أسباب صلاح القلب وسلامة الصدر،

جودى

:: مسافر ::
11 يناير 2019
998
0
0
41
السلام عليكم أيها الأحباب الكرام

بحثت لكم في هذا الموضوع النافع و المفيد , سائلا المولى سبحانه و تعالى أن ينفعنا به ..
الحمدلله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده , و بعد : ( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَ لاَ
تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ) . و اعلموا ـ أيها المؤمنون ـ أن من لوازم التقوى سلامة الصدر من الغل و الحقد
والحسد والضغائن والرذائل، قال تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ) الأنفال :1 . و لا يكون صلاح ذات
البين إلا بسلامة الصدر من تلك الآفات. لذا فإن دين الإسلام قد حرص حرصًا شديدًا على أن تكون الأمة أمةً واحدة ,
في قلبها وقالبها، تسودها عواطف الحب المشترك، والود الشائع، والتعاون على البر والتقوى، و التناصح البناء
الذي يثمر إصلاح الأخطاء، مع صفاء القلوب وتآلفها ، دون فرقة وغل وحسد و وقيعة و كيد و بغي .

والحديث عن القلوب و الصدور أيها عباد الأحباب حديث ذو شجون , و لعلنا ننبه إلى جانب واحد من جوانب
إصلاح القلب , جانب تشتد الحاجة إليه و يجدر التنبيه عليه في وقت انشغل أكثر الناس فيه بالظواهر و استهانوا
بأمر البواطن مع أن الله تعالى لا ينظر إلى الأجساد و الصور و لكن ينظر إلى القلوب و الأعمال , هذا الجانب أيها
الأحباب هو سلامة الصدر أي طهارته من الغل و الحقد و البغي و الحسد ، فإن الإسلام قد حرص حرصا أكيدا على
تأليف القلوب بين المسلمين و إشاعة المحبة والمودة و إزالة العداوة والتشاحن , لذلك امتنّ الله على رسوله صلى
الله عليه و سلم بأن أوجد له طائفة من المؤمنين متآلفة قلوبهم فقال سبحانه ( هو الذي أيّدك بنصره و بالمؤمنين
و ألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألّفت بين قلوبهم و لكنّ الله ألّف بينهم إنّه عزيز حكيم ) الأنفال

و قد جاءت الآيات القرآنية والآثار النبوية منسجمة متناسقة متضافرة لتحقيق ذلك المقصد الشرعي الكبير .
فمن تلك الآيات قول الله تعالى في الطائفتين المقتتلتين من المؤمنين : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ
أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) الحجرات : 10 . فالأخوة الإيمانية تعلو على كل خلاف مهما اشتدت
وطأته و اضطرمت شدته و بلغ حد الاشتباك المسلح .

أما الأحاديث فمنها قوله : ( لا تباغضوا، و لا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا ) رواه الشيخان
، و منها قوله : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضًا ) و شبك بين أصابعه . رواه الشيخان .
و كما نهى عليه الصلاة و السلام عن التباغض و التدابر و التحاسد , فإنه نهى عن الغيبة و النميمة و حرم ذلك
عليه الصلاة و السلام , فإن الغيبة و النميمة مما يوغر الصدور و يبث الفرقة , و ينشر الأحقاد و الضغائن ,
و قد بين حقيقة الغيبة عليه الصلاة و السلام في الحديث الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا الله و رسوله أعلم , قال ذكرك أخاك
بما يكره , قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته , و إن لم يكن فيه
ما تقول فقد بهته ) , و قال في النميمة عليه الصلاة و السلام : ( لا يدخل الجنة نمام ) البخاري ، و هو الذي
ينقل الحديثَ بين الناس لقصد إفساد و قطع حبل الود بينهم , و لذا نهى عليه الصلاة و السلام أن يبلَّغ عن
أصحابه بما يسوؤه فقال : ( لا يبلغني أحد منكم عن أحد من أصحابي شيئا , فإني أحب أن أخرج إليكم و أنا
سليم الصدر ) أخرجه أبو داود بإسناد صحيح .

