مراكش العاصمة السياحية للملكة المغربية، مدينة حيوية تتواجد بها العديد من الأماكن التي توفر للزوار مجالا للمغامرة و الترف. يمكن التمييز في المدينة بين مدينة قديمة عريقة، و التي تتواجد بها تشكيلة متجانسة جميلة من الموسيقى المغربية و الثقافة والأطباق العريقة والتنوع الثقافي و الهندسة المعمارية المتأثرة بجنوب الصحراء الكبرى والثقافة الإفريقية والإسلامية والفرنسية والقبائل الأمازيغية الأصيلة. في المقابل، تقدم المدينة الجديدة نمطا أوروبيا بتصاميم فنادقها و دكاكينها و مطاعمها الفاخرة.
1- زيارة سوق المدينة القديمة :
ما يميز السوق القديم لمدينة مراكش هو تواجد كل ما يمكن أن يخطر على بالك من الأبواب القديمة والأحذية الأمازيغية المصنوعة يدويا و التوابل و الشاي بالنعناع على طول الشارع وصولا إلى الحلي المحفورة باليد. أما دكاكين التوابل التي توفر شايا بالنعناع فهي توفر كل أنواع الصابون التقليدي و الأدوية و الماكياج الأمازيغي التقليدي.
من الأشياء الجميلة في الدكاكين المغربية هو أنه يمكن لك المساومة في أسعار المواد المعروضة، فهي طريقة تزيدك مرحا وتعطيك فرصة للتحدث مع السكان المحليين لمعرفة المزيد عن طريقة عيشهم، بل ربما تكون مناسبة لشرب الشاي المعروض من طرف التجار و شراء المواد التقليدية بسدس الثمن المطلوب.
2- مآثر تاريخية، أكثر من ألف سنة من الهندسة المعمارية :
وأنت في زيارة لمسجد و صومعة الكتبية في منتصف النهار، تستمتع بجماليتها وكذلك بقصص حول مسجد الكتبية الشهير الذي أنجز في القرن الثاني عشر. رحلة تنقلك إلى ساحة جامع الفنا الساحة الأممية الشهيرة بتراثها الثقافي الغني والمتنوع وصولا إلى مدرسة ابن يوسف الإسلامية العريقة، هندسة معمارية مذهلة تزداد إمتاعا بزيارة قصر البديع و حدائق المنارة و متحف مراكش، أماكن يمكن الوصول إليها و زيارتها بسهولة .
3- اكتشف ساحة جامع الفنا بالنهار والليل :
ساحة جامع الفنا الأممية تراث شفهي إنساني و اكبر ساحة من هذا النوع بإفريقيا. فضاء للفرجة والتبضع. تستمر الفرجة في ساحة جامع الفنا طيلة النهار وجزءا من الليل وسط دهشة السياح الأجانب مما يقدم في الحلقات من غرائب الحركات البهلوانية والفكاهية وألعاب السيرك والسحر.
تستمر الفرجة في ساحة جامع الفنا طيلة النهار وجزءا من الليل وسط دهشة السياح الأجانب. ويجود رواد الحلقات من المواطنين والسياح ببعض الدريهمات لفائدة رجل الحلقة سواء كان قردانيا أو بهلوانيا أو مطربا أو مروض أفاعي... فليس لهؤلاء أجر غير ما تجود به أريحية المتفرجين نظير الدعاء بالخير والبركات.
وتلألئ الفوانيس التقليدية ساحة جامع الفنا لتضفي رونقًا جميلًا يجعل من الجلوس في سطوح المقاهي المطلة على الساحة، من خلف دخان المشويات من اللحوم والنقانق المنبعثة بروائحها الشهية من المطاعم الشعبية التي تقدم صنوف الأكل المغربي من الكسكس والبسطيلة والبقول والسمك والمقليات والدجاج والطاجين المغربي، جلسة أنيسة مع المسافرين، الأصدقاء أو المحليين.
