($) جولة في نابلس ومخيم بلاطة ($)
سأقوم إن شاء الله في هذا التقرير بنقل تفاصيل تغطيتي على السناب شات، والتي كانت بتاريخ 16 يناير 2016، لجولة تصوير لمدينة نابلس ومخيم بلاطة في الضفة الغربية في فلسطين، برفقة أصدقائي أعضاء نادي التصوير الفوتوغرافي من فلسطينيي الداخل (فلسطينيو 48)، وقام باستضافتنا ومرافقتنا أصدقاؤنا المصورين من الضفة الغربية.
ملاحظة : أعذرونا عن جودة الصور الضعيفة، رغم انني استخدمت كاميرا جالاكسي نوت 5 إلا ان التصوير بواسطة برنامج السناب شات وخصوصا في أجهزة الأندرويد ضعيفة جدا.
بعض المعلومات التاريخية حول مدينة نابلس ومخيم بلاطة نقلا عن ويكيبيديا :-
مدينة نابلس :
إحدى أكبر المدن الفلسطينية سكانًا وأهمها موقعًا. هي عاصمة فلسطين الاقتصادية ومقر أكبر الجامعات الفلسطينية. تعتبر نابلس عاصمة شمال الضفة الغربية إضافةً إلى كونها مركزاً لمحافظة نابلس التي تضم 56 قرية ويُقدر عدد سكانها بقرابة 321,000 نسمة حسب إحصاءات عام 2007. تُعرف أيضا بأسماء جبل النار ودمشق الصغرى وعش العلماء وملكة فلسطين غير المتوجة.
خضعت نابلس لحكم العديد من الأباطرة الرومان على مدى 2,000 سنة. وفي القرنين الخامس والسادس للميلاد أدّى نزاع بين سكان المدينة من السامريين والمسيحيين إلى بروز عدد من الانتفاضات السامرية ضد الحكم البيزنطي، قبل أن تقوم الإمبراطورية بإخماد ثوراتهم هذه بعنف، مما أدى لاضمحلال عددهم في المدينة. فتح العرب المسلمون، في زمن خلافة أبي بكر الصديق، هذه المدينة وباقي فلسطين وبلاد الشام، وفي هذا العهد عُرّب اسمها ليصبح نابلس بدلاً من نيابوليس، وازداد عدد المسلمين من سكانها وأخذت البعض من كنائسها ومعابدها السامرية تتحول إلى مساجد شيئاً فشيئاً. سقطت نابلس تحت الحكم الصليبي عام 1099 قبل أن تعود لحكم المسلمين الأيوبيين والمماليك بعدهم.
أصبحت نابلس عاصمة سنجق نابلس في العهد العثماني، وكانت في هذه الفترة سنجقا تابعا لإيالة دمشق ثم لإيالة صيدا (التي خلفت إيالة عكا وأجزاء من إيالة دمشق) وأخيرًا ولاية بيروت في آخر تقسيم إداري عثماني. خضعت المدينة للحكم المصري الذي دام تسع سنوات في بلاد الشام، في العقد الرابع من القرن التاسع عشر، قبل أن تعود إلى الحكم العثماني. احتلها البريطانيون عندما انهزمت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وخضعت فلسطين للانتداب البريطاني. سقطت نابلس تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 حين سقطت الضفة الغربية بأكملها.
تُشتهر المدينة بصناعة الصابون القديمة، وبالكنافة النابلسية، التي تعتبر من أشهر الحلويات الشرقية في بلاد الشام، بالإضافة إلى بعض المنتجات الزراعية مثل الزعتر النابلسي والجبن النابلسي.
مخيم بلاطة :
أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية حيث يبلغ عدد اللاجئين المسجلين فيه 41672 لاجئ. أنشئ المخيم عام 1950 على مساحة 252 دونم داخل حدود مدينة نابلس. ويتكون المخيم من عدة شرائح سكانية تعود لأصول مختلفة. ويوجد في المخيم ثلاث مدارس، اثنتين للبنين وواحدة للبنات تغطي الصفوف الابتدائية والمتوسطة ومدعومة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين - أونروا.
نشأ مخيم بلاطة كغيره من مخيمات اللاجئين في الوطن والشتات نتيجة الاحتلال الصهيوني لفلسطين وتهجير أهله من قراهم وكان ذلك في العام 1952 م جنوب غرب محافظة نابلس وهو يقع ضمن حدود بلدية نابلس بتعداد سكاني يقارب 5000 نسمة ، وكانت مساحته عند إنشائه حوالي 167 دونماً اتسعت لتصل لحوالي 460 دونماً، ويسكنه اللاجئون الفلسطينيون الذين شُرِّدُوا من أرضهم في عام 1948 ويبلغ عدد السكان حسب إحصاءات وكالة الغوث لعام 1995 حوالي 16405 نسمة وبلغ عدد السكان في نهاية 2008 حالي 23,677 نسمة.
