~ الوصول إلى بيلو هوريزونتي ~
ما أن وطأت قدماي هذه المدينة إلا والتفكير بقرب انتهاء تلك الأيام الجميلة والتي تجاوزت الثلاثة أسابيع يدور في مخيلتي ،
وما أسرع ما انقضت أيامها وساعاتها !! تتطاير معها بعض الأسئلة هنا وهناك ... ما الذي لم أفعله ؟
وما الذي فعلته ؟ هل أرضيت نفسي وشغفي في تلك الأيام أم ليس بعد ؟
هل هناك متسع من وقت لفعل المزيد ؟ هل وهل وهل ؟ ...
رميت كل تلك الأسئلة والأفكار جانباً وألحقتها بما معي من مخططات كنت أنوي زيارتها في المدينة وفي ساوباولو
خلال الليلتين المتبقيتين لي في البرازيل وقررت أن أمضي قدماً نحو المجهول ونحو كل
ما يمكن أن يقابلني متناسياً كثيراً من المعلومات التي علقت في
ذاكرتي عندما كنت أعد العدة لزيارة المدينتين ..
بعد أن أخذت ذلك القسط من الراحة في الفندق توجهت خارجاً دون أخذ أي خريطة لأجد أمام الفندق تجمعاً لعدد جيد من
متابعي مباريات كأس العالم في المقاهي والحانات حيث تم وضع عدد من أجهزة التلفاز خارجاً لاستيعاب ذلك
العدد ، وكانت الأجواء تميل للحرارة نوعاً ما خصوصاً في الشمس ، ثم توجهت نحو وسط المدينة متبعاً
بعض اللوحات على الطرق الرئيسية ومستعيناً بما استطعت تعلمه من بعض الكلمات من
اللغة البرتغالية ، كنت أجد نفسي أحياناً أعود إلى حيث كنت قبل قليل وبالذات
حينما أود الاختصار والدخول عبر الشوارع الفرعية والسبب يعود إلى
طريقة تخطيط المدينة والتي تساعد في
أن يظل الشخص طريقه ..
وصلت فيما بعد إلى سوق المدينة المركزي Mercado Central والذي تم إنشاؤه أواخر 1929 م ويلبي الحاجات الأساسية لسكان
المدينة من اللحوم والأسماك والخضار والفواكه والملابس والعطارة ومحلات أخرى تكميلية كمحلات الهدايا والتذكارات ,
والذهاب لمثل هذه الأسواق المحلية يتيح للسائح فرصة الدخول ومعرفة بعض التفاصيل عن حياة المواطن
العادي في المدينة وقد حرصت على أخذ جولة كافية فيه أعادة ذاكرتي إلى سوق مشابه له في
هوشي منه الفيتنامية حيث سوق بن ثنه ، ولم ألتقط إلا عدة صور قليلة إحداهن لمحل
يبيع بعض المشغولات المصنعة من الخوص أعادتني بضائعه إلى زمن جميل
مضى وأخرى لمواقف السيارات والتي تقع في أعلى المبنى
والتي استغل جزء منها لوضع مطعم مؤقت وشاشة
عرض لمباريات كأس العالم ..
بعد ذلك واصلت المسير حتى منطقة وسط المدينة حيث زحمة السيارات والأسواق الشعبية وبعض من المراكز
التجارية والباعة المتجولون والمنطقة ليست على مستوى واحد حيث بعض الجهات مرتفعة
والأخرى منخفضة كما هو حال أغلب أجزاء المدينة ...
مساء عدت إلى الفندق لأجد أن المنطقة القريبة منه حيث المقاهي والحانات والتي أيضاً يقع بالقرب منها أحد مطاعم ماكدونالدز
مليئة عن بكرة أبيها بمرتاديها وبالمتجولين وبالمشجعين وبالذات من مشجعي المنتخب الأرجنتيني بحكم قرب البلدين
وقلة من مشجعي خصمة المنتخب الإيراني وكل يشجع بطريقته الخاصة ويستفز خصمه لكن الأرجنتينيين
يتجاوزن ذلك إلى استفزاز الجارة الكبرى والبلد المضيف البرازيل بحكم التنافس التقليدي بينهما ،
وهناك نشيد يتغنى به كثيراً جمهور الأرجنتين طمعاً في مزيد من الاستفزاز تقول كلماته :
يا برازيلي احكي لي .. عندما كنت في بيت أبيك ..
