تفسير بعض سور القرآن الكريم

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع مرسي الفر
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وقال الحافظ أبو بكر بن مردويه:
حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، أخبرنا أحمد بن عمرو،
أخبرنا هشام بن عمار، أخبرنا ابن أبي حاتم عن أبيه،
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن ابن العاص،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضًا، فما عرفتم منه فاعملوا به،
وما تشابه منه فآمنوا به" .

وقال عبد الرزاق: أنبأنا مَعْمَر، عن ابن طاوس،
عن أبيه قال: كان ابن عباس يقرأ:
"وما يعلم تأويله إلا الله، ويقول الراسخون: آمنا به"

وكذا رواه ابن جرير، عن عمر بن عبد العزيز، ومالك بن أنس:
أنهم يؤمنون به ولا يعلمون تأويله.

وحكى ابن جرير أن في قراءة عبد الله بن مسعود:
"إن تأويله إلا عند الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به".

وكذا عن أبي بن كعب. واختار ابن جرير هذا القول.
ومنهم من يقف على قوله:
{ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ }

وتبعهم كثير من المفسرين وأهل الأصول،
وقالوا: الخطاب بما لا يفهم بعيد.

وقد روى ابن أبي نجَِيح، عن مجاهد،
عن ابن عباس أنه قال:
أنا من الراسخين الذين يعلمون تأويله.
وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد:
والراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون آمنا به.
وكذا قال الربيع بن أنس.

وقال محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير:
{ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ }
الذي أراد ما أراد

{ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ }

ثم ردوا تأويل المتشابه على ما عرفوا من تأويل المُحْكَمَة
التي لا تأويل لأحد فيها إلا تأويل واحد،
فاتسق بقولهم الكتاب، وصدق بعضه بعضًا،
فنفذت الحجة، وظهر به العذر، وزاح به الباطل، ودفع به الكفر.

وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس فقال:
"اللهم فَقِّهْهُ في الدين وعلمه التأويل".

ومن العلماء من فصل في هذا المقام،
فقال: التأويل يطلق ويراد به في القرآن معنيان،
أحدهما:
التأويل بمعنى حقيقة الشيء، وما يؤول أمره إليه،
ومنه قوله تعالى:
{ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا
وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا }
[ يوسف : 100]

وقوله
{ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ }
[ الأعراف : 53]
أي: حقيقة ما أخبروا به من أمر المعاد،

فإن أريد بالتأويل هذا،
فالوقف على الجلالة؛
لأن حقائق الأمور وكنهها لا يعلمه على الجلية إلا الله عز وجل،
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وقال الحافظ أبو بكر بن مردويه:
حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، أخبرنا أحمد بن عمرو،
أخبرنا هشام بن عمار، أخبرنا ابن أبي حاتم عن أبيه،
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن ابن العاص،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضًا، فما عرفتم منه فاعملوا به،
وما تشابه منه فآمنوا به" .

وقال عبد الرزاق: أنبأنا مَعْمَر، عن ابن طاوس،
عن أبيه قال: كان ابن عباس يقرأ:
"وما يعلم تأويله إلا الله، ويقول الراسخون: آمنا به"

وكذا رواه ابن جرير، عن عمر بن عبد العزيز، ومالك بن أنس:
أنهم يؤمنون به ولا يعلمون تأويله.

وحكى ابن جرير أن في قراءة عبد الله بن مسعود:
"إن تأويله إلا عند الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به".

وكذا عن أبي بن كعب. واختار ابن جرير هذا القول.
ومنهم من يقف على قوله:
{ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ }

وتبعهم كثير من المفسرين وأهل الأصول،
وقالوا: الخطاب بما لا يفهم بعيد.

وقد روى ابن أبي نجَِيح، عن مجاهد،
عن ابن عباس أنه قال:
أنا من الراسخين الذين يعلمون تأويله.
وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد:
والراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون آمنا به.
وكذا قال الربيع بن أنس.

وقال محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير:
{ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ }
الذي أراد ما أراد

{ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ }

ثم ردوا تأويل المتشابه على ما عرفوا من تأويل المُحْكَمَة
التي لا تأويل لأحد فيها إلا تأويل واحد،
فاتسق بقولهم الكتاب، وصدق بعضه بعضًا،
فنفذت الحجة، وظهر به العذر، وزاح به الباطل، ودفع به الكفر.

وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس فقال:
"اللهم فَقِّهْهُ في الدين وعلمه التأويل".

ومن العلماء من فصل في هذا المقام،
فقال: التأويل يطلق ويراد به في القرآن معنيان،
أحدهما:
التأويل بمعنى حقيقة الشيء، وما يؤول أمره إليه،
ومنه قوله تعالى:
{ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا
وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا }
[ يوسف : 100]

وقوله
{ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ }
[ الأعراف : 53]
أي: حقيقة ما أخبروا به من أمر المعاد،

فإن أريد بالتأويل هذا،
فالوقف على الجلالة؛
لأن حقائق الأمور وكنهها لا يعلمه على الجلية إلا الله عز وجل،
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

ويكون قوله:
{ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ }
مبتدأ

و { يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ }
خبره.


وأما إن أريد بالتأويل المعنى الآخر
وهو التفسير والتعبير والبيان عن الشيء

كقوله تعالى:
{ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ }
[ يوسف : 36 ]
أي: بتفسيره،
فإن أريد به هذا المعنى،
فالوقف على:
{ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ }
لأنهم يعلمون ويفهمون ما خوطبوا به بهذا الاعتبار،
وإن لم يحيطوا علمًا بحقائق الأشياء على كنه ما هي عليه،
وعلى هذا فيكون قوله:
{ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ }
حالا

منهم، وساغ هذا، وهو أن يكون من المعطوف دون المعطوف عليه،


كقوله:
{ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ }

إلى قوله:
{ [وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ ] يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا
وَلإخْوَانِنَا [الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ] }
الآية [ الحشر : 8-10 ]،


وكقوله تعالى:
{ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا }
[الفجر : 22 ]
أي: وجاءت الملائكة صفوفًا صفوفًا.