وتنطلق الفرجة في الساحة في الساعات الأولى من صباح كل يوم بحلقات الحكواتيين والقصاصة الذين يغتنمون أجواء الهدوء قبل أن تعج الساحة بالصخب والحركة وارتفاع أصوات الموسيقى والطبول وتستمر الفرجة إلى ما بعد منتصف الليل كموسم من مواسم الولائم أو عرائس القبائل، تتوسط الحلقات ابتداء من وقت الغروب موائد الأكل المتنقلة والمنتصبة في الهواء الطلق.
4- الإقامة في رياض تقليدي بالمدينة القديمة :
هناك العديد من المنتجعات والفنادق الفخمة في مراكش، ولكن لا شيء منها سيجعلك تشعر بالسفر إلى الوراء، و الاستيقاظ و أنت بقصر سحري كبير مثل رياضات مدينة مراكش. فهذه الرياضات عبارة عن دور تقليدية فسيحة تم تحويلها الى فنادق ومطاعم. و تعتبر تراثا معماريا متفردا وفضاءات لإقامة معارض للتحف والصناعة التقليدية المغربية الأصيلة، ومجالات لإبراز نمط عيش عريق ومتأصل لساكنيها.
يمتد الرياض الذي يشكل محلا للسكن على مساحة تتجاوز ال350 مترا مربعا، ويحتوي بالخصوص على دار صغيرة "دويرية" مخصصة للضيوف وبهو وفضاء مفتوح يضم نافورة سواء في الوسط أو على الحائط وأحواض بها أشجار. أبوابها مزينة بنقوش جميلة وسقفها من خشب الصنوبر أو الجبص المنقوش أو المصبوغ، تؤثثها قطع من الرخام أو الخشب المنقوش .
زيارة الرياضات الهادئة، تجعلك لا تسمع غير زقزقة العصافير، وخرير الماء المتدفق إلى المسبح، وفي الممر، روائح الورود الفوّاحة تبعث في النفس موجة من الصفاء والطمأنينة يضفي عليها منظر الشمس وهي تغرب في الأفق الأحمر رونقاً خاصاً.
5- الاستمتاع بالحمامات التقليدي :
الحمام المغربي هو مكان للتلاقي و الراحة، لكنه لتنقية الجسد من الأوساخ و تدليك العظام. فأسلوب التنظيف بالحمام يتسم بتعدد الخطوات و يستدعي مزيجا من الماء البارد والحار، والصابون المصنوع من زيت الزيتون وصلصال شبيه بالطين. وأنت بحاجة إلى أن تعرف متى تغطس ومتى تشبع جسمك بالمزيج، ومتى تفرك الجسم، ومتى تنقعه
6- زيارة جبال الأطلس بالقرب من مراكش :
جبال الأطلس عبارة عن سلاسل شامخة تمتد من أغادير على المحيط الأطلسي في اتجاه الشمال الشرقي و أعلى قممها جبل توبقال 4165 م ويقع جنوب مدينة مراكش و هي أعلى قمة جبلية في الوطن العربي .
توفر جبال الأطلس القريبة من مدينة مراكش مناظر طبيعية خلابة للاستكشاف. كما أن القبائل الامازيغية التي تقطن الجبال تقدم نظرة ثاقبة حول نمط العيش الذي يختلف عن المدينة العتيقة لمراكش.
بعيد عن صخب و ضجيج مراكش يمكنك النوم في خيمة امازيغية تقليدية و تحت النجوم في جو جبلي فريد. حيث يمكنك حجز رحالات يومية إلى جبال الأطلس يوميا، و ستكون لديك الفرصة لزيارة معالم سياحية بالجبال مثل قصبة ايت بن حدوو ورزازات و مضايق تدغى.
7- الاستمتاع بالموسيقى التقليدية المراكشية :
تلعب الموسيقى و الفن دورا هام في الثقافة المغربية، و مدينة مراكش معروفة باستقطاب الفنانين و الموسيقيين المعروفين. من المهرجانات المعروفة بالمدينة مهرجان الموسيقى الشعبية لمدينة مراكش و مهرجان مراكش السينمائي. و خلال زيارتك للمدينة الجديدة يمكنك مشاهدة لوحات الرسامين في مختلف شوارع مراكش. من الموسيقى الشعبية المعروفة بالمدينة الدقة المراكشية و موسيقى اكناوة التي تعتبر جزء لا يتجزأ من التراث المغربي.
