5 أيام في بالي
بقلم المدونه السعوديه مشاعل
في شهر أكتوبر الماضي قمت برحلة قصيرة إلى جزيرة بالي لمدة 5 أيام تبعها يومين في جاكرتا وبونشاك. رغم أني لم أفعل الكثير مما خططت له لضيق الوقت إلا أني استمتعت كثيراً في هذه الرحلة.. استمتعت بالتفاصيل الصغيرة التي حدثت كالحوار الذي دار بيني وبين امرأة مسلمة من بالي.. عندما كنا نقف في الصف بانتظار دورنا أمام الصراف الآلي. سألتني من أين أنا؟ وأخبرتني بأن المسلمين في بالي يشكلون 40% فقط من السكان فالغالبية العظمى من الهندوس.. تعرفنا قليلاً على بعض ثم لوحنا إلى بعضنا بالوداع ومضى كل منا في طريقه.
من الأشياء التي عرفتها عن الهندوس في بالي هي أن ديانتهم تتمحور حول التوازن في كل شيء حتى في النظام البيئي لذلك تجدهم متعايشيين مع الحشرات والوزغ فلا يقومون بقتلها، أذكر دهشة المرأة التي كانت تعمل في أول فلة مكثنا فيها (كوما) عندما عرفت بأننا نخاف من الوزغ.. في الواقع عندما أصبحت لا ألقي له بالاً أصبحت قادرة على التعايش معه أنا الاخرى
أيضاً أهل بالي معتادين على أن يقدموا قربانا للآلهة كل يوم وهو عبارة عن سلة صغيرة مصنوعة من القش تحتوي على الورد وشيئاً من الطعام كالفاكهة أو البسكويت مع عود يحمل رائحة لا اعلم ما اسمه، تجد هذه السلال منتشرة في كل مكان في بالي على الأرض وفي المحلات وأمام المنازل وقد تكون في منتصف الشارع .. ومن باب الاحترام لا يجب عليك أن تدوس عليها أو أن تعبر من فوقها. يضعون هذا القربان مرتين في اليوم ، مرة في الصباح لجلب الحظ الجيد لهم خلال اليوم ومرة في المساء لشكر الآلهة على ما كان في هذا اليوم.
أعجبني كثيراً التعايش الذي كان في بالي بين الهندوس والمسلمين فصادف الوقت الذي ذهبنا فيه وقت عيد الهندوس وأيضاً كان وقت عيد الأضحى لدينا نحن المسلمين.. فكنت تارة أسمع تكبيرات العيد وتارة تراتيل الهندوس في نفس الليلة. كذلك شعب بالي لطيف جداً على عكس ما رأيت في جاكرتا وبونشاك حيث يكثر هناك المتسولين ولديهم تلك النظرة بأن السائح الخليجي يحمل كنزا في جيبه وهذا ما أحاول دوماً أن أتجنبه في السفر لذلك لم أستمتع كثيراً في بونشاك أو جاكرتا.
عن السكن:
عندما يتعلق الأمر بالسكن في السفر فدوما ما أبحث عن المكان الذي يمنحني تجربة سكن فريدة وفي نفس الوقت يكون بسعر معقول .. لذلك الفنادق هي أول ما أتجنبه لأنها غالباً ما تمنحك تجربة السائح فقط.
منذ أن عرفت موقع airbnb ولم أستخدم غيره من المواقع في اختيار السكن وفي بالي تحديداً الخيارات واسعة جداً وبأسعار رائعة!..
كان هدفي من الرحلة هذه هو الاسترخاء لذلك اخترت أماكن بعيدة إلى حد ما عن اكتظاظ السياح.. فالفيلا الاوليالتي مكثنا فيها كانت تبعد عن مطار بالي قرابة الثلاث ساعات ومع الازدحام الذي يكون في بالي قد يطول الوقت قليلاً..لكنها تستحق كل ذلك الوقت فالمكان كان أفضل من الصور حتى!.. تقع هذه الفلة في شمال بالي في (Kubutambahan).
كان يتواجد أربعة من العاملين في الفلة.. السائق كيداك وله سعرمنفصل، مربية المنزل كوما وهي المسؤولة عن الطبخ والتنظيف ويمكنكم طلب أي شيء منها فيما يتعلق بالوجبات وعليكم فقط دفع قيمة المكونات التي احتاجت شرائها. كما يوجد حارس، ومزارع .. بالنسبة للحارس والمزارع فهم معتادون على الدخول إلى مطبخ الفلة وهذا ما ضايقنا في باديء الأمر حتى وضحت لكوما بأننا نحتاج إلى الخصوصية ويجب علينا ارتداء الحجاب في كل مرة يدخلون فيها.. وهم من قبلهم تفهموا ذلك.