ترجع تسمية هذا البلد باسم بلاطة إلى عدة روايات وهذه الروايات منقولة من جيل لآخر وقد ذكر السيد مصطفى مراد الدباغ في كتاب بلادنا فلسطين الجزء السادس: بَلاطة بالفتح وهي مفرد بلاط، وقد أخطأ السيد الدباغ في كتابه معجم البلدان حيث ذكرها باسم بُلاطة بالضم وقد ذكر سكان هذا البلد أن الماء يخرج من بلاطة من الصخر ويمكن رؤية الماء ينبع من بلاطة من الصخر الموجودة تحت مستوى سطح الأرض.
أما الرواية الثانية فهي أن ساحة العين وعين الماء كانتا في الحارة الغربية؛ أي أنهما تبعدان عن عين الماء الحالية من جهة الغرب حوالي مائة متر تقريبا وعلى جانب عين الماء كانت شجرة بلوط وسميت البلوطة في بادئ الأمر وبعدها سميت بلاطة نسبة إلى البلوطة.
أما الرواية الثالثة فتقول: سكن هذا البلد قبل السكان الحاليين سكان يدعون البلالطة (أو البلاطيون) وسميت بلاطة نسبة إليهم، والأرجح أنهم سُموا البلالطة نسبة إلى بلاطة، ولم تنسب إليهم.
وهناك رواية رابعة ذكرت في كتاب (بلادنا فلسطين) وهي أنها مفرد البلاط، والبلاط من الأرض وجهها الصلب وقد شبهت بالبلاطة لاستواء سهولها ولصلابة صخورها.
مدينة نابلس :
إحدى أكبر المدن الفلسطينية سكانًا وأهمها موقعًا. هي عاصمة فلسطين الاقتصادية ومقر أكبر الجامعات الفلسطينية. تعتبر نابلس عاصمة شمال الضفة الغربية إضافةً إلى كونها مركزاً لمحافظة نابلس التي تضم 56 قرية ويُقدر عدد سكانها بقرابة 321,000 نسمة حسب إحصاءات عام 2007. تُعرف أيضا بأسماء جبل النار ودمشق الصغرى وعش العلماء وملكة فلسطين غير المتوجة.
خضعت نابلس لحكم العديد من الأباطرة الرومان على مدى 2,000 سنة. وفي القرنين الخامس والسادس للميلاد أدّى نزاع بين سكان المدينة من السامريين والمسيحيين إلى بروز عدد من الانتفاضات السامرية ضد الحكم البيزنطي، قبل أن تقوم الإمبراطورية بإخماد ثوراتهم هذه بعنف، مما أدى لاضمحلال عددهم في المدينة. فتح العرب المسلمون، في زمن خلافة أبي بكر الصديق، هذه المدينة وباقي فلسطين وبلاد الشام، وفي هذا العهد عُرّب اسمها ليصبح نابلس بدلاً من نيابوليس، وازداد عدد المسلمين من سكانها وأخذت البعض من كنائسها ومعابدها السامرية تتحول إلى مساجد شيئاً فشيئاً. سقطت نابلس تحت الحكم الصليبي عام 1099 قبل أن تعود لحكم المسلمين الأيوبيين والمماليك بعدهم.
أصبحت نابلس عاصمة سنجق نابلس في العهد العثماني، وكانت في هذه الفترة سنجقا تابعا لإيالة دمشق ثم لإيالة صيدا (التي خلفت إيالة عكا وأجزاء من إيالة دمشق) وأخيرًا ولاية بيروت في آخر تقسيم إداري عثماني. خضعت المدينة للحكم المصري الذي دام تسع سنوات في بلاد الشام، في العقد الرابع من القرن التاسع عشر، قبل أن تعود إلى الحكم العثماني. احتلها البريطانيون عندما انهزمت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وخضعت فلسطين للانتداب البريطاني. سقطت نابلس تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 حين سقطت الضفة الغربية بأكملها.
تُشتهر المدينة بصناعة الصابون القديمة، وبالكنافة النابلسية، التي تعتبر من أشهر الحلويات الشرقية في بلاد الشام، بالإضافة إلى بعض المنتجات الزراعية مثل الزعتر النابلسي والجبن النابلسي.
