R
Rania Aboalela
:: مسافر ::
حديث الجمعة: من ليقتحم العقبة؟
May 8, 2015 at 12:40am
حديث الجمعة
=======
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين في كل لمحة ونفس وحين
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين كلما ذكرك وذكره الذاكرون وكلما غفل عنه وعنه الغافلون صلاة تكون لقلوبنا سكناً وتقربنا بها منك وترحمنا
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد ؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)
في الحديث السابق تحدثنا عن معنى الرحمة وكيف يحيا المؤمنون في الرحمة وكيف يتواصلون
لكن لتعرف كيف تحفظها وتنميها لابد أن تسأل نفسك هل لا زال في قلبك رحمة أم أنك قسوت ونزعها الله منك
فلتسأل نفسك
حين توضع في موضع ولاية
هل أنت تتعامل بنفس الرحمة مع أقرباءك وغير أقرباءك
فإن كنت مع اقرباءك في رحمة ومع غيرهم لا فهو ليس دليل رحمتك الحقيقية بل قد يكون فقط دليل أنك تحيا للدنيا ومقياسك عرف الدنيا وقوانينها وليس من قلبك المؤمن.
ذلك الذي يبدو رحيماً مع بعضاً وبعضاً
تجده لا يظهر طيباً الا للمصلحة أو كآداء عرف وواجب
فلتسأل نفسك
حين تتولى موضع ولاية على الضعفاء
ما هو حالك هناك؟؟
في ذلك دلالة لنفسك رحيم أم غير رحيم
ومن الناس
من تؤذي الضعاف ومن أمرهم تحتهم وبالأخص إذا لم يوجد من يحميهم ويدفع عنهم
يا لطيف
تجد هؤلاء
يستطيعون تمالك أنفسهم ويتهذبون فيمن علموا أن وراءهم من يحميهم أو قانون مطبق عليهم
اعلم إن كنت قادر على اختيار التهذيب من عدمه ولم تتهذب في تعاملك مع الضعاف هذه إشاره على أنك ظالم
لأنه باختيارك وبإرادتك ترحم أو لا ترحم
والله عز وجل حرم الظلم على نفسه
فلا تسأل إن كنت ظالم لماذا حرمك الله
مهما تفعل قد لا يرحمك الله في أشد حاجاتك خاصة إن كان ظلمك فيمن يرحمهم الله ويتولاهم وليس لهم الا الله.
ومن يعمل سؤاً يُجزى به
لكن الخير أن الله كريم وبفضله قد يرحمك في كامل حياتك
إلا في جنس ما ظلمت فيه حتى تُصلح وتتوب فارجع واعدل وأحسن قبل فوات الآوان
!!
ومن الناس من لا ترحم الكبير
بإكرامه وحفظ عظمة شيبه وإيفاؤه حقه
ومنهم من لا ترحم حتى صغيرها! !
ولا ترحم ضعفه وعدم قوته وقدرته!!
تجد منهم من يُخرجون أمراضهم النفسيه على صغارهم
وما مرضك إلا من نفسك بسوء ظنك وتملك الشيطان لك
وما كان لهم عليك من سلطان الا بسبب بعدك عن القرآن وتدبر الأيات والتصديق لله
بسبب ذنبك ومعصيتك ولهوك ولعبك وفراغ وقتك
"ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ويعرف حق كبيرنا "
!!
