بما أن كلمة See بالألمانية تعني بحيرة .. فها نحن قادمون أيتها البحيرة !
ربما كان اختيار اليوم ليس مثالياً .. فالبحيرات تأخذ لونها الأزرق من انعكاس لون السماء .. و بما أن السماء يومها كانت رمادية .. فقد افتقدنا اللون الأزرق بالبحيرة
خرجنا من الشلالات .. و المسافة ليست بعيدة .. فقط 45 كم
و الطريق مليء بالمزارع بين الجبال و المنازل الجميلة
طبعاً لا مانع من سؤال متكرر من ابنتي : ألسنا ذاهبين لمحل الأحذية لارجاع الحذاء ؟!
و نكمل وسط الطبيعة الجميلة
و الحقيقة أسرتي ليس لديها أدنى فكرة عن مقصدنا فقط هم يثقون في و في اختياراتي و يعلمون جيداً كم من الجهد و الوقت ذرفت لكي أخرج الجدول
حتى وصلنا مدخل المدينة المطلة على البحيرة
و الوجهة هي البحث عن مواضع ركن السيارات
هذا ممتلئ و ذاك ممتلئ
أخيراً وجدنا مكان .. هيا بنا
و الطريقة سهلة فأنت تحاسب بالمدة التي تقضيها بمجرد دخولك
مشينا حسب الاتجاهات معي بخريطة جوجل ال offline إلى حيث موقع البحيرة .. و طوال الطريق حدائق رائعة و منازل جميلة
و الخريف عشقي الذي لا ينتهي !
في الطريق للبحيرة
و أخيراً وصلنا
المدخل
هاهي بحيرة تيتي تلوح من بعيد
ألله على الجمال
و تظهر الشمس قليلاً فتأخذ صورة حلوة
و يظهر انعكاس الصورة في المياه الصافية
ثم تعود فتغيم
جلسنا بجانب البحيرة و قد استبد بنا التعب .. و الجوع طبعاً
و كنا قد جهزنا بعض الطعام اللذسذ قبل خروجنا من المنزل .. فجلسنا نتناول الشطائر الشهية
و إذا بالبط الجميل يقترب
تعالي يا بطوطة
و بما أن أبنائي - و أبوهم- ضعفاء أمام البط و الحمام و هذه المخلوقات و ممكن أن يجلسوا اليوم بطوله في إطعامهم
فقد بدءوا بالفعل في إطعامها فتجهمرت حولنا و الناس مستغربة
و بدأنا بالرجوع و هذه المباني في طريقنا
مررنا بسنتر المدينة و فيه محلات و سوق لكننا وقفنا للمشاهدة فقط و طبعاً مشهورين أيضاً بساعات الكوكو
الخريف بيستهبل !
عربة لتنظيف الأرض من ورق الخريف اللي أنا أصلاً مجنونة بيه
محطة القطار في المدينة للقادمين إليها بلا سيارات و هي وجهة شهيرة
شباك تذاكر القطار
المحطة نفسها
أكيد باصور مش عشان المحطة عشان ألوان الخريف !
الأرض نفسها نما فيها النبات بين البلاطات
و انتهت زيارتنا للبحيرة
و انطلقنا للمحطة الثالثة لهذا اليوم .. شلال Todtnau فهل وجدناه ؟!
بما أن الوقت كان متأخر .. و نحن وصلنا تقريباً الرابعة إلا الربع .. يعني قبل موعد إغلاق الزحليقة بربع ساعة .. و أساساً هذا موعد من السنة قليل المرتادين .. حيث أن الزحليقة بالأصل كان باق لها أيام قليلة و تغلق حتى الصيف القادم .. يعني لحقناها بالعافية! فإننا لما ذهبنا كانوا بيلموا أغراضهم و ماشيين و لما سألنا الموظفة كانت مستعجلة جداً فقطعت لنا التذاكر بسرعة شديدة بدون أن نفهم ما هي هذه الزحليقة و لا ماذا يفعلون فيها .. و لم يكن هناك ركاب قبلنا فلم نشاهد كيف تعمل و لا شيء !
حتى تعليمات الأمان لم تملها علينا الموظفة و إنما فوجئنا بها تزج بنا بسرعة في عربتين معلقتين من الأعلى و مفتوحتين ليس فيهما أي ذرة أمان و لم نكن نفهم أصلاً أن هذين العربتين سيصعدان بنا للأعلى !
و بما أننا لم نكن فاهمين أصلاً ماذا يحذث فقد ركب ابناي سوياً أمامنا بينما كنت أنا و زوجي خلفهم .. و صعقت لأني كنت أفضل أن يكون كل واحد من الصغار معه واحد منا .. و شعرت برعب لم أشهده في حياتي .. كنت أصرخ على ابنتي أن لا تفتح قطعة الحديد لأنها غير آمنة !
و كانت حكاية
آه يا بطني كلما تذكرت انفجرت بالضحك !
حيث أني تذكرت فجأة فيلم أمريكي اسمه frozen كنت شاهدته من فترة نفس العربة الصاعدة و نهايته شديدة التعاسة .. و أخذت أقول لزوجي الفيلم .. الفيلم ... و هو مرعوب مثلي و لكن يحاول التماسك !
لم يكن زوجي قد شاهد الفيلم بعد .. لذلك لم يشعر أحد بخوفي .. لكنني أصريت من فترة قصيرة أن أريه الفيلم فجلس يضحك و يقول لي مسكينة .. كل هذه كنت مخبياه ؟!!
يعني لكي تتخيلوا العربة هذه لقطة من الفيلم فهي تشبه العربة التي ركبناها بالتمام و الكمال و معلقة من الأعلى مثل التلفريك
أبطال الفيلم !
صعدنا للأعلى و قرأنا الشهادتين
و إذا بالحكاية لم تنته
نحن لم نعرف ماذا ينتظرنا فإذا بالموظف اللي بالأعلى يزج بنا مرة أخرى بعربتين بدون أن نعرف حتى ماذا سيحدث و كان هناك رجل و ابنه خلفنا .. فإذا بالعربتين الصغيرتين تنطلقان بالجاذبية إلى الأسفل بسرعو جنونية .. توقف قلبي و الله .. ليس خوفاً منها بل خوفاً على أبنائي الذين لم نعد نراهما في الأفق فقد نزلوا بسرعة شديدة جداً جداً .. بينما كان زوجي يشد مكابح عربتنا لأنه رآني مرعوبة
أما الرجل و ابنه خلفنا فكانوا هيتجلطوا من بطئنا !
يتمنون لو كانا أمامنا حتى يستمتعوا
يعني بصراحة تجربة مريعة .. ربما تعجب البعض .. لكن بالنسبة لي كانت مخيفة جداّ و بها كمية هائلة من الأدرينالين و أنا ست صاحبة عيا كفاية عليا كده
خرجنا من الزحليقة فوجدنا محل (بيني) أمامنا و له باركينج خاص به
تبضعنا و تسوقنا .. الأشياء رائعة و أسعارها جميلة و اشتريت بعض الأشياء لعمل عشاء لذيذ جداً منه المشروم (الفطر) بأنواع لم أرها من قبل
و لو تركتونا لاشترينا المحل كله !
توجهنا للمنزل .. و كل مرة نتجاوز مدخل الطريق الجبلي لأنه صغير جداً جداً .. وصلنا المنزل و توجهت أنا للمطبخ لعمل العشاء الساخن اللذيذ .. بينما ذهب أبنائي و غالباً أبوهم لرؤية البقر و الاطمئنان على الحيوانات فقد صارت مهمة يومية ..
تناولنا العشاء الرائع (لم أصوره للأسف) .. و تبادلنا الأحاديث عن هذا اليوم العجيب .. و أعجبني جداً أن كل الضيوف الذين سبقونا في هذا المنزل عندما تركوا بعض الأشياء مثل الملح و الزيت و الشاي و هذه الأشياء .. كتبوا عليها بطاقة بها تاريخ فتح العبوة .. فهي حركة ذكية و محترمة و شعرت أن كل البشرية بامكانها أن تتعاون .. حيث أن هناك أشياء كثيرة متروكة من ضيوف من أوروبا و أمريكا و استراليا و جنوب آسيا .. و مستلزمات ربما لم أرها من قبل .. و أنواع غريبة من الشاي و هكذا ..