مخيم بلاطة :
أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية حيث يبلغ عدد اللاجئين المسجلين فيه 41672 لاجئ. أنشئ المخيم عام 1950 على مساحة 252 دونم داخل حدود مدينة نابلس. ويتكون المخيم من عدة شرائح سكانية تعود لأصول مختلفة. ويوجد في المخيم ثلاث مدارس، اثنتين للبنين وواحدة للبنات تغطي الصفوف الابتدائية والمتوسطة ومدعومة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين - أونروا.
نشأ مخيم بلاطة كغيره من مخيمات اللاجئين في الوطن والشتات نتيجة الاحتلال الصهيوني لفلسطين وتهجير أهله من قراهم وكان ذلك في العام 1952 م جنوب غرب محافظة نابلس وهو يقع ضمن حدود بلدية نابلس بتعداد سكاني يقارب 5000 نسمة ، وكانت مساحته عند إنشائه حوالي 167 دونماً اتسعت لتصل لحوالي 460 دونماً، ويسكنه اللاجئون الفلسطينيون الذين شُرِّدُوا من أرضهم في عام 1948 ويبلغ عدد السكان حسب إحصاءات وكالة الغوث لعام 1995 حوالي 16405 نسمة وبلغ عدد السكان في نهاية 2008 حالي 23,677 نسمة.
ترجع تسمية هذا البلد باسم بلاطة إلى عدة روايات وهذه الروايات منقولة من جيل لآخر وقد ذكر السيد مصطفى مراد الدباغ في كتاب بلادنا فلسطين الجزء السادس: بَلاطة بالفتح وهي مفرد بلاط، وقد أخطأ السيد الدباغ في كتابه معجم البلدان حيث ذكرها باسم بُلاطة بالضم وقد ذكر سكان هذا البلد أن الماء يخرج من بلاطة من الصخر ويمكن رؤية الماء ينبع من بلاطة من الصخر الموجودة تحت مستوى سطح الأرض.
أما الرواية الثانية فهي أن ساحة العين وعين الماء كانتا في الحارة الغربية؛ أي أنهما تبعدان عن عين الماء الحالية من جهة الغرب حوالي مائة متر تقريبا وعلى جانب عين الماء كانت شجرة بلوط وسميت البلوطة في بادئ الأمر وبعدها سميت بلاطة نسبة إلى البلوطة.
أما الرواية الثالثة فتقول: سكن هذا البلد قبل السكان الحاليين سكان يدعون البلالطة (أو البلاطيون) وسميت بلاطة نسبة إليهم، والأرجح أنهم سُموا البلالطة نسبة إلى بلاطة، ولم تنسب إليهم.
وهناك رواية رابعة ذكرت في كتاب (بلادنا فلسطين) وهي أنها مفرد البلاط، والبلاط من الأرض وجهها الصلب وقد شبهت بالبلاطة لاستواء سهولها ولصلابة صخورها.
يقوم النادي بالإعلان عن الجولة بتفاصيلها قبل الموعد بحوالي الشهر، بعد اختيار الأعضاء للمنطقة التي نود زيارتها، وبعد أن نجد الإقبال ويتم تأكيد الجولة، نعلن عن محطات الانتظار وفقا لمسار الجولة، وفي هذه الجولة انطلق الباص من أقصى شمال فلسطين من منطقة عكا، مرورا بجميع محطات الانتظار لجمع المشاركين.
وبدأ الباص رحلته حوالي الساعة السادسة صباحا، أما أنا فكنت محطته الأخيرة وانضممت إليهم حوالي الساعة الثامنة، وكان عددنا 15 شخص. ثم توجهنا إلى الحاجز العسكري القريب لننتقل من الأراضي الفلسطينية الواقعة تحت السيطرة الاسرائيلية، إلى أراضي الضفة الغربية حيث تقع مدينة نابلس ومخيم بلاطة.
وبعد أن قام الجنود الإسرائيليين بتفتيش الباص والتأكد من هويتنا قطعنا الحاجز وانطلقنا باتجاه مدينة نابلس.
وصلنا مدينة نابلس حوالي الساعة التاسعة، توجهنا إلى وسط البلد، وكان بانتظارنا بعض الأصدقاء المصورين من سكان الضفة الغربية، رافقونا جولتنا وعرفونا على مناطق كنا نجهلها، وكانوا خير رفقة.
وأول ما قمنا به بعد أن نزلنا من الباص واجتمعنا بأخوتنا، توجهنا سيرا إلى مطعم شعبي قريب لتناول طعام الإفطار، وكان مطعما متواضعا يقع تحت الأرض، لكن جلسته جميلة وأطباقه طيبة.