كيف نعيد الرحمة؟؟ كيف ننميها؟؟
================
١-ذكر الله وتلاوة القرآن الكريم
بالتجربة وبتجربتي الخاصة واسألوا كل من يتلون القرآن بتدبر وحب
تدمع عيناك ويرق قلبك على أي أذى أو عذاب تجده بين العباد ويسعد قلبك من أقل خير وسعادة تجدها بين عباد الله
ارجع وابدأ ولو بسماعه قبل تلاوته
في كل وقتك وفي سيارتك وحين تعمل ما تعمل
اختار تسجيلاً للقرآن بصوت تحبه وترتاح له واسمع القرآن بنية الرحمة والحفظ
يحفظك الله ويذكرك
واعلم إن لم تكن تفرح على خير وتتعس على شر فأنت لم تكتمل فيك تلك الرحمة
٢-أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك
عود نفسك على التفكير في غيرك قبل نيل ما في نفسك إن كان يمس غيرك
والبعض تفكيرهم نفسي نفسي
وهذه "نفسي نفسي" موضع حاجتها الحقيقية وقت الحساب وحينها تكون مرغماً لا مختاراً
فاختار الآن ما يخفف عنك أو يمنعك حاجتها عند الحساب
رحمتك لغيرك في هذه الدار الآن من منجياتك ساعة اللقاء هناك
٣-طهر قلبك
لا تحقد ولا تفسد ولا تؤذي ولاتحسد وتمنى لأخيك ما تحب لنفسك
وهذه تجدها حين تحب نفسك وتعرف مافيها من جمال أودعه الله فيك
وكلنا فينا جمال
لكن البعض لا يرونه ولا يفهمونه فهم تعساء حاسدون كارهون
أبصر واسمع وافهم واشعر وانظر للرحمة في حالك
إن وجدت شيئاً ظننته شراً
فكر فيه بإيجابيه وتفاؤل وسترى ما فكرت
إن فكرت بتشاؤم كأنك أسأت الظن بالله وشككت برحمته
ومن يمنح من يشك فيه ما يريد؟؟
وهو الله الكريم الرحيم
أنت لا شئ بلا رحمته فتحرى رضاه برحمة عباده
لتجد الرحمة وتشكر حالك
تدبر سورة الكهف وما فيها من رحمة مخفية في ظواهر الأعمال
٤- تدبر الكون واقتدي بسنته
-لاحظها في الأمطار حين يشتد الحر في مكان تنزل رحمة الله عز وجل بأمطار فيها نفحات عليلة، وبالأخص إن كان مكان ليس فيه بدائل تبريد وتلطيف
-لاحظ الطيور كيف تطير صفوفاً وكيف تجد طريق ذهابها وعودتها لولا رحمة الله عز وجل
حتى في رزقها وهي من الذاكره المسبحة
كل الطيور بلا استثناء تحيا بالتسبيح
وتجدها في أوقات الصلاة يعلوا صوتها دليل ذكرها
هل عجزت يا إنسان أن يتحقق فيك وعد الله بأن يرزقك مثلما يرزق الطير
" لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا"
وما يعينك على صدق التوكل هو رحمة قلبك لأنك تؤثر أن ترحم غيرك في إيثاره عن نفسك حين تكون أنت وهو في موضع أخذ وعطاء
٥- عند ملزمات الغضب لا تُخرج غضبك فعلاً لا ترحم فيه من تحتك
إعلم
أن الله يغلب برحمته غضبه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اله صلى الله عليه وسلم ( لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي )
فلتفهم
إن كان الله يغلب رحمته على غضبه وهو الله الغني "وربك الغني ذو الرحمة"
كيف تجرؤ أنت يا عبد يا فقير يا ضعيف يا محتاج يا مسكين
أن تسبق بغضبك رحمتك فتحكم بغضبك لا رحمتك
نستغفر الله العظيم
لا يعني يأن لا تغضب على من يمنع حقوق العباد ولا يؤديها ويقسو ولا يرحم ويظلم
لا بل هنا أنت ترحم المغلوب بإنزال غضبك على من ظلم
تمنع الأذى بمنعك الظالمين أن يطغوا ويزيدوا فيفسدوا
وهذا مثاله ما تراه جلياً
فيمن يسمع بمن يظلم أو لا يرحم الضعاف فيعاقبه بحرمانه موضع مسؤؤليته التي أتاحت له الظلم
سبحان الله
حتى في العقاب الدنيوي بحرمان السلطة بأمر حكم دنيوي رحمة لهذا الظالم ورحمة لهذا الحاكم معاً
تدبرها
!!!
