توجد جزيرة جربة في الجزء الجنوبي من تونس، ويمتد شاطئ جزيرة جربة إلى مسافة مائة وثلاثين كيلو مترًا. تتميز جزيرة جربة برمالها البيضاء وأشجار الزيتون والنخيل. وعلى طول هذا الشاطئ توجد بعض القلاع التي بناها الأتراك والإسبانيون في القرن السادس عشر، وهي أسوأ فترة في تاريخ التنافس الشديد بينهم. ولجزيرة جربة نمط فريد من المعمار حيث تنتشر فيها المنازل بشكل عشوائي حول الريف حيث لا يوجد مركز حقيقي للقرية، وقد بنيت المنازل بهذا الشكل لتحمي مواقع آبار جربة. والمدينة الوحيدة في هذا المكان هي حومة السوق. وهي تعني السوق المركزي ويشتهر هذا السوق بالحرف اليدوية التقليدية، والملابس التقليدية، والجواهر الفضية والذهبية، وغيرها من الأعمال اليدوية التي يقوم بها الحرفيون في الجزيرة. أما متحف الفولكلور والفن الشعبي، والذي يوجد وسط حديقة جميلة، فهو يعرض الأزياء والحلي الشعبية.
وتتميز جزيرة جربة بانبساط أراضيها باستثناء بعض التلال المتناثرة في أرجائها. وكان القراصنة يستخدمونها في الماضي كملاذ آمن ولكنها أصبحت في العصر الحاضر جوهرة تاج السياحة بمنطقة حوض البحر المتوسط.
ولا تقتصر روعة جزيرة جربة على شواطئها الخلابة بل تتميزبكساء نباتي يسود منطقة حوض المتوسط ومبان ذات طابع معماري فريد وتاريخ متنوع.
كما يوجد بالجزيرة مناطق منعزلة للسائحين الذين يرغبون في العزلة والسكون.
وتصطف أشجار النخيل على جانبي الطريق الوعر المؤدي إلى الساحل الغربي للجزيرة. ويقال إن عدد أشجار النخيل على الجزيرة يربو على مليون شجرة.
ويطل مسجد سيدي جمور الصغير بلونه الابيض الساطع من بين تلال جربة في مشهد يدعو للاعجاب. ويمكن للسائح مشاهدة القوارب الصغيرة وهي تبحر في خلجان الجزيرة. ويجلس الصيادون بجوار جدران المسجد المصنوعة من الحجر الجيري لتبادل أطراف الحديث.
وكان أوديسيوس بطل ملحمة الاوديسة وبحارته يستلقون على الرمال البيضاء تحت أشعة الشمس الساطعة في جزيرة جربة قبالة السواحل التونسية للاستمتاع بطقسها المعتدل الخلاب.
وبعد آلاف السنين صار السياح يتوافدون على هذه الجزيرة التي تقع بجنوب شرق تونس لمشاهدة طيور البجع على شواطئها ومساجدها الرائعة والتسوق في أسواقها المزدهرة.
بدلة عروس جربة
جزيرة وادعة تقعُ في الجنوب التّونسي، حيث مياه البحر تُعانق شواطئها الرّمليّة، يتوافد عليها آلاف السيّاح من أنحاء العالم ليقضوا فيها أوقاتا سعيدة بعيدا عن صخب المدن و متاعبها. و صفها الأديب الفرنسي اندريه جِيد بأنّها جزيرة تُغرّد العصافير في جنباتها و يُنسيك هواؤها المنعش الموت، و قال عنها الأديب التّونسي محمّد المرزوقي: إنّ الزّائر لها يُؤخذ بجمال مناظرها الطّبيعيّة الساحرة، إنّها جزيرة حالمة، انتشرت على رُقعتها غابات النخيل و الزّيتون و بساتين الأشجار المُحمّلة بمختلف الثّمار. حقّا إنّها جزيرة الأحلام و الرّمال الذّهبيّة أو جزيرة أوليس كما تصفها كتب الأدب و التّاريخ."
