النهضه الاسلاميه وضرورتها من اجل التغيير

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع الشادى غادي
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
ا

الشادى غادي

:: مسافر ::
لنهضة الإسلامية، تحتاج في البداية إلى وعي المعنى الإسلامي في إنسانية الإنسان، بمعنى أن يتحسس الإنسان انتماءه الإسلامي في شخصيته الوجودية، وهو التفكير بأنه مسلم، فإذا أنفتح وعيه على هذا التفكير، فإنّ من الطبيعي أن يتحرك فرداً أو جماعة أو أمة، نحو العناصر الأساسية للإسلام في الفكر وحركة الحياة، ففي الفكر لا بد من الإطلاع إلى مركزية الكون في الخالق، أو مركزية الخالق في الكون، الأمر الذي يجعله منفتحاً على النظرة الشمولية للكون كله، بحيث يبدأ التفكير من الله رب العالمين، ليتحرك مع كل عالم من هذه العوالم.
وأتصور أن هناك أخوة وجودية لكل ظاهرة كونية، ولكل ظاهرة متحركة، ولكل ظاهرة نباتية أو جامدة. فالله ربنا جميعاً، ولذلك فإننا كلٍّ بطريقته نحدّق بالله الذي أعطانا سر الوجود ومنحنا كل تفاصيل استمراره وحركيته، وبذلك تتحدد النظرة إلى كل ما في الكون، لتبتعد عن ذهنية الصراع إلى ذهنية التكامل. فوجودي يتكامل مع وجود الحيوان والنبات والجماد، باعتبار أنها تمثل الشروط الحيوية للوجود، كما أن وجودي يعطي هذه العناصر شيئاً من وجودها، فأنا أعطي الحجر فني وإبداعي، وأعطي النبات إمكاناتي التي أستطيع من خلالها أن أنوعه، وأن أنميه، وأعطي الحيوان إمكاناتي التي أستطيع من خلالها أن أكثره، وأطوره، وأن أجعل له نظاماً في وجوده. وهكذا نفهم كيف أن الله سخر لنا هذا الكون لنتأثر به، وننتفع به، ونتأثر فيه وننفعه، ونبدع فيه ونستلهم إبداعاته.
إن هذه النظرة الشمولية للكون كله، تجعل إنساننا المسلم إنساناً شاملاً، كما أن هذه الحالة الشعورية مع كل الوجود تجعل الإحساس الإنساني ينفتح على الكون العام بما فيه الكون الإنساني، فلا يعيش عقدة تجاه أية ظاهرة، كما لا يعيش اختناقاً أمام أية حالة إنسانية أخرى، فنحن جميعاً عباد الله، تماماً كما نحن في الكون، خلق الله الذين أوكل الله إليهم مهمة إدارة الكون؛ بحيث جعل لكل واحد منهم دوراً، وجعل مسؤوليته تتحرك فيه وجعل لكل دور علاقة بآخر في عملية تكامل في كل الأدوار التي يعيشها الإنسان. وأعتبر الطاقة التي يملكها كل إنسان أمانة عنده، يحركها في نطاق حاجاته الذاتية، ونطاق حاجات الآخرين، بحيث لا يشعر الإنسان بذاتية طاقاته بل بشموليتها لكل من يحتاج إليها، على أساس أنها منحة يمنحها للآخرين، بل على أساس أنها أمانة يملكها الآخرون في عمق وجوده أو امتداده.
عندما أفكر بهذه الطريقة، فإن معنى ذلك أنني أكون إنسان الله، الذي يشعر بانتمائه إليه ويتحسس انتماءه إلى العالم كله، من خلال هذا الربط بين الله رب العالم وبين العالم الذي أنا جزء منه.
وهكذا أتحرك في إحساسي بوعيي للإسلام، لأحدق بالله الواحد فتتساقط كل الآلهة أمام هذا الوعي، وبذلك أشعر بحريتي أمام كل القوى الطاغية المتألهة في الكون، فلا أستعبد نفسي لأحد، فأعيش الحرية أمام الكون كله، لأنني لست عبداً للكون، ولا لظواهره ولكل القوى الطاغية في الإنسان، ولا حتى لحاجاتي في هذا المجال، أنا حر أحكم على حاجتي، فالله لم يجعلني عبداً لها، وإنما أرادني أن أكون سيداً، لها ولم يجعلني عبداًً للكون، ولكنه أرادني أن أتكامل معه، لم يجعلني عبداً للناس الأقوياء، ولكنه أراد مني أن أوازن بين قوتي وقوتهم لنتوازن في حركة الحياة، فلا أسقط أمام تأثير فكرهم ليستعبدني، ولا أمام مالهم ليطغى علي، ولا أمام قوتهم لتسحقني، بل لا بد أن أعيش في عملية صراع للمحافظة على مواقعي دون أن تسقط أمام ضغط مواقعهم، وبذلك أكون حراً أعيش هذه الحرية الشاملة، من حيث أنا عبد الله، لأن وحدانية الله تجعلني أشعر بعبوديتي له من حيث أني مخلوق له، وأنا ملك له وأشعر بحريتي من غيره، وقد ورد في قوله تعالى: {الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم}.
وهكذا عندما انطلق في وجودي الخاص، لأتحسس خلق الله في عقلي، وكيف جعل العقل حجة عليّ، ويحاسبني من خلاله وقد أراد من خلال ذلك أن أطور عقلي، وأنميه وأفتحه، وأحركه في كل ما يحتاجه هذا الكون، من مفردات هذا العقل، وأن اعمل على أساس أن يتفاعل هذا العقل مع عقول الآخرين، كما يتفاعل مع كل المرئيات والمسموعات والملموسات والمشمومات والمذوقات، وان ينطلق في خط التأمل تارة وفي خط التجربة أخرى فأكون عقلانياً في حركتي في الحياة.
وهنا يفرض العلم نفسه في حركة العقل، عندما تتوازن التجربة مع المعرفة العقلية والمعرفة التجريدية؛ وبذلك أكون إنسان العلم كما أكون إنسان العقل. وإذا انطلقت على أساس إيماني بالله وبالغيب وبالرسالات، فإنني أفتح في نفسي نافذة على الروح، بما هي شيء آخر يتجاوز مسألة العقل ويغذيها، ويتجاوز مسألة العلم ويطلقها في أبعادها، وتبقى له ميزته الخاصة التي لا تلغي علماً ولا عقلاً. ولكنها تكمّل منطقة المعرفة في ما لا يستطيع العقل أن يبلغ تفاصيله، ولا العلم أن يرصد ظواهره، وهو ما يسمى بالغيب. وعند ذلك تتعانق المسألة الروحية بالمسألة العقلية، لينطلق العلم في المحسوسات من خلال العقل، وفي الغيبيات من خلال الروح.
وهكذا ألتقي بالرسالات التي تتكامل مع حركة العقل، عندما أرى أن الرسالة عقل من الخارج، وأن العقل رسالة من الداخل، فتنطلق الرسالية لتترافق مع العقل لتعطي الحياة نظامها وحركتها في المسألة الاقتصادية، والسياسية، والثقافية، والأمنية والاجتماعية، وما إلى ذلك في قضايا السلم والحرب، لأكون الإنسان الشمولي في نظام الحياة.
لذلك أن تكون مسلماً في وعيك يعني أن تكون إنسان الله والعالم، من حيث إنك إنسان العقل والقلب والروح والحركة والمسؤولية، في خط الرسالة. وأتصور أننا عندما نعيش ذلك فإننا نستطيع أن نحرك النهضة التي تنطلق من خلال حركية العقل والقلب والروح والواقع، من أجل أن تلاحق كل حاجات العالم إلى الانفتاح والتطور والتغيرُّ والتجديد.
ـ إذا أردنا تلخيص الكلام نستطيع ان نقول: أولاً الاعتماد على فكر إسلامي منفتح وشمولي وعقلاني يعتمد ذهنية التكامل، وليس ذهنية الصراع. ثانياً تكوين الشخصية الإنسانية الحرة، وثالثاً البحث العلمي أي الحركة العلمية في الواقع الإنساني، لأنها تمثل شروط حيوية المسؤولية في إدارة الحياة على أساس دور الإنسان في خلافته عن الله.
 