و لقد ضرب الصحابة رضي الله عنهم أروع الأمثلة في سلامة القلوب و طهارة الصدور ، فكان لهم من هذه
الصفة أوفر الحظ و النصيب ، فلقد كانوا رضي الله عنهم صفًا واحدًا ، يعطف بعضهم على بعض ، و يرحم
بعضهم بعضًا ، و يحب بعضهم بعضًا، كما وصفهم جل و علا بذلك حيث فقال : ( وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ
حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) [الحشر:9]، و كما قال جل ذكره في وصفهم:
( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَ
رِضْوَانًا ) الفتح:29 .

و لقد كان لسلامة الصدر عندهم منزلة كبرى، حتى إنهم جعلوها سبب التفاضل بينهم، قال إياس بن معاوية
بن قرة عن أصحاب النبي : كان أفضلهم عندهم أسلمهم صدرًا و أقلهم غيبة . و قد قال سفيان بن دينار لأبي
بشر أحد السلف الصالحين : أخبرني عن أعمال من كان قبلنا ، قال : كانوا يعملون يسيرًا و يؤجرون كثيرًا ،
قال سفيان : و لم ذاك ؟ قال أبو بشر: لسلامة صدورهم .

أيها المؤمنون ، إن المرء لا ينقضي عجبه من ذلك الجيل الصالح الكريم ، حيث إن قلوبهم بقيت صافية و
سليمة طيبة السريرة رغم ما وقع بينهم من فتن كبار ، أشهرت فيها السيوف ، و اشتبكت فيها الصفوف ،
فلا إله إلا الله ما أطيب أولائك و أكرمهم .
و من تلك المواقف ما حفظه التاريخ عن الشعبي رحمه الله قال : رأى علي بن أبي طالب طلحة بن عبيد الله
في وادٍ مُلقى بعد وقعة الجمل التي كانت بين علي و بين عائشة و طلحة و الزبير رضي الله عنهم ، فنزل
فمسح التراب عن وجه طلحة و قال : (عزيز علي ـ يا أبا محمد ـ أن أراك مجندلاً في الأودية تحت نجوم السماء ،
إلى الله أشكو عُجري و بجري ) .

قال ابن رجب رحمه الله عن بعض السلف : أفضل الأعمال سلامة الصدور و سخاوة النفوس ، و النصيحة للأمة
و بهذه الخصال بلغ من بلغ لا بكثرة الاجتهاد في الصوم و الصلاة أرأيتم كيف شهد النبي صلى الله عليه و سلم
لرجل من أصحابه بالجنة مع شهادة الرجل على نفسه أنه ليس كثير صلاة فما السر في ذلك ؟
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنا جلوساً مع الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: يطلع عليكم الآن رجل من
أهل الجنة فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علق نعليه في يده الشمال ، فلما كان الغد قال النبي
صلى الله عليه وسلم مثل ذلك ، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى ، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه
و سلم مثل مقالته أيضا ، فطلع ذلك الرجل على مثل حالته الأولى فلما قام النبي صلى الله عليه و سلم تبعه عبدالله
بن عمرو بن العاص فقال : إني لاحيت أبي فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثاً , فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي
فعلت , فقال : نعم , قال أنس و كان عبدالله يحدّث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئاً غير
أنه إذا تعار وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر قال عبدالله: غير أني لم أسمعه يقول
إلا خيرا ، فلما مضت الثلاث ليال ، و كدت أن أحقر عمله قلت : يا عبدالله إني لم يكن بيني و بين أبي أيُّ غضبٍ و
لا هجر , و لكن سمعت رسول الله صلى لله عليه و سلم يقول لك ثلاث مرار : يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة
فطلعت أنت ، فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي به فلم أرك تعمل كثير عمل ، فما الذي بلغ بك ما قال الرسول
صلى الله عليه و سلم ؟ فقال : ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ً، و لا أحسد
أحداً على خير أعطاه الله إياه ، فقال عبدالله : هذه التي بلغت بك و هي التي لا نطيق ) رواه الإمام أحمد ..
أعرفتم أيها الأحباب أهمية سلامة الصدور , و أي مكانة لها عن ربنا العزيز الغفور ؟

