الرد على الموضوع

بقلم نسيم نجد

[ATTACH=full]799539[/ATTACH]

في الطريق إلى باريس …عبرنا الحدود الألمانية البلجيكية , فتغيرت المباني ,و أصبحت رديئة المظهر , و بان عليها عامل السن و عدم الأهتمام , أما الطبيعة الساحرة في الجبال بين الدولتين فبدأ يخبو سحرها , و ينطفئ لهيب جمالها .و بدأ القطار الذي يلتوي من فوق الجبال بالسير بخط مستقيم لا يكاد أن ينحرف أبداً .

 

[ATTACH=full]799540[/ATTACH]

 

في الطريق إلى باريس …عبرنا أنهار , و تجاوزنا جبال , ومررنا بغابات , و ودعنا على الحدود بيت نصفه تابع لدولة ألمانيا و النصف الآخر تابع لدولة البلجيك , كدليل واقعي على أن الإتحاد الأوربي قادم بقوة .

 

[ATTACH=full]799541[/ATTACH]

 

في الطريق إلى باريس…كان الناقل هو قطار سريع من فئة IC والذي عرف بسرعته و سكينته. وهي المرة الأولى التي أسافر بين دول أوربا بدون سيارة أقودها بنفسي .

 

[ATTACH=full]799542[/ATTACH]

 

في الطريق إلى باريس …كان لزاماً علينا أن نحول في بروكسل , عاصمة بلجيكا , و التي زرتها من قبل , فألقيت عليها تحية المعرفة , و الشوق .و طافت بذهني بعض الذكريات .

[ATTACH=full]799543[/ATTACH]

في الطريق إلى باريس …كان القطار الذي ركبناه بعد بروكسل أقل من أخيه الذي سبقه , و أبطء منه بمراحل ملحوظة , وليس ذلك مستغرب فالألمان هم قادة صناعة و صنع القطارات في القارة الأوربية .

[ATTACH=full]799544[/ATTACH]

في الطريق إلى باريس..ركب أمامي شاب و شابه من بلجيكا ,و يبدو أنهما سعيدان بالرحلة , وكان حديثهم أنغام رائعة , لم تسمع أذني في الحياة كلها مثل تلك النغمات الفريدة , و كان يجريان مكالمات عدة لحجز فندق في باريس , فتقابل كل طلباتهم بالأسف و الاعتذار من أصحاب الفنادق ,و ذلك لأن الوقت متأخر , و باريس مزدحمة بالأفواج السياحية . فكانت الفتاة تتنهد بعمق ثم ترمي برأسها على عشيقها , فيستمد قوته من حسرتها , فيبدأ المحاولة مرة أخرى . و أنا أنظر إليهم من خلف كتابي الذي أقلب صفحاته بتناغم بين فصول القصة التي أتتبعها , و حديث العاشقين الذي أسمعه , و انسيابية القطار الذي أركبه . فلما حصلا على حجز من أحد الفنادق كادا يطيران من الفرح , وكدت أن أطير معهم , لولا أن خشيت أن يقولا باللغة البلجيكية ” وش دخلك ” .

[ATTACH=full]799545[/ATTACH]

في الطريق إلى باريس…رأيت و للمرة الأولى أن الأرض تكاد أن تالتصق بالسماء , و أن السحاب يكاد أن يزحف على الأرض , و أن الأرض ممتدة و إلى نهاية العين و بالخضرة مكتسية .

 

[ATTACH=full]799546[/ATTACH]

على أطراف باريس…و قف القطار عند رصيف ممتلئ بالبشر , فالكل حضر هنا… فنحن الآن في أجازة نهاية الأسبوع الأول من أسابيع السنة الجديدة . و التي أعقبت احتفالات صاخبة في كل المدينة لتوديع عام و استقبال عام جديد .

[ATTACH=full]799547[/ATTACH]

في باريس …كانت الحياة تظهر بشكل آخر, حتى على أهل باريس, فهم يعيشون أحلاماً تداعبهم كل شهور السنة , و ينتظرون أن تحل عليهم هذه الأيام , أيام احتفالات الكريسماس . حيث يفد إليهم العالم كله ليستمتعوا باحتفالات باريس .

[ATTACH=full]799548[/ATTACH]

في باريس …الشوارع مزدحمة, و الفنادق ممتلئة , و الحافلات مكتظة , و الوجوه مبتسمة , والناس في كل مكان يتجولون , و يتبضعون , و يأكلون و يسمرون .

[ATTACH=full]799549[/ATTACH]

في باريس …أنت في وسط لوحة فنية منحوتة بأيدي عمالقة الفن العالمي , من القدماء و المحدثين . حيث تظهر لك الشوارع وقد نصبت في طرقاتها الكثير من التماثيل و التي تعبر عن مناسبات مختلفة , بعضها نهاية حرب , و بعضها إعلان نصر , و بعضها بداية مرحلة سلام, و بعضها بقايا فنان إندثر و لم يبقى إلا هذا الحجر ليطبع في النفوس عن فنه أثر .

 

[ATTACH=full]799550[/ATTACH]

في باريس …سكنت في مكان مناسب – لأكن أكثر دقة مناسب بالنسبة لي– فلقد سكنت في ظل قوس النصر , في مسكن صغير جميل مريح .

[ATTACH=full]799551[/ATTACH]

في باريس …كانت غرفتي صغيرة , و المصعد صغير , و الأستقبال صغير , و الآمال عريضة .

[ATTACH=full]799552[/ATTACH]

في باريس …كنت أستقل مصعد المسكن و له قفص من حديد , فكأنه سجن صغير. فهو قد وضع جزاء من يركض بأرض الحرية بدون حساب , لذا فهم يقبضون عليه متلبساً ليهدأ قليلاً , ثم يطلقون صراحة مع بزوغ الشمس ليداعب محبوبته في وقت جديد .

 

[ATTACH=full]799553[/ATTACH]

 

في باريس …كانت غرفتي صغيرة , و الأثاث متوسط الحال , و التلفاز لم يتجاوز 14 بوصة , و دورة المياه بمروش يقطر بقطرات شحيحة , و أرضيته قد كسيت ببلاط لامع , و الفراش أستطيع أن أنام على جنبي و براحة , و لو حاولت أن أنطرح على ظهري لسقطت بنعومة على أرضية الفندق الباريسي الرقيقة , كل ذلك لا يهم فرغم الضيق و القدم , فإن مايحمله عقلي من خلال الجولة اليومية يجعلني و كأني في قصر .و يكفي أنني عندما أسحب اللحاف على رأسي أحس كأنني أدخل قبتي الذهبية من الأحلام الوردية .

 

[ATTACH=full]799554[/ATTACH]

 

في باريس …كنت آتي بالليل بعد طول تعب و عناء من جولات النهار فأتمدد على سريري , فأجد قدماي خارج حدود منصة السرير , فلا أعلم هل سرير تقلص من البرد ؟! أم أنني أنا قد تمددت بفعل كثرة المشي و الحركة ؟!..لا أعلم و لا أعرف …و لكن الشيء الذي ابصم عليه بالعشرة ..و متأكد منه أنني لم أفتح الثلاجة , و لم أتناول شيئاً من مشروباتها العادية أو المعدنية أوالغازية أو المائية .

 

[ATTACH=full]799555[/ATTACH]

 

في باريس …سمعت بنفسي و بدون و سيط , كلمات بنجور , بنصوا , سمعتها بأذني مباشرة ,سمعتها برقة و نعومة .سمعتها كلحن .. كنغمة .. كتغريد طير .. بل و نطقتها بنعومتهم و رقتهم مثلهم , و وجدتهم يحسون بها و يستشعرونها .

 

[ATTACH=full]799556[/ATTACH]

 

في باريس …أسمع جغجغة و لا أرى ضحكاً .فهم يتكلمون بحروف أغلبها ذات جعجعة أو جغجغة . تضحكني و تطربني . و أما هم فهم يعقلونها و يستمتعون بها .لقد تذكرت مذيع الأخبار الفرنسية , عندما كنا نجتمع و نحن صغار و نضحك على طريقة نطقة الكلمات .

