منذ زمن ليس بقريب
كان قلمي يستمر بالنزيف
حتى يصل صدى صوتي لكل بعيد
توقفت سنين ولكنني صلب كالحديد
وللزمن أعيد وأوفي بالوعيد
فلن أتوقف عن النزف وإن كان هنالك قارئ وحيد
لست هنا لكي أشرح ما يسير
ولكنني أريد بأن أعيدكم إلى الطريق
في وطننا العربي .. في ديننا الإسلامي
البعد بينهما ليس ببسيط
بل أن الغرباء أصبحوا حكماء ونحن الدخلاء
أنت أولى !!
كلمة نراها كلمة نسمعها ولم نعد نطبقها
إلا من رحم ربي
واسطة في الصحة
نعم تستحق العلاج في الخارج
ولكن لا يستحق غيرك الموت قهراً
واسطة في الداخلية
نعم يجب حماية أسرتك
ولكن لا يجب أن تدمر أسرة غيرك ظلماً
واسطة في التعليم
نعم درجاتك تؤهلك للبعثة الدراسية
ولكن لا تحرم غيرك منها أكثر علماً
واسطة في الشريعة
نعم يجب جمع التبرعات للمساكين
ولكن يجب أن لا تأكلها زوراً
فكر بمن يستحق كل ذلك ولا يريد أن يتعدى على حقوق غيره بالواسطة كما تفعل أنت
ويقولون أنت أولى !!
إلا من رحم ربي
وفي الطريق لا يفكرون إلا
بمزاحمة غيرهم .. بتخطي أولهم .. بإزعاج من أمامهم
بشتائمهم .. بصراخهم .. بصوت أبواق سياراتهم
وفي العمل لا يفكرون إلا
بتسلق ظهور غيرهم .. بالتشبث بمقاعدهم .. بإصدار إشاعات عن زملائهم
بنفاقهم .. بالتجسس عليهم .. بالكذب على مسئولهم
وفي التجارة لا يفكرون إلا
بملئ جيوبهم .. بغش زبائنهم .. بإستقلال مكانتهم
بسلطتهم .. بخبثهم .. بجشعهم
ويقولون أنت أولى !!
إلا من رحم ربي
ولا يوجد من يعمل دون انتظار مقابل
بل قبل أن يعمل ويقول ما هو المقابل ؟!
ولا يوجد من يضحي بوقته لمساعدة الآخرين
بل يمضي بوقته ليسبق الآخرين !!
ولا يوجد من يحفظ النعمة من طعامه
بل يرمي كل ما تبقى من طعامه !!
ويقولون أنت أولى !!
إلا من رحم ربي
ومتى سيفعلون ما يقولون ؟!
متى يعمل الإنسان لأجله ولأجل غيره ؟!
إلى متى سيستمر الطمع والجشع ؟!
وإلى أين سيقودنا هؤلاء البشر ؟!
الغرباء تسلحوا بأخلاق المسلمين
ونحن أقرب ما نكون إلى الهالكين
نستقل غربتنا بالفساد
نستقل سلطتنا بالظلم
نستقل حريتنا بالضياع
فتتساقط حروف الـ دمع حائرة
وننسى بأنه لا يجب التعدي على حقوق غيرنا وحقوق أنفسنا
ألا يجب الآن أن نفعل وأن لا نكتفي بقول (أنت أولى) ؟!
أنت أولى وأنا أولى ونحن أولى بتطبيق الأخلاقيات والتفكير بالآخرين بدلاً من غير المسلمين الذين سبقونا بها
فـ كونوا من رحم ربي
ولكم مني خالص التقدير