حتى أنا تركت ما تبقى مني من زيت زيتون و تونة و جبن و بهارات و أرز و مثل هذه القبيل .. تعرفنا على ثقافات مختلفة مرت بهذا المطبخ و هذا المنزل .. و بلا أنانية
في الليلة السابقة و بعد أن تبضعنا من بيني .. اشترينا بعضاً من البيض للافطار .. و لما عدنا إلى المنزل .. و ذهب زوجي و الأولاد للمزرعة .. اكتشفا أن السيدة أنجليكا تبيع منتجات المزرعة و هذا ما كنت أعرفه أنا مسبقاً عن طريق الموقع الذي حجزت منه المنزل
منتجات المزرعة شكر فيها الضيوف كثيراً و هي تشمل البيض و الحليب و اللحوم و النقانق .. طبعاً لم تعرض السيدة علينا شيئاً من اللحوم لأنها ليست حلال .. صحيح أن السيدة كتابية و أن الله قال لنا أن نسمي على طعام أهل الكتاب .. لكن ذلك يشمل فقط (ذبائح) أهل الكتاب يعني اللحوم المذبوحة فقط .. لأنها تكون غير مذبوحة على الشريعة الاسلامية من استقبال القبلة و التسمية و خلافه .. فنسمي عليها حتى نعطيها صبغتنا الاسلامية .. أما اللحوم غير المذبوحة فهي خارج نطاق المسموح أصلاً .. و هؤلاء القوم يخنقون البقرة أو يصعقونها و هذا شيء ليس في ديننا و تعتبر بالنسبة لنا ميتة و بها أضرار بالغة لانحباس الدم .. هذا اعتقادنا و الله أعلم .. و الحكاية كلها خمس ست أيام ليست في حاجة إلى الشبهة و الحمد لله
المهم .. اشترى منها زوجي الكثير من الحليب و البيض .. يا ألله .. كم هو لذيذ و صحي .. أسعارها قليلة بالمقارنة بسعر السوبر ماركت و لكن الجودة أعلى .. و البيض صفاره برتقالي اللون و هو دليل على جودة الطعام الذي يقدم للدجاج و غناه بالبروتين ..
و هكذا في الصباح حضرت لهم فطوراً شهياً ..
كان يومها الجو مشمس على عكس البارحة ..
و الجو جميل جداً ..
هذا المنظر من الشباك
المنزل من الخارج
خلفية المنزل الطابق الأعلى الذي يسكنه الجد و الجدة
و وفوجئت بالقبيلة (زوجي و أولادي) يخرجون مبكرين .. لماذا ؟ لأنهم اتفقوا مع السيدة البارحة أنهم سيذهبون معها و هي (تمشي) البقر في الحقل في الأعلى !
فالسيدة أنجليكا .. لها عادة أنها تخرج البقر كل يوم صباحاً إلى خارج الحظيرة كما ترون .. لكي يرى الشمس و النور .. المكان كله مسوّر بأسلاك مكهربة حتى لا يفكر البقر بالانزلاق أسفل الجبل .. فهو صار يعرف أنه ممنوع الاقتراب من الأسلاك و قد حذرتنا منها بالطبع في أول ليلة ..
أنجليكا تجعل الأبقار تقضي حاجتها بالاجبار داخل الحظيرة بشكل نظيف جداً قبل الخروج حتى لا يفعلوا ذلك في الخارج .. فيلوثوا الغابة .. إنه احترام شديد للوطن و نظافة الوطن غير معقول
ثم تقوم أنجليكا كل ثلاثة أيام أو غيره باخراج البقر إلى منطقة أبعد .. و هي الحقل الذي يقع في أعلى الغابة .. حيث به مأكولات للبقر مختلفة و به مساحة كبيرة يستطيع البقر فيها أن يتجول براحته .. تخرج أنجليكا و راء القطيع و هو يسير أمامها لتصعد داخل الغابة .. مشوار مرهق حقاً .. لكن نفسية البقر تهمها .. ثم تتركه هناك .. و في نهاية المطاف .. يأتي الجد لينزل البقر مرة أخرى
و بما أن الجد اليوم كان عند الحلاق في القرية .. فقد عرض أولادي أو عرضت هي عليهم أن يتحملوا هم مسئولية البقر .. كان حماس غير مسبوق بالنسبة لأبنائي .. و بصراحة لم أتمالك نفسي من أن أذهب معهم .. و صورت المشوار كله فيديو .. البقر امامنا سبحان الله يعرف طريقه و يسير للأعلى .. فقط بقرة واحدة تبدو مشاغبة فتقف و تأبى الحراك .. و قد أعطتنا السيدة عصا رفيعة و طويلة نأشر بها لهم و يصرخ الأولاد Aus (أوس) يعني اخرجوا .. فيستمروا في الصعود !
