وجهة جديدة تضم أكبر شجرة «استدامة» في العالم
"ذا جرين بلانيت" رسالة دبي دفاعاً عن «رئة العالم»
إذا كانت الغابة المطيرة هي «رئة العالم»، ولأن دبي هي «رئة الابتكار والاستدامة» في محيطها المحلي والعالمي، فإننا، في هذه الحالة، إزاء «رئتين» اجتمعتا سوياً لكي تصدّرا.. الكثير من «الأوكسيجين». هذه هي السمة التي بوسعنا أن نطلقها للوهلة الأولى على الوجهة الجديدة في دبي التي طورتها شركة «مراس القابضة» ضمن مشروعها المتناغم «سيتي ووك دبي»، والتي تحمل عنوان «جرين بلانت» وتفتتح رسمياً يوم الخميس الأول من سبتمبر المقبل.
أرقام قياسية
الأرقام القياسية، كالمعتاد حاضرة بقوة: أكبر شجرة اصطناعية تحت قبة توازن طبيعي في العالم، أهم تجسيد حي وتفاعلي لبيئة غابة الأمازون وغيرها.. لكن الأرقام ليست وحدها مكمن الأهمية، وعليك أن تتذكر أن تقفل فمك من فرط الدهشة بينما ترى «دباً كسلاناً» يتمطط قرب عينيك، على غصن الشجرة، كأنه بهلوان يستعرض أمام الكاميرا، أو كائن متثاقل خرج لتوه من سبات عميق. «لكنه كسول طوال الوقت، وهو مزود بنوع من المخالب تجعله قادراً على أن يتمدد على الأغصان بسهولة ومرونة عاليتين»، تشرح ايرين كلارك، مديرة مشاريع الحيوان، فيما يهدر شلال ارتفاعه 10 أمتار، وتهتز لحركة مياهه أوراق شجرة الكاكاو التي تواجه شجرة الفانيلا:«تم تطبيق جميع المعايير التي تضمن حياة متوائمة مع ما تعيشه الحيوانات والطيور والحشرات في غابات الأمازون»، تضيف، مؤكدة أن أحد الأهداف الرئيسية لهذا الإنجاز هو التأكيد على دور دبي في نشر الوعي حول أهمية هذه الغابات التي تتعرض لأخطار جمة كل يوم، مهددة «رئة العالم» بضيق التنفس:«نريد كل الأطفال والكبار حين يزورون دبي أن يتعرفوا إلى هذه القضية ويتأكدوا من أهمية مساهمتهم الفعالة في حماية البيئة الطبيعية لدورات كاملة من الحياة، قد لا نراها بأعيننا كل يوم، لكن هذا لا يعني أنها غير موجودة».
رسالة للعالم
تطلق دبي، عبر «جرين بلانت»، أجراس الخطر أمام كل زوارها من غير المنتبهين أو المكترثين لأهمية الحفاظ على البيئة من خلال تجسيد شجرتها العملاقة التي يساوي ارتفاعها ارتفاع برج شاهق:«لكن طوابقه هذه المرة هي تكوينات الغابة نفسها. كل طابق يجسد مستوى من مستويات الحياة على الشجرة، حيث تختلف الكائنات التي تعيش عند جذرها، من تلك التي على الجذع والأغصان، أو القمة. دبي كمدينة حضارية باتت في مصافي أرقى المدن، تلعب دورها في تبيان خطر تعرض الغابة المطيرة إلى الافناء بسبب الحاجة المتزايدة الى الموارد مثل الخشب والغذاء والنفط والطاقة الكهربائية والمعادن والتي، إلى جانب نشاطات الزراعة والرعي، تهدد صحة الغابة وصحتنا جميعاً».
