حديث الجمعة: صِل توصَل فتصل May 1, 2015 at 12:33am اللهم صل وسلم وبارك على...

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Rania Aboalela
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
R

Rania Aboalela

:: مسافر ::
حديث الجمعة: صِل توصَل فتصل
May 1, 2015 at 12:33am
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين في كل لمحة ونفس وحين
اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين كلما ذكرك وذكره الذاكرون وكلما غفل عنك وعنه الغافلون صلاة تكون لقلوبنا سكناً وتقربنا بها منك وترحمنا
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك ملء ما خلقت وملء مافي السموات والأرض وملء كل شيء
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد ؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)
هي الرحمة
التي تُبقى الناس في تواصل مالم يمحوها تغليب المصالح
الناس التي تتواصل بمقياس المصالح فهي ناس منافقة
أما الناس التي تتواصل بمقياس الحب والمودة والعطف ولله فهي مؤمنة
وهي التي يصح قول الله عز وجل عنها
"والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار "
فما هي الرحمة؟
كما أراها
هي الرقة في القلب التي تأخذ النفس لتعطف وتحسن وتسامح وتعطي وتوثر الغير!!
الرحمة فطرة فطرها الله في النفس وهي ما تعينك على طاعة أوامر الله في تحقيق مكارم الأخلاق التي تحفظ لك حفظك لمكانك في ترابط وتكامل وتلاحم وبناء خلق الله في كونه
الرحمة باختصار هي ما تعينك على تحقيق جميع صفات الكمال التي فطرها الله فيك
قال تعالى في حديثه القدسي
(أَنَا اللَّهُ وَأَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنِ اسْمِي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ )
إذن هي من الرحم وهي موجبة لوصل الله لك أو قطعه
صلتك للرحم التي تبدأ بوالديك فتكون أقوى ما تكون وتشمل جميع أولوا القربى ومن ثم الجيران ومن ثم جميع من تصاحب وتعرف وتعاشر وترافق وتزامل وتعامل
وكلما زاد إيمانك زادت قوة تلك الرحمة فيك ووصلك لها مع من تعامل وكان تعاملك معهم بصفات الله عز وجل التي أوجدها فيك
فأنت تصل ما أمر الله به أن يوصل وهي التعامل بالحب والأخوة والتناصح والتناصر و السعي للحاجات أينما وجدت
هي ما تجعلك تسامح وتغفر وتلطف وترضى وتحسن وتشكر وتدخل السرور لغيرك كلما استطعت
فإذا ما كمل إيمانك زادت رحمتك واقتديت بالرسول الكريم الذي قال له الله عز وجل
( و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
ولأحببت لأخيك ما تحب لنفسك!!
لصبرت على الخير والمعروف ولأنفقت سراً وعلانية ولسترت على أخيك وأصلحت وأكملت وعاونت
فإن كنت رحمة
تحققت فيك تلك الآية ولصحبتك الملائكة وكانت لك جنود مجندة ولشملت بخيرك حتى نسلك وسلالتهم ولعم بك خيراً أجمع وأكمل
هو بك رحمة ولأهلك رحمة
!!
وكلما نقص إيمانك كلما نقصت واحتدت وآثرت نفسك وأهمتك المصالح وقد تصل بنفسك إلى أن تحيا لنفسك فقط ولمصلحة نفسك فقط ولأصبحت أناني حسود بغيض متكبر متفاخر بضلال وجهل وفسوق
حرمت نفسك لذة الإيثار ولذة العطاء ولذة الخير لم تتألم لتألم أخيك بل أنك فرحت وقد تكون أشر إلى أن تكون أنت سبب في هذا الأذى والألم
ولنُزعت منك الرحمة ولم تكن فيك بركة فزادت أطماعك وحسدك
!!
إن كنت تصل ما تصل
إسأل نفسك
ما دافعك؟؟ وإلى ماذا تريد أن تصل؟
هل تصل لله أم لمصلحة؟
هل ترحم فقط المقربين أم الجميع؟؟
إن كنت صادقاً في جوابك ورأيت في نفسك خيراً لإخوانك برحم الإيمان وأخوة بني آدم
نميها
لا تقتلها لقلة من مثلك
و إن لم تصدُق ولم تميز مصلحتك الحقيقية
ركز وتمحص مره أخرى
الله عز وجل لا يرحم من لا يرحم
قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
(الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ)
هل أنت مستغني عن تلك الرحمة؟
إذا كنت لازلت لا تفهم معنى الرحمة فافهم
١-أن كل هذا الكون قائم على الرحمة فإن أقمتها كنت سائراً مع الكون واصلاً له وكان الكون بكل مخلوقاته معك
إقرأ وتذكر قوله تعالى
" أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ﴾"
اعلم أن هذا الطير مرزق ومسخرله ومحفوظ
وما رزقه وتسخيره والتسخير له وحفظه الا برحمة الله عز وجل
وأنت مثل ذلك الطير قائم برحمة الله وزادك فضلا بأن جعلك تختار وتعقل وتحكم
فهل تبيع هذا وتسخط مقابل عمى قلب وضلال ومعصية وبغض لإخوانك في الله وحسدك وصغر عقلك واتباع للشيطان؟؟
هل تستغني عن تسخير الكون وملائكته لك؟؟
صل توصل بأمر الله وفضله وستصل بإذن الله
٢-أنت أصلا لم تقم ولم تكن ولن تحاسب فتنجوا إلا برحمة الله عز وجل ولن يغفر لك إلا برحمته
قال تعالى:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
اعلم
انت كلك لله عز وجل وما حلمه عليك وامهاله إلا برحمته
إن لم ترحم عباد الله فكأنك اخترت أن تيأس من رحمة الله
و خسرت الأمل في النجاة من كل كرب وشر وعذاب
"وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد".
====
إذن حافظ على الرحمة في كل أمرك تضمن رحمة الله في كل امرك
وبقدر قطعك بقدر استغناءك
رحمة الله وسعت كل شئ فلتعمل لتسعك رحمة الله في كل شئ بأن ترحم أنت كل شئ
====
٣- إسأل نفسك إلى ماذا تريد أن تصل بوصلك؟
لتطمع برحمة الله لك في كل شئ
تحرى رحمة الله في كل شئ حولك وفي كونك وفي تعاملاتك
وكيف؟
قال تعالى:{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ }
إذن
-كن تقياً والتقوى من القلب تجدها حين عملك ومنعك عن ماذا تمتنع ولماذا تعمل
-أدي الزكاة والزكاة تكون في كل شئ أتاك هو الله وزكاة كل شيء النفع به
-كن مؤمناً وفي كل يوم كن أكثر إيماناً من قبله
٤ـ الرحمة فطرة لا اختيار ولا يتركها إلا من نزعها الله منه لحكمته وقد يكون من شدة ضلال من نُزعت عنه والله أعلم
ولأنها فطرة فهي كبقية ما فطرنا الله عليه من الطباع إما أن تنمو وإما أن تُنتكس
نميها في تحريها
فكيف تحفظها ؟
كيف تنميها؟؟
كيف تنكسها؟؟
في الحديث القادم نجيب على هذه التساؤلات بإذن الله
#رانية أبوالعلا
 
اللهم صل على محمد وآل محمد ما ذكره الذاكرون وما غفل عنه الغالفون واكتب لنا بهذه الصلاة شفاعته والري من حوضه وجواره في عليين
 
اللهـم في يوم الجمعه أرحم من ضمه التراب وأشفي من أنهكه الوجع وأغث من أثقله الهم وأهدي من غرته الدنيا
مساء الخير وجمعه مباركه
♡"