القطب السياحي تونس العاصمة و ضواحيها

ياسميناا

:: مسافر ::
20 ديسمبر 2018
1,001
0
0
40
قد يجد المسافر احيانا ضالته في القرى و الاماكن الغير مالوفة او البعيدة و المعزولة عن المسالك السياحية
المعروفة و في تونس كما في كل بقاع العالم يوجد مسالك سياحية شهيرة نسميها اقطاب سياحية وهي من الشمال الى الجنوب:


القطب السياحي طبرقة-عين دراهم
القطب السياحي تونس العاصمة و ضواحيها
القطب السياحي نابل- الحمامات
القطب السياحي سوسة-القيروان
القطب السياحي المنستير-المهدية
القطب السياحي جربة-جرجيس
القطب السياحي توزر

في هذا الموضوع لن نتطرق لهذه المدن السياحية بقدر ما سنستعرض المدن و القرى الغير سياحية و التي تستحق الزيارة و التعريف باهم معالمها.



72.png

 
تيبار و دجبّة


13445468_234776746914928_5694230593833539586_n.jpg



ثيبار Thibar قرية تقع 40 كم جنوبا من مدينة باجة و تتبع اداريا ولاية باجة و تعد 3334 متساكن
تحتل تيبار الحالية موقع المدينة الاثرية الرومانية تيباريس Thibaris

دِجِبّة قرية تقع في معتمدية تيبار بولاية باجة بالشمال الغربي التونسي. كان اسمها في العهد الروماني تِيگِيبّا بُورِ Thigibba Bure.[1] بلغ عدد سكّانها 3641 ساكن سنة 2004 [2] . ترقيمها البريدي 9042. من أهم الغراسات في دجبة نذكر التين ، السفرجل (3 أنواع) و الزيتون (15 نوعا) ، كما تحتوي المنطقة على 560 نبتة طبّية.[3]



تتداخل الروايات والحكايات في دجبّة وتحديدا بجبل «القرّاعة» حيث تحكي الآثار الموجودة تواريخ عديدة وتوحي بثراء المكان حضاريا وتاريخيا فضلا عن ثرائه الطبيعي والجغرافي.

كثرة أحاديث الزوار لمنطقة دجبة من ولاية باجة عن جمالها وثرائها سيما ما يزخر به جبل «القراعة» المحتضن للمنتزه الحضري من آثار لمخلفات عدة حضارات مرت من هذا المكان وسكنت تلك الأراضي سيما آثار «السبعة الرقود» أو« أصحاب الكهف» حسب ما تشير اليه تفاسير العديد من متساكني المنطقة حدا بالشروق الى زيارة المكان والاطلاع على هذه المغاور بما في ذلك مكان «أصحاب الكهف» حسب المتداول من الروايات.

الجولة اقتصرت على جبل « القراعة» مكان المغارات وذلك بمرافقة السيد بكار الدجبي خبير دولي في البيئة وكذلك أحد أبناء الجهة من النخبة المثقفة الملمة الماما كبيرا بهذا التاريخ حيث تحدث مرافقنا عن تاريخ المنطقة الحافل بتعاقب أعتى الحضارات على المكان مثل الحضارة اللوبية والبربرية والرومانية خلفت وراءها موروثا ضخما لا تزال ملامحه واضحة ومعالمه قائمة مثل مغارة « كريز» كما يسميها أهالي المنطقة وقبور لوبية وأخرى جلمودية تعود الى العصر الحجري.

وحسب رواية السيد بكار ورفيقه وحسب ما يردده كل متساكني المنطقة فان هذه المغارة تؤدي الى ما لا نهاية رغم اختلاف بعض الروايات الأخرى التي تذكر أنها معبر الى مقام «أهل الكهف» الذين ناموا به لثلاثمائة سنة وكأنه ممر سري الى هذا المكان رغم أن الواضح والمفسر علميا أن الممر اليها كان طريقا تقطع الجبل ولا تزال قائمة الى اليوم وقد كسيت بالنباتات البرية بعد أن سقط نصف جبل القراعة من الناحية الأمامية فبقي المكان معلقا في بطن الجبل يستحيل بلوغه بسهولة من مختلف الجهات مما يضفي عليه طابعا من القدسية.