أيها المؤمنون ، إن سلامة الصدر خصلة من خصال البر عظيمة ، غابت رسومها ، و اندثرت معالمها ، و خبت
أعلامها، حتى غدت عزيزة المنال ، عسيرة الحصول ، مع ما فيها من الفضائل و الخيرات , و الحديث عن سلامة
القلوب من أيسر الأحاديث و أسهلها عند الكلام , لكنه في الوقت ذاته من أشد الأمور و أصعبها عند التطبيق و
لكنه يسير على من يسّره الله عليه إذ كلنا يعرف أن نجاة العبد يوم القيامة مرتبطة بسلامة القلب ( إلا من أتى
الله بقلب سليم ) . و ها أنا ذا أذكر بعض فضائلها ، عسى أن تكون حافزة لنا على الأخذ بها و الحرص عليها .

فمن فضائل سلامة الصدر أنها صفة أهل الجنة ، الذين هم خير أهل و معشر ، قال تعالى : ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَ
لا بَنُونَ * إلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) الشعراء : 88 ، 89 .

و من فضائل سلامة الصدر أن صاحبها خير الناس و أفضلهم ، فإن النبي قد سئل : أي الناس أفضل ؟ فقال :
( كل مخموم القلب ، صدوق اللسان ) ، قالوا : صدوق اللسان نعرفه ، فما مخموم القلب ؟ قال : ( هو التقي
النقي، لا إثم فيه و لا بغي، و لا غل و لا حسد ) رواه ابن ماجه بسند لا بأس به . فبدأ بالتقوى التي تثمر صفاء
القلوب و سلامتها من الآفات و الرذائل . و تأملوا أيها الأحباب في تعبير النبي صلى الله عليه و سلم بــ :
( مخموم القلب ) و المخموم : من خممت البيت إذا كنسته أي أنه ينظف قلبه في كل وقت بين الفينة و الأخرى
مما يدل على أن الأمر ليس بالسهل و لابد له من مجاهدة و صبر و لا يقوى عليه إلا الأشدّاء من الناس , لذلك
استحق رتبة أفضل الناس و كان عند الله بالمكانة العليا .

و من فضائل سلامة الصدر أنها معينة للقلب على الخير و البر و الطاعة و الصلاح ، فليس أروح للمرء و لا
أطرد للهّم و لا أقرّ للعين من سلامة الصدر على عباد الله المسلمين .

و من فضائل سلامة الصدر أنها تقطع سلاسل العيوب و أسباب الذنوب ، فإن من سلم صدره و طهر قلبه عن
الإرادات الفاسدة و الظنون السيئة عف لسانه عن الغيبة و النميمة و قالة السوء .

و من فضائل سلامة الصدر أن فيها صدق الاقتداء بالنبي عليه الصلاة و السلام ، فإنه أسلم الناس صدرًا ، و
أطيبهم قلبًا ، و أصفاهم سريرة , و شواهد هذا في سيرته كثيرة ، ليس أعظمها أن قومه أدموا وجهه يوم أحد ،
و شجوا رأسه ، و كسروا رباعيته ، فكان يمسح الدم و يقول : ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) .

فيا أيها الأحباب ، اتقوا الله ، و طيبوا قلوبكم ، و طهّروها من الآفات كما أمركم الله تعالى حيث قال : ( وَذَرُوا
ظَاهِرَ الإثْمِ وَ بَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ ) الأنعام :120 ، فإن سوء الطوية و
فساد الصدور و مرض القلب من باطن الإثم الذي أمرتم بتركه .

أيها المؤمنون ، اعلموا أنه لا نجاة و لا فلاح للعبد يوم القيامة إلا بأن يقدم على مولاه بقلب طيب سليم ، كما قال
الله تعالى : ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَ لا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) الشعراء:88، 89 ، و صاحب القلب
السليم هو الذي سلم صدره وعوفي فؤاده من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدينا والرياسة،
فسلم من كل آفة تبعد عن الله تعالى .

