الربيع في جيجو – الجزء الثاني
بقلم المدونه السعوديه مشاعل
اليوم الثالث لنا في جزيرة جيجو .. كانت الخطة لهذا اليوم الذهاب قبل شروق الشمس إلى “Seongsan Ilchulbong Peak “ وهو أحد أهم مواقع اليونسكو في جيجو والمعروف بجمال منظر الشروق من أعلاه ، لكن لأن السائقة التي كانت معنا تسكن في مكان بعيد جداً عن تلك المنطقة يجب عليها الاستيقاظ من الساعة الـ3 فجراً لتتمكن من الوصول في الوقت المناسب وهو ما كانت ستفعله بأي حال فأكثر ما أعجبني فيها هو التزامها بالوقت ،أخبرتها بأنه لا مشكلة لدينا في الذهاب خلال منتصف اليوم بدلاً من الشروق لظروفها لذلك حصل تبديل في الخطة وبدأنا يومنا بالذهاب إلى جزيرة “udo” وهي تبعد عن جيجو بالعبارة قرابة 15 دقيقة . لحسن الحظ في طريقنا لأودو شاهدنا نساء جيجو الغواصات وهنَ يقمن بالصيد ومعظمهنَ كبار في السن . هناك عدة أسباب جعلت النساء في جيجو يمتهن الصيد بدلاً عن الرجال أولها الرسوم التي كانت تفرضها الحكومة على الصيادين الذكور وثانيها الاستعمار الياباني والحروب التي شهدتها جيجو مما اضطر المرأة أن تكون هي المسؤولة عن إعالة العائلة بدلاً من الرجل .
بعد جزيرة أودو ذهبنا إلى “Seongsan Ilchulbong Peak”
كانت المرة الأولى التي أجرب فيها رياضة التسلق -hiking- استمتعت كثيراً مع أنه كان مزدحماً نوعاً ما .
كان من الرائع رؤية جميع الأعمار وهم يتسلقون معاً ويتشاركون فرحة الوصول إلى القمة ومما أثار دهشتي أن عجوزاً كبيراً كانت تشجع فتاة شابة أتوقع أنها حفيدتها على الصعود بسرعة ، فالفتاة كانت منهكة بينما الجدة أكملت طريقها بنشاط ! مما جعلني أخجل من نفسي وأسرع أنا أيضاَ
بعد ذلك ذهبنا إلى ” Seopjikoji “
ومعظم من تسلق معنا رأيناهم أيضاً في هذا المكان،غالباً مايكون مزدحم لأنه موقع تصوير دراما شهيرة في كوريا . لم أكن أتوقع الكثير عند زيارتي لهذا المكان لكني فوجئت بجماله حقاً ! فالبحر على يمينك ومن شمالك أزهار الكانولا وخيول جيجو .
قبل العودة إلى الفندق توقفنا عند مقهى دانكن لقربه ، وحظيت بمحادثة ممتعة مع مرشدتنا السياحية جُوَان
رغم أنها في الـ 47 من عمرها إلا أنها بروح شابة لم أشعر حقاً بفارق السن معها ونتشارك معاً في أشياء كثيرة كحبنا للقهوة مثلاً
.
وفي طريقنا صادفنا حقل كبير لأزهار الكانولا .. كان المنظر جميل جداً ، شعرت وكأني في مشهد من كرتون ” هايدي ” مع أن النحل كان كثيراً
لكنه كان مسالماً ولله الحمد و لم يمنعني من الاستمتاع بالتجول في المكان
.
،،
30.3.2015
يوم العودة إلى العاصمة سول .. واستفتحناه كالعادة بوجه المرأة العجوز أو كما يقول الكوريوُون ” أجُوماَ ” التي كانت مسؤولة عن بوفيه الإفطار فرغم أننا كنا متأخريين عن موعد الإفطار وأنها بالفعل أنهت التنظيف
إلا أنها أصرت أن نأكل قبل أن نغادر . تعلمت القليل من الكورية قبل السفر لذلك أمكنني أن أجري معها محادثة بسيطة . سألتني من أين أنا ؟ أخبرتها من السعودية ومباشرة قالت ” luxurious ” شعرت بالدهشة والضحك فكيف لامرأة كبيرة في السن لاتجيد الانجليزية أن تقول هذه الكلمة الصعبة نوعاً ما .! لاحظت أن الكوريوون يقدرون الشخص الذي يحاول التحدث بلغتهم ويفرحون بذلك كثيراً ، حتى لو قلت مرحباً فقط باللغة الكورية سيقولون بأني أجيد الكورية ويثنون على لغتي . و هم بالمقابل سيقومون بتعلم شيء من العربية منك ، فغالباً ما يتم سؤالي عن كلمة شكراً أو مرحباً بالعربية .
اسم الفندق “beautiful jeju hotel” وأنصح به كثيراً لبشاشة الموظفين ،
سعره الممتاز ، وهدوءه .. إلا أنه بعيد بعض الشيء عن وسط جيجو .
على طريقنا إلى المطار شاطيْ “Woljeongri Beach “ لذلك توقفنا هناك قليلاً لاحتساء كوباً من القهوة ، أخبرتني جُوَان أن أكثر زوار هذا الشاطيء هم من فئة الشباب وهذا ما كان فعلاً عند ذهابنا له ، مع أن أهل جيجو أغلبهم كبار في السن لكن لم يكن هناك إلا الشباب .. ربما لأنه يحتوي على الكثير من المقاهي اللطيفة حقاً .
