مصروفات اليوم الرابع
حديقة الفراشات 70 رينغيت
حديقة الطيور 230 رينغيت + 45 هدايا
غداء في بوتراجايا 100 رينغيت
جولة القارب في البحيرة 100 رينغيت
أجرة السائق (10 ساعات تقريبا) 250 رينغيت
عشاء في ناندوز 210 رينغيت
سوبرماركت 65 رينغيت
تاكسي إلى الفندق 15 رينغيت
أعتذر عن التأخير في الرد بسبب مرض حاولت مقاومته وتجاهله ولكن الغلبة كانت له ..
الحمدلله تحسنت ونعود للتكملة في يوم جديد في كوالالمبور الرائعة ..
يومنا الخامس - وكما اعتدنا إطلاق الأسماء على كل يوم فقد اختار أولادي لهذا اليوم عنوان "الأكل المنحوس" ... كان هذا العنوان وإليكم التفاصيل
حاولنا بالأمس الذهاب إلى حديقة بوتراجايا النباتية للتمتع بالمناظر والجمال من حولنا، ففكرنا بحديقة بيردانا القريبة والهدف هو استئجار الدراجات والاستمتاع بأنشطة حركية في أحضان الطبيعة..
من باب الديمقراطية ولكي لا يقول الأولاد أنهم لم يعرفوا بالأمر، أخبرتهم بأن الخيار اليوم سيكون بين الحديقة والدراجات وبين ملاهي تايمز سكوير الضخمة. لا سيما أن اليوم هو آخر يوم لنا في كوالالمبور قبل التوجه في الغد إلى لنكاوي، وبعدها لدينا برنامج مؤكد لليوم الأخير في كوالالمبور قبل السفر.. ولكنهم رفضوا الملاهي والحمدلله .. فاعتمدنا خيار الحديقة
وصلني إيميل للعمل بمجرد انتهائي من إعداد الإفطار .. فطلبت منهم أن يتناولوا الطعام وسألحقهم فور الانتهاء .. ولكن الأمر استغرق حوالي الساعة .. ضاعت كلها من وقتنا الثمين ..
وعليه فقد قررت التغاضي عن الإفطار، رغم أنه وجبة مهمة لنا في السفر ، وانطلقنا فور انتهائي من العمل .. اخذنا تاكسي (أزرق) من الفندق وأخبرنا السائقة الثرثارة جداً بالوجهة.. وعندما بدأت بالحديث قلنا لها ان الهدف فعلياً هو ركوب الدراجات وليس المشي أو التنزه وتناول الطعام فأكدت أن حديقة بيردانا ليس فيها تأجير دراجات
في هذه اللحظة طبعا تعرفون ما حدث ..
ولكني قلت لها على الفور لا بد من وجود حديقة تؤجر الدراجات هنا فقالت بالطبع توجد حديقة بحيرة تيتوانغا (تيتيوانغا تامان تاسيك).. وهي قريبة نوعا ما.. فقلنا لها .. قدام
في الطريق أجريت بحثاً سريعاً عن حديقة بيردانا.. فهذه السائقة كانت الوحيدة التي لم يعجبني أسلوبها من بين كل من تعاملنا معهم. قرأت تجارب مجموعة سياح فوجدت أنهم استاجروا الدراجات هناك ولكنهم لا ينصحون بها ابدا بسبب كثرة المنحدرات في الحديقة.. بل إن بعضهم تعرض للحوادث. والكلام طبعا عن حديقة بيردانا النباتية .. فقلت في نفسي سأفوت لها تلك الكذبة وأنسى الأمر طالما أنها لا تصلح.
وصلنا إلى الحديقة الجميلة جدا وكان يوم سبت مما يعني وجود الكثير من العائلات.. ولكنها لم تكن مزدحمة بسبب مساحتها الشاسعة..
عند الدخول إلى الحديقة سترون مكانين أو ثلاثة لتأجير الدراجات الهوائية والنارية والسكوتر الصغير ... الأقرب إلى الباب جودة دراجاته أقل من الآخر . أما السعر فهو موحد - 10 رينغيت للساعة الواحدة..
يوجد أيضاً مكان للعب بالفقاعات الصابونية الكبيرة
أخرج الطفل الذي بداخلي
الحديقة قائمة حول بحيرة جميلة بوسطها نافورة، وهي قريبة من البرجين التوأم ..
وحول البحيرة جلسات جميلة مظللة وممرات للسير والدراجات ومكان فسيح مظلل بالخيام البيضاء كان فيه حفل زفاف
أحب حفلات الزفاف النهارية واعتقد اننا الشعوب الوحيدة التي تمعن في السهر ليلاً في مناسبات الزواج !
هذه صورة من بعيد لمكان الزفاف.. متاكدة انني صورت الكثير هناك ولكن الصور مفقودة بشكل غامض
وفي الطرف الآخر من الحديقة توجد حلبة ترابية لركوب الخيل والعربات التي تجرها الخيول .. وهي انشطة متاحة يومي السبت والأحد فقط. من جديد لا أعرف أين ذهبت الصور الخاصة بها !!
ومن الأنشطة الجميلة في الحديقة مكان لاستئجار أحذية التزلج وألواح التزلج ومكان واسع لممارسة الرياضة الممتعة.. بينما توجد أيضاً مجموعة من القوارب الصغيرة في البحيرة لاستئجارها والتجول فيها ..
وتوجد أيضاً منطقة واسعة لألعاب الأطفال كالأراجيح والزحليقات وغيرها .. (بس لو اعرف وين الصور!! )
درنا دورة كاملة حول البحيرة ولكن بالطبع لم تشمل كل الحديقة فهي كبيرة جدا.. وقرر الأطفال أن ما يريدونه فقط هو الدراجات الهوائية وليس التزلج أو الخيول أو الملعب. المشكلة التي صادفتني هنا أنني استعددت بلباس فضفاض مناسب للدراجات ولكن اصبعيّ المصابين (المكسور والمجروح) لم يتعاونا معي أبدا .. استأجرنا دراجة لابنتي واخرى لابني الأوسط ودراجة لها مقعد خلفي صغير لزوجي والأمليزي الصغير .. كان خياراً رائعاً بصراحة واستمتع كثيرا بالركوب خلف والده ..
ولكن المشكلة في أنني لم استطع قيادة الدراجة ! وهنا كان عليّ أن ألحقهم سيراً على الأقدام ... مع الاتفاق بأن يتوقفوا كلما كان هناك انحناء في الطريق كي أعرف وجهتهم
انطلقت المجموعة وانا خلفهم.. مشيتي سريعة ولكن لا يمكنني اللحاق بالدراجات طبعا.. كنت التقط الصور واتمشى مرة وامشي بخطوات واسعة مرة أخرى .. وساعدني أن ابنتي كانت تضع حجاباً بلون فسفوري
جلسات جميلة في كل مكان
يمكنني أن اجلس هنا لساعات طويلة دون مللل.....
ولا زالوا يتجولون بالدراجات وأنا امشي ....
وأمشي ....
وأمشي ...
حتى قررت أن أنتظرهم في مكان محدد لأني شعرت بالجوع والتعب. أعجبني في الحديقة وجود لافتات تمنع الشيشة والمشروبات الكحولية وتمنع الحركات النص كم
وقائمة طويلة من الممنوعات التي جعلت منها مكاناً مثاليا للعائلات ... فكانت في منتهى النظافة بالفعل .. ورأيت العديد من العائلات التي احضرت معها عدة الشواء وبدأت العمل . فزاد شعوري بالجوع مع الروائح الشهية
طبعا الاولاد كانوا في قمة الانبساط
فالجو جميل وغائم والمكان واسع يمكنهم الانطلاق فيه كما شاؤوا .. وكانوا بين حين وآخر يتوقفون للراحة وشرب الماء أو إخباري بحماس عما يرون في الحديقة .. أما سيف الدين الإمليزي فكان آخر رواق لانه مرتاح في مقعده و(سوق يا اسطه) ..
بعد حوالي ثلاث ساعات جلسنا للتشاور في الخطوة التالية، وعلى مقربة منا كشك صغير يبيع مأكولات بسيطة كالفاكهة والعصائر والحلوى. اخذنا في البداية أكياس الأناناس المقطع مع أعواد للأكل ولكن زوجي أخذ شيئاً مختلفا أخضر اللون وطلب من البائعة وضع الملح على الكيس
وقبل أن أسأل قال لي أن هذه هي المانجا الخضراء التي أخبرني عنها كثيراً ولم أفهم قصده
فقد كان زوجي دوما يتغنى بطعم المانجا الخضراء وكم هي لذيذة مع الملح .. وانا لم اتخيل الطعم ابدا.. فرحبت بالفكرة وتذوقت أول قطعة وكانت ... شغل ادمان !
الخلاصة اننا تناولنا ما لا يقل عن 20 كيس من المانجا الخضراء في جلسة واحدة.. ولكن مشكلتي هي أن المانجا كانت كالمقبلات التي تزيد من الشهية ولا تشبع أبدا
لم يرغب الأولاد بركوب الخيل بسبب ارتفاع درجة الحرارة فجأة .. وبعد مداولات ومشاورات.. استقر الرأي بالأحبة على زيارة الأكواريوم، وكان قد تبقى ربع ساعة فقط على موعد إطعام أسماك القرش! فانطلقنا سريعاً وأعدنا الدراجات في طريقنا للبوابة ثم ركبنا تاكسي إلى الأكواريوم!
أعجبتني الأمانة التي يعتمد عليها أصحاب الدراجات .. فهم لا يطلبون أجرة الدراجة وإن طلبوها فهم في الواقع لا يعرفون إن كنت ستخرج بها ام لا! فهناك بوابات متعددة وفتحات في السياج ولكنهم لم يطلبوا أي ضمان ..
ودعت الحديقة وانا أقول لنفسي اننا إذا عدنا إلى هنا، بإذن الله، سيكون يوماً حافلاً للشواء والدراجات وركوب الخيل..