وقوله إخبارًا عنهم أنهم
{ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ }
أي: بالمتشابه

{ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا }
أي: الجميع من المحكم والمتشابه حق وصدق،
وكل واحد منهما يصدق الآخر ويشهد له؛
لأن الجميع من عند الله وليس شيء من عند الله بمختلف

ولا متضاد لقوله:
{ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ
لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا }
[ النساء : 82 ]

ولهذا قال تعالى:
{ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الألْبَابِ }
أي: إنما يفهم ويعقل ويتدبر المعاني على وجهها
أولو العقول السليمة والفهوم المستقيمة.

وقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عوف الحِمْصَيّ،
حدثنا نُعَيْم بن حماد، حدثنا فياض الرَّقِّيّ، حدّثنا عبد الله بن يزيد
-وكان قد أدرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:
أنسًا،

وأبا أمامة، وأبا الدرداء، رضي الله عنهم، قال:
حدثنا أبو الدرداء،

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الراسخين في العلم،
فقال:
"من بَرَّت يمينه، وصدق لسانه، واستقام قلبه،
ومن أَعَفَّ بطنه وفرجه، فذلك من الراسخين في العلم" .

وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري،
عن عمر بن شعيب عن أبيه، عن جده قال:
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قومًا يتدارءون فقال:
"إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض،
وإنما أنزل كتاب الله ليصدق بعضه بعضًا،
فلا تكذبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوا،
وما جهلتم فَكِلُوهُ إلى عَالِمِه" .
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

ويكون قوله:
{ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ }
مبتدأ

و { يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ }
خبره.


وأما إن أريد بالتأويل المعنى الآخر
وهو التفسير والتعبير والبيان عن الشيء

كقوله تعالى:
{ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ }
[ يوسف : 36 ]
أي: بتفسيره،
فإن أريد به هذا المعنى،
فالوقف على:
{ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ }
لأنهم يعلمون ويفهمون ما خوطبوا به بهذا الاعتبار،
وإن لم يحيطوا علمًا بحقائق الأشياء على كنه ما هي عليه،
وعلى هذا فيكون قوله:
{ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ }
حالا

منهم، وساغ هذا، وهو أن يكون من المعطوف دون المعطوف عليه،


كقوله:
{ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ }

إلى قوله:
{ [وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ ] يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا
وَلإخْوَانِنَا [الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ] }
الآية [ الحشر : 8-10 ]،


وكقوله تعالى:
{ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا }
[الفجر : 22 ]
أي: وجاءت الملائكة صفوفًا صفوفًا.

وقوله إخبارًا عنهم أنهم
{ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ }
أي: بالمتشابه

{ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا }
أي: الجميع من المحكم والمتشابه حق وصدق،
وكل واحد منهما يصدق الآخر ويشهد له؛
لأن الجميع من عند الله وليس شيء من عند الله بمختلف

ولا متضاد لقوله:
{ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ
لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا }
[ النساء : 82 ]

ولهذا قال تعالى:
{ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الألْبَابِ }
أي: إنما يفهم ويعقل ويتدبر المعاني على وجهها
أولو العقول السليمة والفهوم المستقيمة.

وقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عوف الحِمْصَيّ،
حدثنا نُعَيْم بن حماد، حدثنا فياض الرَّقِّيّ، حدّثنا عبد الله بن يزيد
-وكان قد أدرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:
أنسًا،

وأبا أمامة، وأبا الدرداء، رضي الله عنهم، قال:
حدثنا أبو الدرداء،

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الراسخين في العلم،
فقال:
"من بَرَّت يمينه، وصدق لسانه، واستقام قلبه،
ومن أَعَفَّ بطنه وفرجه، فذلك من الراسخين في العلم" .

وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري،
عن عمر بن شعيب عن أبيه، عن جده قال:
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قومًا يتدارءون فقال:
"إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض،
وإنما أنزل كتاب الله ليصدق بعضه بعضًا،
فلا تكذبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوا،
وما جهلتم فَكِلُوهُ إلى عَالِمِه" .
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

و[قد] تقدم رواية ابن مردويه لهذا الحديث،
من طريق هشام بن عمار، عن ابن أبي حازم عن أبيه،
عن عمرو بن شعيب، به.

وقد قال الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي في مسنده،
حدثنا زهير بن حرب، حدثنا أنس بن عياض، عن أبي حازم،
عن أبي سلمة قال: لا أعلمه إلا عن أبي هريرة،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"نزل القرآن على سبعة أحرف، والمِرَاءُ في القرآن كفر -ثلاثًا-
ما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه".
وهذا إسناد صحيح، ولكن فيه علة بسبب قول الراوي:
"لا أعلمه إلا عن أبي هريرة" .

وقال ابن المنذر في تفسيره: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم،
أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني نافع بن يزيد قال:
يقال: الراسخون في العلم المتواضعون لله،
المتذللون لله في مرضاته، لا يتعاطون من فوقهم،
ولا يحقرون من دونهم.

[ولهذا قال تعالى:
{ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الألْبَابِ }
أي: إنما يفهم ويعقل ويتدبر المعاني على وجهها
أولو العقول السليمة أو الفهوم المستقيمة] .

ثم قال تعالى عنهم مخبرًا أنهم دعوا ربهم قائلين:
{ رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا }
أي: لا تملها عن الهدى بعد إذ أقمتها عليه
ولا تجعلنا كالذين في قلوبهم زيغ،
الذين يتبعون ما تشابه من القرآن ولكن ثبتنا على صراطك المستقيم،
ودينك القويم

{ وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ }
أي: من عندك

{ رَحْمَةً }
تثبت بها قلوبنا، وتجمع بها شملنا،
وتزيدنا بها إيمانًا وإيقانًا

{ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ }
قال ابن أبي حاتم: حدثنا عمرو بن عبد الله الأوْدِي
-وقال ابن جرير: حدثنا أبو كُرَيْب -قالا جميعًا:
حدثنا وَكِيع، عن عبد الحميد بن بَهْرام، عن شهر بن حَوْشَب،
عن أم سلمة، رضي الله عنها،
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"يا مُقَلِّبَ القلوب ثَبِّتْ قلبي على دينك"

ثم قرأ:
{ رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ }
رواه ابن مردويه من طريق محمد بن بَكَّار،
عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة،
وهي أسماء بنت يزيد بن السكن،
سمعها تحد ث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر في دعائه:
"اللهم مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك"

قالت: قلت: يا رسول الله، وإن القلب ليتقلب ؟
قال: "نعم،
ما خلق الله من بني آدم من بشر إلا أن قلبه
بين أصبعين من أصابع الله عز وجل، فإن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه".

