بلدة هندية جميلـة نينيتـال

حـان وقت العودةِ إلى هاريدوار.!
لقـد انتصـف النهـار..كـم كانـت قاسيـة شمس هاريـدوار .. لكنهـا فرصتـي الأخيـرة.!
الحجاج كمـا تركتهـم في الصبـاح .. منشغليـن بممارسة حياتهـم اليومية على ضفتي نهر غانجـا.!
يتبركـون بالنهر الذي يمنحهـم الطهارة والسعادة الأبدية .. ولا يأبهـون لنظراتنـا البلهـاء.!
ومن يدريك فلربما يشفقون علينـا.!
على ضفافِ غانجـا يغتسلـون ويبدلون ملابسـهم ويسرّحون شعرهم ويطبخـون ويوزعون الصدقـات وينظفون أوانيهـم ويبنون أكواخا مؤقتة ويقرؤون الجرائـد أيضا .. ويلعبون ويركضـون ويضحكـون ويمارسـون التـأمل ويلتقطون صور السيلفـي ويتفننون في اختيارِ الزوايا .. ويحضنون بعضهـم على استحيـاء.. لكن تظل هنـاك مسافة آمنة بين أجسادهـم.! يركـض الأطفـال عـراة .. ويقفز المراهقـون في النهـر الجارف لكنهـم قد تعلمـوا كيـف يتحايلـون على تياراتـه ودوّاماتـه القاتلـة.!






 
أشاركهـم الجـلوس على حافـةِ النهر.. يجلس بقربي شاب يحتفـظ وجهه بالبراءة.! يسولف معي بالهندية فـلا أقابلـه إلا بابتسامـة بلهـاء.! ثم ينشغل عنـي بآخر يغطـس في قاع النهـر ليلتقـط ما يلقيه الحجـاج.. نحسب الثواني التي يغيب فيها ثم يعودُ وقد امتلأ إناءه .! يتمسـك بحبل متدل من الجسر الذي يظللنا .! يبحـث عن عمـلات صغيـرة وأي شيء قد يكون ذا قيمـة .. لذلـك تكون عملية الفرز دقيقـة .! ثم يعاود الكـرة ثانية .. ولا يهتم لنظـراتِنا المهينـة وسخريتنـا الفجـّـة.! شلة من الفتيات الأوربيات يتجـولن في الساحـة وهن يرتدين ملابس هندية زاهية .! وواحدة تجلس على الأرض بصحبة طفلتين بائستين .. تسألهمـا عن أسماء الأشياء المحيطـة بهـا .. وهن يجبنهـا بحيـاء وابتسامـة بريئـة.! الأشجار المعمرة تتدلى منهـا التعاويـذ والأمنيـات الملونـة .. وتداعبها النّسمـات .! والمجـاذيـب يحدّثـون الفراغ ويلوّحون بأيديهم شارحين وجهـاتِ نظـرهم بجديّـة .. ويقهقهون.!





 
arabtrvl1446033496631.jpg



arabtrvl1446033496672.jpg



arabtrvl144603349673.jpg



arabtrvl1446033496734.jpg



arabtrvl1446033496775.jpg




arabtrvl144603349686.jpg



arabtrvl1446033496837.jpg





 
غـاب نهـار آخر .. غربتنا زادت نهار
واقتـربت عودتنـا نهار .!
الله الله يا فيـروز .!
كـان عليّ تجربـة شـيء آخر.. التك تـك الهنـدي.!
لـذلك عـدتُ إلـى الفنـدق صاحـب النجمـات الأربـع بتـك تـك أزرق اللـون.!
وحين عـرف السائـق بأني أجنبـي التفـت لـي قائـلا ..
أهـلا بـك في الهنـد .!

... انتهـى ...