عدنا من جديد .. ولا زالنا في منتصف يومنا الخامس في كوالالمبور المدهشة..
غادرنا الحديقة سريعاً لنلحق موعد إطعام أسماك القرش في الأكواريوم .. وهي قريبة جدا من هناك حتى إن أجرة التاكسي بلغت 8 رينغيت فقط. ولكن تأخرنا قليلاً في طابور التذاكر لأن اليوم هو السبت والكثير من الزوار يأتون يوم العطلة مقارنة بالأيام الأخرى .. إلا أن التأخير لم يكن سيئاً فموعد إطعام الأسماك القرش ضمن المسرح المائي Aquatheatre هو الثالثة تماماً..
ومن هنا يمكنكم الاطلاع على مواعيد إطعام الأسماك باختلاف انواعها واحواضها لترتيب مواعيد زيارتكم حسب اهتمامات أعضاء الرحلة
بمجرد شراء التذاكر (50 ريغيت للكبار و 40 للصغار) قررنا التوجه إلى نهاية الاكواريوم لنتمكن من مشاهدة العرض لإطعام الأسماك في الحوض الكبير... وهو حوض يمتد بارتفاع الجدار ويقع في نهاية الأكواريوم تقريبا .. ركضنا متجاوزين الزوار الذن يتجولون عند الأحواض الأخرى حتى وصلنا
هناك غواصان يقومان بإطعام سلحفاة ضخمة والعديد من أسماك القرش وسمك البساط (اللخمة على ما اعتقد) والأسماك الملونة الأخرى في عرض جميل، قبل ان يقوما بحركات استعراضية للراغبين بالتصوير معهما ومع الأسماك..
لن أضع صور الحوض كاملا أو مقاطع الفيديو لأنني كما قلت سابقاً أريد لمن لم يراها من قبل أن ينبهر بها ويستمتع بالمرة الأولى تماماً
هذه السلحفاة الضخمة التي بدا لي أنها غير سعيدة بكل هذا العدد من المشاهدين
سمك البساط stingray ولكن لا اعرف اسمه فعليا بالعربية! اعرف انه اللخمة في بعض دول الخليج
على فكرة زيارتي للأكواريوم كان هدفها بالنسبة لي رؤية سمك البساط عن قرب.. أما سيف الدين الأمليزي العنيف فأراد ان يرى اسماك القرش و كان سعيدا جداااااا برؤيتها عن قرب. للأسف اراد الكبيران رؤية الأخطبوط ولكن لا يوجد هناك اية اخطبوطات حسب ما رأينا .. ولكنهم استمتعوا كثيراً بالنفق المار عبر الحوض و بمشاهدة الأسماك الملونة وقنديل البحر ..
بعد انتهاء العرض عدنا إلى بداية الأكواريوم من جديد وتوقفنا عند الأحواض وتاملنا جميل صنع الله ودقة تكوينه .. الازدحام كان كبيراً فلم نتمكن من تصوير كل شيء أو قراءة كل المعلومات ولكنها كانت زيارة جميلة جدا على أي حال ..
أشكالها جميلة جدا وهي خارجة من الرمل كالأعمدة المضيئة
أجمل سمكة في المكان
رايحة حفلة عرس
سبحان الله كأنها صخرة
سمكة الشفرة
سمكة التمساح ..
في نهاية الاكواريوم تدخلون نفقاً أسفل الحوض الضخم الذي يحتوي أسماك القرش والبساط والأسماك الضخمة الأخرى .. والجميل في الأمر أنك تقف على ممر متحرك ببطء وبالتالي تستطيع التقاط الصور براحتك دون أن تقف في طريق المارة .. فالجميع يقف والممر يتحرك .. لكن الإضاءة ليست مواتية للتصوير في كل الأحوال خاصة مع منع استعمال الفلاش..
أجمل ما فيها مرور القرش من جانبك وفوق رأسك بشكل مهيب سبحان الله .. وكأنه يعرف ان الجميع ينتظر ظهوره ورؤيته (هناك مجموعة كبيرة من اسماك القرش وليس واحدا او اثنين)
وقبل الخروج هناك أحواض صغيرة ولطيفة لقنديل البحر
وحصان البحر الجميل
ووجدنا نيمو ودوري من جديد
خرجنا عبر محل الهدايا طبعا إلى ردهة مرتبة فيها الكثير من المطاعم التي أغرتنا بتناول الطعام فيها.. ولكن كنا قد اتفقنا على العودة مجددا إلى ناندوز لتجربة بقية الأطباق اللذيذة قبل الذهاب إلى لنكاوي.. فترددنا قليلاً ثم حزمنا أمرنا واتجهنا إلى ناندوز مرة أخرى .. وكانت الساعة قرب الخامسة حينها والجميع يشعر بالجوع وخاصة أنا
والسبب لم يكن فقط انني لم أتمكن من تناول الإفطار بسبب العمل .. فحين خروجنا من الاكواريوم توجهنا إلى مول سوريا كي إل سي سي لتناول الطعام ومشينا مسافة طويييلة في الممر الواصل بينهما .. ولكن بسبب عطلة يوم السبت وكثرة الزوار بشكل كبير، ثم وقوفنا للصلاة وشراء مزيد من اللاصق لأصبعي المجروح - استغرق الأمر أكثر من ساعة قبل أن نصل إلى المطعم ونجد طاولة فارغة ..
بعد السادسة بدأنا نطلب وجباتنا وجميعها أطباق الدجاج المشوي مع مقبلات متنوعة - يعني لم يكن هناك ما يدعو إلى الارتباك والخطأ .. ولكن ما حدث أن النادل المسؤول عن طاولتنا كان له رأي آخر.
طلبنا خمس وجبات وصلت منها ثلاثة لزوجي والإمليزي الصغير وابنتي .. وانتظرنا طوييييييلاً للوجبتين الباقيتين اعتقاداً منا بأن التأخير سببه الزحام. ولكن إحدى الموظفات بدأت ترتب الطاولة وتأخذ ما عليها استعداداً لاستقبال أشخاص آخرين فأخبرناها بأننا لا زلنا بانتظار طلبين. طبعا لم يكن الطلبان موجودين في الحسبان وبدأ إعدادهما على الفور.. ووصل طبق زيد قبل طبقي فاسترحت من شكواه
ولكن طلبي لم يصل وشعرت بأن الأمر أصبح (مسخرة).. فاضطررنا للحديث إلى مدير المطعم الذي وعد بسرعة الحل. النكتة هنا أنني طلبت فقط قطعة دجاج دون أي مقبلات .. فوصل الطبق مع بطاطس وسلطة.. قلت للنادلة ليس هذا طلبي .. ولكنها أكدت لي بإيماءة منها انه الطبق المطلوب .. ففكرت أنهم بالتأكيد أرادوا تعويضي عن التأخير - وهو تعويض مرحب به لأنهم تاخروا كثيرا
بدات بتناول قطعة بطاطس وإذا بها تسحب الطبق وتقول لي - معك حق ، ليس لك! فقلت لها إن لم يصل طلبي خلال دقيقة لن ندفع كل الحساب!
أعادت لي الطبق بعد دقيقة واعتذرت عن الخطأ وقالت ان المقبلات ضيافة ... اوضحت لها بكل ما أوتيت من هدوء ووضوح بأنني لن أعطي طبقي لأحد حتى لو جاء ملك ماليزيا إلى هنا .. ثم شرعت بالأكل وانا منهكة من الجوع - خاصة انني شاهدت الجميع يأكل ولم أقبل مشاركتهم أطباقهم لأنني اعتقدت ان طلبي سيصل قريبا.
لقمة واحدة .. ثم بدأ سيف الدين بالقفز من مكانه --- ماما ماما ... يريد طبعا الذهاب إلى دورة المياه أجلكم الله!
أعطيته نظرة
وقلت له ان ينتظر ولكنه أكد لي ان الوضع خطير ولا يحتمل .. ولا داعيي للتفاصيل هنا ولكن الوضع لم يكن يسمح بأن يأخذه أبوه بدلاً مني.. فتركت الطبق وذهبت معه لأجد طابورا طوييييييييييييييييييلا أمام دورة المياه - فاليوم سبت! حدا قال لكم تيجو هنا السبت؟
سالته أكثر من مرة إن كان لا يستطيع الانتظار فأكد لي أن الأمر طارئ.. ولأنه صغير لا يمكنني أن اطلب منه الانتظار فعلياً.. ولكني قلت له علينا احترام الدور وبعدها سندخل..
جاء الفرج بعد ربع ساعة وانتهينا .. وعندما وصلت إلى المطعم كان الطبق باردا مزعجاً ولم أشعر برغبة بالأكل بعد الزيارة المطولة لدورات المياه .. ووجدت ان زوجي طلب لنا الحلويات لتعويضي عن هذه التجربة .. فانتظرت ولكن نفس الخطأ تكرر مرتين .. فأخطأوا في تمييز الطلبات ثم تاخروا في إحضارها ... ولكننا تناولناها على أي حال.
في النهاية أحضروا الحساب.. ودققت فيه على غير عادتي لأني توقعت الكثير من (التخبيص) بعد كل هذه الأخطاء.. ولكن الفاتورة كانت دقيقة باستثناء أنهم لم يحسبوا دجاجتي المسكينة. قلت لهم ان الفاتورة ناقصة (نصف دجاجة) فشكرونا وعدلوها بإضافة الدجاجة مع المقبلات
لم تعد لدي رغبة في الحديث والمناقشة .. فدفعنا الحساب وخرجنا وانا اشعر بالحقد عليهم مع انني موقنة بأن الخطأ كله من النادل وليس المطعم ..
