كما وعدتكم سأقوم بإذن الله بطرح دروس ملخصة لأهم مبادئ احتراف التصوير، بحيث تساهم هذه الدروس بنقل المعلومات من الأساسيات والضروريات.
طبعا التصوير عالم كبير بحد ذاته، لن يتسع لنا هنا طرح شتى الطرق والأنواع المختلفة، وسنكتفي بذكر أشهرها وأكثرها استخداما.
هذه الدروس مجدية لمن يمتلك كاميرا احترافية، أو كاميرا بسيطة للمبتدئين، أو حتى أجهزة الهواتف النقالة الحديثة، فأكثرها حداثة تحتوي أصلا على مزايا وخصائص الكاميرا الاحترافية.
سأقوم بطرح الدروس بشكل شبه يومي أو أسبوعي حسبما يسمح لي الوقت، وكي أفسح لكم المجال لتطبيق كل درس بشكل عملي، ورفع صوركم بعد كل درس ودرس، فالتنظير دون الممارسة لن يجديكم نفعا.
أتمنى للجميع الاستفادة، كي نستمتع بصور رحلاتكم الاحترافية، وأكون بذلك قد قدمت لكم وللمنتدى خدمة بسيطة.
فهرس الدروس : (بالضغط على العنوان بإمكانك الانتقال للدرس)
1. مقدمة ونصائح أولية.
2. الدرس الأول - تكوين الصورة.
(قاعدة الأثلاث، التأطير، التسلسل، إتجاه الحركة)
3. الدرس الثاني - مثلث التعريض.
(سرعة الغالق، فتحة العدسة، الآيزو)
4. الدرس الثالث - أنماط التصوير والتحكم بدرجة اللون الأبيض.
(التصوير الأوتوماتيكي، التصوير اليدوي، أولوية فتحة العدسة، أولوية الغالق)
5. الدرس الرابع - عمق الميدان. 6. الدرس الخامس - أوضاع مقياس الضوء، ومقياس التعريض.
7. الدرس السادس - جودة وأنماط التصوير.
قبل أن نبدأ دروسنا لا بد من بعض النصائح الأولية التي من الواجب على كل من يرغب بدخول عالم التصوير معرفتها، بدونها يمكن أن يصيب الدارس الإحباط أو الملل أو التشتيت أو التبذير :
أولا - التصوير عالم واسع جدا ويشمل العديد من المجالات والتخصصات. فهنالك مثلا التصوير الرياضي، تصوير البورتريه (الوجوه والشخصيات)، تصوير اللاندسكيب (الطبيعة) والحياة البرية، تصوير الإعلانات، تصوير الأزياء، تصوير الماكرو (التقريب والتكبير)، تصوير الحياة الصامتة، تصوير حياة المدن والشوارع، تصوير الفيديو، التصوير الصحفي.
فلا تتعب نفسك في دراسة شتى الأنواع، وكرس تركيزك على إتقان من نوع إلى ثلاث أنواع على أكثر تقدير، مختارا أقربها إلى قلبك ونفسك، أو تلك التي ستخدم عملك في حال كان التصوير مهنتك.
ثانيا - التصوير يعتمد في معداته الأساسية على جسم الكاميرا والعدسة، واعلم أن الكاميرات والعدسات غالية الثمن وفقا لوظائفها وخصائصها. فقبل أن تقرر شراؤها اختر مجال التصوير الذي تود دراسته، ليكون الاختيار وفقا للخصائص التي تخدم مجالك.
فمثلا هنالك كاميرات تستطيع التقاط عدد كبير من الصور في ثوان معدودة بضغطة زر واحدة، كاميرات أخرى لا يمكنها فعل ذلك، وهذه الخاصية مهمة جدا للمصور الرياضي أو الصحفي. وهنالك كاميرات درجة الآيزو فيها مرتفعة جدا، وهذه الخاصية مهمة جدا للتصوير الليلي. كما أن كاميرات المحترفين تقسم إلى قسمين هنالك فئة الإطار المقطوع وهنالك فئة الإطار الكامل وكل منها لها استعمالاتها.
وكذلك العدسات، فهنالك عدسات مداها بعيد مهمة جدا للتصوير الرياضي، وهنالك عدسات فتحاتها كبيرة تساعد جدا في التصوير الليلي ومفيدة كذلك في العزل، كما أن لتصوير الماكرو عدساته الخاصة، وكذلك هنالك عدسات ذات زوايا واسعة مهمة للغاية لمصوري اللاندسكيب.
فاختر مجالك قبل اختيارك لمعداتك، فليس الهدف شراء أغلى المعدات، فربما تكتشف بعدها أنها لا تخدم اهتماماتك، أو ربما يتضح لك بأن التصوير لم يكن سوى نزوة لحظية وزالت، فيزول معها مبلغ كبير من المال كنت قد أنفقته سدى.
ثالثا - التصوير هواية إن لم تتذوق طعمها بالشكل الصحيح ستكرهها، لذلك حاول التعرف على أشخاص تكون هذه إحدى هواياتهم ليكونوا رفقة لك، فتستفيد منهم ويستفيدون منك، وتتشاركون هوايتكم في الخروج في جولات أو رحلات تصوير، ليتضح لك أن الإدمان كان في صالحك هذه المرة.
واعلم بأن التصوير هي لغة يستخدمها كل مصور كيفما يريد، فلكل لغته وبصمته الخاصة، وستجد بأنك في اللحظة التي تضع فيها الكاميرا أمام عينيك، ستغوص في أحلامك ومخيلتك وتطير إلى عالم آخر يفصلك عن ما حولك، فلا يوجد أجمل من تلك اللحظة التي تتحد فيها مع كاميراتك الخاصة لالتقاط الصورة التي ترسمها لنفسك. فان لم يكن الصبر والهدوء من طبعك، فلا أعتقد بأن هذا المجال سيروق لك.
رابعا - إن كان التصوير بالنسبة لك هو فقط لمجرد توثيق اللحظات الفريدة في حياتك، فلا أنصحك أبدا بشراء معدات تصوير احترافية، لأن التصوير التوثيقي لا يحتاج منك إلا خاصية التصوير التلقائي الأوتوماتيكي، وهذه الخاصية موجودة في كافة أنواع الكاميرات، فاختر أرخصها، فان التصوير الاحترافي في أساسه هو الابتعاد الكلي عن استخدام التصوير التلقائي، واحتراف خصائص الكاميرا والعدسة، واستخدام أقصى طاقتها.
خامسا - الاحتراف يبدأ بالممارسة، ولن تصبح محترفا أبدا بمجرد قراءة بعض التقارير أو الدروس، أو حتى مشاهدة المقاطع التعليمية. إحفظ المبادئ الأساسية، ثم اخرج مع كاميراتك وابدأ بتطبيقها، وستجد نفسك مع الوقت قد بدأت تقترب شيئا فشيئا من الاحتراف.
سادسا - لا تترك بعض الصور أو المصورين يحبطونك، وتشعر بأنك تبعد سنين ضوئية عن الوصول إلى هذا المستوى. فاعلم أن أي مصور قد بدأ من حيث أنت بدأت، واعلم علم اليقين بأن الكثير جدا من هذه الصور يكون المصور قد عمل قبل اخراجها للنور ساعات طويلة، سواء لالتقاطه لها، أو لتعديلها بواسطة برامج التصميم كالفوتوشوب. فعندما تكتشف هذه الطرق وتتقنها، ستكون تلك قفزتك إلى عالم الاحتراف، وهذه عملية ليست بالمستحيلة أبدا.
سابعا - إبحث ثم أدرس ثم إبحث ثم أدرس. لا تعتقد بأنك ستصبح محترفا بحملك لكاميرا بآلاف الدولارات، فالكاميرا لن تلتقط الصور الاحترافية تلقائيا، وأحيانا كثيرة يستطيع المصور المحترف الحصول على أفضل الصور باستخدام هاتفه الذكي لا أكثر ولا أقل. لذلك ثقف نفسك وحاول أن تتقن الأساسيات عن ظهر قلب، ومن بعدها لن تحتاج إلا للممارسة والغوص أكثر في مجالك المفضل.
ثامنا - شغل مخيلتك وتعلم من غيرك. للإبداع لا بد من ابتكار عناصر الصورة، وتكوين حكاية وإن كانت بسيطة تعكسها هذه الصورة. ولا تتردد من متابعة بعض المصورين المحترفين لمقارنة أفكارهم، ولا تخجل من التقليد في بداية مشوارك، فربما ستكون هذه الخطوة التي تنطلق فيها حرا في عالمك الخاص.
تاسعا - حافظ على تواضعك وابتعد عن الغرور. بعض المصورين فور شعورهم باهتمام من حولهم، يظنون بأن احترافهم قد جعلهم في مرتبة أخرى أعلى بكثير من الآخرين، فيصيبهم الغرور والتكبر، وتكون هذه الهاوية التي ستعيدهم إلى الحضيض. تذكر بأنك مهما تعلمت وأتقنت، ستجد بأنك لم تتقن سوى الشيء البسيط من هذا العالم، وهنالك الكثير جدا ممن هم أفضل منك بكثير.
عاشرا - هيا إبدأ طريقك ولا تتردد، لا يمنعك عن الاحتراف سوى الخطوة الأولى، إنطلق في رعاية الله.
درسنا الأول في طريقنا لاحتراف التصوير يتمحور حول تكوين الصورة، من اختيار الموقع، اختيار الهدف، اتجاه الحركة، استغلال الضوء، إطار الصورة، نقاط التركيز (الفوكوس)، قاعدة الأثلاث أو التثليث، والتسلسل.
كل هذه العناصر تسمى تكوين الصورة، والتي تهدف لإخراجها بأفضل حالاتها، مع الاهتمام بنسج حكاية لتعكسها هذه الصورة. فيمكن أن تكون الحكاية مثلا التمعن بعظمة خلق الله في جمال الطبيعة، رسالة تعكسها عيون وملامح الشخصية التي يتم تصويرها، إبداع البشر في البنيان، حالة الفقر التي يعيشها بعض بني الإنسان، طريق توصل إلى هدف معين في نهايتها، مهن وحِرف تقليدية، والخ ...
فلنبدأ ....
أولا - على المصور قبل كل شيء أن يختار الهدف الذي يريد تصويره، ومن ثم اختيار الموقع الذي يريد أن يصور منه هذا الهدف، مع رسم المقطع الذي يريد أن تتخلله الصورة من هذا الهدف كله، ما يسمى بالـ Frame.
من ثم يجب اختيار الوقت المناسب لتصوير هذه اللقطة، وهذا الأمر مهم جدا في تصوير اللاندسكيب (الطبيعة)، حيث أن الاختيار يكون وفقا لما يريد المصور أن تعكسه صورته. وأفضل أوقات تصوير اللاندسكيب تكون عند شروق الشمس أو غروبها، حيث السماء تكون في أفضل حالاتها، وأوضح ملامحها، كما أن أشعة الشمس تكون هادئة خفيفة لا تضر بتفاصيل المحيط.
كما يجب الاهتمام باتجاه الضوء ليتناسب مع فكرتك التي تريد تمريرها من خلال الصورة، سواء من ظلال أو قوة إضاءة الهدف، أو إضاءة الهدف مع تعتيم باقي الصورة.
ثم اختيار نقطة التركيز في الصورة (الفوكوس)، حيث أن الهدف من الواجب أن يكون واضحا للمشاهد. وبالعادة في تصوير اللاندسكيب يكون التركيز في الصورة أوسع لايضاح شتى ملامح الصورة لأن المصور يريد أن يبرز جمال اللقطة كلها. أما في تصوير البورتريه يكون التركيز عادة على الوجه والعينين فقط وتشتيت باقي اجزاء الصورة سواء بالعزل أو بالتظليل.
في هذه الصورة نشاهد كيف أن المصور اختار التوقيت المناسب للتصوير، حيث الشمس تظهر في الأفق لحظة الشروق، كما اهتم باختيار المكان المناسب لالتقاط الصورة، مع جعل خط مستقيم وهمي يصل الصخرة في الأسفل والشمس في الأعلى. كما حافظ على إظهار ملامح الصورة بشكل عام مع إضعاف العزل لعكس جمال الطبيعة ككل. ونلاحظ كيف أن اتجاه الضوء ينعكس على الأرض والسماء لتظهر ملامحها بصورة ناعمة لطيفة.
ثانيا - قاعدة الأثلاث أو التثليث :
هي القاعدة الأساسية للمصور المحترف، حيث يكون الاهتمام بتقسيم اللقطة (الصورة) إلى ثلاث أقسام، مع جعل الهدف الأساسي في الصورة في ثلثين، وباقي الصورة في ثلث واحد، أو بالعكس حسب رغبة المصور. والاهتمام كذلك بجعل أقوى نقطة في الصورة في إحدى نقاط الإرتكاز الأربعة.
وهذه القاعدة تشير إلى واجب الابتعاد عن تصوير الهدف في منتصف الصورة، ما يسمى بالتوسيط، وهو أمر شائع بين المصورين المبتدئين. فقد كشفت الاحصائيات على أن تقطيع الصورة إلى ثلاث أقسام ، ووضع الهدف في إحدى نقاط الإرتكاز يجعل الصورة أكثر جمالا، ويلفت نظر المشاهد بشكل أكبر.
كما يجب المحافظة على استقامة الصورة وتفادي الميلان، بمساعدة خط الأفق أو خط وهمي ترسمه في مخيلتك. فالميلان يضعف الصورة جدا، ويبعد نظر المشاهد واهتمامه بشكل لا إرادي، ناتج عن الإنزعاج التلقائي الذي يشعر به بسبب هذا الميلان. وهو أمر شائع كذلك لدى المصورين المبتدئين، ونصادفه كثيرا جدا في برامج التواصل الاجتماعي كالانستغرام والسناب شات.
ويجب أن نعلم أن هذه القواعد التي سنذكرها عامة ويمكن كسرها في بعض الأحيان، لكن كسرها يكون فقط عندما تتقنها، وتتقن الحالات التي تستطيع فيها كسرها لتظهر الصورة بشكل أجمل.
ليسهل عليكم الأمر في بداياتكم، بامكانكم تفعيل خاصية الشبكة في الكاميرات الاحترافية، فعند تفعيلها تجدون أن الكاميرا قد رسمت لكم شبكة مقسمة لثلاث أقسام، وبمساعدتها تستطيعون تقسيم اللقطة قبل التقاط الصورة، واختيار نقطة الارتكاز التي تودونها.
نلاحظ في هذه الصورة كيف أن المصور جعل للأرض ثلث الصورة تقريبا، بينما جعل للسماء الثلثين، وحافظ على استقامة خط الأفق. كما أنه وضع الشجرة في نقطة الإرتكاز أسفل يمين الصورة.
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 2048x1365.
وكذلك في هذه الصورة حافظ المصور على قاعدة الأثلاث، فجعل ثلثين الصورة للأرض، وثلث واحد للسماء. ولكنه كسر قاعدة نقطة الارتكاز فجعل الشجرة في وسط الثلث الأعلى. وهذا يبرهن لنا أن هذا المصور يتقن القواعد العامة، فقد حافظ على قاعدة وكسر أخرى لهدف أراد أن يبرزه لنا.
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 2048x1367.
ثالثا - التأطير :
وهو رسم إطار للهدف الذي تود تصويره باستخدام إطار طبيعي من المحيط الذي تتواجد فيه، كالأغصان أو الأعمدة أو الصخور أو أي جسم يساعدك على ذلك. كما يمكن للإطار أن يكون جزئي أو كامل، أن يحيط بكامل الهدف أو يكون على جانب واحد. ويهدف ذلك لرسم جمالية للصورة ككل، وتركيز نظر المشاهد على الهدف.
نلاحظ كيف أن المصور في هذه الصورة استخدم الجدران والقوس في تأطير الهدف للتركيز عليه.
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1194x796.
أما في هذه الصورة فاستخدم المصور العزل والتظليل في تأطير الوجه لتركيز نظر المشاهد.
رابعا - التسلسل :
وهي طريقة تستخدم لإرشاد نظر المشاهد الى الهدف المنشود، ويكون باستخدام عناصر معينة في الصورة تخدم هذا الهدف. فيمكن الاستعانة بخط معين تكونه عناصر معينة في الصورة سواء كان خطا مستقيما أم غير مستقيم.
نلاحظ كيف استخدم المصور أعمدة وأقواس المسجد الأقصى المتسلسلة لإرشاد نظر المشاهد إلى مسجد قبة الصخرة في نهاية هذا التسلسل.
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 2048x1370.
خامسا - إتجاه الحركة :
وهي وسيلة تستخدم كذلك لرسم طريق وهمي في مخيلة المشاهد لحركة الهدف. مع المحافظة دائما على أن تكون حركة الهدف من إحدى أطراف الصورة باتجاه الداخل وليس الخارج.
نلاحظ كيف أن المصور جعل إتجاه الحركة من الأسفل إلى الأعلى بتصوير الدرج من بدايته إلى نهايته، وتصوير الشخص وهو متجه باتجاه هذا الدرج صعودا.
أتمنى أن يكون هذا الدرس بسيطا وواضحا
وأرجو أن تعم الفائدة على الجميع
وانتظروني في الدرس القادم مع مثلث التعريض
وسنتحدث عن خصائص سرعة الغالق وفتحة العدسة والآيزو
ملاحظة : استخدمت صور أصدقائي في نادي التصوير، أتمنى أن تكون بها فائدة عليكم.
درسنا الثاني يتمحور حول مثلث التعريض، ويقصد به ثلاث أركان (أضلاع) مهمة تُكون إضاءة الصورة، وهي سرعة الغالق، فتحة العدسة، والآيزو.
1. سرعة الغالق Shutter Speed - ويشار إليها في الكاميرات بالحرف S. وفي عجلة أنماط التصوير في كاميرات كانون يرمز إلى أولوية سرعة الغالق بالأحرف Tv.
الغالق هو الشباك الذي يُفتح ويُغلق عند الضغط على زر التصوير.
فحين نضغط يتم فتح الشباك لمدة معينة، يتم خلالها دخول الضوء من الخارج مرورا بالعدسة، وصولا إلى المستشعر الذي يحلل المعلومات التي تلقاها ويحولها إلى ملف صورة.
أما هذه المدة فنحن الذين نتحكم بها، وهي التي يطلق عليها "سرعة الغالق"، كما يطلق عليها أيضا Exposure Time أي "مدة التعريض" ويعني مدة تعريض المستشعر للضوء.
وسرعة الغالق تقاس بالثواني أو أجزاء من الثانية، مثلا 1/100 (واحد على مائة) من الثانية.
ولسرعة الغالق وظيفتان مهمتان جدا وهي :
أ) التحكم بكمية الضوء - كلما رفعنا سرعة الغالق، أي كانت سرعة فتح وإغلاق الشباك أسرع، يكون وقت تعريض المستشعر للضوء أقل، أي تدخل كمية أقل من الضوء. وكلما قللنا من سرعة الغالق، أي كانت سرعة فتح وإغلاق الشباك أبطأ، يكون وقت تعريض المستشعر للضوء أكبر، أي تدخل كمية أكبر من الضوء.
وبمعادلة بسيطة : سرعة غالق أكبر = كمية ضوء أقل سرعة غالق أقل = كمية ضوء أكبر
مثال : إن كنا نصور في وضح النهار، وكمية الضوء في المحيط كبيرة جدا، فعلينا تقليل كمية الضوء الداخلة إلى المستشعر كي تكون الصورة واضحة، فنقوم برفع سرعة الغالق. أما إن كنا نصور في غرفة، وكمية الضوء في المحيط منخفضة، فعلينا زيادة كمية الضوء الداخلة إلى المستشعر كي تكون الصورة واضحة، فنقوم بخفض سرعة الغالق.
ب) تثبيت الحركة - كلما رفعنا سرعة الغالق، كلما كان التقاط الصورة أسرع، وهكذا تكون درجة تثبيت الحركة أكبر. وكلما قللنا سرعة الغالق، كلما كان التقاط الصورة أبطأ، وذلك يؤثر سلبا على ثبات الأجسام في الصورة.
وبمعادلة بسيطة : سرعة غالق أكبر = تثبيت حركة أكبر سرعة غالق أقل = تثبيت حركة أقل
مثال : إن كنا نصور أجساما متحركة كالطيور مثلا، يجب علينا رفع سرعة الغالق لتثبيت حركة الجسم، كي لا تخرج صورة مشوشة. وإن كنا نصور أجساما ثابتة، وأردنا خفض سرعة الغالق لزيادة كمية الضوء، كالتصوير في غرفة مثلا، يمكننا ذلك بشرط نقوم بتثبيت حركة الكاميرا نفسها بحيث لا تتحرك، ويفضل وضع الكاميرا على جسم ساكن أو على حامل ثلاثي كي لا تتعرض لاهتزاز يد المصور.
هنالك حالات يقصد فيها المصور عدم تثبيت الحركة، كتصوير شلال مثلا واظهار انسيابية المياه، فيتم خفض سرعة الغالق، ليظهر الشلال على شكل لوحة فنية من المياه المنسابة بيضاء كالثلج.
شرح بمساعدة هذا الرسم البياني :
سرعة الغالق هو القسم أسفل يسار المخطط، باللون الأزرق. كما نرى أنه كلما زادت سرعة الغالق تكون صورة الجسم "العجلة" واضحة بشكل كامل، بينما عندما تكون سرعة الغالق منخفضة، يقل وضوح الجسم "العجلة"، ونشاهد كذلك تشوه في الصورة ناتج عن حركة الجسم المستمرة وسرعة الغالق المنخفضة، فتنتج صورة كالأشباح.
2. فتحة العدسة Aperture - ويشار إليها في الكاميرات بالحرف F. وفي عجلة أنماط التصوير في كاميرات كانون يرمز إلى أولوية فتحة العدسة بالأحرف Av.
عدسة التصوير مكونة من فتحة يتم فتحها واغلاقها بمقادير محددة تقاس بالـ f/stop. فهناك فتحات عدسة f/22 و f/8 و f/5.6 و f/2 وهكذا الكثير.
يقوم المصور بالتحكم بفتحة العدسة كيفما شاء، واختيار الفتحة التي تلائم الصورة التي يريد التقاطها. فبامكانه رفع الرقم واختيار فتحة صغيرة، أو خفض الرقم واختيار فتحة كبيرة.
بمعادلة بسيطة : رقم كبير = فتحة عدسة صغيرة ضيقة. رقم صغير = فتحة عدسة كبيرة واسعة.
ولفتحة العدسة وظيفتان مهمتان جدا وهي :
أ) التحكم بكمية الضوء - كلما كانت فتحة العدسة أكبر، أي كان الرقم أصغر، كلما كانت كمية الضوء الداخلة إلى المستشعر أكبر. وكلما كانت فتحة العدسة أصغر، أي كان الرقم أكبر، كلما كانت كمية الضوء الداخلة إلى المستشعر أصغر.
