الجزء الثاني من القصة .. مع اقتراب نهاية العام و الامتحانات النهائية، تقدم أستاذنا و ذكر لنا قصة طلاب كان مستواهم متندني في المحاضرات و امتحانات التقييم المستمر المفاجئة في الفصل، ثم استعان بإحدى طالباته من السنة السابقة لتذكره ببقية القصة، بعض الطلاب قدموا أوراق أبحاثهم و تقاريرهم بمستوى ممتاز مرتفع و أقتبس "out of the blue" لأنهم دفعوا مبلغ من المال لشخص يكتب عنهم كل واجباتهم. لكن حنكة الأساتذة في الجامعة تعرف ماذا يعني هذا، ثم قاطعها الأستاذ ليسأل عن معرفتنا بما يسمى بforensic linguistics لا أدري لماذا ابتسمت وقتها! أعتقد أني أخيراً تخلصت من ذلك السر العفن الذي حملني إياه أخي في الإسلام بدون أن أطلبه أو أسمح له! و في ذهول و صمت الجميع استطعنا جميعاً أن نعرف المقصود لأن صوت ابتلاعه لتلك الغصة العالقة في حلقه كان مؤلماً، لم نسمع صوت قطرات العرق يتصبب في الربيع الأوروبي و لكن كاد المريب أن يقول خذوني . بدون أن يذكر الأستاذ أسماء أو أن يلمح بنظراته، أعطاهم فرصة للتقدم و الاعتراف في مقابل أن يعيدوا كتابة تلك الواجبات في الفصل و في ظروف معينة كلها لا تتضمن الهندي الذي كتب عنهم واجباتهم، و الخيار الثاني كان الصمت و أن يحتفظوا برباطة جأشهم الذي لن يعطيهم فرصة استخراج فيزا للسنة القادمة في تلك الدولة! برأيكم ماذا اختار أخ العرب؟