حنا نحب ندندن على وتر العاطفة كثير، وأي شيء لا يروق لنا نقول "ظلم".
مفهوم الظلم أن تسلب حقا من حقوقك وتمنع منه بغير وجه حق، وهذا غير ظاهر في قرار الوزارة، بالعكس الظلم هو أن أعطيك بعثة فقط لكونك في بلد الابتعاث وأقوم بترقية بعثتك في حين أن أشخاصا آخرين في السعودية لم يتم قبولهم في برنامج الابتعاث.
القرار فيه عدل ومساواة، حيث إن كل الناس تتساوى سواء من سبق وحصل على بعثة سابقة ومن لم يحصل عليها، فكلهم الآن يقدمون على الوزارة والأحق بالبعثة يحصل عليها.
أنت ما تعتقد أن الظلم أن يحصل شخص على بعثة بكلوريوس فيضمن بعثة الماجستير والدكتوراه فقط لأنه حصل على البكلوريوس، في حين أن هناك أشخاصا أخرين في السعودية يرغبون في إكمال دراستهم العليا ولكنهم محرومون من هذا لأنهم لم يحصلوا على فرصة البكلوريوس؟ بمعنى آخر: أيهما أكثر عدلا أن نوزع مخصصات الابتعاث على أكثر من شخص، أو نجلس ندفع هذه الأموال على أشخاص معينين فقط بحكم وجودهم في أرض الابتعاث؟
شخص أخذ فرصته ودرس بكلوريوس، وشخص آخر لم يحصل على بعثة البكلوريوس، ثم بعد ذلك يظل الشخص اللي أخذ فرصة واحدة يستكمل فرص الابتعاث الثلاث بكلوريوس وماجستير ودكتوراه في حين أن الشخص الآخر في السعودية قد يكون أفضل منه وأكثر جدية لكنه ممنوع من فرصة بعثة واحدة لأن البعثة والترقية صارت مضمونة للشخص الأول الذي في بلد الابتعاث.
شخص تعلم اللغة الإنجليزية وحصل على درجة علمية، أليس من العدل أن تتاح الفرصة لشخص آخر لم يتعلم اللغة ولم يحصل على بعثة مطلقا؟
أليس من العدل أن يتنافس كل الاثنين على هذه الفرصة ويفوز بها من يفوز بها بدلا من أن نضمنها لشخص واحد فقط لأنه موجود في بلد الابتعاث.
أرجو أن نفكر بعقلية ومنطقية وندع الولولة والعويل والتشكي والتحجج بالظلم.