بمعادلة بسيطة
رقم كبير = فتحة عدسة صغيرة ضيقة = كمية ضوء قليلة. رقم صغير = فتحة عدسة كبيرة واسعة = كمية ضوء كبيرة.
مثال : إن أردنا التصوير في وضح النهار عندما تكون الشمس في أقوى حالاتها، نريد أن نخفف من كمية الضوء الداخلة إلى المستشعر، لذلك نقوم بتقليل فتحة العدسة. أما إن كنا نصور في غرفة فيها كمية الضوء قليلة، نرفع من فتحة العدسة، لتكون كمية الضوء الداخلة أكبر.
ب) عمق الميدان - يرمز إليه بـ DOF. والمقصود به إظهار كامل الصورة بصورة واضحة دون تشويش، أو التركيز على جسم معين في الصورة فقط وهو ما يعرف بالـ"عزل"، أي التركيز على جسم معين وتشويش وتظليل ما حوله من خلفية وأجسام أخرى. فإن أردنا عزل جسم معين وتشويش ما حوله نقوم بتكبير فتحة العدسة لتصغير عمق الميدان، وإن أردنا إظهار كامل الصورة بشكل واضح دون تشويش، نقوم بتصغير حجم فتحة العدسة لتكبير عمق الميدان.
بمعادلة بسيطة
رقم كبير = فتحة عدسة صغيرة ضيقة = عمق ميدان أكبر وعزل أقل. رقم صغير = فتحة عدسة كبيرة واسعة = عمق ميدان أصغر وعزل أكبر.
شرح بمساعدة هذا الرسم البياني :
القسم الملون بالأصفر أسفل يمين المخطط يصور لنا خاصية فتحة العدسة. فنرى بأنه كلما كبر مقدار فتحة العدسة، أي صغر حجم الفتحة، كان عمق الميدان أكبر، وظهرت الصورة واضحة بشكل كامل. بينما كلما صغر مقدار فتحة العدسة، أي كبرت فتحة العدسة، كان عمق الميدان أصغر، وأصبح العزل أكبر، فظهر جزء من الصورة بشكل واضح، بينما تم عزل وتشويش باقي الصورة.
3. الآيزو أو حساسية المستشعر للضوء - ويشار إليها في الكاميرات بالأحرف ISO. في أغلب الكاميرات يبدأ مقدار الآيزو بالرقم 100 وفي بعضها بأرقام أقل. وتصعد إلى أن تصل عشرات الألوف.
هي خاصية بامكانها التحكم بكمية الضوء في الصورة. كلما زدنا مقدار الآيزو زادت حساسية المستشعر للضوء فزادت الإضاءة، وكلما قللنا مقدار الآيزو، قلت حساسية المستشعر للضوء، فقلت كمية الإضاءة.
لكن يجب الإنتباه أنه كلما كان الآيزو أعلى، كانت كمية التحببات أو النقاط في الصورة أكبر، والتي تسمى بالـ Noise، وكلما قلت قيمة الآيزو قلت التحببات، وأصبحت الصورة أكثر نقاء.
بمعادلة بسيطة
رقم كبير = كمية ضوء أكبر، لكن تحببات أكبر. رقم صغير = كمية ضوء أصغر، لكن تحببات أقل.
لذلك الآيزو يرفع عادة بمقادير بسيطة وقت الحاجة القسوى، عندما تكون كمية الضوء في محيط الصورة قليلة جدا، كالتصوير الليلي مثلا.
شرح بمساعدة هذا الرسم البياني :
القسم باللون الأحمر أعلى المخطط يصور لنا كيف أنه كلما زادت قيمة الآيزو، زادت التحببات في الصورة. بينما كلما قلت قيمة الآيزو، قلت التحببات في الصورة.
رسوم بيانية أخرى للتوضيح
رسم بياني رقم 1 :
أولا - قيمة الآيزو أعلى الرسم باللون الأصفر. نشاهد كيف أنه كلما زادت قيمة الآيزو زادت الإضاءة، وكذلك زادت التحببات في الصورة.
ثانيا - سرعة الغالق أسفل يسار الرسم باللون الأزرق. نشاهد كيف أنه كلما قلت سرعة الغالق، قل وضوح الجسم في الصورة، بسبب انخفاض قدرة تثبيت الحركة، وزادت الظلال في الصورة.
ثالثا - فتحة العدسة أسفل يمين الرسم باللون الأخضر. نشاهد كيف أنه كلما قلت قيمة الفتحة وكبر حجمها، انخفض عمق الميدان وزاد العزل. فيتم التركيز على جسم معين في الصورة وعزل ما حوله وتشويشه.
رسم بياني رقم 2 :
أولا - فتحة العدسة أول سطر من الرسم في الأعلى. نشاهد كيف أنه كلما زادت قيمة فتحة العدسة صغر حجمها، وزاد عمق الميدان، فأصبحت الصورة بشكل كامل واضحة. بينما كلما قلت قيمة فتحة العدسة كبر حجمها، وقل عمق الميدان، فزاد العزل، وأصبح جسم الشخص الواقف واضحا، بينما الجبال في الخلفية معزولة ومشوشة.
قيمة F32 يعني فتحة عدسة صغيرة مقارنة بقيمة F4، لذلك نرى أن الدائرة البيضاء في القيمة F32 والتي هي الفتحة، أصغر منها في القيمة F4. لذلك نشاهد أن الصورة أعلى القيمة F32 واضحة بشكل كامل، بينما الصورة فوق القيمة F4 فيها عزل كبير، فنرى الرجل بشكل واضح، بينما الجبال من خلفه معزولة ومشوشة
ثانيا - سرعة الغالق في السطر الثانية من الرسم. نلاحظ كيف أنه كلما قلت سرعة الغالق، قلت إمكانية تثبيت الحركة، فيظهر الجسم المتحرك بشكل غير واضح تماما. بينما كلما زادت سرعة الغالق زاد وضوح الجسم، بازدياد إمكانية تثبيت الحركة.
سرعة الغالق 1/2 أي نصف ثانية، أبطأ من القيمة 1/1000 أي سرعة 1 على 1000 من الثانية. لذلك عندما يستغرق الغالق 1/2 ثانية حتى يغلق، يكون الجسم المتحرك قد تعدى مجال الصورة، فظهر على شكل شبح، غير واضح. أما عندما يستغرق الغالق 1/1000 من الثانية حتى يغلق، فهذا يعني أن الغالق كان سريعا جدا، ما مكنه من التقاط الجسم وتثبيت حركته على المستشعر.
ثالثا - الآيزو في السطر الأخير من الرسم. نلاحظ كيف أنه كلما زادت قيمة الآيزو زادت التحببات في الصورة لتصل إلى مرحلة تكون قد شوهت فيها الصورة بشكل كامل. بينما كلما قلت قيمة الآيزو قلت التحببات، وظهرت الصورة بشكل أوضح. لكن لن ننسى بأن الآيزو مهم جدا في التصوير الليلي لرفع درجة الحساسية للضوء.
أتمنى أن يكون هذا الدرس مفيدا وشاملا
وانتظروني في الدرس القادم مع أنماط التصوير في الكاميرا الـ Camera Modes (الأوتوماتيكي، اليدوي، أولوية سرعة الغالق، أولوية فتحة العدسة) والتحكم بدرجة اللون الأبيض الـ White Balance
الدرس الثالث - أنماط التصوير والتحكم بدرجة اللون الأبيض
درسنا الثالث سيكون حول أنماط التصوير في الكاميرات المختلفة وخصوصا الاحترافية، ما يسمى بالـ Camera Modes. ومن ثم ننتقل إلى طريقة التحكم بدرجة اللون الأبيض ما يسمى الـ White Balance.
