بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أعرف أنني أطلت عليكم في كتابة التقرير منذ عودتي قبل أسبوعين ولكن ذلك كان لانشغالي الشديد طوال تلك الفترة (يعني لا تتوقعوا إني كنت أحضّر تقرير خرافي ولا صور بتقنيات جديدة للتحدي
) .. وباذن الله أبدأ اليوم معكم في سرد مشوار رحلة كانت أمتع وأجمل رحلة عائلية قمنا بها والحمدلله .. من 19 يناير إلى 30 يناير في ماليزيا الرائعة..
من قرأ تقاريري من قبل يعرف شيئين :: أنني أفصل كثيراً واتحدث في جوانب قد لا تهم أحداً ولكنها جزء من رحلتي وأحب أن أذكرها لأنقل الصورة بكاملها - حتى ما كان يدور في عقلي وقتها ... والشيء الآخر هو أن صوري أبعد ما تكون عن الاحترافية
.. اللهم إني قد بلّغت
بداية دعوني أخبركم بسبب تسميتها رحلة الإنجازات .. فهذه الرحلة كانت::
- أول رحلة طيران طويل لأولادي (أطول رحلة في السابق كانت 3 ساعات وهذه استغرقت منا 10 ساعات طيران غير الترانزيت)
- أول رحلة لنا معاً بدون خادمة .. وهذا إنجاز يحسب لي
لأنني اعتدت على السفر إما وحدي أو مع العائلة بما فيها الخادمة.
- أول رحلة سياحية بمعنى الكلمة مع العائلة. كنا في السابق نتخوف من تعب الأولاد في التنقل والجولات وكانت كل سفراتنا السابقة تقتصر على إقامة على البحر مع جولة سياحية واحدة على الأكثر.. وهذه أول مرة يكون لدينا جدول سياحي
الإنجاز الأكبر في هذه الرحلة كان التكلفة. اعتدنا السفر إلى الجنوب التركي، مصر، دبي، وغيرها في رحلات عائلية لا تزيد مدتها على خمسة أيام .. ولكن هذه الرحلة الحافلة كانت بنفس التكلفة لمدة 10 أيام فعلية (بدون يومي السفر)..
وبسبب نجاحنا في كل تلك الأوائل بفضل الله ونعمته، فقد قرر الأولاد، ومن بعدهم أنا ووالدهم، أن رحلاتنا من الآن فصاعداً ستكون للسياحة وليست للسباحة .. والله الموفق والمستعان
شفتو أني بتكلم كتير؟ لسه ما وصلنا لأي شي له علاقة بالرحلة والتخطيط .. الله يصبّركم
كتبت كافة المصاريف والتكاليف في دفتر أحمله معي باستمرار، وسأضعها في نهاية كل يوم بالتفصيل .. وأرجو تذكيري إذا نسيت لأني أعرف أن الكثيرين يحبون معرفة التكاليف بالتفصيل قبل الترتيب لأي رحلة ..
نأتي لمرحلة التخطيط
اعتدنا أن تطرأ فكرة السفر علينا فجأة - نقرر الوجهة سريعاً ونحجز على عجل دون تخطيط .. هذا يعود إلى طبيعة عملي وعمل زوجي الذي لا يمكن التنبؤ بموعد الإجازات فيه
.. ولكن هذه المرة مختلفة فقد حجزت الطيران والفنادق قبل أسبوعين تقريبا..
لم يكن السفر في نيتنا مطلقا.. فقبل ثلاثة أشهر كنا في بودروم التركية وقبلها في أنتاليا. والسبب الأهم هو أنني خضعت لعملية دقيقة في الأذن قبل السفر بشهرين تماماً ومنعني الطبيب من السفر نهائياً قبل انقضاء شهرين. كان السفر في اليوم التالي لانتهاء الشهرين
وبصراحة هذا ما أثبت لي أنني أدمنت السفر ..
المهم أنني فكرت فجأة بالسفر إلى ماليزيا فتفقدت أسعار الطيران والفنادق على عجل ووجدتها مناسبة.. الأولاد في إجازة مدرسية طويلة (خمس أسابيع!!) وليس لدي عمل عاجل قبل بداية فبراير. أعددت -كعادتي- مقدمة لإقناع زوجي بالأمر وتوقعت رفضا قاطعاً لأن السفر لم يكن في الحسبان لا مادياً ولا معنوياً.. ولكنني فوجئت بأنه تقبل الموضوع بكل رحابة صدر وأعطاني الضوء الأخضر لمواصلة البحث والترتيب!
كانت ماليزيا حلماً في السابق بالنسبة لي.. فقد حاولت إقناعه بالسفر إليها مراراً ولكنه تحجج بالأولاد وعمرهم الصغير.. وفعلا كانوا وقتها في سن صغيرة ستتعبنا. كما أنه عاش فترة طويلة في الفلبين وكان قد تشبّع من البيئة والأجواء الاستوائية.. بعكسي لم أكن قد ذهبت إليها من قبل.
أما العامل الأهم في قرار السفر إلى ماليزيا بالذات فهو موجة الثلوج التي زارت الأردن وما حولها واحتمالات التعرض لعاصفة أخرى .. فقلنا (ما بدهاش) لأننا جميعا من محبي الأجواء الدافئة ..
حجزت على الخطوط القطرية بسعر ممتاز (400 دينار للأطفال و 420 للكبار = 2000 ريال سعودي و 2100 تقريبا) وكانت تلك هي المقدمة لبقية الترتيبات والتشاور الذي دام حتى ليلة السفر .. حجز الطيران تم قبل 12 يوماً من السفر وقبل حجز أو ترتيب أية أمور أخرى .. وهي فعلا أطول فترة تتاح لنا لترتيب سفرة!
بعد حجز الفنادق والتشاور مع أعضاء المنتدى الرائعين بخصوص الفنادق والبرنامج، حجزت الطيران الداخلي (إير آسيا) لقضاء ثلاث ليالي في لنكاوي، وبهذا أصبح برنامج الرحلة كما يلي
19 يناير عمّان - الدوحة
الدوحة - كوالالمبور
25 يناير كوالالمبور- لنكاوي
28 يناير لنكاوي كوالالمبور
30 يناير كوالالمبور - الدوحة
الدوحة - عمّان
اخترت الرحلات الجوية الليلية بحيث يمكننا النوم طوال الليل في الطائرة بدلا من إضاعة النهار فيها وأيضاً احتياطاً لتغير نظام النوم بسبب فارق التوقيت البالغ ستة ساعات ..
كما حرصت على اختيار فترة الترانزيت الأقل (وبنفس الوقت معقولة) وكانت 5 ساعات في الذهاب وساعة و45 دقيقة في العودة.
قضينا فترة الاستعداد للسفر في حماس بالغ. فهي كما ذكرت أول مرة يتوفر لدينا فيها وقت طويل قبل الرحلة فحملت دفتري وبدأت بتسجيل مواقع الأماكن التي نود زيارتها وحرصت على كتابة ما يوجد حولها من مطاعم مفضلة او معالم قريبة لترتيب الجدول الأنسب ..
بلغ بنا الحماس أننا فتحنا مواقع مطعم مانهاتن فش ماركت و مطعم ناندوز وتفرجنا على قوائم الطعام والأسعار واخترنا غداءنا لأول يومين
هذه ضريبة إخبار الأطفال بالسفر قبل فترة طويلة ..
جاء يوم السفر وكان موعد الرحلة 10:30 صباحاً .. مما يعني مغادرة المنزل في الثامنة تقريبا. استأجرنا باص ركاب صغير (فان) للتوصيلة وكان الجو مشمساً رائعاً بعد العاصفة الثلجية السيئة، ولكن بعد ان قطعنا نصف المسافة إلى المطار أصبح الطريق ملفوفاً بالضباب وشعرنا بالخوف والخطر. واصل السائق السير بحذر شديد إلى أن وصلنا المطار الذي ابتلعه الضباب بشكل مريب!!
طبعا بدأت بشائر تأخير الرحلات تهلّ علينا منذ دخولنا إلى المطار. بالصدفة كانت أختي مسافرة مع عائلتها في نفس اليوم إلى دبي، وقريبة أخرى متجهة إلى لندن في الصباح أيضاً، وجرى الإعلان عن تأخير رحلاتهم منذ الصباح الباكر!
أما رحلتنا فلم يكن هناك ما ينبئ بتأخيرها ولكن راودني الشك في الأمر .. لن تطير أية طائرة ولن تهبط غيرها في هذا الجو العجيب .. وبالفعل بعد انتهت الملكية الأردنية من الإعلان عن تأخير كافة الرحلات لذلك اليوم، تبعتها خطوط الطيران الأخرى.
اكتظ المطار بالمسافرين الذين أنهوا إجراءات سفرهم وتجمعوا في الصالات الصغيرة نسبياً.. وبدأ التذمر من جانب الكثيرين رغم أني لم أجد سبباً يدعوهم لذلك. أعني أن الطيران في جو كهذا سيكون خطراً بما يكفي لأن يهدؤوا ويوكلوا أمرهم لله .. ولكن البعض لا يفكر بتلك الطريقة ..
مسافرنا الصغير جلس على الأرض أسوة بالبقية وأخذ يحدثنا عما سيفعله في البلد التي سمّاها "أمليزيا" .. ومن ذلك اليوم ونحن لا نقول إلا أمليزيا ..
من حسن حظنا أن فترة انتظارنا في الدوحة كانت خمس ساعات.. فلم نشعر بالضغط أو القلق لأنها فترة كافية والحمدلله ..
ومن حسن حظنا أيضاً أن أولادي وجدوا تسلية كبيرة في اللعب مع أبناء خالتهم في المطار .. وقضوا بذلك ساعتين قبل أن تصل طائرة الخطوط القطرية أخيراً إلى المطار بعد أن بدا الضباب بالانقشاع تدريجيا.. وبهذا استبشرنا بأن طائرتنا ستكون جاهزة خلال وقت قصير.
دبت الحركة في المطار من جديد وبدأت الطائرات تغادر بالفعل، ولاحظت أن الناقلات غير الأردنية غادرت أولاً..
الرحلة إلى الدوحة كانت مريحة وطبعا الخطوط القطرية لا تحتاج إلى تزكية .. كنت متحمسة لأرى مطار حمد الدولي بعد افتتاحه فهي اول زيارة له .. وفي نفس الوقت كنت سعيدة بأن وقت الترانزيت أصبح أقل من 3 ساعات حتى لا يمل الأولاد أو يتذمروا ..