وفي أعلى جبل « القراعة» تنبع عين جارية بماء عذب استغل الأهالي وبتظافر الجهود الفردية والجمعياتية مياهها بصيانتها وجمعها عبر أنابيب تتدفق من أعلى الجبل الى أسفله وتجلب معها تلك المياه الى حوالي ثلاثة عيون أخرى سفلية أين تتجمع وتسري في قنوات لاستعمالها في الري والشرب كما يشق هذا الجبل واد تتدفق مياهه من ذلك الارتفاع في شكل شلالات ذكر محدثنا أنها تنشط في فصل الربيع مع امتلاء الوادي والعيون ماء بفعل العامل الطبيعي فتصنع هذه المياه حجارة كلسية في شكل شموع تتدلى في سقف بطن الجبل الذي تم استغلاله وبناء مسرح في أسفله يحتضن عدة تظاهرات ثقافية وندوات وحتى برامج تلفزية بثتها احدى القنوات الأجنبية ذات مرة من هناك فيزيد هذا المنظر المكان جمالا. وقد ذكر مرافقنا أن الجبل يتميز بمائدة مائية معلقة تزود المنطقة فقط بالمياه وتنبع من الأعلى في اتجاه مختلف أراضي دجبة وهو ما يمنح المنطقة جمالا واخضرارا يسحر الألباب ويشجع على السياحة البيئية.

وفي هذا الصدد أشار السيد محمد الدجبي مدير مهرجان «الكرموس» بدجبة ورجل أعمال الى رغبته التي رافقته منذ سنوات ولا تزال للاستثمار السياحي لما تزخر به المنطقة من ثراء طبيعي وتاريخي وحضاري ولما تتميز به من عادات غذائية وتنوع في انتاج الخضروات والغلال بأنواع وتسميات مختلفة من ذلك الزياتين التي تحتوي على حوالي 15 نوعا والسفرجل الذي يحتوي على 3 أنواع وكذلك التين الذي تتفرد به المنطقة دون غيرها من مناطق الجمهورية مؤكدا أن الجهة تحتوي على أكثر من 560 نبتة طبية داعيا الى ضرورة استغلال هذه الثروة لما ينفع الجهة اقتصاديا وتنمويا.هذا، وقد أشار السيد بكار بدوره الى أهمية استغلال هذا الارث الحضاري والثراء الطبيعي ودعا علماء «السيكولوجيا» الى الاطلاع على هذه المغاور والافادة علميا في الموضوع.
 
تستور

أطلق الرومان عليها إسم تشيلا أو تيكيلا و يعنون بذلك العشب الأخضر لكونها جاءت قرب مصب وادي سليانة في وادي مجردة . و يعني أيضا هذا الإسم تجمع المياه التي تغرق سهول تستور في فصل الأمطار .

لكل مدينة في تونس حكاياها ولتستور عبق خاص يمتزج بأرضها ومنازلها ومعالمها الأثرية التي تحكي قصة قرون خلت ..وظلت حتى الآن شاهدة على حضارة موريسكية أندلسية أصيلة.

على هضبة في حوض وادي مجردة شمال البلاد التونسية اختار الأندلسيون المهاجرون سنة 1609 من جحيم إسبانيا المسيحية ومحاكم تفتيشها بعد سقوط مدنهم، الأرض التي توجد فيها اليوم تستور لبناء مدينتهم على أطلال «تيكيلا». تلك المدينة الرومانية التي تقع على طريق قرطاج – تبسة وتعني «العشب الأخضر»، ويعني أيضا هذا الإسم تجمع المياه التي تغرق سهول تستور في فصل الأمطار. وتبعد المدينة 76 كم عن العاصمة التونسية.

تروي المراجع التاريخية أن أغلب سكان تستور جاءوا من قشتالة وأراغون وكانوا يتكلمون الإسبانية قرابة قرن ونصف القرن وظلوا متمسكين ومحافظين على العديد من التقاليد والعادات الاسبانية.

ويمكن لزائر المدينة أن يشعر وهو يتجول في أرجائها وكأنه في أحد أرياف جنوب اسبانيا، حيث بنيت سطوح المنازل بالقرميد الأحمر ولا يزال السكان يحافظون على هذا النمط المعماري حتى اليوم.
الموريسكيون والحنين الأبدي


لقد كانت هناك حاجة تونسية حقيقية لتعمير البلد الذي مزقته الحروب والطاعون، وللإستفادة أيضا اقتصاديا وثقافيا وحضاريا من الأندلسيين وتجاربهم وعلومهم التي انتشرت في ربوع أوروبا الغربية. لذلك تم تشجيع الموريسكيين على القدوم والإستيطان وتأسيس المدن وامتلاك الأراضي الشاسعة وهو ما يفسر هذا العدد الكبير من المدن التونسية التي أسسها الأندلسيون ومنها تستور، حتى أن البعض اعتبر أن تونس هي الوريث الشرعي الحقيقي للحضارة الأندلسية في الحوض المتوسطي بسبب انفتاحها وانخراطها في الحداثة بصورة مبكرة ونزوع أهلها إلى العقلانية وتشجيعهم للفنون والفكر الحر والمستنير.

ورغم أن الكثير من الدارسين يرجعون ذلك إلى قرطاج، سيدة المتوسط، إلا أن عددا من علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا يربطون بين انفتاح سكان افريقيا ونزوعهم إلى العقلانية، وبين الحضارة الأندلسية التي استفاد منها التونسيون بصورة لافتة. فالعلامة ابن خلدون الذي ولد في العاصمة التونسية ونشأ وترعرع فيها هو من عائلة أندلسية مهاجرة وجدت في الحاضرة ولدى سلاطين بني حفص ملاذا آمنا يقيهم شر اضطهاد محاكم التفتيش في بلدهم المغتصب.

حدائق غناء

ويعتبر البعض تستور الأخت التوأم لمدينة شفشاون المغربية التي أسسها أيضا الموريسكيون التاركون قسرا لديارهم في ربوع الأندلس. ويقال أن بعض عائلات هذه المدينة احتفظوا بمفاتيح البــيـــوت التي غادروها في غرناطة وإشبيلية وقرطبة وبلنسية وغيرها من مدن الأندلس التي تعج بالحضارة وفنون العمارة.

وتقع تستور في منطقة جميلة من ولاية باجة التونسية في الشمال الغربي، بين سلسلة من الجبال تسترها وتحيط بها، بالإضافة إلى وقوعها في منطقة خصبة تعج بالحدائق الغناء والمناطق الخضراء. وتزيدها جمالا الأنهار الصغيرة ذات المياه العذبة والصالحة للشراب، فهي باختصار مدينة في القرن الحادي والعشرين تعبق بأريج «زمان الوصل في الأندلس».

وفي هذا الإطار يقول أحد المختصين في تاريخ تستور «إن الجبال المحيطة تستر المدينة، فصار اسمها تستور. والمدينة محاطة بثلاثة أودية والماء الذي يجري فيها صالح للشرب وتزود به تونس العاصمة وسوسة وصفاقس».




صور من ربيع تستور


تقع تستور 60 كم جنوب مدينة باجة و 45 كم شرق مدينة تيبار فى نقطة التقاء اكبر نهرين في تونس وادي مجردة و وادي الزرقاء اضافة الى وادي سليانة و لكثرة الاودية فيها و لاستغلال وفرة مياهها اصبحت تمتلك اكبر سد في تونس.

وادي الزرقاء قرب تستور


الجامع الكبير بتستور


أصبح الجامع الكبير بتستور مشهورا محليا وعالمياً حيث يأتي السياح والزوار من كل المدن ومن كل أنحاء العالم لزيارة المدينة التاريخية الأندلسية تستور ولزيارة الجامع. ويعود تاريخ بناء الجامع إلى عام 1630م، ومؤسسه محمد تغرينو.

يقع الجامع الكبير بتستور وسط المدينة العتيقة وهو يجسد فن العمارة الأندلسية وخاصة الصومعة التي يظهر في أعلاها نقوش وهندسة معمارية أندلسية، كما تنفتح واجهاته بنوافذ صغيرة مزدوجة وغنية بالزخارف المصنوعة من الزليج، إضافة إلى ساعة ميكانيكيّة توجد في أعلى الصومعة كانت قديما تعدّل عن طريق ساعة شمسية موجودة في صحن الجامع، ويقترب مظهر الصومعة من أبراج الأجراس الأراغونية الموجودة في جنوب إسبانيا. ويتسع المصلى في الجامع الكبير بتستور حوالي 1000 مصل بالإضافة إلى الصحن الموجود في وسط الجامع.