 

[ATTACH=full]799557[/ATTACH]

 

في باريس …استقضت قبل الفجر , وفتحت النافذة فوجدت أمر لا يسر , فأغلقت النافذة , فتأكدت فعلاً أنني في باريس .

 

[ATTACH=full]799558[/ATTACH]

 

في باريس …سمعت من غرفتي و بعد أن أديت صلاة الفجر , وقع أقدام سيدة تعزف بكعب حذائها على بيانو أرصفة المدينة , فعلمت أن الحياة بدأت تدب في الطرقات . فلبست معطفي مسرعاً لأستقبل الشعاع من أول النهار .

 

[ATTACH=full]799559[/ATTACH]

 

في باريس …وقبل بزوغ الشمس ..وقفت تحت قوس النصر لوحدي , فمن يأتي إليه في هذا الوقت المبكر و في فصل الشتاء ؟! إلا إنساناً قد خرج شوقاً لمعالم باريس , أو يبحث عن دفءً شعاعها أو يقتبس شيئاً من شعلتها , و لكن لكل شيء إذا ماتم نقصان..فلما نزلت ..وقفت دورية تحمل جنداً مدججين , وضع على عضد كل واحد منهم علماً يحتوي على 99 نجمة , و كل نجمة تجعلني أحس أنني أنا المطلوب الأول في هذا الوقت المبكر . نظرت إلى أكتافهم العريضة , و إلى أسلحتهم الضخمة و التي لم أشاهدها إلا في قناة CNN , أو أحد الأفلام الأمريكية . و رجع شريط الذكريات بكامله إلى ذاكرتي , و كيف أن الناس يتهمون بملا يفعلون . و أن الاعتقال قد نفذ إلى أناس لم يكن يربطهم أي رابط من قريب أو بعيد بالمطلوبين . فثلاث أشياء .وقت مبكر , و عند قوس النصر , و شاب عربي , جميعها مقومات تجعل الأدلة جاهزة لأن يرحل السائح إلى جزيرة بعيدة بغير تهمة . و بعد وقت قصير اصطف الجنود أمامي فحجبوا الكون عني , ثم أعطوني ظهورهم . ثم بدأت أفلاشات الكاميرات تبرق من أمامهم لتظهر قوس النصر من خلفهم . فعلمت أنهم أتوا للزيارة . و أن الأمر ليس كما أتصور .

 

[ATTACH=full]799560[/ATTACH]

في باريس …يقبع قوس النصر بوسط دائرة كبيرة , و بنفق حفر من تحته , و بسلم يؤدي إلى أعلاه , فتشاهد كامل جادة الشانزليزية , حتى المسلة المصرية , و من الجهة الأخرى يمتد بك البصر حتى يقف على الأدفانس . و من أمامك يقبع برج أيفل الشهير .

 

[ATTACH=full]799561[/ATTACH]

 

في باريس … هربت شركات التأمين الخاصة برخص قيادة السيارات من التأمين على منطقة قوس النصر , فإجتماع إثنا عشر طريق على تلك الدائرة تجعل الخطر قريب . و الخسارة من التأمين محققة .

 

[ATTACH=full]799562[/ATTACH]

 

في باريس …اخترت قوس النصر انطلاقا لرحلاتي الأستكشافية لغزو طرقات المدينة , فمشيت بأقدامي ثمان طرقات من الأثنى عشر طريقاً الممتدة من قوس النصر حتى تمددت جزمتي – أكرمكم الله – و كادت أن تتمزق .

 

[ATTACH=full]799563[/ATTACH]

 

في باريس …خرجت مع الطيور , و مع الموظفين , و مع أهل البلد , و مع الباريسيين كلهم في صبح مبكر , كلهم لهم أهداف محددة , أما أنا فهدفي أن أسير …أركض.. أجري.. أتمشى بلا هدف محدد .و هل هناك من غرابة فأنا في أرض الحرية , و حر بما أفعل .

