الأحياء الشعبية البسيطة

صغيرتي في " ليساسفة"
الجوعُ دامها ذات مساء
قالت : بابا أين البيتزا ؟!
سعديك و لبيك بُنيتي ، الأمل قريب في " سيدي معروف"
قالت : لا !
ماما نيزو تقول : أنفا ألذ و أفضل !



وكأنها تُريد قتلي هي الأخرى بالعبور في محطات الأمس
أنفا !
حينما تتسابقُ مشاعرك نحو واحةِ الارتواء
ثق بأنك تطرد سراب الشفاء من عشقك





 
arabtrvl1476610069461.jpg


arabtrvl1476610069582.jpg


arabtrvl1476610069693.jpg


arabtrvl1476610069814.jpg






تكمنُ روعتك يا دارنا البيضاء في كافة تفاصيلك
البساطة والفخامة !
جمعتِ كافة الأضداد
النهارُ ند وضد لليل !
و ما نشاهدهُ فيك صباحاً
لا نراهُ مساءً..
 
arabtrvl1479027066071.jpg





arabtrvl147902706612.jpg





في ليلةٍ ( كازاوية) باردة جداً
كانَ صديقي الليبي ( عبد الحفيظ) يقول :
إن أشر السياح هو البخيل الذي يحرم نفسه لذة السفر
فهو يقترُ على نفسه ويذلها، فلا حاجةَ لكل هذا العناء إن
لم تكن كَريماً على نفسك..!




في المدينة القديمة الكُل مشغول
والأفكار تتسابق..



تتمة الذكريات تأتي في الأجزاء القادمة..


انتظروني
 
كل المدن ( نساء )
وكل التفاصيل
( جمال)..


المدينة القديمة بالدار البيضاء
لا تطرد زائريها، تُسابقهم إلى صدور المجالس..
تؤمهم في صلاةِ العشق..تغتسلُ من دموع ذكرياتهم..

لا زلت في حيرةٍ من أمري، لا استطيع مقاومة الاشتياق هذا أبداً
أطرافي الباردة تغتال سكينتها مُحرضات الدفء.

في مخيلتي أرى المدينة القديمة أمامي منتصبة
وعبقها يراودني، لا استطيع إزالة الصورة كُلما تذكرتها
ومبانيها البسيطة القديمة.
كيف لي أن انسى بائعة الحلوى !
وصانع الأحذية..!


هنالك
( كل شي حولي يذكرني بشي )!
 

عبرت الشارع باتجاه ( باب مراكش) ذات مساء
جعلتُ الساعة أمامي مباشرة، هدفي المباشر الذي لم يسبق لي إن اخطأته.
رفعت رأسي عالياً و شحذت همتي للجري باتجاه الأقواس ، هنالك بائع التبغ
والمنتجات الجلدية.
هنالك رائحة ( أسماك الوداد) !
وبائع الساعات.
بائعة اللبان أين أنتِ الآن؟

إكرام بائعة ألعاب الأطفال اختفت منذ عامٍ تقريباً..
سيمو صاحب بزار تقليدي لا يزال شامخاً وصامداً .

أنس !

أيها الشمالي النقي
يا ابن الحُسيمة الأبية
يا حفيد الخطابي
أنتَ لازلت هُنا
و رائحة الشاي الذي تقدمه لي
لا يزالُ راسخاً عالقاً في ذاكرتي..
ابتسامتك الجَميلة سِر رواج تجارتك
وقناعتك أيها النبيل فتحت لك أبواب الخَير.



بلال

سفير" غانا " في الدار البيضاء
هو سفير لكنه ليس سياسي، سفيرُ مشاعرٍ جَميلة وذكريات كثيرة
هل نسيت الشاي ذو ( اللمسة الغانية) يا بلال ؟!




e303.png
e303.png
e303.png
 
وين تريد أروح وياك
بس لا تجرح إحساسي

* كاظم الساهر




ببطء اتعمد السير على حُقول اشتياقي في المدينة القديمة..
بحذر أتجاوز محطات الألم..
الحاجة " فتيحة" والصابون البلدي بالقرب من جامع الشلوح..
و (10) كيلو منه هدايا متفرقة..