مقبرة الكومنولث بوادي الزرقاء(تستور)

بعيدا عن ضوضاء المدن وصخب الشوارع، تتواجد مقابر قتلى الحرب العالمية الثانية (1939-1945) على مرتقعات ومنخفضات جبال محافظة باجة، جامعة بين منتمين للديانات الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية، في تلاقٍ قلما يحدث في العصر الحديث.

تلك المقابر المسماه بـ”مقابر الكومنولث” الواقعة في مناطق “وادي الزرقاء”، و”مجاز الباب”، بمحافظة باجة، وأيضا في منطقة “النفيضة”، بمحافظة سوسة (شرق)، تعكس كيف كانت أوزار هذه الحرب ثقيلة، وخواتيمها أقل ما توصف بأنها “بشعة”.

وفي طريق زراعي شديد الانحدار، تتواجد مقبرة وادي الزرقة، حيث يطوق سور من الحديد مقابر تضم رفات جنود مسلمين ومسيحيين، تصطف بالطول والعرض في تساو، وتظللها أشجار الزيتون متوسطة الطول، كما يشرف عليها نصب الصليب الذي يرتفع لأكثر من 3 أمتار. وعلى مرمى البصر تحيط مياه الوادي بالمقبرة، وفق مراسل “الأناضول”.

وعلى امتداد نفس الطريق، تقع مقبرة “مجاز الباب”، في شكل يخطف الأبصار، حيث تمتد مقابر الجنود المسيحيين واليهود، بالطول تتوسطها أشجار طويلة يحتمي بها الزوار من حرارة الشمس وكذلك الأمطار.

ولحفظ جمال الجنان، تخصص ادارة المقابر عمالا يسهرون على سقاية الزهور والنباتات أمام كل قبر، وتحرسه وتقدم العون لكل زائر، باحثا كان عن سر تواجد المقبرة، أو فضوليا جذبه سحر المكان.


كوخ الجبل بتستور
مطعم و دار ضيافة

verger-100316-10.jpg

 
مجاز الباب


مجاز الباب هي مدينة تتبع ولاية باجة و تقع في منتصف الطريق بين العاصمة تونس و مدينة باجة على مسافة 60 كم من تونس العاصمة و 75 كم من مدينة باجة.


مجاز الباب هي المدينة المنفذ الى الشمال الغربي من جهة تونس العاصمة وهي المجاز على وادي مجردة والباب الذي شيده الرومان على الجسر العتيق الذي أدركه العرب وقد أطلقوا عليها اسم «ممبرسة».

مكتب باجة ـ الشروق:
ويبدأ تاريخ مدينة مجاز الباب منذ تاريخ فتح باجة على يدي حسان بن النعمان وقد ذكر حسن حسني عبد الوهاب أنه قد كانت في مجاز الباب في القرن الثالث للهجرة الموافق للتاسع ميلاديا مدرسة لتعليم المذهب المالكي درس فيها أسد بن الفرات ورفيقيه سليمان بن عمران الذي أصبح فيما بعد قاضي باجة والأربس العائد بالنظر الى الامام سحنون قاضي القضاة بالقيروان عاصمة الأغالبة آنذاك كما تشير كتب «المناقب» الى تردد طلاب العلم وبعض العباد والزهاد من تونس على تلك المدرسة منهم ابن أبي كريمة.

والحقيقة أنه لا يعرف الكثير عن تاريخ مدينة مجاز الباب كما أنه لم يقع اكتشاف ما يكفي من الآثار لانارة ذلك التاريخ بيد أن ما وصل اليه التاريخ القديم من شواهد الماضي هو بقايا الجسر والباب الذي كان يتحكم فيه حسب ما تحتويه صورة شمسية وحسب ما قدمه بعض الرحالة الأجانب من الوصف كما أنه وللأسف الشديد قد وقع ردم الموقع الأثري الذي كان جليا للعيان قبل بناء القباضة الجديدة والمكتبة العمومية في ستينات القرن الماضي ولم يبق سوى لوحة فسيفسائية كبيرة في شكل جدارية داخل دار المراقب بجوار الجامع الكبير وبعض اللقى الأثرية المتنوعة في حديقة المعتمدية وأغلبها مجلوب من أحواز المدينة.

