ لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزلَ إِلَيْكَ أَنزلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ
يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا }
الآية [ النساء : 166 ] .

ثم قرن شهادة ملائكته وأولي العلم بشهادته فقال:
{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ }
وهذه خصوصية عظيمة للعلماء في هذا المقام.

{ قَائِمًا بِالْقِسْطِ }
منصوب على الحال، وهو في جميع الأحوال كذلك.

{ لا إِلَهَ إِلا هُوَ }
تأكيد لما سبق

{ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
العزيز: الذي لا يرام جنابه عظمةً وكبرياء،
الحكيم : في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره.

وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن عبد ربه،
حدثنا بَقِيَّة بن الوليد، حدثني جبير بن عَمْرو القرشي،
حدثنا أبو سَعِيد الأنصاري، عن أبي يحيى مولى آل الزبير بن العوام،
عن الزبير بن العوام، قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفةَ يقرأ هذه الآية:
{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ
قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
"وأَنَا عَلَى ذلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ يا رَبِّ" .

وقد رواه ابن أبي حاتم من وجه آخر، فقال: حدثنا علي بن حسين،
حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني،
حدثنا عُمَر بن حفص بن ثابت أبو سعيد الأنصاري،
حدثنا عبد الملك بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن جده،
عن الزبير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قرأ هذه الآية:
{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ }
قال:
"وأَنَا أشْهَدُ أيْ رَبِّ" .
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني في المعجم الكبير:
حدثنا عبدان بن أحمد وعلي بن سعيد الرازي قالا
حدثنا عَمَّار بن عمر بن المختار، حدثني أبي، حدثني غالب القطان قال:
أتيت الكوفة في تجارة، فنزلت قريبا من الأعمش،
فلما كانت ليلة أردتُ أن أنْحَدِرَ قام فتهجد من الليل، فمر بهذه الآية:
{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ
لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ }

ثم قال الأعمش: وأنا أشهد بما شهد الله به،
وأستودع الله هذه الشهادة، وهي لي عند الله وديعة:

{ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ }
قالها مرارا.

قلت: لقد سمع فيها شيئا، فغدوت إليه فودعته،

ثم قلت: يا أبا محمد، إني سمعتك تردد هذه الآية.
قال: أو ما بلغك ما فيها؟
قلت: أنا عندك منذ شهر لم تحدثني.
قال: والله لا أحدثك بها إلى سنة.
فأقمت سنة فكنت على بابه،
فلما مضت السنة قلت: يا أبا محمد، قد مضت السنة.
قال: حدثني أبو وائل، عن عبد الله قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يُجَاءُ بِصَاحِبِهَا يَوْمَ القِيامَةِ، فَيَقُولُ الله عز وجل:
عَبْدِي عَهِدَ إلَيَّ، وأنَا أحَقُّ مَن وَفَّى بالْعَهْدِ، أدْخِلُوا عَبْدِي الْجَنَّةَ" .

وقوله:
{ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ }
إخبار من الله تعالى بأنه لا دين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام،
وهو اتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين،
حتى ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم،
الذي سد جميع الطرق إليه إلا من جهة محمد صلى الله عليه وسلم،
فمن لقي الله بعد بعثته محمدًا صلى الله عليه وسلم
بدِين على غير شريعته، فليس بمتقبل.
كما قال تعالى:
{ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ
[وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ] }
[آل عمران:85 ]

وقال في هذه الآية مخبرًا بانحصار الدين المتقبل عنده في الإسلام:
{ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ }

وذكر ابن جرير أن ابن عباس قرأ:
{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ
لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ }
بكسر إنه وفتح

{ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ }
أي: شهد هو وملائكته وأولو العلم من البشر
بأن الدين عند الله الإسلام.

والجمهور قرأوها بالكسر على الخبر،
وكلا المعنيين صحيح.
ولكن هذا على قول الجمهور أظهر والله أعلم.