قضينا في المطعم حوالي الساعة نتبادل الحديث والنكات، ونتعرف على الوجوه الجديدة التي رافقتنا في هذه الجولة، وطبعا لا يخلو الأمر من التقاط بعض الصور للمكان وللطعام ولبعضنا البعض. وبعد أن أنهينا إفطارنا دفع أحد الأخوة المبلغ عن الجميع، وانطلقنا مشيا إلى مخيم بلاطة.
دخلنا مخيم بلاطة والمكون من مبان متهالكة متراصة وبنية تحتية هشة، وأخذنا بالتجوال في الأزقة والتقرب من الأطفال.
المخيم من إسمه، كان قديما عقب النكبة عبارة عن منطقة واسعة من الأرض الخالية المجاورة لمدينة نابلس، استقر فيها النازحون من شتى القرى الفلسطينية التي تم تهجيرها، وأقاموا فيها الخيم والتي اعتقدوا بأنها ستكون مؤقته، لكن وبعد أن فقدوا الأمل بالعودة إلى ديارهم، بدأوا بإقامة البنيان حيث كانت خيمهم، وهكذا تحول المخيم إلى بلدة، وهذا حال كل المخيمات التي نسمع عنها سواء في الضفة الغربية، أو في لبنان أو سوريا أو الأردن.
بعدها أخذنا أحد الأخوة لزيارة بيت الأسير خالد خديش المحكوم بالسجن المؤبد في السجون الاسرائيلية، واستقبلتنا والدته أم أحمد، وحدثتنا عن روايتها للأحداث التي عاصرتها قديما عند دخول الاحتلال للبلاد، وعن مواكبتها للحروب والاجتياحات المتكررة.
وبعد أن استمعنا لأحاديث أم أحمد وهي تذرف دموعها وجعا وقهرا، ودعناها وتابعنا جولتنا في أرجاء المخيم.
وطبعا لا يمكن زيارة مدينة نابلس دون تذوق الكنافة النابلسية المشهورة، فعزمنا أحد الأخوة إلى أفضل مطعم تقدم فيه الكنافة النابلسية، وبالتأكيد لم نجد مكانا نجلس فيه، فالمطعم مكتظ عن آخره، والكثير من الزوار يتناولون صحونهم وهم واقفون عند المدخل، ودون تردد انضممنا إلى الواقفين وتناولنا أطيب كنافة نابلسية تذوقتها في حياتي.
وبعدها أعلن جهازي الجلاكسي نوت 5 عن ارهاقه، واكتفى بما شاهده اليوم، وذهب في سبات عميق. حتى دقت الساعة الرابعة والنصف عصرا وقررنا التوجه إلى محطتنا الأخيرة لهذه الجولة، وهي طبعا وجبة العشاء، وكعادتنا يكون اختيارنا واحد من اثنين، إما مطعم "ألف ليلة وليلة" وإما مطعم "كان يا ما كان"، وهي أشهر وأفضل المطاعم النابلسية، ووقع الاختيار هذه المرة على مطعم "ألف ليلة وليلة"، وكنا قد حجزنا أماكننا بعد ان اتصلنا بهم منذ ساعات، فالمطعم ما شاء الله لا ينقطع عنه الزوار.
وصلنا المطعم وأخذنا الطاقم إلى جلسة داخلية لننتظر خلو إحدى الطاولات، قدموا لنا حاليا بعض القهوة والشاي، استرحنا وتبادلنا بعض الحديث، وتناقشنا حول بعض الصور التي التقطناها، إلى أن نادوا علينا، جلسنا حول الطاولة وكل منا طلب وجبته المختارة.
وهذه كانت وجبتي
وبعد ان انتهينا قسمنا المبلغ كله بيننا ودفع كل منا حوالي 30$. ثم صعدنا الباص وعدنا إلى قرانا ومدننا عبر الحاجز العسكري، وفي طريقنا جمعنا تكلفة الباص ووجبة الافطار من الجميع وكانت بحدود الـ 30$ للشخص الواحد.
وبدأ الباص رحلته حوالي الساعة السادسة صباحا، أما أنا فكنت محطته الأخيرة وانضممت إليهم حوالي الساعة الثامنة، وكان عددنا 15 شخص. ثم توجهنا إلى الحاجز العسكري القريب لننتقل من الأراضي الفلسطينية الواقعة تحت السيطرة الاسرائيلية، إلى أراضي الضفة الغربية حيث تقع مدينة نابلس ومخيم بلاطة.
وبعد أن قام الجنود الإسرائيليين بتفتيش الباص والتأكد من هويتنا قطعنا الحاجز وانطلقنا باتجاه مدينة نابلس.
