إلى الروح الساكنة فؤادي
إلى من رعاني في صحوتي وسهادي !
إلى المغفور له بإذن الله والدي
يرحمك الله رب العبادِ ..
إليكَ يا من بعد رحيلك أحدثت فراغاً في حياتي ، جعلت كل شيء يتخبط
وجعلت الفرح حينها عن قلبي يتثبط
إليك اكتب هذهِ السطور البسيطة ، على جادةٍ قديمة
و ضاحية شمطاء ، وسط حي يئن لفرطِ الاشتياق لخطواتك
بين الأضواء العتيقة وتجاعيد الضوء التي تنتشرُ لتخلد هالات الاشتياق لك ..
إليك يا والدي..
إليك ابعثُ مع الذكرى رُسل حنين واشتياق
وصلوات ودعوات وأماني..
هل تذكر يا والدي ؟!
حينما طلبت مِني زيت الزيتون واشترطت أن آتي به من مكناس !
نسيت ، لن تذكر فأنت تحت الأرض ..رحمك الله يا وطني ..
هذهِ رحلةٌ عجيبة وغريبة حقيقة..
كلما حان موعد السفر باغتني التأجيل ..
حتى ظننت بأني لن أسافر أبداً وبدأ الضجر يتسلل إلى قلبي وهاجس التردد يراودني بين الفينة والأخرى..
بعد أن اعددت العدة للسفر و رتبت كافة الأمور ، فاجأت الجميع في المنزل بأني سآخذ والدتي معي ، هكذا دونما تخطيط أو حتى تلميح
كنتُ متمسكاً بهذا الرأي ، أريدها أن تخرج معنا بعد أن قضت فترة العدة ، ولكم أن تتخيلوا حجم الدهشة التي اعترت الجميع !
لا لأنها ستسافر ، كلا !
بل لأني استطعتُ كتم كل التفاصيل واخفاءها عنهم ، وليست المرة الأولى التي تكون برفقتي والدتي أمد الله في عمرها و رزقنا برها .
أتى ذلك المساء البارد جداً ضيفاً ثقيلاً على أطرافي
كالشيخ الهرم بت أنا في هذا الشتاء ، ولم تسعفني لا فتوتي ولا شبابي !
فمشاعري نحو مغربنا الحبيب تجعل مناعة الجسم قوية
لكنها تضعف مناعة الحنين والاشتياق ، فلا تستطيع مقاومة أي شيءٍ به عبق المغرب ، وما إن تسمع " المغرب " !
حتى ينهدُ الفؤاد المتعطش للحنين ويخور في مفازاتِ الأنين..!
ومن تلدغه الذكريات
يخاف من الصور !
ما الذي حدث في تلك الليلة ؟
قُبل السفر بليلتين تقريباً ، كُسرت يد والدتي
يا ليتها كانت يدي ، ولا ينالُ منك الألم يا جنتي..
قلت لها : يا جنتي و عاصمة الحُب والعاطفة ، ستكون الأمور بخير ولا تخافي ولا تحزني ، فكلنا تحت أمرك وسنخدمك بأعيننا ، أشارت إلي حفظها الله بأنها تخش أن تُثقل علينا لأن يدها مكسورة !
قلت يا أمي : أنا الغي السفر كله واحرق التذاكر لخاطرك !
وإذ أحببتِ التأجيل فلا مانع لدي..
كلا يا بُني سأذهب معكم ..!
توكلنا على الله..
سأتجاوز الكثير من التفاصيل فالليل جدا طويل
في منتصف الليل اتجهنا إلى المطار والفرحة تسبقنا وظِلال الشوق يلقي بأشرعتهِ في محيط ملامحنا
متكئين على آرائكِ الذكرى متوسدين الحُب العظيم لمغربنا الحَبيب.
في المطار هدوء يخالطه صخب ، وحشود شوقها ملتهب ، اسحب الحقائب بمعيةِ الأهل ومُزن الخير تداعب عقولنا
لتروي حقول الاشتياق.
وصلنا إلى كاونترات الخطوط السعودية ، قدمت الجوازات والتذاكـر !
سعادتي لا توصف ، لكن سبحان الله خالجني شك غريب وخوفٌ عجيب ، ملامح الموظف لا توحي بخير
ما الأمر يا تُرى ؟!
كل هذا يوم الأثنين الساعة 2 بعد منتصف الليل ..
حتى كتابة هذهِ السطور والدهشة تعتريني ،!
لكم أن تتصوروا المشهد ، قال لي الموظف بالحرف الواحد : جوازك فيه 5 شهور على الانتهاء ولن تسافر ؟!
قلتُ له : أ تمزح معي يا ( ابو الشباب ) ؟!
قال : كلا والله هذا النظام !
أي نظام يا شيخ ( يرحم أمك بلاش نكد وتنكيد منت شايف أهلي معي عائلة كبيرة ترى) !