رد: النهضه الاسلاميه وضرورتها من اجل التغيير

سرني وجودك واطلالتك على صفحتي المتواضعه لك مني كل التقدير
 
رد: النهضه الاسلاميه وضرورتها من اجل التغيير

شكري وثنائي وتحياتي لشخصك الفاضل الاخت ام محمد طلتك على صفحتي المتواضعه مع فائق الشكر والتقدير
 
رد: النهضه الاسلاميه وضرورتها من اجل التغيير

شكري وثنائي وتحياتي لشخصك الفاضل الاخت ام محمد طلتك على صفحتي المتواضعه مع فائق الشكر والتقدير
 
رد: النهضه الاسلاميه وضرورتها من اجل التغيير

الشكر والتقدير لشخصك الفاضل مرورك بصفحتي زادني شرفا
 
رد: النهضه الاسلاميه وضرورتها من اجل التغيير

الشكر والتقدير لشخصك الفاضل مرورك بصفحتي زادني شرفا
 
رد: النهضه الاسلاميه وضرورتها من اجل التغيير

الشكر والثناء والتقدير لك الاخت شهد مع فائق شكري وتقديري
 
رد: النهضه الاسلاميه وضرورتها من اجل التغيير

الشكر والثناء والتقدير لك الاخت شهد مع فائق شكري وتقديري
 
رد: النهضه الاسلاميه وضرورتها من اجل التغيير

اللهم اجعلنا ممن ينتصر للاسلام والمسلمين ناهضين بالسنتنا واقلامنا وسيوفنا وعقولنا لنصرة الدين الحنيف
 
رد: النهضه الاسلاميه وضرورتها من اجل التغيير

شكري وتقديري لشخصك اخي الحلاوي
 
أعلى