فنسأل الله ربنا ألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا،
ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحمة، إنه هو الوهاب.

وهكذا رواه ابن جرير من حديث أسد بن موسى،
عن عبد الحميد بن بهرام، به مثله. ورواه أيضًا عن المثنى،
عن الحجاج بن مِنْهَال، عن عبد الحميد بن بهرام، به مثله،
وزاد: "قلت يا رسول الله،
ألا تعلمني دعوة أدعو بها لنفسي؟
قال:
"بلى قولي: اللهم رب النبي محمد، اغفر لي ذنبي،
وأذهب غَيْظ قلبي، وأجِرْنِي من مُضِلاتِ الفتن" .
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

و[قد] تقدم رواية ابن مردويه لهذا الحديث،
من طريق هشام بن عمار، عن ابن أبي حازم عن أبيه،
عن عمرو بن شعيب، به.

وقد قال الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي في مسنده،
حدثنا زهير بن حرب، حدثنا أنس بن عياض، عن أبي حازم،
عن أبي سلمة قال: لا أعلمه إلا عن أبي هريرة،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"نزل القرآن على سبعة أحرف، والمِرَاءُ في القرآن كفر -ثلاثًا-
ما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه".
وهذا إسناد صحيح، ولكن فيه علة بسبب قول الراوي:
"لا أعلمه إلا عن أبي هريرة" .

وقال ابن المنذر في تفسيره: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم،
أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني نافع بن يزيد قال:
يقال: الراسخون في العلم المتواضعون لله،
المتذللون لله في مرضاته، لا يتعاطون من فوقهم،
ولا يحقرون من دونهم.

[ولهذا قال تعالى:
{ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الألْبَابِ }
أي: إنما يفهم ويعقل ويتدبر المعاني على وجهها
أولو العقول السليمة أو الفهوم المستقيمة] .

ثم قال تعالى عنهم مخبرًا أنهم دعوا ربهم قائلين:
{ رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا }
أي: لا تملها عن الهدى بعد إذ أقمتها عليه
ولا تجعلنا كالذين في قلوبهم زيغ،
الذين يتبعون ما تشابه من القرآن ولكن ثبتنا على صراطك المستقيم،
ودينك القويم

{ وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ }
أي: من عندك

{ رَحْمَةً }
تثبت بها قلوبنا، وتجمع بها شملنا،
وتزيدنا بها إيمانًا وإيقانًا

{ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ }
قال ابن أبي حاتم: حدثنا عمرو بن عبد الله الأوْدِي
-وقال ابن جرير: حدثنا أبو كُرَيْب -قالا جميعًا:
حدثنا وَكِيع، عن عبد الحميد بن بَهْرام، عن شهر بن حَوْشَب،
عن أم سلمة، رضي الله عنها،
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"يا مُقَلِّبَ القلوب ثَبِّتْ قلبي على دينك"

ثم قرأ:
{ رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ }
رواه ابن مردويه من طريق محمد بن بَكَّار،
عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة،
وهي أسماء بنت يزيد بن السكن،
سمعها تحد ث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر في دعائه:
"اللهم مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك"

قالت: قلت: يا رسول الله، وإن القلب ليتقلب ؟
قال: "نعم،
ما خلق الله من بني آدم من بشر إلا أن قلبه
بين أصبعين من أصابع الله عز وجل، فإن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه".

فنسأل الله ربنا ألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا،
ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحمة، إنه هو الوهاب.

وهكذا رواه ابن جرير من حديث أسد بن موسى،
عن عبد الحميد بن بهرام، به مثله. ورواه أيضًا عن المثنى،
عن الحجاج بن مِنْهَال، عن عبد الحميد بن بهرام، به مثله،
وزاد: "قلت يا رسول الله،
ألا تعلمني دعوة أدعو بها لنفسي؟
قال:
"بلى قولي: اللهم رب النبي محمد، اغفر لي ذنبي،
وأذهب غَيْظ قلبي، وأجِرْنِي من مُضِلاتِ الفتن" .
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

ثم قال ابن مردويه: حدثنا سليمان بن أحمد،
حدثنا محمد بن هارون بن بكار الدمشقي، أخبرنا العباس بن الوليد الخلال،
أخبرنا يزيد بن يحيى بن عبيد الله، أخبرنا سعيد بن بشير، عن قتادة،
عن أبي حسان الأعرج
عن عائشة، رضي الله عنها،
قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرًا ما يدعو:
"يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك"،
قلت: يا رسول الله، ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء.
فقال: "ليس من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن،
إذا شاء أن يقيمه أقامه، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه،
أما تسمعين قوله:
{ رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } .
غريب من هذا الوجه،
ولكن أصله ثابت في الصحيحين،
وغيرهما من طرق كثيرة بدون زيادة ذكر هذه الآية الكريمة.

وقد روى أبو داود والنسائي وابن مردويه، من حديث أبي عبد الرحمن المقري
-زاد النسائي وابن حبان: وعبد الله بن وهب،
كلاهما عن سعيد بن أبي أيوب حدّثني عبد الله بن الوليد التُّجيبي،
عن سعيد بن المسيب، عن عائشة، رضي الله عنها،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل
قال:
"لا إله إلا أنت سبحانك، اللهم إني أستغفرك لذنبي،
وأسألك رحمة، اللهم زدني علمًا، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني،
وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب"
لفظ ابن مردويه .

وقال عبد الرزاق، عن مالك، عن أبي عبيد -مولى سليمان بن عبد الملك-
عن عبادة بن نُسَيّ، أنه أخبره، أنه سمع قيس بن الحارث يقول:
أخبرني أبو عبد الله الصُنَابِحي، أنه صلى وراء أبي بكر الصديق المغرب،
فقرأ أبو بكر في الركعتين الأوليين بأم القرآن وسورتين من قصار المفصل،
وقرأ في الركعة الثالثة، قال: فدنوت منه حتى إن ثيابي لتكاد تمس ثيابه
، فسمعته يقرأ بأم القرآن وهذه الآية:
{ رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا [وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ] } .