أنماط التصوير
يقصد بأنماط التصوير هي الخيارات التي تتيحها الكاميرا من إعدادات التصوير في القرص المتحرك الموجود في الغالب أعلى الكاميرا. وتختلف مسمياتها بشكل بسيط بين كاميرات كانون ونيكون ولكن لها نفس الوظائف.
ونحن سنذكر أهم هذه الأنماط وأكثرها استخداما :
1. التصوير الأوتوماتيكي :
في كاميرات كانون تكون على شكل مربع أو كلمة Auto
وفي كاميرات نيكون بالغالب تكون باسم Auto
وهو النمط الشائع جدا بين مستخدمي الكاميرات، المبتدئين خصوصا. فهذا النمط يعطي الكاميرا كامل الحرية بالتحكم في اعدادات التصوير بشكل شبه كامل، ما يجعل المصور خارج اللعبة تماما.
فالكاميرا تختار الاعدادات وفق ما يحلو لها وما قد تم برمجته عليها، فالكاميرات الاحترافية يمكن ان تكون صورها في هذا النمط أفضل من الكاميرات البسيطة. ولكن وبشكل عام لا تقوم الكاميرا بالتقاط الصورة وفقا لما رسمه المصور في مخيلته، انما وفق ما جمعته من معلومات من المحيط، ولذلك ربما تكون الصورة بيضاء جدا (محروقة)، ويمكن أن تكون سوداء جدا. وكذلك العزل يكون وفق ما تختاره الكاميرا وليس وفق ما يريده المصور. كما هو الحال أيضا في تثبيت الحركة، كثيرا جدا ما تفشل الكاميرا في ذلك.
ولهذا لا ينصح أبدا بشراء كاميرات احترافية اذا كان المصور سيختار هذا النمط في التصوير، لأنه وبكل بساطة لن يستغل اعدادات الكاميرا وقدراتها الخارقة في تحديد الاعدادات التي يرغبها، وسيتركها تصور كما يحلو لها.
2. أولوية فتحة العدسة :
في كاميرات كانون تكون باسم Av
وفي كاميرات نيكون تكون باسم A
هذا النمط يستخدم حينما يريد المصور أن يتحكم فقط في فتحة العدسة، ويترك باقي الاعدادات لتتحكم بها الكاميرا.
يختار المصور هذا النمط عادة عندما لا يكون لديه الوقت الكافي للتحكم الكامل بكافة الاعدادات قبل التقاط الصورة، ويكتفي بالتحكم باعدادات فتحة العدسة كالاعداد المهم بالنسبة له في هذه اللحظة، ويترك الباقي للكاميرا.
مثلا : في بعض أنواع التصوير يختار المصور عزل جسم عن آخر، فلذلك لا يستطيع المصور ترك الاعدادات لذوق الكاميرا لأنها وبالغالب لن تختار ما يريده المصور، فيقوم باختيار هذا النمط، لضبط اعدادات فتحة العدسة وفقا لما يراه مناسبا، ويحقق العزل الذي يرغب به.
3. أولوية سرعة الغالق :
في كاميرات كانون تكون باسم Tv
وفي كاميرات نيكون تكون باسم S
هذا النمط يستخدم حينما يريد المصور أن يتحكم فقط في سرعة الغالق، ويترك باقي الاعدادات لتتحكم بها الكاميرا.
وكذلك يختار المصور هذا النمط عادة عندما لا يكون لديه الوقت الكافي للتحكم الكامل بكافة الاعدادات قبل التقاط الصورة، ويكتفي بالتحكم باعدادات سرعة الغالق كالاعداد المهم بالنسبة له في هذه اللحظة، ويترك الباقي للكاميرا.
مثلا : في تصوير الطيور أو التصوير الرياضي لا يكون لدى المصور الوقت الكافي لضبط كافة الاعدادات لالتقاط الصورة، ففي أنواع التصوير هذه هنالك أهمية لالتقاط الصورة بسرعة قبل أن ينتهي الحدث. فيقوم المصور باختيار هذا النمط ليتحكم فقط في سرعة الغالق ويترك للكاميرا باقي الوظائف.
4. التصوير اليدوي :
في كاميرات كانون وكذلك نيكون يستخدم الرمز M
وهو النمط الأكثر احترافية من بين الأنماط، حيث يكون التحكم بشكل كامل باعدادات التصوير للمصور فقط، من فتحة العدسة، سرعة الغالق، الآيزو، درجة اللون الأبيض وغيرها.
وهذا النمط يحتاج اتقانا في التحكم من قبل المصور، وسرعة في ضبط الاعدادات. طبعا في تصوير اللاندسكيب يكون لدى المصور الوقت الكافي لضبطها، أما في أنواع أخرى يحتاج المصور قدرة كبيرة في سرعة الضبط.
ما يميز هذا النمط هو أن المصور يقوم باختيار الاعدادات وفقا لما يلائمه ويرسمه لنفسه في مخيلته، كيفما يرى الصورة النهائية.
وليصل المصور إلى هذا المستوى عليه اتقان وظائف سرعة الغالق وكذلك فتحة العدسة، وأيضا الآيزو، كما تعلمنا في الدروس السابقة، واليوم سنتعلم كذلك طريقة ضبط درجة اللون الأبيض.
وأنا شخصيا تصويري بشكل كامل يكون بواسطة هذا النمط فقط.
درجة اللون الأبيض - White Balance
من إعدادات الكاميرا الاحترافية هي تمكين المصور من اختيار درجة اللون الأبيض الذي يوده، حيث أن الاختيار يؤثر على الصورة ككل.
فدرجة اللون الأبيض وحرارته تختلف ما بين التصوير في غرفة مع إضاءة صفراء، أو تحت أشعة الشمس القوية، أو في الظل والخ ..
فتبدأ الدرجات من الباردة وترتفع إلى أن تصل إلى الدافئة والحارة. والاعدادات كالتالي :
AWB - وهو الاعداد التلقائي لدرجة اللون الأبيض، حيث تختار الكاميرا درجة الحرارة وفقا لما تراه مناسبا.
Lamps - أولى الدرجات، وتستخدم غالبا في إضاءة الغرف الصفراء.
Fluorescent - تستخدم كذلك في الغرف التي اضاءتها بيضاء.
Sunlight - اعداد مهم عندما يكون التصوير تحت أشعة الشمس القوية.
Cloudy - يختار عادة عندما يكون التصوير في الطبيعة حيث السماء ملبدة بالغيوم.
أتمنى أن يكون هذا الدرس مفيدا لكم
وانتظروني مع الدرس القادم
مع أوضاع مقياس الضوء Metering Modes
وعمق الميدان والتصوير الليلي
أتمنى قبل متابعة الدرس الرابع قراءة الدروس السابقة ومحاولة تطبيقها، ففي الممارسة والتدريب تأتي الخبرة والمقدرة على الإتقان.
درسنا الرابع سيكون حول عمق الميدان والعناصر المؤثرة عليه.
عمق الميدان
وهو وضوح المجال الذي تدخله في إطار الصورة ويسمى Depth Of Field واختصارا DOF.
كنا قد ذكرنا عمق الميدان في الدرس الذي تحدثنا فيه عن فتحة العدسة، حيث أنها من إحدى العناصر التي تؤثر على وضوح الميدان وعمقه، وهنا سنذكر بالتفصيل جميع هذه العناصر، لنستطيع أن نقرر أثناء التصوير كيف يمكننا أن نغير من عمق الميدان وبأي الوسائل.
1) فتحة العدسة :
كما قلنا فإن فتحة العدسة من أهم العناصر التي تؤثر على كبر أو صغر عمق الميدان.