و في القرن 17 ميلاديا استقرت بمدينة مجاز الباب جالية أندلسية من المهاجرين وعملت على توسيع المدينة وتطويرها بعد أن كانت مجرد موقع أثري مهجور وقد أغرتهم خصوبة الأرض ووفرة المياه حول الوادي بالاستيطان وأطلقوا عليها اسما عربيا استمدوه من الجسر والباب الأثريين ورمموا ذلك الجسر في وقت لاحق وأقاموا جسرا جديدا على قواعد الجسر القديم.

ونتيجة لاستقرار الأندلسيين بمدينة مجاز الباب واندماجهم مع السكان المحليين وخصوصا عبر المصاهرة التي مثلت الاطار الأمثل للتثاقف عمل الجميع على تطوير اقتصاد المدينة بالفلاحة والتجارة طوال القرن 18 ميلاديا حتى أن مجتمع مجاز الباب اليوم قد غدا خليطا من الألقاب الموريسكية والقادمة مع الزحف الهلالي مثل «الرياحي» والوافدة من الجنوب التونسي مثل «الماطوسي».




القنطرة

بنيت هذه القنطرة سنة 1677 على يد محمد ابن مراد الثاني ثالث سلاطين الدولة المرادية.

تشكل هذه البناية الجميلة إلى يومنا هذا شارعا حيويا لمدينة مجاز الباب، التي أعيد بناؤها في القرن 17م من طرف الموريين. تتخطى القنطرة نهر مدجردا وتؤمن المرور من مدينة مجاز الباب نحو الحدائق والمدن الأندلسية المجاورة (تستور وسلوغية وغريش).

تعرض هذا المعلم إلى عملية ترميم سنة 1709، كما تشير إلى ذلك اللوحة المثبتة على القنطرة، وأعيد بناء العقدين المهدمين في سنة 1943 على إثر الحملة التونسية .

280px-Pont_mendjez_el_beb.jpg


بنيت القنطرة بالحجارة ، على شكل ظهر حمار يتكون من ثمانية عقود تتكئ على دعامات ذات مقطع مربع على مستوى الأرض، ومخروطي على مستوى النهر (للحد من احتكاك الماء بجنبات القنطرة). تتوفر العقود على سكرات يسمح إغلاقها برفع مستوى الماء من أجل إدارة ناعورة بدَعّاك وتؤمن بذلك سقي الأراضي المجاورة. وضعت بين العقود كوات داخل إطارات مستطيلة للتخفيف من عبئ البناء.


الحوانيت بمجاز الباب

الحوانيت Haouanet هي من اهم الشواهد على الحضارة القبصيّة التي نشات في غرب تونس و شرق الجزائر منذ 9000 سنة قبل ميلاد المسيح و تعود هذه الحوانيت الى الفترة بين 7000 و 5000 الاف سنة قبل ميلاد المسيح و يوجد منها في تونس ما يقارب 188 موقع وهي بيوت محفورة في الجبال و ظلت هذه الحوانيت ماهولة حتى الفترة الرومانية قبل ان تهجر.

كان القبصيّون يتعبّدون بالمعابد ويدفنون فيها الموتى بالإضافة إلى دفنهم في الحوانيت وهي عبارة عن قبور محفورة في الصّخر.



Chaouach_6.jpg









مقابر الكومنولث بتونس.. مكان ينسي الموت

رغم أنها مقابر أقيمت لدفن ضحايا الحرب العالمية الثانية إلا أنها تتمتع بهندسة معمارية فريدة تضفي عليها سحرا خاصا يكاد ينسي زائرها أنه في حضرة الموت. 2/5/2016 | العاصمة تونس
على قبر رخامي بمقبرة برج العامري المسيحية الواقعة بمحافظة منوبة شمال البلاد وضعت باقة زهور حمراء قادمة من مدينة بريطانية أرسلتها العجوز "سيسيل" لزوجها الجندي "بيل".

لم تمهلهما الحرب سوى بضع سنوات للحب، فقد غادر "بيل" ليقاتل في صفوف الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية ضد القوات الألمانية في تونس.

توفي "بيل" ودفن في تونس تاركا "سيسيل" أرملة شابة لكنها ظلت وفية لذكراه فكانت تزور قبره بانتظام كل سنة.

اليوم أنهكتها سنواتها الثمانون فلم تعد تقوى على تحمل مشقة السفر واكتفت بإرسال الورود في عيد مولده لتقول له كما كتبت على البطاقة إنها لن تنساه وستظل تحبه للأبد.

الجندي "بيل" هو واحد من بين مئات الجنود المدفونين بمقبرة الكومنولث في مقبرة برج العامري واسمها "ماسيكولت".

ومقبرة الكومنولث ببرج العامري هي واحدة من بين 10 مقابر مماثلة موزعة على كل من العاصمة تونس ومحافظات باجة (شمال) وبنزرت (شمال) وسوسة (جنوب) وصفاقس (جنوب).

تقع المقبرة على بعد 30 كلم من غرب العاصمة تونس وهي تضم 1578 قبرا لجنود سقطوا خلال الحرب العالمية الثانية من بريطانيا وكندا ونيوزلندا واستراليا والهند وجنوب افريقيا.

جمال خلاب

يرقد الجنود في قبور متساوية مصطفة بالطول والعرض في انتظام مذهل يذكر بالصفوف العسكرية، فلا يفرق بينهم الدين أو الجنس أو المنطقة.

في هذه المقبرة كما في كل مقابر الكومنولث الموجودة في أكثر من منطقة بالبلاد التونسية ينام المسيحيون واليهود وحتى المسلمون نساء ورجالا بسلام ووحده نصب الصليب المرتفع على أكثر من ثلاثة أمتار يحرس المكان ويظلل عليه.

لفرط جمال المكان الذي يغلب عليه اللون الأخضر وتزينه الورود الزاهية وتحيط به أشجار الزيتون (رمز السلم) ينسى زائره أنه في حضرة مقبرة تشهد على جزء دموي من ذاكرة التاريخ الإنساني.

وحده الشعور بالسلام يخيم على روح من يقصد تلك المقابر التي يقول سامي المشرف على البستنة بها لمراسلون إن أعوانا محترفون في مجال البستنة يقومون بالعناية بطريقة علمية.

تتميز الهندسة المعمارية لهذه المقابر بالتفرد إذ تنتصب الأضرحة يمينا وشمالا في تناسق كبير بينما نقش على أضرحتها نحوت تحمل اسم وتاريخ الجندي والفيلق الذي كان ينتمي إليه.

وفود سياحية

حول هذا يقول الدكتور فيصل الشريف أستاذ التاريخ لمراسلون إن "تصميم هذا الشكل الهندسي البديع ناتج عن رغبة في احترام ذكرى جنود ماتوا بعيدا عن أرضهم دون تفرقة بينهم على أساس الرتبة أو الجنس أو الدين".

ويؤكد سامي المشرف على أعمال البستنة إن أغلب الزائرين العاديين للمكان هم ممن قادتهم الصدفة أو دفعهم الفضول لاستكشافه فلا علم لهم مسبقا بمن يرقد بها وكثيرا ما كان سحر المكان يشدهم إليه ليلتقطوا الصور دون البحث كثيرا في تفاصيل ما يشهد عليه من أحداث.

في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من كل سنة يزور الجنود القدامى بأزيائهم النظامية وعائلات الضحايا مقبرة برج العامري وغيرها من هذه المقابر ويتم عزف الموسيقى العسكرية تخليدا لذكراهم.

لكن مع مرور السنوات تقلصت زيارات الجيل الأول والثاني من عائلات الجنود المدفونين هناك غير أن تدفق باقات الورود الحمراء على المكان لم ينقطع.

لكن حارس المقبرة أكد لمراسلون إن زيارات الوفود السياحية لهذه المقابر تقلصت بعد الثورة التونسية خاصة بعد العملية الإرهابية التي استهدفت منتجعا سياحيا بمدينة سوسة الصيف الماضي.

ويقول الأستاذ الشريف إن هناك تقصيرا من سلطة الإشراف التي لم تستغل مقابر الحرب العالمية الثانية سواء تلك التي دفن بها جنود التحالف أو جنود المحور كمنتوج ثقافي يمكن استغلاله سياحيا.

وإلى جانب مقابر الكومنولث يوجد بتونس مقابر أخرى دفن بها جنود الحرب العالمية الثانية ومنها مقابر للجنود الفرنسيين ومقبرة للجنود الأمريكيين بجهة سيدي بوسعيد ومقبرتين للجنود الألمان بكل من جهة النفيضة (جنوب) وبرج السدرية (بالعاصمة).