فالدقة المراكشية نمط شعبي مراكشي يسمى التقيتقات. تؤديه فرق تطلق على نفسها فرقة الدقة المراكشية . و تتكون فرق الدقة المراكشية من 20 ألى 40 فردا من كبار السن. و تتكون من عازف القراقب وهو في نفس الوقت راقص يتنقل بين العازفين و يساعد رئيس الفرقة في ضبط الإيقاع خاصة في الحركة البطيئة.
أما موسيقى اكناوة فهي ثقافة إسلامية افريقية عريقة. وهي جزء لا يتجزأ من التراث المغربي الحالي. حيث ينظم بمدينة الصويرة مهرجان اكناوة للموسيقى العالمية و الذي يضم كل أنواع اكناوة بما في ذلك اندماج اكناوة مع موسيقى الجاز و البلوز و الهيب هوب و الريغي و يستقطب المهرجان حوالي أربعمائة ألف شخص.
8- تعرف على صناعة الجلد بمدابغ الجلود :
مدابغ مراكش تستقطب وفودا من السياح ويحرصون على شراء النعناع قبل الوصول إليها لغرض تخفيف شدة الرائحة. مدابغ يعمل فيها العمال تحت أشعة الشمس على معالجة الجلود عبر غمسها في المياه مع إضافة الليمون وفضلات الطيور والكلاب ويستخدمون لتلوينها أصباغا طبيعية.
تبدأ معالجة الجلود التي تصل إلى المدبغة في عربات تجرها الحمير، عبر فرزها ثم توضع في «الجفنة» حسب النوع واللون ليتم نقعها في محلول من الجير والماء، حتى يصبح الجلد ناعماً، ويضاف إلى المحلول فضلات الكلاب أو الدجاج أو الحمام. وهذا الخليط يمنح المكان رائحة نتنة تعود عليها العمال.
يصبغ الجلد بصبغة طبيعية ويترك لعدة أسابيع، ويتم تحريك الجلد عبر جميع الاتجاهات باستمرار حتى تتوزع الصبغة على جميع أنحائه .
9- زيارة مدينة الصويرة :
لا تبعد الصويرة عن مراكش إلا بحوالي ساعتين بالسيارة و ثلاث ساعات بالحافلة. و يمكنك قضاء أيام بالمدينة مع إمكانية القيام برحلة ممتعة خلال يوم واحد. مدينة مختلفة عن مراكش و تتميز بجو حار و جاف طول السنة. جو بارد يتخلله نسيم منعش و بارد قادم من المحيط الأطلسي.
مدينة الصويرة مدينة الاسترخاء و المناظر الخلابة. النفوذ البرتغالي يمكن ملاحظته في مبانيها البيضاء الجميلة و القوارب الزرقاء اللامعة و التحصينات البحرية القديمة. المدينة تختزل تاريخ عريق ذات طابع معماري متميز وتحتوي على العديد من الساحات و الأسوار ذات الصبغة التاريخية الساحرة والعظيمة والمليئة ببنايات أثرية متناسقة . وقد بنيت معالم مدينة الصويرة بأمر من السلطان محمد بن عبد الله سنة 1765م واحيطت بأسوار منيعة من أجل حمايتها من أي هجوم أجنبي.
10- زيارة حديقة ماجوريل :
وانت داخل المدينة و تريد الراحة من فوضى المدينة، بالقرب منك تتواجد حديقة ماجوريل ذات اللون الأزرق و البرك الهادئة الخلابة. حديقة تمتعك باستراحة من غبار الشوارع و الحرارة المفرطة بالمدينة.
وتعتبر ماجوريل، بنباتاتها وألوانها وطيورها، إحدى أشهر الحدائق في مراكش. وإذا كانت حدائق المنارة وأكدال ومولاي عبد السلام والبيلك، مثلاً، مفضوحة ومفتوحة أمام المارة والزوار، فإن حديقة ماجوريل تنكفئ على خضرتها داخل أسوارها، وخلف أبواب تتطلب مقابلاً وساعات محددة ومضبوطة للفتح والإغلاق.
أتمنى الموضوع ينال ع إعجابكم
وتقبلوا كامل الود والإحترام ،،