ثم أخبر تعالى بأن الذين أوتوا الكتاب الأول
إنما اختلفوا بعد ما قامت عليهم الحجة، بإرسال الرسل إليهم،
وإنزال الكتب عليهم،
فقال:
{ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ }
أي: بغى بعضهم على بعض،
فاختلفوا في الحق لتحاسدهم وتباغضهم وتدابرهم،
فحمل بعضهم بُغْض البَعْض الآخر
على مخالفته في جميع أقواله وأفعاله،
وإن كانت حقا،

ثم قال:
{ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }
أي: من جحد بما أنزل الله في كتابه فإن الله سيجازيه على ذلك،
ويحاسبه على تكذيبه، ويعاقبه على مخالفته كتابه
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني في المعجم الكبير:
حدثنا عبدان بن أحمد وعلي بن سعيد الرازي قالا
حدثنا عَمَّار بن عمر بن المختار، حدثني أبي، حدثني غالب القطان قال:
أتيت الكوفة في تجارة، فنزلت قريبا من الأعمش،
فلما كانت ليلة أردتُ أن أنْحَدِرَ قام فتهجد من الليل، فمر بهذه الآية:
{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ
لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ }

ثم قال الأعمش: وأنا أشهد بما شهد الله به،
وأستودع الله هذه الشهادة، وهي لي عند الله وديعة:

{ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ }
قالها مرارا.

قلت: لقد سمع فيها شيئا، فغدوت إليه فودعته،

ثم قلت: يا أبا محمد، إني سمعتك تردد هذه الآية.
قال: أو ما بلغك ما فيها؟
قلت: أنا عندك منذ شهر لم تحدثني.
قال: والله لا أحدثك بها إلى سنة.
فأقمت سنة فكنت على بابه،
فلما مضت السنة قلت: يا أبا محمد، قد مضت السنة.
قال: حدثني أبو وائل، عن عبد الله قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يُجَاءُ بِصَاحِبِهَا يَوْمَ القِيامَةِ، فَيَقُولُ الله عز وجل:
عَبْدِي عَهِدَ إلَيَّ، وأنَا أحَقُّ مَن وَفَّى بالْعَهْدِ، أدْخِلُوا عَبْدِي الْجَنَّةَ" .

وقوله:
{ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ }
إخبار من الله تعالى بأنه لا دين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام،
وهو اتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين،
حتى ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم،
الذي سد جميع الطرق إليه إلا من جهة محمد صلى الله عليه وسلم،
فمن لقي الله بعد بعثته محمدًا صلى الله عليه وسلم
بدِين على غير شريعته، فليس بمتقبل.
كما قال تعالى:
{ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ
[وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ] }
[آل عمران:85 ]

وقال في هذه الآية مخبرًا بانحصار الدين المتقبل عنده في الإسلام:
{ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ }

وذكر ابن جرير أن ابن عباس قرأ:
{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ
لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ }
بكسر إنه وفتح

{ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ }
أي: شهد هو وملائكته وأولو العلم من البشر
بأن الدين عند الله الإسلام.

والجمهور قرأوها بالكسر على الخبر،
وكلا المعنيين صحيح.
ولكن هذا على قول الجمهور أظهر والله أعلم.

ثم أخبر تعالى بأن الذين أوتوا الكتاب الأول
إنما اختلفوا بعد ما قامت عليهم الحجة، بإرسال الرسل إليهم،
وإنزال الكتب عليهم،
فقال:
{ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ }
أي: بغى بعضهم على بعض،
فاختلفوا في الحق لتحاسدهم وتباغضهم وتدابرهم،
فحمل بعضهم بُغْض البَعْض الآخر
على مخالفته في جميع أقواله وأفعاله،
وإن كانت حقا،

ثم قال:
{ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }
أي: من جحد بما أنزل الله في كتابه فإن الله سيجازيه على ذلك،
ويحاسبه على تكذيبه، ويعاقبه على مخالفته كتابه
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

ثم قال تعالى:
{ فَإِنْ حَاجُّوكَ }
أي: جادلوك في التوحيد

{ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ }
أي: فقل أخلصت عبادتي لله وحده، لا شريك له ولا ند [له]
ولا ولد ولا صاحبة له

{ وَمَنِ اتَّبَعَنِ }
على ديني، يقول كمقالتي،

كما قال تعالى:
{ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي
[وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ] }
[ يوسف : 108 ].

