معرض للفنان صلاح عبد الكريم في جاليري سفر خان

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع menna
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

menna

:: مسافر ::
إنضم
18 يونيو 2016
المشاركات
867
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
العمر
31
الإقامة
cairo
بما أن مش من السهل أنك تشوف مجموعة كبيرة من أعمال الفنان الكبير صلاح عبد الكريم معروضة تحت سقف واحد، قررنا أننا ننتهز الفرصة، ونزور معرض أعماله في سفر خان بدري علشان نكتب عنه مقال نحمس به كل اللي نفسه يروحه.
article_standard_8119_20150203_54d0afa2d66d8.jpg

الفنان الراحل بدأ مشواره مع الفن وهو عنده 13 سنة لما قابل الفنان الكبير حسين بيكار وتعلم على يده أساسيات الفن لمدة سنتين، بعدها تعرف على مجموعة "الفن المعاصر" في مدرسة فاروق الأول الثانوية، واللي كان بـ يقودها الفنان حسين يوسف أمين، وعرف من خلالهم المدرسة السوريالية. بانتهاء المرحلة الثانوية التحق الفنان بقسم الديكور بكلية الفنون الجميلة، واللي من خلالها انطلق بقوة في عالم الفن.

صلاح عبد الكريم اشتهر بأعماله النحتية المصنوعة من نفايات المعادن "الخردة"، واللي تعتبر ماركة مسجلة باسمه في عالم النحت؛ من الأعمال دي معروض عملين، الأول متوسط الحجم بعنوان "صرخة وحش"، وهو عبارة عن كائن شبيه بخنزير وحشي قوائمه قصيرة نسبيًا ورأسه كبيرة. أما العمل الثاني اسمه "جمجمة"، وهو عبارة عن هيكل عظمي لرأس حيوان. الجميل في الأعمال دي أن الفنان قدر يوازن بين الشكل النهائي للعمل مع الحفاظ على شكل قطع المعدن الأصلي بأكبر قدر ممكن، فالمشاهد في الأول بـ يشوف الفكرة الأساسية للقطعة بوضوح، بعد كده بـ يستمتع بتفاصيل العمل الصغيرة... صامولة هنا، مفك هناك... وهكذا.

من المنحوتات المنتشرة تقريبًا في كل ركن في المعرض هي منحوتات بـ تصور طائر البومة بشكل مجرد تمامًا، ومعروض منها أحجام مختلفة وخامات مختلفة زي الجرانيت، البرونز والخشب. من الخامة الأخيرة موجود قطعة نحتية بيضاوية معلقة على الحائط، منحوت فيها جسم امرأة حاملة سبت فيه مجموعة من الطيور. بعكس أعمال كثيرة شفناها من نفس الخامة بـ يعتمد فيها الفنانين على ملمس الخشب الخشن وتعريقاته المميزة في الشكل النهائي للعمل، إلا أن أعمال الفنان المعروضة ناعمة ومدهونة بطبقة لامعة مساعدة على إظهار خطوط العمل الانسيابية بشكل كبير.

الفنان درس فنون المسرح في باريس وإيطاليا، وبالتالي مجموعة كبيرة من الأعمال المعروضة عبارة عن رؤى فنية لديكور مسرحيات عالمية زي مسرحية "موت بائع متجول" لآرثر ميللر، واللي مشاهدها واقعية نوعًا ما مقارنة بمشاهد مسرحية "العم فانيا" لأنطون تشيكوف واللي بـ تمتاز ببساطتها ورمزيتها. مجموعة كبيرة من اللوحات اللي بـ تضم رؤى لأزياء أبطال المسرحيات معروضة، وبـ تتميز بأن تفاصيل الأزياء فيها واضحة، تخلي أي مشاهد في المعرض يتخيل الصورة الفنية كاملة من غير تعقيد.

المعرض بـ يجمع عدد كبير من الإسكتشات السريعة المعمولة من الأقلام الفلوماستر، واللي الفنان رسمها خلال رحلاته في أوربا. الإسكتشات مرسومة بلون واحد. منها واحد بـ يصور أحد شوارع مدينة ميلانو، الفنان قدر أنه يظهر التفاصيل المعمارية للبنايات بمنتهى السهولة باستخدام درجات مختلفة من نفس اللون الرمادي المائل للبني. وإسكتش ثاني لمشهد البيوت من شباك سكن الفنان، واللي حافظ فيه الفنان على الشكل الجمالي للوحة ككل من غير ما تظهر تركيبة البيوت المتلاصقة بشكل مفتعل.

معروض للفنان عدد كبير من اللوحات الزيتية اللي معظمها بورتريهات متأثرة لحد كبير بالمدرسة التكعيبية، منهم واحدة تشبه لحد كبير عمل من أعمال الفنان بيكاسو، وهو لسيدة مجردة تمامًا من التفاصيل، عدا الجزء الأعلى من جسمها واللي أظهره الفنان بخطوط هندسية.

آخر مجموعة من الأعمال كانت عبارة عن قصاصات من ورق جرائد لرسوم صحفية للفنان، اثنين منهم نشروا بجانب قصائد للشاعر الكبير صلاح جاهين، واحدة منهم بـ تعبر عن قصيدة بعنوان "مقابر" وتكوينها هندسي معتمد في الخلفية على مجموعة تركيبات لوحدة شكل المقبرة المعتادة وعلى يمين الرسم رجل حامل وردة خطوطه متداخلة مع خطوط خلفية.

إحنا ممكن نقعد نتكلم عن الأعمال الكثيرة اللي موجودة في المعرض لغاية بكرة، كل اللي نقدر نقوله أن المعرض ما يتفوتش، لأنه ببساطة لخص مشوار الفنان صلاح عبد الكريم الفني في معرض واحد.
 
أعلى