... قصة رائعة أغرب من الخيال ...
قصة دخول سكان مدينة سمرقند (ثاني أكبر مدينة بأوزبكستان) في دين الإسلام
هذه الحادثة وقعت في عهد الخليفة الصالح عمر بن عبدالعزيز (رحمه الله) حينما أرسل أهل سمرقند
رسولآ إليه بعد دخول الجيش الإسلامي لأرضهم (92هـ ـ 710م) دون إنذار أو دعوة
خريطة موقع أوزبكستان
ومختصر قصة فتح سمرقند : كان قتيبة بن مسلم الباهلي (من قبيلة باهله النجدية) رحمه الله
يفتح المدن والقرى ينشر دين الله في الأرض وفتح الله على يديه مدينة سمرقند التي إفتتحها
دون أن يدعوَ أهلها للإسلام أو الجزية ثم يمهلهم ثلاثاً كعادة المسلمين ثم يبدأ القتال بعد ذلك
إن لم يستجيبوا لشئ من ذلك فلما علم أهل سمرقند بأن هذا الأمر مخالف للإسلام كتب كهنتها
رسالة إلى سلطان المسلمين في ذلك الوقت وهو عمر بن عبد العزيز عليه رحمة الله , وأرسلوا
بهذه الرسالة أحد رجال سمرقند الحازمين ... يقول هذا الرسول :-
أخذت أتنقّل من بلد إلى بلد أشهراً حتى وصلت إلى دمشق دار الخلافة فلما وصلت أخذت أتنقل
في أحيائها وأُحدِّث نفسي بأن أسأل عن دار السلطان فأخذت على نفسي إن نطقت باسم السلطان
أن أؤخذ أخذاً فلما رأيت أعظم بناءٍ في المدينة دخلت إليه وإذا أناس يدخلون ويخرجون ويركعون
ويسجدون , وإذا بحلقات هذا البناء فقلت لأحدهم أهذه دار الوالي ؟
قال : لا , بل هذا هو المسجد
قال : أصليت ؟
قال : قلت : وما صليت ؟
قال : وما دينك ؟
قال : على دين أهل سمرقند ,
فجعل يحدثني عن الإسلام حتى شرح الله صدري للإسلام فإعتنقته وشهدت بالشهادتين
ثم قلت له : أنا رجل غريب أريد السلطان دلّني عليه يرحمك الله
قال : أتعني أمير المؤمنين ؟
قلت : نعم
قال : أسلك ذلك الطريق حتى تصل إلى تلك الدار وأشار إلى دار من طين .
فقلت : أتهزأ بي؟
قال : لا ولكن أسلك هذا الطريق فتلك دار أمير المؤمنين إن كنت تريده
قال : فذهبت وأقتربت وإذا برجل يأخذ طيناً ويسدّ به ثُلمة في الدار وإمرأة تناوله الطين
فرجعت إلى الذي دلّني وقلت له : أسألك عن دار أمير المؤمنين وتدلّني على طيّان !
فقال : هو ذاك أمير المؤمنين .
قال : فطرقت الباب وذهبت المرأة وخرج الرجل فسلّم علي ورحّب بي وغسّل يديه , وقال : ما تريد ؟
قلت : هذه رسالة من كهنة سمرقند فقرأها ثم قلبها وكتب على ظهرها من عبد الله عمر بن عبد العزيز
إلى عامله في سمرقند أن أنصب قاضياً ينظر فيما ذكروا ثم ختمها وناولنيها فإنطلقت أقول : ما تفعل
هذه الورقة وهذه الكلمات في إخراج هذه الجيوش العرمرم وذلك القائد الذي دوّخ شرق الأرض برمتها
ولولا أني خشيت أن يكذبني أهل سمرقند لألقيتها في الطريق .... قال : وعدت بفضل الله مسلماً كلما
دخلت بلداً صليت بمسجده وأكرمني أهله , فلما وصلت إلى سمرقند وقرأ الكهنة الرسالة أظلمت عليهم
الأرض وضاقت عليهم بما رحبت ، لكنهم قرروا أن يذهبوا بها إلى عامل عمر على سمرقند على أية حال
فنصّب لهم القاضي(جُمَيْع بن حاضر الباجي) وحضر نائب قتيبة (لإن قتيبة كان قد مات رحمه الله) وكبير كهنة
سمرقند أمام القاضي كلاهما سـويآ ... ثم قال القاضي : ما دعواك يا سمرقندي ؟
قال : إجتاحنا قتيبة بجيشه ولم يدعنا إلى الإسلام ولم يمهلنا حتى ننظر في أمرنا !