٦- اقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم
إن كنت تريد أن تصحب الرسول صلى الله عليه وسلم وتحبه
اقرأ في سيرته وسلوكه
كيف هو رحيم في أدق التفاصيل
مع الزوجة والأصحاب ومع الأحياء والأموات ومع الضعاف والفقراء والمساكين ومع الأطفال
وحتى مع النباتات وهي تشعر به وما حالها معنا إلا كما حالها مع قدوتنا
تدبر تلك الآية وانظر في نفسك هل أنت من هؤلاء الذين مع الرسول صلى الله عليه وسلم
"مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ"
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ"
اعف وشاور وتوكل واعزم
ينصرك الله بإيثار طاعته على غضبك ونفسك ورأيك
اعزم
كن طيباً رحيما محباً معطاءا صالحاً لين الكلمة والمعشر حسن الخلق
وفي سلوكه صلى الله عليه وسلم من الرحمة في كل شئ فلنتتبعها
ولنسمع أوامره وتوصياته
أوصانا بالرحمة وأوصانا بالإحسان على الأهل والجيران والحيوان والأطفال والضعاف والفقراء والمساكين
===========
ُأين نحن من هذا الإيمان؟
============
أين الحب من قلوبنا لنرحم؟؟
لماذا نُزعت منا الرحمة؟
لماذا نحن مسلمون ونقول أننا نحب الرسول ولا نقتدي؟؟
اختصار جواب السؤال في إجابة واحدة
وهي أننا نبحث عن مصالحنا الدنيويه ونتحارب عليها وأطعنا الشيطان وخفنا زوال تلك الحاجات والمصالح
وما الأنانية وضيق نظرتنا حول مصلحتنا الدنيوية الذاتية إلا بتزيين الشيطان
ما كان منه إلا أنه وسوس لنا فصدقناه وتوعدنا فأطعناه
أغلقنا سمعنا عن آيات الله وتحذيره ووعيده ورحبنا بصوت الشيطان فينا
أصبحنا نخاف ونهتز ونقلق من أقل وسواس
ولم نفهم حتى حديث الطير في توكله وما طائرنا إلا معنا بكل خير ورزق إن توكلنا
وتفاءلنا
عد
حين توضع في موضع أن ترحم غيرك أو أن تنال حاجتك بأذى غيرك لا تفعل
حين ينالك خير لا تفكر في منعه عن غيرك لتكون وحدك من تملكه بل ارحم
حين ينال غيرك خير كنت تريده فلتعلم أنه أكثر حاجة منك وقد يكون اكثر استحقاقاً لفضل الله منك
هو ليس بعملك ولا عملهم بل هو قلبك وقلبهم
ولا جمعك ولا جمعهم بل فضل الله ورحمته
إن كنت ذو قلب طيب سليم فلتفرح بهذا
"قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ"
اعلم
كل ما أوتيت في نفسك وحولك وكونك فهو بفضل الله ورحمته
ولتحقق رضا الله
كن في نفسك بربك رحمة وذو فضل
صل واربط واكمل وانفع واصلح
ولتنمو اتبع أوامر الله عز وجل ورسوله فيم يقتضيها
كن مؤمن فرج الكربات وسد الحاجات
امنح نفسك القوة يوم العقبة وقيي نفسك العذاب الأدنى والأكبر وطبق وتدبر ولو تلك الآية اجعلها أمامك كل يوم
" فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ"
وقل الحمدلله رب العالمين
#رانية ابوالعلا
May 8, 2015 at 12:40am
حديث الجمعة
=======
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين في كل لمحة ونفس وحين
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين كلما ذكرك وذكره الذاكرون وكلما غفل عنه وعنه الغافلون صلاة تكون لقلوبنا سكناً وتقربنا بها منك وترحمنا
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد ؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)
في الحديث السابق تحدثنا عن معنى الرحمة وكيف يحيا المؤمنون في الرحمة وكيف يتواصلون
لكن لتعرف كيف تحفظها وتنميها لابد أن تسأل نفسك هل لا زال في قلبك رحمة أم أنك قسوت ونزعها الله منك
فلتسأل نفسك
حين توضع في موضع ولاية
هل أنت تتعامل بنفس الرحمة مع أقرباءك وغير أقرباءك
فإن كنت مع اقرباءك في رحمة ومع غيرهم لا فهو ليس دليل رحمتك الحقيقية بل قد يكون فقط دليل أنك تحيا للدنيا ومقياسك عرف الدنيا وقوانينها وليس من قلبك المؤمن.
ذلك الذي يبدو رحيماً مع بعضاً وبعضاً
تجده لا يظهر طيباً الا للمصلحة أو كآداء عرف وواجب
فلتسأل نفسك
حين تتولى موضع ولاية على الضعفاء
ما هو حالك هناك؟؟
في ذلك دلالة لنفسك رحيم أم غير رحيم
ومن الناس
من تؤذي الضعاف ومن أمرهم تحتهم وبالأخص إذا لم يوجد من يحميهم ويدفع عنهم
يا لطيف
تجد هؤلاء
يستطيعون تمالك أنفسهم ويتهذبون فيمن علموا أن وراءهم من يحميهم أو قانون مطبق عليهم
اعلم إن كنت قادر على اختيار التهذيب من عدمه ولم تتهذب في تعاملك مع الضعاف هذه إشاره على أنك ظالم
لأنه باختيارك وبإرادتك ترحم أو لا ترحم
والله عز وجل حرم الظلم على نفسه
فلا تسأل إن كنت ظالم لماذا حرمك الله
مهما تفعل قد لا يرحمك الله في أشد حاجاتك خاصة إن كان ظلمك فيمن يرحمهم الله ويتولاهم وليس لهم الا الله.
