السلسلة الرمضانية

السلسلة الرمضانية (21)

قال تعالى في سورة الشعراء :
( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ )
لماذا يكرر الله كلمة (هو) فى الآيات ألا يكفي كلمة (هو) يقولها فى البداية فقط ؟ ولماذا لم يقل (هو)فى الآية الأخيرة ؟

تكرار كلمة ( هو ) للتأكيد ، فكثير من الناس يعتقدون بأن النعم من طعام وشراب ليست من الله بل من الأغنياء سواء كانوا حكاماً أو تجاراً بل البعض أصبح عبداً لهؤلاء البشر ، كذلك يؤمن البعض للأسف بأن الشفاء من هذا الدكتور أو ذاك لا من الله -عز وجل - لذلك كرر الله كلمة (هو) ليؤكد بأن الرزق والشفاء من الله وحده ، ولم يذكر كلمة (هو) عندما تكلم عن الموت والحياة ليقين الكل بأن الحياة والموت بيد الله -عز وجل - وحده لذلك حذف الله كلمة (هو ) .

 
السلسلة الرمضانية (22)

قال تعالى فى سورة البقرة :
( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .

جاء الإسلام والعرب تفصد بعض الحيوانات كالإبل وتشرب من دمائها فحرم الله تعالى تلك العادة ، وقد
أثبتت التحليلات الحديثة بأن الدم يحتوي على كميات كبيرة من حمض البوليك وهى مادة سامة تضر الجسم البشري لو استعملت كغذاء ، وهذا السر فى سن الدين لطريقة الذبح الإسلامي التى أمرنا الله تعالى بها بقطع الوريد الرئيسي فى العنق ليخرج أكبر كمية من الدم ، وبالتالي يصبح اللحم أقل ضرراً
أما لحم الخنزير ( أعزكم الله ) فقد حرمه الله تعالى لوجود ديدان وبكتريا ورجس بجسمه لا تموت حتى بالدرجات الحرارية العالية فسبحانك ربي .
 
السلسلة الرمضانية (23)

قال تعالى فى سورة النحل :
( وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ )

كلمة ( اتخذي ) مؤنث وكلمة ( النحل ) مذكر فلماذا أوحى الله - عز وجل - للنحل المذكر وقال اتخذي ؟

من تدبر هذه الآية يجد بأن هذا التوجيه الرباني ليس للنحل عامة بل لنوع ومجموعة من اناث النحل ويسمى ( النحل الكاشف ) والذي معظم أعمال الخلية سواء داخلها أو خارجها من مهام تلك الآناث العقيمة ، فذكور النحل للتلقيح فقط والملكة لوضع البيض فقط أما باقي أعمال الخلية وأهمها على تلك الآناث ولذلك قال تعالى ( اتَّخِذِي ) لأن البناء من مهامهن فسبحانك ربي .

 
السلسلة الرمضانية (24)

قال تعالى فى سورة الحج :

( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ )

هناك من الناس من يتشرط على الله - عز وجل - أي يحاكم ربه إن أعطيتني هذا الشىء عبدتك وإذا لم تعطينيه فلن أعبدك ، أو تجده مادام حاله طيبة وأوضاعه حسنه فهو خير عابد لله ، وما أن يبتليه الله ويختبره تجده ينتكس فيعاقب ربه بترك الصلاة والصوم والزكاة والدعاء ومثل هؤلاء خسروا الدنيا والآخرة ولن يضروا الله شيئاً وقد وصف الله تعالى فعلهم هذا بأنه الخسران المبين أي الخسارة الواضحة للدنيا والآخرة ولا حول ولا قوة إلا بالله .
 
السلسلة الرمضانية (25)

عندما شرع النبي عليه الصلاة والسلام فى بناء المسجد النبوي قام الصحابة كل يقوم بعمله ، يقول ابي سعيد ( كنا نحمل لبنه .. لبنه وعمار لبنتين .. لبنتين فرآه النبي عليه الصلاة والسلام فجعل ينفض التراب عنه ويقول : ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم الى الجنة ، ويدعونه الى النار ) وبعد 37 سنة وفى موقعة صفين حدثت فتنة عظيمة بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهة ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وكان عمار مع أمير المؤمنين علي أما الفئة الباغية فهم الذين خالفوا أمير المؤمنين وخرجوا عن طاعته وهددوه بأنهم سيقتلوه كما قتلوا عثمان بن عفان إن لم يسحب جيشه ويقبل التحكيم ، فقبل علي بن ابى طالب بذلك وكان عدد القتلى فى تلك الفتنة 70 ألف شهيد منهم 25 ألفاً من جيش أمير المؤمنين علي وقد صدقت نبوة النبي عليه الصلاة والسلام فى عمار بأنه ستقتله الفئة الباغية وقد أوصى رضي الله عنه عند موته( ادفنوني بثيابي ، فإني مُخاصم ) دفنه أمير المؤمنين علي فى صفين .