الطريق داخل الغابة
و صلنا للأعلى فإذا بحقل كبير به أكثر من منطقة لأكثر من مزرعة مجاورة ..
لقد نبهتنا أنجليكا إلى منطقة معينة نترك البقر فيها و نغلق عليه الباب و نتركه حتى موعد قدوم الجد .. لنذهب نحن لرحلتنا .. لكن أولادي وقفوا فترة يتفرجون على البقر و هو يأكل بشراهة من عشب الحقل المختلف ..
ما هو إلا وقت قصير حتى قدم الجد بسيارته .. رجل عجوز .. لا يعرف أي حرف بالانجليزية .. و تحدث مع زوجي بالألمانية تارة .. و بالاشارة تارة أخرى .. كل هذا و أنا أستعجلهم حتى نبدأ رحلتنا .. حيث أنهم غير مدركين أن الموضوع فيه سفر لدولة أخرى !!
الغابة من الداخل
أخيراً تحركوا معي للأسفل
مخرج إلى الغابة
و أخذنا السيارة و بدأنا في التحرك
سيارتنا الحلوة
و من الأمام !
مسكين من يفكر أن البقر نسى ابنتي جزئياً موضوع الحذاء .. لأنها عادت تسأل عنه .. ماما أنحن ذاهبين لمحل دايشمان !
توجهنا إلى اتجاه فرنسا و هي بالغرب من ألمانيا ..
صور من الطريق
Alle Richtungen
يعني جميع الاتجاهات
قرى جميلة في الطريق
لا زلنا في الطريق
محل dm المحل المفضل عندي في ألمانيا لمستلزمات الصحة و الجمال و غيرهما
و بدأنا في عبور الحدود .. في الطريق قابلتنا محلات و استراحات بها سيارات عليها أرقام فرنسية .. و يظهر هنا سوبر ماركت REWE الشهير
و عبرنا الحدود ببساطة شديدة !
مجرد لوحة عليها (فرنسا) !
أوضح !
توقفت هواتفنا عن العمل لأن الخط الألماني لم يعد يعمل هنا .. و تذكروا هذه النقطة جيداً
لم تكن المسافة إلى مدينة كولمار ببعيدة على الاطلاق و كولمار هي مدينة تأرجحت بين ألمانيا و فرنسا لمرات عديدة .. فهي تارة ألمانية و تارة فرنسية .. و هي المدينة الثانية في إقليم ألزاس .. هذا الإقليم الذي حصلت عليه فرنسا بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية و كانت كولمار هي آخر مدينة مستردة
صحيح أن كولمار تتبع فرنسا حالياً لكن اللغة السائدة فيها هي اللغة الألمانية .. يوجد أقلية يتحدثون اللغة الألزاسية .. و هي مشتقة من الألمانية .. معظم السائحين فيها قادمين من ألمانيا و لذلك فمعظم اللفاتات أيضاً بالألمانية .. و لو هناك لافتات فرنسية فتجد تحتها مكتوبة بالألمانية
المدينة مبنية على الطرازين للعصور الوسطى و عصور النهضة .. و بها منازل شديدة الجمال بها الطرز الخشبية .. حتى أن بها منزل شهير مصنوع كله من الخشب ..
مركز المدينة القديم كبير و لكنه يقضى بالمشي على الأقدام .. المدينة مرصوفة بالكوبل ستون .. و تعتبر من المدن الفوتوجينيك .. الجميلة للتصوير .. تشتهر كذلك المدينة بالقنوات المائية التي من خلالها استحقت تسميتها ليتل فينيس
و هذه الأشياء صابون و مستلزمات حمام و شموع لكن بروائح مبتكرة و أشكال عجيبة !