ومن يعمل سؤاً يُجزى به
لكن الخير أن الله كريم وبفضله قد يرحمك في كامل حياتك
إلا في جنس ما ظلمت فيه حتى تُصلح وتتوب فارجع واعدل وأحسن قبل فوات الآوان
!!
ومن الناس من لا ترحم الكبير
بإكرامه وحفظ عظمة شيبه وإيفاؤه حقه
ومنهم من لا ترحم حتى صغيرها! !
ولا ترحم ضعفه وعدم قوته وقدرته!!
تجد منهم من يُخرجون أمراضهم النفسيه على صغارهم
وما مرضك إلا من نفسك بسوء ظنك وتملك الشيطان لك
وما كان لهم عليك من سلطان الا بسبب بعدك عن القرآن وتدبر الأيات والتصديق لله
بسبب ذنبك ومعصيتك ولهوك ولعبك وفراغ وقتك
"ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ويعرف حق كبيرنا "
!!
كيف نعيد الرحمة؟؟ كيف ننميها؟؟
================
١-ذكر الله وتلاوة القرآن الكريم
بالتجربة وبتجربتي الخاصة واسألوا كل من يتلون القرآن بتدبر وحب
تدمع عيناك ويرق قلبك على أي أذى أو عذاب تجده بين العباد ويسعد قلبك من أقل خير وسعادة تجدها بين عباد الله
ارجع وابدأ ولو بسماعه قبل تلاوته
في كل وقتك وفي سيارتك وحين تعمل ما تعمل
اختار تسجيلاً للقرآن بصوت تحبه وترتاح له واسمع القرآن بنية الرحمة والحفظ
يحفظك الله ويذكرك
واعلم إن لم تكن تفرح على خير وتتعس على شر فأنت لم تكتمل فيك تلك الرحمة
٢-أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك
عود نفسك على التفكير في غيرك قبل نيل ما في نفسك إن كان يمس غيرك
والبعض تفكيرهم نفسي نفسي
وهذه "نفسي نفسي" موضع حاجتها الحقيقية وقت الحساب وحينها تكون مرغماً لا مختاراً
فاختار الآن ما يخفف عنك أو يمنعك حاجتها عند الحساب
رحمتك لغيرك في هذه الدار الآن من منجياتك ساعة اللقاء هناك
٣-طهر قلبك
لا تحقد ولا تفسد ولا تؤذي ولاتحسد وتمنى لأخيك ما تحب لنفسك
وهذه تجدها حين تحب نفسك وتعرف مافيها من جمال أودعه الله فيك
وكلنا فينا جمال
لكن البعض لا يرونه ولا يفهمونه فهم تعساء حاسدون كارهون
أبصر واسمع وافهم واشعر وانظر للرحمة في حالك
إن وجدت شيئاً ظننته شراً
فكر فيه بإيجابيه وتفاؤل وسترى ما فكرت
إن فكرت بتشاؤم كأنك أسأت الظن بالله وشككت برحمته
ومن يمنح من يشك فيه ما يريد؟؟
وهو الله الكريم الرحيم
أنت لا شئ بلا رحمته فتحرى رضاه برحمة عباده
لتجد الرحمة وتشكر حالك
تدبر سورة الكهف وما فيها من رحمة مخفية في ظواهر الأعمال
٤- تدبر الكون واقتدي بسنته
-لاحظها في الأمطار حين يشتد الحر في مكان تنزل رحمة الله عز وجل بأمطار فيها نفحات عليلة، وبالأخص إن كان مكان ليس فيه بدائل تبريد وتلطيف
-لاحظ الطيور كيف تطير صفوفاً وكيف تجد طريق ذهابها وعودتها لولا رحمة الله عز وجل
حتى في رزقها وهي من الذاكره المسبحة
كل الطيور بلا استثناء تحيا بالتسبيح
وتجدها في أوقات الصلاة يعلوا صوتها دليل ذكرها
هل عجزت يا إنسان أن يتحقق فيك وعد الله بأن يرزقك مثلما يرزق الطير
" لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا"
وما يعينك على صدق التوكل هو رحمة قلبك لأنك تؤثر أن ترحم غيرك في إيثاره عن نفسك حين تكون أنت وهو في موضع أخذ وعطاء
٥- عند ملزمات الغضب لا تُخرج غضبك فعلاً لا ترحم فيه من تحتك
إعلم
أن الله يغلب برحمته غضبه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اله صلى الله عليه وسلم ( لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي )
فلتفهم
إن كان الله يغلب رحمته على غضبه وهو الله الغني "وربك الغني ذو الرحمة"
كيف تجرؤ أنت يا عبد يا فقير يا ضعيف يا محتاج يا مسكين
أن تسبق بغضبك رحمتك فتحكم بغضبك لا رحمتك
نستغفر الله العظيم
لا يعني يأن لا تغضب على من يمنع حقوق العباد ولا يؤديها ويقسو ولا يرحم ويظلم
لا بل هنا أنت ترحم المغلوب بإنزال غضبك على من ظلم
تمنع الأذى بمنعك الظالمين أن يطغوا ويزيدوا فيفسدوا
وهذا مثاله ما تراه جلياً
فيمن يسمع بمن يظلم أو لا يرحم الضعاف فيعاقبه بحرمانه موضع مسؤؤليته التي أتاحت له الظلم
سبحان الله
حتى في العقاب الدنيوي بحرمان السلطة بأمر حكم دنيوي رحمة لهذا الظالم ورحمة لهذا الحاكم معاً
تدبرها
!!!