ثم قال تعالى آمرًا لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم
أن يدعو إلى طريقته ودينه،
والدخول في شرعه وما بعثه الله به الكتابيين
من الملتين والأميين من المشركين

فقال:
{ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ
فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ }
أي: والله عليه حسابهم وإليه مرجعهم ومآبهم،
وهو الذي يهدي من يشاء، ويضل من يشاء،
وله الحكمة في ذلك، والحجة البالغة؛

ولهذا قال:
{ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }
أي: هو عليم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الضلالة،
وهو الذي
{ لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }
[ الأنبياء : 33 ]
وما ذاك إلا لحكمته ورحمته.

وهذه الآية وأمثالها من أصرح الدلالات على عموم بعثته،
صَلوات الله وسلامه عليه، إلى جميع الخلق،
كما هو معلوم من دينه ضرورة،
وكما دل عليه الكتاب والسنة في غير ما آية وحديث،

فمن ذلك قوله تعالى:
{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا }
[ الأعراف : 158 ]

وقال تعالى:
{ تَبَارَكَ الَّذِي نزلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا }
[ الفرقان : 1]

وفي الصحيحين وغيرهما، مما ثبت تواتره بالوقائع المتعددة،
أنه بعث كتبه صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله ملوك الآفاق،
وطوائف بني آدم من عربهم وعجمهم، كتابِيِّهم وأمِّيِّهم،
امتثالا لأمر الله له بذلك.


وقد روى عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن هَمَّام،
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يَسْمَعُ بِي أحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأمَّةِ يَهُوديّ وَلا نَصْرَانِي،
ومَاتَ وَلمَ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أرْسلتُ بِهِ، إلا كان مِنْ أَهْلِ النَّارِ"
رواه مسلم .

وقال صلى الله عليه وسلم:
"بُعِثْتُ إلَى الأحْمَرِ والأسْودِ"

وقال:
"كَانَ النَّبيُّ يُبْعَثُ إلَى قَوْمِه خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إلَى النَّاسِ عَامَّةً".

وقال الإمام أحمد: حدثنا مُؤَمِّل، حدثنا حَمَّاد،
حدثنا ثابت عن أنس، رضي الله عنه:
أن غلاما يهوديا كان يَضع للنبي صلى الله عليه وسلم وَضُوءه
ويناوله نعليه، فمرض،
فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فدخل عليه وأبوه قاعد عند رأسه
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
"يا فُلانُ، قُلْ: لا إله إلا الله" فَنَظَرَ إلَى أبيه، فَسَكَتَ أبوه،
فأعَادَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ إلَى أَبيهِ،
فَقَالَ أبُوهُ: أطِعْ أبا الْقَاسِم، فَقَالَ الْغُلامُ: :
أشْهَدُ أن لا إلَهَ إلا الله وأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ،
فَخَرَجَ النَّبَيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ:
"الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أخْرَجَهُ بِي مِنِ النَّارِ"
أخرجه البخاري في الصحيح
إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث.
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

ثم قال تعالى:
{ فَإِنْ حَاجُّوكَ }
أي: جادلوك في التوحيد

{ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ }
أي: فقل أخلصت عبادتي لله وحده، لا شريك له ولا ند [له]
ولا ولد ولا صاحبة له

{ وَمَنِ اتَّبَعَنِ }
على ديني، يقول كمقالتي،

كما قال تعالى:
{ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي
[وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ] }
[ يوسف : 108 ].

