المطبوعات وحزام الأمان والطاولات.. الأكثر تلوثًا في الطائرات _ الشرق الأوسط
لندن: «الشرق الأوسط»
لا تقتصر مخاطر الطائرات على الأعطال الفنية أو الحوادث الإرهابية أو حتى الطقس الرديء، وإنما تمتد أيضًا إلى أوجه النظافة العامة التي تفتقر إليها معظم الطائرات، والتي تنتج عنها العدوى لبعض الركاب، بحيث يمكن أن تفسد هذه العدوى عطلات ممتعة أو رحلات عمل مهمة.
وبينما تبدو الطائرات من الخارج نظيفة وبراقة فإنها تعد من البيئات الناقلة للجراثيم داخلها، فهي مكان مغلق يعاد فيه تكرير الهواء ويقضي فيه بضع مئات من الناس ساعات طويلة. ولو احتوت الطائرة على شخص أو اثنين ممن يعانون من الرشح والإنفلونزا، أو بضعة أشخاص لا يتبعون قواعد النظافة العامة، فإن فرص انتقال العدوى لبقية الركاب تصبح شبه مضمونة.
ويلجأ بعض الركاب، خصوصا في آسيا، إلى ارتداء أقنعة الوجه الواقية من الجراثيم طوال فترة وجودهم على متن الطائرات. والنصيحة الطبية هي الاعتناء بصحة الجسم ومناعته قبل السفر الجوي بالنوم ساعات كافية وتناول المزيد من السوائل.
ولا يجب الاعتقاد بأن مساند المقاعد أو المفروشات والبطاطين بل والمقاعد نفسها نظيفة. فهناك العديد من الذين جلسوا في هذا المقاعد قبل المسافر ولمسوا مساند اليد واستخدموا البطاطين نفسها. وقد تكون أيدي بعض هؤلاء غير نظيفة أو تحمل فيروسات الإنفلونزا وتترك آثارها للراكب التالي. والنصيحة هي الالتزام بتعقيم اليدين بعد لمس مساند اليد أو أي أجزاء أخرى من المقعد أو المنطقة المحيطة به.
الطاولات الصغيرة المرتبطة بظهر المقاعد الأمامية هي منبع خطير آخر للجراثيم، حيث يعتمد عليها الركاب في العديد من المهام التي تشمل إلى جوار تناول الطعام العمل على الكومبيوتر أو سند الرأس أو حتى تغيير حفاضات الأطفال. ويجب قبل تناول الطعام على هذه المائدة الملوثة مسحها جيدا بمنديل مطهر قبل استخدامها في تناول الطعام أو وضع الأغراض الشخصية عليها.
وتقول إحدى المضيفات إن وضع مأكولات على طاولات المقاعد قد يعني التقاط بعض الجراثيم من ركاب سابقين لمسوا هذه المقاعد أو غيروا الحفاضات الملوثة عليها، أو حتى قصوا أظافرهم أثناء السفر، وفقا لبعض المضيفات.
وتؤكد دراسة قامت بها جامعة أوبورن في ولاية ألاباما أن طاولات الطائرات هي ثاني أكبر ناقل لعدوى فيروسات «إيكولاي» (E.coli) في مقصورات الطائرات، وهي فيروسات تظل فعالة لمدة 72 ساعة.
وفي ما يتعلق بالبطاطين، لا توفر الشركات في الدرجة السياحية سوى بطاطين نظيفة في أولى الرحلات الصباحية، وتظل هذه البطاطين قيد الاستخدام طوال النهار من ركاب مختلفين. وتختلف استعمالات البطاطين من راكب لآخر. ويفضل البعض تجنبها بالمرة حيث اعترفت بعض شركات الطيران بأن البطاطين لا يتم غسلها إلا مرة واحدة كل شهر.
وعلى هؤلاء الذين يريدون التأكد من عدم التقاط العدوى داخل الطائرات غسل أو تطهير اليدين بعد استخدام أدوات التحكم أو الريموت كونترول في التعامل مع نظام التسلية المرئية والسمعية في الطائرات. ويعد تطهير أو غسل اليدين أكثر فعالية من محاولة تطهير هذه الأدوات.