أردنا الذهاب إلى الفندق باكراً لترتيب الحقائب استعداداً للسفر في الغد .. فجلسنا ساعة عند البرجين واستمتعنا بالنافورة الراقصة وعروضها مرة أخرى قبل شراء بعض الحاجيات من السوبرماركت والعودة.. وانتهى يوم الأكل المنحوس وأنا لم آكل سوى قطع المانجو وقطعة من الحلوى التي لم أطلبها
اليوم نغادر كوالالمبور إلى لنكاوي. قضينا في كوالا أياماً رائعة ولم نصدق ان الوقت حان للذهاب إلى لنكاوي.. راجعنا التاريخ والتقويم والهواتف مرة بعد مرة على أمل أن يكون هناك يوم مفقود -مختبئ في ثنايا التقويم- نقضيه في كوالا لنزور الكثير الكثير من الاماكن التي لم يسعفنا الوقت لزيارتها. ولكن الأوقات الجميلة دائما تمر سريعا.. ووقتنا في كوالالمبور طار بأسرع مما شعرنا.
قبل أن أبدأ اليوم السادس.. سأخبركم بشيء آخر جعلنا نحب المدينة بالفعل ونشعر بأنها مكان يستحق العيش فيه. تعرفون كيف تلصق عملات الرينغيت الورقية ببعضها، خاصة عندما لا تكون استخدمت كثيرا.. ولهذا تعرضت لموقفين أو ثلاثة كنت خلالهما ادفع مبلغا أكثر من المطلوب بسبب التصاق الأوراق ببعضها ودون أن ألتفت إلى الأمر (خاصة عندما يكون الأولاد معي ..
) .. ولكن في كل مرة كان البائع يعيد إلىّ الأوراق الزائدة فوراً موضحا انها زيادة.. كنت أفرح بالموقف ليس لأجل النقود بل لأن أولادي رأوا كيف يتعامل المسلمون في بلد رأينا فيه الإسلام الصحيح من الصغير قبل الكبير .. فلا يخفى علينا تعامل التجار والبائعين من العرب والآسيويين رغم أنهم مسلمون..
أخبرتكم أننا حجزنا ليلتين إضافيتين في هذا الفندق الرائع للفترة التي ستعقب عودتنا من لنكاوي، وكانت تلك نقطة إيجابية مكنتني من حزم ثلاثة حقائب صغيرة فقط لناخذها معنا وترك الباقي في مستودع الفنقد. جاء السائق عبد الرحمن على موعدنا الذي اتفقنا عليه قبل يومين ليأخذنا إلى المطار... وفي الطريق التي تستغرق حوالي الساعة، عرفنا المزيد والكثير عن ماليزيا الرائعة وعن نظام التعليم فيها وكيف يتعلم الفقراء من خلال صندوق الزكاة وغير ذلك..
في الطريق الجميل المحفوف باللون الأخضر في كل مكان، شاهدنا مجموعة مباني تبدو كالتجمع السكني، والفضول دائماً يقودنا للسؤال
أخبرنا عبد الرحمن أن هذه المباني مخصصة للشباب حديثي الزواج، وتحديداً ما بين عمر 21 و 27 عاماً على ما أذكر، بحيث يمكنهم استئجارها بمبلغ 240 رينغيت شهرياً إيجاراً منتهياً بالتمليك .. وذلك لتشجيع الشباب على الزواج وتخفيف عبء السكن عنهم.
لا تعليق.
اعطانا عبد الرحمن رقم سائق صديق له في لنكاوي وأكد لنا أنه سيكون الرفيق الأفضل في الجزيرة.. فاتصلنا به وأعطيناه موعد وصولنا إلى مطار لنكاوي ليكون بانتظارنا. وصلنا إلى المطار - مبنى الرحلات الداخلية KLIA2.. وكان مزدحماً بشكل كبير، ربما لأنه يوم أحد أو أنه دائم الانشغال. ولكن ذلك لم يسبب لنا أي تأخير، فبمجرد وصولنا إلى كاونتر الرحلة تفقدت الموظفة بطاقات الصعود إلى الطائرة -كنا قد حجزنا المقاعد وطبعنا بطاقات البوردينغ منذ بداية الحجوزات- وشحنت الحقائب وانطلقنا إلى مكان البوابة.
جميل جدا المطار، يحتاج الكثير من المشي ولكنه مرتب وواسع ونظيف جدا..
لم أذكر لكم أن الرحلة على طيران إير آسيا، حجزت التذاكر عبر موقعهم الإلكتروني بسعر 50 دولار للشخص الواحد، وعند اختيار المقاعد كان هناك العديد منها محجوزا فاخترت الترتيب 2 -2 - 1 أي أن كل اثنين منا يجلسان معا وواحد سيجلس في مقعد خلفهم. اخترت المقاعد في الجزء الامامي لاننا جميعا لا نحتمل الجلوس في الخلف بسبب حساسيتنا المفرطة لحركة الطائرة (والتي تصبح أوضح عند الذيل)..
قرر سيف الدين الإمليزي الركوب بجانب والده فجلست أنا على مقعد وحدي بجانب سيدتين يابانيتين، وجلس ابني وابنتي معاً في مقعد أمام والدهما في الجهة الأخرى. بدأت المشكلة عندما جاء زوجان عربيان وصمما على الجلوس بجانب بعضهما، فطلبت مني المضيفة أن آتي وأجلس بجانب اولادي ..على ان يجلسا مكاني ومكان السيدة التي بجانبي. وافقت بسرور ووصلت إلى هناك بعد عناء (مقعدي على النافذة) .. وما إن جلست حتى جاءت عائلة خليجية أخرى يجلس الزوج على المقعد المقابل لنا - أي على طرف الممر ، فطلبت الزوجة الجلوس بجانب أولادي، فقمت على الفور من مكاني وأجلستها..
أخذتني المضيفة إلى مقعد خالٍ ولكنه كان في آخر الطائرة فرفضت لأنني لا يمكن أن أجلس في الخلف صراحة .. فأعادتني إلى الأمام وأجلستني بجانب عائلة خليجية ثالثة ولكن لا أدري لماذا اعترضت الزوجة على جلوسي فأخبرتي المضيفة أن عليّ تغيير المكان! نظرت إلى السيدة مستفهمة فقالت لي انها لا تريد أن يجلس بجانبهم احد.. ساءني جدا هذا التصرف وأخبرت المضيفة انني لن أغير مكاني من أجل أحد طالما كان الوضع كذلك. فالأمر أصبح محرجا وانا الوحيدة التي اتحرك في الطائرة .. وأحسست بالإهانة صراحة
وزوجي طبعا لما يعجبه الحال وطلب مني العودة إلى مقعدي الأصلي وكل واحد يدبر نفسه!
استغرقت كامل وقت الرحلة لأستعيد هدوء أعصابي .. فأنا أسافر كثيرا جدا.. أحيانا ثلاث مرات في الشهر.. ولم أتعرض مرة لموقف كهذا... خاصة ان الرحلة قصيرة جدا لا تحتاج كل تلك الكركبة ولا متسع فيها للرومانسية على حساب المسافرين الآخرين
ولكن ما إن بدأت بشائر لنكاوي تلوح في الأفق حتى بدأت استعيد جمال الرحلة وأؤكد لنفسي أنني لن أسمح لشيء أن ينغصها ... زرقة الماء وخضرة الجزر الساحرة أعطتني دفعة من السعادة وبدأت أفهم لماذا يوجد لجزيرة لنكاوي عشاق ومحبون.. حتى قبل أن تلمسها قدماي.
وصلنا لنكاوي ومطارها الذي ينتهي قبل أن يبدأ (صغير جدا).. والسائق المحترم رملي كان في انتظارنا. السائق بسيط طيب ودائم الابتسامة، رحب بنا وبالأولاد ترحيبا حاراً أشعرنا بالراحة على الرغم من أن سيارته متواضعة صغيرة نوعا ما. طلبنا منه الذهاب إلى مطعم لتناول الغداء أولاً، ويفضّل أن يكون مطعماً للمأكولات البحرية الطازجة، فأوصلنا إلى مطعم Fish Farm..
المطعم يبعد حوالي ربع ساعة عن المطار وفي منطقة منعزلة.. وهو مطعم مفتوح جلساته مظللة وفيه جلسات أرضية جميلة وعدد من الطاولات. كان المطعم فارغاً تماماً عند وصولنا الساعة الثانية تقريبا، وفيه احواض للأسماك والروبيان والكابوريا والمخلوقات البحرية الأخرى التي يمكنكم الانتقاء منها ليتم طهيها.. والسعر حسب الوزن.
بدت لنا الأسعار مرتفعة نوعا ما ولكننا لسنا خبراء بكل حال... والأطفال بعد أن رأوا الروبيان واللوبستر على الطبيعة رفضوا تماما تناول أي شيء منها .. فطلبنا سمكة هامور جميلة
وطلبنا أن تشوى دون أي توابل باستثناء الملح والفلفل الأسود.
وللأولاد طلبنا طبق دجاج تيرياكي لكل منهم، وشوربة بحرية لكل واحد (ولكن أخبرتنا النادلة أن طبق الشوربة كبير جدا ويكفينا واحد .. فسمعنا الكلام
أثناء إعداد الطعام تجولنا في المطعم وهو على البحر مباشرة.. جلساته جميلة والمناظر مريحة للعين والنفس .. والديكورات مرحة ومناسبة للتصوير معها
الاولاد انطلقوا في المكان وكانوا سعداء جدا بالمساحة الواسعة والجمال المحيط بهم .. بحر وخضار وجبال من الجانب المقابل وأكل في الانتظار ..
يا الله الجنة
ملاحقة للقطط المسكينة
إطلالة على الجبال
حاولت الصعود إلى المنصة (وهي تشبه مطعما عائماً) ولكنها كانت مليئة بالعمل فاكتفيت بالتصوير من بعيد. الجلسة هنا جميلة جدا في الليل ولكن حرارة النهار لا تسمح بالجلوس على ما أعتقد
صورة من مكان طاولات الطعام
وصل الطعام
والمفاجأة ان أطباق الدجاج كانت ضخمة جدا ولم تنبهنا لذلك النادلة رغم أنها نبهتنا على طبق الشوربة
طلبنا طبق خضار مشكلة ولكن كان آسيويا تماماً ليس فيه سوى الملفوف والذرة
.. كذلك الأرز كان غير مقبول للأولاد لأنه رز بني وفوقه بيض مقلي ..