هذا التنين موجود في مطار حمد الدولي .. يتحرك مع مؤثرات صوتية وضوئية جميلة ووددت لو أعرف كيفية إدراج الفيديو لأضع لكم تسجيلاً حيا له. طبعا قضينا أمامه وقتاً طويلاً لأن معي ثلاثة من عشاق الحيوانات بكل أنواعها - حتى المنقرضة منها
بدات بشائر الاحتفال برأس السنة الصينية من الدوحة .. وهي بالمناسبة سنة الماعز
. ..
صلينا في المطار الظهر والعصر ثم أذن المغرب فصليناه جمعاً مع العشاء قبل التوجه إلى البوابة. أعجبتني نظافة المطار الفائقة واتساعه وإضاءته وكل ما فيه
.. اتمنى ان يبقى بهذا المستوى مع مرور الوقت !
أقلعت طائرتنا في الموعد قبيل الثامنة مساء.. فكان الوقت ممتازا لتناول وجبة العشاء والنوم استعداداً للوصول صباح الغد إلى كوالالمبور
كان الوصول حوالي التاسعة صباحاً بتوقيت كوالا.. والرحلة سلسة ومريحة. الملاحظة الوحيدة هي ان الوجبات جميعها في العشاء والإفطار كانت بنكهة آسيوية وهو أمر غير مستحبّ للجميع .. ولكن لم تكن مشكلة كبيرة على أي حال.. فقد وصلنا إلى ... أمليزيا!!
فعلياً انتهى أول يوم من رحلتنا بالوصول إلى كوالا.. ولهذا سأدرج التكاليف الخاصة باليوم الأول حفاظاً على التسلسل
تذاكر الطيران 5 أشخاص (3 صغار و 2 كبار) = 2040 دينار أردني (حوالي 10,800 ريال حسب سعر اليوم) ..
تأمين السفر = 100 دينار (530 ريال) لخمس أشخاص وتغطية تصل إلى 10,000 دينار للشخص الواحد عند الحاجة لا قدّر الله
والتأمين هو أحد أهم تحضيرات السفر التي يجب الحرص عليها بعد التوكل على الله تعالى، لأن بعض الحالات الطارئة تستنفد مبالغ مالية ليست بالحسبان.
مواصلات من المنزل للمطار = 25 دينار أردني (133 ريال)
مرطبات ومشتريات السوق الحرة في قطر حوالي 60 دينار (320 ريال).. أذكرها فقط لتوثيق جميع المصاريف
وصلنا إلى كوالالمبور أخيراً .. كما أصبح الجميع يعرف هناك قطار للتوجه إلى المبنى الآخر واستلام الحقائب.. وقبل التوجه إلى مكان الحقائب أخذت شريحة هاتف من شركة سيلكوم Celcom بناء على نصائح الغالبية في المنتدى، وبالفعل خدمتني بشكل ممتاز طوال فترة الإقامة لم احتج إلى شحنها نهائياً. سعر البطاقة 59 رينغيت.
استلمنا حقائبنا ولمحنا كاونتر خدمة KLIA Express VIP.. فقررنا السؤال لديهم عن التوصيلة إلى الفندق.. فقد كانت معنا 5 حقائب ونحن 5 أشخاص (الحق على ماما الديمقراطية التي سمحت لكل شخص أن يرتب أغراضه بنفسه)..
المهم أنهم عرضوا علينا سعر 215 رينغيت لقطع المسافة إلى كي ال سنترال بالقطار (بدا لي أقرب إلى المترو) ومنها إلى الفندق بسيارة خاصة، على أن يرافقنا مساعد لحمل الحقائب والإرشاد طوال الوقت. فكرنا في الأمر لدقيقة .. فالسعر مرتفع عن التاكسي ولكنه معقول بالنسبة للمسافة والحقائب. أما من اتخذ القرار فهم الأطفال الذين لم يركبوا مترو قبلها فحسموا الموقف.
قبل أن أستطرد أريد الإشارة إلى أنني اتفقت مع زوجي قبل الرحلة بأنها ستكون من أجل الأولاد وتعريفهم على أكبر قدر ممكن من التجارب التي لا تتاح لهم في بلدنا. لا يهم ما نوع تلك التجربة قد تكون طبقاً جديداً أو لغة مختلفة أو وسيلة مواصلات لم يجربوها .. المهم أنهم هم محور الرحلة الأساسي.
مكتب KLIA Express موجود بجانب منطقة استلام الأمتعة و للأسف كل الصور في القطار شخصية .. ولكن الفكرة واضحة بالتأكيد.
وصلنا إلى كي ال سنترال واستقبلتنا مجموعة لطيفة ساعدونا في نقل الحقائب إلى سيارة خاصة أنيقة أوصلتنا إلى الفندق الجميل
في الطريق بدأت تظهر ملامح ماليزيا الإسلامية الأصيلة وبدأنا نستشعر وجودنا في بلد آخر مختلف عنا في كل ما نتخيل ولكن ديناً واحداً يجمعنا
جمال الألوان سبحان الله .. خاصة لمن جاء من شتاء بارد وأرض جرداء ..
اسم الفندق هو لانسون بليس بوكيت سايلون (يوجد فندق مختلف باسم مشابه) .. فندق جميل بنظام عصري وأثاث حديث يحتوي 150 شقة فندقية وموقعه قريب جداً من المنارة وشارع العرب والبرجين (دقائق بالسيارة ويمكن الذهاب إليها جميعاً سيراً على الأقدام)..
حجزنا شقة من غرفتي نوم وصراحة بهرتنا مساحتها الفسيحة وترتيبها وأناقتها.. مطابقة للصور تماماً وهذا ما افتقدته في الكثير من الفنادق. غرفتنا كانت في الطابق 43 بإطلالة جانبية جميلة على البرجين والمنارة..
صورة الصالة الرئيسية من النت لأن كل الصور فيها عناصر بشرية مزعجة
بعد المدخل إلى اليمين طاولة طعام كبيرة
وإلى اليسار المطبخ الذي وقعت في حبه
الباب الظاهر في الصورة يؤدي إلى غرفة الغسيل فيها غسالة ومجفف ومكواة وعلاقات .. مرتبة جدا وعملية للغاية.. استخدمتها كثيراً طوال إقامتنا ووجدت أنه لم يكن هناك داع لحمل كل تلك الملابس
الحمام الرئيسي اكرمكم الله
غرفتي - أقصد غرفة المكتب التي أمضيت فيها ساعات
غرفة نوم الأطفال وفيها تلفزيون أيضاً..
الإطلالة النهارية ..
حجزنا الغرفة بقيمة 700 رينغيت تقريباً لليلة الواحدة ... تم خصم أول ليلة فقط عند الحجز والبقية دفعناها نقداً عند الوصول مع تأمين مسترد قيمته 500 رينغيت.
كنت حجزت فندقاً مختلفاً لآخر ليلتين في كوالالمبور (28-30 يناير) ولكن لشدة إعجابنا بالفندق وارتياحنا للمكان بشكل عام فقد ألغينا على الفور حجزنا في الفندق الآخر (فريجر بليس) وطلبنا منهم حجز الغرفة نفسها لتلك الفترة، على أن نترك حقائبنا لديهم عند الذهاب إلى لنكاوي وهذه كانت أيضاً واحدة من أسباب التغيير..
بعد وصولنا إلى الغرفة وتفريغ الملابس والأمتعة اتفقنا على الراحة لفترة بسيطة خاصة ان البعض لا ينام في الطائرات وكنا مستيقظين من حوالي 30 ساعة.. اختار الأولاد عدم النوم وقالوا أنهم سيشاهدون فيلماً من الأفلام التي أحضروها معهم عندما عرفوا ان الغرفة تحتوي على جهاز تشغيل DVD.. طبعا كلام فاضي
فعندما استيقظت بعد ساعتين وجدت ثلاثتهم غارقين في النوم على أرض الصالة
.. كان عليّ القيام ببعض الأعمال على الكمبيوتر فتركتهم نائمين حتى انتهيت - الماما الشريرة.
بعد إيقاظ الجميع تنبهنا إلى أننا في غاية الجوع ..فقررنا التوجه إلى مطعم مانهاتن فش ماركت الذي نصحني به الأعضاء مشكورين
وكانت صور أطباقه مشهية جعلتنا نتعجل الذهاب إليه
في البداية تجولنا قليلاً لنتعرف على الفندق وكانت هذه الصور السريعة ..
هذا المدخل أرهقته بالتصوير وتصورت انا وكل العائلة معه .. عشقي الفراشات واللون الموف
جانب من المسبح .. جميل وديكوراته مميزة ودافئ - يقع في الطابق الخامس
غرفتنا فووووق
الإطلالة المضادة
جانب من (اللوبي) وهو فعليا مجرد مدخل صغير وأنيق (معلش كل الصور فيها عناصر بشرية أيضاً)
المدخل الخارجي للفندق
من هنا ركبنا باص الفندق shuttle متوجهين إلى مركز بافيليون
في الطريق بدت لنا المنارة الجميلة
فن الغرافيتي الجميل
وصلنا إلى البافيليون ... احتفالات رأس السنة الصينية كانت على أشدها في كل مكان واكتست المولات والكثير من الأماكن باللون الأحمر وصور الماعز
في الطابق السفلي حيث يوجد المطعم المنشود توجد مجموعة كبيرة من المطاعم المتنوعة وردهة طعام توزعت فيها مطابخ الأكل الآسيوي والغربي والبحري وغيرها.. ولكن وجهتنا كانت محددة .. نحن جميعاً من عشاق المأكولات البحرية وأعجبنا السعر المتدني للأطباق
وكنا بالفعل متشوقين للتجربة .. وخاصة أن الجوع أنهكنا والساعة اقتربت من الخامسة مساء.
لا توجد صور للطعام .. للأسف لا أصوّر الطعام إلا فيما ندر ..
لكن تقييم للمطعم لم يكن بحجم التوقعات.. اعتقد أننا بالغنا في تصورنا - أو ربما كان الفرع مختلفاً عن غيره - أو ربما لم يكن اختيار الأطباق موفقاً.. بالإجمال كان الطعام جيداً وبخاصة الربيان بالجبنة الذائبة .. ولكن مذاق الأسماك لم يعجبنا ولم نكرر تجربة المطعم مرة أخرى للأسف.. وأقول للأسف لأن السعر ممتاز مقارنة بالمأكولات البحرية لدينا ولأن مظهر الأطباق وتقديمها يوحي بأن لديهم ما هو أفضل مما جربناه .. ولكن الوقت كان قصيراً ولم يسعنا تجربة أطباق مختلفة ..
صعدنا إلى طوابق التسوق وكنت أعرف من بحثي مسبقاً أن محل دايسو له فرع هنا. اكتشفت أنه فرع صغير ولكنه بالنسبة لي يفي بالغرض (محلي المفضل بعد إيكيا ولكنه غير موجود في الأردن للأسف) .. وقشيت ما تيسر لي حمله قبل أن يبدأ الأطفال بالتعبير عن التعب والنعاس .. عموما هذا الفرع صغير جداً مقارنة مع الفروع الأخرى ..
نزلنا إلى السوبرماركت في الطابق السفلي من جديد (ميركاتو - طابق المطاعم) واشترينا بعض الاحتياجات للإفطار، لأن حجزنا لا يشمل الإفطار ولا يمكننا الاعتماد على بوفيه الإفطار الآسيوي مع الأطفال ..
في الخارج كانت الأجواء احتفالية جميلة .. تمشينا قليلا قبل ان نركب تاكسي إلى الفندق ..
و هذه هي إطلالتنا الجميلة في الليل ...
نكتة اليوم
خلال طريق العودة كان هناك شيء من الازدحام في شارع العرب فاستغرق الطريق حوالي 15-20 دقيقة. خلالها لم يتوقف ابني الصغير عن الحديث ووصف الأشياء والتعبير بطريقة مضحكة - فقد ورث عني حب الوصف واستخدام المؤثرات الصوتية في الكلام-
المهم ان السائق، وهو صيني غير مسلم كما أخبرنا في البداية، بقي ساكتاً طوال الطريق إلى أن وصلنا .. فأخذ يهتف "الحمدلله .. الحــــــــــــــــــــــمدالله.. this is your hotel" ... لم نتمالك أنفسنا من الضحك الشديد وقتها وقلت للولد "الرجل أشهر إسلامه بسبب كثرة كلامك يا ماما" .. طبعا هو شعر بالحرج حينها وسأل عن عمره .. بس خلاص مكشوفة الولد أزعجك وانت أشهرت إسلامك ما فيها كلام ..
مصاريف اليوم ..
التوصيلة من المطار (مترو + سيارة) 215 رينغيت
حساب الفندق كاملاً 4100 رينغيت مع الضرائب
شريحة الهاتف سيلكوم 59 رينغيت
العشاء في مانهاتن فش ماركت 240 رينغيت
تسوق في دايسو 210 رينغيت
سوبرماركت 85 رينغيت
تاكسي إلى الفندق 15 رينغيت
قبل أن أكمل الحديث بدءاً من اليوم الثاني في أمليزيا
أردت أن أحدثكم قليلاً عن فكرتنا عن ماليزيا قبل زيارتها وبعدها. كنت قد زرتها مرة قبل حوالي سبعة أشهر ولكني ذهبت إلى ولاية صباح لمدة 3 أيام فقط ولم أر أي شيء يبهرني فيها. أما زوجي فكانت فكرته أنها بلد متطور نسبياً وجميل
ولكننا منذ اللحظة التي وصلنا فيها.. ومنذ بدأنا التعامل الفعلي مع الماليزيين، وقعنا في حب ماليزيا بشكل لم نتوقعه يوماً. الطبيعة والأجواء والسكينة التي تحيط بالناس .. لم نر خلال زيارتنا شخصاً واحداً غاضباً ولا حتى (مكشر) .. لم نسمع بوق سيارة ! .. كل من طلبنا منه مساعدة أو سألناه سؤالاً رحّب وساعد على الفور. لم أتوقع أن لغتهم الإنجليزية ممتازة لهذا الحد، كما أبهرني مستوى الثقافة حتى عند البسطاء. قبل أن أستطرد أخبركم بأننا تحدثنا مع الكثير من الماليزيين (العاديين) .. كي لا يقول أحد أن هذه واجهة سياحية للبلد. تحدثنا مع سائقين وموظفين وعمال وأشخاص في المولات .. صراحة أخلاقهم سببت لي صدمة حضارية ! حتى بلاد المسلمين التي زرتها -دون تعميم ولا تخصيص- لم أر فيها هذا التعامل من الجميع .
ولأنني أرى أن القيادة مرآة للأخلاق، كان حكمي نابعاً من هناك أيضاً. قارنت بين بلدي وبلدهم - سيارة تخرج من شارع فرعي إلى شارع رئيسي. في بلدي لا أحد ينتظر أكثر من ثوان .. ثم يبدأ بالدخول إلى المسار الأخر حتى يقطع الطريق على الآخرين ويمر هو (ومن وراءه)... هناك.. مررنا بهذا الموقف أكثر من 20 مرة وفي كل مرة كان السائق ينتظر إلى أن يصبح طريقه خالياً تماااااما.. أما السيارات الواقفة خلفه فلم يصدر عن سائقيها اي إشارة على الانزعاج .. بصراحة : عندنا لو وقفت لأسمح لشخص من المشاة بعبور الشارع بأمان، يصدعني بقية السائقين بالزامور كما لو كانت الثواني ستؤخرهم عن اجتماع القمة..
يطول الحديث عن أخلاق الماليزيين .. السائقون كانوا قمة في الأدب والدماثة. لم يحاول أحدهم النصب او الاحتيال ولا حتى (المسكنة).. ولم يقبل أي منهم دعواتنا لمشاركتنا الوجبات او على الأقل تناول الطعام على حسابنا. لم يحرجنا أي شخص بأي طريقة ومع ذلك كان تعاملهم معنا عادياً لا يشعرنا بأننا من كوكب آخر ...
تعاملنا مع مستشفى ومركز شرطة وهيئة سياحة ومكتب البلدية .. وكل موظف ومسؤول تعاملنا معه أثبت لنا تلك الفكرة ورسخها تماماً..
الاستثناء الوحيد لكل ذلك كان في أحد فنادق لنكاوي، ولكنه كان بالفعل استثناء سأتحدث عنه في حينه ..
الآن، يمكننا أن نكمل التقرير بعد أن اعترفت بالعشق العائلي الجماعي لماليزيا ..
يومنا الثاني في ماليزيا الرائعة بدأ باكراً.. استيقظ الجميع في الثامنة وحضّرنا إفطاراً خفيفاً .. تفضلوا معنا
وغادرنا في التاسعة والنصف بنية الذهاب إلى حديقة الحيوان الوطنية (نيغارا) الواقعة في سيلانغور. طلبنا من مكتب الاستقبال طلب تاكسي لنا فنبهونا إلى أن التاكسي الأحمر هو الأقل تكلفة ولكن سيارته قديمة نوعا ما.. بينما التاكسي الأزرق أفضل وأحدث ولكنه أغلى.. طلبنا الموجود فالمسافة لن تزيد على نصف ساعة، وبالفعل وصلنا في العاشرة تماماً .. موعد افتتاح الحديقة.
قبل أن ندخل الحديقة سأخبركم بطلبات الزبائن. أبو أمليزيا الصغير كان حلمه هو رؤية فرس النهر .. لا أدري ما السر ولكنه شخصيته المفضلة والحيوان الذي يروي عنه قصصه العجيبة ..
إضافة إلى أنه يسميه (فرس النهر والبحر) ولا يسمح لأحد أن يقتصر الاسم على النهر فقط وإلا
ابنتي أرادت منذ زمن طويل أن ترى الفيل عن قرب، بينما ابني الأوسط كان في غاية الحماس لرؤية بيت الزواحف. عموما كانوا متحمسين لكل الزيارة وجميع الحيوانات ولكن هذه الطلبات التي تكررت 13490 مرة منذ أن عرفوا بأمر السفر
سعر التذكرة للشخص كان 40 رينغيت للطفل و80 للكبير - شاملاً زيارة محمية الباندا (25 / 50 رينغيت بدون الباندا).. بالطبع اخترنا مشاهدة الباندا وكان خياراً موفقاً والحمدلله ..
بدأنا الجولة من يميننا عند الدخول .. واستقبلتنا الطيور الجميلة والغريبة والقرود المضحكة .. الجو كان مائلاً للحرارة ولكننا لم نتضايق فالشجر وارف والمناظر جميلة والحيوانات مسلية..
[/IMG]
كيوت
صور الطيور ستتكرر بوضوح أكبر في زيارة حديقة الطيور فلا داعي لوضعها هنا
وصلنا إلى أكواريوم صغير في طرف الحديقة فتجولنا فيه حوالي عشر دقائق.. جميل وصغير وبالطبع لا يقارن بالأكواريوم الحقيقي
وجدنا نيمو
أول مرة أشوف روبيان أزرق
وفي الطريق إليها هناك مجموعة من البطاريق ... للأسف الشمس كانت منعكسة على الزجاج بشكل كبير فلم نحصل على صور واضحة ..
هناك عروض للطيور والفقمة كان موعدها اقترب.. ولكن التصويت السريع بين الجميع بين أن الأولاد لا يريدون عروضاً الآن .. علينا أن نجد فرس النهر والبحر فوراً
قبل مواصلة الطريق جلسنا في كافتيريا صغيرة لتناول الشاي والـــ
.. ثم اتجهنا نحو سيد بيه قشطة..
وجدنا ثلاثة يسبحون (أو بالأصح منقعين بدون حركة) في بركة ماء بسبب الحرارة.. وأصر ابني على البقاء حتى يتحركوا ..
والحمدلله أن أحدهم نهض لثواني قبل أن يعود للماء.. فأطلق سراحنا وواصلنا السير بعد أن وعدناه أن نعود إليهم لاحقاً..
جواميس ..
وقفت طويلاً أمام هذه المجموعة الرائعة من الطيور الجميلة .. سبحان الخالق ما اجمل الوانها
وما أشد مرونتها !!
غزلان
اسمه حيوان التابير ويشبه إلى حد ما آكل النمل.. وبصراحة لم أكن سمعت عنه من قبل ..
لم أعرف اسمه وحتى شكله لم يكن مريحاً أصلاً فلم أحاول معرفة الاسم
وهنا بدأت ابنتي بالتذمر، فهي تريد أن ترى الفيل الكبير .. وبقيت طوال الوقت تردد أين الفيل أين الفيل ونحن نسير مع اللافتات .. ولكن يبدو أنه كان بجانب مكان انطلاقنا، وبالتالي أصبح في نهاية اللفة
رأينا لافتة منطقة السافانا فركضت قبل الجميع
أحب الزرافات والحمار الوحشي وأحببت رؤيتها طليقة في مساحة واسعة دون أقفاص .. وشاركها المكان وحيد القرن والنعامة ..
برأيكم .. أبيض مخطط بأسود ولا أسود مخطط بأبيض
سألت أولادي هذا السؤال وطبعا أحرجوني بالإجابة الواثقة ... الله يرحم لما كان هذا أصعب سؤال تهايط فيه عالناس
النعامة رمز التغابي ههه
استغفر الله حتى نظرتها فيها غباء
ولم ينقطع صوت ابنتي وهي تطالب برؤية الفيل ...
أمام هذه المنطقة توجد مساحات جميلة للجلوس والمشي .. والمنظر المقابل جبل شاهق جميل
طبعا الحيوانات تبدو طليقة ولكنها فعلياً محاطة بقنوات مائية مكهربة وبذلك لا يمكنها محاولة الهروب أو الهجوم على الزوار .. عموما هي كانت في حالها تماماً ولم يبد عليها الاهتمام لوجود أحد ..
الجو لطيف ..
وفي نفس المكان وجدنا "كمالة" فريق السافانا وحيوانات فيلم مدغشقر المحبوب لدينا
فرس النهر والبحر من جديد وهذه المرة ظاهر للعيان
وبالطبع طوال الوقت كانت السيمفونية شغّالة .. الفيل.. الفيل... الفيل.. فاستدرنا عائدين ..
على أنغام السيمفونية العذبة التي زادت وتيرتها بسبب ارتفاع الحرارة، وصلنا إلى المبنى المخصص للباندا. أقنعناها بصعوبة بأننا سندخل إلى المكان أولا بدلاً من السير مسافات بلا داعٍ.. (صحيح أن هناك تراماً يدور في الحديقة ولكننا نرغب برؤية الحيوانات عن قرب وأن يراها الأولاد بوضوح )..
دخلنا المبنى المكيّف المشيد حديثاً.. طبعا ذكرت لكم أننا دفعنا مبلغاً إضافياً لزيارة الباندا كما كان هناك شخصان يجمعان التبرعات في مدخل المبنى. دفعني فضولي للبحث عن سبب تلك المبالغ الإضافية، إلى جانب تكلفة المبنى وترفيه الباندا.. فوجدت أن الحكومة الماليزية تدفع 30 مليون رينغيت قيمة "إيجار" دبّي الباندا من الصين، كعربون الصداقة القائمة بين البلدين منذ 40 عاماً.
لا عادت من صداقة !!
مدخل المبنى (الصورة من النت)
قبل الدخول هناك تعليمات صارمة بعدم إصدار الأصوات المرتفعة وعدم مضايقة الدببة وعدم استعمال فلاش الكاميرا ولا إلقاء الطعام أو أي شيء للباندا .. ولافتات متعددة على الباب بهذا الخصوص ..
كان هناك اثنان جميلان بالفعل .. والمكان مصمم لهما ليتمكنا من الحركة والحصول على الماء والتبريد والنوم وكل ما يلزم في مكان واحد ..
يتثاءب بنعومة
يبتسم بدلال
يتحرك برشاقة
هذا لوح من الثلج مخصص للدب في حال شعوره بالحر
وهذه الصورة المميزة من النت
أمضينا وقتا ممتعا في بيت الباندا ... ولكن أغنية الفيل لم تنته بعد
فخرجنا من عنده ميممين شطر الفيل العظيم ..
في الطريق بين الباندا والفيل كانت هناك مجموعة من الحيوانات المفترسة أهمها الأسد واللبؤة. ولكنها كانت جميعاً نائمة في بيوتها بسبب الحرارة .. شعرت بالحرج وأنا أشرح لأولادي سبب نومهم . فبرأيهم الأسد ملك الغابة والصحاري يجب ان يكون (أجمد) من شوية حر ورطوبة..
وصلنا بيت الفيل أخيراً.. وقلبنا الشريط من سيمفونية أين الفيل إلى مقطوعة ... الفيل صغير!!!
صدمت ابنتي بأن الفيل أصغر مما توقعت. أخبرناها بأنه بعيد عنا ويبدو صغيرا لذلك .. ولكنه بالفعل بدا هزيلاً خاليا من اللحم والشحم .. أعتقد انها تخيلته منفوخاً ممتلئاً أذناه ترفرفان
لحسن الحظّ كان النمر مستيقظاً ومتأهباً..
أعجبتني جدا فكرة فصل الحيوانات بممرات مائية بدلاً من الأقفاص التي تعيق الرؤية ..
تمشينا قليلاً ومررنا بجانب بحيرات جميلة فيها العديد من الطيور المائية.. ثم صادفنا بيت خاص للطيور ولكننا لم نبق فيه طويلاً بسبب مخطط زيارة حديقة الطيور قريباً.. والفيل صغير صغير يا ماما صغير ..
طبعا الآن بدأ الجميع بالغناء والتلحين
الصغير يريد النوم والأوسط يريد بيت الزواحف .. ولا زلنا نعاني من آثار صدمة الفيل الصغير .. وبقي علينا فقط الوصول إلى بيت الزواحف ثم المخرج ..
في طريقنا للمخرج وجدنا زرافات جميلة أخرى أقرب من التي رأيناها في منطقة السافانا ..
وبعدها بيت الفراشات
رغم أننا خططنا لزيارة حديقة الفراشات إلا أنني لم أقاوم زيارتها هنا أيضا. إقناع الفرقة الغنائية كان سهلا لأن المكان مغلق ومكيف (معرض للحشرات قبل الدخول إلى حديقة الفراشات).. وهناك تفرجنا على عدة حشرات معروضة في صناديق زجاجية ..ثم خرجنا إلى حديقة صغيرة جمييييلة للفراشات .. كان فيها عدد كبير من الفراش يطير في كل مكان مما أثار خوف الصغار .. فعادوا إلى المبنى وتجولت سريعا في المكان ..
لاحظت فراشة كبيرة سقطت في الماء وعلق أحد جناحيها فبقيت دون حركة. التقطتها سريعاً ووضعتها على الأرض آملة في ان تجف سريعاً وتتحرك
والحمدلله أنها طارت بعد دقيقة .. ثم جاء عامل في الحديقة سمح لي بحملها مجددا لالتقاط صورة تذكارية
(أنا على اليسار) هههه
خرجنا من منزل الفراشات لنجد أنفسنا وصلنا للنهاية. لم نجد بيت الزواحف ولم يكن من المناسب أن نبحث عنه والجميع مرهق بعد جولة فاقت أربع ساعات..فاتفقنا مع ابننا الأوسط أن نؤجل الأمر إلى لنكاوي .. وغادرنا الحديقة متجهين إلى الفندق ..
لم ينته يومنا الثاني في زيزا الجميلة.. غادرنا الحديقة عند الثانية تقريباً وسألنا مجموعة من سائقي التاكسي عن أجرة العودة إلى الفندق. جئنا بعشرين رينغيت فلم نوافق على عرض بعضهم ممن قال 50 و 60..! مع ملاحظة ان الحديقة كانت شبه خالية لأننا ذهنا يوم أربعاء لتجنب الزحام .. ربما لو كانت مزدحمة لطلبوا أكثر. لم نساوم أبدا .. وسرنا خطوات قبل أن يقبل علينا رجل ماليزي أسمر حيانا بابتسامة وقال السلام عليكم .. فتقبلناه على الفور سبحان الله ..
عرض علينا التوصيل بسيارته وهي ذات سبع مقاعد وطلب 30 رينغيت أجرة العودة.. فوافقنا وركبنا فورا..
بمجرد ركوبنا وانطلاق السيارة سأل الأولاد عن الفيلم الذي يحبون أن يشاهدوه على شاشة DVD الموجودة في السيارة .. رحبوا طبعا بالفكرة واختاروا فيلم فروزن
اما نحن فرأينا في مقدمة سيارته وشاحاً جميلاً مطرزاً بالأبيض والأسود كالكوفية الفلسطينية.. رفعه زوجي وإذا به يحمل علم فلسطين في احد الطرفين ورسما لمسجد قبة الصخرة (والذي يشير إليه الكثيرون خطأ باسم المسجد الأقصى)... فسأله على الفور عن سبب وجودها معه فأخبرنا بأنه وكل الماليزيين يدعمون فلسطين والقضية الفلسطينية ويفتخرون بصمودها ..
عندها رأيت على وجه زوجي نظرة تعني انه لن يتعامل مع سائق آخر في ماليزيا
طلبنا منه رقمه ليرافقنا في بعض المشاوير فرحب بالأمر وعرض علينا بعض البرامج والأسعار ، واتفقنا ان نبقى على اتصال.
وضعت اسم السائق ورقمه في موضوع منفصل ولكن ها هو من جديد
اسمه عبد الرحمن .. رقم هاتفه من خارج ماليزيا
0060133268353
يتحدث الإنجليزية بشكل ممتاز
وصلنا الفندق بهدف الاستحمام بعد الحرارة والرطوبة ورائحة الحيوانات
ثم المغادرة فوراً لتناول الطعام فنحن لم نأكل منذ الإفطار الخفيف صباحاً. وكنا قد اتفقنا على قضاء بقية النهار في المنارة ..
قبل أن ننتهي من الاستعداد للخروج بدأ هطول المطر والبرق والرعد بشكل متواصل.. وانتشر الضباب الكثيف فقررنا على الفور أن الذهاب للمنارة لن يكون ذا معنى ولن نرى شيئاً بسبب الضباب. الخطة ب جاهزة فوراً كالعادة
وهي التوجه إلى مول أفنيو كي لسببين: أولهما تناول الطعام لدى حبيب القلب ناندوز (حسب الموقع الخاص بالمول وموقع ناندوز في ماليزيا) .. وليذهب الأولاد إلى داينوسكفري Dinoscovery .. وهي مدينة ترفيهية تعليمية صغيرة تختص بكل ما يتعلق بالديناصورات - ابني الأوسط مهتم جدا بالديناصورات ورأيت ان هذا سيكون تعويضا له عن تفويت بيت الزواحف .. أما السبب الثالث (غير المعلن هههه ) فهو وجود محل دايسو كبير في المول .. مما سيعوضني عن يوم أمس. نعم انا مهووسة بمحلات دايسو
للأسف لا توجد أية صور لبقية اليوم :: الكاميرا كانت بحاجة للشحن، وأنا تركت هاتفي عمداً كي لا أنشغل به.. أما الأولاد فلم يصحبوا معهم أي أجهزة إلكترونية من الأردن أصلا بناء على تعليمات الماما الديكتاتورية .. وطبعا زوجي معه هاتفه ولكنه لا يستعمله للتصوير.. وانا الوحيدة التي سمح لي باستعمال الهاتف لأنني الوحيدة التي لم أكن في إجازة فعلية من العمل
غادرنا على عجل وكانت الأمطار تزداد شدة.. ووصلنا إلى المول المقابل لمول سوريا كي ال سي سي (وهو في الواقع مرتبط به بنفق تحت الأرض) .. ولم ينزلنا السائق إلا على باب المول المظلل تجنبا للمطر رغم الزحام الشديد هناك ..
كنا جائعين للغاية ولم نفكر بأي شيء غير العثور على ناندوز. بدأنا البحث والسؤال والاطلاع على اللوحات الإرشادية دون فائدة .. وفي النهاية أخبرنا أحدهم أن المطعم (ينوي) افتتاح فرع له هنا قريباً
لم أفهم لم يدرج كل من المول والمطعم هذا الفرع في مواقعهم الإلكترونية دون أن يتم افتتاحه .. وكانت نظرات الجميع إليّ مستنجدة تبحث عن حل سريع .. ولكني استدركت الأمر على الفور وأخبرتهم بوجود مطعم برازيلي هنا .. (الدفتر الذي دونت عليه ملاحظاتي قبل السفر احمله معي دائما للإنقاذ في هكذا مواقف)..
كما تعرفون جميعاً فإن نظام المطاعم البرازيلية هو تقديم سيخ الشواء فور إعداده على الطاولة وقطع جزء منه لكل زبون.. يبدأ الأمر بالدجاج واللحوم العادية وينتقل إلى الأسماك والروبيان ولحم العجل الفاخر وأفضل شرائح اللحم .. وهي من المطاعم المرغوبة لدينا
توجهنا إلى الطابق الأخير حيث مطعم Samba البرازيلي، وهناك استقبلوني بابتسامة عريضة.. فيوم الأربعاء هو اليوم المخصص لخصومات السيدات وتحصل أية سيدة على خصم 50% من السعر الثابت للبوفيه .. وهو أصلا 99 رينغيت. أما الأطفال فلهم خصم 50% في كل الأيام .. والصغير أبو أمليزيا قالوا لنا أنه سيأكل مجاناً..
جميل.. ماذا لديكم ؟
اصطحبونا في جولة لمشاهدة البوفيه المفتوح.. تشكيلة منوعة لا بأس بها، وطبعا اللحوم والمشويات لا تكون ضمن البوفيه . كانت هناك الكثير من السلطات مما شجعني أكثر.. وبوفيه للحلويات .. إذا ماذا ننتظر.. تفضلوا يا جماعة
استقبال العاملين كان في قمة الاحترام .. وتعاملهم ممتاز من كافة النواحي.. فالنادل لا يلصق بالمائدة بشكل مزعج ومقيد للحرية ولكنه يأتي فور أن يشعر بان هناك ما نحتاج إليه .. توالت أنواع المشاوي علينا وفي البداية لم تكن ناضجة تماماً medium rare فأكدنا عليهم أن جميع اللحوم يجب أن تكون well done فلبوا الطلب على الفور وكانت معظم القطع لذيذة متقنة التتبيل والشواء. البوفيه احتوى على الكثير من المأكولات البحرية وأنواع من السوشي والدجاج المشوي فتناولنا منها تشكيلة لا بأس بها.. قبل أن نختم بالحلويات .. ثم أحضروا لنا عصير البطيخ اللذيذ ضيافة منهم..
حسب معرفتي المتواضعة بعلم الرياضيات فإن حسابنا يجب ان يكون على الأقل 250 رينغيت .. دون الضرائب، ولكن الفاتورة كانت 230 رينغيت وعندما سألناهم قابلونا بابتسامة وحسب
كنا قد استغرقنا وقتاً أطول من المتوقع في البحث عن ناندوز ثم تناول الطعام مطولا في سامبا.. أخذنا الوقت في الحديث ومراقبة المطر من النافذة وانشغل الأولاد بالتعرف إلى بعض الموظفين كالعادة ... وهنا وجدنا ان الساعة شارفت على الخامسة ولم يعد هناك وقت للدخول إلى داينوسكفري.. من جديد كان علينا الاعتذار إلى زيد لعدم تلبية رغبته، ولكنه من محبي اللحوم فلم يكترث كثيراً
وجدت فرصتي الآن للتسوق .. ولكن هيهات تسوق وأطفال في نفس الوقت. اتفقت مع زوجي ان يبقى مع الأولاد ريثما أمر مروراً سريعاً على دايسو .. فجلسوا مقابل المحل جلسة أوحت لي بأهمية الاستعجال
لم أصرف سوى 85 رينغيت هههه
يوجد العديد من المحلات الجميلة وفرع ضخم لمحلات H&M بما فيها القسم المنزلي .. ومحل التصفية FOS ..
نزلنا إلى السوبرماركت في الطابق السفلي واشترينا بعض احتياجات الإفطار وعشاء خفيف للأولاد وعدنا إلى الفندق منهكين ..
مصاريف اليوم الثاني::
تكسي إلى حديقة الحيوانات (تاكسي أحمر) 20 رينغيت
قيمة التذاكر مع زيارة الباندا 280 رينغيت
عصائر ومثلجات في الحديقة 20 رينغيت
تكسي للعودة إلى الفندق (مع السائق عبد الرحمن) 30 رينغيت
تكسي إلى أفنيو كي مول (تكسي أزرق) 20 رينغيت - لاحظوا المسافة قصيرة لكن التعرفة مرتفعة لان التكسي ازرق
غداء في سامبا 230 رينغيت
تاكسي إلى الفندق 15 رينغيت
تسوق دايسو +سوبرماركت 195 رينغيت
كي تكتمل الصورة قبل الانتقال إلى اليوم التالي أحضرت بعض الصور من الإنترنت عن مطعم سامبا البرازيلي.. ليست كافية ولكن يمكن أن تفي بالغرض مجدداً.
أذكركم في حال الذهاب إلى هناك أو أي مطعم برازيلي عموما أن تطلبوا اللحوم ناضجة well done لأن المعتاد لديهم ان تكون غير ناضجة من الداخل medium rare .. إلا اذا كنتم تفضلونها هكذا طبعا
ولكن حسب معرفتي فغالبية العرب يفضلون اللحوم ناضجة تماماً ..
ولا تنسوا .. يوم الأربعاء هناك خصم 50% للسيدات
والسعر للفرد 99 رينغيت والأطفال لهم خصم 50% ..
مدخل المطعم
كما قلت هو في الطابق الرابع من مجمع أفنيو كي
المنطقة الامامية من الطاولات ..
هناك منطقة في الخلف وأخرى في شرفة خارجية مطلة على سوريا كي إل سي سي وما حوله
لم أجد صور واضحة للبوفيه كاملاً.. على العموم هو بوفيه مفتوح فيه مأكولات بحرية كالربيان والمحار والسمك المشوي وفيه دجاج مشوي لذيذ وعدد من أطباق الخضار .. وبوفيه كامل للسلطات وآخر للحلويات .. أعجب الأطفال طبعا بنافورة الشوكولاتة ..
على مدار المطعم توجد صور للاعبي المنتخب البرازيلي منذ أيام الثمانينات وكانت فرصة جميلة ليتعرف ابني الأوسط على جيل لا يعرفه من لاعبي منتخبه المفضل .. مثل بيليه ورونالدو وغيرهم ..
وأفضل ما وجدت في المطعم هو الخدمة اللطيفة للغاية والود الذي يتعامل به الموظفون مع الزبائن عند الخدمة.. ولأكون صادقة تماماً فقد قرأت على موقع تريب أدفايزر العديد من الانتقادات لخدمة المطعم (بعد عودتي من هناك) واستغربت منها بشدة ولكن الأفضل أن أطرح لكم الآراء الأخرى إلى جانب تجربتي..
اما مستوى الطعام فهو جيد جدا، المكان نظيف للغاية والسعر برأيي معقول جدا جدا ..
يومنا الثالث في أمليزيا .. (أي نعم كل هالكلام ولا زلنا في اليوم الثالث .. الله يعينكم علي الرحلة 11 يوم
) ..
هذا اليوم الذي أطلق عليه أولادي صفة "اجمل يوم في حياتهم" .. وأحمد الله أني عشت لأسمع منهم هذه الكلمة! فجيل اليوم لا يقدّر شيئاً ولا يرى في كل ما نقدمه لهم أي جمال او ميزة.. ربما لانهم اعتادوا على توفر كل ما يريدون ولا يجدون قيمة للأشياء مهما كانت.
يومنا الجميل بدأ بداية مزعجة.. ففيما كنت أحضّر إفطاراً بسيطاً ، وتحديداً أقطع الطماطم والخس، كنت أتحدث إلى زوجي والأولاد عن مخطط اليوم بحماس وأنا ممسكة بالسكين بالشكل المبين في منتصف الصورة (مكتوب انها طريقة خطأ) ...
لم تتجاوب معي السكين في البداية فضغطت أكثر بأصبعي، وفجأة تناثر الدم في كل مكان وشعرت بألم حاد.. كنت ممسكة بالسكين بالعكس (الحافة الحادة للأعلى) . ورغم انها سكين صغيرة إلا انها كانت حادة جداً
كنت قبل الرحلة بأسبوعين أو ثلاثة تعرضت لكسر في أحد أصابع يدي اليمنى، تعافى قبل السفر بقليل، وجاء الجرح في أصبعي المجاور لأجد لسان حالي يردد الأغنية . .جرح تااااااني .. هو اصبعي لسه طاااب من الجرح الأولاني .؟؟!
لم تنته المشكلة هنا.. فقد بدأت على الفور بمحاولة إيقاف النزيف من الجرح الذي كان طويلاً وعميقاً نسبياً.. ونسينا جميعا ان الخبز في الحماصة (التوستر) ... فبدأ الدخان يتصاعد منها وأخذ جهاز الإنذار وكشف الدخان بإطلاق صفير مزعج جداً. تحول اهتمام زوجي إلى الحماصة ليخرج منها الخبز بينما بدأت أحرك يدي سريعا امام جهاز الإنذار لأزيح الدخان ويتوقف عن الصفير الحاد الذي اخاف الأطفال ووتر الجميع. بعدما توقف الجهاز انتبهت إلى أن الدم كان يتطاير من يدي في كل الاتجاهات! وبدأت عملية تنظيف المكان بعد أن ضمدت الجرح ..
انتهى هذا الجزء من اليوم وانا أشعر بالإرهاق قبل أن يبدأ
.. وكان زوجي أعد للأولاد إفطارا سريعا في تلك الأثناء والجميع مستعد للخروج. اتفقنا على التصويت فيما بيننا على زيارة المنارة أو البرجين في البداية، وكان رأيي الخاص أن المنارة أفضل لنتمكن من رؤية البرجين خاصة وأنها تقع على تلة مرتفعة تجعلها أعلى منهما. وافقني زوجي وابنتي الرأي، وطبعا الأمليزي الصغير لم يشارك في التصويت وقال زيد، ابني الأوسط الذي لم تنجح أي من مخططاته حتى الآن، أنه يفضل البرجين. معلش يا ماما نحن عائلة ديمقراطية
هههه وكان الجميع يريد المنارة .. ولكني وعدته أن يذهب بعد المنارة إلى أجمل مكان يتخيله !
ذهبنا إلى المنارة القريبة جدا من الفندق واشترينا التذاكر – 29 رينغيت للصغير و49 رينغيت للكبير، وتوجهنا إلى المصعد – سريع ويتسع لحوالي 10-12 شخص في كل مرة.
مدخل المصاعد
صعدنا إلى شرفة المشاهدة واستمتعنا بالمناظر والتصوير خارجها وداخلها ..واشترينا عددا من التذكارات الصغيرة لنا وكهدايا كالمغناطيسات (أهم شيء عندي) ومجسمات للمنارة والبرجين .. سأضع الصور في الرد التالي خوفاً من ضياع الكلام مرة أخرى ..
البرجين التوأم .. أولادي اطلقوا على أحد البرجين اسمي والآخر اسم شقيقتي لأننا توأم
انا البرج اللي على اليمين
قريب من تصميم دار الأوبرا في سيدني
وفي شرفة المنارة توجد هذه المجسمات الجميلة على الجدار للمقارنة بين أعلى الهياكل في العالم .. والمقارنة بين الهياكل ولا تشمل المباني والأبراج التجارية - بل أبراج التلفزيون والبث والمنارات ..
كما تعرفون توجد في المنارة العديد من الأنشطة منها سينما خماسية الأبعاد XD وسيارات الفورمولا واحد والقرية التراثية وغيرها. اخترت مشاهدة القرية التراثية الماليزية ولكنها في الواقع كانت مجرد مجموعة من النباتات والديكورات الصخرية وممر خشبي يؤدي إلى مسرح .. وحتى التصوير فيها كان صعباً بسبب وجود عائلة خليجية لم أرد أن يظهر من أحدهم شيء في الصور لأن السيدات محجبات ..
في الاستراحة الموجودة على المدخل شربنا عصير قصب السكر (لذيذ جدا جدا برأيي ) وتناول الاطفال أكواب الذرة الساخنة قبل ان نقرر التوجه إلى وجهتنا الأخرى ..
وفي تلك الأثناء كان الصغير قد أزعج أهالينا بعلم "أمليزيا" الموجود في كل مكان .. فكان علينا جميعا ان نعدد له ألوان ورسومات العلم مراراً وتكراراً.. وياااا ويل اللي يغلط فيهم
انتهينا من المنارة وكانت زيارة مملوءة حماس لأنها أول مرة للأولاد بالصعود إلى هذا الارتفاع .. ولكنهم أرهقوني بالسؤال عن المحطة التالية التي كنت أحتفظ بها مفاجأة حقيقية لهم
.. فأخبرتهم أخيراً بأنها ستكون مدينة كيدزانيا التي يحلمون بزيارتها منذ سنوات!
طبعا لم تكن ماليزيا يوماً مخططاً فعلياً لنا ولكننا حاولنا زيارة كيدزانيا في دبي ولم يكتب لنا الله زيارتها.. ولكن أطفالي كانوا متشوقين للغاية لرحلتنا المقبلة إلى هناك للتمتع بأنشطة كيدزانيا الرائعة ولعب الأدوار المختلفة.
والسبب الحقيقي لإدراج المدينة في جدول الرحلة والإصرار على زيارتها بالنسبة لي هو أنني أحث أطفالي دوماً على وضع جزء من نقودهم باستمرار في الحصالة لنتصدق بها كل فترة، وأعدهم دوماً بأن الله تعالى سيرسل لهم مكافأة لا يتوقعونها تفوق أضعاف المبلغ الذي يتبرعون به. في هذا اليوم أخبرت أولادي أنني لم اكن أفكر بزيارة كيدزانيا ولكني تذكرت كرمهم مع الفقراء ولا بد أن الله تعالى أراد مكافأتهم بشيء يحبونه جدا ويتمنونه من فترة.
لا أعرف إن كان الأمر مقبولاً من الناحية الدينية ولكنه بالتأكيد حفزهم لمواصلة التبرع ان شاء الله.
بمجرد الإعلان عن الوجهة التالية تحولوا إلى قرود نطاطة
ولم يسعهم الانتظار حتى ركوب التاكسي.. وبمجرد ركوبنا قال لنا السائق أن بإمكانه أخذنا إلى هناك (في سيلانغور – مركز كيرف للتسوق) ولكن التكلفة ستكون مرتفعة، ولهذا فمن الأفضل أن نطلب تاكسي من كشك مقابل مدخل المنارة بالضبط! نزلنا على الفور واتجهنا إلى الكشك وهناك دفعنا 50 رينغيت مقابل كوبون للتوصيلة، وانتظرنا دقائق قبل أن يأتي التاكسي الذي نقلنا إلى مكان المول خلال 20 دقيقة تقريباً.
تقع كيدزانيا في المبنى الملحق بالمول ، وهو كيرف ان اكس Curve NX وعليكم الدخول من الطابق الأرضي والتوجه إلى كاونترات إير آسيا ليأخذ الأطفال تذاكرهم وينطلقوا في رحلة ممتعة.
كنا ننوي تركهم وحدهم إذا تأكدنا أن طاقم العمل في الداخل يتحدث الإنجليزية، وبالطبع كان الجميع متعاوناً تماماً فتركنا الكبار يستمتعون بوقتهم للساعات الأربعة القادمة، وانطلقنا نحن مع الأمليزي الصغير للتجول في المول. تذكرة كيدزانيا سعرها 75 رينغيت فقط للطفل، وهو سعر أقل بكثير حسب علمي منها في دبي (حوالي النصف).
الإجراءات الأمنية في كيدزانيا مشددة للغاية من حيث الشخص الذي يمكنه استلام الأطفال لاحقاً، حتى أنهم وضعوا على يدي سواراً إلكترونياً ووقعت على وصولات وسلسلة من الإجراءات، وهو امر مريح نفسياً للأهل طبعاً..
معنا أربع ساعات من الانتظار بدون اثنين من الأطفال، ومعنا الغلباوي الصغير. في البداية تجولنا قليلاً ووجدنا منطقة تأجير سيارات كهربائية للصغار (ربع ساعة بعشرة رينغيت على ما اذكر) وبجانبها منطقة ألعاب بلاستيكية صغيرة انشغل فيها قليلاً بينما تجولت انا مكان أعشقه – مكتبة بوردرز الضخمة.
لفت انتباهي ان زوار المول معظمهم من طبقات راقية كما تدل هيأتهم، مختلف جدا عن بقية المولات التي رأيتها في كوالالمبور من حيث الزوار – المحلات التجارية ممتازة ومتنوعة وهناك ألعاب للأطفال في أكثر من منطقة.. كما يوجد محل دايسو كبير ههههه ولكني لم أدخله
.. وبالإجمال المول هادئ جداً. جلسنا في أحد المقاهي لفترة ثم اكتشفنا منطقة جميلة ومفتوحة بين المطاعم فيها نوافير وحوض سمك جميل
الممر يصل بين قسمين من المول، وعلى جوانبه مطاعم ومقاهي بجلسات مفتوحة جميلة ..
استلمت الأولاد الساعة 4.30 ولم أتوقع أبدا أبداً رد فعلهم ... !
بالأحرى لم أفهم منهم كلمة واحدة، فقد اندفع كلاهما يصف لي ما فعل وما جرّب وكم استمتع
ويا ماما نريد أن نعود هنا مرة أخرى ويا بابا بلاش أربع أيام في لنكاوي .. ووووو .. استغرقت وقتاً لأفهم منهم ما فعلوا وكانوا قد صنعوا قطعاً من بسكويت الأوريو، برغر الدجاج مع شركة ماري براون، وحصلت جنى ابنتي على شهادة طبيب جراح بينما حصل زيد على شهادة مبرمج حاسوب وصيانة سيارات من هوندا! هذا النوع من الترفيه التعليمي للأطفال أصبح رائجاً للغاية وأتمنى أن يتوفر في كل مكان وبأسعار في متناول الجميع لأنها الطريقة الأكثر فائدة للأطفال ليتعلموا أموراً أقرب إلى الحياة العملية ..
لم التقط سوى صورة واحدة بالداخل وبعدها أحاط بي طوفان الكلام والوصف الذي استمر حتى اليوم .. وأكدا لي أنه أجمل يوم في حياتهم
تناولنا الطعام بعدها في ماكدونالدز بناء على طلب الجماهير .. وفي الواقع اكلنا كثيراً وطلبنا أشياء متعددة وبعدها حلينا بالصنداي وفطيرة التفاح .. إلا أن الحساب لكل هذا لم يتجاوز 90 رينغيت!
حوالي السادسة قررنا المغادرة ولكن (سائقة) التاكسي أخبرتنا أنه لا يمكن للتاكسيات في سيلانغور الذهاب إلى كوالالمبور! فنصحتنا بالذهاب إلى محطة القطار القريبة ومن هناك إلى محطة سوريا كي ال سي سي.. طبعا الفريق فاض حماساً لركوب القطار لأول مرة ووافقوا فوراً .. وأوصلتنا هي إلى محطة قريبة بعد المرور في أزقة ضيقة وشوارع عجيبة غريبة
وصلنا إلى محطة القطار وعبرنا الشارع عبر جسر مشاة علوي .. ذهبت إلى الكاونتر لشراء التذاكر فأخبرتني الموظفة بأن عليّ شراءها من الجهاز المجاور. قبل أن أفتح فمي بسؤال أشارت إلى موظفة أخرى فذهبت معي وبدلا من أن تشتري التذاكر سريعا علمتني كيفية شرائها واختيار الوجهات والدفع .. وكلفت خمس تذاكر أقل من 10 رينغيت !
دامت الرحلة حوالي 20 دقيقة أخرى، كانت أشبه بالمدينة الترفيهية لأولادي فهم يسمعون دوماً عن ركوبي أنا أو والدهم للقطار في السفر ولكن لم يركبوه من قبل.. تابعوا لنا المحطات على الخريطة وعندما وصلنا إلى كي ال سي سي، كان كل من في القطار قد تعرف إلينا بسببهم
للمرة الأولى سنرى النوافير الراقصة! مشينا مسافة إلى هناك وخرجنا في الوقت المناسب حيث كانت الساعة اقتربت من السابعة والنصف موعد بدء العروض! أخذنا أماكننا في المدرج واستمتعنا بساعتين رائعتين بالفعل..
لن أضع الفيديو للنوافير فهذا ليس عدلاً
أريد ان يستمتع كل من يذهب إليها بالعرض الأول الذي يراه دون أن يكون قد شاهده مسبقاً !
صور البرجين من الأسفل
رأيت النافورة الراقصة في دبي ولكني استمتعت في كوالالمبور أكثر .. ربما لاتساع مساحة المشاهدة وكبر حجم المكان المخصص للنوافير .. وفعلا كانت العروض متقنة جدا وجميلة أعجبتنا جميعاً..
عندما قررنا العودة إلى الفندق بعد يوم حافل وجميل جدا، مررنا بالسوبرماركت الموجود في الطابق الأرضي من المول -كولد ستوريج- لشراء بعض الأغراض للعشاء والإفطار .. ثم أخذنا تاكسي إلى الفندق ..
تعشينا وتحلينا بالأناناس الطازج ..
هاتف زوجي السائق عبد الرحمن وأخبره بأننا سنحتاجه ليوم كامل غداً واتفقنا على اللقاء في التاسعة صباحاً..
حمدنا الله على يومنا الجميل ونمنا بانتظار برنامج حافل
في اليوم السابق كان هناك نقاش مطول ومحاولة لاتخاذ قرار بخصوص أنشطة اليوم . أراد زوجي الذهاب إلى جنتينغ التي سمع عنها من السائق، بينما أنا لم أرد زيارتها أصلا بسبب إغلاق الملاهي.. ونحن ننوي ركوب التلفريك في لنكاوي بكل حال. أما الأجواء الباردة فقد هربنا منها أصلا
ومع ذلك لم أرد تفويت شيء مشوّق قد نجده في الرحلة، فقرأنا مطولا على مواقع سياحية مختلفة وفي النهاية اقتنع برأيي
ولأن يومنا الرابع يوم جمعة فقد كنت أخطط منذ البداية للتوجه إلى بوتراجايا والصلاة في مسجدها الجميل... ولكن موعد الصلاة قريب من الواحدة ظهراً ولدينا حوالي أربع ساعات قبلها، قررنا ان نزور خلالها حديقة الطيور المفتوحة التي تحمّس لها الجميع ..
ومن جديد ظهرت الماما الشريرة وأخبرتهم بأني أريد قبل ذلك المرور على حديقة الفراشات رغم أننا رأينا فراشات في حديقة الحيوانات. لم يكن الجميع مرحبا ولكن لأنها قريبة جدا من الحديقة الأخرى لم يمانعوا كثيراً..
وجدنا السائق عبد الرحمن بانتظارنا وانطلقنا إلى حديقة الفراشات... في الطرق رأيت هذا المبنى الجميل بألوانه
وفي حديقة الفراشات كان مجموعة التذاكر 70 رينغيت (2 كبار و3 أطفال - لا أذكر التقسيم بالضبط)... تركنا السائق نتجول براحتنا وجلس في الخارج مع مجموعة ماليزيين من العمال وموظفي الحديقة وأخرج إفطاره الذي أحضره معه من المنزل ليتناوله.. حركة محترمة جدا مقارنة بما يحدث في دول أخرى ..
لأكون صادقة فالحديقة لم تكن تستحق الزيارة بل كان بيت الفراشات في حديقة الحيوانات الوطنية أجمل وأكثر بهجة والفراشات فيه أكثر حركة وعدداً. لــــــــكـــــــــــــــــــــــــــن قد يعود السبب إلى أننا ذهبنا باكراً .. لا أعرف فعلا
أعجبتني الحديقة في ديكوراتها وتنسيقها ولكنها صغيرة جدا
فراشة جميلة
وهذه الأسماك الملونة نراها في كل مكان (اخذنا كيس من طعام السمك لإطعامها عند دخولنا)
وبينما انشغل الأولاد بإطعام السمك تجولت انا في الحديقة لأنهم لم يكونوا مهتمين جدا
في الحديقة مجموعة من الأحواض التي تحتوي أسماك مختلفة وعددا من الأحياء البحرية كالسلحفاة المائية والجمبري وغيرها، بالإضافة إلى حوض للحشرات وآخر للضفادع .. ولكنها ليست مغرية للتصوير
طبق الفاكهة لغذاء الفراشات
سبحان خالق الجمال
عند الخروج هناك متجر للهدايا - كما في كل المزارات السياحية في كوالالمبور، وهي حركة ذكية جدا منهم.. وبعدها قاعة عرض لمجسمات حشرات وفراشات مختلفة
اعرض لكم منها بعض الفراشات فقط
والباقي عند زيارتكم
اللون الأزرق خرافي
نفس فراشتي في حديقة الحيوانات ..
صورة الوداع للحديقة
ومن هنا انتهينا واتجهنا إلى حديقة الطيور وانا أعدهم بأنها ستكون أجمل بكثير .. وإيدي على قلبي صراحة .. لأني لم اعرف إن كانت بالفعل ستعجبهم!
وصلنا حديقة الطيور القريبة جدا جدا من حديقة الفراشات .. وانا خائفة من أني سألبسهم مقلباً جديداً
.. وفيما كان زوجي يشتري التذاكر كنت انا في وضعية "جلست والخوف بعينيها.." .. ولكن الخوف تبدد والحمدلله منذ دخلنا الحديقة >>
فقد انطلق الأولاد يمينا ويسارا غير مصدقين أن الحديقة بالفعل مكشوفة (بالنسبة لهم هي مكشوفة ) وأن الطيور حقاً طليقة! .. فعلا كانت تجربة جديدة وجميلة جدا لنا جميعا..
إذا كنتم ممن يتضايق من رائحة الطيور (غير مزعجة ولا قوية إلا في اماكن محدودة جدا) أو من فضلاتها على الأرض أو كان هناك من يخاف ويجفل من الطيور حوله فالمكان بالتأكيد لا يناسبكم. فالطيور تسير بين الناس وخاصة الطاووس وأحد الطيور ذو الهيئة الحكيمة والابتسامة الهادئة
نظرته كأنه يبتسم لك
ولكن هناك مجموعة من الطيور في الأقفاص كالنعامة والهورنبيل (شبيه الطوقان ولا اعرف اسمه بالعربية) والجوارح طبعا ..
الطائر المفضل لدى السيد سيف الدين الأمليزي
هناك عدد كبير من الطواويس في كل الحديقة ..
وهناك قرود على الشبك المحيط بالحديقة من الخارج (لا يمكنها الدخول) .
مخلوقات لطيفة
لم أعرف إن كان هالمزيون واقفأً أم جالساً.
أجمل طائر في الحديقة
يوجد قفص خاص للبوم .. جميلة جدا هالبومة
للأسف لم أجد صورة أوضح للطاووس ..
وهنا صورة تاريخية - سيلفي والطاووس خلفي
طبعا كان يتمنى التصوير معي ولكنه ابتعد لأن جمالي أظهره مثل مالك الحزين
سبحان الله ما اجملهم
طبعا الحديقة كبيرة وفيها مشي لمسافات غير هينة.. والأفضل اتباع الخريطة التي تحصلون عليها على المدخل لتغطية كل المناطق بدون المشي لمسافات إضافية .. والانتباه في بعض المناطق المنحدرة لأنها تسبب الانزلاق أحياناً.. خاصة الاطفال المتهورين مثل بعض الناس
في بداية المسار يوجد شاب معه ثلاث ببغاوات للتصوير معها .. وهي مدربة ولكن مع ذلك عليكم البقاء دون حراك او انفعال عند التصوير. ابنتي فقط هي من تجرأ من أولادي .. ثم التقطنا صورة معهم انا وزوجي ..
لم أضع الكثير من الصور لأني أؤمن بأن المكان يجب ان يبقى غامضاً نوعا ما رغم تصوير معظم المخلوقات ولكن الحديقة بحد ذاتها تجربة ممتعة جدا ..
تناولنا المثلجات والعصير قبل التوجه إلى متجر الهدايا. كنا قد أمضينا ساعتين رائعتين هنا ولكن الحر بدأ يشتد .. وهنا أؤكد على من يرغب بزيارة الحديقة ان يذهب باكرا جدا لتجنب الحر ولتجنب الازدحام .. وأيضاً روائح الطيور التي تزداد مع الحر وتصبح منفرة.
غادرنا بنية الذهاب مباشرة إلى بوتراجايا .. ولكن من جديد كان هناك وقت كاف قبل الصلاة فاقترحت عليهم الذهاب إلى البلانيتاريوم - المتحف الفلكي- وهو أيضا قريب جدا من المكان.. فتوكلنا على الله وذهبنا ..
انتهينا من حديقة الفراشات وتوجهنا منها إلى القبة الفلكية القريبة.. كنت قد قرأت سابقاً في مكان ما أن الدخول إليها مجاناً.. ولكننا جئنا من بلاد ليس فيها أي مرافق من هذا النواع بالمجان فتوجّسنا خيفة قبل الدخول (والدرعمة) وتمهلنا على الباب نقرأ ما كتب على اللوحة.. فعاجلنا موظف التذاكر بالقول أن الدخول مجاني وارحبوا
المكان صغير ولكنه حافل بالفائدة والألعاب الممتعة للكبار قبل الصغار . تسلينا بالألعاب والمسابقات وخرجنا بعد حوالي ساعة
هالولد في عالم لوحده .. الله أعلم شو خرّب
لعبة عن مراحل القمر ..
على سطح المريخ
عند الخروج يقابلكم هذا المنظر الجميل .. ولكن الحر كان قد اشتد حينها ولم نطل الاستمتاع بالمناظر ..
طلبنا من السائق المحترم أخذنا إلى محل صرافة أسعاره معقولة.. فنحن لم نتمكن من صرف كل المبلغ في الأردن لأن الرينغيت ليس متوفرا بسهولة! أما في كوالالمبور فالمولات فيها محلات صرافة أسعارها متباينة ومرتفعة نوعا ما.. فأخذنا إلى منطقة أظن انها قريبة من الحي الصيني وهي عموما شبه وسط البلد ..
مدخل معبد صيني على ما أعتقد .. ألوان X ألوان
المتحف الوطني للأقمشة (نقش الباتيك) وهو أحد المعالم الكثيييييرة التي كنت اخطط لزيارتها ولكن الوقت لم يسمح بها
مقر قناة تلفزيونية إسلامية (قناة الهجرة)..
سامحوني هذه الصور من الطريق أثناء السير وليست واضحة. مررنا عند خروجنا من المنطقة بمبنى صندوق الحج.. ولهذا الصندوق قصة أحزنتني شخصياً وجعلتني أتمنى لو كنت من مواطني هذا البلد ..
فقد رأينا كلمة حج بأحرف عربية على المبنى فسألنا السائق عن ماهيته، ليخبرنا بأن هذا هو صندوق الحج للراغبين بأداء الفريضة. جميل يا عم عبد الرحمن، هلا شرحت لنا ما معنى ذلك؟! ففي بلادنا نسمع بصندوق الحج ولا نراه
وفي بلادنا يصبح عمر المرء 70 عاماً ولم يتنسن له الحج بعد إلا بالواسطات .. فهل هذا هو صندوقكم؟
ملخص صندوق الحج أن المواطن في ماليزيا يدّخر ما تيسر له من أموال في هذا الصندوق الذي يستثمرها له، وعندما يبلغ 45 عاما من العمر يمكنه الذهاب لأداء الفريضة مقابل مبلغ 16,000 رينغيت - يدفع هو منها 10,000 والباقي من الدولة عند الحج لأول مرة. يمكث الحجاج في الفنادق المخصصة لهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة مدة تصل إلى 45 يوماً تشمل كافة الخدمات مقابل هذا المبلغ البسيط نسبياً..
طبعا لن أتكلم عن الوضع في بلدي.. يكفي ان أتذكر أن والدي قارب على السابعة والستين ولم يتمكن من أداء الحج حتى اليوم، رغم أن الأولوية لدينا حسب الأعمار عادة ولكن فيتامين واو
حتى في الحج ..
في نفس اللحظة سألت انا وزوجي السؤال نفسه: هل يمكننا أن نأخذ الجنسية الماليزية!؟ فعلا كانت لحظة مضحكة مبكية!
واصلنا الطريق إلى بوتراجايا والحديث عن ماليزيا وحكومتها وسياساتها .. وهو حديث كان شيقاً للغاية أمتعنا وعرفنا أكثر على العملاق مهاتير محمد. كنت قد طلبت كتاب مذكراته قبل سفرنا بأيام ولكن لم يصل بعد .. مما زاد تعطشنا لنسمع عن هذه الشخصية الفذة من لسان شاهد على العصر.
بدأت معالم المدينة الخضراء تلوح في الأفق. والأخضر هنا لا يعني خضرة الطبيعة فهذه صفة تعم ماليزيا كلها ! ولكنها تتعلق بكونها صديقة للبيئة في معظم مرافقها ومبانيها..
كان توقيت وصولنا دقيقا فدخلنا المنطقة مع رفع آذان الظهر. يا الله كم هو جميل سماع الآذان عند السفر!
مدخل رئاسة الوزراء والمسجد إلى اليسار مباشرة
بقيت مع الأولاد خارجاً ريثما يؤدي زوجي صلاة الجمعة في المسجد الذي كانت فيه جموع غفيرة من المصلين ما شاء الله .. وسمعنا خطبة الجمعة التي كانت مقدمتها كلها باللغة العربية - فقد استفتح الإمام بالدعاء والحمد والثناء على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، قبل أن يبدأ الخطبة باللغة الماليزية.
تجولنا في المكان الجميل وقضينا الوقت بالتقاط الصور ..
المسجد الذي أردت المجئ إلى بوتراجايا لرؤيته ..
أؤكد لكم أنه لا يد لي أو لأولادي بتصاعد الدخان
ونخلي مسؤوليتنا تماماً
الإطلالة من جانب المسجد
توجد على مقربة من المسجد أدراج تؤدي إلى الأسفل حيث سوق صغير وألعاب للأطفال وإطلالة على البحيرة والعديد من المطاعم
المسجد من الأسفل
لم اتمكن من تصوير السوق ولا ألعاب الأطفال نظرا لكثرة السيدات اللاتي ينتظرن هناك .. لكنها على العموم منطقة صغيرة ومتواضعة من الألعاب بالإضافة إلى سوق للتذكارات والهدايا
بعد الصلاة ازدحمت منطقة المطاعم بروادها لتناول الغداء، والمطاعم الموجودة عموما منوعة في خياراتها - تناولنا الدجاج المشوي مع الأرز ولا أذكر اسم المطعم للأسف ..
أخبرنا زوجي بأن ملك ماليزيا كان في الداخل (بحسب كلام السائق) لأن سيارات المراسيم الملكية كانت متواجدة عند المسجد. ولكنه لم يلاحظ أي حركة غير معتادة ولا حراسة زيادة ولا حتى منعه أحد من الصلاة في الصفوف الأمامية.. وقال أنه حاول التعرف إلى الملك بين المتواجدين ولكنه لم يره.
بعد الغداء خرجنا للتنزه في المكان حيث بدأ الجو يعتدل ونسيم البحيرة يلطف الاجواء..
وقررنا الذهاب في نزهة بالقارب في البحيرة.. وكان هناك اقتراح بالذهاب إما إلى الحديقة النباتية المجاورة للمسجد Botanical Garden أو جولة في القارب.. وبالطبع لم يوافق أحد على فكرة زيارة رئاسة الوزراء أو الدخول إلى المسجد
كنا متفقين أننا سنجرب -قدر الإمكان- وسائل التنقل الجديدة علينا. ولهذا السبب اتفقنا جميعا على استخدام القوارب الصغيرة التي لم نركبها من قبل بدلا من القارب الكبير الأشبه بالعبارة (الكروز) .. خاصة أنه معظمه مغطى ولن يكون بالمتعة ذاتها كالقارب الصغير .. فتوكلنا على الله وقررنا تجربة هذه القوارب
مكاتب الرحلات البحرية والقوارب موجودة في المنطقة السفلية باتجاه اليسار (أشبه بالكورنيش) .. أجرة القارب 120 أو 130 رينغيت لا أذكر بالضبط.. لأن السيدة اللطيفة المسؤولة عن التذاكر أخبرتنا بأنها ستمنحنا الرحلة بسعر 100 رينغيت فقط
سترات النجاة موجودة لكل القياسات والأعمار.. وساعدنا المسؤولون على ركوب القارب وهو صغير فعلا ويحتاج إلى التوازن جيداً..
بدأت الرحلة بسم الله ..
مسار الرحلة حوالي الساعة إلا ربعا تمرون فيها على الحديقة النباتية وعلى قصر جميل (بالأصح حديقة قصر) قيل لنا انه مسكن مهاتير محمد ..
مبنى رئاسة الوزراء
جمال اللون الأخضر مع الماء
هذه الممرات والمناظر في الحديقة النباتية طبعا
وكلها تطل على هذه البحيرة .. وهي بالمناسبة بحيرة صناعية تم عملها بفتح السدود وتتغذى حالياً بمياه الأمطار
اعجبتني النباتات ذات الساق الأحمر .. كالمكانس
جانب من مدخل قصر مهاتير محمد
طبعا المدخل المائي
الأولاد بدؤوا يسألوا ان كان بإمكاننا شراء منزل هنا
حتى انتو يا ماما
المنازل في يمين الصورة فيلات عادية سعرها حوالي 3.2 مليون رينغت (رخيصة لو فكرت بالجيران مين هم)
وفي نهاية الجولة أهديكم أجمل صورتين بالنسبة لي
اقترحت عليهم يتركوني كم يوم هنا .. لكن ما أعطوني وجه
انتهت جولتنا البحرية وكان السائق في غاية اللطف وحدثنا كثيرا عن منطقته الأصلية وعاداتهم .. شعب لم أر مثله
عدنا إلى البر من جديد .. وفي المنطقة المحاذية للبحيرة كانت هناك العديد من الأنشطة كالسيارات الصغيرة والسكوتر..
أما نحن فكانت قلوبنا مع الحديقة النباتية التي رأينا جانبا منها من البحيرة
فتنزهنا قليلاً على الكورنيش
ثم خرجنا لملاقاة السائق والاتفاق على مخطط اليوم - او ما تبقى من اليوم فالساعة أصبحت الخامسة تقريبا..
أخبرنا السائق برغبتنا في الذهاب إلى الحديقة النباتية المجاورة وأننا نريد استئجار دراجات هناك.. المسافة لم تستغرق أكثر من خمس دقائق ولكن للأسف كانت الحديقة مغلقة
ومع خيبة أمل الأولاد وعدناهم أن نذهب في الغد إلى حديقة مشابهة (كنت قد رأيت حدائق بيردانا قرب حديقة الطيور) .. ولكن قبل المغادرة لمحت شيئاً جميلا فاستأذنتهم بالنزول دقائق وكانت هذه الصور الرائعة لمكان يحمل اسم "الجناح المغربي" ..
من الخارج
الزخارف .. الألوان .. كم أحب المغرب وكل ما يرتبط بها !
للأسف كان المبنى مغلقاً فصورت ما في الخارج سريعاً وغادرت
أكتر من كده ايه
قررنا بعد ذلك العودة إلى الفندق ثم الخروج للعشاء.. ولكن السائق اقترح علينا منطقة مجاورة على ضفاف للبحيرة يمكن التنزه فيها إلى حلول الظلام .. فأخذنا إلى هناك في دقائق أيضاً ..
منطقة جميلة فيها جلسات وقوارب بدالات وجيدة للسباحة.. فيما كنا نفكر بالنشاط التالي داهمنا المطر ..
للأسف الصور لم تكن واضحة مع المطر وقرب غروب الشمس ..
فعدنا إلى السيارة واستغرقت الطريق إلى الفندق حوالي ساعة، ورغم المطر الغزييييير على مدار نصف ساعة تقريبا، فقد جفت الشوارع في غضون دقائق بعد توقفه! اعرف ناس بيغرقوا بشبر مي
في طريقنا مررنا عبر نفق طوله 6 كيلومترات ! أخبرنا السائق أن النفق يغلق أمام حركة السيارات في حال هطول أمطار غزيرة ليتحول إلى ممر لتصريف المياه باتجاه البحر.
الصورة فقط لتوضيح الفكرة ..
وصلنا إلى الفندق وودعنا عبد الرحمن بعد ان اتفقنا معه على توصيلة المطار في اليوم السادس.. وغيرنا ملابسنا سريعاً لأننا جعنا منذ تناول الغداء في بوتراجايا..
جميعنا من عشاق مطعم ناندوز! للأسف ليس له فروع في الأردن ولهذا نستغل فرصة السفر للتمتع بأطباقه.. قلت لكم أننا بحثنا عنه دون جدوى في اليوم الثاني ولكننا الآن متأكدون من مكانه في كي ال سي سي
توجهنا إلى هناك فوراً .. وكان الزحام شديداً كالعادة فانتظرنا بضع دقائق قبل أن تخلو طاولة تكفينا. المطعم مزدحم غير مناسب لجلسة هادئة ولكنه مناسب جدا للطعام الشهي ههه
طلبنا سيخ الدجاج المشوي لكل منا.. وسعر الوجبة 35 او 38 رينغيت فقط مع طلبين جانبيين (اذكر انه كان ب 70 درهم أو أكثر في دبي قبل سنوات)..
الطبق اللذيذ .. ضايقنا فقط ضيق الطاولات لأن هذا الطبق يحتاج إلى مساحة للتفاوض معه
وبعدها خرجنا للتمتع بالنافورة التي أصبحت رفيق الأمسيات في كوالالمبور.. وغادرنا مرهقين لننام نوماً عميقاً