مطـــــــــــار جــــــــــربه جرجـــــــــــيس الــــــــــــــــــــدولي
يعدّ مطار جربة جرجيس الدّولي ثاني مطار "شارتر" في تونس بفضل موقعه في الجنوب.
يؤمّن هذا المطار المواصلات لجزيرة جربة. وهو يقع على بعد 9 كلم من حومة السّوق.
في البداية كانت طاقة استيعابه لا تتعدّى 500.000 مسافر/السّنة، لكن بعد التّوسيعات الجديدة الّتي أحدثت في سنة 1992 ارتفعت طاقة الاستيعاب لتصل إلى المليون و النّصف مسافر. و لكن نظرا للنّموّ السّريع لحركة تمّ إقرار مشروع توسيع جديد حيث إنّ الأشغال ما زالت متواصلة إلى سنة 2006 و أهمّها :
• توسيع مأوى الطّائرات.
* شــــــــــبكة الطّـــــــــــرقات و الجســــــــــور *
متكونة من جسر و طريق دائري حول المأوى يربط المحطّتين القديمة و الجديدة بالطّريق المُؤديّة إلى حومة السُّوق و مداخل المطار.
النشاط السياحي في جربه على مسافة خمسة كيلومترات من "حومة السّوق" عاصمة الجزيرة و مركزها الرّئيسي تقع المنطقة السّياحيّة، فعلى امتداد نحو أكثر من خمسة عشر كيلومترا يُشاهد المرء المرافق و المنتجعات السّياحيّة، فهناك أكثر من 92 فندقا مُتجاورا من مختلف الفئات بالإضافة إلى نادي الجولف و المنتجعات السّياحيّة و الكازينو السّياحي.
الجزيرة تُعدّ قطبا سياحيّا له منزلته الهامّة، و هي من أبرز المناطق السياحيّة في الجمهوريّة التّونسيّة، و لها صورة مميّزة ترتكز على مجموعة من العناصر الأساسيّة للسياحة، منها التاريخ العريق لهذه الجزيرة، فهي مرتبطة بأسطورة الأوديسة و الإلياذة، كما أنّها تحوي العديد من المعالم التّاريخيّة الأثريّة الّتي لها اتّصال بالحضارات الّتي سادت حوض البحر المتوسّط، كما أنّ للجزيرة شواطئ رمليّة قلّ نظيرها بالإضافة إلى طبيعتها الخاصّة المميّزة و ما تحويه من أشجار النّخيل الباسقة و أشجار الزّيتون و غيرها من النّباتات الطّبيعيّة، كما تمتاز الجزيرة بمناخها المعتدل
* بـــــــــــــرج الغـــــــــــــازي مصـــــــــــــطفى *
من أشهر العادات الّتي تشتهر بها جربة مجموعة من الأبراج الدّفاعيّ الّتي بنيت في فترات متباعدة، أمّا أشهرها فهو برج الغازي مصطفى أو البرج الكبير و هو من ابرز المعالم التّاريخيّة بجزيرة جربة، و أحد أهمّ المحاور الّتي أجريت عليه عدّة ترميمات، و يعود البرج إلى القرن الخامس عشر الميلادي حيث شيّد بأمر من السلطان الحفصي "أبي فارس عبد العزيز" الّذي تنقّل سنة 1432م إلى جزيرة جربة لردّ الحملة الإسبانيّة الّتي كان يقودها الملك الأرغوني ألفونس الخامس بنفسه.
و أثبتت الحفريّات و أعمال الترميم الّتي أجريت على المعلم بداية من شهر جويلية 1968 وجود أسس لحصن قديم يعود إلى القرن التّاسع يشابه في تصميمه حصن قشتيل الوادي الموجود قرب القنطرة و هو ما يبرّر رأي بعض المؤرّخين بأنّ البرج هو ذلك الّذي بناه القائد الصقلّي روجار دي لوريا سنة 1289م.