قل لي أي نظامٍ تتحدث عنه ؟!
الذي أعرفه بأن الدول العربية بإمكاننا السفر حتى قبل انتهاء الجواز بـ 3 أشهر ! والدول الغربية والأمريكيتين ( شمالية وجنوبية ) وكندا واستراليا قبل 6 شهور !
تأتي أنت هكذا ببرودة اعصاب لتتلف مشاعري بغمضةِ عين !
قال : اذهب إلى المدير وخاطبه ، لا أملك شيئاً لأقوله ..!
اتجهتُ إلى مديره المزعوم ، وكلي حنق وبركان حائر في داخلي على وشك الانفجار ، صفعةٌ هي إذا ما منعوني من السفر !
أ حقاً سأمنع منك يا مغرب العشق والحُب ؟!
قدماي مثقلتان بالبرد والخوف والحيرة ، صمتي مُطبق ، أنفاسي مضطربة ، مشاعري على وشك التجمد !
كل شيء لا ينبئ ولا يبعث بالتفاؤل أبداً !
السلام عليكم
وعليكم السلام..
قال لي : أنت الذي قال له الموظف كذا وكذا ؟!
نعم ، قال : لدينا نظام جديد لا يسمح بالسفر في حال تبقى أقل من 5 شهور ، ايقنتُ في قرارةِ نفسي
بأني أخاطب خيالاً لا إنساناً أبداً ..
شكراً لك
الانكسار مؤلم أحبتي ، والصفعة هذهِ طبعت على ملامحي بغضب ، ماذا سأقول لأهلي الآن ؟
هل أدعهم يتوجهون إلى المغرب الحبيب و أنهي اجراءات تجديد الجواز !
هل أغير موعد الرحلة ؟
تراكمت الأسئلة في عقلي ، وكدت أن أجن !
بسرعةٍ اتجهتُ إلى الحجوزات ( قسم المبيعات ) ، وجدتُ شاباً بانت عليه أمارات الأدب ، طلبتُ منه تغيير موعد الرحلة ، ظل مندهشاً !
ما الأمر ؟ هل هنالك خلاف ؟ قلت له : كذا وكذا وهم قالوا لي كذا وكذا !
آلمني كثيراً حينما قال : إنه المغرب يا صديقي ! سأجنُ لو كنت مكانك !!
هل أنت بخير ؟
قدم إلي الأهل بعد أن هاتفتهم ، قالوا : لا باس ! كل تأخيرة بخيرة !!
إلى من رعاني في صحوتي وسهادي !
إلى المغفور له بإذن الله والدي
يرحمك الله رب العبادِ ..
إليكَ يا من بعد رحيلك أحدثت فراغاً في حياتي ، جعلت كل شيء يتخبط
وجعلت الفرح حينها عن قلبي يتثبط
إليك اكتب هذهِ السطور البسيطة ، على جادةٍ قديمة
و ضاحية شمطاء ، وسط حي يئن لفرطِ الاشتياق لخطواتك
بين الأضواء العتيقة وتجاعيد الضوء التي تنتشرُ لتخلد هالات الاشتياق لك ..
إليك يا والدي..
إليك ابعثُ مع الذكرى رُسل حنين واشتياق
وصلوات ودعوات وأماني..
هل تذكر يا والدي ؟!
حينما طلبت مِني زيت الزيتون واشترطت أن آتي به من مكناس !
نسيت ، لن تذكر فأنت تحت الأرض ..رحمك الله يا وطني ..
هذهِ رحلةٌ عجيبة وغريبة حقيقة..
كلما حان موعد السفر باغتني التأجيل ..
حتى ظننت بأني لن أسافر أبداً وبدأ الضجر يتسلل إلى قلبي وهاجس التردد يراودني بين الفينة والأخرى..
بعد أن اعددت العدة للسفر و رتبت كافة الأمور ، فاجأت الجميع في المنزل بأني سآخذ والدتي معي ، هكذا دونما تخطيط أو حتى تلميح
كنتُ متمسكاً بهذا الرأي ، أريدها أن تخرج معنا بعد أن قضت فترة العدة ، ولكم أن تتخيلوا حجم الدهشة التي اعترت الجميع !
لا لأنها ستسافر ، كلا !
بل لأني استطعتُ كتم كل التفاصيل واخفاءها عنهم ، وليست المرة الأولى التي تكون برفقتي والدتي أمد الله في عمرها و رزقنا برها .
أتى ذلك المساء البارد جداً ضيفاً ثقيلاً على أطرافي
كالشيخ الهرم بت أنا في هذا الشتاء ، ولم تسعفني لا فتوتي ولا شبابي !
فمشاعري نحو مغربنا الحبيب تجعل مناعة الجسم قوية
لكنها تضعف مناعة الحنين والاشتياق ، فلا تستطيع مقاومة أي شيءٍ به عبق المغرب ، وما إن تسمع " المغرب " !