سعد - منصف - مُراد - عُدي

الكفتة البلدية في آخر المدينة القديمة
تمنيت لو ذقتها مجدداً..

وبائع " الهندية" ينادي : آجي الزين آجي



e328.png
 
الحرشة
الحليب الساخن !
بصمات ( ماقبل الطرامواي)
كانت عروق الطرامواي لا تزالُ غير ظاهرة على جادةِ الدار البيضاء..
لكنه اشتد و قوى عوده فظهرت " عروقه" على سطح الطُرق..

المدينة القديمة تشكو إلي ( طيش الطرامواي)
ووقع الأقدام..
ترسل لي آيات الحُزن المُرتل..
فتنشد :

جاء الطرامواي جاء
فخسرنا مواعيد اللقاء..
أ كانَ حلماً لقاؤنا..
أم هذه الدنيا
كالهيجاء..


e328.png
e328.png
 
- سألوني الناس عنك يا حبيبي كتبو المكاتيب و أخدها الهوى -

فيروز





في مقهى فرنسا يصدح صوتها كل صباح في جهاز أخي الصغير..
الإفطار البسيط البلدي، مع نوافذ الضباب المطلة على محيط الشتاء
تغنيك مشاهدة أمواج البشر لتشعر بأنك غريق عشقٍ لهذه المدينة .
 
بسيطة هي الأحلام
قنوعة هي النفس
في المدينة القديمة

يكون إفطارنا




arabtrvl1479037727361.jpg



الحرشة
arabtrvl147903772762.jpg


والزيت

arabtrvl1479037727773.jpg



واحلى كاس اتاي
 
حُبلى مشاعري بالإحباط حينا
وحيناً بالتفاؤل..
واحات الذكرى قد يخالها العاشق سراباً في فترات الاشتياق..
و الأتربة التي تُثار من وقعِ أقدام البوح تحجب التعبير في بعض الأحيان..

صيحات الباعة المتجولين تملأ المكان، وخطوات العابرين تُسابق الزمان
طفلٌ يتعثر في خطواته والأم تذكر الله عليه.
يكادُ قلبها أن ينفطر، ارقبُ الموقف بصمت والابتسامة تعلو ملامحي، فلا قلب يعدل قلب الأم أبداً.


بجواري طفل مُشاكس يراوغ الباعة بابتسامته ليتناول بعضاً من الفواكه ويقضم شيئاً من البضاعة، هم يعرفونه جيداً ويغدقون عليه بالعطايا، تجاوزني قائلاً : دوز الشريف مالك !



e303.png
 
رائحة الشواء
همسات العابرين !
ضجيج العَربات
و هنالك رأيت العاشقين !
بالهمس تارة وتارة بالاشارة !
يا تُرى ( كازا ) !
ما الذي عنهم ( تُخفين) !

و زهورٌ على السور ، والنافذة تتدلى من عنقها أدخنة
( بخور ) ؟!
أم حريق حرضه المَطر !

موقد كَهل ؟ لا يحترق الغداء إذن !


تفاصيل المدينة مؤرقة..
 
رائحة الشواء
همسات العابرين !
ضجيج العَربات
و هنالك رأيت العاشقين !
بالهمس تارة وتارة بالاشارة !
يا تُرى ( كازا ) !
ما الذي عنهم ( تُخفين) !

و زهورٌ على السور ، والنافذة تتدلى من عنقها أدخنة
( بخور ) ؟!
أم حريق حرضه المَطر !

موقد كَهل ؟ لا يحترق الغداء إذن !


تفاصيل المدينة مؤرقة..
 
أعلى