فإلتفت القاضي إلى نائب قتيبة وقال له : وما تقول في هذا ؟
قال : إنما الحرب خدعة وهذا بلد عظيم وكل ماحوله من بلاد كانت تقاوم ولم يدخلوا الإسلام
ولم يقبلوا بالجزية .
فقال القاضي هل دعوتهم للإسلام أوالجزية أو الحرب ؟
قال نائب قتيبة : لا إنما باغتناهم لما ذكرت لك !
قال القاضي :
أراك قد أقررت وإن الله ما نصر هذه الأمة إلا بإتباع الدين وإجتناب الغدر وإنا والله ماخرجنا من بيوتنا
إلا جهاداً في سبيل الله وما خرجنا لنملك الأرض ولا لنعلو فيها بغير الحق .
ثم قال : قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء وأن
تترك الدكاكين والدور وأنْ لا يبق في سمرقند من المسلمين أحد على أنْ ينذر المسلمون أهلوها ويمهلوهم
بعد ذلك ثلاثآ !
لم يصدق الكهنة ما شاهدوه وسمعوه فلا شهود ولا أدلة ولم تدم المحاكمة إلا دقائق معدودة ولم يشعروا إلا
والقاضي ونائب قتيبة ينصرفون أمامهم وبعد سويعات قليلة سمع أهل سمرقند بجلبة تعلو وأصوات ترتفع
وغبار يعم الجنبات ورايات تلوح خلال الغبارفسألوا فقيل لهم إنَّ الحكم قد نُفِذَ وأنَّ الجيش الإسلامي قد
إنسحب في مشهدٍ تقشعرمنه جلود الذين شاهدوه أو سمعوا به وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم إلا والكلاب
تتجول بطرق سمرقند الخالية وصوت بكاءٍ يُسمع في كل بيتٍ على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من
بلدهم فلم يتمالك أهل سمرقند وكهنتها أنفسهم لساعات أكثر حتى خرجوا أفواجاً وكبير الكهنة أمامهم
يتقدمهم بإتجاه معسكر المسلمين ... وهم يرددون :
{{{ شهادة أن لا إله إلا الله ... محمد رسول الله }}}
قصة دخول سكان مدينة سمرقند (ثاني أكبر مدينة بأوزبكستان) في دين الإسلام
هذه الحادثة وقعت في عهد الخليفة الصالح عمر بن عبدالعزيز (رحمه الله) حينما أرسل أهل سمرقند
رسولآ إليه بعد دخول الجيش الإسلامي لأرضهم (92هـ ـ 710م) دون إنذار أو دعوة
خريطة موقع أوزبكستان
ومختصر قصة فتح سمرقند : كان قتيبة بن مسلم الباهلي (من قبيلة باهله النجدية) رحمه الله
يفتح المدن والقرى ينشر دين الله في الأرض وفتح الله على يديه مدينة سمرقند التي إفتتحها
دون أن يدعوَ أهلها للإسلام أو الجزية ثم يمهلهم ثلاثاً كعادة المسلمين ثم يبدأ القتال بعد ذلك
إن لم يستجيبوا لشئ من ذلك فلما علم أهل سمرقند بأن هذا الأمر مخالف للإسلام كتب كهنتها
رسالة إلى سلطان المسلمين في ذلك الوقت وهو عمر بن عبد العزيز عليه رحمة الله , وأرسلوا
بهذه الرسالة أحد رجال سمرقند الحازمين ... يقول هذا الرسول :-
أخذت أتنقّل من بلد إلى بلد أشهراً حتى وصلت إلى دمشق دار الخلافة فلما وصلت أخذت أتنقل
في أحيائها وأُحدِّث نفسي بأن أسأل عن دار السلطان فأخذت على نفسي إن نطقت باسم السلطان
أن أؤخذ أخذاً فلما رأيت أعظم بناءٍ في المدينة دخلت إليه وإذا أناس يدخلون ويخرجون ويركعون
ويسجدون , وإذا بحلقات هذا البناء فقلت لأحدهم أهذه دار الوالي ؟
قال : لا , بل هذا هو المسجد
قال : أصليت ؟
قال : قلت : وما صليت ؟
قال : وما دينك ؟
قال : على دين أهل سمرقند ,
فجعل يحدثني عن الإسلام حتى شرح الله صدري للإسلام فإعتنقته وشهدت بالشهادتين
ثم قلت له : أنا رجل غريب أريد السلطان دلّني عليه يرحمك الله
قال : أتعني أمير المؤمنين ؟
قلت : نعم
قال : أسلك ذلك الطريق حتى تصل إلى تلك الدار وأشار إلى دار من طين .