مطعم البيت الأحمر
و قررنا العودة للسيارة للتوجه لوجهتنا القادمة و هي مدينة ستراسبورج
و لكن ....
و بعدين ؟!
ينفع كده نمشي من غير أكشن !!
أكيد لا
بينما وقفت أنا و الأولاد بجانب هذا المعهد نطالع اسمه (فيكتور هيجو) الكاتب و الشاعر الفرنسي الكبير صاحب البؤساء و أحدب نوتردام و غيرها
عبر زوجي و أولادي الشارع إلى الجهة المقابلة ليتصوروا بجانب هذا المبنى الأثري الجميل
وقفت أنا على الجهة الأخرى و لم أعبر معهم .. و بقيت بجانب معهد هوجو .. على اعتبار أنهم سيخلصوا تصوير و يعودوا .. مش عارفة غمضة عين .. و أنظر فلا أجدهم أمام المبنى !!
عبرت الشارع و اقتربت من المبنى
لا أثر لهم !
قلت في عقلي غالباً دخلوا .. هو تقريباً حسب ما أذكر متحف
المهم لفيت حوله .. اقتربت من مدخله .. لا يبدو أنهم بالداخل ..
عادي بالتأكيد سيعودون !
و مرت الدقائق وراء الدقائق و لا حس و لا خبر و بدأت أقلق ..
أخرجت تليفوني لأكلمهم .. أوباااااا ...
الخط الألماني لا يعمل هنا
..
و بالتالي الانترنت .. يعني لا مكالمة عادية و لا عن طريق برامج التواصل
و قررت التحرك باتجاه السيارة .. و مشكلتي أنني أخاف أنهم سيعودون إلى هنا للبحث عني و سنخسر وقت كثير
اضطربت جداً و شعرت بالقلق .. و صرت أمشي ببطء باتجاه السيارة .. و كل شوية أعود لأنظر ورائي إلى حيث تركوني
و مر وقت طويل جداً و هم يحاولون الاتصال بي و لا جدوى !
حتى قررت التوجه للسيارة بكل عزم و مشيت إليها فإذا بهم يقابلوني في الطريق بعد أن ذهبوا إلى السيارة فلم يجدوني فقرروا العودة إلى حيث تركوني !
وجدوني عابسة و غضبانة و هم يضحكون .. لماذا تركتوني و مشيتوا .. يقولون انت طوال الوقت ماشية تصورين فتخيلناك ماشية أمامنا إلى السيارة .. و صرنا نمشي و متوقعين أنك امامنا .. و لما وصلنا إلى السيارة أيقننا أننا أخطأنا و أنه ربما لا زلت واقفة في مكانك !!
ههههه ظرفاء
و التقطت آخر صور لكولمار و التي تصلح كارت بوستال بكل معنى الكلمة
و انطلقنا إلى السيارة متجهين إلى عاصمة إقليم ألزاس (ستراسبورغ)
بالقرب من كولمار توجد مدينة ستراسبورج .. و هي المدينة الأكبر .. و الأكثر فرنسية ..
لا أرى من حاجة لزيارة المدينتين سوياً .. فكولمار كانت كافية
بعد أن دخلنا المدينة كانت رحلة البحث عن باركنج شاقة فكلها ممتلئة فهي مدينة مشغولة أكثر من كولمار بالسيارات و المحلات و غيره ..
إلى أن وصلنا أخيراً إلى باركنج بداخل فندق .. و المهم أنه قريب من مركز المدينة و من النهر .. و اللطيف أن بمخرج الباركنج يوجد حمامات أكرمكم الله و هي لفتة أكثر من لطيفة
لم نمكث كثيراً الحقيقة في ستراسبورج .. تجولنا في مركز المدينة بشكل خاطف .. هي مدينة جميلة .. حيوية أكثر من كولمار .. لكنها أقل أصالة ..