أما السمكة فكانت لذيذة جدا جدا .. وكذلك الدجاج مذاقه ممتاز ولكنه كثييير جدا ..
الحساب كان 365 رينغيت .. وطلبنا منهم وضع طبقي الدجاج الزائد لنأخذها معنا وأعطيناها للسائق الذي رفض أصلا ان يتناول الغداء على حسابنا .. ولكنه في النهاية وافق على أخذ الدجاج بعد عناء ..
ومن هنا انطلقنا إلى الفندق الذي حجزناه عن طريق موقع booking ... اسم الفندق Dayang Bay - دايانغ باي، وفيه واجهنا مشكلة كبيرة جدا سببت لنا تغييرا في كل مخططاتنا ..
في البداية دعوني أخبركم عن الفندق. حجزت في دايانغ باي لأننا لم نكن نتطلع إلى إقامة على الشاطئ ولا حتى للسباحة.. فقط أردنا مقرا للانشطة العديدة التي خططنا لها في لنكاوي.. ولهذا السبب حجزت في الفندق جناحاً من غرفتي نوم بقيمة 1120 رينغيت لثلاث ليالي بعد أن وجدت آراء العملاء على موقع بوكينغ جيدة ولا مشاكل كبيرة فيها. والسبب الأساسي لاختياره، إلى جانب سعره المعقول، هو الزحليقات الموجودة في بركة السباحة وهي من أهم ضروريات الحياة لاولادي في الفنادق
الصورة كما هي في موقع الفندق
طبعا صور الفندق تبين وجود البحر امامه مباشرة ولكنني قرأت في التعليقات انه لا توجد إمكانية للوصول مباشرة من الفندق للبحر.. يعني ليس له شاطئ خاص ونظيف رغم ان المسافة بضعة أمتار فقط
أخذنا السائق الطيب رملي إلى الفندق الموعود بعد ان أكلنا وشبعنا وشعرنا اننا بحاجة لشيء من الاسترخاء والسباحة ثم النوم. في الطريق حدثنا السائق عن بعض المعالم التي مررنا عليها، ومنها فندق جديد تم افتتاحه قبل وصولنا بأسبوع تقريبا. وصلنا إلى الفندق ولم يعجبني الطريق الموصل إليه لأنه مليء بمحلات تصليح السيارات وغيرها، وهو بعيد جدا عن الشارع الرئيسي. ولكني لم آبه كثيرا فنحن لن نخرج إلا مع السائق على أي حال..
قدمنا أوراق الحجز فرحبوا بنا وأخذوا قيمة الغرفة كاملة لثلاث ليال وصعدنا إلى غرفتنا. شعرت بانقباض فالفندق لا يبدو كالصور وزوجي بدا عليه الانزعاج لأن بعض الأماكن في الممرات خطيرة جدا على الأولاد. لم نقل شيئاً فالفندق ليس مسؤولاً عن ذوقنا فعليا.. ولكننا وصلنا إلى الغرفة لنفاجأ تماماً ..
حجزنا يقول (جناح من غرفتي نوم ) - باللغات كلها ! ولكنهم اعطونا غرفتين عاديتين متجاورتين ولكنهما منفصلتان تماما عن بعضهما، ولا يوجد حتى باب يصل بينهما! اعتقدنا أن في الأمر خطأ فعدنا إلى مكتب الاستقبال وشرحنا الأمر. لنرى وجها مختلفاً
فالسادة قالوا لنا بكل وضوح أنه لا يوجد لديهم شيء اسمه جناح ولا غرف متصلة .. وكل ما لديهم غرف متجاورة! الحقيقة انني احتجت إلى بعض الوقت كي أستوعب المقلب.. فقد كنت في البداية أعتقد ان هناك مشكلة لغوية أو نحوها وان الغرفة موجودة .. بينما زوجي فهم الملعوب من أولها وطلب استرجاع النقود لأننا ببساطة لن نقيم في غرفتين منفصلتين ومعنا أطفال صغار!
رفضوا اعادة اي جزء من المبلغ لان الحجز من شروطه (غير مسترد).. فأوضحت له أننا نلتزم بشروط الحجز طالما التزموا هم .. ولكن ذلك احتيال صريح وغش غير مسبوق! انا حجزت جناحا فأعطوني جناحا وأرضى! طبعا طلبت الحديث إلى مسؤولهم فجاءت سيدة لم تغير من الموقف شيئا.. واقترحت في النهاية ان نأخذ غرفة واحدة لنا الخمسة .. سرير مزدوج مع صوفا!
نعم يختي ؟؟
عندها اتصل زوجي بالسائق وطلب منه العودة.. وأخبرهم بأننا سنتوجه إلى الشرطة فوراً. كان رد فعلهم وقحاً للغاية حيث أخبرونا أن بإمكاننا أن نفعل ما نريد ولن نحصل على شيء.. بينما قالت لي المسؤولة :: فقط لا تعودوا إلى هنا! قلت لها أنني لن أعود إلى فندق المحتالين هذا حتى لو نمت في الشارع .. ولكنها ستدفع ثمن هذا التعامل غاليا..
من الفندق توجهنا إلى مركز الشرطة ونزل زوجي لتقديم الشكوى.. ثم عاد ليطلب مني الحضور لأن الحجز باسمي. طبعا معنا إيصال بالمبلغ ونسخة عن الحجز كما هي في الموقع.. كان الشرطة في غاااية اللباقة والأدب.. واستغربوا جدا من المشكلة وكيف يتم التعامل معنا بهذا الأسلوب.. وفي النهاية أعطاني جهاز الحاسوب وقال لي ان أشرح المشكلة بطريقتي كي لا يغفل هو أي تفاصيل دون قصد! كتبت الشكوى ثم وقعناها وخرجنا من عندهم بعد ان وعدنا بأنه سيتصرف في الصباح الباكر، فالساعة شارفت على السادسة مساء والجهات المعنية أغلقت أبوابها..
خرجنا ومعنا ثلاثة أطفال متعبين ويشعرون بالنعاس والملل .. وبدأت رحلة البحث عن فندق جديد بميزانية معقولة فنحن صرفنا أكثر من 1000 رينغيت الآن دون جدوى.. بدات اتذكر الفنادق التي دخلت مرحلة التصفيات النهائية قبل الحجز في ذلك الفندق المنحوس .. وطلبنا منه التوجه إلى منتجع آسيانيا .. للأسف
المنتجع من الخارج جميل والبرك رائعة لكن الغرف اقل ما يقال عنها أنها نتنة! والسعر لم يكن رائعا فقد طلبوا على ما أذكر 600 أو 700 رينغيت لليلة الواحدة (ونحن كنا نقارن السعر مع الشقق الفندقية الراقية التي أقمنا فيها في كوالا).. قلنا للسائق: اللي بعده.. وهكذا مررنا على ثلاثة فنادق قبل أن أطلب منه الذهاب إلى فرانجيباني.. فقال لي إنه باهظ الثمن ولن تجدوا مكانا! ولكن لم يكن هذا وقت التوفير والتفكير بالنقود فالجميع متعب وبدأ الأمر يدخل مرحلة مأساوية
في فرانجيباني حصلنا على غرفة عائلية بسعر 1000 رينغيت لليلة مع إفطار، وبالطبع طلبنا مشاهدة الغرفة التي سنقيم فيها قبل أي شيء.. وكان لنا ذلك بالطبع
هذه هي الغرفة.. كانت جيدة لا بأس بها ولكن شعرت أنها صغيرة على عائلة.. بقينا مترددين في عودتنا إلى الاستقبال وفجأة توقف الموظف الذي اصطحبنا للغرفة وصار يتأمل البحر أمامه ...!
سألته إن كانت هناك مشكلة .. فأجابني بصوت شاعري:: ألا ترين كم هو جميل هذا الغروب .. أمام غرفتكم مباشرة؟
وعندما رأيت المنظر قلت لزوجي أنني سأبقى مع الأولاد هنا وليحضروا الحقائب
غربت الشمس بعد وصولنا بقليل .. وذهبنا لتناول الطعام في مطعم الفندق وهناك قدموا لنا عصير عشبة الليمون ترحيبا بقدومنا .. وفجأة بدأت ابنتي تولول
فقد كانت هناك العدييييد من حشرات البرص (الوزغ - ابو بريص) منتشرة على الأسقف وفي كل مكان .. ورفضت تماماً البقاء هنا ..
وفي طريق العودة إلى الغرفة كانت هناك أصوات غريبة لطيور وحشرات وأشياء أخرى
فخافت جنى وتبعها زيد أكثر مما توقعنا ولم يكن بالإمكان تبرير الأمر لهما لأن الأصوات كانت مزعجة خاصة حول الغرفة ومن شباك دورة المياه .. فوعدناهما بأن نغادر في اليوم التالي ان شاء الله
بهذا انتهى يومنا السادس .. بكثير من الانزعاج وخيبات الأمل ولكننا كنا واثقين أن الرحلة لن تستمر على هذا المنوال
صباح اليوم السابع .. نحن الآن في فندق فرانجيباني الرائع في لنكاوي.. والذي لا يعيبه بالنسبة لنا سوى المخلوقات الغريبة التي بقيت تصدر أصواتها طوال الليل فحرمتنا النوم وجعلت الأولاد مصرين على المغادرة سريعا. اتفقنا مع الاولاد على الإفطار ثم السباحة قليلاً إلى أن يأتي السائق لاصطحابنا لرؤية فندق آخر .. ثم عمل الأنشطة التي رتبنا لها في الجزيرة الجميلة.
مكان تناول الإفطار في غاية الجمال على الشاطئ .. التشكيلة متواضعة نوعا ما والطعام عادي. توجه الأولاد مع أبيهم للسباحة واللعب فيما ذهبت انا لإنهاء بعض العمل وترتيب الحقائب مرة أخرى استعداداً للمغادرة ..
يعني ينفع نترك هالمكان ؟؟؟
جمع الأولاد 25 نجمة بحر واستمتعوا بالتصوير معها وبحركتها الدقيقة .. قبل إعادتها للبحر مرة ثانية
وبعد ترتيب الحقائب أردت إنهاء عمل مستعجل وقررت الجلوس في الشرفة .. مع الهواء العليل والمنظر اللي يرد الروح
لكن جلوسي لم يطل لأكثر من خمس دقائق لأن الحشرات الطائرة غير المرئية حاصرتني من كل مكان (ناموس - برغش - بعوض ) لا أعرف .. ولكنها حشرات مزعجة أجبرتني على الدخول إلى الغرفة ...
في العاشرة تماماً انطلقنا مع العم رملي ... والنية كانت البحث عن فندق نظيف وهادئ للإقامة، ولا مشكلة إن لم يكن هناك شاطئ. وبمجرد انطلاقنا اتصلت بي سيدة ماليزية عرفت على نفسها بأنها من هيئة السياحة الماليزية في لنكاوي وأنها تلقت بلاغاً من الشرطة بخصوص ما حدث معنا. طلبت مني بكل أدب أن آتي إلى مكتبها لخمس دقائق لتوقيع ورقة متعلقة بالموضوع وأعطت العنوان للسائق.. فذهبنا إلى هناك على الفور.
طبعا في مكتب هيئة السياحة تعاطفت معنا تلك السيدة وزميلتها تماما.. وأقصد انهما فهمتا تماما المشكلة التي سببها الفندق.. فكل من لديه أطفال لا يتخيل أصلا أن يقيم في غرفة منفصلة مهما كان الأمر. وقعت ورقة أرفقتها بتقرير الشرطة وكانت تحتوي على توصية الهيئة بإعادة المبلغ كاملاً لنا.. ثم قالت لنا إن الأمر لن يستغرق طويلا إذا توجهنا إلى دائرة معينة (تشبة المحافظة لدينا) .. بدلا من أن تذهب الشكوى للمحكمة.. وعندما عرف السائق المكان قال أنه على بعد دقيقتين فتشجعنا وذهبنا..
هناك وجدنا المسؤول بانتظارنا بعد ان تلقى اتصالا من هيئة السياحة
رحب بنا وأصر على أن نجلس ونرتاح ولكننا اخبرناه بأننا نريد بالفعل أن نبدأ جولتنا في لنكاوي .. فاستأذن لدقيقتين وعاد بعدها ليخبرنا أن الفندق يعرض علينا "جناحاً" من غرفة نوم واحدة ولكنها كبيرة.. فرفضنا بأدب وقلنا له أننا لن نعود إلى الفندق نهائيا بعد تعاملهم السيء معنا.. علاوة على اننا عائلة كبيرة لا تكفيها غرفة واحدة. أوضحنا له بأننا نفهم خصم قيمة الليلة الاولى فهو شيء طبيعي ولكننا نطالب ببقية المبلغ ..
تفهم الأمر ثم غاب لدقيقتين أخريين .. وعاد بعدها ليقول لنا ان الفندق سيدفع لنا ليلتين بدلا من ثلاثة وبإمكاننا الذهاب لاستلام المبلغ في أي وقت
شكرناه بشدة على سرعة التصرف و كنت متشوقة جدااااااا لأذهب إلى مديرة الفندق و
فرحنا بالانتصار .. وذهبنا لاستلام النقود وخرجنا من عندهم بعد ان استلمنا قيمة ليلتين وأعطيناهم رأينا الصريح فيهم
ولكن المشكلة لم تنته بذلك .. كانت لديهم نية مبيتة !
حاليا كانت لدينا مشكلة واحدة: لم نجد فندقاً حتى الآن
صباح اليوم السابع .. نحن الآن في فندق فرانجيباني الرائع في لنكاوي.. والذي لا يعيبه بالنسبة لنا سوى المخلوقات الغريبة التي بقيت تصدر أصواتها طوال الليل فحرمتنا النوم وجعلت الأولاد مصرين على المغادرة سريعا. اتفقنا مع الاولاد على الإفطار ثم السباحة قليلاً إلى أن يأتي السائق لاصطحابنا لرؤية فندق آخر .. ثم عمل الأنشطة التي رتبنا لها في الجزيرة الجميلة.
مكان تناول الإفطار في غاية الجمال على الشاطئ .. التشكيلة متواضعة نوعا ما والطعام عادي. توجه الأولاد مع أبيهم للسباحة واللعب فيما ذهبت انا لإنهاء بعض العمل وترتيب الحقائب مرة أخرى استعداداً للمغادرة ..
يعني ينفع نترك هالمكان ؟؟؟
جمع الأولاد 25 نجمة بحر واستمتعوا بالتصوير معها وبحركتها الدقيقة .. قبل إعادتها للبحر مرة ثانية
وبعد ترتيب الحقائب أردت إنهاء عمل مستعجل وقررت الجلوس في الشرفة .. مع الهواء العليل والمنظر اللي يرد الروح
لكن جلوسي لم يطل لأكثر من خمس دقائق لأن الحشرات الطائرة غير المرئية حاصرتني من كل مكان (ناموس - برغش - بعوض ) لا أعرف .. ولكنها حشرات مزعجة أجبرتني على الدخول إلى الغرفة ...
في العاشرة تماماً انطلقنا مع العم رملي ... والنية كانت البحث عن فندق نظيف وهادئ للإقامة، ولا مشكلة إن لم يكن هناك شاطئ. وبمجرد انطلاقنا اتصلت بي سيدة ماليزية عرفت على نفسها بأنها من هيئة السياحة الماليزية في لنكاوي وأنها تلقت بلاغاً من الشرطة بخصوص ما حدث معنا. طلبت مني بكل أدب أن آتي إلى مكتبها لخمس دقائق لتوقيع ورقة متعلقة بالموضوع وأعطت العنوان للسائق.. فذهبنا إلى هناك على الفور.
طبعا في مكتب هيئة السياحة تعاطفت معنا تلك السيدة وزميلتها تماما.. وأقصد انهما فهمتا تماما المشكلة التي سببها الفندق.. فكل من لديه أطفال لا يتخيل أصلا أن يقيم في غرفة منفصلة مهما كان الأمر. وقعت ورقة أرفقتها بتقرير الشرطة وكانت تحتوي على توصية الهيئة بإعادة المبلغ كاملاً لنا.. ثم قالت لنا إن الأمر لن يستغرق طويلا إذا توجهنا إلى دائرة معينة (تشبة المحافظة لدينا) .. بدلا من أن تذهب الشكوى للمحكمة.. وعندما عرف السائق المكان قال أنه على بعد دقيقتين فتشجعنا وذهبنا..
هناك وجدنا المسؤول بانتظارنا بعد ان تلقى اتصالا من هيئة السياحة
رحب بنا وأصر على أن نجلس ونرتاح ولكننا اخبرناه بأننا نريد بالفعل أن نبدأ جولتنا في لنكاوي .. فاستأذن لدقيقتين وعاد بعدها ليخبرنا أن الفندق يعرض علينا "جناحاً" من غرفة نوم واحدة ولكنها كبيرة.. فرفضنا بأدب وقلنا له أننا لن نعود إلى الفندق نهائيا بعد تعاملهم السيء معنا.. علاوة على اننا عائلة كبيرة لا تكفيها غرفة واحدة. أوضحنا له بأننا نفهم خصم قيمة الليلة الاولى فهو شيء طبيعي ولكننا نطالب ببقية المبلغ ..
تفهم الأمر ثم غاب لدقيقتين أخريين .. وعاد بعدها ليقول لنا ان الفندق سيدفع لنا ليلتين بدلا من ثلاثة وبإمكاننا الذهاب لاستلام المبلغ في أي وقت
شكرناه بشدة على سرعة التصرف و كنت متشوقة جدااااااا لأذهب إلى مديرة الفندق و
فرحنا بالانتصار .. وذهبنا لاستلام النقود وخرجنا من عندهم بعد ان استلمنا قيمة ليلتين وأعطيناهم رأينا الصريح فيهم
ولكن المشكلة لم تنته بذلك .. كانت لديهم نية مبيتة !
حاليا كانت لدينا مشكلة واحدة: لم نجد فندقاً حتى الآن
أعتذر بشدةةةة عن التأخير فالظروف كانت عكس ما أتمنى والحمدلله على كل حال... ان شاء الله سنستعرض اليوم أجمل أيام لنكاوي وربما الرحلة كلها - وفي الواقع أحد أنشطة اليوم كان من أجمل المغامرات التي قمت بها في حياتي
ولكننا قبل أن نبدأ أي نشاط كنا عبارة عن خمسة أشخاص مع حقائبهم في سيارة تاكسي، مستعدين للدوران والبحث المطول عن فندق لا حشرات فيه ولا قرود
انتهينا من موضوع الفندق المنحوس وخرجنا من المنطقة متسائلين عن فنادق ذات تكلفة معقولة ونظافة مقبولة.. وهنا عاد السائق رملي ليذكّرنا بالفندق الذي رأيناه في وسط المدينة بالأمس ، والذي قال عنه أنه حديث العهد تم افتتاحه منذ أسبوع (أو ربما قال أسبوعين.. ) ..
صراحة كنت واثقة من أن الفندق الجديد سيكون سعره مرتفعاً ولكننا استرجعنا مبلغاً من فندق دايانغ باي وفي نفس الوقت بقيت ليلتان فقط في لنكاوي.. في تلك الأثناء لمت نفسي لأنني لم أجتهد كثيراً في موضوع فندق لنكاوي .. و.. قبل أن أسترسل في أفكاري كان السائق قد توقف أمام الفندق الذي يقصده واسمه أديا Adya Hotel (اتفق مع زوجي على الذهاب ومعاينة الفندق بينما كنت أنا أفكر وأحلل
) .. ونزل زوجي لمعاينة الغرف والأسعار على أمل أن نجد ضالتنا هناك بعد ان قلت له أنني سأقبل بأي مكان فلا تطلب رأيي ولا تسألني عن شيء بعدها ..