قال أبو عبيد: وأخبرني عُبَادة بن نُسَيّ:
أنه كان عند عمر بن عبد العزيز في خلافته،
فقال عمر لقيس: كيف أخبرتني عن أبي عبد الله الصنابحي
فأخبره بما سمع أبا عبد الله ثانيا.
قال عمر: فما تركناها منذ سمعناها منه،
وإن كنت قبل ذلك لَعَلَى غير ذلك.
فقال له رجل: على أي شيء كان​
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

ثم قال ابن مردويه: حدثنا سليمان بن أحمد،
حدثنا محمد بن هارون بن بكار الدمشقي، أخبرنا العباس بن الوليد الخلال،
أخبرنا يزيد بن يحيى بن عبيد الله، أخبرنا سعيد بن بشير، عن قتادة،
عن أبي حسان الأعرج
عن عائشة، رضي الله عنها،
قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرًا ما يدعو:
"يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك"،
قلت: يا رسول الله، ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء.
فقال: "ليس من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن،
إذا شاء أن يقيمه أقامه، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه،
أما تسمعين قوله:
{ رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } .
غريب من هذا الوجه،
ولكن أصله ثابت في الصحيحين،
وغيرهما من طرق كثيرة بدون زيادة ذكر هذه الآية الكريمة.

وقد روى أبو داود والنسائي وابن مردويه، من حديث أبي عبد الرحمن المقري
-زاد النسائي وابن حبان: وعبد الله بن وهب،
كلاهما عن سعيد بن أبي أيوب حدّثني عبد الله بن الوليد التُّجيبي،
عن سعيد بن المسيب، عن عائشة، رضي الله عنها،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل
قال:
"لا إله إلا أنت سبحانك، اللهم إني أستغفرك لذنبي،
وأسألك رحمة، اللهم زدني علمًا، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني،
وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب"
لفظ ابن مردويه .

وقال عبد الرزاق، عن مالك، عن أبي عبيد -مولى سليمان بن عبد الملك-
عن عبادة بن نُسَيّ، أنه أخبره، أنه سمع قيس بن الحارث يقول:
أخبرني أبو عبد الله الصُنَابِحي، أنه صلى وراء أبي بكر الصديق المغرب،
فقرأ أبو بكر في الركعتين الأوليين بأم القرآن وسورتين من قصار المفصل،
وقرأ في الركعة الثالثة، قال: فدنوت منه حتى إن ثيابي لتكاد تمس ثيابه
، فسمعته يقرأ بأم القرآن وهذه الآية:
{ رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا [وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ] } .

قال أبو عبيد: وأخبرني عُبَادة بن نُسَيّ:
أنه كان عند عمر بن عبد العزيز في خلافته،
فقال عمر لقيس: كيف أخبرتني عن أبي عبد الله الصنابحي
فأخبره بما سمع أبا عبد الله ثانيا.
قال عمر: فما تركناها منذ سمعناها منه،
وإن كنت قبل ذلك لَعَلَى غير ذلك.
فقال له رجل: على أي شيء كان​
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

أمير المؤمنين قبل ذلك؟ قال:
كنت أقرأ
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }
[ الإخلاص : 1]

وقد روى هذا الأثر الوليد بن مسلم، عن مالك والأوزاعي،
كلاهما عن أبي عبيد، به.ورواه الوليد أيضًا،
عن ابن جابر، عن يحيى بن يحيى الغساني،
عن محمود بن لبيد، عن الصُّنَابِحي: أنه صلى خلف أبي بكر،
رضي الله عنه، المغرب
فقرأ في الأوليين بفاتحة الكتاب وسورة قصيرة،
يجهر بالقراءة، فلما قام إلى الثالثة ابتدأ القراءة
فدنوت منه حتى إن ثيابي لتمس ثيابه،
فقرأ هذه الآية:
{ رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا [ بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ] } .
وقوله:

{ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ }

أي: يقولون في دعائهم: إنك -يا ربنا-ستجمع بين خلقك يوم معادهم،
وتفصل بينهم وتحكم فيهم فيما اختلفوا فيه، وتجزي كلا بعمله،
وما كان عليه في الدنيا من خير وشر.
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

أمير المؤمنين قبل ذلك؟ قال:
كنت أقرأ
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }
[ الإخلاص : 1]

وقد روى هذا الأثر الوليد بن مسلم، عن مالك والأوزاعي،
كلاهما عن أبي عبيد، به.ورواه الوليد أيضًا،
عن ابن جابر، عن يحيى بن يحيى الغساني،
عن محمود بن لبيد، عن الصُّنَابِحي: أنه صلى خلف أبي بكر،
رضي الله عنه، المغرب
فقرأ في الأوليين بفاتحة الكتاب وسورة قصيرة،
يجهر بالقراءة، فلما قام إلى الثالثة ابتدأ القراءة
فدنوت منه حتى إن ثيابي لتمس ثيابه،
فقرأ هذه الآية:
{ رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا [ بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ] } .
وقوله:

{ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ }

أي: يقولون في دعائهم: إنك -يا ربنا-ستجمع بين خلقك يوم معادهم،
وتفصل بينهم وتحكم فيهم فيما اختلفوا فيه، وتجزي كلا بعمله،
وما كان عليه في الدنيا من خير وشر.
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا


وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ


كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (11) }





يخبر الله تعالى عن الكفار أنهم وقود النار،


{ يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ }


[ غافر : 52 ]



وليس ما أوتوه في الدنيا من الأموال والأولاد بنافع لهم عند الله،


ولا بمنجيهم من عذابه وأليم عقابه،



بل كما قال تعالى:


{ وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا


وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ }


[ التوبة : 85 ]



وقال تعالى:


{ لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ


ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ }


[ آل عمران:196: 197 ]




كما قال هاهنا:


{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا }


أي: بآيات الله وكذبوا رسله، وخالفوا كتابه،


ولم ينتفعوا بوحيه إلى أنبيائه



{ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا


وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ }


أي: حطبها الذي تسجر به وتوقد به،



كقوله:


{ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ [أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ] }


[الأنبياء:98].




وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا ابن أبي مريم، أخبرنا ابن لَهِيْعة،


أخبرني ابن الهاد، عن هند بنت الحارث، عن أم الفضل أم عبد الله


بن عباس قالت: بينما نحن بمكة قام رسول الله صلى الله عليه وسلم


من الليل،


فقال هل بلغت، اللهم هل بلغت..." ثلاثًا،



فقام عمر بن الخطاب فقال: نعم.