ضبط الحرارة
تم ضبط معدلات الحرارة ومعدلات الرطوبة في «جرين بلانيت»، بحيث يستطيع الزوار أن يروا فعلاً كيف تسير الحياة في هذا النظام البيئيّ ويطّلعوا عليها عن قرب. فلدى دخول الزوار إلى هذا المبنى الزجاجيّ الذي يشبه بتصميمه فنّ الأوريغامي، يتمّ استقبالهم في قاع الغابة المغمور بالماء ليلقوا نظرة أولى على أرضيّة الغابة الاستثنائية التي تضمّ حوضاً مائياً عملاقاً يحوي أنواعاً مختلفة مثل أسماك الأربيمة وعظميّات اللسان والأسماك الرقيطة. ثم ينتقل الزوّار إلى أعلى القبة البيولوجية المشرفة على أكبر شجرة داخلية في العالم من صنع الإنسان. وفيما ينحدرون ببطء عبر مسار التفافيّ أقيم على سطح القبّة البيولوجية، سيصادفون حيوانات استوائية غريبة وفريدة من نوعها مثل طيور الطوقان الأميركية الجنوبية والسحليات التمساحية والنيص المذيّل.
استلهام من الواقع
وقد تم اعتماد النموذج الدقيق الخاص بالحياة في الغابة المطيرة من أجل بناء «جرين بلانت»، عبر تركيز الشجرة الباسقة في الوسط وتصميم كل شيء حولها:«تحدد مثل هذه الأشجار نظام الحياة في الغابات، وذلك بأن يتخللها ضوء الشمس نحو الطبقات السفلى. وأدنى طبقة هي أرض الغابة التي يغمرها الظل، وتعلوها طبقة سفلى من الشجيرات والنباتات الصغيرة. ويعلو هذه الطبقة بحوالي 30 إلى 40 متراً سقف الغابة المشمس الذي يهب فيه النسيم. تعيش معظم كائنات الغابات المطيرة في هذه الطبقة. وضمن طبقة أعلى من ذلك كله الأشجار المتفرقة التي يبلغ طولها 80 متراً الطبقة البارزة من السقف. وكل طبقة هي أشبه بحي سكني، فهي موطن لمجتمع خاص بها من جميع أنواع الكائنات الحية»، تشرح لافتة معلقة على أحد جدران المكان، التكوين الدقيق لشجرة بمقاييس حقيقية، تم الاستلهام منها بأخرى ذات مقاييس أقل، تحت القبة الزجاجية المغلقة.
كائنات غريبة
«انظر إلى هذه الخنفساء الضفدع. لونها غريب للغاية، وهي ترفس برجلها باستثمار»، يقول ايريك هابرتس، مدير المعارض. يبدو شغوفاً بالتحدث عن تفاصيل كل كائن من الكائنات المنتشرة في المكان:«هذه الفراشات خرجت من شرنقتها، أمس، هذا الجندب هو الأكبر في العالم، وصنفه لديه قدرة كبيرة على التمويه، إذ يخفي نفسه بسهولة. وذاك الببغاء ذو المنقار البرتقالي المعقوف، وذلك الثنائي من الببغاوات البنفسجية، أما الأسماك الموجودة في الاكواريوم فحدث عنها ولا حرج، أنها مختلفة عن كل ما هو متوفر في أمكنة أخرى شبيهة في دبي، إذ تأتي جميعها من المياه العذبة للأنهار فقط، كما نهر الأمازون ونهر الميكوم في جنوب شرق آسيا».
فيما يتكلم، بوسعك أن تتابع الحركة الدؤوبة للأسماك في ممراتها المائية المتصلة بالشجرة:«على سبيل المثال، لدينا سمك المياه العذبة شعاعي الزعانف، وبروخيلدوس ذو الذيل الملون، والسلور المصاص ذو الزعنفة المستطيلة..».