وتعد مقبرة مجاز الباب بمحافظة باجة أكبرها حيث دفن بها حوالي ثلاثة آلاف جندي. أما في مقبرتي صفاقس (جنوب) والنفيضة (وسط) فيوجد رفات عدد من الجنود المسلمين من الهند تم دفنهم وفق ما تقتضيه تعاليم دينهم وكتبت أسماؤهم على شواهد قبورهم باللغة العربية.
 
تكرونة




تعد قرية ‘’تكرونة’’ من أقدم القرى الأمازيغية، ومن آخر المواقع التاريخية في الشمال التونسي، التي ترمز إلى حضارة الأمازيغ في منطقة المغرب العربي، والتي استمرت حسب بعض الدراسات، آلاف السنين.

“تكرونة” التي تبعد 5 كيلومترات عن مدينة النفيضة التابعة لمحافظة سوسة الساحلية (شرق)، و100 كيلومترا جنوبي تونس العاصمة، تحيط بها غابات الزيتون والأراضي الزراعية الواسعة من جهات مختلفة، ولا تزال تسكنها بعض العائلات الأمازيغية التي تشبثت بموطن أجدادها رغم صعوبة تضاريسه والحياة فيه.

وتتميز القرية عن بقية المواقع الأمازيغية الأخرى، التي اندثر بعضها ولم يعد له أثر، بوجودها فوق تلّة صخرية صلبة حافظت على تماسكها على مرّ العصور وصمدت أمام قسوة الطبيعة وانتهاكات الإنسان، بحسب مراسل الأناضول.

و”الأمازيغ” هم مجموعة تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة (غربي مصر) شرقًا إلى المحيط الأطلسي غرباً، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى الصحراء الكبرى جنوباً.

وفوق تلك التلة، تجد منازل قديمة متلاصقة ما تزال متماسكة في مساحة ضيقة وعلى مستويات مختلفة الارتفاع (بعضها أضحى مهجورا لصعوبة ترميمه)، تظهر وكأنها منحوتة بشكل مذهل يخطف أنظار المارين من جميع الاتجاهات.

حافظت القرية على تسميتها الأمازيغية (لا يوجد ترجمة للعربية لاسم تكرونة) رغم مرور آلاف السنين على تأسيسها، وتعاقب الحضارات عليها منذ الحقبة الأمازيغية مرورا بحضارات أخرى عريقة حتى فترة الفتح الإسلامي.

وفي التاريخ المعاصر حافظت القرية على أهم مميزاتها وعادات وتقاليد أهلها، وصمدت أمام بطش المستعمر الفرنسي في القرنين التاسع عشر والعشرين لتبوء كل محاولات طمس الهوية التاريخية والإسلامية للقرية بالفشل.

ورغم أن القرية كانت مسرحا لمعارك عنيفة، خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، إلا أنها اليوم لم تعد موقعا للتمركز العسكري، كما كانت سابقا، بل أصبحت وجهة سياحية مميزة تقصدها رحلات سياحية جماعية سنويا لسياح من جنسيات مختلفة منهم من زارها سابقا وانبهر بجمالها وأبى إلا أن يعود إليها مرة أخرى، ربما مصطحبا معه بعض أصدقائه وأفراد من عائلته ليتقاسم معهم متعة التجول في هذا المكان النادر جغرافيا وتاريخيا ولالتقاط صور للذكرى.

الصعود إلى “تكرونة”، على الأقدام يكون عبر مدرج تحيط به الصخور الكبيرة ونبتة الصبار إلى جانب مسالك أخرى يعرفها أهل القرية جيدا وجميعها تقود إلى أعلى التلّة حيث توجد المساكن القديمة وضريح ‘’سيدي عبد القادر’’ الذي يصفه السكان بـ”الولي الصالح”.

رغم ذلك فإن جمال المناظر الطبيعة من أعلى المكان والمباني العتيقة وروح التاريخ القديم فوق التلة قد يُنسي بدون شك حتى المتقدمين في السنّ مشقة الصعود.

ولا يتوجه فقط السياح إلى تلك المنطقة الرائعة فقد حظيت أيضا باستحسان وإعجاب المخرجين السينمائيين والتلفزيونيين الذين حرصوا على تصوير مشاهد من أفلامهم وإنتاجهم التلفزيوني في محيط القرية وداخل أزقتها الضّيقة ومبانيها القديمة.

...