 

[ATTACH=full]799564[/ATTACH]

 

في باريس …و في وقت مبكر تجد على الوجوه لمسة الليل القريب , فالوجوه لم تغادر مسحة النوم القريبة عن محياها , أما صاحبكم فقد استيقظ منذ وقت مبكر , و ودع النوم منذ آخر الليل , فهو نشيط و تضرب قدماه الأرض و بقوة , و ثقة .

 

[ATTACH=full]799565[/ATTACH]

 

في باريس …خرجت و يصاحبني رذاذ المطر , و تظلني قطع الاشجار , و تغازلني أشعة الشمس من بين السحب.و تزقزق من فوقي الطيور .

 

[ATTACH=full]799566[/ATTACH]

 

في باريس …و في ميترو الأنفاق عزف أمامي شيخ مسن . و معه فتاة شقراء صغيرة ترقص على النغم . و بيدها حصالة نقود تنتظر نظرة العطف ممن حولها .

 

[ATTACH=full]799567[/ATTACH]

 

في باريس …تختلف صالات ميترو الأنفاق عن ألمانيا المتقدمة , فعبث المراهقين يظهر على جدران المحطة , و مجموعة ملونة منهم تعزف بقوة حتى تفجر الآذان . و يتراقص حولهم مجموعة يظهر أنهم قد أجروا و بمبلغ زهيد الدور الثاني و الثالث و حتى الأرضي و البدروم من عقولهم بفعل المسكر. فتصاب بحالات من الذعر من حركاتهم .

 

[ATTACH=full]799568[/ATTACH]

 

في باريس …قطفت تذكرة الميترو و علمت بأهمية أن تبقى بيدي , و أن أحتفظ بها حتى استطيع أن أفتح المزلاج المتحرك الذي يفتح لي مسار القطار الذي أريد . و لكن فوجئت بأن شاباً يقفز من فوق السياج . فعلمت أن الحرب خدعة . و علمت أيضا أن الغريب يجب أن ينظر و يبتسم بدون أن يقلد , أو يحاول أن يوجه .

 

[ATTACH=full]799569[/ATTACH]

 

في باريس …الحرية بكل معنى الكلمة , فلقد فككت آخر القيود , و انطلقت بلا حدود , و خلعت الثوب الضيق من التشدد . فهنا و في باريس انقلب الحال من الأسود الحالك السواد , إلى الأبيض الناصع البياض , فسقف الحرية قد رفع درجات ممتدة و بدون سقف حديٍ أعلى . فهنا لا تجد النظام المتشدد في ألمانيا . فهنا أناس يعبرون الطريق بدون أن يهتموا بألون الإشارة هل هي حمراء أو خضراء أو صفراء , أو حتى زرقاء . فهذا ينطلق من بين السيارات العابرة , و ذاك يمر بسهولة من بين السيارات المزدحمة , و مجموعة يتفرقون من بين السيارات المتوقفة عند إشارات المرور الشاخصة .أما أصحاب التاكسي و السيارات العامة , فالكل مسرع من أجل أن يلحق على العبور قبل أن تتحول من الصفراء إلى الخضراء , و إن لم يلحق فأيضاَ لن يتوقف . فبعرفه أن الأمر لا يستحق أن يكبح جماح سيارته المسرعة بسرعة الضوء .و ذاك قد جمع أولادة في مقدمة السيارة و أولاد حارته و خالته و أبناء الحي ألاتيني بأجمعة , و ليس هناك من يطارده ليقول له : أنت مخالف للأنظمة لأن ابنك الصغير لم يركب بالخلف . هذه باريس قد تخلصت من عنف النظام المتشدد , و عاشت مثل أي حياة من حياة البشر فيها النظام و فيها الخطاء , حقاً لقد عشت اياماً سعدت بهذا التحول بعد تعسف النظام الألماني المتشدد – وجهة نظر أحبها – و لا أتحمل عواقبها لغيري .

 

[ATTACH=full]799570[/ATTACH]

 

في باريس …وجوه مختلفة , دول مختلفة , قارات مختلفة , مذاقات مختلفة , ملابس مختلفة , عالم آخر …آخر… آخر…اعلم أنني لم استطع توصل الفكرة فكررت آخر …فرجاءً صدقوني .