دور الأسماك
ولكن لماذا الأسماك موجودة في هذا المكان أصلاً، ألا تخشوا أن تتم مقارنتكم بأحواض الأسماك «أكواريوم» المنتشرة في أكثر من وجهة في دبي؟ يجيب هابرتس:«الأسماك تحمي الأشجار، ووجودها ضروري». ويوضح:«انظر الى سمكة الباكو ذات البطن الأحمر هذه. تم استقدامها من الأمازون. تعيش في أنهار الغابات المطيرة. وأثناء موسم الأمطار الذي تغمر فيه الأنهار الغابات المنخفضة، تسبح أسراب من هذه الأسماك كبيرة الحجم بين الأشجار وتتغذى على الكميات الوفيرة من ثمار الجوز والبندق والفواكه التي تسقط في الماء. وبذلك تساعد أسماك الباكو الأشجار، إذ إن بعض البذور التي لا تهضمها هذه الأسماك وتبقى سليمة بعد أن تمر خلال أحشائها، تنتشر في أماكن جديدة أثناء سباحة الأسماك، فتتمكن البذور من النمو والتحول إلى أشجار جديدة».
تسبح سمكة الباكو، في الممر المسقوف بالزجاج، فيما يصيح ببغاء أصفر من الطابق العلوي، وتهب نسائم آتية من صوب الشلال. كل الكائنات هنا في حركة دؤوبة، وما غير النمل بالإمكان اسباغ هذا الوصف عليه بشكل دقيق. يبدو حجم ذكر النمل الذي يتحرك بهدوء أضخم من النملات الأخرى التي ترعى بهدوء. يهلل محمد العربي، الذي يعمل في وظيفة منسق تعليمي للفكرة معتقداً أن ذكر النمل ذاك ما هو إلا الملكة! تصحح له زميلته كلارك بأنها ليست الملكة وإنما رئيس الحرس، فالملكة مستحيل أن تغادر «قصرها»، ثم تشير مبتسمة إلى مكان ما مرتفع عن مستعمرة النمل التي وطّنها «جرين بلانت» في ظلال شجرته: «صنعنا نموذجاً متكاملاً عن مستعمرة نمل، بوسعك أن تراقبها وهي تبحث عن غذائها، وصولاً إلى إطعام اليرقات وحماية الملكة من أي خطر. هكذا بعين مجردة ورؤية العين كما يقال».
بالعين والمجهر
لكن هناك أشياء أخرى لا ترى بالعين المجردة وإنما تحتاج إلى مايكروسكوب، وبدل الواحد هناك ما لا يقل عن خمسة. يقف إلى جانب أحدها محمد العربي، يحدق عبر العدسة المكبرة في أجزاء لجناح فراشة.
تتعالى صيحات الدهشة من إحدى الزوايا التي يقبع فيها صندوق زجاجي التفت على غصنه أفعى خضراء. إنها أفعى نادرة. من المعروف أن غالبية أصناف الأفاعي تتكاثر عن طريق البيض، إلا هذه الأفعى، التي تتوالد عبر الإنجاب مثل الثدييات. يقول محمد العربي، بشيء من التفاخر، متأكداً أن هذه الأفعى ستكون أحد الكائنات العجيبة في «جرين بلانت» الذي سيتناقل الناس صورها عبر منصات الإعلام الجديد بدءاً من مطلع سبتمبر.
احترام
في كل مرة سيضع فيها زوار هذا المكان وسم «جرين بلانت» وينشرون صورة أو فيديو أو إحساس أو أمنية، سينشرون معها ثقافة تحرض على احترام الطبيعة ودوراتها البيئية، «هذه هي بالضبط، رسالة، دبي، رسالة محبة ورقي واستدامة من قلب الصحراء التي تتزايد يوماً بعد يوم فراديسها الخضراء».
أرقام باهرة تصب في الغابة المطيرة
1 سبتمبر الافتتاح للجمهور
3000 صنف مختلف من الكائنات
25 متراً ارتفاع الشجرة
40 طائراً من عالم الأمازون
10 أمتار طول الشلال
1 القبة البيئية الأولى بالمنطقة التي تؤمن التوازن الطبيعي
15 برنامجاً تثقيفياً تتناول خمسة مواضيع وثلاث شرائح عمريّة مستوحاة من الأهداف التعليمية لوزارة التربية.
