B
Bedo Abd El Samad
:: مسافر ::
أول يوم في الهند
" تايه في دلهـي "
ده كان أول يوم ليا في الهند، دايمًا الهند بنوصفها على إنها "غريبة وعجيبة ومريبة"، طبعًا أنا مكنتش سائح ساذج فاكر الهند زي الأفلام كدة الناس ماشية طول اليوم ترقص فـ الشارع، بس برضة الواقع أكثر غرابة ألف مرة من التوقعات، من أول ما قالوا فـ الطيارة إننا داخلين على مطار دلهي خلاص بصيت م الشباك كدة لقيت إله ضخم فـ وسط الميدان حاجة زي تمثال محمد على بتاعنا كدة، لأول وهلة المنظر بيخض .. الحاجات دي بقيت خلاص ع أرض الواقع مش أفلام .. طبعًا إنك توصل الهند بليل من غير حد ميكون مستنيك من غير حجوزات فندق أو هوستيل فدي تنفع مشهد في فيلم رعب لناس كتير .. غيّرت شوية دولارات م المطار وطلعت بره المطار كوم لحم واقف .. ألفين واحد جم عليا "تاكسي يا باشا" أنا طبيعي وانا مسافر ضد إني أدفع فلوس في تاكسي .. بس فعلًا المرادي أنا مركبتش عشان مكنتش عارف أقوله فين .. بعدت عن الرحمة كدة وخدت نفس عميق .. كل اللي كان معايا لغة هندية بسيطة كافية للتعامل مع معرفة ممتازة للأرقام واسم شارع مشهور بهوستلز رخيصة فـ دلهي
طبعًا كنت عامل سيرش قبل كدة وعارف إن في خط مترو للمطار فاستلقفت شاب كدة كان جاي يقابل ناس وقلتله المترو فين يا شبح قالي طوالي فـ يمين فـ يمين قلتله أحلى مِسا .. رحت المترو محطة إيه ؟! .. شفت شبح تاني هو شارع (س) أقرب محطة ليه إيه .. قالي كذا .. ركبت طبعًا دقيقتين عقبال ما تفهم السيستم والمحطات .. ونزلت بقا .. خارج من محطة مترو الساعة يجي 11 مثلًا .. ومحطة مقطوعة اللي هو حثالة الهنود قاعدين بيشموا "كُلّه" ف الشارع وباصينلي والدنيا ضلمة كحل .. قلت يا واد سبها ع الله وطلعت مشيت وشنطتي ع كتفي وطول مانا ماشي بوجِه نظرات الشبحنه اللي هيا "متفتكرنيش سايح يلااااا اللي هيقرب مني هشحوره " طبعًا مرورًا ببعض الأزقة ومع رفقة الكلاب الضالة وصلت للشارع اللي بيقولوا عليه ده .. تخيل كدة واحد ألماني نازل عفيفي أو علاغا أو الباطنية بعد نص الليل .. متخيل الموقف يعني .. المحلات بتقفل .. رجالة العصابات الشيك لسه صاحيين .. الكلاب الضالة عددها أكتر من البشر .. عدلت الشنطة وكملت .. طبعًا أجنبي وجاي آخر الليل وشنطته ع كتفه .. فريسة سهلة للسماسرة طبعُا بيبتدوا معاك بالكلام وبعدين يشدوك من إيدك ومن رجلك وعندهم طولة بال بنت كلب ممكن يمشي معايا 5 شوارع .. طبعًا قلت أنا لو رحت مع حد فيهم هتخيط وش دا غير عمولة وموال .. قلت هفضل ماشي كدة وخلاص
لحد ما شفت كدة فندق صغير رحت كابس عليه .. قلتله عندكو هنا سرير يعم الحاج قلي الدورم كلها مليانة مفيش غير اوض .. قلت ابتدناها .. طيب ماشي بكام الأوضه ؟ .. قالي السرير دبل وبتاع والأوضة بـ 1000 روبيه .. طبعُا أنا م الأفلام والسيرش عارف إن الهند الأسعار فيها بتضرب فـ 7 و8 أضعاف للسياح .. قلتله عند أمك ماشي وريني الأوضه الأول .. طلعت لقيتها مقبولة يعني ف الظروف اللي أنا فيها وحتى لو مش فـ الظروف احنا ملوك الكحرتة .. نزلتله تحت وبدأت مغامرة فصال ممتعة جدًا .. الراجل ماسك فـ الف .. وأنا عارف إن الفصال محتاج تمكن فـ اللغة وأنا مش حافظ أوي غير الأرقام .. فـ رحت هابد الرقم بالهندي وقلتله 200 .. الراجل اتخض كدة وقال "الواد ده شكله شبح وبيتكلم هندي" وانا بطيخة أساسًا ولا عارف حاجة .. وهو عمال يهري كتير كدة " اللي هو ياباشا مش هينفع والجو ده" وأنا مش فاهم أي حاجة