في سنة 1560، احتلّ الجيش الإسباني الّذي وجّهه الملك فيليب الثّاني لمحاربة الأتراك و عامِلُهم على طرابلس المسيطر على جربة الرّايس درغوث باشا، برج الغازي مصطفى، فحاصرهم الجربيّيون و الأتراك أكثر من شهرين انتهيا باستسلام الإسبان و انهزامهم بعد أن خلّفوا خسائر جسيمة.
ثمّ لمّا سيطر درغوث على الجزيرة كلّف أحد أعوانه و هو القائد غازي مصطفى بتسيير شؤون الجزيرة و بترميم البرج و تجديده.
و تمّت الشغال سنة 1567م حسب ما تشير إليه اللّوحة التذكاريّة الّتي عثر عليها في البرج و في الفترة الموالية و عندما أصبحت الجزيرة تابعة لسيطرة البايات بداية من سنة 1605م نصّبت في البرج و حدة عسكريّة. و منذ ذلك الوقت لم يقحم البرج في أيّ حدث عسكريّ هام.
و في سنة 1881 انتصب الجيش الفرنسي داخل البرج فتدهورت في الأثناء حالة البناية. ثمّ غادره سنة 1903م بأمر من الباي، و سُلّم المعلم إلى الحكومة التّونسيّة الّتي اقرّته معلما تاريخيّا وطنيّا في 15 مارس 1904
* نـــــــــــــــــوادي الغـــــــــــــــــولف *
من المنتوجات السيّاحيّة الّتي تحرص وزارة السيّاحة و الصناعات التقليديّة في تونس على تنميتها، رياضة الغولف، حيث أقامت ناديا كبيرا لهذه اللّعبة في الجزيرة بمساحة تبلغ 92 هكتارا و بنحو 28 حفرة، تستوعب كلّ المتبارين، و نظرا لما تتمتّع به جربة من طقس معتدل طوال العام، فإنّ الأوربيّين الّذين يزاولون هذه اللّعبة و بخاصة الألمان و الإيطاليون و الأسبان يأتون إلى جربة في الشّتاء حيث يبدا موسم لعبة الغولف في شهر أكتوبر و ينتهي في شهر ماي، و في هذه الفترة يحوي ملعب الغولف من 150 إلى 250 لاعبا في اليوم، أما في موسم الصيف فيقلّ عدد الرّواد بسبب جاذبيّة شواطئ جربة لهم على حساب لعبة الغولف.
و الهدف من بناء تلك النّوادي لاستمرار السيّاحة في جربة طوال العام، بحيث يُجذب اكبر عدد من هواة هذه اللّعبة، و خاصة الأوربيين، حيث بالاستطاعة تعويضهم عن مناخهم البارد و أن يُوجد لهم المكان المناسب لمزاولة هذه اللّعبة، نظرا للطقس الدافئ المشمس على مدار السنة الّذي تتمتّع به جربة و الّذي كان حافزا لإدخال لعبة الغولف إلى الجزيرة، و إيجاد أنشطة سياحيّة خاصة في فصول الشتاء و الرّبيع و الخريف.
* ســـــــــــــــــياحة المـــــــــــــــــوانئ *
و ضمن البرنامج الّذي أعدّته وزارة السّياحة و الصناعات التقليديّة لتنويع المنتوج السّياحي و إثرائه في جزيرة جربة، هو ما سميّ بسياحة الموانئ و الجزر الترفيهيّة، حيث تقوم مجموعة من الشّركات الأهليّة الخاصّة الّتي تمتلك سفنا و مراكب سياحيّة بالتعاون مع وكالات الأسفار الأجنبيّة و التّونسيّة، برحلات يوميّة إلى جزيرة "رأس الرمل" أو جزيرة "النّحام الوردي" حيث تقوم هذه الشّركات بنقل الأفواج السيّاحيّة في رحلات ترفيهيّة؛حيث تخرج نحو أربع سفن تحمل كلّ سفينة نحو مائة و خمسين سائحا بتوقيت منتظم من ميناء حومة السوق إلى جزيرة "رأس الرمل" و الّتي تبعد نحو 15 كم عن جزيرة جربة، حيث يقوم السّياح بمساعدة طاقم السّفينة برمي شباكهم لاصطياد السمك أو تقوم مجموعة أخرى من السّياح بالسباحة في المياه العميقة و بعض هذه السّفن يتوافر فيها المجال لرؤية قاع البحر و الشُّعب المرجانيّة و الإسفنج، كما يستمتع السائح بمشاهدة الدلافين وهي تخرج من المياه و تداعب السياح فيقومون بتصويرها حيث إنّ خليج قابس الّذي تقع فيه هذه الجزيرة غنيّ بالأسماك و الدلافين، ثمّ تتجه السفينة إلى جزيرة "رأس الرمل" و يقضي السائح بها وقتا ممتعا مع رقصات الفرقة الشعبيّة الّتي تصاحب السيّاح إلى الجزيرة و يشاهدون طائر الفلامنجو ذا اللون الأحمر الجميل و طيور النّورس بأصواتها العذبة.