أما الفيلاالثانيه التي مكثنا فيها كانت تقع في منتجع خيري يديره أهل القرية نفسها ويعود عليهم بالفائدة. قد تبدو القرية معزولة لكنها كانت أقرب إلى المطار والأماكن السياحية في بالي من الفلة الأولى. أخبرني السائق الذي أوصلنا إلى القرية (كيداك) بأنها المرة الأولى التي يرى فيها هذه المنطقة رغم أنه من أهل بالي.. حتى عندما كنا نتبع خرائط “قوقل” للوصول كان يقول لي ( إلى أين تأخذيننا يا مشاعل).
في الحقيقة أحببت بأني اكتشفت مكانا حتى السكان المحليين لا يعرفون الكثير عنه.. بالإضافة إلى أن الجو هناك لم يكن بتلك الحرارة التي تصورتها عن بالي بل على العكس كان لطيفاً.
أحببت حياة القرية فجميع من فيها يعرفون بعضهم.. أحد الأنشطة التي يقدمها المنتجع هي رحلة للتعرف على أهل القرية وعاداتهم والقرابين التي يقدموها كل يوم لكن مع الأسف لضيق الوقت لم أستطع القيام بهذه التجربة رغم أنها كانت السبب الذي جعلني أختار هذا المنتجع!.. لكن هذا لم يمنعني بالقيام بجولة في القرية بمفردي.. لا أستطيع أن أصف لكم كم هي بسيطة معيشة أهل هذه القرية لدرجة أني رأيتهم يستحمون في النهر أكثر من مرة أيضاً لا تستغرب إن رأيت طفلة تقود (دباب) بتمرس وسط شارع ضيق وهو ما يخالف القوانين في بالي لكن لانعزال هذه القرية يمكنك خرق القوانين فلا أحد يعلم والكل هنا يعرف بعضه. أهل القرية لطيفين جداً فكنا عندما نمر بجانب أحدهم يلقي علينا السلام رغم ديانته الهندوسية.
تقع هذه الفلة وسط حقول الأرز التي تشتهر بها بالي، وعلى بعد 10 دقايق سيراً ستصل الي الشاطيء والذي كان من أروع الشواطيء التي رأيتها في حياتي حتى الآن.. كان الشاطيء خالي تماماً فلم يكن فيه غيرنا وهذا ما جعله أكثر روعة!
عن التجارب والأماكن الجميلة:
مشاهدة الدلافين في شاطي لوفينيا:
ابتدأ يومنا الأول في بالي مبكراً جداً.. قبل شروق الشمس وذلك من أجل رحلة الدلافين في شاطي لوفينيا وهي تعد من أجمل التجارب التي قمت بها. حيث كانت مرتي الأولى التي أشاهد فيها الدلافين في بيئتها الأصلية.
ثم بعدها ذهبنا لتناول الافطار في مطعم بسيط جدا تديره عائلة.. رغم بساطة المكان إلا أني استمتعت حقاً بتناول الإفطار هناك، جربت فيه قهوة بالي للمرة الأولى وأيضاً البانكيك الذي يختلف تماماً عما اعتدنا عليه.
شلال Gitgit :
كثيرة هي الشلالات التي يمكن زيارتها في بالي لكن لضيق الوقت ذهبنا فقط إلى شلال واحد هو الأقرب لنا، كان من أجمل الشلالات التي رأيتها وأطولها. كان الطريق إلى الشلال مليء بالمحلات الصغيرة التي تبيع الكثير من الأشياء المصنعة يدوياً ومحلياً والتي يعود ربحها بالفائدة على أهالي القرية التي يقع فيها الشلال.
ركوب الخيل:
رشح لنا السائق اسطبل Kuda P وعموماً كان خيار جيد فالعاملين في المكان جميعهم كانوا بغاية اللطف. لكن في الحقيقة تجربة ركوب الخيل لمدة ساعتين كانت متعبة، لم نشعر بالتعب إلا في وقت العودة بما أننا مررنا بنفس الطريق الذي كان وقت الذهاب.. وبالطبع رؤية نفس المناظر مرة أخرى لن يكون بنفس دهشة المرة الأولى ومتعتها.. كانت الرحلة تضم التجول في قرية، حدائق الأرز في Canggu، و شاطيء canggu.
التسوق في سيمنياك:
من أجمل الشوارع للتسوق وللمقاهي في بالي، ذكرني كثيراً بشارع Samcheong-dong في كوريا.
تناول المأكولات البحرية في جمبران :
شاطيء جمبران من أفضل الأماكن لتناول المأكولات البحرية في بالي، وأفضل وقت لزيارته باعتقادي هو وقت الغروب. أحببت أجواء المكان كثيراً والأهم من ذلك أحببت الطعام هناك فهذه الوجبة تعد ألذ وجبة بحرية تناولتها حتى الآن.