كانت على المدخل لافتة كبيرة باللغة الماليزية لم أفهم منها إلا أرقاماً.. 199 رينغيت وتاريخ نهاية الشهر .. فسألت السائق عن محتواها وقال لي أنها سعر الغرفة المزدوجة لليلة واحدة .. وهو عرض خاص بمناسبة الافتتاح ينتتهي في نهاية الشهر!
معقول يا رجل؟ الفندق يشع نظافة من الخارج والطاقم كله خرج للحديث معنا وملاعبة الأطفال ونحن في السيارة .. وتقول لي 199 رينغيت
وطال الأمر بنا هناك لأن زوجي صعد لرؤية أنواع من الغرف فما كان من الطاقم المحترم إلا أن دعانا لتناول مرطب بارد وقالوا لنا حتى وإن لم تقيموا لدينا هذه ضيافة شكر لمروركم ..
أحببت الفندق والتعامل بعد التجربة المريرة مع طاقم دايانغ باي! وبدأت أتأمل أن تعجب الغرف زوجي ونقيم هنا .. ولكني أعرفه جيداً فذوقه صعب ولا ينتقي بسهولة ..
استمتعنا بعصير بارد ريثما انتهت جولة المعاينة
ديكورات الفندق على الطراز الإسلامي العصري
وكان زوجي قد أعجب جدا بالغرف واستقر رأيه على غرفتين متصلتين فيما بينهما .. وسارع الطاقم بحركة سريعة لتوصيلنا للغرف ونقل الأمتعة وكل ما يلزم عادة، ببشاشة واحترام تركا مكاناً في أنفسنا رغم أننا ندرك أن ذلك يعود لحداثة الفندق وافتتاحه.
الغرف متسعة بشكل منطقي يعني هي غرف عادية ليست بريميير ولا أجنحة حسب الخيارات الأخرى في الفندق ، الحمامات نظيفة والأثاث جديد وهذه ميزة رائعة بالنسبة لي. كما أن الإطلالة جميلة ترد الروح رغم بعد البحر نوعاً ما ولكنه لم يكن هدفنا في هذه الزيارة..
من موقع الفندق - كانت هذه نفس غرفة الأولاد
وهذه غرفتنا
بركة السباحة أسفل منا مباشرة
الإطلالة من الشرفة الصغيرة
لم يطل بنا المقام في الغرف فلدينا برنامج حافل للمغامرات والرحلات في الجزيرة .. وضاع الكثير من وقتنا بالفعل. نزلنا من جديد واتفقنا مع السائق على خط السير على أن نبدأ بحديقة الفواكه ثم مزرعة التماسيح..
ولا أنسى أن الإمليزي الصغير كان على علم بالمخطط فارتدى تي شيرت يحمل رسماً لتمساح سعيد
أخذنا من الفندق نشرة عن بعض المواقع السياحية في لنكاوي ومنها مزرعة التماسيح.. وتذكر النشرة أن أفضل موعد لزيارة المزرعة هو الساعة 11:45 ظهراً نظراً لكونه موعد إطعام التماسيح، وأن الزيارة في أوقات أخرى لن تكون مشوقة (غريب جدا لأن النشرة صادرة عن مزرعة التماسيح والمفترض أن يقولوا للناس تعالوا في كل وقت وستجدون ما يسركم
) .. ولأن الوقت كان حينها غير مناسب، فقد قررنا تأجيل الزيارة للغد بعد احتجاج الأولاد ولكنهم فهموا الفكرة ووافقوا بعد دقائق
وصلنا مزرعة الفواكه واشترينا التذاكر (70 رينغيت لخمس أشخاص) وجلسنا بانتظار ما يسمونه بالترام.. وفي مكان الانتظار توجد كراسي المساج الشهيرة التي لم يوفر الإمليزي الصغير وقتا قبل الغوص في أحدها
أقبل الترام بعد دقائق وهو في الواقع عربية نص نقل أو بيك أب كبير فيه مقاعد. تذكرون اننا جربنا عدداً من طرق المواصلات الجديدة في هذه الرحلة وكان الترام بالتأكيد واحداً منها
ولكن برأيي ليس آمنا جدا خاصة للأطفال كثيري الحركة.. والحمدلله أن الأولاد استوعبوا ذلك ولم يزيدوا من توتري لأنني أخاف عليهم أحياناً بشكل مزعج
مدخل الحديقة الجميلة
ذكرتني ببلادنا والمزارع الخضراء والشجر المثمر
الترام كان يسير بسرعة كبيرة (نسبياً) لا تساعد على الفرجة ولا التصوير ..خاصة أن الطريق كلها انحناءات وصعود ونزول... واستغربت ذلك في الواقع فهو لم يتوقف في الطريق إلا مرة واحدة
توقف الترام عند بوفيه تناول الفاكهة .. وهناك أخذ الدليل المرافق لنا بتصوير زوجي مع حبة فاكهة تبدو في الصورة عملاقة .. ثم أعد لي ولابنتي خاتماً وأساور من ورق الشجر قبل أن نتجه للبوفيه ونتناول الفاكهة اللذيذة..
وبالطبع لم يكن الموسم هو موسم التنوع المأمول في الفاكهة الاستوائية فالأنواع كانت قليلة والجلسة عموماً كان فيها نوع من الانزعاج .. لا أعلم إن كان من اللائق ذكر السبب ولكن رفاق الرحلة كانوا في غاية الجمود ويبدون انزعاجهم لأقل كلمة تصدر عن أحد منا .. لدرجة انني لم أستطع أنا أو زوجي أن نشرح للأولاد شيئاً مما يكتب على اللافتات بسبب النظرات التي كانت ترمقنا بانزعاج كلما بدأنا الحديث مع الأولاد ..
وللصدق أقول أن كل رفاق الرحلة، وهو حوالي 10 أشخاص، لم يتحدثوا طيلة الطريق إلى بعضهم أو إلى الدليل ولم يصدر عنهم صوت حتى إلقاء السلام! .. وبالتالي ربما توقعوا أن يلتزم الجميع الصمت التام...
واصلنا الطريق بعد الاستراحة ووقفنا عند الفاكهة الشهيرة التي تصور كل العالم معها.. سأل الدليل عمن يرغب بالتصوير فلم يلتفت إليه أحد ولكننا كنا نريد التصوير فنزلنا .. وقوبلنا مجددا بالتذمر والاستعجال -ولا كأننا في رحلة سياحية
.. فلم يتصور الجميع وصعدنا إلى الترام احتراماً للآخرين
شجر الأناناس
طفلتي ترتدي تشكيلة الإكسسوارات الورقية التي حصلنا عليها
انتهت الجولة في حديقة الفاكهة وتقييمي لها أنها يجب ان تكون في موسم الفاكهة وفي وقت العصر أو الصباح الباكر لتجنب حرارة الشمس .. ولو كررتها فسأطلب أن نكون وحدنا في الترام وأن يتمهل السائق عند كل مجموعة من الشجر للتعرف إليها .. فالمرور عبر المزارع بسرعة لم يكن ممتعاً ولا فيه أي تجربة جديدة..
خرجنا من هنا متجهين إلى المكان الذي كنت أنتظر زيارته من زماااان .. مركز رياضة ATV لسيارات الدفع الرباعي (الدبابات)..
(اعذروني لتقطيع الرد إلى ردود قصيرة ولكن احتياطاً لفقدان الاتصال المتكرر) ..
توجهنا إلى مركز ATV الذي يشير اسمه Extreme Sports إلى ممارسة الرياضات الجريئة.. ولكننا لم نجد لديهم سوى قيادة دراجات الدفع الرباعي التي يسميها البعض دبابات أو باغي. هذه الدراجات ليست مستخدمة لدينا في الأردن ولم نقدها في حياتنا وكان الفضل للأخ هاي مزمز في تنبيهي إلى وجودها فقررت أن أحاول دمجها في برنامجنا..
وصلنا إلى المركز ووجدناه حيوياً زاخراً بالزوار الذين ينتظرون دورهم لساعة من المغامرة وسط مزارع الأرز والغابات الاستوائية ..
طلبنا دراجتين كبيرتين لأن عددنا خمسة فطلبوا منا العودة بعد نصف ساعة لأن الدراجات الموجودة حالياً أصغر حجما ولن تكون مريحة..
توجهنا إلى مجرى مائي قريب قبل أن يحل موعد الدراجات
الهواء عليل والماء نظيف والخضرة تبعث الراحة والسكينة
عدنا بعد ذلك إلى مكان الدراجات ووجدنا دراجات جديدة وكبيرة بانتظارنا (الإيجار 300 رينغيت لكل واحدة )... ركبت انا وابنتي واحدة وركب زوجي وخلفه زيد وامامه سيف الدين الأمليزي
وبعد تمرين سريع على كيفية القيادة واستعمال المكابح اليدوية وحتى طريقة الرجوع إلى الخلف.. انطلقنا خلف الدليل في قافلة من ثلاث دراجات ورحلة هي الأروع في حياتي كلها ...
طبعا لم يكن بالإمكان تصوير أي شيء لأننا نتحكم بالدراجات والأولاد ممسكون بنا.. بصراحة شعرنا بمسؤولية كبيرة ونحن نحمل على متن الدراجات أطفالاً ونقودها لأول مرة في حياتنا في طرق غير معبدة .. ولكننا التزمنا الحذر دون المبالغة فيه لتكون الرحلة ممتعة لهم أيضاً...
