المسافة من دوسلدورف الى بادن بادن تقدر ب 375 كلم
وتحتاج لقرابة 3 ساعات ونصف للوصول اليها
حيث أن الطريق مختلف السرعات..
فتارة تكون السرعة مفتوحة.. وتارة تكون أقل من 100 كلم
وذلك لوجود تحويلات لقرى ومدن في الطريق
اضافة الى انه كان في اجزاء منه يخضع لصيانة حيث يتحد المساران الى مسار واحد
في اختيار السكن في بادن بادن حرصنا على الحجز المسبق هذه المرة
وذلك لرغبتنا في الحصول على شقة فيها مطبخ..
لان (الثاية) مافكيناها من وصلنا..
واشتقنا للكبسة... فكان القرار اختيار شقة مسبقا
ودائما افضل الحجز من خلال بوكنق
رغم انه خذلني مرات سابقة .. لكني اراه الافضل
حرصنا في الاختيار ان تكون الشقة في سنتر بادن بادن
ووجدنا هذه الشقق
Apparthaus Pfeifer
والعنوان يشير الى انها وسط المدينة
بعد الوصول للمكان.. توجهنا للاخداثية من خلال تطبيق بوكنق
وبحثنا عن شقق.. ولم نجد شيئا..
لنتصل برقم الهاتف الموجود.. وترد علينا سيدة أشارت الى ان موعدنا الساعة 2 ظهرا وعلينا الانتظار
وفعلا انتظرنا...
وبعد وصولها كانت لاتعرف الانجليزية نهائيا.. وكان معها شاب ذكر لنا ان هذا المكان هو مقر المكتب للشقق وليس الشقق نفسها
وانه علينا ان نتبعهم لنصل للشقق...
وفعلا تبعناهم لنكتشف ان موقع الشقق يبتعد عن السنتر قرابة نصف كيلو..
والشقة في مكان مرتفع (طلعة)...
لكنها كانت مناسبة جدا..
غرفة بسريرين منفصلين.. وصالة كبيرة فيها اريكة تستخدم كسرير
ومطبخ متكامل من كل الاغراض وصالة طعام.. ودورة مياه...
وكانت في الدور الثاني ولا يوجد اسنسير...
وبعد نقاش وكلام اننا حجزنا في السنتر وليس هنا...
خيرونا بين الحصول عليها او الغاء الحجز...
وبعد تفكير ... قررنا ان نـأخذها خاصة ان البحث قد يستغرق وقتا أطول..
الشقة كما ذكرت واسعة..
وتبعد عن وسط المدينة 500 متر يعني مشي 10 دقائق تقريبا
وقريب منها سوبر ماركت كبير.. ومغسلة..
بعد الشقة..
نزلنا في جولة على الاقدام لوسط بادن بادن
وكان الجو يميل للبرودة
وكان الهدوء يلف المدينة لقلة عدد السياح حسب مافهمنا من احدهم..
وكانت الحديقة القريبة من السنتر رائعة..
بتوسط النهر فيها
وفي مسطحاتها الخضراء التي تصلح للتمشي على الاقدام
وسط مناظر بديعة.. وجو جميل
تسوقنا في وسط المدينة..
وبحثنا عن غايتنا.. وهو دجاج لنكبس عليه كبستنا
وبحثنا في اكثر من سوبر ماركت موجود في المدينة
لكن أحد الأتراك ذكر لنا اننا لن نجد في بادن بادن دجاج حلال..
وهو ماجعلنا نختار شراء سمك لنجعل الكبسة صيادية...
بادن بادن جميلة وهادئة..
مميزاتها قربها من كثير من الاماكن التي يمكن زيارتها
ووجود سوق جيد داخلها
ومطاعم وكافيهات
تشتهر بوجود منتجعات صحية مميزة فيها لوجود المياه المعدنية التي نستخدم في المصحات
واسمها (بادن بادن) يعني بالالمانية المياه الحارة...
عدد سكانها يصل الى قرابة 600 ألف نسمة
وتعتبر المدينة من أجمل المدن السياحية في ألمانيا
ليس فيها بحيرة ..
فقط نهر يجري في طرف منها
انطباعي الأولي عنها أنها تصلح لأيام لاتزيد عن يومين
ولايمكن مقارنتها بأي حال من الاحوال بامثال زيلامسي او انتر لاكن... او حتى اوزنجول..
منها كانت انطلاقتنا لبعض الزيارات التي سأتحدث عنها في الحلقات التالية...