وصلنا مدينة نابلس حوالي الساعة التاسعة، توجهنا إلى وسط البلد، وكان بانتظارنا بعض الأصدقاء المصورين من سكان الضفة الغربية، رافقونا جولتنا وعرفونا على مناطق كنا نجهلها، وكانوا خير رفقة.
وأول ما قمنا به بعد أن نزلنا من الباص واجتمعنا بأخوتنا، توجهنا سيرا إلى مطعم شعبي قريب لتناول طعام الإفطار، وكان مطعما متواضعا يقع تحت الأرض، لكن جلسته جميلة وأطباقه طيبة.
قضينا في المطعم حوالي الساعة نتبادل الحديث والنكات، ونتعرف على الوجوه الجديدة التي رافقتنا في هذه الجولة، وطبعا لا يخلو الأمر من التقاط بعض الصور للمكان وللطعام ولبعضنا البعض. وبعد أن أنهينا إفطارنا دفع أحد الأخوة المبلغ عن الجميع، وانطلقنا مشيا إلى مخيم بلاطة.
دخلنا مخيم بلاطة والمكون من مبان متهالكة متراصة وبنية تحتية هشة، وأخذنا بالتجوال في الأزقة والتقرب من الأطفال.
المخيم من إسمه، كان قديما عقب النكبة عبارة عن منطقة واسعة من الأرض الخالية المجاورة لمدينة نابلس، استقر فيها النازحون من شتى القرى الفلسطينية التي تم تهجيرها، وأقاموا فيها الخيم والتي اعتقدوا بأنها ستكون مؤقته، لكن وبعد أن فقدوا الأمل بالعودة إلى ديارهم، بدأوا بإقامة البنيان حيث كانت خيمهم، وهكذا تحول المخيم إلى بلدة، وهذا حال كل المخيمات التي نسمع عنها سواء في الضفة الغربية، أو في لبنان أو سوريا أو الأردن.
بعدها أخذنا أحد الأخوة لزيارة بيت الأسير خالد خديش المحكوم بالسجن المؤبد في السجون الاسرائيلية، واستقبلتنا والدته أم أحمد، وحدثتنا عن روايتها للأحداث التي عاصرتها قديما عند دخول الاحتلال للبلاد، وعن مواكبتها للحروب والاجتياحات المتكررة.
وبعد أن استمعنا لأحاديث أم أحمد وهي تذرف دموعها وجعا وقهرا، ودعناها وتابعنا جولتنا في أرجاء المخيم.
وطبعا لا يمكن زيارة مدينة نابلس دون تذوق الكنافة النابلسية المشهورة، فعزمنا أحد الأخوة إلى أفضل مطعم تقدم فيه الكنافة النابلسية، وبالتأكيد لم نجد مكانا نجلس فيه، فالمطعم مكتظ عن آخره، والكثير من الزوار يتناولون صحونهم وهم واقفون عند المدخل، ودون تردد انضممنا إلى الواقفين وتناولنا أطيب كنافة نابلسية تذوقتها في حياتي.
وبعدها أعلن جهازي الجلاكسي نوت 5 عن ارهاقه، واكتفى بما شاهده اليوم، وذهب في سبات عميق. حتى دقت الساعة الرابعة والنصف عصرا وقررنا التوجه إلى محطتنا الأخيرة لهذه الجولة، وهي طبعا وجبة العشاء، وكعادتنا يكون اختيارنا واحد من اثنين، إما مطعم "ألف ليلة وليلة" وإما مطعم "كان يا ما كان"، وهي أشهر وأفضل المطاعم النابلسية، ووقع الاختيار هذه المرة على مطعم "ألف ليلة وليلة"، وكنا قد حجزنا أماكننا بعد ان اتصلنا بهم منذ ساعات، فالمطعم ما شاء الله لا ينقطع عنه الزوار.
وصلنا المطعم وأخذنا الطاقم إلى جلسة داخلية لننتظر خلو إحدى الطاولات، قدموا لنا حاليا بعض القهوة والشاي، استرحنا وتبادلنا بعض الحديث، وتناقشنا حول بعض الصور التي التقطناها، إلى أن نادوا علينا، جلسنا حول الطاولة وكل منا طلب وجبته المختارة.
وهذه كانت وجبتي
وبعد ان انتهينا قسمنا المبلغ كله بيننا ودفع كل منا حوالي 30$. ثم صعدنا الباص وعدنا إلى قرانا ومدننا عبر الحاجز العسكري، وفي طريقنا جمعنا تكلفة الباص ووجبة الافطار من الجميع وكانت بحدود الـ 30$ للشخص الواحد.