ثم أصبح


فقال النبي صلى الله عليه وسلم:


"ليظهرن الإسلام حتى يرد الكفر إلى مواطنه،


وَلَتَخُوضُنَّ البحار بالإسلام،


وليأتين على الناس زمان يتعلمون القرآن ويقرؤونه،


ثم يقولون: قد قرأنا وعلمنا،


فمن هذا الذي هو خير منا، فهل في أولئك من خير؟


" قالوا: يا رسول الله، فمن أولئك؟


قال:


"أولئك منكم وأولئك هم وقود النار".
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا


وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ


كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (11) }





يخبر الله تعالى عن الكفار أنهم وقود النار،


{ يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ }


[ غافر : 52 ]



وليس ما أوتوه في الدنيا من الأموال والأولاد بنافع لهم عند الله،


ولا بمنجيهم من عذابه وأليم عقابه،



بل كما قال تعالى:


{ وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا


وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ }


[ التوبة : 85 ]



وقال تعالى:


{ لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ


ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ }


[ آل عمران:196: 197 ]




كما قال هاهنا:


{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا }


أي: بآيات الله وكذبوا رسله، وخالفوا كتابه،


ولم ينتفعوا بوحيه إلى أنبيائه



{ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا


وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ }


أي: حطبها الذي تسجر به وتوقد به،



كقوله:


{ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ [أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ] }


[الأنبياء:98].




وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا ابن أبي مريم، أخبرنا ابن لَهِيْعة،


أخبرني ابن الهاد، عن هند بنت الحارث، عن أم الفضل أم عبد الله


بن عباس قالت: بينما نحن بمكة قام رسول الله صلى الله عليه وسلم


من الليل،


فقال هل بلغت، اللهم هل بلغت..." ثلاثًا،



فقام عمر بن الخطاب فقال: نعم.


ثم أصبح


فقال النبي صلى الله عليه وسلم:


"ليظهرن الإسلام حتى يرد الكفر إلى مواطنه،


وَلَتَخُوضُنَّ البحار بالإسلام،


وليأتين على الناس زمان يتعلمون القرآن ويقرؤونه،


ثم يقولون: قد قرأنا وعلمنا،


فمن هذا الذي هو خير منا، فهل في أولئك من خير؟


" قالوا: يا رسول الله، فمن أولئك؟


قال:


"أولئك منكم وأولئك هم وقود النار".
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وقد رواه ابن مردويه من حديث يزيد بن عبد الله بن الهاد،
عن هند بنت الحارث، امرأة عبد الله بن شداد، عن أم الفضل؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة بمكة
فقال:
"هل بلغت" يقولها ثلاثا،
فقام عمر بن الخطاب -وكان أوَّاها-
فقال:
اللهم نعم، وحرصتَ وجهدتَ ونصحتَ فاصبر.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"ليظهرن الإيمان حتى يردّ الكفر إلى مواطنه،
وليخوضنّ رجال البحار بالإسلام
وليأتين على الناس زمان يقرؤون القرآن،
فيقرؤونه ويعلمونه، فيقولون: قد قرأنا، وقد علمنا،
فمن هذا الذي هو خير منا؟
فما في أولئك من خير"
قالوا: يا رسول الله، فمن أولئك؟
قال: "أولئك منكم، وأولئك هم وقود النار"

ثم رواه من طريق موسى بن عبيد، عن محمد بن إبراهيم،
عن بنت الهاد، عن العباس بن عبد المطلب بنحوه.
وقوله تعالى: { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ } قال الضحاك،
عن ابن عباس: كصنيع آل فرعون. وكذا روي عن عكرمة،
ومجاهد، وأبي مالك، والضحاك، وغير واحد،
ومنهم من يقول:
كسنة آل فرعون،
وكفعل آل فرعون وكشبه آل فرعون،
والألفاظ متقاربة. والدأب -بالتسكين،
والتحريك أيضًا كنَهْر ونَهَر-:
هو الصنع والشأن والحال والأمر والعادة،
كما يقال: لا يزال هذا دأبي ودأبك،
وقال امرؤ القيس:
وقوفا بها صحبي على مطيهم ... يقولون: لا تهلك أسى وتجمل
كدأبك من أم الحويرث قبلها ... وجارتها أم الرباب بمأسل

والمعنى:
كعادتك في أم الحويرث حين أهلكت نفسك في حبها
وبكيت دارها ورسمها.



والمعنى في الآية:
أن الكافرين لا تغني عنهم الأولاد ولا الأموال،
بل يهلكون ويعذبون،
كما جرى لآل فرعون ومن قبلهم من المكذبين للرسل
فيما جاؤوا به من آيات الله وحججه.


{ [كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا
فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ ] وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ }
أي: شديد الأخذ أليم العذاب، لا يمتنع منه أحد،
ولا يفوته شيء بل هو الفعال لما يريد،
الذي [قد] غلب كل شيء وذل له كل شيء،
لا إله غيره ولا رب سواه.
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وقد رواه ابن مردويه من حديث يزيد بن عبد الله بن الهاد،
عن هند بنت الحارث، امرأة عبد الله بن شداد، عن أم الفضل؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة بمكة
فقال:
"هل بلغت" يقولها ثلاثا،
فقام عمر بن الخطاب -وكان أوَّاها-
فقال:
اللهم نعم، وحرصتَ وجهدتَ ونصحتَ فاصبر.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"ليظهرن الإيمان حتى يردّ الكفر إلى مواطنه،
وليخوضنّ رجال البحار بالإسلام
وليأتين على الناس زمان يقرؤون القرآن،
فيقرؤونه ويعلمونه، فيقولون: قد قرأنا، وقد علمنا،
فمن هذا الذي هو خير منا؟
فما في أولئك من خير"
قالوا: يا رسول الله، فمن أولئك؟
قال: "أولئك منكم، وأولئك هم وقود النار"

ثم رواه من طريق موسى بن عبيد، عن محمد بن إبراهيم،
عن بنت الهاد، عن العباس بن عبد المطلب بنحوه.
وقوله تعالى: { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ } قال الضحاك،
عن ابن عباس: كصنيع آل فرعون. وكذا روي عن عكرمة،
ومجاهد، وأبي مالك، والضحاك، وغير واحد،
ومنهم من يقول:
كسنة آل فرعون،
وكفعل آل فرعون وكشبه آل فرعون،
والألفاظ متقاربة. والدأب -بالتسكين،
والتحريك أيضًا كنَهْر ونَهَر-:
هو الصنع والشأن والحال والأمر والعادة،
كما يقال: لا يزال هذا دأبي ودأبك،
وقال امرؤ القيس:
وقوفا بها صحبي على مطيهم ... يقولون: لا تهلك أسى وتجمل
كدأبك من أم الحويرث قبلها ... وجارتها أم الرباب بمأسل

والمعنى:
كعادتك في أم الحويرث حين أهلكت نفسك في حبها
وبكيت دارها ورسمها.