٦- اقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم
إن كنت تريد أن تصحب الرسول صلى الله عليه وسلم وتحبه
اقرأ في سيرته وسلوكه
كيف هو رحيم في أدق التفاصيل
مع الزوجة والأصحاب ومع الأحياء والأموات ومع الضعاف والفقراء والمساكين ومع الأطفال
وحتى مع النباتات وهي تشعر به وما حالها معنا إلا كما حالها مع قدوتنا
تدبر تلك الآية وانظر في نفسك هل أنت من هؤلاء الذين مع الرسول صلى الله عليه وسلم
"مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ"
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ"
اعف وشاور وتوكل واعزم
ينصرك الله بإيثار طاعته على غضبك ونفسك ورأيك
اعزم
كن طيباً رحيما محباً معطاءا صالحاً لين الكلمة والمعشر حسن الخلق
وفي سلوكه صلى الله عليه وسلم من الرحمة في كل شئ فلنتتبعها
ولنسمع أوامره وتوصياته
أوصانا بالرحمة وأوصانا بالإحسان على الأهل والجيران والحيوان والأطفال والضعاف والفقراء والمساكين
===========
ُأين نحن من هذا الإيمان؟
============
أين الحب من قلوبنا لنرحم؟؟
لماذا نُزعت منا الرحمة؟
لماذا نحن مسلمون ونقول أننا نحب الرسول ولا نقتدي؟؟
اختصار جواب السؤال في إجابة واحدة
وهي أننا نبحث عن مصالحنا الدنيويه ونتحارب عليها وأطعنا الشيطان وخفنا زوال تلك الحاجات والمصالح
وما الأنانية وضيق نظرتنا حول مصلحتنا الدنيوية الذاتية إلا بتزيين الشيطان
ما كان منه إلا أنه وسوس لنا فصدقناه وتوعدنا فأطعناه
أغلقنا سمعنا عن آيات الله وتحذيره ووعيده ورحبنا بصوت الشيطان فينا
أصبحنا نخاف ونهتز ونقلق من أقل وسواس
ولم نفهم حتى حديث الطير في توكله وما طائرنا إلا معنا بكل خير ورزق إن توكلنا
وتفاءلنا
عد
حين توضع في موضع أن ترحم غيرك أو أن تنال حاجتك بأذى غيرك لا تفعل
حين ينالك خير لا تفكر في منعه عن غيرك لتكون وحدك من تملكه بل ارحم
حين ينال غيرك خير كنت تريده فلتعلم أنه أكثر حاجة منك وقد يكون اكثر استحقاقاً لفضل الله منك
هو ليس بعملك ولا عملهم بل هو قلبك وقلبهم
ولا جمعك ولا جمعهم بل فضل الله ورحمته
إن كنت ذو قلب طيب سليم فلتفرح بهذا
"قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ"
اعلم
كل ما أوتيت في نفسك وحولك وكونك فهو بفضل الله ورحمته
ولتحقق رضا الله
كن في نفسك بربك رحمة وذو فضل
صل واربط واكمل وانفع واصلح
ولتنمو اتبع أوامر الله عز وجل ورسوله فيم يقتضيها
كن مؤمن فرج الكربات وسد الحاجات
امنح نفسك القوة يوم العقبة وقيي نفسك العذاب الأدنى والأكبر وطبق وتدبر ولو تلك الآية اجعلها أمامك كل يوم
" فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ"
وقل الحمدلله رب العالمين
#رانية ابوالعلا