أقسم أنه رغم مرور السنوات .. فأنت لا يمكن أن تنسى ..
عندما راوغك دييجو (مارادونا) .. ووضع كاني (كانيجيا) الكرة في شباكك ..
أعرف أنك تبكي منذ يوم إيطاليا"... الآن وبعد مرور السنين ..
ستشاهد ميسي يحمل الكأس في بلادك ..
ومارادونا أيضا أعظم من بيليه ..
بعد أن عشت تلك الأجواء الجميلة والتي كانت بروفة مصغرة لما سيحدث نهار الغد وتناولت طعام العشاء في أحد المولات
القريبة جداً منه والذي يحمل اسم Shopping Patio Savassi عدت إلى الفندق لتجهيز حقائبي وتذاكر
المباراة وبقية الأوراق بما فيها تذاكر العودة إلى الرياض نظراً لخروجي صباحاً من الفندق
وليلة الغد وهي الأخيرة لي في البرازيل سأتوجه إلى ساوباولو عبر الحافلات
الليلية والمهيئة للنوم وبعد ذلك خلدت إلى النوم وصوت المتجمهرين
قرب الفندق استمر يدوي حتى ساعات الصباح الأولى ..
في صباح اليوم التالي وكالمعتاد كما في بقية الأيام الماضية قمت قبيل شروق الشمس لآداء صلاة الفجر ومن ثم الإفطار
ثم جولة قريبة مع ساعات الصباح الأولى الجميلة حيث لاحظت أن منطقة التجمهر القريبة يتم غسلها بشكل
كامل بالمياه وهو أمر لابد منه مع وجود هذه الأعداد الكبيرة ، ثم توجهت لأخذ ذاكرة إضافية
للكاميرا ثم عدت للفندق لتسجيل خروجي منه وسط أعداد جيدة من
النزلاء الذين يحملون أعلام منتخباتهم وشعاراتها ..
وعندما هممت بالخروج صادفني أحد مشجعي الأرجنتين وسألني أن كنت سأذهب للملعب فأجبته بالإيجاب ففهمت منه أنه
سيبحث عن مشجع أرجنتيني ثالث لتوفير قيمة سيارة الأجرة حيث ستتوزع على 3 أشخاص فوافقت طمعاً في
تجربة جديدة ، وبالفعل سرعان ما انقضت دقائق ذلك المشوار المزدحم بالسيارات والتي استمرت قرابة
الساعة نظراً لكون هذا المشجع بالذات يشاكس كل من يمر قربنا ومعه علم أو يلبس قميص
لأحد الأندية أو المنتخبات بإسلوب مرح ( نظراً لردة الفعل الباسمة من الآخرين ) سواء
من مشجعي إيران أو من بعض المكسيكيين أو بقية الدول وبكل تأكيد أن
للبرازيليين النصيب الأكبر حيث لم يسلم حتى مشجعي ناديي
المدينة الكبيرين أتلتيكو مينيرو و كروزيرو من تعليقاته ..
وصلنا أخيراً إلى قرب ملعب المباراة والذي يسمى بملعب مينيراو ، ونظراً للتنظيمات المعدة لمثل هذه المباريات كان موقعنا الذي
نزلنا فيه بعيداً عن الملعب لمسافة تصل إلى قرابة 2 كلم ، استمريت في المسير وسط طرق مغلقة عن السيارات و
معزولة ولا يحق إلا لمن لديهم تذاكر بدخولها مع وجود بعض الباعة المتجولون ووسط جموع المشجعين وكل
يشجع بطريقته ويلتقط بعض الصور التذكارية حتى اقتربنا من الملعب ثم دخلت في طابور مزدحم
وطويل وممتع للتحقق من وجود التذاكر وسط أجواء مشمسة مائلة للحرارة ثم يتلو ذلك
عملية تحقق أخرى للتأكد من عدم حمل ما يمكن أن يفسد هذه التظاهرة ثم
توجهت إلى داخل الملعب للتأكد من مكان المقعد ثم توجهت
خارجه لأخذ جوله حوله ريثما يقترب موعد المباراة
والمحدد بالساعة الواحدة ظهراً ..