تجربة قهوة اللواك:
من أكثر الأشياء شهرة في بالي هي قهوة اللواك لذلك كان علي تجربتها. تشمل تجربة قهوة اللواك جولة في مزرعة للقهوة مع نبذة بسيطة عن قهوة بالي وقهوة اللواك. ومما عرفته هو أن الكافين في هذه القهوة أقل من القهوة العادية و تحضر بنفس طريقة تحضير القهوة التركية كما أن الطعم كان مشابه لها نوعاً ما.
تجربة المساج:
أيضاً من التجارب الأساسية في بالي هي المساج.. ولحسن الحظ كان المساج ضمن الخدمات التي يقدمها مكان الإقامة الأول بسعر رمزي.
من ألطف الصور التي التقطتها هناك
كان الهدف من الرحة عموماً الاسترخاء بعيداً عن ضوضاء العمل.. لذلك لم أزر العديد من المناطق في بالي فالكثير من الوقت أمضيته في السكن.
بقلم المدونه السعوديه مشاعل
من الأشياء التي عرفتها عن الهندوس في بالي هي أن ديانتهم تتمحور حول التوازن في كل شيء حتى في النظام البيئي لذلك تجدهم متعايشيين مع الحشرات والوزغ فلا يقومون بقتلها، أذكر دهشة المرأة التي كانت تعمل في أول فلة مكثنا فيها (كوما) عندما عرفت بأننا نخاف من الوزغ.. في الواقع عندما أصبحت لا ألقي له بالاً أصبحت قادرة على التعايش معه أنا الاخرى
أيضاً أهل بالي معتادين على أن يقدموا قربانا للآلهة كل يوم وهو عبارة عن سلة صغيرة مصنوعة من القش تحتوي على الورد وشيئاً من الطعام كالفاكهة أو البسكويت مع عود يحمل رائحة لا اعلم ما اسمه، تجد هذه السلال منتشرة في كل مكان في بالي على الأرض وفي المحلات وأمام المنازل وقد تكون في منتصف الشارع .. ومن باب الاحترام لا يجب عليك أن تدوس عليها أو أن تعبر من فوقها. يضعون هذا القربان مرتين في اليوم ، مرة في الصباح لجلب الحظ الجيد لهم خلال اليوم ومرة في المساء لشكر الآلهة على ما كان في هذا اليوم.
أعجبني كثيراً التعايش الذي كان في بالي بين الهندوس والمسلمين فصادف الوقت الذي ذهبنا فيه وقت عيد الهندوس وأيضاً كان وقت عيد الأضحى لدينا نحن المسلمين.. فكنت تارة أسمع تكبيرات العيد وتارة تراتيل الهندوس في نفس الليلة. كذلك شعب بالي لطيف جداً على عكس ما رأيت في جاكرتا وبونشاك حيث يكثر هناك المتسولين ولديهم تلك النظرة بأن السائح الخليجي يحمل كنزا في جيبه وهذا ما أحاول دوماً أن أتجنبه في السفر لذلك لم أستمتع كثيراً في بونشاك أو جاكرتا.
عن السكن:
عندما يتعلق الأمر بالسكن في السفر فدوما ما أبحث عن المكان الذي يمنحني تجربة سكن فريدة وفي نفس الوقت يكون بسعر معقول .. لذلك الفنادق هي أول ما أتجنبه لأنها غالباً ما تمنحك تجربة السائح فقط.
منذ أن عرفت موقع airbnb ولم أستخدم غيره من المواقع في اختيار السكن وفي بالي تحديداً الخيارات واسعة جداً وبأسعار رائعة!..
كان هدفي من الرحلة هذه هو الاسترخاء لذلك اخترت أماكن بعيدة إلى حد ما عن اكتظاظ السياح.. فالفيلا الاوليالتي مكثنا فيها كانت تبعد عن مطار بالي قرابة الثلاث ساعات ومع الازدحام الذي يكون في بالي قد يطول الوقت قليلاً..لكنها تستحق كل ذلك الوقت فالمكان كان أفضل من الصور حتى!.. تقع هذه الفلة في شمال بالي في (Kubutambahan).
كان يتواجد أربعة من العاملين في الفلة.. السائق كيداك وله سعرمنفصل، مربية المنزل كوما وهي المسؤولة عن الطبخ والتنظيف ويمكنكم طلب أي شيء منها فيما يتعلق بالوجبات وعليكم فقط دفع قيمة المكونات التي احتاجت شرائها. كما يوجد حارس، ومزارع .. بالنسبة للحارس والمزارع فهم معتادون على الدخول إلى مطبخ الفلة وهذا ما ضايقنا في باديء الأمر حتى وضحت لكوما بأننا نحتاج إلى الخصوصية ويجب علينا ارتداء الحجاب في كل مرة يدخلون فيها.. وهم من قبلهم تفهموا ذلك.
في الحقيقة أحببت بأني اكتشفت مكانا حتى السكان المحليين لا يعرفون الكثير عنه.. بالإضافة إلى أن الجو هناك لم يكن بتلك الحرارة التي تصورتها عن بالي بل على العكس كان لطيفاً.
أحببت حياة القرية فجميع من فيها يعرفون بعضهم.. أحد الأنشطة التي يقدمها المنتجع هي رحلة للتعرف على أهل القرية وعاداتهم والقرابين التي يقدموها كل يوم لكن مع الأسف لضيق الوقت لم أستطع القيام بهذه التجربة رغم أنها كانت السبب الذي جعلني أختار هذا المنتجع!.. لكن هذا لم يمنعني بالقيام بجولة في القرية بمفردي.. لا أستطيع أن أصف لكم كم هي بسيطة معيشة أهل هذه القرية لدرجة أني رأيتهم يستحمون في النهر أكثر من مرة أيضاً لا تستغرب إن رأيت طفلة تقود (دباب) بتمرس وسط شارع ضيق وهو ما يخالف القوانين في بالي لكن لانعزال هذه القرية يمكنك خرق القوانين فلا أحد يعلم والكل هنا يعرف بعضه. أهل القرية لطيفين جداً فكنا عندما نمر بجانب أحدهم يلقي علينا السلام رغم ديانته الهندوسية.
تقع هذه الفلة وسط حقول الأرز التي تشتهر بها بالي، وعلى بعد 10 دقايق سيراً ستصل الي الشاطيء والذي كان من أروع الشواطيء التي رأيتها في حياتي حتى الآن.. كان الشاطيء خالي تماماً فلم يكن فيه غيرنا وهذا ما جعله أكثر روعة!
مشاهدة الدلافين في شاطي لوفينيا:
ابتدأ يومنا الأول في بالي مبكراً جداً.. قبل شروق الشمس وذلك من أجل رحلة الدلافين في شاطي لوفينيا وهي تعد من أجمل التجارب التي قمت بها. حيث كانت مرتي الأولى التي أشاهد فيها الدلافين في بيئتها الأصلية.
ثم بعدها ذهبنا لتناول الافطار في مطعم بسيط جدا تديره عائلة.. رغم بساطة المكان إلا أني استمتعت حقاً بتناول الإفطار هناك، جربت فيه قهوة بالي للمرة الأولى وأيضاً البانكيك الذي يختلف تماماً عما اعتدنا عليه.
شلال Gitgit :
كثيرة هي الشلالات التي يمكن زيارتها في بالي لكن لضيق الوقت ذهبنا فقط إلى شلال واحد هو الأقرب لنا، كان من أجمل الشلالات التي رأيتها وأطولها. كان الطريق إلى الشلال مليء بالمحلات الصغيرة التي تبيع الكثير من الأشياء المصنعة يدوياً ومحلياً والتي يعود ربحها بالفائدة على أهالي القرية التي يقع فيها الشلال.
رشح لنا السائق اسطبل Kuda P وعموماً كان خيار جيد فالعاملين في المكان جميعهم كانوا بغاية اللطف. لكن في الحقيقة تجربة ركوب الخيل لمدة ساعتين كانت متعبة، لم نشعر بالتعب إلا في وقت العودة بما أننا مررنا بنفس الطريق الذي كان وقت الذهاب.. وبالطبع رؤية نفس المناظر مرة أخرى لن يكون بنفس دهشة المرة الأولى ومتعتها.. كانت الرحلة تضم التجول في قرية، حدائق الأرز في Canggu، و شاطيء canggu.
من أجمل الشوارع للتسوق وللمقاهي في بالي، ذكرني كثيراً بشارع Samcheong-dong في كوريا.
شاطيء جمبران من أفضل الأماكن لتناول المأكولات البحرية في بالي، وأفضل وقت لزيارته باعتقادي هو وقت الغروب. أحببت أجواء المكان كثيراً والأهم من ذلك أحببت الطعام هناك فهذه الوجبة تعد ألذ وجبة بحرية تناولتها حتى الآن.
من أكثر الأشياء شهرة في بالي هي قهوة اللواك لذلك كان علي تجربتها. تشمل تجربة قهوة اللواك جولة في مزرعة للقهوة مع نبذة بسيطة عن قهوة بالي وقهوة اللواك. ومما عرفته هو أن الكافين في هذه القهوة أقل من القهوة العادية و تحضر بنفس طريقة تحضير القهوة التركية كما أن الطعم كان مشابه لها نوعاً ما.
أيضاً من التجارب الأساسية في بالي هي المساج.. ولحسن الحظ كان المساج ضمن الخدمات التي يقدمها مكان الإقامة الأول بسعر رمزي.
من ألطف الصور التي التقطتها هناك