ثم قال تعالى آمرًا لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم
أن يدعو إلى طريقته ودينه،
والدخول في شرعه وما بعثه الله به الكتابيين
من الملتين والأميين من المشركين

فقال:
{ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ
فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ }
أي: والله عليه حسابهم وإليه مرجعهم ومآبهم،
وهو الذي يهدي من يشاء، ويضل من يشاء،
وله الحكمة في ذلك، والحجة البالغة؛

ولهذا قال:
{ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }
أي: هو عليم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الضلالة،
وهو الذي
{ لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }
[ الأنبياء : 33 ]
وما ذاك إلا لحكمته ورحمته.

وهذه الآية وأمثالها من أصرح الدلالات على عموم بعثته،
صَلوات الله وسلامه عليه، إلى جميع الخلق،
كما هو معلوم من دينه ضرورة،
وكما دل عليه الكتاب والسنة في غير ما آية وحديث،

فمن ذلك قوله تعالى:
{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا }
[ الأعراف : 158 ]

وقال تعالى:
{ تَبَارَكَ الَّذِي نزلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا }
[ الفرقان : 1]

وفي الصحيحين وغيرهما، مما ثبت تواتره بالوقائع المتعددة،
أنه بعث كتبه صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله ملوك الآفاق،
وطوائف بني آدم من عربهم وعجمهم، كتابِيِّهم وأمِّيِّهم،
امتثالا لأمر الله له بذلك.


وقد روى عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن هَمَّام،
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يَسْمَعُ بِي أحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأمَّةِ يَهُوديّ وَلا نَصْرَانِي،
ومَاتَ وَلمَ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أرْسلتُ بِهِ، إلا كان مِنْ أَهْلِ النَّارِ"
رواه مسلم .

وقال صلى الله عليه وسلم:
"بُعِثْتُ إلَى الأحْمَرِ والأسْودِ"

وقال:
"كَانَ النَّبيُّ يُبْعَثُ إلَى قَوْمِه خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إلَى النَّاسِ عَامَّةً".

وقال الإمام أحمد: حدثنا مُؤَمِّل، حدثنا حَمَّاد،
حدثنا ثابت عن أنس، رضي الله عنه:
أن غلاما يهوديا كان يَضع للنبي صلى الله عليه وسلم وَضُوءه
ويناوله نعليه، فمرض،
فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فدخل عليه وأبوه قاعد عند رأسه
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
"يا فُلانُ، قُلْ: لا إله إلا الله" فَنَظَرَ إلَى أبيه، فَسَكَتَ أبوه،
فأعَادَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ إلَى أَبيهِ،
فَقَالَ أبُوهُ: أطِعْ أبا الْقَاسِم، فَقَالَ الْغُلامُ: :
أشْهَدُ أن لا إلَهَ إلا الله وأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ،
فَخَرَجَ النَّبَيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ:
"الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أخْرَجَهُ بِي مِنِ النَّارِ"
أخرجه البخاري في الصحيح
إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث.
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ
وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21)
أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22) }


هذا ذم من الله تعالى لأهل الكتاب فيما ارتكبوه من المآثم والمحارم
في تكذيبهم بآيات الله قديما وحديثا، التي بلغتهم إياها الرسل،
استكبارًا عليهم وعنادًا لهم، وتعاظما على الحق واستنكافا عن اتباعه،
ومع هذا قتلوا من قتلوا من النبيين حين بلغوهم عن الله شرعه،
بغير سبب ولا جريمة منهم إليهم، إلا لكونهم دعوهم إلى الحقّ

{ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ }
وهذا هو غاية الكبر،

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"الْكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ وَغَمْط النَّاسِ".