عدت لمقعدي لاحقاً وسط جموع مشجعي المنتخب الأرجنتيني ولهم طرق خاصة في التشجيع لا تخفى على متابعي كرة القدم
مستمتعاً بهذه اللحظات الجميلة ريثما تبدأ المباراة ،فيما بعد ابتدأت المباراة والتي لم تكن بذلك المستوى المأمول
والحسرة والحيرة بدأتا بالتغلغل إلى داخلي طمعاً في مشاهدة مباراة جميلة مليئة بالأهداف وبالفوز
المظفر لكن ذلك لم يحدث سوى في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع بقدم الأعجوبة
ميسي ولكم أن تتخيلوا حجم الفرح الذي انفجر في المدرجات وفي القلوب ،
استمر التشجيع و دوي تلك الأهازيج لبعض الوقت بعد المباراة ثم
بعد أن قلت أعداد الجماهير انتقلت إلى زوايا أخرى
من المدرجات لأخذ بعض الصور ثم صليت
العصر والظهر في المدرجات ..
توجهت خارجاً بعد ذلك متناولاً بعض الخفائف والمشروبات عائداً مع نفس الطريق وفي طريقي مع بقية الجماهير العائدة
لفت انتباهي وجود بعض الشباب الداعين إلى النصرانية في عدة أماكن وبرفقتهم أعداد من الكتيبات من مختلف
اللغات بما فيها العربية والفارسية والأردية والإنجليزية وقفت للإطلاع على لمحة مما فيها وسط ترحيب
كبير منهم ثم تجاوزتهم وسط إلحاح بأخذ بعض النسخ لكني لم أفعل ونسيت أن ألتقط بعض
الصور لهم ولشيء مما فيها ، استمريت في طريقي حتى تجاوزت ذلك المكان الذي
أنزلنا فيه سائق الأجرة مفضلاَ أخذ جزء من طريق العودة
مشياً على الأقدام استمر لعدة كيلو مترات ..
عندما حل الظلام استقليت سيارة أجرة لتنقلني إلى حيث الفندق وتلك الساحة المحيطة به لرؤية احتفالات الجماهير والتي كانت
أقل من الأمس لكن تواجد بعض من عازفي السامبا وبعض الباعة المتجولون ثم توجهت إلى الفندق لأخذ حقائبي من عند
استقباله ثم توجهت إلى محطة الحافلات الرئيسية في المدينة وتناولت طعام العشاء قربها حيث كان لدي حجز
مسبق عن طريق الانترنت قبل سفري إلى البرازيل لواحدة من تلك الباصات الليلية الممتازة والمعدة
للنوم حيث عدد المقاعد فيها لا يتجاوز 24 مقعداً وكل مقعد منها يمتد بشكل شبه أفقي
والزجاج تم تظليله بشكل كبير جداً ولمن أراد تجربتها وبحاجة في أي وقت إلى
شرح مصور لعملية الحجز فسأقوم آنذاك بكل سرور بشرح وافي له
ولطريقة اختيار الوجهات ومعرفة كافة المعلومات
المتعلقة بهذا الموضوع ..
المحطة جيدة ومكونة من 3 أدوار الأعلى مخصص للمطاعم وبعض المكاتب الإدارية أما الأوسط فهناك مكاتب عدة لمختلف شركات النقل
حيث تتم الحجوزات وبعض المطاعم والمحلات المختلفة واما الدور السفلي فتتواجد فيه الحافلات ، وأعداد المسافرين
كبيرة لكن هناك تنظيم جيد إلى حد كبير ، وعندما اقترب موعد الانطلاق قرابة الساعة العاشرة والنصف نزلت
إلى الأسفل منتظراً الحافلة والتي أتت في موعدها المحدد وكانت فعلاً كما رأيت سابقاً في الموقع وما أن
خرجت من المحطة إلا وقد خلدت إلى نوم عميق لم أتنبه إلا لصوت منبه الجوال حيث أديت صلاة
الفجر في ممر الحافلة حتى وصلت مع شروق الشمس قرابة الساعة السادسة والنصف
صباحاًإلى وجهتي الأخيرة ساوباولو والتي سأقضي كامل النهار
فيها كآخر سويعات الرحلة ..