فكلما صغرنا من فتحة العدسة، أي كبرنا من نقطة الـ F, كلما كان عمق الميدان أكبر، وكانت الصورة ككل أوضح، وهذا الشيء جدا مهم في تصوير الطبيعة اللاندسكيب، حيث ما يهم المصور هو أن تكون صورته بشكل كلي واضحة لتظهر جماليتها بشكل كامل.
وكلما كبرنا فتحة العدسة، أي صغرنا من نقطة الـ F، كلما كان عمق الميدان أصغر، وكان العزل أكبر، وهذه التقنية جدا مهمة لعزل جسم معين نود التركيز عليه لنظهره بشكل واضح، بينما نعزل ونشوش باقي أجزاء الصورة.
2) البعد البؤري :
ويقصد به تقريب الجسم أو إبعاده بواسطة العدسة (ما يعرف بالزوم).
فكلما زاد البعد البؤري، أي كان الزوم أكبر، كلما صغر وضاق عمق الميدان، وكان العزل أكبر. وكلما قل البعد البؤري، أي كان الزوم أصغر، كلما كبر واتسع عمق الميدان، وكان العزل أقل.
لذلك إذا أردنا تصوير الطبيعة أو اللاندسكيب يجب المحافظة على أقل قدر ممكن من الزوم، ويفضل طبعا الامتناع عنه بتاتا. بينما إن أردنا تصوير بورتريه وعزل وجه الشخص عن محيطه، فبالامكان استعمال هذه التقنية ورفع الزوم قدر الإمكان للحصول على العزل.
يجب الانتباه أننا لا نتحدث هنا عن الزوم الالكتروني الموجود في كاميرات الجوال أو الكاميرات البسيطة، لأنها فعليا لا تقوم بأي زوم حقيقي، هو مجرد قص جزء معين من الصورة (الجزء الذي نركز عليه في الزوم) وتكبره ليكون كل إطار الصورة، ولذلك تكون الصور في هذه الحالة مشوهه وواضح عليها الزوم من تحببات وبكسلات مربعة وغيرها. لذلك نتحدث هنا فقط عن العدسات الاحترافية.
3) المسافة بين الجسم والكاميرا :
المسافة بين الجسم أو العنصر الذي نود تصويره والكاميرا تشكل وظيفة أخرى لاختيار عمق الميدان.
فكلما قصرت المسافة، أي كلما كانت الكاميرا قريبة من الجسم، كلما صغر وضاق عمق الميدان، وأصبح العزل أكبر. لذلك في حال أردنا تصوير بورتريه يفضل الاقتراب قدر الإمكان من الشخص، لعزل وجهه عن المحيط.
أما كلما زادت المسافة، أي كلما كانت الكاميرا بعيدة عن الجسم، كلما اتسع عمق الميدان، وكانت الصورة بكاملها أوضح، وقل العزل.
4) المسافة بين الجسم والخلفية :
كما أنا هنالك وظيفة للمسافة بين الجسم الذي نود تصويره والكاميرا، كذلك هنالك وظيفة للمسافة بين ذات الجسم والخلفية التي يقف أمامها.
فكلما كان الجسم قريب من الخلفية، كلما كبر واتسع عمق الميدان، وكانت الصورة ككل واضحة دون عزل. أما كلما كان الجسم بعيد عن الخلفية، كلما صغر وضاق عمق الميدان، وكان العزل أكبر، فيظهر الجسم بشكل واضح، بينما تظهر الخلفية مشوشه معزولة.
أمثلة لتصوير اللاندسكيب ولتصوير البورتريه :
1) تصوير بورتريه شخصيات :
في نوعية التصوير هذه غالبا ما يفضل عزل الشخصية عن المحيط، فكما تعلمنا يفضل استخدام واحدة على الأقل من هذه التقنيات، وأفضل الحالات أن نقوم باستخدامها كلها.
فنقوم أولا بفتح العدسة لأكبر قيمة (وهذا يعني إختيار أقل نقطة F)، ثم نقوم بتكبير البعد البؤري، أي عمل زوم كبير بواسطة العدسة، ثم نقترب أكبر ما يمكن من الجسم الذي نود تصويره، ونحافظ على أن يكون الجسم بعيد عن الخلفية، سواء كان حائط أو سور أو أزهار أو أي شيء قريب من الجسم في الخلفية.
2) تصوير لاندسكيب طبيعة :
في نوعية التصوير هذه غالبا ما يفضل إظهار كامل الصورة بوضوح، كي نظهر جمال الطبيعة بكل مكوناتها بدون عزل أي عنصر فيها.
للوصول إلى هذه النتيجة أولا يجب تصغير فتحة العدسة قدر الإمكان (وهذا يعني إختيار أكبر نقطة F)، ثم نقوم بتصغير البعد البؤري، أي لا نقوم بعمل زوم بتاتا، ثم نبتعد قدر الإمكان من الهدف، لإظهار صورة كامله، ولا نجعل أي جسم يفصل بين الكاميرا واللقطة التي نود أخذها للطبيعة، طبعا هذه اللقطة تكون بمثابة الخلفية للطبيعة.
أتمنى أن يكون هذا الدرس واضحا ومفيدا لكم
وانتظروني مع الدرس القادم مع التصوير الليلي وأوضاع مقياس الضوء ومقياس التعريض
أرجو أن تكون الدروس حتى الآن مفهومة وواضحة لكم
وإذا كانت لديكم أية إستفسارات فتفضلوا بطرحها دون تردد
درسنا اليوم سيكون حول أوضاع مقياس الضوء التي تتيحها الكاميرات
وكيفية استخدام مقياس التعريض لاختيار أفضل الإعدادات للتصوير في لحظة معينة
أوضاع مقياس الضوء - Metering Modes
الكاميرا تقوم بقياس الضوء الواقع على جسم معين، والذي ينعكس من هذا الجسم ليدخل عن طريق العدسة إلى المستشعر الموجود داخل الكاميرا. وأوضاع القياس فهي :
هذه الأوضاع هي فقط للقياس، لتُظهر للمصور مقدار الضوء الذي ينعكس إلى المستشعر. فهي بحد ذاتها لا تقوم بأي وظيفة أو تغييرات على الصورة بتاتا. هي فقط تتيح للمصور قراءة مقدار الإضاءة، ليقرر هو بنفسه إن أراد تقليل أو رفع مقدار الإضاءة بواسطة مثلث التعريض الذي تعلمناه سابقا (بواسطة فتحة العدسة، سرعة الغالق، والآيزو)
1. Evaluative metering - قياس تقديري :
وهذا هو وضع القياس الأوتوماتيكي التلقائي، ويقوم بقياس الضوء من عدة مناطق موجودة في الصورة ليختار أفضل إعدادات ضبط الإضاءة التي يراها مناسبة. وهذا الوضع الشائع طبعا، لأن الكاميرات تكون مضبوطة وفقه، وفقط المصورين المحترفين يقومون بالتغيير للأوضاع الأخرى وفق اهتماماتهم.
2. Spot metering - قياس نقطة :
في هذا الوضع تقوم الكاميرا بقياس نقطة معينة في الصورة تحددها أنت، وهي بالعادة تكون نقطة تحديد الفوكوس التي توجهها الى الجسم الذي تود تصويره.
ما يقوم به هذا الوضع هو قياس الضوء وفق النقطة التي حددتها، ولا تأخذ بالاعتبار الضوء الموجود في باقي الصورة.
هذا الوضع مهم جدا عندما تصور مثلا في الليل، وتقوم باضاءة جسم معين فقط، فتريد أن تضبط إضاءة الصورة وفق إضاءة هذا الجسم ليكون هو الشيء الواضح في الصورة، ولا تعنينا إضاءة باقي الصورة.