أترككم مع بعض الصور
المتحف (متحف مدينة ستراسبورغ)
الكنيسة الشهيرة
ميدان كليبر هو الأشهر في سنتر مدينة ستراسبورج .. و كليبر هذا بالنسبة لنا كمصريين لمن يسأل .. هو القائد الذي تولى الحملة الفرنسية على مصر بعد سفر نابليون .. و هو مولود في ستراسبورج .. بعد أن دمر كليبر حي بولاق في مصر بالمدافع رداً على ثورة القاهرة الثانية ضد الاحتلال الفرنسي أثار حفيظة الشباب و بالتحديد الشباب الأزهري الذي أثارت الحملة حفيظته حين دخل جنود نابليون الجامع الأزهر بخيولهم و أحذيتهم .. و قتلوا الثوار .. ثوار ثورة القاهرة الأولى .. و لذلك تم قتله على يد طالب أزهري شامي اسمه سليمان الحلبي .. تسلق بمنتهى الشجاعة سور حديقة كليبر و قتله في منزله .. و لقد حاكمته الحملة الفرنسية و أعدمته رحمه الله.
هذا التمثال من البرونز هو لجوتنبرج و هو ألماني و يعتبر عميد الطباعة في هذه البلاد
و هذه ألعاب في وسط المدينة (كاروسل)
و هذا قطار صغير ميني ترين ينقل السائحين
لقطات من شوارع المدينة
و هنا الترام
و محل لافاييت الشهير
و هذه مكتبة كليبر كان عندها طابور طويل لا نعرف السبب ربما تخفيضات
سينما فوكس
جلسنا قليلاً في ميدان كليبر و بعد الصلاة و تناول الغداء قررنا الرجوع .. نسيت أن أخبركم أن الليلة موعد ولادة إحدى أبقار أنجليكا و الأولاد متحمسين للخبر السعيد !
عودة لعبور النهر
هنا في ستراسبورج يوجد (فرنسا الصغيرة) La petite France بدلاً من فينسيا الصغيرة في كولمار
متحف الألزاس
و صورة أخيرة قبل توجهنا للباركنج و السيارة و انطلاق
عبور الحدور الفرنسية الألمانية من جديد
في الطريق
و لما رجعنا المنزل منهكين جرى الأولاد إلى أنجليكا .. ليجدوا البقرة الصغيرة الجميلة !
لما تولد البقرة يضعون لها علامة في أذنها tag بها رقم قومي ! آه و الله .. أهلاً بك أيتها البقرة الألمانية الصغيرة في وطنك ألمانيا
تأخر الأولاد عندا لزوم المولود الجديد و كان معهم أبوهم
عادوا لتناول العشاء اللذيذ الذي قمت بتحضيره .. ثم ذهبنا في نوم عميق !
صباح هذا اليوم تأخروا قليلاً في الاستيقاظ .. نظراً لموضوع البقرة الوليدة الذي ملأ السمع و البصر البارحة
استيقظت أنا و رتبت الأشياء التي سنأخذها معنا .. و حضرت الفطور .. و خرجت إلى كرسي خارج المنزل أتمتع بالطبيعة البكر مع فنجان من شاي ساخن !
كان المشهد و الاحساس فوق الخيال !
و تخيلت أنني أرى هذا المشهد كل يوم .. كان الهدوء ساحر .. و النفس الذي أتنفسه نقي بدرجة لا يمكن وصفها .. يا ألله .. خلقت كل هذا الجمال في الأرض فماذا ينتظر عبادك في الجنة ؟
حتى الندى على السيارة !
شعرت بغصة لأننا عاجلاً أم آجلاً سنترك هذا المكان في خلال أيام قليلة بل ساعات .. و نعود لصخب المدينة و ضوضائها .. و الريتم السريع .. و غبار السيارات .. أووووووووف
و قررت الدخول للمنزل .. و عيناي لم ترتوي بعد من هذا السحر .. قابلتني القطة التي صارت صديقة لأولادي و هي قطة أنجليكا
و ما هو إلا وقت قصير حتى أيقظت الجميع .. فاليوم موعدهم المنتظر مع يوروبا بارك التي تنازعتني قبل تخطيطها صدقي المهني .. و كراهيتي للألعاب و خوفي منها .. فلو لم أخبرهم بوجودها ما عرفوها أبداً و قد فكرت في ذلك فعلاً و لكنني لم أرغب في أن أحرمهم من هذه الفرصة خاصة أنني قرأت أنها ربما كانت أجمل من يورو ديزني التي تنال دائماً الشهرة الأوسع .. و بما أننا لما كنا في باريس مع الأبناء لم نرغب أن نضيع يوماً في ديزني من أيام باريس المعدودة .. و نفرغها أحسن لمعالم باريس العديدة .. فإنني أولاً لا يمكنني أن أقيم المقارنة .. و ثانياً شعرت أن علي هذه المرة أن أذهب بهم لأكره شيء عندي و هو مدن الألعاب !
