براغ ربما كوريّة .. وربما يابانيّة

arabtrvl1448088763271.jpg



arabtrvl1448088763352.jpg



arabtrvl1448088763433.jpg



arabtrvl144808876354.jpg


arabtrvl1448088763565.jpg



arabtrvl144808876366.jpg



arabtrvl1448088763667.jpg
 
مـن بعيـد ألمـحُ المبنى الراقـص ..!



انطبـاعي الأول أنّـه لا يستحـق عنـاء الوصول إليـه .!



لكنّـي أكلمتُ طريقـي نحـوه ..


وكلّمـا اقتربـتُ ازددتُ يقينـا بأنّـه مجـّرد دعايـة .. فقّـاعة!


توقّفـتُ عنـد الشـارع المقـابل .. ولـم أجـد مـن المفيـد تضييـع وقـتي بالعبـور إليـه .!

arabtrvl1448089031261.jpg




arabtrvl1448089031332.jpg



arabtrvl1448089031393.jpg
 
سأكتشـف أشيـاء جديـدة ..


وعـدتُ نفسـي بذلـك وأنـا أغادر غرفتـي الباهتـة .!


فـي ذلـك المسـاء البعيـد ..

ببسـاطة .. كنـتُ أثـقُ بـبراغ .!

أوصلتنـي خطـاي إلـى " لينتـا بارك " .!!

لـم أكـن قد سمعـتُ بهـا من قبـل ..

لكنّـي عـرفـتُ أنّـها بانتظـاري ..!

يبـدو أنّ المـراهقيـن يتخذون منـها مركز عمليّات لهـم ويفرضـون سلطتهـم عليـها ..!

فالدرجـات الموصلـة لأعلـى التلّـة تكتسـي بألوانـهم وتعليقاتـهم وشتائمـهم ومشاعـرهم .!!

ألـوان فاقعـة ومستفزّة ومبهجـة أيضـا .!

لكـن مـا هـذه الآلـة الغريبـة ؟!

ومـا تلـك الخيـوط الممتـدّة منـها وإليـها ؟!

ولمـاذا يعلّقون عليـها الأحذيـة .؟!

قـرأتُ لاحقـا أنّ الشيوعيّين كـانوا يجهّزون لأن يقيـمـوا تمثـالا كبيـرا للزعيـم السوفييتي ستاليـن ..

فـي هـذا المـكان تحديـدا .!

لكـن يا فـرحـة ما تمّـت .!

أمـا معـارضيهـم فيشمتـون بهـم .. على اعتـبار أنّ ذلـك كان سيكـون بمثابـة إهانـة للشعـب التشيكـي .!

وكـأنّ هـذا الشيء التـي أقـاموه هـم يرفـع الرأس عالـيا.!

لا أظنّـه أقـل بشـاعة من وجـه ستـاليـن ..

كـلاهمـا لديه القدرة الفائقـة على إخافـةِ الأطفـال .!!

أظـن بأنّ تـلك الأحذيـة تعبّـر عن الآلام التـي عانـاها التشيكيّون في ظـل الحـكم الشيوعـي ..!

وربّمـا تشيـرُ إلـى ضيـاع الهويّـة .. والمصيـر المعلّـق .!

بيـن الشـرق والغـرب ..

أليـست بـراغ هـي قلـب أوربـا ..!

فإلـى أيـن يميـلُ قلبـكِ يا بـراغ .؟!

أريحـي نفسـكِ .. وقولـي لهـم ناحيـة هـذا الغريـب .!!
 
شيء ما يقلق روح هذا المكـان ..



فكـل شيء يبـدو باهتـا وحزينـا .!



شيء مـا كان هنا .. ورحـل


ورحـلت برحيلـه الضحكـات ..!


كل شيء في ليتنا بارك يلتـزمُ الصـمت ..


أيّ شريـر فعـل بكِ ذلك .؟!


ما أجمل وجهـكِ الشاحب يا ليتنا بارك .؟!


أظنّـنا يا " ليتنـا " سنلتقـي ..


إن شاء اللـه سنلتقـي .!


وسأجلـس علـى ذلـك المقعـد الأخيـر .!


لتفتحـي قلبـكِ لـي ..


وتفضفضي ..!!
 
نـزلتُ التلّـة حزيـنا ..



أيـن ذهبـت زقزقـة العصافيـر ..؟!



ولماذا لا تداعب الريح أوراق الشجـر .؟!


عبـرتُ الجسـر المتأنـق بلا داع ..


لأقطـع تذكـرة نهريـّة .!


انتظـرتُ حتـى عودة مركبـنا من رحلـته ..


مـر بقربنـا .. كانـت الصيحـاتُ تتعالـى ..!


والابتسامـات تجمـّل الوجـوه المنهكـة .!