والمعنى في الآية:
أن الكافرين لا تغني عنهم الأولاد ولا الأموال،
بل يهلكون ويعذبون،
كما جرى لآل فرعون ومن قبلهم من المكذبين للرسل
فيما جاؤوا به من آيات الله وحججه.


{ [كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا
فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ ] وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ }
أي: شديد الأخذ أليم العذاب، لا يمتنع منه أحد،
ولا يفوته شيء بل هو الفعال لما يريد،
الذي [قد] غلب كل شيء وذل له كل شيء،
لا إله غيره ولا رب سواه.
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

{ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12)


قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ


يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ


إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأولِي الأبْصَارِ (13) }



يقول تعالى: قل يا محمد للكافرين: { سَتُغْلَبُونَ }
أي: في الدنيا،

{ وَتُحْشَرُونَ }
أي: يوم القيامة

{ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ } .




وقد ذكر محمد بن إسحاق بن يسار، عن عاصم بن عمر بن قتادة؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصاب من أهل بدر
ما أصاب ورجع إلى المدينة، جمع اليهود في سوق بني قَيْنُقَاع
وقال:
" يا معشر يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم الله ما أصاب قريشًا".

فقالوا: يا محمد،
لا يغرنك من نفسك أن قتلت نفرًا من قريش
كانوا أغمارًا لا يعرفون القتال،
إنك والله لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس،
وأنك لم تلق مثلنا؟

فأنزل الله في ذلك من قولهم:
{ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ }
إلى قوله:
{ لَعِبْرَةً لأولِي الأبْصَارِ } .



وقد رواه ابن إسحاق أيضًا، عن محمد بن أبي محمد،
عن سعيد أو عكرمة، عن ابن عباس فذكره؛

ولهذا قال تعالى:
{ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ }
أي: قد كان لكم -أيها اليهود القائلون ما قلتم -
{ آيَةٌ }
أي:
دلالة على أن الله معز دينه،
وناصر رسوله، ومظهر كلمته، ومعل أمره


{ فِي فِئَتَيْنِ }
أي: طائفتين

{ الْتَقَتَا }
أي: للقتال

{ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }
وهم المسلمون،

{ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ }
وهم مشركو قريش يوم بدر.




وقوله:
{ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ }
قال بعض العلماء -فيما حكاه ابن جرير:
يرى المشركون يوم بدر المسلمين مثليهم في العدد رأي أعينهم،

أي: جعل الله ذلك فيما رأوه سببًا لنصرة الإسلام عليهم.
وهذا لا إشكال عليه إلا من جهة واحدة،
وهي أن المشركين بعثوا عمر بن سعد يومئذ قبل القتال
يحزر لهم المسلمين، فأخبرهم بأنهم ثلاثمائة،
يزيدون قليلا أو ينقصون قليلا.
وهكذا كان الأمر،
كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ثم لما وقع القتال
أمدّهم الله بألف من خواص الملائكة وساداتهم.



والقول الثاني:
" أن المعنى في قوله:
{ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ }
أي: ترى الفئة المسلمة الفئة الكافرة مثليهم،
أي: ضعفيهم في العدد، ومع هذا نصرهم الله عليهم.

وهذا لا إشكال فيه على ما رواه العوفي،
عن ابن عباس أن المؤمنين كانوا يوم بدر
ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا
والمشركين كانوا ستمائة وستة وعشرين رجلا.

وكأن هذا القول مأخوذ من ظاهر هذه الآية،
ولكنه خلاف المشهور عند أهل التواريخ والسير وأيام الناس،
وخلاف المعروف عند الجمهور من أن المشركين
كانوا ما بين التسعمائة إلى الألف
كما رواه محمد بن إسحاق، عن يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما سأل ذلك العبد الأسود
لبني الحجاج عن عدّة قريش،
فقال: كثير،
قال:
"كم ينحرون كل يوم؟"
قال: يومًا تسعًا ويومًا عشرًا،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"القوم ما بين التسعمائة إلى الألف" .
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

{ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12)


قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ


يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ


إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأولِي الأبْصَارِ (13) }



يقول تعالى: قل يا محمد للكافرين: { سَتُغْلَبُونَ }
أي: في الدنيا،

{ وَتُحْشَرُونَ }
أي: يوم القيامة

{ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ } .




وقد ذكر محمد بن إسحاق بن يسار، عن عاصم بن عمر بن قتادة؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصاب من أهل بدر
ما أصاب ورجع إلى المدينة، جمع اليهود في سوق بني قَيْنُقَاع
وقال:
" يا معشر يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم الله ما أصاب قريشًا".

فقالوا: يا محمد،
لا يغرنك من نفسك أن قتلت نفرًا من قريش
كانوا أغمارًا لا يعرفون القتال،
إنك والله لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس،
وأنك لم تلق مثلنا؟

فأنزل الله في ذلك من قولهم:
{ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ }
إلى قوله:
{ لَعِبْرَةً لأولِي الأبْصَارِ } .



وقد رواه ابن إسحاق أيضًا، عن محمد بن أبي محمد،
عن سعيد أو عكرمة، عن ابن عباس فذكره؛

ولهذا قال تعالى:
{ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ }
أي: قد كان لكم -أيها اليهود القائلون ما قلتم -
{ آيَةٌ }
أي:
دلالة على أن الله معز دينه،
وناصر رسوله، ومظهر كلمته، ومعل أمره


{ فِي فِئَتَيْنِ }
أي: طائفتين

{ الْتَقَتَا }
أي: للقتال

{ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }
وهم المسلمون،

{ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ }
وهم مشركو قريش يوم بدر.