تناولنا الافطار .. بعد شراء كميات هائلة أخرى من البيض و الحليب من أنجليكا
لم تكن أنجليكا اليوم مهتمة بالأبقار .. بل لقد خلعت ملابس العمل بالمزرعة التي دائماً ما ترتديها و كانت مهتمة بنفسها لأن اليوم ستزورها والدتها و هي تسكن في المدينة .. شاهدنا الأم و سلمنا عليها .. هي سيدة راقية و تبدو في حال أفضل من أنجليكا .. أخبرتنا أن ابنتها الأخرى في أستراليا متزوجة هناك .. و أن الأم تأتي لزيارة ابنتها أنجليكا في الجبل كل فترة
و بدأنا في التحرك
طيعاً عاد السؤال الأشهر في هذا التقرير يسأل من قبل ابنتي .. متى سنذهب لمحل الأحذية ؟
و الحقيقة فقد وجدت فرعاً في طريقنا ليوربا بارك المتواجدة في مدينة رست .. هو ليس في رست نفسها بل في طريق فرعي .. اضطررنا لأخذه ارضاءاً لابنتي
و نزلنا في هذا المجمع التجاري .. كان مليء بالمحلات الشهيرة .. منها حبيب ألمانيا و حبيبنا نحن شخصياً (ألدي) .. حتى أن بعض النكات الكاريكاتورية تقسم ألمانيا إلى (ألدي الشمال) و (ألدي الجنوب) من فرط انتشار هذه السلسلة و حب الألمان لها
طبعاً نحن هنا أمام (ألدي الجنوب) !
كان هناك أيضاً dm الذي أحبه أنا شخصياً و أشتري منه الفيتامينات و غيرها .. و الأهم أننا وجدنا ...
عرفتوا المفاجأة ؟
نعم ... محل الأحذية دايشمان .. الحمد لله
نسيت ان أقول أن هذه المنطقة من حدود ألمانيا و فرنسا مختلطة جداً فالسيارات معظمها قادمة من فرنسا .. حتى البائعين بعضهم يتحدث الفرنسية
بمجرد أن أرينا البائعة فردتي الحذاء .. حتى اعتذرت كثيراً جداً و طبعاً كنا متوقعين بل متأكدين أنها ستأخذه و تعطينا النقود و تذخل ابنتي لشراء أي بوت آخر .. و هو ما كانت ترفضه ابنتي رفضاً باتاً طول الطريق و نحن نطمئنها و نقول لها ستجدينه ان شاء الله .. و نعرف في قرارة أنفسنا أن ذلك ضرب من الخيال .. فالمسافة أصلاً بين الفرعين هي كالمسافة بين دولة و أخرى !
الغريب و العجيب .. أن الآنسة المحترمة دخلت للمخزن و خرجت تحمل في يدها الفردة الصحيحة من الحذاء و هي تكرر اعتذارها مرة أخرى .. يااااااااه على سعادة ابنتي لن أستطيع وصفها لكم !
و طبعاً بما أننا دخلنا هذا المحل الذي يعشقه زوجي فقد وقف فيه هو و ابني تقريباً نصف ساعة .. و اشتروا منه .. شخصيات المحل شخصيات لطيفة لما سألنا أنا و البنت عن حمام أكرمكم الله في المنطقة .. أخذتنا الموظفة من يدنا و أدخلتنا حمام الموظفين ..
طبعاً تأخرنا جداً جداً على وجهتنا .. يوروبا بارك
و كان الطريق مسلياً بالقرى الصغيرة الجميلة ذات الطابع الألماني
و الكثيرون ممن يكون مقصدهم الرئيس يوربا بارك يقيمون في فنا دق أو منازل برست ..
