لقد كرّس تسجيل موقع قلعة البحرين عام 2005 على قائمة اليونسكو للتراث العالمي أهمية أحد المواقع الأثرية الرئيسية في شبه الجزيرة العربية. ولا يقتصر هذا الموقع السكني الهام على قلعته الضخمة المشادة في مواجهة البحر فحسب بل هو يشكل تلاً فعلياً تبلغ مساحته17.5 هكتاراً ، وتشهد طبقاته الأثرية المتراكمة على ارتفاع 8 أمتار على تاريخ طويل ممتد منذ الإقامة الأولى للإنسان فيه نحو 2200 ق.م وحتى هجران الموقع تدريجياً نحو القرن 17 من عصرنا هذا. وبفضل قناة عبور بحرية طبيعية فقد بقي الموقع ولعدة آلاف من السنين المرفأ الرئيسي للجزيرة. وكان أيضاً مركز عاصمة بلاد دلمون التي تعتبر أهم حضارة في الخليج القديم ، وذلك من نهاية الألف الثالث إلى منتصف الألف الأول ق. م. وقد كان الموقع محطة تبادل تجاري أساسية ما بين بلاد فارس وبلاد ما بين النهرين وشرق جزيرة العربية واسيا الوسطى ومنطقة وادي الهندوس. حافظ الموقع على أهميته الإستراتيجية والتجارية في الفترة الهلنيستية حيث أصبح أحد أهم مدن الجزيرة. في العصور الإسلامية، صار موقعه المحصّن موضع تنافس دولي شديد، تشهد على ذلك التعديلات المتعاقبة التي أدخلت على القلعة التي تتوّج الموقع اليوم.
متحف موقع قلعة البحرين
افتتح متحف موقع قلعة البحرين في 18 فبراير 2008م ويقع على طول الواجهة البحرية الشمالية للقلعة مشكلاً مدخلاً إلى الموقع وشاهداً على أهميته الأثرية. صُمم المتحف من قبل مكتب الهندسي العالمي، وهلرت اركتكتر، ومّول من قبل بنك اركبيتا.