حتى ينهدُ الفؤاد المتعطش للحنين ويخور في مفازاتِ الأنين..!
ومن تلدغه الذكريات
يخاف من الصور !
ما الذي حدث في تلك الليلة ؟
قُبل السفر بليلتين تقريباً ، كُسرت يد والدتي
يا ليتها كانت يدي ، ولا ينالُ منك الألم يا جنتي..
قلت لها : يا جنتي و عاصمة الحُب والعاطفة ، ستكون الأمور بخير ولا تخافي ولا تحزني ، فكلنا تحت أمرك وسنخدمك بأعيننا ، أشارت إلي حفظها الله بأنها تخش أن تُثقل علينا لأن يدها مكسورة !
قلت يا أمي : أنا الغي السفر كله واحرق التذاكر لخاطرك !
وإذ أحببتِ التأجيل فلا مانع لدي..
كلا يا بُني سأذهب معكم ..!
توكلنا على الله..
سأتجاوز الكثير من التفاصيل فالليل جدا طويل
في منتصف الليل اتجهنا إلى المطار والفرحة تسبقنا وظِلال الشوق يلقي بأشرعتهِ في محيط ملامحنا
متكئين على آرائكِ الذكرى متوسدين الحُب العظيم لمغربنا الحَبيب.
في المطار هدوء يخالطه صخب ، وحشود شوقها ملتهب ، اسحب الحقائب بمعيةِ الأهل ومُزن الخير تداعب عقولنا
لتروي حقول الاشتياق.
وصلنا إلى كاونترات الخطوط السعودية ، قدمت الجوازات والتذاكـر !
سعادتي لا توصف ، لكن سبحان الله خالجني شك غريب وخوفٌ عجيب ، ملامح الموظف لا توحي بخير
ما الأمر يا تُرى ؟!
كل هذا يوم الأثنين الساعة 2 بعد منتصف الليل ..
حتى كتابة هذهِ السطور والدهشة تعتريني ،!
لكم أن تتصوروا المشهد ، قال لي الموظف بالحرف الواحد : جوازك فيه 5 شهور على الانتهاء ولن تسافر ؟!
قلتُ له : أ تمزح معي يا ( ابو الشباب ) ؟!
قال : كلا والله هذا النظام !
أي نظام يا شيخ ( يرحم أمك بلاش نكد وتنكيد منت شايف أهلي معي عائلة كبيرة ترى) !
قل لي أي نظامٍ تتحدث عنه ؟!
الذي أعرفه بأن الدول العربية بإمكاننا السفر حتى قبل انتهاء الجواز بـ 3 أشهر ! والدول الغربية والأمريكيتين ( شمالية وجنوبية ) وكندا واستراليا قبل 6 شهور !
تأتي أنت هكذا ببرودة اعصاب لتتلف مشاعري بغمضةِ عين !
قال : اذهب إلى المدير وخاطبه ، لا أملك شيئاً لأقوله ..!
اتجهتُ إلى مديره المزعوم ، وكلي حنق وبركان حائر في داخلي على وشك الانفجار ، صفعةٌ هي إذا ما منعوني من السفر !
أ حقاً سأمنع منك يا مغرب العشق والحُب ؟!
قدماي مثقلتان بالبرد والخوف والحيرة ، صمتي مُطبق ، أنفاسي مضطربة ، مشاعري على وشك التجمد !
كل شيء لا ينبئ ولا يبعث بالتفاؤل أبداً !
السلام عليكم
وعليكم السلام..
قال لي : أنت الذي قال له الموظف كذا وكذا ؟!
نعم ، قال : لدينا نظام جديد لا يسمح بالسفر في حال تبقى أقل من 5 شهور ، ايقنتُ في قرارةِ نفسي
بأني أخاطب خيالاً لا إنساناً أبداً ..
شكراً لك
الانكسار مؤلم أحبتي ، والصفعة هذهِ طبعت على ملامحي بغضب ، ماذا سأقول لأهلي الآن ؟
هل أدعهم يتوجهون إلى المغرب الحبيب و أنهي اجراءات تجديد الجواز !
هل أغير موعد الرحلة ؟
تراكمت الأسئلة في عقلي ، وكدت أن أجن !
بسرعةٍ اتجهتُ إلى الحجوزات ( قسم المبيعات ) ، وجدتُ شاباً بانت عليه أمارات الأدب ، طلبتُ منه تغيير موعد الرحلة ، ظل مندهشاً !
ما الأمر ؟ هل هنالك خلاف ؟ قلت له : كذا وكذا وهم قالوا لي كذا وكذا !
آلمني كثيراً حينما قال : إنه المغرب يا صديقي ! سأجنُ لو كنت مكانك !!
هل أنت بخير ؟
قدم إلي الأهل بعد أن هاتفتهم ، قالوا : لا باس ! كل تأخيرة بخيرة !!