أساليب الوعظ

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع مدينة مستقبل
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
م

مدينة مستقبل

:: مسافر ::
الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في وعظ أهل الجهل والمعاصي والرذائل واجب فمن وعظ بالجفاء والاكفهرار فقد أخطأ وتعدى طريقته صلى الله عليه وسلم وصار في أكثر الأمر مغرياً للموعوظ بالتمادي على أمره لجاجاً وحرداً ومغايظة للواعظ الجافي فيكون في وعظه مسيئاً لا محسناً ومن وعظ ببشر وتبسم ولين وكأنه مشير برأي ومخبر عن غير الموعوظ بما يستفتح من الموعوظ فذلك أبلغ وأنجع في الموعظة. فإن لم يتقبل فلينتقل إلى الموعظة بالتحشيم وفي الخلاء فإن لم يقبل ففي حضرة من يستحي منه الموعوظ فهذا أدب الله في أمره بالقول واللين.
وكان صلى الله عليه وسلم لا يواجه بالموعظة لكن كان يقول: (ما بال أقوام يفعلون كذا) ، وقد أثنى عليه الصلاة والسلام على الرفق وأمر بالتيسير ونهى عن التنفير ، وكان يتخول بالموعظة خوف الملل وقال تعالى: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك).
وأما الغلطة والشدة فإنما تجب في حد من حدود الله تعالى فلا لين في ذلك للقادر على إقامة الحد خاصة.
ومما ينجع في الوعظ أيضاً الثناء بحضرة المسيء على من فعل خلاف فعله فهذا داعية إلى عمل الخير. وما أعلم لحب المدح فضلاً هذا وحده وهو أن يقتدي به من يسمع الثناء ، ولهذا يجب أن تؤرخ الفضائل والرذائل لينفر سامعها عن القبيح المأثور عن غيره ويرغب في الحسن المنقول عمن تقدمه ويتعظ بما سلف.


(ابن حزم)