تائه في دروب الدنيا بدونها

أنغام الماضى

:: مسافر ::
15 يوليو 2010
846
0
0
40



يا من قد وهى شبابه ، و امتلأ بالزلل كتابه ، أما بلغك أن الجلود إذا استشهدت نطقت ! أما علمت أن النار للعصاة خلقت ! إنها لتحرق كل ما يُلقى فيها ، فتذكر أن التوبة تحجب عنها ، و الدمعة تطفيها .
إذا أراد الله بعبد خيراً جعله معترفاً بذنبه، ممسكاً عن ذنب غيره، جوّاداً بما عنده، زاهداً فيما عند غيره، متحملاً لأذى غيره، وإن أراد به شراً عَكَسَ ذلك عليه.
تذكروا
أنَّ "كلَّ نعمة دون الجنة فانيةٌ" "وكلَّ بلاء دون النار عافية
وإن الثبات على الطاعة ولزوم الصراط المستقيم عزيز وعظيم لا سيما مع فساد الزمان وكثرة المغريات وتتابع الشهوات وكثرة الشبهات وضعف المعين وكثرة الفتن التي أخبر عنها صلى الله عليه وسلم بقوله بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا رواه مسلم ( )والنفس الثابتة على دين الله تحتاج إلى المراقبة التامة والملاحظة الدائمة والأطر على الحق والعدل والبعد عن مواطن الهوى والمجاوزة والطغيان ولأجل هذا فقد أرشد صلى الله عليه وسلم أمته بقوله استقيموا ولن تحصوا رواه مسلم ( )
وبقوله سددوا وقاربوا متفق عليه ( )
والسداد هو حقيقة الاستقامة والثبات وهو الإصابة في جميع الأقوال والأعمال والمقاصد وأعظم من ذلك وأجل قول الله تعالى -( فاستقيموا إليه واستغفروه)- [فصلت/6] ومدار الثبات على دين الله والاستقامة على طاعته على أمرين هما حفظ القلب واللسان فمتى استقاما سائر الأعضاء وصلح الإنسان في سلوكه وحركاته وسكناته ومتى اعوجا وفسدا فسد الإنسان وضلت أعضائه جميعا.


ففي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ( )
وعند الإمام أحمد من حديث أنس ابن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه. ( )
وعند الطبراني أنه صلى الله عليه وسلم قال:لقلب ابن آدم أشد انقلابا من القدر إذا استجمعت غليا. ( )
وإن للثبات على دين الله والاستقامة على شرعه أسبابا فمن ذلك الإيمان الصادق والاعتصام بالكتاب والسنة والتمسك بهما علما وعملا وكثرة العبادة والمداومة على الطاعة والاقتداء بالسنة والحذر من المعاصي والبدع وكثرة الدعاء والإلحاح على الله فيه والمداومة على ذكر الله وعلى المسلم الباحث عن الثبات وأسبابه أن يحرص على مرافقة الصالحين والعلماء الربانيين العاملين والدعاة الصادقين الذين يثبتون الناس عند الفتن ويؤمنونهم في أزمنة الخوف والرهبة ويكثر من مجالستهم فإن ملازمتهم ومجالستهم تزيد الإيمان.
و أسفاً لعبد كلما كثرت أوزاره قلّ استغفاره ، و كلما قرب من القبور قوي عنده الفتور.

أين ندمك على ذنوبك ؟
أين حسرتك على عيوبك ؟
هل بسطت في الدجى يداً سائلة؟
هل أجريت في السحر دموعاً سائلة ؟
تضيع يومك تضييعك أمسك ، لا مع الصادقين لك قدم ، و لا مع التائبين لك ندم
يا بن ادم
لقدخلق الله كل الأكوان من أجلك فسبحان من أختارك على الكل
هل تشتري لذة ساعة بعذاب سنين إذا أردت النجاة فتب توبة نصوحا فلو نطق الموتي لندموا وقالو أف لشهوة ساعة أورثتنا الندامة إلى قيام الساعة
قدم على محمد بن واسع ابن عم له فقال له من أين أقبلت ؟ قال : من طلب الدنيا ، فقال : هل أدركتها ؟ قال لا ، فقال : واعجباً ! أنت تطلب شيئاً لم تدركه ، فكيف تدرك شيئاً لم تطلبه .
يُجمع الناس كلهم في صعيد ، و ينقسمون إلى شقي و سعيد ، فقوم قد حلّ بهم الوعيد ، و قوم قيامتهم نزهة و عيد ، و كل عامل يغترف من مشربه
فما هو مشربك
وما هو طلبك
فليكن الندم والتوبة والاستقامة من الآن
فقول بيقين
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
ثم لتدمع العينان وينكسر القلب
قل وعاهد ربك
اّمنت بالله ثم استقم
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد