ليس النصح بالتشهير

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع مرسي الفر
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
م

مرسي الفر

:: مسافر ::
ليس النصح بالتشهير

والتعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والصبر عليه .
ومعلوم أن الله جل وعلا خلق الخلق ليعبدوه ، ولم يخلقهم سدى ،
ولا عبثا ، ولا باطلا ، ولكنه خلقهم ليعبدوه ويعظموه ويتمسكوا بشرعه .
ووعدهم على ذلك في الدنيا النصر والتأييد والمغفرة والأمن في الأوطان ،
والهداية إلى الخير ، ووعدهم في الآخرة جزيل الثواب ،
وعظيم النعم
يقول الله سبحانه :
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُون مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ
مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ
ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ
سورة الذاريات الآيات 56 – 58.
والله سبحانه وتعالى خلق الخلق للعبادة ،
والعبادة هي الطاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم . .
ورأسها توحيد الله واتباع شريعته ،
وترك ما نهى الله عنه من الشرك ،
وسمى الله طاعته وتوحيده عبادة لأن العبادة هي الذل والخضوع واتباع الأمر .
ولهذا يقال طريق معبد أي مذلل .
فالعبادة هي طاعة الله ورسوله

عن ذل لله وخشوع وخضوع وانكسارا يرجو العبد رحمة ربه ،
ويخشى عذابه تعالى .
وأصلها وأساسها توحيد الله والإخلاص له من العبد في جميع عباداته :

في دعائه وخوفه ورجائه وصومه وصلاته وذبحه ونذره . .
وغير ذلك من أنواع العبادة ...
كما قال تعالى :
وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ
سورة الإسراء الآية 23.
وقال سبحانه :
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
سورة الفاتحة الآية 5.
ويقول سبحانه :
وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ
سورة البينة الآية 5.
وهذا معنى لا إله إلا الله ،
لأن معناها لا معبود حق إلا الله .
فهي تنفي العبادة بحق عن غير الله ،
وتثبتها بحق لله وحده ،
فجميع المعبودات غير الله من أصنام أو أحجار أو قبور أو ملائكة ،
أو أنبياء أو غير ذلك كلهم معبود بالباطل ،
والمعبود بحق هو الله سبحانه وتعالى ،
كما قال عز وجل :
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ
هُوَ الْبَاطِلُ
سورة الحج الآية 62.
وهذا هو معنى لا إله إلا الله : معناها توحيد الله ، والإخلاص له ،
والاعتقاد أن العبادة حق الله جل وعلا ، لا شريك له في ذلك ،
مع الشهادة بأن محمدا عبده ورسوله ،
صلى الله عليه وسلم وهو خاتم الأنبياء وأفضلهم ،
مع الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله .
ومعنى ذلك :
الإيمان بالرسل جميعا ،
والتصديق بما أخبر الله به ورسوله من البعث والجنة والنار ،
والحساب والجزاء كل ذلك داخل في الإيمان بالله .
فعلى كل مكلف أن يؤمن بالله ورسوله ، وأن ينقاد لشرع الله ،
وأن يخلص لله في العبادة دون ما سواه ،
وأن يحذر ما نهى الله عنه من قول وفعل وعقيدة ،
هذا هو دين الله ، وهذا هو الإسلام .