بدأنا زياراتنا صباح اليوم الثاني في بادن بادن بزيارة حديقة الحيوانات في كارلسروه Karlsruhe zoo
وهي أكبر حديقة حيوانات في ألمانيا.. وتبعد عن بادن بادن 40 كلم تقريبا.. ويزروها قرابة مليون سائح سنويا
ويقع قريبا منها قصر Schloss Karlsruhe
وتعتبر الحديقة أقدم حديقة حيوان في ألمانيا حيث افتتحت عام 1865م
وزيارة المكان ليس لكونه مكانا يضم حيوانات فقط..
بل الحديقة تعتبر مكان جميل للجلوس والتمشية.. ويوجد بحيرتين صغيرات يربط بينهما نهر صغير...
مع وجود مساحات كثيرة للجلوس والاسترخاء
ويوجد فيها أنواع كثيرة من الحيوانات تقدر بأكثر من 900 نوعا
كما يوجد فيها حوالي 800 شجرة متنوعة جلبت من العديد من البلدان
الحديقة كانت جميلة
وزاد جمالها عدم برودة الجو في ذلك اليوم
مع كونها كانت تشهد تواجد اعداد كبيرة من الزوار
قضينا فيها قرابة الثلاث ساعات..
لنغادرها متوجهين لبحيرة مملسي....
وجهتنا في اليوم الثالث في بادن بادن كانت إلى الجنوب
حيث زيارة بحيرة ممل ( Mummelsee) والتي تعتبر من أجمل البحيرات التي يمكن زيارتها في المانيا
وتقع في الجزء الشمالي من الغابات السوداء.. على بعد 55 كلم جنوب بادن بادن
وهذه الصور من النت... للتعرف عليها في فصل الصيف والربيع..
قبل أن اعرض الصور التي وجدنا البحيرة عليها
ولكون الطريق مرتفعا بعض الشيء.. وفيه بعض المنعطفات.. ومسار واحد يحتاج الطريق لقرابة الساعة والربع للوصول للبحيرة
وكون زيارتنا للبحيرة كانت في فصل الشتاء.. فقد وجدنا البحيرة متجمدة بالكامل..
ورغم رغبتنا بالاستمتاع برؤية البحيرة.. الا ان استمتاعنا كان أكبر حينما شاهدنا البحيرة وهي متجمدة..
وهو منظر لم يسبق لي رؤيته على الاطلاق..
البحيرة ترتفع عن سطح البحر قرابة 3400 قدم حيث يوفر ارتفاعها مكانا مناسبا لاطلالات جميلة وممارسة بعض رياضات التسلق للجبال او المشي نزولا او التجديف في القوارب الصغيرة فقط في فصلي الصيف والربيع..
والبحيرة ليست كبيرة حيث يمكن رؤية اطرافها عن قرب..
وكعادة الأوربيين في اضفاء بعض القصص الأسطورية على بعض المعالم.. خاصة البحيرات
حظيت بحيرة مملسي بأسطورة أرجعت سبب تسميتها (Mummel) الى ملك كان يحمل نفس الاسم حيث تظهر له حوريات البحر في الليل لترقص وتغني له وتحكي له بعض القصص
وتذهب الاسطورة أكثر لتقول ان الحوريات هن في الأساس راهبات دفن تحت البحيرة كان لهن دور في مساعدة المزارعين ورعاية اطفالهم لكن بعد أن أحبت احداهن أحد الشباب غضب عليهن وهاجت البحيرة ليغرقن فيها..
ولذا يوجد في طرف البحيرة رمز لحورية تقف في طرف البحيرة.. ترمز لتلك الحورية العاشقة
يوجد في البحيرة فندق ومطعم مطل عليها.. وسمعت انه يؤجر قريبا منها اكواخ للسكن لكني لم أشاهدها
وقريب منها في قرية Ruhestein محمية طبيعية وغابات جميلة تصلح للتمشية
قضينا وقتا ممتعا في البحيرة..
وتناولنا بعض المأكولات الخفيفة في مطعم البحيرة..
وانطلقنا لنكمل الجلوس في مكان قريب منها..
رغم اكتساؤه بالبياض بفعل الثلوج... لكن لظهور الشمس خفف البرد
لنجلس وننزل بقهوتنا وتميراتنا.. ونجلس جلسة استرخاء جميلة
مغادرين المكان قبيل مغيب الشمس...
لنكمل يومنا في شفتنا في بادن بادن
استعدادا لزيارة أخرى.. لبحيرة أجمل وتستحق ان تقضي بالقرب منها وقتا من الزمن...
فكونوا على انتظار...