3. Partial Metering - قياس جزئي :
في هذا الوضع تقوم الكاميرا بقياس جزء معين في الصورة وتظهر مقدار الضوء وفقه. في الوضع السابق القياس كان وفق نقطة محدده، هنا القياس يكون وفق هذه النقطة وجزء صغير من حولها.
هذا الوضع مهم جدا مثلا في تصوير الوجوه، فلا تكفينا نقطة معينة، فنحن نريد أن يكون مقدار الضوء مضبوط للوجه كله. فإن كنا مثلا إخترنا قياس نقطة ووجهنا الفوكوس للعين، سنرى مقدار الإضاءة وفق إضاءة العين فقط، لكن إن اخترنا القياس الجزئي ووجهنا الفوكوس للعين، سنرى مقدار الإضاءة وفقا للضوء الصادر من جزء كبير من الوجه.
4. Center-weighted average metering - متوسط ثقل مركزي :
في هذا الوضع تقوم الكاميرا بقياس جزء أكبر من الصورة وتضبط الإضاءة وفقه. وهذا الوضع جدا مهم في تصوير الطبيعة اللاندسكيب مثلا، حيث الإضاءة بشكل عام في الصورة تكون متشابهة، ويريد المصور أن تكون إضاءة صورته كاملة مضبوطة بأفضل شكل.
صورة توضيحية لأوضاع مقياس الضوء
مقياس التعريض أو مقياس الضوء - Exposure/Light metering
تعلمنا في الأعلى ما هي أوضاع مقياس الضوء أو التعريض، وما الإختلاف بينها، وذكرنا أن وظيفتها قياس الضوء وإظهار مقداره. وفي هذا الجزء من الدرس سأعرض كيفية قراءة هذا المقدار الذي قسناه، واختيار أفضل مقدار قبل التقاط الصورة.
صورة توضيحية لمقياس التعريض كيفما يظهر في غالبية الكاميرات
كما نشاهد فإن مقياس التعريض يظهر على شكل مسطرة، في الوسط تكون نقطة الصفر، وإلى اليمين النقاط الموجبة، وعلى اليسار النقاط السالبة. ماذا تعني هذه النقاط :
1. نقطة الصفر - عندما يكون مقدار قياس الضوء في الصورة معتدل وفي مقداره الصحيح، يظهر المؤشر تحت نقطة الصفر أو قريب جدا منه.
2. النقاط الموجبة - عندما يكون المؤشر على يمين نقطة الصفر، هذا يعني أن الصورة ضعيفة الإضاءة، وكلما كانت الإضاءة أضعف إبتعد المؤشر عن نقطة الصفر إلى اليمين، وتظهر الصورة مظلمة أكثر.
3. النقاط السالبة - عندما يكون المؤشر على يسار نقطة الصفر، هذا يعني أن الصورة قوية الإضاءة، وكلما كانت الإضاءة أقوى إبتعد المؤشر عن نقطة الصفر إلى اليسار، وتظهر الصورة بيضاء أكثر بسبب شدة الضوء.
صورة توضيحية أخرى
وظيفة المصور بعد أن قام بقياس مقدار التعريض، أي تعريض المستشعر في الكاميرا للضوء، وفقا لوضع القياس الذي إختاره، وحسبما ظهر على مسطرة مقياس التعريض، هو أن يقوم بضبط التعريض ليكون أقرب ما يمكن إلى نقطة الصفر. وهذا كي تظهر الصورة بأفضل حالاتها، ليست مظلمة ولا شديدة الإضاءة محروقة.
والسؤال كيف يستطيع المصور أن يتحكم بمقدار التعريض ؟ ببساطة بواسطة مثلث التعريض. إما بتكبير أو تصغير فتحة العدسة، رفع أو خفض سرعة الغالق، تكبير أو تقليل مقدار الآيزو.
إنتظروني في الدرس القادم
مع طريقة إختيار أفضل إعدادات
جودة الصورة وأنماط الصورة
وبعدها مع مجموعة من النصائح
للتصوير الليلي
تصوير الطبيعة اللاندسكيب
تصوير الشخصيات البورتريه
هذا الدرس مهم جدا لمستخدمي الكاميرات الاحترافية فكثير منهم لا يعلمون بوجود هذه الخصائص وبأنها تشكل فرقا كبيرا في جودة صورهم
وغالبا ما نسمع منهم تذمرا بأن الصور تظهر باهتة جدا ألوانها ضعيفة وكذلك حدتها جدا ضعيفة، رغم أنهم يستخدمون كاميرا احترافية بينما صورهم بواسطة الكاميرات البسيطة والأجهزة الذكية تظهر بشكل أفضل بكثير
تابعوني لتتعرفوا على كيفية تحسين جودة صوركم بخطوات جدا بسيطة
جودة الصورة
ونقصد بجودة الصورة هو حجم البيكسلات التي اخترناه وأبعادها، وكذلك نوعيتها. وسنقوم هنا بإظهار هذه الأنواع وشرحها، ليختار كل مصور ما يحلو له منها.
صورة توضيحية لشاشة "جودة الصورة - Image quality" في كاميرات كانون
الصورة على اليسار تظهر المكان الذي ندخل منه إلى إعدادات جودة الصورة، بعد أن ندخل تظهر لنا الإعدادات كما هي في الصورة التي على اليمين، وهي المهمة لنا.
نرى بأن الصورة التي على اليمين مقسمة إلى ثلاثة أسطر وهي :
1. السطر الأعلى (أسفل الخط الأحمر) - يعرض لنا جودة الصورة التي اخترناها.
2. RAW - هي نوعية من ملفات التصوير وتسمى "الخام"، أي تقوم الكاميرا بالتقاط كل المعلومات في الصورة وتخزينها في هذا الملف الخام، دون أية معالجة. ولذلك لا يمكن فتح هذا الملف في برامج الصور ولا يمكن طباعتها، لأنها في الحقيقة ليست صورة، إنما هو ملف خام من المعلومات. وإن قمنا بتصوير صورة بواسطة هذه الصيغة، ونظرنا إليها في الكاميرا بعد التصوير، سنراها باهتة بشكل رهيب، ألوان وجودة ضعيفة جدا، لأنها لم يتم معالجتها بعد.
تستخدم نوعية الملفات هذه من قبل المصورين المحترفين فقط، فحين التقاط صورة في هذا الملف الخام، تقوم الكاميرا بتجميع جميع المعلومات من إضاءة، حدة، ألوان وغيرها. ومن ثم يقوم المصور بفتح هذا الملف بواسطة برامج معالجة الصور كالفوتوشوب، ويعالج الصورة كما يشاء، وبعد الانتهاء يقوم بحفظها في صيغة صورة كالـ JPEG، وبعدها فقط يستطيع مشاركة هذه الصورة على المواقع أو طباعتها.
لذلك يكون حجم هذه الصيغة جدا كبير مقارنة بصيغ أخرى كالـ JPEG. ونصيحتي للجميع، إن لم تكن من محترفي برامج تعديل الصور كالفوتوشوب واللايت روم، فلا تستخدم هذه الصيغة بتاتا، لأنك لن تستفيد منها شيئا، وبالعكس ستكون عبئ كبيرا عليك لأنها ستحتل مساحة كبيرة في كرت الذاكرة في كاميراتك.
لذلك احرص على أن تختار رمز "-" (خط منتصف على شكل ناقص) كما يظهر في الصورة بالأعلى، أي عدم استخدام هذه الصيغة في التصوير.
وإن كنت من مستخدمي برامج التعديل وتريد اختيار هذه الصيغة، فانصحك بإختيار "RAW"، وهي أفضل جودة في هذه الصيغة، فهي أكبرها حجما وأكثرها احتواءا على المعلومات. والابتعاد عن الـ "MRAW" والتي تعني جودة RAW متوسطة MEDIUM، والـ "SRAW" والتي تعني جودة RAW ضعيفة من SMALL.