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو الزُّبَيْر الحسن بن علي بن مسلم النيسابوري،
نزيل مكة، حدثني أبو حفص عمر بن حفص -يعني ابن ثابت بن زرارة الأنصاري-
حدثنا محمد بن حمزة، حدثني أبو الحسن مولى لبني أسد، عن مكحول،
عن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي، عن أبي عبيدة بن الجراح، رضي الله عنه قال:
قلت يا رسول الله، أي الناس أشد عذابا يوم القيامة؟
قال:
"رَجلٌ قَتَلَ نَبِيا أوْ مَنْ أمر بِالمْعْرُوفِ ونَهَى عَنِ المُنْكَر".
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ
وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }
إلى قوله:
{ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ] }
الآية.

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا أبَا عُبَيَدَةَ، قَتَلَتْ بَنُو إسْرَائِيلَ ثَلاثَةً وأَرْبَعين نَبيا،
من أوَّلِ النّهَارِ في ساعةٍ وَاحِدَةٍ،
فَقَامَ مِائَة وسَبْعُونَ رَجُلا مِنْ بَني إسْرائيلَ،
فأمَرُوا مَنْ قَتَلَهُم بالْمَعْرُوفِ ونَهَوْهُمْ عَنِ المنكرِ،
فقتلوا جَمِيعًا مِنْ آخِرِ النَّهارِ مِنْ ذَلكَ اليَوْمِ، فَهُم الذِينَ ذَكَرَ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ".

وهكذا رواه ابن جرير عن أبي عبيد الوصّابي محمد بن حفص،
عن ابن حُمَيْر، عن أبي الحسن مولى بني أسد، عن مكحول، به .

وعن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال:
قتلت بنو إسرائيل ثلاثمائة نبي من أول النهار،
وأقاموا سوق بَقْلِهِمْ من آخره.
رواه ابن أبي حاتم.

ولهذا لما أن تكبروا عن الحق واستكبروا على الخلق،
قابلهم الله على ذلك بالذلة والصغار في الدنيا
والعذاب المهين في الآخرة،
فقال:
{ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }
أي: موجع مهين.

{ أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ }
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ
وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21)
أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22) }


هذا ذم من الله تعالى لأهل الكتاب فيما ارتكبوه من المآثم والمحارم
في تكذيبهم بآيات الله قديما وحديثا، التي بلغتهم إياها الرسل،
استكبارًا عليهم وعنادًا لهم، وتعاظما على الحق واستنكافا عن اتباعه،
ومع هذا قتلوا من قتلوا من النبيين حين بلغوهم عن الله شرعه،
بغير سبب ولا جريمة منهم إليهم، إلا لكونهم دعوهم إلى الحقّ

{ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ }
وهذا هو غاية الكبر،

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"الْكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ وَغَمْط النَّاسِ".

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو الزُّبَيْر الحسن بن علي بن مسلم النيسابوري،
نزيل مكة، حدثني أبو حفص عمر بن حفص -يعني ابن ثابت بن زرارة الأنصاري-
حدثنا محمد بن حمزة، حدثني أبو الحسن مولى لبني أسد، عن مكحول،
عن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي، عن أبي عبيدة بن الجراح، رضي الله عنه قال:
قلت يا رسول الله، أي الناس أشد عذابا يوم القيامة؟
قال:
"رَجلٌ قَتَلَ نَبِيا أوْ مَنْ أمر بِالمْعْرُوفِ ونَهَى عَنِ المُنْكَر".
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ
وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }
إلى قوله:
{ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ] }
الآية.

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا أبَا عُبَيَدَةَ، قَتَلَتْ بَنُو إسْرَائِيلَ ثَلاثَةً وأَرْبَعين نَبيا،
من أوَّلِ النّهَارِ في ساعةٍ وَاحِدَةٍ،
فَقَامَ مِائَة وسَبْعُونَ رَجُلا مِنْ بَني إسْرائيلَ،
فأمَرُوا مَنْ قَتَلَهُم بالْمَعْرُوفِ ونَهَوْهُمْ عَنِ المنكرِ،
فقتلوا جَمِيعًا مِنْ آخِرِ النَّهارِ مِنْ ذَلكَ اليَوْمِ، فَهُم الذِينَ ذَكَرَ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ".