اليوم الأخير في بادن بادن..
وقررنا الخروج مبكرين في الصباح.. وفي النية التوجه الى بحيرة كونستاس والاقامة فيها يومين..
وعلى الطريق نرتاح في بحيرة تتلسي Titisee
وفعلا .. انطلقنا في التاسعة بعد أن سلمنا الشقة..
واستغرق وصولنا الى بحيرة تتلسي Titisee قرابة الساعتين والنصف.. لوجود تحويلات.. وكون أكثر الطريق كان مسارا واحد...
وكانت المسافة 150 كلم تقريبا
وحينما وصلنا البحيرة وجدناها أفضل بكثير مما توقعناه... رغم آثار برد الشتاء عليها..
بحيرة كبيرة.. جميلة.. الجبال في الغابات السوداء تكتسي بأشجار طويلة خضراء
وبالإضافة الى ذلك.. كانت المنطقة حية وفيها حركة للسياح ..
حيث وجود الفنادق والمقاهي واماكن بيع الهدايا التذكارية..
وعلمنا أن البحيرة تستحق اقامة .. وليس مجرد مرور عابر...
لكننا لم نرغب بتغيير الخطة السابقة والتوجه الى بحيرة كونستاس.. أغرانا على ذلك كونها تطل على خمس دول..
بحيرة تتسي تقع في منطقة الغابات السوداء في ألمانيا..
وتعتبر البحيرة أجمل البحيرات وأكبرها في ألمانيا.. واكتسبت اسمها من الامبراطور الروماني تيتوس
وتبلغ مساحة البحيرة قرابة 2 كيلو متر مربع وعمقها يبلغ 20 متر
وتتكون مياه البحيرة من ذوبان الجليد في المرتفعات القريبة منها ، ويصب فيها نهر غوتاش (Wutach)
البحيرة مكان جميل.. ورائع للبحث عن الهدوء والاستجمام
خاصة في فصل الصيف.. حيث أن البرد كان عائقا في الاستمتاع بها في الشتاء
وحسب ماشاهدت من صور .. يوجد في البحيرة كثير من الأنشطة السياحية كركوب قوارب التجديف والسفن والطيران الشراعي .. وغيرها
ويقع شمال البحيرة قرية صغيرة أخذت اسمها من البحيرة وهي تيستي نيوشتاد .titisee-neustadt والتي تتكون من ستة مناطق متفرقة
ويبلغ عدد سكان تتسي نيوشتاد قرابة 12 ألف نسمه يعمل أكثرهم في الصناعة والزراعة والسياحة
ولأننا كنا عقدنا العزم على التوجه إلى كونستانس.. فقد كان بقائنا في البحيرة لم يتجاوز الثلاث ساعات..
لنغادرها صوب بحيرة أخرى ذكرها لنا احد الالمانيين الذي بادلنا الحديث عند البحيرة.. وهي بحيرة schluchsee
والتي رغم كبر البحيرة وعرضها الواسع.. الا انها لم تكن بجمال بحيرة تتسي.. ربما لأنها مرتفعة عنها...
حيث لاوجود لأنشطة وحركة سياج على البحيرة...
وتوقفنا عندها لآداء صلاتي الظهر والعصر جمع تأخير....
ذكرت في الجزء السابق أننا خططنا سابقا أن نتوجه الى بحيرة كونسناتس..
وفعلا... وحتى بعد أن خرجنا من بحيرة schluchsee بعد آداء الصلاة..
قطعنا قرابة 40 كلم متوجهين للبحيرة...
لكن حلول الظلام.. وتعقيدات الطريق قبل الدخول على الطريق السريع...
إضافة الى أننا فكرنا في العودة من كونسنانس... وطول الطريق في التوجه الى باريس...
وإن بقينا يوما في نقطة في المنتصف لن يبقى لباريس سوى يوم واحد...
لنتخذ القرار بعد مشاورات مع صديقي في الرحلة بإلغاء كونسنانس... والعودة الى ستراسبورغ الفرنسية لنبقى فيها ليلة واحدة...
ثم نتوجه من الغد الى باريس...
وحاولنا البحث عن نقطة أخرى غير سنراسبورغ تكون في المنتصف.. ولكننا لم نجد في بحثنا السريع عن مكان يستحق الاقامة...
فكان قرارنا التوجه الى ستراسبورغ والمبيت فيها ليلة..
ربما يكون لي عودة بحلقة أخيرة .. استقرائية شاملة.. قبل الانتقال للجزء الفرنسي.. حيث ستراسبورغ وباريس...