من أقذر المواقع الأخرى في الطائرات حمامات المراحيض، وهذه يجب التعامل معها مثل المراحيض العامة في الشوارع. ويجب تغطية المرحاض بورق واق وعدم لمس أي مسطحات في الحمام أثناء الوجود فيه كلما كان ذلك ممكنا، وغسل اليدين جيدا قبل مغادرته. ويجب غسل اليدين بعد ضغط زر المرحاض حيث يمكن للجراثيم أن تبقى على هذا الزر لمدة 48 ساعة.
ويلجأ البعض إلى استخدام المناديل الورقية لفتح وإغلاق الصنابير وفتح الباب قبل الخروج. ومن المهم اتباع هذه الإرشادات في رحلات الطيران الدولية، حيث يمكن أن ينقل البعض فيروسات ليست لها مناعة في أجسام ركاب آخرين.
وقد تكون بعض هذه الإجراءات غير عادية، لكن المخاطر هي أيضا كذلك. ويقول الدكتور تشارلز جيربا المتخصص في مجال البيولوجيا الميكروبية في جامعة أريزونا إن حمامات الطائرات هي من أقذر الأماكن التي يمكن أن يرتادها الإنسان وأكثرها خطرا عليه. فهناك 50 راكبا على الأقل لكل مرحاض ترتفع إلى 75 راكبا في شركات الطيران الرخيص. ويؤكد العثور على جراثيم «إيكولاي» في معظم حمامات الطائرات.
وفي ما يتعلق بمساند اليد تمثل هذه المساند مخاطر جمة للراكب الذي يسند ذراعه إليها خصوصا إذا كان يرتدي ملابس بلا أكمام. وتزداد المخاطر مع وجود جرح في الجلد يمكن أن يلتقط فيروسات أو جراثيم متعددة. ويرى البعض أنه من الأفضل ترك مسند اليد للراكب المجاور وتجنب ما تحمله من جراثيم. وتتنوع الميكروبات ما بين راكب يمسح يده في المسند بعد تناوله الطعام وآخر لا يغسل يده بعد استخدام المرحاض والعودة إلى مقعده.
وتمثل أحزمة المقاعد مخاطر مماثلة حيث يستخدمها آلاف الركاب، لكنها لا تتعرض للتنظيف أو التغيير طوال فترة الخدمة. وتعيش أنواع من البكتيريا على كل الأسطح لفترات تصل إلى أسبوع. ومن بين هذه الأسطح أغطية النوافذ خصوصا أداة فتح وإغلاق النوافذ التي يستخدمها كثيرون.
ويلجأ بعض الركاب إلى وضع كل الأغراض الشخصية الخاصة بهم بما في ذلك الهاتف الجوال وسماعات الأذن وزجاجات المياه والكتب في جيب المقعد الأمامي. والنصيحة هنا هي الاكتفاء بالنصف الأعلى من الجيب وعدم الغوص فيه لعدم معرفة ما يوجد في قاعه من مناديل غير نظيفة أو بقايا مأكولات أو أشياء ملوثة أخرى. وقد وجدت بعض المخلفات الآدمية في قاع هذه الجيوب عند فحص بعضها شملت أظافر مقصوصة وعلكا ممضوغا ومناديل ورقية مستعملة.
من ناحية أخرى لا يجب المشي في ممرات الطائرة بأقدم حافية، ويسري هذا أيضا على أرضية الحمامات التي تعد هي الأسوأ على الإطلاق في النظافة. كذلك لا يجب ملامسة الجلد لأقمشة المقاعد حيث تقول إحدى المضيفات إن بعض الأطفال أحيانا ما يقضون حاجتهم على المقاعد في بعض الرحلات.
أيضا يجب الحرص عند تصفح مطبوعات الطائرة التي يتناولها مئات الركاب بعضهم بأصابع غير نظيفة. ولا تخضع هذه المجلات والنشرات إلى أي إجراءات تنظيف من شركات الطيران.