فقلت : أتهزأ بي؟
قال : لا ولكن أسلك هذا الطريق فتلك دار أمير المؤمنين إن كنت تريده
قال : فذهبت وأقتربت وإذا برجل يأخذ طيناً ويسدّ به ثُلمة في الدار وإمرأة تناوله الطين
فرجعت إلى الذي دلّني وقلت له : أسألك عن دار أمير المؤمنين وتدلّني على طيّان !
فقال : هو ذاك أمير المؤمنين .
قال : فطرقت الباب وذهبت المرأة وخرج الرجل فسلّم علي ورحّب بي وغسّل يديه , وقال : ما تريد ؟
قلت : هذه رسالة من كهنة سمرقند فقرأها ثم قلبها وكتب على ظهرها من عبد الله عمر بن عبد العزيز
إلى عامله في سمرقند أن أنصب قاضياً ينظر فيما ذكروا ثم ختمها وناولنيها فإنطلقت أقول : ما تفعل
هذه الورقة وهذه الكلمات في إخراج هذه الجيوش العرمرم وذلك القائد الذي دوّخ شرق الأرض برمتها
ولولا أني خشيت أن يكذبني أهل سمرقند لألقيتها في الطريق .... قال : وعدت بفضل الله مسلماً كلما
دخلت بلداً صليت بمسجده وأكرمني أهله , فلما وصلت إلى سمرقند وقرأ الكهنة الرسالة أظلمت عليهم
الأرض وضاقت عليهم بما رحبت ، لكنهم قرروا أن يذهبوا بها إلى عامل عمر على سمرقند على أية حال
فنصّب لهم القاضي(جُمَيْع بن حاضر الباجي) وحضر نائب قتيبة (لإن قتيبة كان قد مات رحمه الله) وكبير كهنة
سمرقند أمام القاضي كلاهما سـويآ ... ثم قال القاضي : ما دعواك يا سمرقندي ؟
قال : إجتاحنا قتيبة بجيشه ولم يدعنا إلى الإسلام ولم يمهلنا حتى ننظر في أمرنا !
فإلتفت القاضي إلى نائب قتيبة وقال له : وما تقول في هذا ؟
قال : إنما الحرب خدعة وهذا بلد عظيم وكل ماحوله من بلاد كانت تقاوم ولم يدخلوا الإسلام
ولم يقبلوا بالجزية .
فقال القاضي هل دعوتهم للإسلام أوالجزية أو الحرب ؟
قال نائب قتيبة : لا إنما باغتناهم لما ذكرت لك !
قال القاضي :
أراك قد أقررت وإن الله ما نصر هذه الأمة إلا بإتباع الدين وإجتناب الغدر وإنا والله ماخرجنا من بيوتنا
إلا جهاداً في سبيل الله وما خرجنا لنملك الأرض ولا لنعلو فيها بغير الحق .
ثم قال : قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء وأن
تترك الدكاكين والدور وأنْ لا يبق في سمرقند من المسلمين أحد على أنْ ينذر المسلمون أهلوها ويمهلوهم
بعد ذلك ثلاثآ !
لم يصدق الكهنة ما شاهدوه وسمعوه فلا شهود ولا أدلة ولم تدم المحاكمة إلا دقائق معدودة ولم يشعروا إلا
والقاضي ونائب قتيبة ينصرفون أمامهم وبعد سويعات قليلة سمع أهل سمرقند بجلبة تعلو وأصوات ترتفع
وغبار يعم الجنبات ورايات تلوح خلال الغبارفسألوا فقيل لهم إنَّ الحكم قد نُفِذَ وأنَّ الجيش الإسلامي قد
إنسحب في مشهدٍ تقشعرمنه جلود الذين شاهدوه أو سمعوا به وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم إلا والكلاب
تتجول بطرق سمرقند الخالية وصوت بكاءٍ يُسمع في كل بيتٍ على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من
بلدهم فلم يتمالك أهل سمرقند وكهنتها أنفسهم لساعات أكثر حتى خرجوا أفواجاً وكبير الكهنة أمامهم
يتقدمهم بإتجاه معسكر المسلمين ... وهم يرددون :
{{{ شهادة أن لا إله إلا الله ... محمد رسول الله }}}