الاجواء الرائعه فى المغرب

زهرةة البنفسج

:: مسافر ::
16 ديسمبر 2018
1,007
0
0
40
arabtrvl1470209880011.jpg


arabtrvl1470209880142.jpg

arabtrvl1470209880243.jpg

arabtrvl1470209880344.jpg

arabtrvl1470209880455.jpg

arabtrvl1470209880556.jpg

arabtrvl1470210038421.jpg

arabtrvl1470210038522.jpg

arabtrvl1470210038633.jpg

arabtrvl1470210038744.jpg

arabtrvl1470210038845.jpg

arabtrvl1470210038966.jpg

arabtrvl1470210039087.jpg

arabtrvl1470210039188.jpg

arabtrvl14702100393810.jpg


طبعاً هي ملفات وذكريات
التقرير له إخراج فني آخر بشكل أجمل ومعلومات كاملة وتفاصيل يحتاجها السائح
arabtrvl1470210158851.jpg

arabtrvl1470210158952.jpg

arabtrvl1470210159053.jpg

arabtrvl1470210159164.jpg

arabtrvl1470210159275.jpg



كما يوجد مقاطع فيديو كثيرة وثقت بها الرحلتين الأخيرتين
قيد التنسيق ..


يُتبع إلى حِين
 
لنواصل الثرثرة الصباحية ، مع كوب قهوة ( زموريه ) !


كُنت في صدمة عاطفية عَميقة وقاسية استمرت ما يُقارب 7 أشهر، و تواريتُ عن أنظار البرامج الاجتماعية وهَربتُ إلى الصمت لأنهُ حَرمُ الهادئين الراغبين في جمع ما بُعثر من أوراقهم.

مشرفنا العزيز أبو بدر لديه القصة كاملة، لم يكن حينها يُدركُ بأني اصبحتُ انفض غُبار حزني بأناملي المجروحة التي اعتراها الأسى لفترة.
شرحتُ له بأني مُقبلٌ على مرحلة انتقالية، فالريح التي لا تكسر الأغصان تجعلنا نأخذُ حذرنا منها كلما هبت !

التقرير هذا يحكي المرحلة الانتقالية التي وفقني الله فيها، الدار البيضاء جرحتني وهي من خفف عني الألم وعالجتني !

الداء والدواء هي الدار البيضاء
e326.png
e326.png



بحكم معرفتي بتفاصيل الإجراءات ( للمرحلة الانتقالية) ، فلقد شرعتُ في جمع الأوراق والطلبات والوثائق للجهات المعنية لإتمام الأمر بعد أن سخر لي ربي الأسباب ووفقني في الاختيار من جديد.


لا اعلم هل أسردُ لكم التفاصيل عن تلك المواقف !
ما بين محكمة وسفارة ووزارات !
أم أحكي لكم قصصي في الرباط والأمطار ؟
أم عن زفرات الصويرة المعاتبة و همساتها الحنونة !
عن الجديدة ؟ عن طماريس ؟ عن الحمراء وأغادير ؟!
عن الشلالات هناك في سيتي فاطمة ؟!

كُل شيء يحرضني للبوح، يدفعني إلى ساحة الكتابة..

المواقف المضحكة أضفت على الرحلة لحناً للعشق
ومواقف الخوف والارتباك أثناء صعود الشلال
e419.png

لست أنا !
بل حزب النساء اليساري المتطرف الذي كاد أن يتسبب لنا بنهاية " جبلية" !
وانزلاقات
19.png
19.png
19.png

قلنا لهم خففو من " الكروش" فقالو : الكرش عرش !
 
سأخرج من سيناريو التقرير و افتعلُ بعض " اللخبطة " !
وسأجعلها يوميات مُرقمة..






موعد اللقاء الأول !



برفقتي والدتي وشقيقتي ، العنوان لدينا مسجل ( ليساسفة - الدار البيضاء)
مشاعري كطفل يُريد احتضان والدته، كفرحة العيد في أعين الأطفال، كالهدية في يد اليتيم، بل كالزمردة في يد فقير !

اعرفُ جيداً تفاصيل الخُطبة والتقدم إلى ( العروس) بحكم التجربة السابقة
e313.png
e313.png
e313.png


في ليساسفة لا يجدي ( عمنا قوقل ماب) ولا ينفع، فالحي كبير جداً وقديم لكنهُ ينشرُ هالات الفرح صدقوني ويبعثُ بالطمأنينة.

وصلنا في ذلك اليوم إلى منزل العائلة الكَريمة،أقدامي ثقيلة الخُطى ونبضاتي تتسارع تريدُ الخروج من قفص صدري، أناملي رطبة والأنفاسُ كأنها قطار بخاري
( آسف إخواني الهلاليين) لستُ أعني ( بخاري) عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم
29.png

تقدمنا ومعي تلك الهدايا الكثيرة المتنوعة إكراماً للعائلة وفاتحةُ خير والتأكيد بأننا قدمنا لطلب يد كريمتهم المصونة جوهرتي المدللة !
باقة الورد كبيرة لدرجة بأني اختفيتُ خلفها، قدم إلينا الحاج وساعدني في أخذ ما بيدي، و عبوة ماء زمزم أيضاً ( 10 ) لتر.
قبلتُ رأسه ورأس الحاجة ( خالتي) والجسم لا يستطيع مقاومة تَبعات الخَجل، أريد الجلوس فقط، الأوكسجين لحظتها خُيل إلي بأنه نفد من جسمي !


e32c.png




حزب النساء يخطط ونحنُ أمرنا بيننا شورى
e116.png
e116.png
 
بعد أن تم الاتفاق على كافة التفاصيل ، شرحتُ للأهل بأن هنالك اجراءات طويلة بعض الشيء تحتاج إلى صبر وطولة بال، و ( دهن سير ) أحياناً لتعجيل نتيجة العمل.
الأوراق لدينا كلها موجودة حسب ما نعتقد، فالدوائر الحكومية تتلذذ في جعل الأوراق ناقصة بأي طريقة لنعود إليهم أكثر من مرة وكأنهم يقولون لنا : اعرفو الشروط والمتطلبات ثم ارفعو طلباتكم.