وفي دراسة جرت في الولايات المتحدة في عام 2013 وجدت أن 12 في المائة من الطائرات تحتوي على بكتيريا في خزانات مياه الشرب التي تستخدم لصنع المشروبات والشاي والقهوة على متن الطائرة. وفي بعض الطائرات القديمة نسبيا كانت جدران الخزانات مغطاة بطبقة خضراء من الفطريات تصل إلى بوصة في سمكها.
ولذلك من الأفضل الاكتفاء بشرب المياه المعدنية من زجاجات أثناء الطيران وعدم الاقتراب من أي مشروبات معدة على الطائرة بما في هذا المشروبات الساخنة.
إن الطائرات تنقل العديد من البكتيريا والفيروسات بالإضافة إلى الركاب، ويجب اتباع بعض الحرص عند السفر الجوي حتى لا يصل المسافر إلى وجهته وهو يشعر بالمرض. ويمكن باتباع بعض الخطوات العملية الوقاية من معظم هذه الأخطار. وتبدأ إجراءات هذه الوقاية فور الوصول إلى المطارات، ولا تنتهي إلا بالوصول إلى فندق وجهة السفر.
** خطوات وقائية
* بعض الخطوات الوقائية التي تتخذ أثناء السفر الجوي يمكنها أن توفر الكثير من الحماية والوقاية لمنع الإصابة بالأمراض بعد مغادرة الطائرة. من هذه الخطوات:
* تناول المزيد من المياه المعدنية: وينصح الخبراء بما بين كوب إلى كوبين كل ساعة أثناء السفر الجوي. ويمكن شراء زجاجة مياه معدنية من المطار واستهلاكها أثناء الرحلة. ولا يجب شرب أي مياه أو سوائل على الطائرة من مصادر غير مغلقة ومعقمة، حيث إن خزانات المياه غالبا ما تحتوي على بكتيريا ضارة. كما يجب تجنب المياه الغازية التي تعطل عملية الهضم.
* يجب التأكد من تعقيم اليدين بعد الذهاب إلى مراحيض الطائرات واستخدام المياه الساخنة والصابون لغسل اليدين. ويمكن اتباع الأسلوب نفسه في كل المراحيض العامة في المطارات والفنادق وسفن الكروز. ويعتبر نقل العدوى عن طريق اليدين هو أقصر طريق مباشر نحو الإصابة بالمرض فور مغادرة الطائرة. ولا يستغرق الأمر سوى لمس صنبور في المراحيض ثم لمس الفم بعد ذلك.
* عدم المشي بأقدام حافية في ممرات الطائرة حيث لا يتم تنظيف سجاد الطائرة دوريا مما يجعله محملا بكل أنواع البكتيريا.
* استخدام رشاش للأنف حيث المناخ جاف داخل الطائرة على ارتفاع 36 ألف قدم. ويعتبر جفاف الأنف والحلق من عوامل سهولة الإصابة بالعدوى وعدم اعتراض وقتل البكتيريا والفيروسات. ويمكن أيضا مضغ العلك كوسيلة للإبقاء على رطوبة الفم والحلق.
* استخدام بطانيات شخصية حيث البطانيات المتاحة داخل الطائرة غالبا ما تكون مستخدمة من قبل من العديد من الركاب، مما يجعلها وسيلة نقل فعالة للعديد من الميكروبات. وتؤكد المضيفات أن البطانيات النظيفة في الدرجة السياحية تكون متاحة فقط في أولى رحلات الطيران الصباحية وتظل في الاستعمال المتكرر طوال اليوم.
* يجب توجيه بعض العناية أيضا إلى الأمتعة حيث يتم سحب أمتعة اليد على العديد من الأرضيات، كما يتناوب عمال المطارات على نقل الحقائب الكبيرة من موقع لآخر. وعند الوصول إلى الفندق يجب مسح الأمتعة وعجلاتها بسائل معقم قبل وضعها على السرير لإخراج الملابس منها.
* تعقيم اليدين مهم أيضا أثناء الانتظار الطويل في المطارات، ويمكن استخدام المناديل المعقمة لمسح الطاولات أو مساند المقاعد خصوصا قبل تناول الطعام.