* هنا رابط لموقع حجز الحافلات
الجماهير الأرجنتينية في المدينة قبل وأثناء المباراة
ما أن وطأت قدماي هذه المدينة إلا والتفكير بقرب انتهاء تلك الأيام الجميلة والتي تجاوزت الثلاثة أسابيع يدور في مخيلتي ،
وما أسرع ما انقضت أيامها وساعاتها !! تتطاير معها بعض الأسئلة هنا وهناك ... ما الذي لم أفعله ؟
وما الذي فعلته ؟ هل أرضيت نفسي وشغفي في تلك الأيام أم ليس بعد ؟
هل هناك متسع من وقت لفعل المزيد ؟ هل وهل وهل ؟ ...
رميت كل تلك الأسئلة والأفكار جانباً وألحقتها بما معي من مخططات كنت أنوي زيارتها في المدينة وفي ساوباولو
خلال الليلتين المتبقيتين لي في البرازيل وقررت أن أمضي قدماً نحو المجهول ونحو كل
ما يمكن أن يقابلني متناسياً كثيراً من المعلومات التي علقت في
ذاكرتي عندما كنت أعد العدة لزيارة المدينتين ..
بعد أن أخذت ذلك القسط من الراحة في الفندق توجهت خارجاً دون أخذ أي خريطة لأجد أمام الفندق تجمعاً لعدد جيد من
متابعي مباريات كأس العالم في المقاهي والحانات حيث تم وضع عدد من أجهزة التلفاز خارجاً لاستيعاب ذلك
العدد ، وكانت الأجواء تميل للحرارة نوعاً ما خصوصاً في الشمس ، ثم توجهت نحو وسط المدينة متبعاً
بعض اللوحات على الطرق الرئيسية ومستعيناً بما استطعت تعلمه من بعض الكلمات من
اللغة البرتغالية ، كنت أجد نفسي أحياناً أعود إلى حيث كنت قبل قليل وبالذات
حينما أود الاختصار والدخول عبر الشوارع الفرعية والسبب يعود إلى
طريقة تخطيط المدينة والتي تساعد في
أن يظل الشخص طريقه ..
وصلت فيما بعد إلى سوق المدينة المركزي Mercado Central والذي تم إنشاؤه أواخر 1929 م ويلبي الحاجات الأساسية لسكان
المدينة من اللحوم والأسماك والخضار والفواكه والملابس والعطارة ومحلات أخرى تكميلية كمحلات الهدايا والتذكارات ,
والذهاب لمثل هذه الأسواق المحلية يتيح للسائح فرصة الدخول ومعرفة بعض التفاصيل عن حياة المواطن
العادي في المدينة وقد حرصت على أخذ جولة كافية فيه أعادة ذاكرتي إلى سوق مشابه له في
هوشي منه الفيتنامية حيث سوق بن ثنه ، ولم ألتقط إلا عدة صور قليلة إحداهن لمحل
يبيع بعض المشغولات المصنعة من الخوص أعادتني بضائعه إلى زمن جميل
مضى وأخرى لمواقف السيارات والتي تقع في أعلى المبنى
والتي استغل جزء منها لوضع مطعم مؤقت وشاشة
عرض لمباريات كأس العالم ..
بعد ذلك واصلت المسير حتى منطقة وسط المدينة حيث زحمة السيارات والأسواق الشعبية وبعض من المراكز
التجارية والباعة المتجولون والمنطقة ليست على مستوى واحد حيث بعض الجهات مرتفعة
والأخرى منخفضة كما هو حال أغلب أجزاء المدينة ...
مساء عدت إلى الفندق لأجد أن المنطقة القريبة منه حيث المقاهي والحانات والتي أيضاً يقع بالقرب منها أحد مطاعم ماكدونالدز
مليئة عن بكرة أبيها بمرتاديها وبالمتجولين وبالمشجعين وبالذات من مشجعي المنتخب الأرجنتيني بحكم قرب البلدين
وقلة من مشجعي خصمة المنتخب الإيراني وكل يشجع بطريقته الخاصة ويستفز خصمه لكن الأرجنتينيين
يتجاوزن ذلك إلى استفزاز الجارة الكبرى والبلد المضيف البرازيل بحكم التنافس التقليدي بينهما ،
وهناك نشيد يتغنى به كثيراً جمهور الأرجنتين طمعاً في مزيد من الاستفزاز تقول كلماته :
يا برازيلي احكي لي .. عندما كنت في بيت أبيك ..