كما أن هناك فنادق في يوروبا بارك نفسها و يمكن حجزها من موقع الحديقة و كلها تحمل أسماء من أشهر المعالم في المدن تماماً كتيمة الحديقة مثل (كولسيو) و (ألكازار) و (الأندلس) و (بيل روك)
و صرنا نمشي باتجاه الباركنج
و نقترب أكثر و الجو مغيم و على وشك المطر
وصلنا الباركنج الضخم جداً و صرنا نبحث عن مكان و معظم السكاشن فيه أغلقت لأن عدد السيارات اكتمل حتى وصلنا تقريباً أبعد سكشن عن مدخل الحديقة كان به بعض الأماكن المتبقية .. تركنا السيارة و مشينا مسافة كبيرة حتى البوابة و تقترب منا كلما اقتربنا صرخات اللاعبين .. و حماسة المرتادين
وصلنا قرب البوابة
و بدأت هناك لعبة فوق رؤوسنا في مدخل الحديقة (قطار سريع) و صرخات الراكبين طبعاً .. اشترينا التذاكر و كانت هناك أكثر من فئة منها يوم أو يومين .. و تذكرة البالغ 49.5 يورو و الطفل ليست أقل كثيراً 42.5
الحديقة لها طابع معين و هو تقسيمتها حسب الدول أي بمعنى أنها عبارة عن أجنحة كل جناح مسمى باسم دولة و لها طابع هذه الدولة كأنك تسير فيها بشكل مصغر .. فتجد جناح أسبانيا و فرنسا و هكذا و في جناح إيطاليا ستجد مثلاً قنوات البندقية المائية .. و هي فكرة بحد ذاتها حقيقة في منتهى الابداع
الحديقة ضخمة جداً تستحق يومين لمن يريد التمتع الكامل بها .. بها ألعاب عدة تناسب كل الأعمار و الأذواق كما أن بها عروض و شو .. و مطاعم ... و دخلنا
و قرأنا اللافتة التي بها لائحة الألعاب و معنا كذلك خريطة المكان و بدأنا بأحد الألعاب الأفعوانية في أول الحديقة و تخيلنا أنها أخطر شيء في الحديقة لكن الحقيقة اكتشفنا أنها و لا شيء بالنسبة للقادم !
اسم اللعبة سيلفر ستار
كانت الخطة أن نبدأ بالألعاب التي ليس عليها اقبال حتى تخف الزحمة من على الألعاب الحلوة و هو تفكير سليم و نظراً لضيق الوقت المتبقي فقد اخترنا ألعاب معينة و بصراحة حتى أنا انبسطت جداً جداً و كان يوماً رائعاً بمعنى الكلمة
الشيء الوحيد الذي أندم عليه هو أننا لم نذهب إليها مبكراً لأنها فعلاً كبيرة جداً و جميلة و متنوعة
لن تجدوا الكثير من الصور هنا لأنها الحقيقة كلها صور شخصية ..
من أكثر الألعاب الشهيرة
غرتنا هذه اللعبة شكلها بسيطة و إذا بها مخيفة و من المواقف المضحكة إنه اخترنا أنا و زوجي عربة في منتصف القطار حتى لا نكون نحن بمواجهة الأسفل عند النزول فإذا بمجرد ما اشتغلت اللعبة انقلبت العربات و لفت و صرنا نحن بالمقدمة !! يا للرعب الذي كنا فيه .. خدعنا !
ألعاب الماء .. و الأفعوانيات و منها الخطير جداً .. الحقيقة هناك واحدة لم أركبها معهم و وقفت أشاهدهم و إذا بي أجد العشرات من الناس يقفون مثلي لمشاهدة أحباءهم و هم يركبونها لأنهم لم يستطيعوا ركوبها مثلي و اسمها (بلو فاير ميجا كوستان) Blue fire megacostan
و هناك الأفعوانية الخشبية و هي مصنوعة بالكامل من الخشب (Wodan)
في النهاية تصور الأولاد مع بعض الشخصيات و أخذنا مكان متطرف و صلينا الظهر و العصر
و غادرنا الحديقة التي استمتعنا فيها للغاية
و في طريق العودة مررنا بسوبر ماركت ألدي و اشترينا مستلزمات العشاء و أشياء كثيرة من أدوات طبخ لأدوات مكتبية لشوكولاتة و الكثير من الهدايا و انتهى اليوم الجميل الحافل