 

[ATTACH=full]799571[/ATTACH]

 

في باريس …للجمال لمسة , و للذوق نغمة , و للحس المرهف نسمه , و للحسن طله , و للإبداع نظرة , و للوجوه بسمة .

 

[ATTACH=full]799572[/ATTACH]

 

في باريس …تشدك الوجوه الأفريقية السوداء , و تلفت انتباهك العيون الأسيوية , و تستغرب التفاوت الأوربي الظاهر .

 

[ATTACH=full]799573[/ATTACH]

 

في باريس …و في وقت الشتاء المتجمد تلبس المدينة الحشمة , و برغم ذلك يبقى نزر يسير من النساء يأبين إلا أن يبقين خارج المألوف . فتصاب بالبرد و الزكام من رؤيتهن يتمخطرن بملابس حاسرة , و تراها للستر خاسرة , و نفسي على الفضيلة متحسرة .أنظر إلى نفسي رغم ما حملته أكتافي من الملابس الصوفية البلدية المتينة و القوية , ثم أنظر إليهن فأحس بالرعشة تنفض جسمي أجمعه .يالهن من صبورات…في سبيل تطبيق الموضة الزائفة …فإن لم تستح فأصنع ماشئت !!

 

[ATTACH=full]799574[/ATTACH]

 

في باريس …كانت أعتقد إنني سوف أمشي في جادة الشانزلزيه على المرمر , أو حجر مصقول مذهب , أو رخام براق يلمع .و لكن وقفت أكثر من مرة بين المسلة المصرية و قوس النصر لأمسح أحذيتي المتسخة من الأرض المبللة من قطرات المطر المتبقية من الأمطار المتساقطة ليلة البارحة . و ليس السبب سوء التصريف , أو غزارة الأمطار . بل السبب أن الرصيف الجانبي لبعض الشانزلزيه مرصوف بتراب أو ببطحاء فأصبحت الأرض قابلة للبلل . فهل يعقل أنني في جادة المليارديرات . أو في أشهر جادة على وجه ارض , هل من المعقول أن عدة باريس السابق و اللاحق لا يعلم أن ارض شارعهم الرئيسي أصبحت ” زلط ” حتى أنها أصابت حذاء الشاب النجدي بالاتساخ .و لو سألت المغرمين بسماء باريس عن هذا النقص الواضح الظاهر . لقال ألم تعلم أنهم يحبون البساطة , و أن من طبعهم عدم التمظهر بزيادة . و يحاول أن يجد لهم ألف عذر , فكأنه يدافع عن أهله أو جماعته . و برأيي أن شارع التحلية في الرياض أفضل و أرقى و أجمل من شارع الشانزلزيه كتجهيز في البنية الأساسية للطرقات .أتمنى أن لا أكون قد تدخلت بخصوصيات الغير .

 

[ATTACH=full]799575[/ATTACH]

 

في باريس …تبقى المسلة المصرية رمزاً عربياً يشدنا بوجوده و أسمه , فرغم أنه نصب تذكاري و لكن يبقى الحنين لأرض العرب يحرك في النفس بواعث السرور و الفرح .

 

[ATTACH=full]799576[/ATTACH]

 

في باريس …كانت السماء اليوم ملبدة بالغيوم , و الأرض مبللة بالقطرات , و الأشجار قد ودعت منذ أشهر الأوراق , و ماتبقى منها فهي صفراء و قريباً سوف تلقيها في الطرقات .و في شوارعها اقفز هنا و هناك , و أتنقل هنا و هناك . لا ستكشف باريس بتفاصيلها , باريس التي تجولت فيها عبر أزقتها قبل أن أزورها و ذلك من خلال الأدباء الذين كتبوا عنها . و عرفت معالمها قبل أن يتحدث المرشد السياحي باسمها فقد حفظتها بالمرة , بل بالمرات . و تجولت في متحفها المفتوح في كل مكان .

في باريس….و للحديث بقية..ألقاكم بخير

نسيم نجد