بادئ الأمر اتجهنا للسفارة السعودية في العاصمة الجميلة الرباط ، وما يدريك ما الرباط !
الهدوء والسكون والجمال والعذوبة.






7.png



شكلي هونت أكمل التقرير !

سيعتبر تقريراً مخالفاً لشروط السياحة
8.png
 

وصلنا إلى السفارة السعودية في تمام الساعة التاسعة صباحاً ، قدمنا لهم الأوراق
طبعاً هنالك بوابة تفتيش ( إجراء روتيني) وصناديق أمانات تضع فيها الهواتف المحمولة، مع أخذ صورة من الجواز وبطاقة المرافقين.
تعامل السفارة كما هو لم يتغير ، بل اصبح اجمل و أكثر دقة واحترافية ولهم الشكر فلقد جعلونا نفختر بهم بارك الله فيهم.


ما إن دخلنا إلى القاعة المخصصة لاستقبال الطلبات، قسم شؤون الرعايا
عادت بي الذكرى، أعرفُ تفاصيل هذه القاعة !
بل إن رائحة الطلاء لم تفارق زوايا ذاكرتي، والسجاجيد وتلك المزهريات !
ذلك القلم الأزرق الصغير المشابه لأقلام البنوك سريعة العطب !
الطاولات الصغيرة التي لا تنفع لأصحاب الكروش
29.png
اللهم لك الحمد رشيق رشيق رشيق
7.png
.

قلتُ للحاج محمد : امكث أنت هنا برفقة الجوهرة ودعني اذهب للإخوة، قال : تعرفهم ؟!
قلت نعم اعرفهم كُلهم فتجربتي قدمت لي صداقتهم عَربون محبة
7.png



e536.png

e536.png

e536.png


اووووه !
ساري ؟ عاوتاني ؟ مالك الشريف ؟

ايوب ؟

* شاب مغربي خدوم في السفارة السعودية
طبزتي اصاحبي ، الكبسة وما تدير
29.png



ايوب باراكا من لعياقه ديالك واش جابوك تما ؟
قال : نعم أنا هُنا ولله الحمد كنتُ في قسم آخر والآن هنا في شؤون الرعايا.

وما أخبار الغوص وصيد الأسماك ؟



ثرثرة صباحية سريعة و ذكريات دندنا بها على أوتار الأمس، واخبرته بأني أريد استباق الزحام، فأخذ بأوراقنا وقال هلمو إلى مكتبي .

قال لي : أين بطاقة والد الزوجة ؟
8.png


ايوب، لا تعقد المسألة سأعود غداً بمشيئة الله وأحضرها !
قال : وعد ؟
امممم لا وعود بين الإخوة، ثق بأني سأعود لا تخف.


خرجنا بعد أن انهينا الإجراءات الأولية، واتجهنا إلى وزارة العدل في الرباط
( حضرتُ الساعة 11 ظهراً ) وأخذت الورقة ( سجل عدلي) في الساعة 3.

خلال تلك الاستراحة ما بين 11 إلى 3 العصر ، عرجتُ على ذكرياتي في شالة والوداية والمارينا.

الاندفاعُ محمود أحياناً، لأن لا شيء يعدلُ لذة الانتصار والنهوض مجدداً بينما يخالك الآخرون سقطت وفشلت !
فتلك تكونُ ضربةً قاصمة مؤلمة لمن يضمرُ لك الضغائن والأحقاد.



الساعة 3م في وزارة العدل ، كانَ معي الرقم الخاص بالمعاملة أو تذكرة الموعد، قابلتُ من أبناء وطني ( دكتور جامعي ) و ( موظف قطاع خاص) ، شرحتُ لهم التفاصيل والاجراءات وأخذو رقمي السعودي والمغربي.
لم أطل الحديث معهم كي لا أقدم على حماقة التخويف أو التحذير، كوني خارجٌ للتو من صدمة ومقبل على حياة جديدة، فدعوت لهم و اتفقنا على التواصل اليومي لمعرفة أي منا سينتهي ( قلتُ لهم سأسبقكم صدقوني) قالوا : ما كمية التفاؤل التي لديك ؟ قلت صدقوني إن سبقتموني سأعتزل المغرب وما يعشقون !



عدنا إلى الدار البيضاء الجَميلة، مُلهمتي العزيزة على قلبي، نبض قلبي هي و إكسير محبتي
7.png

ستكون الإجراءات الأخرى مجرد اعتماد أوراق وأختام مع استخراج ورقة ( شهادة طبية) لي من نفس الطبيب الذي استخرجها للجوهرة ديالي.
بعد أن خططنا مع الأهل لباقي الاجراءات، جعلتُ الرحلة ( مراجعات و سياحة).