 
السلسلة الرمضانية (26)

قال تعالى فى سورة القيامة :
( كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ () وَقِيلَ مَنْ ۜ رَاقٍ )

يتحدث الله - عز وجل - عن إحتضار الإنسان فماذا يقصد بالتراقي ؟ ولماذا (التَّرَاقِيَ) ولم يقل (الحلق) أو (الفم) مثلاً ؟

التراقي جمع ترقوه وهى عظام أعلى الصدر وتحت الرقبة ، أكتشف العلماء منذ سنوات قليلة بأن عظام الترقوه هذه هى بداية تكون عظام الجنين ومنها يتشكل الهيكل العظمي للإنسان ، وهى سبحان الله اخر عظام تخرج منها الروح ، لذلك قال تعالى (بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ ) أي أن الروح على وشك الخروج من الجسد حينها لا ينفع الطبيب ، تخرج ولا يدري من سوف يرقى بتلك الروح .. ملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب قال تعالى يصف سؤال الملائكة ( وَقِيلَ مَنْ ۜ رَاقٍ ) فسبحانك ربي.

 
السلسلة الرمضانية (27)

قال تعالى فى سورة مريم على لسان زكريا عليه السلام:
(قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا)
ما علاقة وهن العظم بشيب الرأس ؟

الوهن هو الضعف والعظم له وظائف مهمة للإنسان فهو المنتج لكريات الدم الحمراء والبيضاء إضافة لإحتوائه على الفسفور والكالسيوم الذي يحفظ بهما ضربات القلب وحركة العضلات ، وضعف هذه العظام يسبب ضعف بإنتاج كريات الدم التى تحمل المواد الغذائية والأوكسجين لخلايا الجسم بأكملها ومنها بصيلات الشعر والتى بدورها تضعف مؤدية لبياض الشعر (الشيب) ، كذلك وهن العظم يؤثر تأثيراً مباشراً على الجهاز العصبي والذي يقلل بدوره من قدرة الإنسان على الإنجاب .

 
السلسلة الرمضانية (28)

تكلم الله تعالى فى سورة البقرة عن المنافقين فقال :
(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ)
لماذا قال ( الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ) بصيغة المفرد وهو بدأ الآية بصيغة الجمع فلم يقل ( الَّذِين اسْتَوْقَدَوا نَارًا ) ؟

ضرب الله تعالى مثل المنافقين كأنهم جماعة من ضمن الجماعات التى أوقد الله لهم نار الدعوة والهداية فالذي أستوقد النار واحد أحد سبحانه وتعالى بنبيه عليه الصلاة والسلام ، فبدعوته أضاء الكون بأكمله ، لكن المنافقين لم يستفيدوا من هذه النار ( الإسلام ) فيروا ما حولهم عن بصيرة ، فأنطفأت تلك النار وتركهم فى ظلماتهم لا يبصرون والعياذ بالله.

 
السلسلة الرمضانية (29) والأخيرة

قال تعالى فى سورة الذاريات (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) وقال فى سورة الرحمن ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا ..) وأغلب الآيات الجن مقدم على الإنس ولكن فى سورة الإسراء قال تعالى :
( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ) فلماذا قدم الإنس على الجن فى هذه الآية ؟

فى هذه الآية يتكلم الله - عز وجل - عمن استهزأ بالقران الكريم وهم الإنس ، فالجن لم يستهزئوا بالقرآن أبداً ، لذلك وجه الله تبارك وتعالى حديثه للإنس الذين بلغ بهم الأمر بأن يستعينوا بالشياطين وهو عصاة الجن فى سخريتهم من هذا القرآن ، وعداوة أهله .
��������������
بهذا نكون أنهينا السلسلة الرمضانية للعام الخامس على التوالي ولله الحمد والمنة فإن أخطأنا فمن أنفسنا والشيطان ونسأل الله العفو والمغفرة وإن أصبنا فمن الله - عز وجل - وحده وله الحمد والشكر ، تقبل الله طاعتكم ، واعاد عليكم رمضان أعوام عديدة وأزمنة مديدة وأنتم بصحة وعافية ولمن أراد الأستزادة من المعلومات فإن مصادر هذه السلسة هى :
(1) موسوعة الإعجاز العلمي فى القرآن الكريم والسنة المطهرة للأستاذ يوسف الحاج أحمد - مكتبة ابن حجر - الطبعة الثانية - 1424-2003
(2) موسوعة الإعجاز العلمي فى القرآن والسنة لفراس نور الحق