خرجت من صالة الجوازات وتوجهت فوراً لشراء شريحة هاتف وإنترنت، ومن هناك حصلت أيضاً على وصلة (فيش) كهرباء لأنني لم أجد ما يستخدم في جنوب إفريقيا في أي مكان قبل السفر. خرجت من المطار بسهولة وسرعة فمساحته صغيرة نسبياً، وكنت قررت ان أخذ تاكسي للفندق نظراً لعدم توفر المواصلات العامة المنتظمة بسهولة (يوجد باص من المطار إلى منطقة قريبة من الفندق) و بسبب تعب السفر الذي فاقت مدته 20 ساعة.
وصلت في أقل من نصف ساعة إلى الفندق، واسمه بورتسوود Portswood، وهو عبارة عن مجمع من الغرف الفندقية ومرافق المؤتمرات ومواقف طابقية للسيارات، على بعد شارع صغير من الواجهة المائية الشهيرة. لدى وصولي أخبرتني موظفة الاستقبال بأن حجزي قد تغيّر إلى فندق كومودور بورتسوود التابع لهم، على بعد 20 متراً أو أقل من المبنى. لم أعلم إن كان الفندق أفضل أو أقل درجة، ولكنها قرأت التساؤل في نظرتي فقالت لي فوراً "سيسعدك الانتقال كثيراً".
مشيت إلى الفندق وسط أجواء لطيفة ونسمات باردة، وطلبت استلام الغرفة سريعاً لأنني في الواقع مرتبطة بعمل بدأ بالفعل منذ ساعتين أو ثلاثة وهم بانتظار وصولي [ATTACH=full]614779[/ATTACH]
يليق بالفندق وصف "عريق"، فهو ليس ذا طراز حديث وأثاث عصري، ولا هو بالقديم المهتريء الكئيب.. يمكن للناظر من أول وهلة أن يشعر بأن للمكان تاريخاً، فالثريات الضخمة تتدلى في بهو الاستقبال، بينما ترتفع ألسنة اللهب من موقد أشعل للتدفئة مع بدايات الخريف البارد، والأرضيات الرخامية والديكورات الخشبية والإضاءة الخافتة وألوان الأثاث بالأبيض والأزرق البحري جميعها أضفت على المكان فخامة وعراقة لا تخطؤها العين.
تتسع الغرفة لاحتياجات شخص واحد بكل سهولة فيها مكتب مناسب وتلفزيون، مع دورة مياه جيدة ينقصها وجود خرطوم الماء
[ATTACH=full]614780[/ATTACH]
[ATTACH=full]614781[/ATTACH]
[ATTACH=full]614782[/ATTACH]
[ATTACH=full]614783[/ATTACH]
إطلالة الغرفة .. إلى اليمين تماماً توجد الواجهة المائية (يحجبها فندق بورتسوود الأساسي) وإلى اليسار جبال جميلة واستاد كيب تاون الدولي الشهير الذي استضاف بطولة كأس العالم .. ولكن الضباب حجب تلك المعالم معظم الوقت
[ATTACH=full]614784[/ATTACH]
وجدت هذه الحلوى اللطيفة هدية عند الوصول ..
[ATTACH=full]614785[/ATTACH]
طال انتظاري للحقيبة فقررت قطع الوقت بشرب كوب شاي، لكن الابريق الموجود بالغرفة كان متسخاً للغاية وفيه بقايا لمادة سوداء غريبة .. فاتصلت على الفور بمكتب الاستقبال لأطلب الإسراع بإحضار الحقيبة واستبدال الابريق.. ورغم أنني تحدثت بهدوء لا ينم عن انزعاج أو غضب، فوجئت بصعود طاقم كامل من الموظفين يتقدّمهم المدير المناوب للفندق حينها، أحضر لي الحقيبة وامر من معه على الفور باستبدال الابريق مع تقديم قائمة اعتذارات مطوّلة لم يكن لها داعٍ، بينما انهال بالتقريع على موظفات خدمة الغرف اللاتي كنّ بصحبته. حاولت تهدئة الأمر بأن أخبرتهم أنها ليست مشكلة كبيرة وتحصل في أي مكان "جايين نهدي النفوس، وامسحها بوجهي يا معلّم" .. لكنه كان منزعجاً بشكل واضح..
بدلت ملابسي أخيرا وذهبت لمكان العمل حيث وجدت الزملاء يستعدون لختام فعاليات اليوم بسبب عدم تواجدي (نظراً لأنني المترجمة ولا يمكنهم التواصل بسهولة) .. فلم أبق هناك لأكثر من ساعة على أن نعاود الاجتماع مساءً ..
هنا تنفست الصعداء وادركت أن معي ساعات طويلة للمشي والاستكشاف في المنطقة المحيطة، وهي كما ذكرت لكم الواجهة المائية التي تحمل اسم فكتوريا اند ألفريد V&A - وهو اسم الملكة فكتوريا وابنها ألفريد.. أما قصة التسمية فتعود إلى عام 1860 عندما حضر الزائران الملكيان إلى المكان ووضع ألفريد أول حجر في بناء كاسر الأمواج ضمن أول ميناء في كيب تاون. واليوم أصبحت الواجهة معلماً سياحياً من بين أكثر المعالم استقبالاً للزوار في البلاد، إذ يزوره 22 مليون شخص سنوياً.
بمجرد الخروج من الفندق اتجهت يميناً بطريق مستقيم أوصلني إلى تقاطع صغير واضح المعالم، يبين الواجهة المائية بكل وضوح
فندقي خلف المبنى الأصفر الصغير، قريب جدا من مكان وقوفي على التقاطع
[ATTACH=full]614786[/ATTACH]
صورة من موقع الفندق لواجهته ..
[ATTACH=full]614787[/ATTACH]
لاحت لي اولى بوادر الواجهة المائية، واستبشرت خيراً بقربها من مكان إقامتي [ATTACH=full]614788[/ATTACH]
[ATTACH=full]614789[/ATTACH]