وقوله:
{ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ }
قال بعض العلماء -فيما حكاه ابن جرير:
يرى المشركون يوم بدر المسلمين مثليهم في العدد رأي أعينهم،

أي: جعل الله ذلك فيما رأوه سببًا لنصرة الإسلام عليهم.
وهذا لا إشكال عليه إلا من جهة واحدة،
وهي أن المشركين بعثوا عمر بن سعد يومئذ قبل القتال
يحزر لهم المسلمين، فأخبرهم بأنهم ثلاثمائة،
يزيدون قليلا أو ينقصون قليلا.
وهكذا كان الأمر،
كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ثم لما وقع القتال
أمدّهم الله بألف من خواص الملائكة وساداتهم.



والقول الثاني:
" أن المعنى في قوله:
{ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ }
أي: ترى الفئة المسلمة الفئة الكافرة مثليهم،
أي: ضعفيهم في العدد، ومع هذا نصرهم الله عليهم.

وهذا لا إشكال فيه على ما رواه العوفي،
عن ابن عباس أن المؤمنين كانوا يوم بدر
ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا
والمشركين كانوا ستمائة وستة وعشرين رجلا.

وكأن هذا القول مأخوذ من ظاهر هذه الآية،
ولكنه خلاف المشهور عند أهل التواريخ والسير وأيام الناس،
وخلاف المعروف عند الجمهور من أن المشركين
كانوا ما بين التسعمائة إلى الألف
كما رواه محمد بن إسحاق، عن يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما سأل ذلك العبد الأسود
لبني الحجاج عن عدّة قريش،
فقال: كثير،
قال:
"كم ينحرون كل يوم؟"
قال: يومًا تسعًا ويومًا عشرًا،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"القوم ما بين التسعمائة إلى الألف" .
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وروى أبو إسحاق السَّبِيعي، عن حارثة، عن علي، قال:
كانوا ألفًا،
وكذا قال ابن مسعود. والمشهور أنهم كانوا ما بين التسعمائة إلى الألف،
وعلى كل تقدير فقد كانوا ثلاثة أمثال المسلمين،
وعلى هذا فيشكل هذا القول
والله أعلم.

لكن وجه ابن جرير هذا، وجعله صحيحًا كما تقول:
عندي ألف وأنا محتاج إلى مثليها، وتكون محتاجًا إلى ثلاثة آلاف،
كذا قال. وعلى هذا فلا إشكال.


لكن بقي سؤال آخر وهو وارد على القولين،
وهو أن يقال:
ما الجمع بين هذه الآية وبين قوله تعالى في قصة بدر:
{ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ
لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولا } ؟
[ الأنفال : 44 ]
والجواب:
أن هذا كان في حال، والآخر كان في حال أخرى،

كما قال السُّدِّي، عن [مرة] الطيب عن ابن مسعود في قوله:
{ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا
[فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ] }
الآية،

قال: هذا يوم بدر.
قال عبد الله بن مسعود:
وقد نظرنا إلى المشركين فرأيناهم يُضْعَفون علينا،
ثم نظرنا إليهم فما رأيناهم يزيدون علينا رجلا واحدًا،
وذلك قوله تعالى:
{ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ } .

وقال أبو إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود،
رضي الله عنه، قال:
لقد قللوا في أعيننا حتى قلت لرجل إلى جانبي تراهم سبعين؟
قال: أراهم مائة.
قال: فأسرنا رجلا منهم فقلنا: كم كنتم؟
قال: ألفا.

فعندما عاين كل الفريقين الآخر رأى المسلمون المشركين مثليهم،
أي: أكثر منهم بالضعف،
ليتوكلوا ويتوجهوا ويطلبوا الإعانة من ربهم، عز وجل.
ورأى المشركون المؤمنين كذلك ليحصل لهم
الرعب والخوف والجزع والهلع،

ثم لما حصل التصاف والتقى الفريقان قلل الله هؤلاء في أعين هؤلاء،
وهؤلاء في أعين هؤلاء، ليقدم كل منهما على الآخر.

{ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولا }
أي: ليفرّق بين الحق والباطل،
فيظهر كلمة الإيمان على الكفر،
ويعز المؤمنين ويذل الكافرين،

كما قال تعالى:
{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ }
[ آل عمران : 123 ]

وقال هاهنا:
{ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأولِي الأبْصَارِ }
أي: إن في ذلك لمعتبرًا لمن له بصيرة وفهم يهتدي به إلى حكم الله وأفعاله،
وقدره الجاري بنصر عباده المؤمنين في هذه الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

وروى أبو إسحاق السَّبِيعي، عن حارثة، عن علي، قال:
كانوا ألفًا،
وكذا قال ابن مسعود. والمشهور أنهم كانوا ما بين التسعمائة إلى الألف،
وعلى كل تقدير فقد كانوا ثلاثة أمثال المسلمين،
وعلى هذا فيشكل هذا القول
والله أعلم.

لكن وجه ابن جرير هذا، وجعله صحيحًا كما تقول:
عندي ألف وأنا محتاج إلى مثليها، وتكون محتاجًا إلى ثلاثة آلاف،
كذا قال. وعلى هذا فلا إشكال.


لكن بقي سؤال آخر وهو وارد على القولين،
وهو أن يقال:
ما الجمع بين هذه الآية وبين قوله تعالى في قصة بدر:
{ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ
لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولا } ؟
[ الأنفال : 44 ]
والجواب:
أن هذا كان في حال، والآخر كان في حال أخرى،

كما قال السُّدِّي، عن [مرة] الطيب عن ابن مسعود في قوله:
{ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا
[فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ] }
الآية،

قال: هذا يوم بدر.
قال عبد الله بن مسعود:
وقد نظرنا إلى المشركين فرأيناهم يُضْعَفون علينا،
ثم نظرنا إليهم فما رأيناهم يزيدون علينا رجلا واحدًا،
وذلك قوله تعالى:
{ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ } .

وقال أبو إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود،
رضي الله عنه، قال:
لقد قللوا في أعيننا حتى قلت لرجل إلى جانبي تراهم سبعين؟
قال: أراهم مائة.
قال: فأسرنا رجلا منهم فقلنا: كم كنتم؟
قال: ألفا.