وحيـن جـاء دورنـا .. تضاءل إحساسـي بالمغامـرة .!


تحـركنـا .. مررنا بقـربِ " ليتنـا " بارك .!


جـدّدتُ لهـا وعـدي .. ذكّـرتها بأنّنا سنلتقي ..


ذات ربيـع سنلتقي .!









وعبـرنا أسفـل القلعـة والكاتدرائيّـة ..!


ومتحـف كافكـا .؟! أتعرفـون كافكـا .؟!


كاتـب براغ الشهيـر ..!


هل تزعليـن إن قلـت أنّـي لا أحـب كافكـا .؟!


معلومـة سريعـة .. كافكـا تعنـي الغـراب ..!


أوقفـوا تلك الإذاعـة الداخليـة للمركـب ..


تشعرني وكأنّـي فـي مركبـة فضائيّـة .!!


ما حاجتنـا للأسمـاء والمسميـات الآن .؟!


دعـونا برفقـةِ فلتافا .!


وسيخبرنـا بكل شيء ..


أنصتـوا لأصواتِ النّوارس ..!


من أيـن تأتـي النّوارس يا تـرى ..؟!


أم تـراني أهذي .؟!
 
لقد كنتُ بالأمس هناك .!



عنـد تلـك الصخـرة .. كانـت هنـاك ثلاث بطّات .!



وفتاتين .. وطفلٌ صغيـر .!


وهنـاكَ عنـد تلـك الزاويـة تمثـال خشبـي غامـض ..


وكشكٌ صغيرٌ يبيـعُ السجـائـر .. وجـدولٌ ينسـاب .!


عربـة البوظة المتوقفـةِ عنـد المهـرّج صاحب الأفعـى ..!


هنـاك التقيـتُ التـرام الأحمـر الزاهـي ..!


هنـاك جلستُ مـدلـدلا رجـلي نـاحـية النهر .!


لـم أكـن وحـدي .. كنتُ بصحبـةِ كتاب .!


يا تـرى هل تشتاق لنـا الأمـاكن .؟!


وتبادلنـا الحـنيـن .؟!


مررنـا بكارلوف موسـت ..


والبـرج المحظـوظ الذي لا يحمـلُ اسمـا .!


أنزلونـي هنـا من فضلـكم ..


لقـد نسيتُ قهوتي علـى ذلـك المقعـدِ هناك .!
 
أكمـلتُ طريقـي ناحيـة ساحـة فاتسـلاف ..



مـا كـل هـذا الاتسـاع ؟!



تمتـد علـى الجـانبيـن المقاهـي


والمطـاعمُ ذات الأسمـاء الرنّانة ..


والمولات ذات الطوابـق .. والمـاركـات والـدعايـاتُ ..


بـراغ بنكهـة غربيّـة خالصـة .!


وكـأنـهـا تتجـهُ صعودا ناحيـة القديـس فاتسلاف ..!


الـذي يمتطـي فـرسـه مستعـدا لإنقـاذ المـدينـة ..


تقـول الأسطـورة أنّ سيفـا ذهبيّـا مخبئ فـي مـكان سـرّي بكارلوف موست .!


وأنّ القديـس فاتسلاف وحـده يعـرفُ مكـانه ..


وفـي يـوم مـا .. وحين تحلّ بالأمـة التشيكيّـة الكارثـة


سيستـلُّ القديـس فاتسلاف سيفـه ليقاتـل بـه الأعـداء .!


هـل قلـتُ لكـم بأنّ هـذه الساحـة الواسعـة والأنيقـة كانـت يوما سوقا للخيـول .؟!


كـان ذلـك فـي القـرن الرابـع عشـر .!


أمـا ذلـك المبنـى الفخـم والأنيـق فـي نهـاية الساحـة فهـو المتحـف الوطنـي ..!



هـذه إذن .. هـي سـاحة فاتسـلاف .!


هنـا أعلنتِ الجمهوريّـة الأولـى فـي العـام 1918 م ..


وهنـا أشعـل شـابٌ النـار بجسـده احتجـاجا علـى دخـول القوات السوفييتيّة لبلاده فـي العـام 1969م ..


كـان اسمـه جان بـالاس ..


فغرسـوا فـي الأرض صليبـا لـذكـراه .!



وهنـا أسقطـتِ الجمـاهيـر الحـكم الشيوعـي ..


فـي العـام 1989 م ..


وسمّـوها الثـورة المخمليّـة ..!


مـاذا دهـاني اليـوم .؟!


صـرتُ مغـرما بالسياسـةِ والتواريـخِ والأرقـام ..!!


سأتوقّـف عن ذلـك فـورا .!
 
إنه يومـي الأخـير في براغ ..



سأعودُ للأماكن التي منحتني السعادة .. لأقول شكرا.!



لأفضفض لها بصمـت ..


أدركُ أنها ليست بحاجة لتشكراتي ..!


لكنّـي .. بحاجة لأن أودّعها .!


لأن أحتضـن النظرة الأخيـرة برفـق ..!


مررتُ بسـاعة بـراغ الفلكيـة ..


اتخذتُ موقعـا مناسبا .. تجمهر الناس حولي ..!


كانوا يستعدون لنوبة فرح جديدة ..


لمتعة متجددة .. يحملون أطفالهم على أعناقهم ..


ويقدّمون السيدات .. ستدق الساعة بعد خمس دقائق


يأتي المارة من الشوارع المجاورة .. يقتربون بصخب .!


لكـن حين تحين اللحظـة .. سيسودُ الصّـمت ..!


تدق السّـاعة معلنـة نهـاية ساعـة .. وميـلاد أخـرى .!


ترقـص قلـوب المتجمهـرين .. كأطفـال ينتـظرون قطعـة حلـوى .. وحيـن تحيـن اللحظـة نستسلـمُ جميـعا لعزفهـا السّـاحر والعابـر للسنـين ..


ستـة قرون مضـت وهـي تنثر البهجـة فـي بـراغ .!


تخيّـلوا كل تلـك السنين ..!!


توقفـتِ السـاعـة عن العـزف .. وتعـالى التصفيق .!


وكأنـهم يدعـونهـا لأن تكمـل موّالـها الجميـل ..


لكنـها لا تلتفـت لتوسّـلاتنا .!


عـودوا بعـد ساعـة ..
 
وأمطـرتِ السمـاء فـي التلالِ البعيـدة ..


ركضـتُ ناحيـة الجسـر ..


بقيـتُ منتظـرا قدوم المطـر .. لكنـه لـم يأتِ ..

تفرّقتِ الغيـوم .. ربـمـا تعودُ ثانيـة ..

لكنـهـا لم تـأتِ ..!

يا اللـه .. كـم كـان الانتـظارُ قاسيـا .!


arabtrvl1448553577651.jpg



arabtrvl1448553577692.jpg



arabtrvl1448553577723.jpg




arabtrvl1448553577754.jpg



arabtrvl1448553577795.jpg
 
وعـدتُ ثانـية مكسور الخاطـر .. للسّـاعـة العجيبـة ..



هذا الهـوس الجمـاعي لا يتوقـف ساعـة واحـدة .!



مـا رأيـكم لو أطلـلنا علـى السّـاحة القديمـة من فـوق.؟!


علـى فكـرة .. هـل تذكـرون اسمهـا التشيكـي .؟!


ولا أنـا ..!!


سيـكونُ علينـا صعـود بـرج البلديـّة ..!


لكنّـه بـرج ذوق .. وبيفهـم ..!


لأنـه يمنحـك الفـرصة لتختـار طريقـة صعـوده .!


فإمـا بقـوة الدفـع الذاتيّـة .. وإمـا بـمصعـد كهربائـي.!


والقيـمة هـي ذاتـها في الحالتيـن .!!


كـان الطـريقُ للقمـّةِ مزدحمـا ..


لكنـها زحمـة تفتـح النفـس .!


تقاسمنـا المنـاظر بالدّور .. لا تتوقف كثيـرا فـي نقطـة واحـدة .. فغيـرك ينتـظرون دورهـم .!


أتذكـرون طـابور الجمعيـة .؟!


يمكنـك العـودة للنقطـة التـي أسرت قلبـك ..


لكـن ستأخـذ لفّـة كاملـة .!

قد يستغرق ذلـك نصـف ساعـة ..
 
يا اللـه .. كانـت الإطلالـة مدوّخـة ..!


رفعـتُ صـوتـي .. كيـف أنـت يا جان هـوس؟!


أنـا هنـا فـي الأعلـى .. مدينتك مدهشـة .!

فـشـكرا لهـا .. هـل تتسلّـى جيّـدا هـذا المـساء ؟!

لا تنشـغل بالفاتنـاتِ .. فهـذا لا يليـقُ برجـلِ ديـن .!

أمـزحُ معـك .. صدّقنـي أقـولُ ذلـك من فـرطِ السّـعادة

ما أخشـاه .. هو أن تكونوا جميـعا .. مجرد حلـم .!!

هـل كنـت يومـا هنـا .. قبـل أن تكـون هنـاك .؟!

أتعـرف يا سيّـد هـوس ..

كيـف يعـرف العربـي أنـه فـي أوربـا .؟!

كيـف يتأكـد أنـه فـي أوربـا .؟!

حيـن يـرى القرميـد الأحمـر المائـل فـوق البيـوت .!!

هل سمعت بسـالي .. وهايـدي .؟!

arabtrvl1448554888611.jpg



arabtrvl1448554888652.jpg



arabtrvl1448554888683.jpg



arabtrvl1448554888724.jpg



arabtrvl1448554888755.jpg




arabtrvl1448554888796.jpg



arabtrvl1448554888827.jpg



arabtrvl1448554888868.jpg



arabtrvl144855488899.jpg
 
" عندما يأتـي المسـاء ونجـومُ الليـل تنثـر ..
اسألوا الليـل عن نجمـي ..
متـى نجمـي يظهـر .؟!! " ..
كـم تعجبنـي هـذه الكلمـات .؟!
ودّعـتُ كارلـوف موسـت بما يليـقُ به ..
ويليـقُ بـي .!

arabtrvl1448555235461.jpg



arabtrvl1448555235492.jpg



arabtrvl1448555235523.jpg



arabtrvl1448555235564.jpg



arabtrvl1448555235595.jpg



arabtrvl1448555235626.jpg



arabtrvl1448555235667.jpg



arabtrvl1448555235698.jpg



arabtrvl1448555235729.jpg



arabtrvl14485552357510.jpg
 
" عندما يأتـي المسـاء ونجـومُ الليـل تنثـر ..
اسألوا الليـل عن نجمـي ..
متـى نجمـي يظهـر .؟!! " ..
كـم تعجبنـي هـذه الكلمـات .؟!
ودّعـتُ كارلـوف موسـت بما يليـقُ به ..
ويليـقُ بـي .!

arabtrvl1448555235461.jpg



arabtrvl1448555235492.jpg



arabtrvl1448555235523.jpg



arabtrvl1448555235564.jpg



arabtrvl1448555235595.jpg



arabtrvl1448555235626.jpg



arabtrvl1448555235667.jpg



arabtrvl1448555235698.jpg



arabtrvl1448555235729.jpg



arabtrvl14485552357510.jpg
 
لا .. لـم نتنـهِ الحكـايـة بعـد .!



أطلـتُ عليـكم .. أليـس كذلـك .؟!



كنـتُ قد جهّزتُ حقيبتي ..


كتبـي وأوراقـي .. وملابسـي الجديـدة التـي اقتنيتـها فـي المدينـة .!


تأكـدتُ من كـل شـيء حـتى مظلتـي المسكينـة التي لـم تجـرب حظـها في براغ ..!


وفـي الصبـاح أفقتُ علـى صـوت شفـاف ..


فتحتُ نافذتـي .!


كـانتِ السّمـاء تمطـر ..!


لـم تشـرق شمـس بـراغ .. لقـد توارت خلـف الغيـوم!


يا اللـه .. قفـزتُ من سريـري كالمجنـون .!


أيقظـتُ مظلـتي .. لقـد حـان دوركِ لتفرحـي ..


لأن تتبللـي بالمطـر .!


فـي أي طـريق أمضـي .؟!


لا حاجـة لأن أداري لهفتـي ..!





مررتُ بساعـةِ العجـائـب ..


يا الله .. ما أجملـها تحـت المطـر .!


وهـي تعـزفُ موسيقـى المطـر .!


تجـولتُ فـي الشـوارع التـي ودعـتها بالأمـس ..


وكـانـت بينـنا عهـود ووعـود ..


توقفت تحـت البـرج المحظـوظ ..


هنـاك لم تصلنـي قطـراتُ المطـر .!


وكـأنه يتساءل .. ألـم تودّعنا ليلـة البارحـة .؟!


هـل غيّرت رأيك .؟!


فكـرتُ فـي تبـريرِ وجـودي .. فابتسمـت .!


هـل فهـمـت قصـدي الـآن .؟!
 
ولمـحـتُ طفـلة صغيـرة تغنّـي ..



أنشودة مدرسيّـة ربّمـا .!



كـان صوتـها يقطـر براءة وظـرفا .!


ترتـدي واقي المطـر .. أصفـر اللـون ..!


تمسـكُ بحـافـةِ الجسرِ .. وتغنـي .!


لفلتافا تغنّـي .!


أعـرف مـن تكونيـن يا صغيـرتي ..


فأنـتِ الإشـارةُ .. والبشـارة .!


أنـتِ بـراغ فـي صـورة طفلـة ..


تجسّـدٌ جديـد ..!


هكـذا تودّعُ بـراغ مريـديهـا ..!


فـي صورةِ طفلـة ..!


وكـانت لا تـزالُ السّمـاء تمطـر ..


تبعتـها حتـى نهايـة الجسـر ..


وهنـاك توقف المطـر .!


خلعـت تلـك الطفلـة الفاتنـة رداءها الأصفـر .!


هـا هـي بـراغ تـديرُ لـي ظهـرها ..


وتمنحنـي الإذن بالانصـراف ..


ارحـل أيها الغريـب ..


فقـد انتهـى دورك .!