وهكذا رواه ابن جرير عن أبي عبيد الوصّابي محمد بن حفص،
عن ابن حُمَيْر، عن أبي الحسن مولى بني أسد، عن مكحول، به .

وعن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال:
قتلت بنو إسرائيل ثلاثمائة نبي من أول النهار،
وأقاموا سوق بَقْلِهِمْ من آخره.
رواه ابن أبي حاتم.

ولهذا لما أن تكبروا عن الحق واستكبروا على الخلق،
قابلهم الله على ذلك بالذلة والصغار في الدنيا
والعذاب المهين في الآخرة،
فقال:
{ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }
أي: موجع مهين.

{ أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ }
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ
لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ
وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)
فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ
وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (25) }


يقول تعالى منكرًا على اليهود والنصارى،
المتمسكين فيما يزعمون بكتابيهم اللَّذين بأيديهم،
وهما التوراة والإنجيل،
وإذا دعوا إلى التحاكم إلى ما فيهما من طاعة الله فيما أمرهم به فيهما،
من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم،
تولَّوا وهم معرضون عنهما،
وهذا في غاية ما يكون من ذمهم، والتنويه بذكرهم بالمخالفة والعناد.


ثم قال:
{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ }
أي: إنما حملهم وجَرّأهم على مخالفة الحق افتراؤهم على الله
فيما ادعوه لأنفسهم أنهم إنما يعذبون في النار سبعة أيام،
عن كل ألف سنة في الدنيا يوما.

وقد تقدم تفسير ذلك في سورة البقرة.

ثم قال:
{ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ }
[أي غرهم في دينهم]
أي: ثَبَّتهم على دينهم الباطل ما خدعوا به أنفسهم
من زعمهم أن النار لا تمسهم بذنوبهم إلا أياما معدودات،
وهم الذين افتروا هذا من تلقاء أنفسهم وافتعلوه،
ولم ينزل الله به سلطانا قال الله تعالى متهددا لهم ومتوعدا:

{ فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ }
أي: كيف يكون حالهم وقد افتروا على الله وكذبوا رسله
وقتلوا أنبياءه والعلماء من قومهم، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر،
والله تعالى سائلهم عن ذلك كله، ومحاسبهم عليه، ومجازيهم به؛

ولهذا قال:
{ فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ }
لا شك في وقوعه وكونه

{ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ }
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ
لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ
وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)
فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ
وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (25) }


يقول تعالى منكرًا على اليهود والنصارى،
المتمسكين فيما يزعمون بكتابيهم اللَّذين بأيديهم،
وهما التوراة والإنجيل،
وإذا دعوا إلى التحاكم إلى ما فيهما من طاعة الله فيما أمرهم به فيهما،
من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم،
تولَّوا وهم معرضون عنهما،
وهذا في غاية ما يكون من ذمهم، والتنويه بذكرهم بالمخالفة والعناد.


ثم قال:
{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ }
أي: إنما حملهم وجَرّأهم على مخالفة الحق افتراؤهم على الله
فيما ادعوه لأنفسهم أنهم إنما يعذبون في النار سبعة أيام،
عن كل ألف سنة في الدنيا يوما.

وقد تقدم تفسير ذلك في سورة البقرة.