أيها المؤمنون ، إن لسلامة الصدر أسبابًا و طرقًا لا بد أن يسلكها المؤمن الباحث عن الأجر و سلامة الصدر ،

فمن تلك الأسباب :

الإخلاص لله تعالى ، فعن زيد بن ثابت مرفوعًا : ( ثلاث لا يُغِل عليهن صدر مسلم : إخلاص العمل لله عز وجل،
و مناصحة أولي الأمر، و لزوم جماعة المسملين ) رواه أحمد بسند صحيح . قال ابن الأثير عند هذا الحديث:
إن هذه الخلال الثلاث تُستصلح بها القلوب ، فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة و الدخل و الشر .

و من أسباب سلامة الصدر الإقبال على كتاب الله تعالى الذي أنزله شفاء لما في الصدور ، قال الله تعالى :
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَ هُدًى وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) يونس:57 ،
فكلما أقبلت ـ يا عبد الله ـ على كتاب الله تلاوة و حفظًا و تدبرًا و فهمًا صلح صدرك و سلم قلبك .

و من أسباب سلامة الصدر دعاء الله تعالى أن يجعل قلبك سليمًا من الضغائن و الأحقاد على إخوانك المؤمنين ،
قال الله تعالى : ( و َالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَ لإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَ لا تَجْعَلْ
فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ) الحشر : 10 .

و إنّ من أسباب إصلاح القلب و سلامة الصدر إفشاء السلام بين المسلمين ، ففي صحيح مسلم من حديث أبي
هريرة مرفوعًا : ( لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، و لا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه
تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) .

و من أسباب سلامة الصدر الابتعاد عن سوء الظن ، فإنه بئس سريرة الرجل ، قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ... ) الحجرات :12. و قد قال النبي عليه الصلاة و السلام :
( إياكم و الظن , فإن الظن أكذب الحديث ، و لا تحسسوا ، و لا تجسسوا ، و لا تنافسوا ، و لا تحاسدوا ، و
لا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا ) رواه الشيخان . فانظر كيف بدأ بالنهي عن سوء الظن ,
لأنه الذي عنه تصدر سائر الآفات المذكورة في الحديث ، فالواجب عليك أيها المؤمن أن تطهر قلبك من سوء
الظن ما وجدت إلى ذلك سبيلاً .

و من أسباب سلامة الصدر البعد عن مجالسة النمامين الذين ينقلون الكلام بغرض الإفساد , فهم رسل إبليس في
الوقيعة بين الناس , قال يحيى بن كثير الذي يعمل النمام في ساعة لا يعمله الساحر في شهر ، و لو كان كلام
النمام صحيحاً فرد كيده في نحره و اعف عمن أساء إليك أو تكلم فيك . قال الرسول صلى الله عليه و سلم :
( لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئاً فإني أحب أن أخرج إليكم و أنا سليم الصدر )

و من أسباب سلامة الصدر إهداء الهدية فإن لها أثراً في تطييب الخواطر و إذهاب وغر الصدور , و قد جاء في
الحديث ( تهادوا تحابوا ) رواه البخاري في الأدب المفرد و هو حديث حسن

و من أسباب سلامة الصدر الرضا عن الله و بما قسمه للعبد فهو من أفضل العلاج قال ابن القيم رحمه الله :
و تستحيل سلامة القلب مع السخط و عدم الرضا و كلما كان العبد أشد رضاً كان قلبه أسلم فالخبث و الدغل و
الغش قرين السخط , و سلامة القلب و بره و نصحه قرين الرضا ..

و من أسباب سلامة الصدر تذكر ما لسليم الصدر عند الله من الأجر العظيم , فإن الله وصف أهل الجنة بقوله :
( إن المتقين في جناتٍ وعيون*ادخلوها بسلام آمنين * ونزعنا ما في صدورهم من غلٍ إخواناً على سررٍ متقابلين )

أيها المؤمنون، هذه بعض أسباب صلاح القلب وسلامة الصدر، فإنه من صدق في طلبها أدركها ..

اللهم إنا نسألك صدورًا سليمة، وقلوبًا طاهرة نقية، اللهم طهر قلوبنا من الشرك والشك والنفاق وسائر الآفات
و إلى موضوع قادم آخر عما قريب إن شاء الله
و السلام عليكم و رحمة الله