اتقوا الله تعالى و أطيعوه

ياراا

:: مسافر ::
15 يناير 2019
992
3
0
41
الحمدلله رب العالمين , أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد , وهو على
كل شيء قدير , و أشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه و رسولُه ، صلَّى الله وسلم وبارك عليه و
على آله وأصحابه أجمعين , ثم أما بعد ، فاتقوا الله تعالى , فإن في تقواه النجاة و الفلاح , قال
تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَ لَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُون ) آل عمران .
اتقوا الله تعالى و أطيعوه , و توبوا إليه واستغفروه , و لا تكونوا ممن اتبع الهوى و أعرض عن
الهدى , و تمكن حب الدنيا من قلبه و انغمس في المعاصي و تكثر من الحرام و جمع الحطام ,
مال للدنيا و أحلها من نفسه المكان الأسمى ، تمر به عبر الزمان و هو عنها في شغل شاغل ,
تمر به و قد ألهته الغفلة و أعمته الشهوة عن الاتعاظ و أخذ العبرة , فهو ممن استهوته الدنيا
و انصرف إليها انصراف من أمن الموت , و أسقط من حسابه مناقشة الحساب يوم الحساب
فهو ممن ذم الله صنيعه و توعده بقوله ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ , حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ) أي أشغلكم تكاثر
بعضكم لبعض بالمال والوالد والنساء و كل شئ من حطام الدنيا الفانية عن طاعة الله وعبادته
حق العبادة حتى متم ودفنتم في المقابر ( كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ , ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ , كَلَّا لَوْ
تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ , لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ , ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ , ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) التكاثر

عن مطرف عن أبيه قال : ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرا ألهاكم التكاثر ، قال
يقول ابن آدم : مالي مالي و هل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست
فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت ، و ما سوى ذلك فذاهب و تاركه للناس ) مسلم .

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع الميت ثلاثة
فيرجع اثنان ويبقى معه واحد يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله ويبقى عمله ) البخاري

وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : ( خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات
يوم أو ليلة ، فإذا هو بأبي بكر وعمر , فقال : ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة ؟ قالا :
الجوع يا رسول الله , قال : و أنا و الذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما , قوما ,فقاما
معه , فأتى رجلا من الأنصار ، فإذا هو ليس في بيته ، فلما رأته المرأة قالت : مرحبا و أهلا
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أين فلان ؟ قالت : يستعذب لنا من الماء , إذ جاء
الأنصاري ، فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و صاحبيه ، ثم قال : الحمد لله ما
أحد اليوم أكرم أضيافا مني , قال : فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر و تمر و رطب ، فقال :
كلوا من هذه , و أخذ المدية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إياك و الحلوب ,
فذبح لهم ، فأكلوا من الشاة و من ذلك العذق و شربوا , فلما أن شبعوا و رووا ، قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر و عمر : و الذي نفسي بيده لتسألن عن نعيم هذا اليوم
يوم القيامة ، أخرجكم من بيوتكم الجوع ، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم ) ,و خرجه
الترمذي و قال فيه : ( هذا و الذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة :
ظل بارد ، و رطب طيب ، و ماء بارد ) .

أيها المؤمنون , علامة سعادة المرء و توفيقه إنابته لربه و إقباله على الله تعالى بنية خالصة
و عبودية صادقة , و أن يقنع بالقليل في هذه الحياة الدنيا , ليحصل على الكثير الباقي ,
و ألا تشغله الحياة الدنيا و السعي في تحصيل ما يريد منها عن الاستعداد للحياة الباقية و
التزود للدار الآخرة , فذلك سبيل الصالحين الذين وصفهم الله تعالى بقوله : ( رِجَالٌ لَا
تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌوَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ
وَالْأَبْصَارُ ) النور , فإن هؤلاء الصالحين على رغم اشتغالهم بالبيع والشراء و طلب
الرزق في الدنيا إلا أن ذلك لم يكن حائلا بينهم وبين تقوى ربهم عز وجل وخشيته على الدوام
والقيام بعبوديته حق القيام , وهكذا شأن المؤمن التقي حقا , فإنه يغتنم أيام العمر و أوقات
الحياة بالأعمال الصالحة , ويبتغي فيما آتاه الله الدار الآخرة , لعلمه أن هذه الحياة الدنيا وسيلة
للفوز في الحياة الآخرة الباقية وليست غاية تبتغى , بل إنما هي عرض زائل آفل يأكل منها البر
والفاجر , و أنها سرعان ماتبلى و تفنى مهما طالت , و إنما هي جسر إلى الجنة أو النار , قال
تعالى : ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَزِينَةٌ وَ تَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَ الْأَوْلَادِ
كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ
وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَ مَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) الحديد , و قال تعالى : ( و ما
الحياة الدنيا إلا لعب و لهو , و للدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون ) الأنعام .
لهو و لعب , أي : لقصر مدتها , قصيرة مهما طالت في الأعين , لكنها لا شيء في الآخرة .
و قيل : متاع الحياة الدنيا لعب و لهو ; أي الذي يشتهيه في الدنيا لا عاقبة له ، فهو بمنزلة
اللعب و اللهو , و قيل : باطل و غرور ، قال تعالى : ( و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )

و في الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : ( إن الدنيا حلوة خضرة و إن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعلمون فاتقوا الدنيا
و اتقوا النساء ) مسلم , و عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ( لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها
شربة ماء ) رواه الترمذي و قال حسن صحيح .
و لمن سعى في هذه الدنيا سعيا حثيثا وراء المال و الشرف و السؤدد أسوق إليه حديث
سهل بن سعد رضي الله عنه : ( جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يامحمد
عش ما شئت فإنك ميت , واعمل ماشئت فإنك مجزى به و أحبب من شئت فإنك مفارقه
و أعلم أن شرف المؤمن صلاته بالليل و عزه استغناؤه عن الناس ) الطبراني و الحاكم ,
و قال صحيح الإسناد و وافقه الذهبي و صححه الألباني , و عن زيد بن ثابت أنه سمع رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( مَنْ كَانَ هَمُّهُ الْآخِرَةَ جَمَعَ اللهُ شَمْلَهُ وَ جَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ
وَ أَتَتْهُ الدُّنْيَا وَ هِيَ رَاغِمَةٌ ، وَ مَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الدُّنْيَا فَرَّقَ اللهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَ جَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ
عَيْنَيْهِ ، وَ لَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ ) أحمد و الترمذي و ابن ماجه و الدارمي و ابن حبان
و البيهقي , و صححه الألباني رحمه الله ..

أيها المؤمنون , لقد كان رسولنا عليه الصلاة والسلام يحذر أصحابه من الدنيا و يزهد فيها في
أحاديثه التي مر معنا بعض منها , و سنتعرض لبعضها لاحقا , بل كان عليه الصلاة و السلام
مثالا حيا صادقا لأصحابه رضي الله عنهم , و قدوة حسنة لهم , قال عليه الصلاة و السلام :
( مالي و للدنيا , إنما أنا و الدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها ) الترمذي , بل كان
عليه الصلاة و السلام دائم الفكر في أمور الآخرة ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : ( يا رسول
الله قد شبت، قال : شيبتني هود و الواقعة و المرسلات و عم يتساءلون و إذا الشمس
كورت ) الترمذي , و عمل الصحابة رضي الله عنهم بهديه عليه الصلاة و السلام , عن أنس
رضي الله عنه قال : ( اشتكى سلمان فعاده سعد فرآه يبكي , فقال له سعد : ما يبكيك يا
أخي ألست قد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال سلمان : ما أبكي ضِناً للدنيا
و لا كراهية للآخرة , و لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليَّ عهداً فما أراني إلا قد
تعديت ، قال : و ما عهد إليك ؟ قال : عهد إليَّ أنه يكفي أحدكم مثل زاد الراكب و لا أراني
إلا قد تعديت ، قال ثابت : فبلغني أنه ما ترك إلا بضعة و عشرين درهماً من نفقة كانت
عنده ) ابن ماجة , و صححه الألباني ..

و إن هوان الدنيا هو بالنسبة للآخرة وما ينتظر المؤمنين من النعيم المقيم فيها فما الدنيا في
عمر الآخرة إلا شيء قليل , قال تعالى : ( أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ) التوبة , و قال تعالى : ( وَ فَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ مَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي
الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ) الرعد , و معنى متاع أي متاع من الأمتعة , و قيل : أنه ما يستمتع بها منها ,
و لذا فإن أهل الدنيا إذا سُئلوا يوم القيامة : ( كم لبثتم في الأرض عدد سنين ) المؤمنون ,
أجابوا : يوماً ، ثم يرون أنه كان أقل من ذلك فيقولون : أو بعض يوم فاسأل العادين , ونعيم
الدنيا و شقاؤها لا يُقاس بنعيم الآخرة و شقائها ، فأنعم أهل الدنيا إذا غمس في النار غمسة
قال : ما رأيت نعيماً قط ، و أبأس أهل الدنيا إذا غمس في الجنة غمسة قال : ما مر بي بؤس
قط , عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يؤتى بأنعم أهل
الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيصبغ في النار صبغةً ، ثم يقال : يا ابن آدم هل رأيت خيراً
قط ؟ هل مر بك نعيمٌ قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ، و يؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا
من أهل الجنة فيصبغ صبغةً في الجنة ، فيقال له : يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط ؟ هل مر
بك شدةٌ قط ؟ فيقول : لا و الله ما مر بي بؤسٌ قط و لا رأيت شدةً قط ) مسلم , فكيف
يُقاس العمر القصير العابر في الدنيا بالخلود الآبد في الآخرة ، إن هذه النظرة الشاملة تجعل
التعامل مع شؤون الحياة أكثر انضباطاً و انسجاماً مع المبادئ الحقيقية للحياة ، و تضع
أمور الحياة العابرة كلها في سياقها و حجمها الطبيعي , و ذلك لا يعني تعطيل الحياة
و لكن ترشيدها و فتح آفاقها ، و التزود منها بما يوصله إلى الآخرة .

و عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِالسُّوقِ
دَاخِلًا مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ وَ النَّاسُ كَنَفَتَهُ ، فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ - وهو الذي يكون معيباً
بصغر أذنيه و انكماشها - فَتَنَاوَلَهُ ، فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ ثُمَّ قَالَ : أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ ؟
فَقَالُوا : مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ ! وَ مَا نَصْنَعُ بِهِ ؟ قَالَ : أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ ؟ قَالُوا : وَ اللَّهِ لَوْ
كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ لِأَنَّهُ أَسَكُّ ، فَكَيْفَ وَ هُوَ مَيِّتٌ ؟ فَقَالَ : فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى
اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ ) مسلم .
ولقد كان سؤالاً عجيباً أن يعرض عليهم النبي عليه الصلاة والسلام شراء تيس ميت مشوه
الخلقة قد فقد قيمته و هان على أهله حتى ألقوه في السوق فلم يعبأ به أحد ، فلفت
هذا السؤال انتباههم ، و أجابوا قائلين : ما نحب أنه لنا بشيء ، و مانصنع به ؟ و روى
الإمام أحمد وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( مر النبي صلى الله عليه وسلم
بشاة ميتة قد ألقاها أهلها فقال : والذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذه على أهلها )

أيها المؤمنون : و إن في هذه النفوس لأبلغ بيان و أوضح تصوير بحقيقة هذه الحياة الدنيا و
ما يجب أن يكون عليه حال المؤمن فيها من الإقبال على الله جل وعلا و الأخذ بالنفس في
طرق الصلاح و التقى ومجانبة الشهوات والهوى , وترك التعامل بالحرام , والحذر من الاغترار
بالدنيا حتى لا تبعده الغفلة عن ذكر الله تعالى و الدار الآخرة , فإن ذلك هو الهلاك , و قد قال
صلى الله عليه وسلم في بيان شؤم ذلك و خطره على دين المرء ( ما ذئبان جائعان أرسلا في
غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال و الشرف لدينه ) الترمذي و قال حسن صحيح .

أيها المؤمنون : و إن من مظاهر غلبة حب الدنيا على القلوب و استيلائها على النفوس لدى
البعض ألا يكون لهم هم إلا تحقيق رغباتهم من المال و النساء و الجاه والشهرة و إن كان
على حساب الدين والفضيلة , سالكين الطرق المشبوهة و الوسائل المحرمة , و قد صح عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في التحذير من ذلك و بيان عاقبته على صاحبه ما
رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى
طيب لا يقبل إلا طيبا , و إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : ( يا أيها الرسل
كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا ) , وقال : ( يا أيها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم )
ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب و مطعمه حرام و
مشربه حرام و ملبسه حرام و غذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ) مسلم , وقوله لا يقبل إلا
طيبا فهو سبحانه تعالى لا يقبل إلا الطيب من الأقوال و الأعمال و غيرها , و كل كسب محرم
لا يقبله الله عز وجل , و من ذلك الصدقة بالمال الحرام لا يقبلها الله عز وجل لأنه لا يقبل إلا
طيبا و لهذا جاء في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال : ( من تصدق
بعدل تمرة من كسب طيب و لا يقبل الله إلا الطيب فإن الله تعالى يأخذها بيمينه يربيها كما
يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل ) .
فالطيب من الأعمال هو ما كان خالصا لله موافقا للشريعة , والطيب من الأموال ما اكتسب
عن طريق الحلال , و أما ما اكتسب عن طريق محرم فإنه خبيث ،

اللهم أعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك , اللهم أغننا بحلالك عن حرامك , و بفضلك
عمن سواك , اللهم صل و سلم و بارك على عبدك و رسولك نبينا محمد وعلى آله و أصحابه
و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين , اللهم أعز الإسلام و المسلمين و أذل الشرك و
المشركين و دمر أعداء الدين و انصر عبادك الموحدين و احم حوزة الدين يا رب العالمين .