كان الطريق إلى المطار جميل جداً فأزهار الكرز في أوج تفتحها والسماء قد أمطرت قليلاً .. كما أن جُوَان حدثتنا بالكثير عن تاريخ جيجو خاصة أن في ذلك الوقت كان هنالك العديد من الإعلانات عن ذكرى الثالث من ابريل وهي حادثة راح ضحيتها قرابة الـ 30 ألف وفي ذلك الوقت كانوا يمثلون 10% من سكان جيجو بسبب تمرد فرق مختلفة من المواطنين المسلحين ضد الحكومة . وهناك متحف خاص فقط لتلك الحادثة في جيجو.
وبذلك انتهت رحلتنا و ودََعنا جُوَان التي أضافت لها الكثير .
بقلم المدونه السعوديه مشاعل
اليوم الثالث لنا في جزيرة جيجو .. كانت الخطة لهذا اليوم الذهاب قبل شروق الشمس إلى “Seongsan Ilchulbong Peak “ وهو أحد أهم مواقع اليونسكو في جيجو والمعروف بجمال منظر الشروق من أعلاه ، لكن لأن السائقة التي كانت معنا تسكن في مكان بعيد جداً عن تلك المنطقة يجب عليها الاستيقاظ من الساعة الـ3 فجراً لتتمكن من الوصول في الوقت المناسب وهو ما كانت ستفعله بأي حال فأكثر ما أعجبني فيها هو التزامها بالوقت ،أخبرتها بأنه لا مشكلة لدينا في الذهاب خلال منتصف اليوم بدلاً من الشروق لظروفها لذلك حصل تبديل في الخطة وبدأنا يومنا بالذهاب إلى جزيرة “udo” وهي تبعد عن جيجو بالعبارة قرابة 15 دقيقة . لحسن الحظ في طريقنا لأودو شاهدنا نساء جيجو الغواصات وهنَ يقمن بالصيد ومعظمهنَ كبار في السن . هناك عدة أسباب جعلت النساء في جيجو يمتهن الصيد بدلاً عن الرجال أولها الرسوم التي كانت تفرضها الحكومة على الصيادين الذكور وثانيها الاستعمار الياباني والحروب التي شهدتها جيجو مما اضطر المرأة أن تكون هي المسؤولة عن إعالة العائلة بدلاً من الرجل .
بعد جزيرة أودو ذهبنا إلى “Seongsan Ilchulbong Peak”
كانت المرة الأولى التي أجرب فيها رياضة التسلق -hiking- استمتعت كثيراً مع أنه كان مزدحماً نوعاً ما .
كان من الرائع رؤية جميع الأعمار وهم يتسلقون معاً ويتشاركون فرحة الوصول إلى القمة ومما أثار دهشتي أن عجوزاً كبيراً كانت تشجع فتاة شابة أتوقع أنها حفيدتها على الصعود بسرعة ، فالفتاة كانت منهكة بينما الجدة أكملت طريقها بنشاط ! مما جعلني أخجل من نفسي وأسرع أنا أيضاَ
ومعظم من تسلق معنا رأيناهم أيضاً في هذا المكان،غالباً مايكون مزدحم لأنه موقع تصوير دراما شهيرة في كوريا . لم أكن أتوقع الكثير عند زيارتي لهذا المكان لكني فوجئت بجماله حقاً ! فالبحر على يمينك ومن شمالك أزهار الكانولا وخيول جيجو .
رغم أنها في الـ 47 من عمرها إلا أنها بروح شابة لم أشعر حقاً بفارق السن معها ونتشارك معاً في أشياء كثيرة كحبنا للقهوة مثلاً
وفي طريقنا صادفنا حقل كبير لأزهار الكانولا .. كان المنظر جميل جداً ، شعرت وكأني في مشهد من كرتون ” هايدي ” مع أن النحل كان كثيراً
لكنه كان مسالماً ولله الحمد و لم يمنعني من الاستمتاع بالتجول في المكان
،،
30.3.2015
يوم العودة إلى العاصمة سول .. واستفتحناه كالعادة بوجه المرأة العجوز أو كما يقول الكوريوُون ” أجُوماَ ” التي كانت مسؤولة عن بوفيه الإفطار فرغم أننا كنا متأخريين عن موعد الإفطار وأنها بالفعل أنهت التنظيف
إلا أنها أصرت أن نأكل قبل أن نغادر . تعلمت القليل من الكورية قبل السفر لذلك أمكنني أن أجري معها محادثة بسيطة . سألتني من أين أنا ؟ أخبرتها من السعودية ومباشرة قالت ” luxurious ” شعرت بالدهشة والضحك فكيف لامرأة كبيرة في السن لاتجيد الانجليزية أن تقول هذه الكلمة الصعبة نوعاً ما .! لاحظت أن الكوريوون يقدرون الشخص الذي يحاول التحدث بلغتهم ويفرحون بذلك كثيراً ، حتى لو قلت مرحباً فقط باللغة الكورية سيقولون بأني أجيد الكورية ويثنون على لغتي . و هم بالمقابل سيقومون بتعلم شيء من العربية منك ، فغالباً ما يتم سؤالي عن كلمة شكراً أو مرحباً بالعربية .
اسم الفندق “beautiful jeju hotel” وأنصح به كثيراً لبشاشة الموظفين ،
سعره الممتاز ، وهدوءه .. إلا أنه بعيد بعض الشيء عن وسط جيجو .
وبذلك انتهت رحلتنا و ودََعنا جُوَان التي أضافت لها الكثير .