في البداية كنت أجد صعوبة في استعمال المكابح اليدوية لأنني معتادة على قيادة السيارة وحسب.. ثم تعرضت لموقف بسيط في منعطف ما أجبرني على استخدام (الغيارات) للرجوع والالتفاف .. ولكنني سرعان ما اعتدت على الأمر وأصبحت سرعتي تصل إلى 20 كيلومتر
ومررنا في طريقنا على جاموس يستحم في ما يشبه الترعة ... والمنظر في الأمام على مد البصر سماء زرقاء وأشجار باسقة متشابكة وطريق ضيق متعرج
كنت أقول لابنتي أن تتأمل المنظر أمامها وتسبح الله .. فهو منظر لن تراه عند عودتنا إلى الديار
وبالفعل كانت المناظر من أجمل ما رأينا ...
دخلنا الغابة وبدات أشجار المطاط بالظهور .. وتوقفنا هناك لأخذ صور شخصية لنا مع الدراجات
فالمغامرة تحتاج إلى التوثيق ...
وأحضر لنا الدليل قطعاً من المطاط من لحاء الشجر وكانت فكرة جميلة لأن الأولاد لم يفهموا في البداية كيف يمكن للمطاط أن يأتي من شجرة ! ..
واصلنا السير عبر الغابة ثم خرجنا عودة من نفس الطريق، مروراً بنفس الجاموس.. وهذه المرة بسرعة اكبر وثقة أكبر ! كما مررنا على مزارع الأرز والتقط لنا الدليل جزءاً من النبتة للذكرى
قطعنا الطريق الرئيسي بحذر ثم واصلنا السير في الاتجاه الآخر وبدأت معالم الطريق تتغير ... شارع معبد ولكنه ملتوٍ ومحاط بالأشجار الكثيفة ولا يستقر مسافة أمتار إلا ويرتفع صعوداً أو ينحدر هبوطاً.. وبعض المنحدرات كانت خطيرة وحادة .. ولكنها ممتعة أوصلت مستويات الأدرينالين لدينا إلى أقصاها ! وخاصة مع الأشجار الملتفة حولنا والهواء النظيف الذي ملأ الرئتين ...
خطورة الطريق لم تقتصر على الانحدار والصعود.. فهي ضيقة ولكنها باتجاهين ويجب على السائق التركيز في كل الأوقات على القيادة في يسار الشارع .. وهو ما يعاكس ما اعتدنا عليه. أيضاً كان أحد جانبي الطريق يفضي إلى منحدر حاد لا نرى نهايته .. صحيح أنه مغطى بأشجار كثيفة ولكنه ليس أرضاً مستوية على أي حال!
بعد حوالي 10 دقائق أو أكثر وصلنا إلى منطقة الشلالات.. شعرت بأطرافي كلها متصلبة من التوتر والتركيز في القيادة.. ولهذا رحبت بالاستراحة في هذا المكان الجميل..
وبصراحة لم نتقدم في سيرنا إلى أي مكان .. ولم أر الشلالات بل مجرى الماء المنساب منها والصخور فقط، فمعنا أطفال لا نريد أن يتعرضوا للانزلاق وفي نفس الوقت لا نريد أن نتأخر هنا كثيراً لأننا نخطط لنشاط آخر. استطلعنا الآراء سريعاً ولم يوافق أحد على التقدم ورؤية ما بالداخل لأننا منذ أشهر قليلة كنا في منطقة شلالات دودن الرائعة جنوب تركيا وشبعنا منها
.. فاغتسلنا والتقطنا صوراً سريعة وانطلقنا إلى دراجاتنا ..
الصور محدودة وضيقة النطاق بسبب وجود عائلات عربية في المكان .. كما أن المكان معتم نوعا ما بسبب الأشجار الكثيفة
طبعا المكان على الطبيعة أجمل ولكن كما قلت الصور لا تنقل الواقع بدقة ..
سألت الدليل في طريق العودة إن كانت هناك الكثير من الحوادث التي تقع بسبب تعرج الطريق وانحداره الشديد فأجابني بالإيجاب وقال أن الحوادث تقع كثيراً خاصة عندما يقود أحدهم بسرعة لا يمكنه معها السيطرة على الدراجة.. أو عند المنعطفات الحادة التي يسيء فيها السائق التقدير..
وصلنا إلى المركز بعد ان اكتملت ساعة من المغامرة .. وكنا نشعر حينها باننا كنا في عالم آخر مختلف تماماً قبل أن نعود إلى أرض الواقع .. شعرنا جميعا بأن المتعة انتهت أسرع مما يجب وأخبرناهم بأننا قد نعود في الغد ! كما سألنا إن كانوا ينظمون رياضات أو مغامرات أخر ولكن للأسف كانت الدراجات هي النشاط الوحيد لديهم
قبل أن ننتقل معاً إلى النشاط الرائع التالي أردت أن أؤكد لكم روعة رحلة دراجات الدفع الرباعي .. كان لها أثر كبير ورائع على معنوياتنا بعد ما لاقينا في لنكاوي بدءاً بالفندق وحتى رفاق رحلة حديقة الفواكه .. ولكننا خرجنا منها كأننا وصلنا إلى لنكاوي في هذه اللحظة بل كأننا ولدنا الآن ! المناظر لا تصدق من جمالها فتشعر بأنك تشق طريقك وسط لوحة فنية.. والأولاد دهشوا من التنوع الكبير في النباتات والأشجار الغريبة .. ولاحظنا أن الأولاد -الكبار منهم- شعروا بثقة أكبر بنا بعد الرحلة الصعبة نوعا ما .. وهذه الثقة جانب يجب على الأهل الانتباه له دائما وتعزيزه باستمرار لدى الأطفال..
بخصوص صعوبة الرحلة لا أعرف إن بالغت بالحذر أنا وزوجي ولكن بالفعل الرحلة ليست سهلة وربما الشباب يرونها عادية أو من اعتادوا ركوب الدبابات يرونها غير خطرة ولكني واثقة من أنها ليست مناسبة للجميع وأن على من يقود الانتباه للكثير من العوامل في وقت واحد ..
الآن انتهينا من مغامرة جميلة وركبنا وسيلة نقل جديدة للمرة الأولى .. وكما قلنا هذه هي رحلة الإنجازات والأوائل الكثيرة .. أضفنا إليها بعد دراجات الدفع الرباعي ركوب التلفريك الذي كان الأطفال يركبونه للمرة الاولى ! وسيلة نقل جديدة وتجربة جديدة تضاف إلى سجل تجاربهم الصغير
طلبنا من السائق الذهاب إلى محطة التلفريك قبل أن تغلق .. واخترنا تاجيل تناول الطعام إلى ما بعده لأن الجميع متحمس لركوب التلفريك اليوم رغم أننا فكرنا في البداية بتأجيله للغد ولكن كان هناك متسع من الوقت. وفيما بعد اكتشفنا أنه كان قراراً صائباً تماماً والحمدلله
باستثناء الأمليزي الصغير الذي كان يطلب رؤية التماسيح كلما تذكرها .. ونعده أن يزورها في الغد ان شاء الله ..
كل الطرق محاطة بأشجار وغابات وقرود
هذه الممرات المعلقة في المدخل .. تهتز قليلاً ولكن ليس فيها ما يخيف
بحيرة لطفت الأجواء ومنظرها جميل ..
محلات وبسطات في الطريق ..
اشترينا تذاكر للتلفريك فقط رغم وجود أنشطة أخرى كالسينما وغيرها .. وكانت التذكرة تشمل عرضاً قصيراً في القبة السماوية .. تكلفة التذاكر كانت منخفضة برأيي (145 رينغيت) ..
لم أكن أعرف ما هو العرض المقصود ولكنني عندما رأيت القبة المستديرة أدركت أنه شيء يشبه العروض ثلاثية الأبعاد .. فاخترت عدم الدخول لأنني أشعر بالغثيان في تلك الاماكن الضيقة
بانتظار العائلة الكريمة التقطت هذه الصور للتلفريك ..
وبالفعل أخبروني عند خروجهم بأن العرض سريع الإيقاع وسداسي الأبعاد بحيث تشعر أنك بداخل البحر مع الأسماك. .. عموما لا أرفض التجربة ولكنني كنت أعرف أنني لا استطيع الجمع بينها وبين صعود التلفريك.......
فأنا أعاني من خوف شدييييد من كل شيء يتحرك للأعلى :: الطائرات والمصاعد الشفافة والتلفريك والعجلة الدوارة في مدن الملاهي ... وبسبب هذه المشكلة أتناول دواءً عند السفر جواً فقط ولا استعمله أبدا في الحالات الأخرى ..
ولكنني لم أرغب بحرمان الأولاد من تجربة التلفريك خاصة أنهم لن يصعدوا بدوني من باب التضامن العائلي
فقررت التوكل على الله والصعود معهم ..
وعندما رأيت مدى ارتفاع التلفريك الذي يتوقف في محطتين.. كنت أنكر بشدة أنني سأصعد كل هذه المسافة .. لا أعرف ما الفكرة التي خطرت ببالي ولكنني كنت أطمئن نفسي بأنه لا بد من وجود محطة خفية في المنتصف يمكنني النزول فيها ...
طبعا لا في محطات ولا ما يحزنون
ركبنا العربة وانطلقنا .. واطمأننت لأن العربات ليست من النوع الذي يهتز في الطريق كبعض التلفريكات (جمع؟؟ ) التي ركبتها سابقاً.. كما كان السير سريعاً نسبياً لأن المسافة طويلة بالفعل ..
الطريق أمامنا
وخلفنا
بدأت أشعر بالتوتر.. ولكي لأ أظهره للأولاد اقترحت عليهم ان نبدأ الغناء
فبدأنا ترديد أغنية نحبها جميعاً من أغاني قناة (جيم) ..
