بسم الله الرحمن الرحيم
بينما نستعد لنشد الرحال إلى صلالة خلال الأيام القادمة ،،، قررت أن أحرر من ذاكرتي بعض المشاهد العالقة في ذهني و بعض الصور من ذاكرة هاتفي عن رحلتنا العائلية لخريف 2016
بينما نستعد لنشد الرحال إلى صلالة خلال الأيام القادمة ،،، قررت أن أحرر من ذاكرتي بعض المشاهد العالقة في ذهني و بعض الصور من ذاكرة هاتفي عن رحلتنا العائلية لخريف 2016
كانت أعواما طويلة تلك التي حالت بيننا و بين زيارة صلالة
لا تزال صورة أكبر ابنائي عبدالله يحمله اباه عند نافورة المغسيل حاضرة في ذهني
و لا زلت أذكر خطوات يوسف الأولى على حشائش وادي دربات
***
العام الماضي جلسا امامنا و معهم اختهم يناقشوننا حول سبب انقطاعنا عن زيارة صلالة
و أدركت وقتها أنهم لا يحملون في ذاكرتهم شيء عن هذا المكان الاستثنائي ،،،فقد مر عمر طويل
اذا لقد حان الأوان لزيارة
و موعدنا كان أغسطس 2016
***
الطريق طويل من مسقط إلى صلالة، جاف و قاسي
و لكن الأقسى كان سؤال أبنائي المتكرر
"متى نصل؟"
تذكرت يومها كل الأسباب التي جعلتني أذهب بعيدا ،،،شرقا أو غربا
و لكن ما ان وصلنا إلى ظفار و استقبلنا ضبابها و جبالها
حتى شعرت بحنين ،،،و سعادة امتزجت بحزن
فقد حضرت أمامي مشاهد من زياراتنا المتكررة لها في الماضي
قبل أن تتعلق قلوبنا بأجنحة الطائرات
تذكرت يومها كل الوجوه التي رافقتنا في رحلاتنا الماضية و ضحكاتنا و حكايانا ،،،منهم من ضمه التراب
و لكن سعادة ابنائي بالمكان و انبهارهم بتغير الأحوال
من صحراء قاحلة إلى جنة زاهية أشعرني بالسعادة أيضا
و حق لهم الانبهار ،،،فالانتقال من ولاية ثمريت إلى صلالة
أشبه بعبور البرزخ،،، فلا ضباب صلالة يصل لثمريت و لا صحراء ثمريت تجرأ على الاقتراب من صلالة
كأن بينهما برزخ لا يبغيان
****
وصلنا مسكننا الذي رشحه لنا أحد المعارف
و قال بأنها شقق فندقيه جديدة للتو افتتحت
كانت بالفعل جديدة
و لكن رائحة المنظف الذي يستخدمه ذاك العامل الأسيوي الذي يعمل بجد
لا تشبه رائحة منتجعات آسيا و الفنادق التي تأسرني
و لكن لا بأس
سنجعل من هذه الرحلة فرصة للبساطة
لنتحرر من كل الاتيكيت الذي نتصنعه في معظم اوقاتنا داخل المطارات و الفنادق و المطاعم
فرصة لنفترش الارض
و نأكل بأصابعنا و نصرخ على أبنائنا
و نتشاطر اللحظات
فرصة لنأكل من أي كشك
لا يهمنا كيف طهي الطعام و من طهاه
المهم أنه حلال طازج و لذيذ
فرصة لنتحرر من هوس الماركات و هوس النظافة
فالطبيعي في صلالة أن تتلطخ ثيابك بالطين
و أن تكون مبتلا و سعيد
و أن لا يظهر من سيارتك سوى رقم اللوحة
فرصة ليتحرر بعضنا من القيود التي طوق بها نفسه
فرصة لنغير أسوأ عاداتنا الغذائية و لو لأيام قليلة
و بدل أن نستنشق رائحة القهوة و الشاي صباحا
بحثنا عن لذة الطبيعة و النقاء
****
لن أخبركم أين ذهبت و ماذا أكلت
فقد اختلطت ذكريات 2016 مع 2017
ثم تبخرت جميعها في زحمة أيامي
*
*
بل سأهديكم خلاصة ما تعلمت في رحلتي لصلالة
هي مجرد نصائح ممزوجة بالصور
و لكنها خارجة عن المألوف
*
*
*
كل مكان في صلالة يخبرك قصة ،،،و يعلمك درسا
في المغسيل
ستستمع لقصة البحر و هيبته
و ستتبع خطوات الآخرين برغم الرهبة التي يبعثها صوت هياج البحر في نفسك
و ستتذكر أنك مهما اعتقدت في قوتك فهناك من هو أقوى
ِ
و في دربات
رغم كل الجمال الذي يحيط بك
قرصة بعوضة قد توقظك من حلمك لتعلمك أن الجمال بقدر ،،،و السعادة لها قدر
و أن النعيم موجود في جنة الخلد فقط
يتبع،،،