فعندما عاين كل الفريقين الآخر رأى المسلمون المشركين مثليهم،
أي: أكثر منهم بالضعف،
ليتوكلوا ويتوجهوا ويطلبوا الإعانة من ربهم، عز وجل.
ورأى المشركون المؤمنين كذلك ليحصل لهم
الرعب والخوف والجزع والهلع،

ثم لما حصل التصاف والتقى الفريقان قلل الله هؤلاء في أعين هؤلاء،
وهؤلاء في أعين هؤلاء، ليقدم كل منهما على الآخر.

{ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولا }
أي: ليفرّق بين الحق والباطل،
فيظهر كلمة الإيمان على الكفر،
ويعز المؤمنين ويذل الكافرين،

كما قال تعالى:
{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ }
[ آل عمران : 123 ]

وقال هاهنا:
{ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأولِي الأبْصَارِ }
أي: إن في ذلك لمعتبرًا لمن له بصيرة وفهم يهتدي به إلى حكم الله وأفعاله،
وقدره الجاري بنصر عباده المؤمنين في هذه الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ
مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ
جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ
وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) }



يخبر تعالى عما زُيِّن للناس في هذه الحياة الدنيا من أنواع الملاذ
من النساء والبنين، فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد،
كما ثبت في الصحيح أنه، عليه الصلاة والسلام،
قال
مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّساء".

فأما إذا كان القصد بهن الإعفاف وكثرة الأولاد،
فهذا مطلوب مرغوب فيه مندوب إليه،

كما وردت الأحاديث بالترغيب في التزويج والاستكثار منه،
"وإنَّ خَيْرَ هَذه الأمَّةِ كَانَ أكْثرهَا نسَاءً"

وقوله، عليه الصلاة والسلام
الدُّنْيَا مَتَاع، وخَيْرُ مَتَاعِهَا المرْأةُ الصَّالحةُ،
إنْ نَظَرَ إلَيْها سَرَّتْهُ، وإنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْه،
وإنْ غَابَ عَنْها حَفِظْتُه في نَفْسهَا وَمَالِهِ"

وقوله صلي الله عليه وسلم في الحديث الآخر:
"حُبِّبَ إلَيَّ النِّسَاءُ والطِّيبُ
وجُعلَتْ قُرة عَيْني فِي الصَّلاةِ"

وقالت عائشة، رضي الله عنها:
لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
من النساء إلا الخيل،
وفي رواية:
من الخيل إلا النساء .



وحب البنين تارة يكون للتفاخر والزينة فهو داخل في هذا،
وتارة يكون لتكثير النسل،
وتكثير أمة محمد صلى الله عليه وسلم ممن يعبد الله وحده لا شريك له،
فهذا محمود ممدوح،
كما ثبت في الحديث:
"تَزَوَّجُوا الوَدُودَ الوَلُودَ، فَإنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأمَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ"



وحب المال -كذلك-تارة يكون للفخر والخيلاء والتكبر على الضعفاء،
والتجبر على الفقراء، فهذا مذموم،

وتارة يكون للنفقة في القربات وصلة الأرحام والقرابات
ووجوه البر والطاعات، فهذا ممدوح محمود عليه شرعًا.



وقد اختلف المفسرون في مقدار القنطار على أقوال،
وحاصلها:
أنه المال الجزيل،
كما قاله الضحاك وغيره،

وقيل: ألف دينار.
وقيل: ألف ومائتا دينار.
وقيل: اثنا عشر ألفا.
وقيل: أربعون ألفا.
وقيل: ستون ألفا
وقيل: سبعون ألفا.
وقيل: ثمانون ألفا.
وقيل غير ذلك.
 
رد: تفسير بعض سور القرآن الكريم

{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ
مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ
جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ
وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) }



يخبر تعالى عما زُيِّن للناس في هذه الحياة الدنيا من أنواع الملاذ
من النساء والبنين، فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد،
كما ثبت في الصحيح أنه، عليه الصلاة والسلام،
قال
مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّساء".

فأما إذا كان القصد بهن الإعفاف وكثرة الأولاد،
فهذا مطلوب مرغوب فيه مندوب إليه،

كما وردت الأحاديث بالترغيب في التزويج والاستكثار منه،
"وإنَّ خَيْرَ هَذه الأمَّةِ كَانَ أكْثرهَا نسَاءً"

وقوله، عليه الصلاة والسلام
الدُّنْيَا مَتَاع، وخَيْرُ مَتَاعِهَا المرْأةُ الصَّالحةُ،
إنْ نَظَرَ إلَيْها سَرَّتْهُ، وإنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْه،
وإنْ غَابَ عَنْها حَفِظْتُه في نَفْسهَا وَمَالِهِ"

وقوله صلي الله عليه وسلم في الحديث الآخر:
"حُبِّبَ إلَيَّ النِّسَاءُ والطِّيبُ
وجُعلَتْ قُرة عَيْني فِي الصَّلاةِ"

وقالت عائشة، رضي الله عنها:
لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
من النساء إلا الخيل،
وفي رواية:
من الخيل إلا النساء .



وحب البنين تارة يكون للتفاخر والزينة فهو داخل في هذا،
وتارة يكون لتكثير النسل،
وتكثير أمة محمد صلى الله عليه وسلم ممن يعبد الله وحده لا شريك له،
فهذا محمود ممدوح،
كما ثبت في الحديث:
"تَزَوَّجُوا الوَدُودَ الوَلُودَ، فَإنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأمَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ"



وحب المال -كذلك-تارة يكون للفخر والخيلاء والتكبر على الضعفاء،
والتجبر على الفقراء، فهذا مذموم،

وتارة يكون للنفقة في القربات وصلة الأرحام والقرابات
ووجوه البر والطاعات، فهذا ممدوح محمود عليه شرعًا.



وقد اختلف المفسرون في مقدار القنطار على أقوال،
وحاصلها:
أنه المال الجزيل،
كما قاله الضحاك وغيره،

وقيل: ألف دينار.
وقيل: ألف ومائتا دينار.
وقيل: اثنا عشر ألفا.
وقيل: أربعون ألفا.
وقيل: ستون ألفا
وقيل: سبعون ألفا.
وقيل: ثمانون ألفا.
وقيل غير ذلك.