بس عمال أعمل إكسبرشنز بوشي قال يعني فاهم ومش عاجبني الكلام .. وبعد ميتكلم ربع ساعة أقوله نفس الراجل مع صيغة " هو دا آخري وخلصانة يا زميلي" .. الراجل فضل ينزل بالأرقام ويهري وأنا عمال أغير فملامح وشي لحد ما لسعته رقم 300 بالهندي وقلتله تمام .. فهو تقريبًا يأس مني ووافق فـ الآخر .. أنا طبعًأ كنت اللي هو إيه ده أنا انتصرت بجد .. طبعًا أهم حاجة تفضل متماسك كدة وتنشف .. كان فيه طقم هنود قاعد كدة فـ الهول عاملين سهرة وبصولي بصة فريسة اغتصاب أو تحفيل .. رحت باصصلهم نفس بصة الشبح كدة وهابد الشنطة ع الأرض وقولت الواد يطلعالهي .. طبعًا أنا كل ده بخبط من جوه بس لازم تـact tough حتى الرمق الأخير .. طلعت الأوضة مببص فجيبي لقيت كل مصحح والواد باصصلي .. كنت لسه هرتبك كدة وأديله أي حاجة .. وقفت كدة وقلتله "معلش يا شبح هديك بكرة أما أفك" الواد نزل وعلى وشه حسرة كدة .. أوضة عظيمة بسرير دبل وتلفزيون ومروحة صوتها محشرج وحمام مفيهوش دش .. حاولت أهتم بالنضافة ع قد مقدر طلعت ملاية كنت جايبها معايا تحسبًا فرشتها ع سرير فردت هدومي .. الجوع قرصني افتكرت محل كدة ع الناصية بيشوي حاجة مش عارف دي كلاب ولا خنازير ولا أنهو بلا أزرق ع دماغهم .. غيرت هدومي ونزلت بتمشى كأني متربي فـ المنطقة ونازل أدنجل بليل .. بصيت ع الراجل قلتله إيه ده .. قالي برياني .. قلتله حلو هاتلي حبة أطفحهم.
رجعت ارتميت ع السرير كدة فكرت فـ الكام ساعة الآخرانين دول والجنان اللي عملته .. بس اكتشفت ساعتها إنك لو عاوز حاجة هتعملها وهتتصرف ومحدش هيقف قصادك .. هتروح آخر بلاد الدنيا وهتتعامل .. الليلة دي اكتشفت إنك لو شغلت دماغك هتسلك فأي حتة .. واكتشفت أنِ استطيع أنْ أنجو في أزقة دلهي المظلمة
" تايه في دلهـي "
ده كان أول يوم ليا في الهند، دايمًا الهند بنوصفها على إنها "غريبة وعجيبة ومريبة"، طبعًا أنا مكنتش سائح ساذج فاكر الهند زي الأفلام كدة الناس ماشية طول اليوم ترقص فـ الشارع، بس برضة الواقع أكثر غرابة ألف مرة من التوقعات، من أول ما قالوا فـ الطيارة إننا داخلين على مطار دلهي خلاص بصيت م الشباك كدة لقيت إله ضخم فـ وسط الميدان حاجة زي تمثال محمد على بتاعنا كدة، لأول وهلة المنظر بيخض .. الحاجات دي بقيت خلاص ع أرض الواقع مش أفلام
.. طبعًا إنك توصل الهند بليل من غير حد ميكون مستنيك من غير حجوزات فندق أو هوستيل فدي تنفع مشهد في فيلم رعب لناس كتير .. غيّرت شوية دولارات م المطار وطلعت بره المطار كوم لحم واقف .. ألفين واحد جم عليا "تاكسي يا باشا" أنا طبيعي وانا مسافر ضد إني أدفع فلوس في تاكسي .. بس فعلًا المرادي أنا مركبتش عشان مكنتش عارف أقوله فين .. بعدت عن الرحمة كدة وخدت نفس عميق .. كل اللي كان معايا لغة هندية بسيطة كافية للتعامل مع معرفة ممتازة للأرقام واسم شارع مشهور بهوستلز رخيصة فـ دلهي طبعًا كنت عامل سيرش قبل كدة وعارف إن في خط مترو للمطار فاستلقفت شاب كدة كان جاي يقابل ناس وقلتله المترو فين يا شبح قالي طوالي فـ يمين فـ يمين قلتله أحلى مِسا