في الليلة الأولى لم أنم جيداً، الأحلام المزعجة تقض مضجعي، التفكير أرهقني وجعل الرأس يشتعلُ شيباً، نهضتُ من غرفتي لأطمئن على والدتي وشقيقتي وكعادتي السيئة ( دفن الأعقاب في صدري) تحت ذريعة ( التفكير) قررتُ الخروج إلى ( عين دياب) بالرغم من برودة الجو نسبياً، لكن الشعب في بطني يطالبُ بإسقاط الجوع
e116.png
e116.png
e116.png
، خرجتُ إلى ( ماكدو) لأخذ وجبة سريعة في عين دياب، مع إعداد سيناريو للغد بشأن المراجعات والتحضير لأي مرحلة تتطلبُ المزيد من الأوراق، فالأنظمة تتعقدُ أحياناً والمتطلبات تختلف.


هاتفتُ صديقي الصدوق ( هشام) واتفقتُ أن نتقابل في أحد المطاعم الهادئة وتناول القهوة الدافئة.
قال لي : اركن سيارتك جانب مقر سكنك وسآتي إليك بعد ربع ساعة.
حسناً يا صديقي لك ذلك .


دخلنا المطعم الصغير الكائنُ في زاوية أحد الأحياء، على رأس الشارع
وصاحب المطعم ينظرُ إلينا بابتسامته الدائمة، وقال : مرحبا بيك هادي بلاصتك سيدي.
إنه يعرفني من ثمانية أعوام بالضبط،وإلى تاريخ كتابة هذه الأسطر لا يعرف اسمي هل هو أحمد أم صاري ! ( لا ينطقها ساري )
e325.png
e325.png


 
جمعتُ ما مضى من ذكريات وتأبطتُ الأمس، شكرتُ هشام على تلبيته دعوتي البسيطة، وصلتُ إلى المنزل لأضع رأسي المثقل على وسادتي البيضاء، متأملاً سقف الغرفة ذو التصميم الأندلسي
24.png
، و اغمضتُ عيني لمعانقة حلم جديد.

هاتفتُ الحاج محمد صباحاً وأخبرتهُ بأني قادمٌ إلى المحكمة الابتدائية في " الفردوس" لإنهاء بعض الأوراق،أفادني بأنه سيتناول الإفطار وبأنهم انتظروني لآتي لتناوله معهم، فاعتذرتُ له بأني نمتُ متأخراً ولا يزالُ الوقت باكراً فلم اسمع زقزقة العصافير في حينا
13.png


وصلتُ إلى ليساسفة السعيدة، وركبنا السيارة باتجاه المحكمة، ( قمنا بتصديق الأوراق في مقاطعة الحَي) ولم يستغرق ذلك سوى نصف ساعة نظراً لوجود المعارف والأصدقاء من طرف الحاج
24.png
.
حينما قدمنا إلى المحكمة رأيتُ الحشود الكثيرة أمام الباب، أشارو علينا بالتوجه إلى الباب الآخر، وكانت الصدمة !
قالوا: هنالك ورقة ناقصة احضروها من المحكمة في عين سباع و قوموا بتصديقها والمطابقة ثم ارفعوا الأوراق
13.png
13.png

الوضع يحتاج إلى
e30e.png

24.png


حسناً ، هاتف الحاج أحد الأصدقاء ( تبارك الله ) على الحاج معارفه كثيرة جداً لدرجة بأني تخيلت أننا رفقة وزير ( تذاكرو من ورايا وإلا أيه )
2.png
2.png



قال الحاج محمد : هؤلاء ابناؤهم كأبنائي فلقد عرفوني أثناء المدرسة وتخرج الكثير منهم ضباط ومعلمين ومحامين وقضاة.
الآن ادركتُ الأمر ، بعد أن أزاح الحاج أتربة التساؤلات من عقلي.


أنهينا الورقة وخرجنا كالبرق إلى المقاطعة أيضاً لتصديق الورقة، وكان الزحام يخنقُ البشر، ادخلونا للمكتب مع الموظفين، فقال قائل : ادخلتموه لأنه براني !
ففتحتُ الشباك بعد الاستئذان من الموظفة وأردفتُ قائلاً : لست برانياً يا أخي الكَريم فأنا ابن هذا البلد ! أنت تُريد أن تهاجر من المغرب صحيح ؟ قال : نعم
قلت الله وحده يعلم من البراني يا عزيزي
13.png
13.png



اخذنا الورقة وصورة منها ، وقالت الجوهرة : لنصور البطاقات والجوازات فهي فرصتنا الآن كي لا يجدون علينا مدخلاً للتذرع بحجة نقص الأوراق، وبالفعل تم لها ما طلبت.


إلى المحكمة في " الفردوس" قسم زواج الأجانب ( الزواج المختلط)
قال الموظف : يدخل الخاطب والمخطوبة فقط، قال الحاج : حسناً لا بأس.

الصمتُ تسيد الموقف، أخذت تذكرة الدخول وكان رقمنا 90 ، والشاشة تشير إلى رقم 45
e13b.png
e13b.png
e13b.png

والوقتُ قصير نسبياً نظراً لكونه يوم الجمعة فلابد أن نستعد للصلاة، قلت لجوهرتي : نعود يوم الإثنين أفضل !

( اختبار العناد وتحمل المواقف ) ، قالت : كلا !
أريد إنهاء كل شيء بسرعة لا نريد خسارة يوم دون نتيجة .
حسناً لننتظر ونرى ..
اتجه الموظفون إلى الصلاة وخرجت لأداء الجُمعة وعدت بعد ساعة ونصف تقريباً .
قدم إلي الموظف قائلاً : اعتذر منك فلا وقت لدينا وارجع في يوم الاثنين بداية الأسبوع القادم !

لم أطل الحديث معه وفضلت الصمت، فلا شيء بيده ولا بيدي، والاثنين ليس ببعيد.


خرجنا وألفينا الحاج بالقرب من أحد المقاهي بجوار المحكمة، وعدنا إلى المنزل وحكينا القصة بالتفاصيل للحاجة وأمي، فآثرتُ الراحة لساعة على أقل تقدير وترتيب تناول عشاء في طماريس !


تناولنا العشاء في مطعم " لا كاريفور " في طماريس ، تحديداً في محطة " بترومين" وهو من افضل مطاعم الشواء على الإطلاق بالدار البيضاء، والخدمة راقية وكل شيء نظيف ، علاوةً على تنوع قائمة الطعام، واللحم كله طازج وجديد.
بالخلف تجدون محل فواكه مقابل " الحانوت" في " السطاسيون"
24.png

طبعاً نحنُ 4 فقط ( مبدئياً) فالأهل لم يكتمل نصابهم
34.png
34.png
وإلا لغدونا 11 فرداً.


قلتُ للأهل : سنتجه إلى الجديدة في الويكند !
فكرة جميلة والكل لم يعترض عليها ، لكن حري بنا أن نخبر الحاج والحاجة
قال الحاج: لا بأس، قلت كلا سنأخذ الحاجة معنا فالعسل لم يأتي إلا من النحلة خالتي
13.png
.

قال : لكم ما شئتم..






إلى الجديدة




e306.png
e306.png
e306.png
 
اتفقنا بأن نخرج في الصباح الباكر إلى " الجديدة" لكسب الوقت وتزجية اللحظات الباردة أول الصباح، حيث أننا في ذلك الشهر كُنا بدايات ( مايو )، وكانت الأمطار تنسحبُ تدريجياً من الفصل، و يالرائحة المطر !
كيف إذا ما كانَ كدهن العود المعتق ومخضباً بعبق المغرب الحَبيب ؟!
موشوماً بالحب موسوماً بالعاطفة !
كل تلك إذا ما اجتمعت فإنها تقدمُ لنا لوحة جُنون تاريخية على حائط القلب.


على بركة الله وتوفيقه انطلقنا من الدار البيضاء باتجاه مدينة الجديدة، وصادف أن اليوم هو يوم العمال ! ولكم أن تتخيلوا المشهد، كيف هي الطُرق داخل المدينة، اغلقت لتنظيم المسيرة العمالية، اضطررت إلى ركن السيارة بعيداً عن التجمهرات البشرية ومشينا على الأقدام حتى بلغنا المدينة القديمة أو ( الحي البرتغالي).
الطريق جَميل وبسيط، والزحام يلطفُ الأجواء، أما الغيوم فهي كالجبال في السماء، تحرضنا على التباطئ في الخُطوات.
إن من ينظر إلى التاريخ المرسوم على المدينة القديمة والحي البرتغالي، يلامس حقبة فيها انتصرت الأمة وقاومت ارهاقات الاستعمار في ذلك الوقت.
مروراً بالمدافع وتلك المنارات، التصميم الصامد إلى اليوم يجعلنا نراجع كثيراً من المشاريع التنموية في بعض الطُرق والمدن.

صوت البحر ورائحته كريشة عود بيد عبادي الجوهر !
ترنيمة ساحرة واللون يزيدك دهشة على دهشة، والدتي وشقيقتي وخالتي والجوهرة يتأملن صمتي والغرابة تطفو على سطح تفكيرهن، يا للعجب ساري لم ينطق إلى الآن ؟

ليتهم علمو بأني استرسل في سرد ذكرياتي الداخلية متفادياً الأسلاك الشائكة التي جرحتني سابقاً، لاجتاز مخيمات الحرمان البائسة في مرحلةٍ مضت.

قلت لهم : هيا بنا إلى داخل الحي البرتغالي، فالسقالة تنتظرنا والبحر أيضاً !


مع أول خطوة إلى الحي البرتغالي كادت الأرض أن تبتلعني، فلقد أوحلت في الذكرى وأوغلت في جراحي، لكني قاومت كل شيء بعد ربع ساعة و نجحت مقاومتي.
لا يجعلكم الحزن أن تفسدوا على أنفسكم لحظاتكم الجَميلة أبداً، ولا تجعلوا لمن جرحكم فرصةً للتمادي في الإيلام، انسحبوا في الوقت الذي تحتاجون للتنفس والإنطلاق نحو مصيرٍ أجمل وافضل بحول الله.



الصور سبق و أن انزلتها في مواضعِ عدة ، لكن لا بأس
فلا ضير من أوكسجين زائد وجرعات بسيطة ..




arabtrvl1476012370641.jpg


arabtrvl1476012371012.jpg


arabtrvl1476012371383.jpg

arabtrvl1476012992571.jpg


arabtrvl1476012992962.jpg


arabtrvl1476012993363.jpg
 
بعد أن تجاوزنا المحلات التجارية الصغيرة، لشراء التذكارات والهدايا البسيطة
قررنا الدخول إلى السقالة ، لكن الصور قليلة ( كي لا تقول الجوهرة ) من البداية وهو يتجاهلني ، فكما تعلمون فإن حزب النساء اليساري المتطرف يحكم من البدايات
e311.png
e311.png
e311.png
e311.png
e113.png



arabtrvl1476014730962.jpg


arabtrvl1476014731473.jpg


arabtrvl1476014731844.jpg





يُتبع
 
صور الجديدة في الكمبيوتر المحمول ( اللابتوب) ولم يسعفني الوقت لنقلها على جهازي الآخر، لكني سأضعُ بعضاً من الصور ( من باب الأمانة السياحية) والتي جمعتها على عَجل من الانترنت كي لا يصبح التقرير مملاً رتيباً.



السوق أو السويقة في الجديدة صغيرة مقارنة مع المدن الأخرى، لكن الشواطئ نظيفة والأجواء جميلة، كما أن بجوار الشاطئ العديد من المطاعم والفنادق والمقاهي والتي لا تبعد إلا دقائق بسيطة سيراً على الأقدام.





arabtrvl1476073629071.jpg



arabtrvl1476073629652.jpg



arabtrvl1476073629683.jpg



arabtrvl147607362974.jpg




سأضيف الصور الأخرى بعد أن أنهي عملية النقل كاملة بمشيئة الله.


قررنا تناول الغداء في أحد مطاعم الأسماك ( لا تفوتكم التجربة) فالجديدة غنية جداً بالأسماك.
دخلنا إلى وسط السوق و الجوع يُرشدنا إلى رائحة الشواء والأكل، وحينما يغتالنا الجوع تُصبح حواسنا الخمس بوصلة لإيجاد المطاعم.
جلسنا في زاوية المطعم البسيط، يعتبر شعبياً ولكنه ليس لدرجة الشعبوية التي قد يتخيلها البعض، نظيف ومرتب والخدمة ممتازة وموقعه رائع.
لم تكن اللحظات سوى نظرات وضحكات وترتيب للعودة إلى الدار البيضاء لتزجية ما تبقى من عطلة نهاية الأسبوع ومواصلة إنهاء اجراءات المحكمة والدوائر الحكومية.


في طريق العودة قررنا أن نتجه في يوم الغد إلى موركو مول و انفابلاص مول
مع جولة سريعة على عين دياب.


قالت الحاجة بأنها تُريد أن نتناول العشاء برفقتهم هذا المساء فأجابت والدتي كلا بل أنتم تأتون إلينا في شقتنا ونجهز لكم العشاء ( حينما تدخل الأمهات في نقاش فقط استمتع بالبراءة والعفوية وقل الحمد لله الذي سخر لنا أبواب الجنة تحت أقدامهن) .


اتجهت إلى ACIMA ( سوبرماركت) أو سوبرمارشيه ، كأسواق بنده لدينا والمزرعة والمخازن الكبرى، وبيدي قائمة الطلبات الخاصة بوالدتي أطال الله في عمرها.
انهيت التبضع وعدت إلى الشقة، هاتفني الحاج بأنهم قادمون بعد ساعة تقريباً، قلت: حياكم الله وبياكم .


جميلة هي اللحظات الأسرية، الكُل مجتمع، الضحكات والأحاسيس الدافئة والذكريات وتجاذب أطراف الحديث ، شيء لا يوصف بأحرف ولا كلمات.


e304.png
e304.png
 
arabtrvl1476081416071.jpg





arabtrvl147608165981.jpg


arabtrvl1476081659872.jpg



في صبيحة اليوم التالي ، عانقنا الأجواء الجميلة التي تراود المُزن عن مطرها
تسابقنا كالأطفال فوق رمال الشاطئ الخالد بالدار البيضاء، المشاعرُ تكاد أن تبكي بدواخلنا ونحنُ نرسم رحلة جديدة و لحظات تاريخية تعتبر مرحلة انتقالية بتعبير أدق.


بعد أن فرغنا من الجولة السريعة على موركو مول وانفابلاص، عرجنا على حديقة السندباد ( حديقة مائية وحيوانات) وبها الكثير من المغامرات.


قرابة الساعة جلسنا بين جنباتِ الحديقة ما بين تخطيط ليوم الغد والمراجعات وما بين تخطيط مستقبلي للبعيد المجهول، قررنا تناول العشاء في مطعم كانون بالمعاريف، وهو مطعم لبناني ( لا بأس به) وأسعاره عالية مقارنة مع جودة الأكل المقدم.

عدنا إلى المنزل وهاتفت الحاج وأخبرته بأننا سنذهب إلى المحكمة يوم غد لإكمال بقية الإجراءات، فقال ليبارك الله سعيكم ويسهل الأمور بقدرته.


في الصباح الباكر اتفقنا على أن نلتقي عند رواق المحكمة بالفردوس، وصلت المحكمة تقريباً في تمام الساعة الثامنة بعد 40 دقيقة من مقر سكني ( بسبب الزحام في الصباح الباكر) كونه يوم الأثنين وبداية الأسبوع تعتبر وقت الذروة في كل مدن العالم.
سألت الحاج والجوهرة، هل افطرتم ؟ كانت الإجابة بالنفي، فقلت لا بأس لنتاول الإفطار الآن ومن ثم ندخل المحكمة فلا زال هنالك متسع من الوقت، ولأن الحاج شفاه الله يعاني من مرض السكر المزمن فلا بد من مراعاة وضعه الصحي.

دخلنا في مقهى قبالة المحكمة وتناولنا الإفطار البسيط لسد الجوع وبدء يوم طويل بالاجراءات، بعد أن فرغنا من الإفطار اتجهنا إلى المحكمة قسم الزواج المتخلط، وهذه المرة رقم تذكرتنا (1)، قبل الدخول إلى المحكمة قال لنا الشرطي بأنه يتوجب علينا نحن الاثنين فقط الدخول والحاج ينتظرنا في ردهة الانتظار، لم نشأ أن نكثر الحديث معه ونسأله، قلنا : نعرف النظام يا سيدي.

هنالك العديد من الشُبان المغاربة والأجانب الراغبين في الزواج المختلط، رأيت ذلك الشاب الأسمر المغربي ذو الابتسامة التي من المستحيل أن تخفيها الذاكرة عني ما حييت، وكيف كانت فرحته مع مخطوبته الأمريكية وتمضية الوقت بالدعابات والضحك، ونحنُ على أعصابنا ننتظر
28.png


حان دورنا، مشاعرنا مضطربة خطواتنا ثقيلة أنفاسنا تُسابق النبض ، في مضمار الارتباك نجري ونسابق الهدوء فسبقنا.
دخلنا على الموظفة المختصة، قابلتنا بابتسامة ثم أخذت الأوراق وراحت ترتبها وتنظر إلى كافة الطلبات، ثم رفعت رأسها قائلة : أين طلب الزواج المختلط؟
60.png
لحظة أختي الكريمة موجودة معنا في الملف ، همست لي الجوهرة قائلة : لم احضرها
49.png
49.png


e113.png
e113.png
e113.png
، حسناً لا بأس سنخرج إلى كاتب عمومي لإحضارها
قالت الموظفة : هنالك كاتب عمومي خلف السجن بالضبط.
حسنا سنتجه إلى هُناك، مضينا إلى المكتب وطلبنا إعداد هذا الطلب وزودنا الموظفة بالتفاصيل والعنوان وما إلى ذلك، قدمته لنا مطبوعاً على ورقة وعدنا إلى المحكمة، لم اعاتب جوهرتي لأن الارتباك في تلك اللحظة سيد الموقف !


عدنا إلى الموظفة فقالت : عليكم تصوير الملف 4 نسخ بالترتيب الذي سأوضحه لكم، ثم أشارت إلى أحد الموظفين الذي ارشدنا إلى مكان التصوير ( عند سيدة كبيرة في السن في الاستقبال الرئيسي) ، قالت خذو هذا الظرف ( خطاب) واتجهو به إلى مكتب (57)بالأعلى.

المحكمة كبيرة جداً، حشود البشر والمحامين والقضاة جعلتني أعود إلى أيامي الأولى في المغرب الحَبيب، الصدى يعزفُ على أوتار الأصوات، تجاوبه الخطوات والأنفاس، المحامية قادمة تعاتب صديقتها والضابط يخاطبُ زوجته بالهاتف !
طلاق وزواج وخلع ! ورث و و و و و و و !

دخلنا إلى المكتب بالأعلى وكان برفقتنا ( اسماعيل) مندوب المحكمة - صديق الحاج - وأرشدنا إلى المكتب ووقف منتظراً تسليمنا الخطاب إلى الشرطة ( الولاية)، بعد أن تم اعتماد الورقة وختمها من وكيلة الملك، خفّت علينا لحظات الانتظار وكانت كالريشة، قال لنا الحاج : ينتظركم ادريس !
فعلمت بأن إدريس يريد " حلاوته " جزاه الله كل خير
6.png
6.png
6.png

اخذنا الخطاب إلى الولاية وكانت الساعة تشير إلى الثانية بعد الظهيرة، أخذو هواتفنا المحمولة وأعطونا ( عملة بيضاء) قُرص صغير بلاستيكي عليه رقم
والرقم كان ( 8) ياحبي لك يا فهد الهريفي
17.png



وجهتنا الموظفة وأشارت إلينا بالذهاب إلى الطابق الرابع، الخوف تملكني وكأني مجرم، هكذا علمونا ! بأن الشرطة ورطة ! فما إن دخلت إلى الولاية حتى انتابني الرعب والخوف والجوهرة تقول : لا اعلم أشعر وكأننا لصوص أو هاربين من العدالة.
قلت: عُكاشة أدهى و أمر !


صعدنا إلى الطابق الرابع، قابلتنا موظفة طيبة الأصل كريمة السجايا نقية السريرة، ملامحها الهادئة وحدتها أحيانا تُشير إلى ذكاء حاد ونظرات عينها تجبرك على الصمت والاصغاء لما تقوله وتطلبه.


اخذت الخطاب فتحته أمامنا، وراحت تسأل جوهرتي أسئلة روتينية، الاسم العمر العنوان إلخ إلخ إلخ ، ثم قالت لي : ستكون هذه زوجتك الأخيرة يا أخي الكَريم
و حَري بك أن تدللها فهي ملكة في منزل والدها، قلت ستكون امبراطورة في بيتها
e10e.png
e10e.png
.
وقعت الأوراق وقالت اذهب أنت للأعلى فضابط التحقيق هنالك ينتظرك
49.png
49.png
49.png
49.png



صُعقت أنا ، لأني كنت اعتقد بأني أنهيت الاستجواب ( التحقيق) قالت هذا اجراء روتيني والأوراق لديهم بالأعلى.

انتظرنا في صالة المراجعين بالطابق الخامس، رأيت أهل الشام و أهل أفريقيا وفرنسيين و انجليز !
مجلس الأمن هنا
28.png
28.png


أتى الضابط فقال : انتهى الوقت راجعونا بالغد !!

يا سيدي لكننا ننتظر من فترة طويلة، وكزتني جوهرتي وأشارت بأن التزم الصمت.
كان الانتظار مريراً طويلاً كوقعِ الإعصار على شواطئ مأهولة بالبشر ، تسونامي رهيب اجتاح مشاعري وفي النهاية فوضت أمري لله، وقررنا العودة يوم الثلاثاء صباحاً.
 
بعد أن خرجنا من الولاية ( ولاية أمن الزرقطوني) في الساعة الثالثة، هاتفت الحاج وسألته عن موقعه فأجاب : أنا قريب لكم ولست ببعيد لكني عرجتُ على عمتي في عين الشق، وافوني بالمنزل إن استطعتم.

قلت لجوهرتي: يا صغيرتي المدللة إن الجوع كافر وليس لي عليه سلطان أو قوة وأنا شخص ضعيف أمام اغراءات الدار البيضاء ومطاعمها، لأني كلما حاولت أن اتكبر عليها هزمتني بنظرتها وصخبها الجَميل، فهل لنا أن نتجه إلى مطعمٍ من اختيارك لتناول الغداء؟
هاتفتُ والدتي حفظها الله وقلت لها سآتي لأقلك مع شقيقتي للخروج سوية لتناول الغداء على البحر،ولم يكن الجواب إلا بالموافقة، فلقد حبسهم انشغالي بالمحكمة فكانوا يقضون سويعات بالسكن دون أن يشاهدوا العالم الخارجي !



arabtrvl1476083602541.jpg


arabtrvl147608360262.jpg



هنا كان الاختيار
70.png



arabtrvl1476084495081.jpg



arabtrvl147608449512.jpg



arabtrvl1476084495123.jpg



arabtrvl1476084495134.jpg



arabtrvl1476084495155.jpg



arabtrvl1476084495197.jpg



arabtrvl1476084495218.jpg



arabtrvl1476084495239.jpg



فاصل
 
بعد أن تدافعت لُقيمات الأكل إلى حرم بطوننا المصونة، والتخمة ملأت تفاصيل البطون، قررنا تناول القهوة في ستاربكس ( لا أحبه لكن من باب إعطاء حزب النساء فرصة لإثبات قوة الرأي و التشاور)
60.png

قادتنا خطواتنا نحو انفابلاص مجدداً وشرعنا بالتقاط الصور التذكارية الشخصية مع تناول القهوة وبعض الكعك المحلى وسعرات حرارية عالية تزيد من الـ(كرش)
مضى الوقت سريعاً و المشاعر ما زالت في خط النار والتفكير بيوم غد مع الشرطة والاستجواب يقضُ مضجعي.
في الصباح الباكر عدنا إلى مقر الولاية ووجدت الشاب الأسمر برفقة خطيبته الأمريكية وراح يسألني عن نوع الأسئلة وماهيتها، فأجبته بأنها أسئلة روتينية فلا تخف ولا تحزن ولا ترتبك.

دخلنا على موظفة أخرى غير تلك الأولى التي استجوبت الجوهرة، ملامحها توحي بأنها متسلطة شديدة قاسية
32.png
، لكن حزب النساء يُخفي كل ما يظهر ، وبدأت بالاستجواب الطويل ، والجوهرة تنتظرني بالخارج على أعصابها، قالت الضابطة : كيف مكة والمدينة ؟ اشتقتُ لزيارة الحرمين، قلت : ربي يكتب لك زيارة عاجلة غير آجلة.
ابتسمت وقالت : ادع لي إذا اتجهت إلى هناك فأنا حامل في شهري السابع وبإذن الله سأزور الحرمين.

دعوات وأماني وهُروب من المكتب باتجاه جوهرتي التي بدت مرتبكة، ماذا قالوا لك بماذا أجبت ؟ كيف و و و و و و
42.png
هم الشرطة ولستِ أنت
53.png
53.png


هاتفنا الحاج للاطمئنان ووالدتي أيضاً، فقلت الأمور طيبة ولله الحمد، قال عد أدراجك الآن واذهب إلى شخص يدعى " إبراهيم" وقل له بأنك من طرفي !
عدت إلى الضابط إبراهيم والذي قال لي : غداً سنرسل الاوراق إلى المحكمة فلا تخف لن نتأخر عليكم ومبروك مقدماً.


شعرتُ بالأمان الآن وبأن المسألة تحتاج إلى تركيز فقط وعدم استعجال، قررنا تزجية الوقت بين شوارع الدار البيضاء المعشوقة الأبدية الخالدة في قلبي ( فديت خراطيش قلبها يا ناس )

عادت بي الذكرى إلى شارع للا الياقوت والديوري والحسن الصغير و11 يناير وقوس النصر وزنقة العرعار واشبيلية !
أخذني الحنين إلى دو مارس ومرس سلطان وبنجدية !
ما أسرع الأيام التي تنسلخ من أعمارنا ولا نشعر بها حتى تشيب الذوائب منا نبلغ من الكبر عتيا ( لست كهلاً )
e32a.png
e32a.png
لم ابلغ الأربعين إلى الآن
e13f.png
e13f.png



قلتُ للجوهرة سأذهب لزيارة بعض الأصدقاء في زنقة ابن بطوطة، قالت : رجلي على رجلك يا حبيبي وين تبي تروح بدوني
e438.png
e438.png

قلت اذهبي برفقة والدتي وشقيقتي إلى منزلكم وأنا سأعتلي خشبة مسرح الذكريات قليلاً لأضع نظارتي الثلاثية الأبعاد محاولاً اجتراح خطيئة النسيان.

اتجهت إلى تلك المخبزة التي كنتُ أزورها باستمرار في شارع للاياقوت، زحفت العبرات إلى مقلتي، الغصة تدعوني إلى الهروب والجري، أرصفة الدار البيضاء تعرفني جيداً، الرجل الضرير والعازف الأمازيغي، سيدة الحي ، صيدلية الحرية!
البرانص والمطعم الصيني، تفاصيل تأتي كأنها وابل من الرصاص، ودرعي الواقي لا يجدي نفعاً أمام الرصاص السريع.

سحبتُ من جيبي بعض أعواد " الدافيدوف"، فرحت انفثُ بصمت وحرقة، اشتقتُ لتلك القهوة السوداء في مقهى " موطا" ، أحنُ فعلاً إلى الحرشة في مقهى موريتانيا.
وقفت منتصباً كأني رجل حرب متقاعد يرى ساحة القتال، وينتظرُ المسعفين يأتون إليه، كل شيء كانَ هنا ابتدى وهنا انتهى .


في أقصى الشارع هنالك بناية على الطراز الفرنسي، اعرفها جيداً مصعدها متهالك من أيام اسماعيل ياسين ! من أيام الاستعمار وهي صامدة بناية لا تشبهها أية بناية أخرى، وبياضها لازال ناصعاً كبياض كازا !

هاتفت الجوهرة على عجل فقالت نحنُ في " ليساسفة" وأنت ( فينك ) ؟!

أنا احرقت طوق النجاة وكسرت المجاديف كي اغرق في عشقك يا جوهرتي
( غزل برائحة المازوط )
e113.png
e113.png
e113.png



عدنا إلى المحكمة صباح الغد الباكر، ورأيت الأسمر أيضاً هنا فابتسم وعانقني وضممته إلى صدري وهمستُ له قائلاً : لن تسبقني صدقني سأغلبك.
قال : إذا كنت تعرف أحداً يعجل علينا بانهاء الأمور فإني لك من الشاكرين.


أوراقنا جاهزة
53.png
53.png
53.png
، دخلنا على وكيلة الملك ، حدقت إلينا
فقالت : زواج قاصر ؟
10.png
10.png
10.png
10.png

كدت أن انفجر ضاحكاً لكني تمالكت نفسي ، قلت لماذا قاصر ؟ قالت : خطيبتك صغيرة ! قلت لا وجود للشيب في رأسي ، قالت : هي صغيرة ؟ قلت كلا
smile.gif


رقيقة عود كأنها عقلة الأصبع
32.png
32.png
32.png



ضحكت وخشيت أن اضحك فتقول : خير ابوي تمون ؟


قالت مبروك ، اذهبو إلى المكتب (57) ثم المكتب الرئيسي.


اووووووووووووه اخيراً خلصنا وما بغينا نخلص


كالبرق اتجهنا إلى المكتبين وانهينا كل شيء، الموظفة في المكتب الرئيسي قالت : مبروك وهذا هو العقد المبدئي للزواج ( موافقة ) ، خذو هذه الورقة لأي كتاب عدول وهو سيأتي بها للمحكمة للتصديق والتوثيق.

( السفارة اعطتنا الموافقة قبل منهم وعليها الصور الخاصة بنا) لإنهاء الاجراءات المتعلقة بالزواج .




اتصلت بوالدتي واخبرتها بأن الأمور كلها بخير وتمت الموافقة النهائية وتبقى كاتب العدل، لسانها راح يلهج بالدعاء والشكر والامتنان لرب البرية.
الجوهرة صامتة إلى الآن وهاتفت خالتي والعم محمد فقالوا : مبروك.

شكرت الله على أن سخر لي هذه الجوهرة عوضاً عن تجربة سابقة كادت أن تُنهي كل عقلٍ لدي و أرمى في مصحات ( برشيد ) والحمد لله بأن ( بويا عومار) اغلقوه وإلا رموني به !


وقفت متأملاً ساحة المحكمة، والهواء البارد المنعش يتغلغل إلى مسامات جسمي حتى شعرتُ بالبرد، السماء صورة جَميلة تكسوها الغيوم، القلب سعيد والعين على وشك المطر !


كنا وقد رتبنا في حال إنهاء كتابة العقد أن نجري بعضاً من الاحتفالات البسيطة ودعوة الأحبة والأهل، تكون حفلة بسيطة فلا حاجة للإسراف الآن والحفل الكبير لاحقاً.

الموافقة أتتنا يوم الجمعة ولدينا عطلة اسبوع أخرى، لكن الحاج يعرف أحد كتاب العدل في الحي يستطيعون اخراج العقد بسرعة ولكن بزيادة بسيطة في الأجر.
قلت لا بأس لنذهب إليه ونرى، وما قدم السبت حتى وافيناه في مكتبه ووضح لنا كل الأمور واتفقنا على سعر الأتعاب.

اتفقنا مع كاتب العدل أن نأتيه يوم الأحد لأنه يفتح مكتبه في الفترة المسائية لتوقيع العقد ومن ثم إرساله من قبلهم إلى المحكمة لتصديقه وتوثيقه، في تلك اللحظة أردتُ فعلاً أن أشاهد والدي رحمه الله وهو يراني في هذه المرحلة الانتقالية ( استبدال عتبة المنزل) فرحت في نوبة بكاء هستيرية و حنين شديد لعناقه، فعلاً اشتقتُ لعطره و ابتسامته غفر الله له.

والدتي والكل سعيد الآن، فهم يدركون حجم المعاناة السابقة التي تجرعت مرارها لمدة 7 سنوات مضت بخيرها وشرها، اتجهنا جميعاً إلى كاتب العدل، جوهرتي الآن يدها بيدي ، والسماء تمطر لتزيد الفرح جمالاً على جمال، كانت لحظة جميلة للغاية كلها سعادة وحبور.