"ذا جرين بلانيت" رسالة دبي دفاعاً عن «رئة العالم»
إذا كانت الغابة المطيرة هي «رئة العالم»، ولأن دبي هي «رئة الابتكار والاستدامة» في محيطها المحلي والعالمي، فإننا، في هذه الحالة، إزاء «رئتين» اجتمعتا سوياً لكي تصدّرا.. الكثير من «الأوكسيجين». هذه هي السمة التي بوسعنا أن نطلقها للوهلة الأولى على الوجهة الجديدة في دبي التي طورتها شركة «مراس القابضة» ضمن مشروعها المتناغم «سيتي ووك دبي»، والتي تحمل عنوان «جرين بلانت» وتفتتح رسمياً يوم الخميس الأول من سبتمبر المقبل.
أرقام قياسية
الأرقام القياسية، كالمعتاد حاضرة بقوة: أكبر شجرة اصطناعية تحت قبة توازن طبيعي في العالم، أهم تجسيد حي وتفاعلي لبيئة غابة الأمازون وغيرها.. لكن الأرقام ليست وحدها مكمن الأهمية، وعليك أن تتذكر أن تقفل فمك من فرط الدهشة بينما ترى «دباً كسلاناً» يتمطط قرب عينيك، على غصن الشجرة، كأنه بهلوان يستعرض أمام الكاميرا، أو كائن متثاقل خرج لتوه من سبات عميق. «لكنه كسول طوال الوقت، وهو مزود بنوع من المخالب تجعله قادراً على أن يتمدد على الأغصان بسهولة ومرونة عاليتين»، تشرح ايرين كلارك، مديرة مشاريع الحيوان، فيما يهدر شلال ارتفاعه 10 أمتار، وتهتز لحركة مياهه أوراق شجرة الكاكاو التي تواجه شجرة الفانيلا:«تم تطبيق جميع المعايير التي تضمن حياة متوائمة مع ما تعيشه الحيوانات والطيور والحشرات في غابات الأمازون»، تضيف، مؤكدة أن أحد الأهداف الرئيسية لهذا الإنجاز هو التأكيد على دور دبي في نشر الوعي حول أهمية هذه الغابات التي تتعرض لأخطار جمة كل يوم، مهددة «رئة العالم» بضيق التنفس:«نريد كل الأطفال والكبار حين يزورون دبي أن يتعرفوا إلى هذه القضية ويتأكدوا من أهمية مساهمتهم الفعالة في حماية البيئة الطبيعية لدورات كاملة من الحياة، قد لا نراها بأعيننا كل يوم، لكن هذا لا يعني أنها غير موجودة».
رسالة للعالم
تطلق دبي، عبر «جرين بلانت»، أجراس الخطر أمام كل زوارها من غير المنتبهين أو المكترثين لأهمية الحفاظ على البيئة من خلال تجسيد شجرتها العملاقة التي يساوي ارتفاعها ارتفاع برج شاهق:«لكن طوابقه هذه المرة هي تكوينات الغابة نفسها. كل طابق يجسد مستوى من مستويات الحياة على الشجرة، حيث تختلف الكائنات التي تعيش عند جذرها، من تلك التي على الجذع والأغصان، أو القمة. دبي كمدينة حضارية باتت في مصافي أرقى المدن، تلعب دورها في تبيان خطر تعرض الغابة المطيرة إلى الافناء بسبب الحاجة المتزايدة الى الموارد مثل الخشب والغذاء والنفط والطاقة الكهربائية والمعادن والتي، إلى جانب نشاطات الزراعة والرعي، تهدد صحة الغابة وصحتنا جميعاً».
ضبط الحرارة
تم ضبط معدلات الحرارة ومعدلات الرطوبة في «جرين بلانيت»، بحيث يستطيع الزوار أن يروا فعلاً كيف تسير الحياة في هذا النظام البيئيّ ويطّلعوا عليها عن قرب. فلدى دخول الزوار إلى هذا المبنى الزجاجيّ الذي يشبه بتصميمه فنّ الأوريغامي، يتمّ استقبالهم في قاع الغابة المغمور بالماء ليلقوا نظرة أولى على أرضيّة الغابة الاستثنائية التي تضمّ حوضاً مائياً عملاقاً يحوي أنواعاً مختلفة مثل أسماك الأربيمة وعظميّات اللسان والأسماك الرقيطة. ثم ينتقل الزوّار إلى أعلى القبة البيولوجية المشرفة على أكبر شجرة داخلية في العالم من صنع الإنسان. وفيما ينحدرون ببطء عبر مسار التفافيّ أقيم على سطح القبّة البيولوجية، سيصادفون حيوانات استوائية غريبة وفريدة من نوعها مثل طيور الطوقان الأميركية الجنوبية والسحليات التمساحية والنيص المذيّل.
استلهام من الواقع
وقد تم اعتماد النموذج الدقيق الخاص بالحياة في الغابة المطيرة من أجل بناء «جرين بلانت»، عبر تركيز الشجرة الباسقة في الوسط وتصميم كل شيء حولها:«تحدد مثل هذه الأشجار نظام الحياة في الغابات، وذلك بأن يتخللها ضوء الشمس نحو الطبقات السفلى. وأدنى طبقة هي أرض الغابة التي يغمرها الظل، وتعلوها طبقة سفلى من الشجيرات والنباتات الصغيرة. ويعلو هذه الطبقة بحوالي 30 إلى 40 متراً سقف الغابة المشمس الذي يهب فيه النسيم. تعيش معظم كائنات الغابات المطيرة في هذه الطبقة. وضمن طبقة أعلى من ذلك كله الأشجار المتفرقة التي يبلغ طولها 80 متراً الطبقة البارزة من السقف. وكل طبقة هي أشبه بحي سكني، فهي موطن لمجتمع خاص بها من جميع أنواع الكائنات الحية»، تشرح لافتة معلقة على أحد جدران المكان، التكوين الدقيق لشجرة بمقاييس حقيقية، تم الاستلهام منها بأخرى ذات مقاييس أقل، تحت القبة الزجاجية المغلقة.
كائنات غريبة
«انظر إلى هذه الخنفساء الضفدع. لونها غريب للغاية، وهي ترفس برجلها باستثمار»، يقول ايريك هابرتس، مدير المعارض. يبدو شغوفاً بالتحدث عن تفاصيل كل كائن من الكائنات المنتشرة في المكان:«هذه الفراشات خرجت من شرنقتها، أمس، هذا الجندب هو الأكبر في العالم، وصنفه لديه قدرة كبيرة على التمويه، إذ يخفي نفسه بسهولة. وذاك الببغاء ذو المنقار البرتقالي المعقوف، وذلك الثنائي من الببغاوات البنفسجية، أما الأسماك الموجودة في الاكواريوم فحدث عنها ولا حرج، أنها مختلفة عن كل ما هو متوفر في أمكنة أخرى شبيهة في دبي، إذ تأتي جميعها من المياه العذبة للأنهار فقط، كما نهر الأمازون ونهر الميكوم في جنوب شرق آسيا».
فيما يتكلم، بوسعك أن تتابع الحركة الدؤوبة للأسماك في ممراتها المائية المتصلة بالشجرة:«على سبيل المثال، لدينا سمك المياه العذبة شعاعي الزعانف، وبروخيلدوس ذو الذيل الملون، والسلور المصاص ذو الزعنفة المستطيلة..».
دور الأسماك
ولكن لماذا الأسماك موجودة في هذا المكان أصلاً، ألا تخشوا أن تتم مقارنتكم بأحواض الأسماك «أكواريوم» المنتشرة في أكثر من وجهة في دبي؟ يجيب هابرتس:«الأسماك تحمي الأشجار، ووجودها ضروري». ويوضح:«انظر الى سمكة الباكو ذات البطن الأحمر هذه. تم استقدامها من الأمازون. تعيش في أنهار الغابات المطيرة. وأثناء موسم الأمطار الذي تغمر فيه الأنهار الغابات المنخفضة، تسبح أسراب من هذه الأسماك كبيرة الحجم بين الأشجار وتتغذى على الكميات الوفيرة من ثمار الجوز والبندق والفواكه التي تسقط في الماء. وبذلك تساعد أسماك الباكو الأشجار، إذ إن بعض البذور التي لا تهضمها هذه الأسماك وتبقى سليمة بعد أن تمر خلال أحشائها، تنتشر في أماكن جديدة أثناء سباحة الأسماك، فتتمكن البذور من النمو والتحول إلى أشجار جديدة».
تسبح سمكة الباكو، في الممر المسقوف بالزجاج، فيما يصيح ببغاء أصفر من الطابق العلوي، وتهب نسائم آتية من صوب الشلال. كل الكائنات هنا في حركة دؤوبة، وما غير النمل بالإمكان اسباغ هذا الوصف عليه بشكل دقيق. يبدو حجم ذكر النمل الذي يتحرك بهدوء أضخم من النملات الأخرى التي ترعى بهدوء. يهلل محمد العربي، الذي يعمل في وظيفة منسق تعليمي للفكرة معتقداً أن ذكر النمل ذاك ما هو إلا الملكة! تصحح له زميلته كلارك بأنها ليست الملكة وإنما رئيس الحرس، فالملكة مستحيل أن تغادر «قصرها»، ثم تشير مبتسمة إلى مكان ما مرتفع عن مستعمرة النمل التي وطّنها «جرين بلانت» في ظلال شجرته: «صنعنا نموذجاً متكاملاً عن مستعمرة نمل، بوسعك أن تراقبها وهي تبحث عن غذائها، وصولاً إلى إطعام اليرقات وحماية الملكة من أي خطر. هكذا بعين مجردة ورؤية العين كما يقال».
بالعين والمجهر
لكن هناك أشياء أخرى لا ترى بالعين المجردة وإنما تحتاج إلى مايكروسكوب، وبدل الواحد هناك ما لا يقل عن خمسة. يقف إلى جانب أحدها محمد العربي، يحدق عبر العدسة المكبرة في أجزاء لجناح فراشة.
تتعالى صيحات الدهشة من إحدى الزوايا التي يقبع فيها صندوق زجاجي التفت على غصنه أفعى خضراء. إنها أفعى نادرة. من المعروف أن غالبية أصناف الأفاعي تتكاثر عن طريق البيض، إلا هذه الأفعى، التي تتوالد عبر الإنجاب مثل الثدييات. يقول محمد العربي، بشيء من التفاخر، متأكداً أن هذه الأفعى ستكون أحد الكائنات العجيبة في «جرين بلانت» الذي سيتناقل الناس صورها عبر منصات الإعلام الجديد بدءاً من مطلع سبتمبر.
احترام
في كل مرة سيضع فيها زوار هذا المكان وسم «جرين بلانت» وينشرون صورة أو فيديو أو إحساس أو أمنية، سينشرون معها ثقافة تحرض على احترام الطبيعة ودوراتها البيئية، «هذه هي بالضبط، رسالة، دبي، رسالة محبة ورقي واستدامة من قلب الصحراء التي تتزايد يوماً بعد يوم فراديسها الخضراء».
أرقام باهرة تصب في الغابة المطيرة
1 سبتمبر الافتتاح للجمهور
3000 صنف مختلف من الكائنات
25 متراً ارتفاع الشجرة
40 طائراً من عالم الأمازون
10 أمتار طول الشلال
1 القبة البيئية الأولى بالمنطقة التي تؤمن التوازن الطبيعي
15 برنامجاً تثقيفياً تتناول خمسة مواضيع وثلاث شرائح عمريّة مستوحاة من الأهداف التعليمية لوزارة التربية.