.. رحت المترو محطة إيه ؟! .. شفت شبح تاني هو شارع (س) أقرب محطة ليه إيه .. قالي كذا .. ركبت طبعًا دقيقتين عقبال ما تفهم السيستم والمحطات .. ونزلت بقا .. خارج من محطة مترو الساعة يجي 11 مثلًا .. ومحطة مقطوعة اللي هو حثالة الهنود قاعدين بيشموا "كُلّه" ف الشارع وباصينلي والدنيا ضلمة كحل .. قلت يا واد سبها ع الله وطلعت مشيت وشنطتي ع كتفي وطول مانا ماشي بوجِه نظرات الشبحنه اللي هيا "متفتكرنيش سايح يلااااا اللي هيقرب مني هشحوره " طبعًا مرورًا ببعض الأزقة ومع رفقة الكلاب الضالة وصلت للشارع اللي بيقولوا عليه ده .. تخيل كدة واحد ألماني نازل عفيفي أو علاغا أو الباطنية بعد نص الليل .. متخيل الموقف يعني .. المحلات بتقفل .. رجالة العصابات الشيك لسه صاحيين .. الكلاب الضالة عددها أكتر من البشر .. عدلت الشنطة وكملت .. طبعًا أجنبي وجاي آخر الليل وشنطته ع كتفه .. فريسة سهلة للسماسرة طبعُا بيبتدوا معاك بالكلام وبعدين يشدوك من إيدك ومن رجلك وعندهم طولة بال بنت كلب ممكن يمشي معايا 5 شوارع .. طبعًا قلت أنا لو رحت مع حد فيهم هتخيط وش دا غير عمولة وموال .. قلت هفضل ماشي كدة وخلاصلحد ما شفت كدة فندق صغير رحت كابس عليه .. قلتله عندكو هنا سرير يعم الحاج قلي الدورم كلها مليانة مفيش غير اوض .. قلت ابتدناها .. طيب ماشي بكام الأوضه ؟ .. قالي السرير دبل وبتاع والأوضة بـ 1000 روبيه .. طبعُا أنا م الأفلام والسيرش عارف إن الهند الأسعار فيها بتضرب فـ 7 و8 أضعاف للسياح .. قلتله عند أمك ماشي وريني الأوضه الأول .. طلعت لقيتها مقبولة يعني ف الظروف اللي أنا فيها وحتى لو مش فـ الظروف احنا ملوك الكحرتة .. نزلتله تحت وبدأت مغامرة فصال ممتعة جدًا .. الراجل ماسك فـ الف .. وأنا عارف إن الفصال محتاج تمكن فـ اللغة وأنا مش حافظ أوي غير الأرقام .. فـ رحت هابد الرقم بالهندي وقلتله 200 .. الراجل اتخض كدة وقال "الواد ده شكله شبح وبيتكلم هندي" وانا بطيخة أساسًا ولا عارف حاجة .. وهو عمال يهري كتير كدة " اللي هو ياباشا مش هينفع والجو ده" وأنا مش فاهم أي حاجة بس عمال أعمل إكسبرشنز بوشي قال يعني فاهم ومش عاجبني الكلام .. وبعد ميتكلم ربع ساعة أقوله نفس الراجل مع صيغة " هو دا آخري وخلصانة يا زميلي" .. الراجل فضل ينزل بالأرقام ويهري وأنا عمال أغير فملامح وشي لحد ما لسعته رقم 300 بالهندي وقلتله تمام .. فهو تقريبًا يأس مني ووافق فـ الآخر .. أنا طبعًأ كنت اللي هو إيه ده أنا انتصرت بجد
.. طبعًا أهم حاجة تفضل متماسك كدة وتنشف .. كان فيه طقم هنود قاعد كدة فـ الهول عاملين سهرة وبصولي بصة فريسة اغتصاب أو تحفيل .. رحت باصصلهم نفس بصة الشبح كدة وهابد الشنطة ع الأرض وقولت الواد يطلعالهي .. طبعًا أنا كل ده بخبط من جوه بس لازم تـact tough حتى الرمق الأخير .. طلعت الأوضة مببص فجيبي لقيت كل مصحح والواد باصصلي .. كنت لسه هرتبك كدة وأديله أي حاجة .. وقفت كدة وقلتله "معلش يا شبح هديك بكرة أما أفك" الواد نزل وعلى وشه حسرة كدة .. أوضة عظيمة بسرير دبل وتلفزيون ومروحة صوتها محشرج وحمام مفيهوش دش .. حاولت أهتم بالنضافة ع قد مقدر طلعت ملاية كنت جايبها معايا تحسبًا فرشتها ع سرير فردت هدومي .. الجوع قرصني افتكرت محل كدة ع الناصية بيشوي حاجة مش عارف دي كلاب ولا خنازير ولا أنهو بلا أزرق ع دماغهم .. غيرت هدومي ونزلت بتمشى كأني متربي فـ المنطقة ونازل أدنجل بليل .. بصيت ع الراجل قلتله إيه ده .. قالي برياني .. قلتله حلو هاتلي حبة أطفحهم.رجعت ارتميت ع السرير كدة فكرت فـ الكام ساعة الآخرانين دول والجنان اللي عملته .. بس اكتشفت ساعتها إنك لو عاوز حاجة هتعملها وهتتصرف ومحدش هيقف قصادك .. هتروح آخر بلاد الدنيا وهتتعامل .. الليلة دي اكتشفت إنك لو شغلت دماغك هتسلك فأي حتة .. واكتشفت أنِ استطيع أنْ أنجو في أزقة دلهي المظلمة