3. JPEG - وهي الصيغة الشائعة جدا في عالم الصور والتصوير، وهي الصيغة التي حفظ الصورة فيها بعد الانتهاء من معالجتها. فالكاميرا تحتوي على معالج يقوم بمالجة الصورة بعد التقاطها ومن ثم حفظها في هذه الصيغة.
في الصورة نشاهد رموزا كثيرا في هذا السطر التابع للـ JPEG. أولا يجب الإنتباه أننا لم نختر الرمز "-" (خط منتصف على شكل ناقص)، لأننا في حال اخترناه نكون قد طلبنا من الكاميرا عدم أخذ صورة بجودة الـ JPEG، وهذه تكون مشكلة كبيرة لدى المصورين المبتدئين والذين لا يستخدمون برامج المعالجة. لأنهم في حال لم يصوروا بهذه الصيغة، وقاموا بالتصوير بصيغة الـ RAW فقط، ستظهر الصور باهتة في كاميراتهم، لكن الأصعب من ذلك، أنهم لن يستطيعوا مشاهدة هذه الصور بعد نقلها إلى جهاز الحاسوب، لأن الحاسوب غير قادر على التعرف على صيغة الـ RAW كما ذكرنا، ولن يستطيع مشاهدتها إلى بعد استخدام برامج التعديل كالفوتوشوب، لذلك وجب التنبيه.
نعود إلى الرموز الظاهرة في سطر الـ JPEG. سنلاحظ أن هنالك أكثر من رمز، والمهم أن نلحظ أن بجوار كل رمز حرف، فالحرف L يعني حجم كبير من LARGE. الحرف L وبجواره ربع دائرة هذه أفضل جودة لهذه الصيغة، وأنصح دائما باختيار هذا الرمز. أما الـ L وبجواره ربع دائرة متكسرة فهذه أقل جودة، وكلما ذهبنا أكثر نحو الرموز إلى اليمين، تكون الجودة أقل وأقل.
ملاحظة - بالامكان إختيار الصيغتين معا، بحول تقوم الكاميرا بحفظ نفس الصورة في صيغتين، الـ RAW وال JPEG، وهذا ما يفعله المصورين المحترفين.
وهنالك نوعين من المصورين المحترفين، منهم من يقوم باختيار أفضل جودة لصيغة الـRAW وفي نفس الوقت يختار جودة ضعيفة لصيغة الـ JPEG، وفي العادة يستخدمون هذه الطريقة المصورين الذين يمتهنون ويعملون في مجال التصوير، وذلك لتكون لديهم أفضل صيغة RAW ليقومون بالتعديل عليها فيما بعد بواسطة برامج التعديل كالفوتوشوب، أما صورة الـ JPEG فهي تكون فقط لمشاهدتها على شاشة الكاميرا لا غير.
والنوع الآخر من يفضلون إختيار أفضل جودة للصيغتين، وأنا منهم. فأنا برمجت كاميراتي بحيث تلتقط أفضل صورة RAW ليتاح لي المجال فيما بعد أن أقوم بالتعديل عليها بواسطة برنامج الفوتوشوب ان أردت. وفي نفس الوقت تلتقط الكاميرا أفضل جودة بصيغة الـ JPEG، لأنني بالعادة لا أقوم بالتعديل إلا على بعض الصور فقط، والباقي أتركه كما هو دون تعديل، ولذلك أحب أن تكون صوري دائما بأفضل جودة.
لكن يجب الانتباه أن التصوير في كلتا الصيغتين معا وبأفضل جودة يتطلب منك الحصول على نوعية كرت ذاكرة سريع للكاميرا وبحجم كبير. أولا لكي تستطيع الكاميرا من التقاط صيغة الـ RAW وحفظه في الذاكرة المؤقتة في الكاميرا، وفي نفس الوقت تقوم بتعديل الصورة وحفظها بصيغة ال JPEG وكذلك حفظها في الذاكرة المؤقتة. ثم تقوم بنقل كلا الملفين الى الذاكرة الخارجية، وقد ذكرت سابقا أن حجم ملف الـ RAW يكون كبيرا، ونضيف عليه أفضل جودة لملف الـ JPEG، لذلك يجب مراعاة استخدام ذاكرة خارجية سريعة من شركة معروفة وثقة.
وأنا أستخدم كرتين خارجيين من شركة SAMSUNG MICRO SD بحجم 32GB من فئة HC CLASS 10
أنماط الصورة
وهنا نعني خصائص التصوير التي نود أن تعالج الكاميرا صورتنا وفقها، من حدة الصورة، تشبع الألوان، والكونتراست أي التباين. وهذه الخصائص مهمة جدا لمستخدمي الكاميرات الاحترافية من المصورين المبتدئين كي تظهر صورهم بأفضل حال.
صورة توضيحة لشاشة "نمط الصورة - Picture Style" في كاميرات كانون
عند دخولنا لشاشة نمط الصورة ستظهر لنا كما هو موضح في الأعلى. وستظهر لنا أنواع كثيرة من التصوير كاللاندسكيب، البورتريه وغيرها الكثير، ولكن سنلاحظ أن أغلبها سيكون بجوارها القيم صفر، أي أنه لا إعدادات لها، وهذا يعني أنها ستظهر بصورة باهتة.
أنصح كل مصور باختيار "User Def.1 - ضبط مستخدم 1" وأن يقوم بضبط إعدادات وقيم صوره كما يحلو له، وبامكانكم الضبط والتعديل كما شئتم، كما بامكانكم صناعة 3 أنواع من القيم، فلديكم "ضبط مستخدم 1 و 2 و 3" وفي كل منها بامكانكم ضبط قيم مختلفة وفقا لما تريدونه.
نفترض أننا دخلنا إلى "User Def.1 - ضبط مستخدم 1" سنجد هذه الشاشة
عادة ما سنجد بأن جميع الخصائص مضبوطة على القيمة صفر، أي لم يتم تفعيلها. ولذلك فلنقم نحن بتفعيلها وفقا للآتي :
1. Sharpness أي حدة الصورة - نحن نريد عادة أن تكون صورتنا حادة الملامح واضحة وليست ناعمة، لذلك يفضل ضبط القيمة على النقطة 5. وانتبهوا أنكم كلما رفعتم القيمة أكثر كلما كانت الحدة أكبر، وفي بعض الأحيان يضر ذلك بالصورة.
2. Contrast أي تباين الألوان - ويعني وضوح الألوان كل على حدة، كلما قل التباين كلما تداخلت أطراف الألوان فيما بينها وكأن لا حدود للون. يفضل ضبط القيمة على النقطة 1 على يمين الصفر باتجاه الموجب. يجب الانتباه أنه كلما زدنا من تباين الألوان، كلما أصبح الملامح حادة جدا والحدود بين الألوان كذلك جدا واضحة ما يزعج عين الناظر.
3. Saturation أي تشبع الألوان - ويعني أن تكون الألوان قوية واضحة وليست باهتة ضعيفة. يفضل ضبط القيمة على النقطة 3 على يمين الصفر باتجاه الموجب. يجب الانتباه أنه كلما زدنا من تشبع اللون كلما أصبحت الصورة غير طبيعية، أي ألوانها جدا قوية فاقعة، والعكس صحيح.
4. Color tone أي درجة اللون - مثلا لو أخذنا اللون الأحمر، إن قللنا درجة اللون أصبح يميل إلى اللون الزهري، وإن زدنا اللون الأحمر أصبح يميل إلى البني. لذلك يفضل ضبط القيمة على نقطة الصفر وعدم تغيير درجة اللون.
وهكذا انتهينا من هذه الدروس المفيدة
ألقاكم باذن الله في تقارير أخرى قيمة