هذه الدنيا تغني فلتشاركني قليلاَ
منها خذ لحنا ومني سوف أعطيك الدليلاَ
حلق معنا وتأمل كل ما في الدنيا عيد
أنت حر إفرحْ وأسرحْ
في المدى أفق جديد
أنظر شاهد وتأمل كل ما في الكون عيد
أنت حر إفرحْ وأسرحْ
في المدى أفق جديد
حلق في الفضا .. وسع المدى
هنا نبلغ منتصف الطريق إلى المحطة الأولى - وبعدها يبدأ الارتفاع بزاوية شبه قائمة!
في هذا المكان تحديداً كنت أرجو وجود محطة خفية لأنني لم استوعب الصعود العمودي !
لم يكن هناك محطة طبعا فاغمضت عيني والتفت إلى النوافذ كي لا يراني الأولاد
طبعا الصور في التلفريك معظمها التقاط زوجي لأنني مغمضة أو أمسك بالحواجز
وصلنا إلى المحطة الاولى .. وهنا تلاشى الخوف وعدت لطبيعتي بمجرد ان لامست قدمي أرضا ثابتة
..
المنظر مبهر بجماله وبالهواء المنعش والخضرة التي تنحدر وصولاً إلى البحر الجميل ...
زووووم
سبحان الله العظيم
لم نبق هنا كثيرا .. صورنا وتصورنا وبالطبع كانت هناك زيارة لدورات المياه
ثم انطلقنا إلى المحطة الثانية ..
المحطة الثانية بينها وبين الأولى تلفريك يسير بارتفاع طفيف وبشكل شبه أفقي بين المحطتين .. ولكنني كنت خائفة ومتوترة للأسف ولم يلتقط أي منا أي صور لانشغالهم بالحديث معي ..
في القمة - على ارتفاع 700 متر ... ويظهر شيء من مسار التلفريك باتجاه المحطة
المنظر هنا كان رائعاً والهواء نقيا جدا .. هناك مطل في الأعلى تصعد له بدرج قصير وجلسات بسيطة جدا حول كافتيريا. جلسنا لنصف ساعة تقريبا واشترى الأولاد الشعيرية الفورية (مثل الاندومي) وتناولوها كتصبيرة قبل الغداء - العشاء .. فالساعة قاربت على السادسة مساء...
وانا تناولت الشاي الذي افتقدته كثيرااااا منذ الصباح ..
كانت جلستنا بالضبط بجانب محطة انطلاق العربات عائدة إلى نقطة الصعود في الأسفل (لا تمر في طريقها على المحطة الأولى)... وفي لحظة غفلنا عن الصغير الفضولي الذي كان يقف إلى جانب المسار وتقدم كثيراً حتى اوشكت إحدى العربات أن تصدمه
لم أرد أصلا أن أتخيل ما سيحدث لو صدمته العربة الثقيلة ولكنني حمدت الله ألف مرة على لطفه
احتجت لربع ساعة قبل أن استعيد أعصابي بعد مقلب سيف الدين.. ولأنني أحتاج إلى الأعصاب في ركوب التلفريك أيضاً.. ثم نزلنا إلى المحطة الأخيرة وكان النزول سريعا وأقل صعوبة بالنسبة لمعاناتي (فأنا أشعر بالانزعاج كلما ارتفعت والاطمئنان كلما انخفضت)..
وصلنا للأسفل وكانت المحلات بدأت تغلق أبوابها وأغلق شباك التذاكر بالفعل... لعب الصغير على ألعاب مخصصة للأطفال في الطريق .. ورأينا هذه الشلة الجميلة من القرود
شارفنا على نهاية اليوم السابع .. ومن الأشياء التي أضحكتني كثيراً أن السائق مصر على تسمية التلفريك بـ (التلفريتش)
وطوال الطريق شاهدنا الكثييير من القرود التي تقف على جوانب الشارع بمجموعات وأعداد كبيرة .. وكان منظرا ممتعا غير مألوف ..
وصلنا إلى الفندق واستقبلونا استقبال الفاتحين ههههه قمة الاحترام والانحناء للصغير والكبير وفتح الأبواب ودلال وشغلات vip .. الأولاد سعدوا جدا بهذا التعامل وأصروا أنه أفضل فندق في العالم !
بعد الاستحمام وتبديل الملابس توجهنا للعشاء في KFC المقابل للفندق تماماً.. والملاحظة الوحيدة التي أوصيكم بها هنا هي الانتباه الشديد عند عبور الشوارع لأننا معتادون على اتجاه مختلف تماما ودائما نتوقع أن تأتي السيارة من يميننا..
المطعم يفتح على مدار الساعة وفيه صالة علوية مع شرفة مكشوفة كانت الجلسة فيها ترد الروح ..
والعجيب أن حساب الوجبة الضخمة والطلبات الجانبية التي طلبناها كان 90 رينغيت فقط ..
وكان الطعم ممتازاً بدون مشاكل والحمدلله ..
الفندق من شرفة المطعم
على مائدة العشاء تداولنا أمر الغد واتفقنا على رحلة المانغروف وإطعام النسور، زيارة مزرعة التماسيح ثم ميدان النسر ووسط البلد وبعدها التسوق في السوق الحرة ..
وبهذا ينتهي اليوم السابع .. الأكثر فعالية ونشاطاً وحماساً
نراكم في اليوم الثامن
مصاريف اليوم السابع ::
الفندق - 800 رينغيت - غرفتين لمدة ليلتين مع الإفطار
مزرعة الفاكهة - 70 رينغيت
دراجات الدفع الرباعي - 600 رينغيت
التلفريك - 145 رينغيت
شاي وعصيرات وتسالي واندومي عند التلفريك 40 رينغيت
عشاء في KFC 90 رينغيت
أجرة السائق 9 ساعات 240 رينغيت
اليوم الثامن في الرحلة هو اليوم الثالث في لنكاوي الرائعة.. وكنا قد أمضينا يوما حافلا جدا للأمس ونمنا مرهقين نحلم بيوم جديد وأنشطة أكثر تشويقا.. وبخاصة رحلة المانغروف ومزرعة التماسيح التي كان الأولاد متشوقين لها..
في اليوم السابق طلبت من السائق رملي أن يأخذنا إلى مكان يبيع القهوة البيضاء التي قرأت عنها كثيرا. ولأنني لست من محبي القهوة ولا أشربها أصلا، فلم أكن أعرف ما هو المميز فيها ولكني أردت أن أخذ منها هدايا لمحبي القهوة الكثيرين
.. أثناء نومي حلمت بأنني حصلت على القهوة البيضاء واعددت فنجانا منها لأتذوقه .. وفيما أنا أشرب القهوة انسكبت على ساقي وشعرت بحرارة لاسعة ..
فتحت عيني لكن الحرارة كانت حقيقة وليست حلما! هناك شيء ساخن يلسع ساقي بالفعل واكتشفت أنه سيف الدين الذي تسلل للنوم بجانبي ليلاً.. ووضع قدمه الصغيرة عليّ وهي ساخنة جدا!
طبعا لا حاجة للتفكير في السبب .. فأولادي عندما يصابون بالسخونة يتحولون إلى ما يشبه المدفأة المتنقلة من شدة الحرارة .. وخاصة باطن القدم واليدين ! ولكني فكرت في تركه نائماً طالما هو مرتاح هكذا.. على أمل أن يكون أفضل حالاً في الصباح.
استيقظنا في السابعة وكان الإمليزي الصغير متعباً بعض الشيء. أعطيته خافض الحرارة والمسكن وقررنا مراقبة حالته قبل الخروج، ثم نزلنا لتناول الإفطار في المطعم.. أذكر أني صورت المطعم ولكني لا أجد الصور الآن!
على كل حال المطعم واسع ومرتب ولكن التنوع بالنسبة لنا محدود إلا أنه كافٍ ..
لم يتناول الصغير أي طعام رغم محاولات إقناعه. سرحت بتفكيري في تلك اللحظات قليلاً..
عندما ذهبنا إلى مركز الشرطة في اليوم الأول في لنكاوي ضحكت وقلت أنها أصبحت عادة أساسية لي أن أدخل مراكز الشرطة عند السفر... ففي آخر رحلة لي في شهر أكتوبر / نوفمبر الماضي في بلد بارد بعيد يسمى لاتفيا ، اضطررت للذهاب إلى الشرطة أيضاً. حينها دعوت بيني وبين نفسي أن يقتصر الأمر على الشرطة وأن لا نحتاج لزيارة المستشفى كما احتجته في لاتفيا ..
وعلى مائدة الإفطار، خطر ببالي نفس الخاطر وقلت .. أتمنى أن لا يصبح الأمر روتينا في السفر - مخفر ومستشفى!
تحسن سيف الدين قليلاً بعد أن أخذ الدواء مفعوله وقررنا أن يقضي الأولاد فترة الصباح في السباحة حتى نطمئن إلى وضعه تماماً وننطلق في جولتنا .. بينما كان هناك بعض العمل الذي أردت إنجازه فتركتهم مع والدهم في المسبح وصعدت إلى الغرفة بعد ان التقطت بعض الصور
المسبح يقع في الطابق الثاني من الفندق ولهذا السبب يبدو مرتفعاً ..
وهذه صورة أوضح لتقسيم المسبح من الأعلى ..
قبل صعودي للغرفة تجولت قليلاً في الفندق .. كانت هناك العديد من الوفود التي جاءت لحضور فعاليات الافتتاح وتصوير تلفزيوني للحفل.. فتجنبت البهو للأسف
توجد في طابق الميزانين غرف للصلاة وهذه أول مرة أشاهدها في فندق ما! أما في الطابق الثاني فتوجد صالة رياضية متواضعة بعض الشيء ولكنها تفي بالغرض وإطلالتها جميلة ..
زووم على البحر
نسر على الشجرة!
توجهت إلى الغرفة لأنجز عملي فيما الأولاد يسبحون .. لكن للأسف الصغير لم يتحسن بل ازداد الوضع سوءاً ولم يتمكن من الوقوف على قدميه !! وبعد قليل بدأ يتقيأ سائلاً أصفر أكرمكم الله ... فقررنا التوكل على الله وأخذه إلى المستشفى سريعاً