يضم الاردن على امتداده العديد من المواقع الاثرية و تتركز اهم المعالم الاثرية في جنوب الاردن و تعود الى عهود مختلفة سواء منذ زمن مملكة الانباط و حتى العهد العثماني.
هذا الارث الحضاري يعكس صورة عن أهمية موقع الاردن في شرق المتوسط كونها كانت صلة الوصل بين بلاد الشام و الحجاز و العراق.
و بسبب بيئتها المتنوعة قامت فيها حضارات عريقة تركت العديد من المباني الاثرية التي مازالت الدراسات الاثرية و عمليات التنقيب مستمرة فيها حتى الان
قلعة الطفيلة
تقع هذه القلعة الصغيرة على الجهة الشمالية الغربية لمحافظة الطفيلة جنوب المملكة الاردنية الهاشمية و تبعد حوالي 180 كم جنوب العاصمة عمان. يعود تأسيس هذه القلعة الى العهد النبطي و هي ذات جذور آدومية و توالت عليها زلازل و حروب الا انه تم ترميمها و استخدامها في الفترة العثمانية كحصن عسكري منيع. و عدم وجود أي نقوش أو كتابات على القلعة جعل عملية تحديد دقيق لتاريخها أمر صعب.
و تقع القلعة على ارتفاع شاهق و تطل على جبال مدينة الخليل و كانت تتراص حولها البيوت، تبلغ مساحتها 400 م2 بشكل مربع تقريبا. بوابتها الرئيسية الى الشرق و هي البوابة الوحيدة للقلعة و من ثم يتم الدخول منها عبر درج يصعد الى ساحة يبلغ عرضها 9 X14 متر و هي عبارة عن ساحة مرصوفة بالحجارة يتوسطها بئر ماء كان يستخدم في اوقات الحصار
قلعة السلع
تعتبر قلعة السلع أحد المعالم الأثرية المهمة في الاردن التي تعود الى العهد الادومي و العهد النبطي 1200 عام قبل الميلاد. و تقع في قرية السلع على بعد 13 كم جنوب محافظة الطفيلة، و تضم القلعة قصور و كهوف منحوتة و أنظمة ري و أبراج للمراقبة بارتفاع 400 م عن سطح البحر، و تمتد هذه المعالم الأثرية على مساحة 100 دونم.
تطل قلعة سلع على وادي عربة و تسميتها بالسلع تسمية ارامية تعني الصخور و كانت هذه القلعة حصن في زمن الملك اميصا عام 838 قبل الميلاد. و تحتضن القلعة مسلة بابلية (مسلة نبونائيد) تقع على الواجهة الجنوبية الشرقية للقلعة و تعد المسلة الاولى من نوعها في الاردن و الرابعة على مستوى العالم و التي تعود للفترة الزمنية بين 555 و 930 قبل الميلاد و تدل على العظمة و الشموخ على شكل نحت لملك بابلي يحمل صولجان (الملك نبونائيد) و الى جانبها ثلاث رموز دينية و كتابات تعود لعهد عصر ما بين النهرين و تدل على الشمس و القمر و النجوم
قلعة المدورة
تسمى ايضا قلعة جغيمان، تعتبر أهم المواقع الاثرية جنوب الاردن و تقع على الحدود الاردنية السعودية و تبعد هذه القلعة الاثرية عن عمان 350 كم. و تعود القلعة الى العصر المملوكي و العثماني و كانت اخر محطات الحجاج القادمين من بلاد الشام و قد اقيمت في عهد الامير سلامة بن فواز امير من امراء البادية، لحماية الحجاج و تأمين الطريق لهم و اسم قلعة جغيفان هو الاسم المعرف عند البدو.
و القلعة مصنوعة من الحجرة و هي مبنى مربع الابعاد طول كل جهة 19 م و ارتفاعها 9 متر و بني فوقها ابراج صغيرة و في جدرانها فتحات و على اسوارها الغربية و الشمالية شرفات.
و يتم الدخول الى القلعة عبر بوابة مستطيلة عليها سقاطة كبيرة الحجم تودي الى ممر مسقوف و من ثم ساحة مركزية حالها حال القلاع الاثرية في المنطقة و يحيط بالساحة غرف موزعة على طابقين يبلغ عددها 9 غرف، و يمكن الصعود الى الطابق العلوي عبر سلمين حجرين على جانبي الساحة و من ملحقات الساحة بركة ماء لري الزوار من الحجاج و المسافرين.
خان الحسا
او كما تسمى قلعة الحسا و هي حصن أثري يعود الى العصر الاسلامي زمن المماليك و يقع على بعد 6 كم غرب قرية الحسا جنوب الاردن و تبعد قلعة او خان الحسا 183 كم جنوب عمان. و كان المبنى يستخدم كفندق صحراوي بني عام 1435 م على بقايا مبنى اثري قديم يعود لزمن طولون لاستضافة قوافل بلاد الشام و استخدم في الزمن العثماني كذلك بعد ترميمه لتزويد الحجاج بالماء و الطعام.
بني الخان من الحجارة المنحوتة بدقة (حجر الدبش) بشكل مربع و تصميمه الداخلي أقرب الى تصالميم الخان محاط بأسوار تعلوها سقاطات ترتكز على كوابل تسمح بكب الزيت المغلي على الاعداء زمن الحروب و الغارات.