أقسم أنه رغم مرور السنوات .. فأنت لا يمكن أن تنسى ..
عندما راوغك دييجو (مارادونا) .. ووضع كاني (كانيجيا) الكرة في شباكك ..
أعرف أنك تبكي منذ يوم إيطاليا"... الآن وبعد مرور السنين ..
ستشاهد ميسي يحمل الكأس في بلادك ..
ومارادونا أيضا أعظم من بيليه ..
بعد أن عشت تلك الأجواء الجميلة والتي كانت بروفة مصغرة لما سيحدث نهار الغد وتناولت طعام العشاء في أحد المولات
القريبة جداً منه والذي يحمل اسم Shopping Patio Savassi عدت إلى الفندق لتجهيز حقائبي وتذاكر
المباراة وبقية الأوراق بما فيها تذاكر العودة إلى الرياض نظراً لخروجي صباحاً من الفندق
وليلة الغد وهي الأخيرة لي في البرازيل سأتوجه إلى ساوباولو عبر الحافلات
الليلية والمهيئة للنوم وبعد ذلك خلدت إلى النوم وصوت المتجمهرين
قرب الفندق استمر يدوي حتى ساعات الصباح الأولى ..
في صباح اليوم التالي وكالمعتاد كما في بقية الأيام الماضية قمت قبيل شروق الشمس لآداء صلاة الفجر ومن ثم الإفطار
ثم جولة قريبة مع ساعات الصباح الأولى الجميلة حيث لاحظت أن منطقة التجمهر القريبة يتم غسلها بشكل
كامل بالمياه وهو أمر لابد منه مع وجود هذه الأعداد الكبيرة ، ثم توجهت لأخذ ذاكرة إضافية
للكاميرا ثم عدت للفندق لتسجيل خروجي منه وسط أعداد جيدة من
النزلاء الذين يحملون أعلام منتخباتهم وشعاراتها ..
وعندما هممت بالخروج صادفني أحد مشجعي الأرجنتين وسألني أن كنت سأذهب للملعب فأجبته بالإيجاب ففهمت منه أنه
سيبحث عن مشجع أرجنتيني ثالث لتوفير قيمة سيارة الأجرة حيث ستتوزع على 3 أشخاص فوافقت طمعاً في
تجربة جديدة ، وبالفعل سرعان ما انقضت دقائق ذلك المشوار المزدحم بالسيارات والتي استمرت قرابة
الساعة نظراً لكون هذا المشجع بالذات يشاكس كل من يمر قربنا ومعه علم أو يلبس قميص
لأحد الأندية أو المنتخبات بإسلوب مرح ( نظراً لردة الفعل الباسمة من الآخرين ) سواء
من مشجعي إيران أو من بعض المكسيكيين أو بقية الدول وبكل تأكيد أن
للبرازيليين النصيب الأكبر حيث لم يسلم حتى مشجعي ناديي
المدينة الكبيرين أتلتيكو مينيرو و كروزيرو من تعليقاته ..
وصلنا أخيراً إلى قرب ملعب المباراة والذي يسمى بملعب مينيراو ، ونظراً للتنظيمات المعدة لمثل هذه المباريات كان موقعنا الذي
نزلنا فيه بعيداً عن الملعب لمسافة تصل إلى قرابة 2 كلم ، استمريت في المسير وسط طرق مغلقة عن السيارات و
معزولة ولا يحق إلا لمن لديهم تذاكر بدخولها مع وجود بعض الباعة المتجولون ووسط جموع المشجعين وكل
يشجع بطريقته ويلتقط بعض الصور التذكارية حتى اقتربنا من الملعب ثم دخلت في طابور مزدحم
وطويل وممتع للتحقق من وجود التذاكر وسط أجواء مشمسة مائلة للحرارة ثم يتلو ذلك
عملية تحقق أخرى للتأكد من عدم حمل ما يمكن أن يفسد هذه التظاهرة ثم
توجهت إلى داخل الملعب للتأكد من مكان المقعد ثم توجهت
خارجه لأخذ جوله حوله ريثما يقترب موعد المباراة
والمحدد بالساعة الواحدة ظهراً ..
عدت لمقعدي لاحقاً وسط جموع مشجعي المنتخب الأرجنتيني ولهم طرق خاصة في التشجيع لا تخفى على متابعي كرة القدم
مستمتعاً بهذه اللحظات الجميلة ريثما تبدأ المباراة ،فيما بعد ابتدأت المباراة والتي لم تكن بذلك المستوى المأمول
والحسرة والحيرة بدأتا بالتغلغل إلى داخلي طمعاً في مشاهدة مباراة جميلة مليئة بالأهداف وبالفوز
المظفر لكن ذلك لم يحدث سوى في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع بقدم الأعجوبة
ميسي ولكم أن تتخيلوا حجم الفرح الذي انفجر في المدرجات وفي القلوب ،
استمر التشجيع و دوي تلك الأهازيج لبعض الوقت بعد المباراة ثم
بعد أن قلت أعداد الجماهير انتقلت إلى زوايا أخرى
من المدرجات لأخذ بعض الصور ثم صليت
العصر والظهر في المدرجات ..
توجهت خارجاً بعد ذلك متناولاً بعض الخفائف والمشروبات عائداً مع نفس الطريق وفي طريقي مع بقية الجماهير العائدة
لفت انتباهي وجود بعض الشباب الداعين إلى النصرانية في عدة أماكن وبرفقتهم أعداد من الكتيبات من مختلف
اللغات بما فيها العربية والفارسية والأردية والإنجليزية وقفت للإطلاع على لمحة مما فيها وسط ترحيب
كبير منهم ثم تجاوزتهم وسط إلحاح بأخذ بعض النسخ لكني لم أفعل ونسيت أن ألتقط بعض
الصور لهم ولشيء مما فيها ، استمريت في طريقي حتى تجاوزت ذلك المكان الذي
أنزلنا فيه سائق الأجرة مفضلاَ أخذ جزء من طريق العودة
مشياً على الأقدام استمر لعدة كيلو مترات ..
عندما حل الظلام استقليت سيارة أجرة لتنقلني إلى حيث الفندق وتلك الساحة المحيطة به لرؤية احتفالات الجماهير والتي كانت
أقل من الأمس لكن تواجد بعض من عازفي السامبا وبعض الباعة المتجولون ثم توجهت إلى الفندق لأخذ حقائبي من عند
استقباله ثم توجهت إلى محطة الحافلات الرئيسية في المدينة وتناولت طعام العشاء قربها حيث كان لدي حجز
مسبق عن طريق الانترنت قبل سفري إلى البرازيل لواحدة من تلك الباصات الليلية الممتازة والمعدة
للنوم حيث عدد المقاعد فيها لا يتجاوز 24 مقعداً وكل مقعد منها يمتد بشكل شبه أفقي
والزجاج تم تظليله بشكل كبير جداً ولمن أراد تجربتها وبحاجة في أي وقت إلى
شرح مصور لعملية الحجز فسأقوم آنذاك بكل سرور بشرح وافي له
ولطريقة اختيار الوجهات ومعرفة كافة المعلومات
المتعلقة بهذا الموضوع ..
المحطة جيدة ومكونة من 3 أدوار الأعلى مخصص للمطاعم وبعض المكاتب الإدارية أما الأوسط فهناك مكاتب عدة لمختلف شركات النقل
حيث تتم الحجوزات وبعض المطاعم والمحلات المختلفة واما الدور السفلي فتتواجد فيه الحافلات ، وأعداد المسافرين
كبيرة لكن هناك تنظيم جيد إلى حد كبير ، وعندما اقترب موعد الانطلاق قرابة الساعة العاشرة والنصف نزلت
إلى الأسفل منتظراً الحافلة والتي أتت في موعدها المحدد وكانت فعلاً كما رأيت سابقاً في الموقع وما أن
خرجت من المحطة إلا وقد خلدت إلى نوم عميق لم أتنبه إلا لصوت منبه الجوال حيث أديت صلاة
الفجر في ممر الحافلة حتى وصلت مع شروق الشمس قرابة الساعة السادسة والنصف
صباحاًإلى وجهتي الأخيرة ساوباولو والتي سأقضي كامل النهار
فيها كآخر سويعات الرحلة ..
* هنا رابط لموقع حجز الحافلات
الجماهير الأرجنتينية في المدينة قبل وأثناء المباراة