ثم قال:
{ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ }
[أي غرهم في دينهم]
أي: ثَبَّتهم على دينهم الباطل ما خدعوا به أنفسهم
من زعمهم أن النار لا تمسهم بذنوبهم إلا أياما معدودات،
وهم الذين افتروا هذا من تلقاء أنفسهم وافتعلوه،
ولم ينزل الله به سلطانا قال الله تعالى متهددا لهم ومتوعدا:

{ فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ }
أي: كيف يكون حالهم وقد افتروا على الله وكذبوا رسله
وقتلوا أنبياءه والعلماء من قومهم، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر،
والله تعالى سائلهم عن ذلك كله، ومحاسبهم عليه، ومجازيهم به؛

ولهذا قال:
{ فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ }
لا شك في وقوعه وكونه

{ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ }
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنزعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ
وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)
تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ
وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27) }

يقول تعالى:
{ قُلْ }
يا محمد، معظما لربك ومتوكلا عليه،
وشاكرًا له ومفوضًا إليه:


{ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ }
أي: لك الملك كله

{ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنزعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ
وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ }
أي: أنت المعطي، وأنت المانع،
وأنت الذي ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن.

وفي هذه الآية تنبيه وإرشاد إلى شكر نعمة الله تعالى
على رسوله صلى الله عليه وسلم وهذه الأمة؛
لأن الله حول النبوة من بني إسرائيل إلى النبي العربي القرشي
المكي الأمي خاتم الأنبياء على الإطلاق،
ورسول الله إلى جميع الثقلين الإنس والجن،
الذي جمع الله فيه محاسن من كان قبله،
وخصه بخصائص لم يُعْطهَا نبيًا من الأنبياء ولا رسولا من الرسل،
في العلم بالله وشريعته وإطلاعه على الغيوب الماضية والآتية،
وكشفه عن حقائق الآخرة ونشر أمته في الآفاق،
في مشارق الأرض ومغاربها،
وإظهار دينه وشرعه على سائر الأديان، والشرائع،
فصلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين،
ما تعاقب الليل والنهار.


ولهذا قال تعالى:
{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنزعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ
وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
أي: أنت المتصرف في خلقك، الفعال لما تريد،

كما رد تبارك وتعالى على من يتحكم عليه في أمره،
حيث قال:
{ وَقَالُوا لَوْلا نزلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ }
[ الزخرف : 31 ] .

قال الله تعالى ردًا عليهم:
{ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ }
الآية[ الزخرف : 32 ]
أي: نحن نتصرف في خلقنا كما نريد، بلا ممانع ولا مدافع،
ولنا الحكمة والحجة في ذلك، وهكذا نعطي النبوة لمن نريد،

كما قال تعالى:
{ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }
[ الأنعام : 124 ]

وقال تعالى:
{ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلا }
[ الإسراء : 21 ]

وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة "إسحاق بن أحمد"
من تاريخه عن المأمون الخليفة:
أنه رأى في قَصْرٍ ببلاد الروم مكتوبا بالحميرية، فعرب له،
فإذا هو: باسم الله ما اختلف الليل والنهار،
ولا دارت نجوم السماء في الفلك إلا بنقل النعيم عن مَلِك قد زال سلطانه إلى ملك.
ومُلْكُ ذي العرش دائم أبدًا ليس بِفَانٍ ولا بمشترك .

وقوله:
{ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ }
أي: تأخذ من طول هذا فتزيده في قصر هذا فيعتدلان،
ثم تأخذ من هذا في هذا فيتفاوتان، ثم يعتدلان.
وهكذا في فصول السنة: ربيعًا وصيفًا وخريفًا وشتاء.

وقوله:
{ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ }
أي: تخرج الحبَّة من الزرع والزرع من الحبة،
والنخلة من النواة والنواة من النخلة،
والمؤمن من الكافر والكافر من المؤمن،
والدجاجة من البيضة والبيضة من الدجاجة،
وما جرى هذا المجرى من جميع الأشياء

{ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }
أي: تعطي من شئت من المال ما لا يَعده ولا يقدر على إحصائه،
وتقتر على آخرين، لما لك في ذلك من الحكمة والإرادة والمشيئة والعدل.


قال الطبراني: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا جعفر بن جسْر بن فَرْقَد،
حدثنا أبي، عن عَمْرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"اسْم اللهِ الأعْظَمَ الَّذي إذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، فِي هَذِهِ الآيةِ مِنْ آلِ عِمْرانَ:

{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنزعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ
وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنزعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ
وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)
تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ
وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27) }

يقول تعالى:
{ قُلْ }
يا محمد، معظما لربك ومتوكلا عليه،
وشاكرًا له ومفوضًا إليه:


{ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ }
أي: لك الملك كله

{ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنزعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ
وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ }
أي: أنت المعطي، وأنت المانع،
وأنت الذي ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن.

وفي هذه الآية تنبيه وإرشاد إلى شكر نعمة الله تعالى
على رسوله صلى الله عليه وسلم وهذه الأمة؛
لأن الله حول النبوة من بني إسرائيل إلى النبي العربي القرشي
المكي الأمي خاتم الأنبياء على الإطلاق،
ورسول الله إلى جميع الثقلين الإنس والجن،
الذي جمع الله فيه محاسن من كان قبله،
وخصه بخصائص لم يُعْطهَا نبيًا من الأنبياء ولا رسولا من الرسل،
في العلم بالله وشريعته وإطلاعه على الغيوب الماضية والآتية،
وكشفه عن حقائق الآخرة ونشر أمته في الآفاق،
في مشارق الأرض ومغاربها،
وإظهار دينه وشرعه على سائر الأديان، والشرائع،
فصلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين،
ما تعاقب الليل والنهار.


ولهذا قال تعالى:
{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنزعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ
وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
أي: أنت المتصرف في خلقك، الفعال لما تريد،

كما رد تبارك وتعالى على من يتحكم عليه في أمره،
حيث قال:
{ وَقَالُوا لَوْلا نزلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ }
[ الزخرف : 31 ] .

قال الله تعالى ردًا عليهم:
{ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ }
الآية[ الزخرف : 32 ]
أي: نحن نتصرف في خلقنا كما نريد، بلا ممانع ولا مدافع،
ولنا الحكمة والحجة في ذلك، وهكذا نعطي النبوة لمن نريد،

كما قال تعالى:
{ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }
[ الأنعام : 124 ]

وقال تعالى:
{ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلا }
[ الإسراء : 21 ]

وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة "إسحاق بن أحمد"
من تاريخه عن المأمون الخليفة:
أنه رأى في قَصْرٍ ببلاد الروم مكتوبا بالحميرية، فعرب له،
فإذا هو: باسم الله ما اختلف الليل والنهار،
ولا دارت نجوم السماء في الفلك إلا بنقل النعيم عن مَلِك قد زال سلطانه إلى ملك.
ومُلْكُ ذي العرش دائم أبدًا ليس بِفَانٍ ولا بمشترك .

وقوله:
{ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ }
أي: تأخذ من طول هذا فتزيده في قصر هذا فيعتدلان،
ثم تأخذ من هذا في هذا فيتفاوتان، ثم يعتدلان.
وهكذا في فصول السنة: ربيعًا وصيفًا وخريفًا وشتاء.

وقوله:
{ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ }
أي: تخرج الحبَّة من الزرع والزرع من الحبة،
والنخلة من النواة والنواة من النخلة،
والمؤمن من الكافر والكافر من المؤمن،
والدجاجة من البيضة والبيضة من الدجاجة،
وما جرى هذا المجرى من جميع الأشياء

{ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }
أي: تعطي من شئت من المال ما لا يَعده ولا يقدر على إحصائه،
وتقتر على آخرين، لما لك في ذلك من الحكمة والإرادة والمشيئة والعدل.


قال الطبراني: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا جعفر بن جسْر بن فَرْقَد،
حدثنا أبي، عن عَمْرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"اسْم اللهِ الأعْظَمَ الَّذي إذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، فِي هَذِهِ الآيةِ مِنْ آلِ عِمْرانَ:

{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنزعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ
وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }