تاريخ و معالم مدينة المرسى
المرسى كانت مدينة الاقامة الصيفية للبايات في حين كانت باردو مركز الاقامة والحكم. ولقد سّماها أهلها بفخر غير مستـتر "أميرة القلوب". ولقد حملت المرسى في العهد البونيقي اسم المغارة (Megara) وقد كانت ميناءا بونيقيا متطورا يضاهي و ينافس ميناء قرطاج. وتقع المرسى في خليج هو سهل بين جبلين: جبل المنار المعروف بسيدي بوسعيد و جبل قمرت .وهي أساسا محطة اصطياف شهرت بجمال مناظرها ورقة نسيمها وصفاء بحرها.
ولقد مكنت هذه الظروف المناخية الى جانب جمال الطبيعة والتضاريس من أن تكون قبلة أهل العلم و الدين والمال المقيمين في مدينة تونس المجاورة. فقد كان الولي الصالح سيدي عبد العزيز مزار أهل الدين والتـقى. وقد توافد على المدينة للاقامة فيها الفناون والرسامون والمسرحيون وأغنياء التجار متبعين بذلك البايات في رحلة شتائهم و صيفهم. فمنذ بداية القرن التاسع عشر اتخذها باي تونس مقاما وبنا بها الكثير من القصور حيث تقيم العائلة المالكة من ماي الى سبتمبر من كل سنة.
لا يمكن الحديث عن تاريخ مدينة المرسى دون الحديث عن تاريخ البايات وعن العرش الحسيني تحديدا الذي تأسست فيه المدينة على شكلها الحالي المعروف لدى الجميع.
دار التاج و قبة الهواء
1855م
في 1855 بنا محمد باشا دار التاج. بعده اهتم خليفته بخصوصية الأميرات عند السباحة فبنى لذلك على شاطىء البحر جناحا خاصا للغرض هو قبة الهواء التي تتقدم في البحر حاجبة بذلك طقوس السباحة عن أعين المتطفلين. تحولت قبة الهواء الى مطعم.
تاريخ و معالم مدينة المرسى
قصر العبدلية
القرن الخامس عشر ميلادي
في المرسى ثلاث قصور يسمى كل واحد منها “العبدلية” و تسمى ثلاثتها مجموعة بالعبدليات ذكرها المسعودي في الخلاصة النقية بقوله :”القصور الشاهقة و البساتين الشهيرة بالعبدلية” ، و قد ذكر هذا المؤرخ الأديب أنها من آثار أبي عبد الله الحفصي ، التي كانت ولايته صدر القرن العاشر ، عندما تضعضعت الدولة الحفصية .
ومن العجائب أن هذه العبدليات مع اشتهارها و ضخامة شأنها لم يذكرها واحد من المتقدمين على صاحب الخلاصة النقية . وهذه القصور معروفة بالمرسى مذكورة بالأدب و التاريخ و كتب الآثار و المخططات . و قد شاع ذكرها شعرا و نثرا في العصر الحسيني على أقلام الورغي و المسعودي و بيرم الرابع بالإفراد مرة “العبدلية” و بالجمع أخرى “العبدليات”. و هي ثلاثة قصور متقاربة ، بين البساتين و الآبار و الجوابي.
أحد هذه القصور متصل بحد السفح الشمالي لجبل المنار ، يعرف الآن باسم” الحفصي ” و الثاني هو الذي أقيم عليه قصر الملك الحسيني أحمد باشا الثاني قبالة مقهى الصفصاف ، و إلى جانب الجامع الكبير بالمرسى . و الثالث يسمى “العبدلية الكبيرة ” هو الواقع وراء دار البريد و الحديقة البلدية بالمرسى في الجهة الغربية منها قرب الحي المسمى “الأحواش”.
أما العبدليتان الأوليان ، بالحفصي و الصفصاف ، فلقد دخلا منذ القرن الماضي في القصور الملكية ، و تغيرت صورتهما ، و أقيم عليهما قصران على غير طرازهما القديم . فالحفصي كان للملك الحسيني DSCN0268علي الثالث ، و أسكنه بعض بناته و بنيه… و قصر الصفصاف كان امتلكه جوزاف رافو الإيطالي من رجال دولة الملك أحمد الأول المشير ثم ملكه علي الثالث، و أسكنه أبناءه، واختص به منذ نصف قرن تقريبا ابنه الملك أحمد الثاني فبنى فبه مباني كثيرة هي اليوم في تصرف بلدية المرسى . و لم تبقى لهاتين العبدليتين أهمية أثرية نظرا إلى التغيير الكلي الذي دخل عليهما ، إلا بما عسى أن يكشفه الحفر عن اسميهما أو الوقوف على رسوم الملكية المتسلسلة لهما
و أما العبدلية الكبرى فهي ذات الأهمية الفائقة التي لانظير لها في كامل بلاد المغرب العربي فإنها باقية إلى حد الآن على وضعها القديم ، لم يدخل عليها إلا تغيير يسير في بعض النواحي لا يصعب بحال إرجاعه إلى أصله.
و إننا إذا استثنينا قصر الحمراء بغرناطة ، فإننا لانجد بالمغرب العربي بناية على حالها تمثل طراز المباني السكنية الفخمة قبل العصر التركي غير هذا القصر و هو قصر العبدلية الكبير بالمرسى فإنه و إن يكون من آثار القرن العاشر ، إلا أنه على كل حال ، جاء مغربيا حفصيا ، قبل أن يتأثر فن العمارة بالمؤثرات التي دخلت عليه في النصف الأخير من القرن العاشر باستقرار الحكم التركي.
المرسى كانت مدينة الاقامة الصيفية للبايات في حين كانت باردو مركز الاقامة والحكم. ولقد سّماها أهلها بفخر غير مستـتر "أميرة القلوب". ولقد حملت المرسى في العهد البونيقي اسم المغارة (Megara) وقد كانت ميناءا بونيقيا متطورا يضاهي و ينافس ميناء قرطاج. وتقع المرسى في خليج هو سهل بين جبلين: جبل المنار المعروف بسيدي بوسعيد و جبل قمرت .وهي أساسا محطة اصطياف شهرت بجمال مناظرها ورقة نسيمها وصفاء بحرها.
ولقد مكنت هذه الظروف المناخية الى جانب جمال الطبيعة والتضاريس من أن تكون قبلة أهل العلم و الدين والمال المقيمين في مدينة تونس المجاورة. فقد كان الولي الصالح سيدي عبد العزيز مزار أهل الدين والتـقى. وقد توافد على المدينة للاقامة فيها الفناون والرسامون والمسرحيون وأغنياء التجار متبعين بذلك البايات في رحلة شتائهم و صيفهم. فمنذ بداية القرن التاسع عشر اتخذها باي تونس مقاما وبنا بها الكثير من القصور حيث تقيم العائلة المالكة من ماي الى سبتمبر من كل سنة.
لا يمكن الحديث عن تاريخ مدينة المرسى دون الحديث عن تاريخ البايات وعن العرش الحسيني تحديدا الذي تأسست فيه المدينة على شكلها الحالي المعروف لدى الجميع.
دار التاج و قبة الهواء
1855م
في 1855 بنا محمد باشا دار التاج. بعده اهتم خليفته بخصوصية الأميرات عند السباحة فبنى لذلك على شاطىء البحر جناحا خاصا للغرض هو قبة الهواء التي تتقدم في البحر حاجبة بذلك طقوس السباحة عن أعين المتطفلين. تحولت قبة الهواء الى مطعم.
تاريخ و معالم مدينة المرسى
قصر العبدلية
القرن الخامس عشر ميلادي
في المرسى ثلاث قصور يسمى كل واحد منها “العبدلية” و تسمى ثلاثتها مجموعة بالعبدليات ذكرها المسعودي في الخلاصة النقية بقوله :”القصور الشاهقة و البساتين الشهيرة بالعبدلية” ، و قد ذكر هذا المؤرخ الأديب أنها من آثار أبي عبد الله الحفصي ، التي كانت ولايته صدر القرن العاشر ، عندما تضعضعت الدولة الحفصية .
ومن العجائب أن هذه العبدليات مع اشتهارها و ضخامة شأنها لم يذكرها واحد من المتقدمين على صاحب الخلاصة النقية . وهذه القصور معروفة بالمرسى مذكورة بالأدب و التاريخ و كتب الآثار و المخططات . و قد شاع ذكرها شعرا و نثرا في العصر الحسيني على أقلام الورغي و المسعودي و بيرم الرابع بالإفراد مرة “العبدلية” و بالجمع أخرى “العبدليات”. و هي ثلاثة قصور متقاربة ، بين البساتين و الآبار و الجوابي.
أحد هذه القصور متصل بحد السفح الشمالي لجبل المنار ، يعرف الآن باسم” الحفصي ” و الثاني هو الذي أقيم عليه قصر الملك الحسيني أحمد باشا الثاني قبالة مقهى الصفصاف ، و إلى جانب الجامع الكبير بالمرسى . و الثالث يسمى “العبدلية الكبيرة ” هو الواقع وراء دار البريد و الحديقة البلدية بالمرسى في الجهة الغربية منها قرب الحي المسمى “الأحواش”.
أما العبدليتان الأوليان ، بالحفصي و الصفصاف ، فلقد دخلا منذ القرن الماضي في القصور الملكية ، و تغيرت صورتهما ، و أقيم عليهما قصران على غير طرازهما القديم . فالحفصي كان للملك الحسيني DSCN0268علي الثالث ، و أسكنه بعض بناته و بنيه… و قصر الصفصاف كان امتلكه جوزاف رافو الإيطالي من رجال دولة الملك أحمد الأول المشير ثم ملكه علي الثالث، و أسكنه أبناءه، واختص به منذ نصف قرن تقريبا ابنه الملك أحمد الثاني فبنى فبه مباني كثيرة هي اليوم في تصرف بلدية المرسى . و لم تبقى لهاتين العبدليتين أهمية أثرية نظرا إلى التغيير الكلي الذي دخل عليهما ، إلا بما عسى أن يكشفه الحفر عن اسميهما أو الوقوف على رسوم الملكية المتسلسلة لهما
و أما العبدلية الكبرى فهي ذات الأهمية الفائقة التي لانظير لها في كامل بلاد المغرب العربي فإنها باقية إلى حد الآن على وضعها القديم ، لم يدخل عليها إلا تغيير يسير في بعض النواحي لا يصعب بحال إرجاعه إلى أصله.
و إننا إذا استثنينا قصر الحمراء بغرناطة ، فإننا لانجد بالمغرب العربي بناية على حالها تمثل طراز المباني السكنية الفخمة قبل العصر التركي غير هذا القصر و هو قصر العبدلية الكبير بالمرسى فإنه و إن يكون من آثار القرن العاشر ، إلا أنه على كل حال ، جاء مغربيا حفصيا ، قبل أن يتأثر فن العمارة بالمؤثرات التي دخلت عليه في النصف الأخير من القرن العاشر باستقرار الحكم التركي.