ثمّ يتناول السيّاح وجبة غداء غنيّة تتكوّن من السمك المشوي و أكلة "الك***ي" المشهورة مع السلطة و الفواكه في عشّة مصنوعة من سعف النخيل و جذوع الشجر.
و قبل الغروب بساعة تتهيّأ المجموعة لرحلة العودة بمصاحبة الموسيقى الشعبيّة و الرّقصات و الغناء، ثمّ يقوم البحارة بجمع شباك الصّيد من البحر حيث الصيد الوفير
أعلى قمّة بجزيرة جربة تُطالعك بناية متحف قلاّلة و كأنّها قلعة من قلاع القرون الوسطى، و قد تربّعت على هضبة طاسيطا (2كم) الّتي تطلّ على الرّيف الجربي الأسطوري شرقا و تشرف على بحر بوغرارة الجميل غربا و في أسفل الهضبة تربض قرية قلاّلة العتيقة ببياض قبابها و خضرة غابتها و زرقة بحرها.
* المهرجــــــــــــــــــانات والفعــــــــــــــــــــــــاليات *
تمتاز الجزيرة بالعديد من النّشاطات السّياحيّة منها المهرجانات العديدة الّتي تُقامُ بين الحين و الآخر مثل مهرجان "أوليس" و مهرجان السُّفن الشّراعيّة بالإضافة إلى هواية التزحلق على الماء.
و في كلّ عام تُقام جملة من المهرجانات و يُشاركُ فيها العديد من المتسابقين من مختلف الجنسيّات
* المهرجــــــــــان الـــــــــــدّولي للفــــــــــــــيلم الأســـــــــــطوري و التّاريخـــــــــــي *
يُعقد كلّ سنتين و يشارك فيه بعض السينمائيّين العرب و الأجانب، وهي تظاهرة مهمّة تتناول الأفلام الأسطوريّة و التّاريخيّة، كما تعطى جوائز و شهادات تقدير لأبطال هذه الأفلام السينمائيّة. وهي تظاهرة تحرص المندوبيّة السياحيّة في جربة على الاهتمام بها لما لها من مردود مهمّ في النّشاط السياحي.
* مهرجـــــــــــــــان الفخّـــــــــــــــــــــار *
يُقام في منطقة "قلاّلة" الّتي تُعد ّواحدة من أهمّ القُرى الّتي تقوم بتصنيع الفخّار بمختلف أحجامه و ألوانه، وهي تعتبر تحف فنيّة رائعة يقوم بصنعها العامل الجربي باستخدام الأدوات البدائيّة مثل العجلة الّتي تُدار بالأرجل و الفرن التقليدي ثمّ تلك النقوش و الزخارف الجميلة الّتي تُزيّنُ هذه المجموعة من المزهريّات و الأواني الفخّاريّة بمختلف ألوانها و أحجامها.
* مهرجــــــــــــــــــان الغـــــــــــــــوص للتصـــــــــــوير في أعمـــــــــــــاق البحــــــــــــــــر *
بمنطقة آجيم، وهي فعاليّة رياضيّة و ثقافيّة ترتبط بالسياحة .
كما أنّ هناك العديد من المهرجات الأخرى المتنوّعة تقوم بها هياكل مختصّة مثل وزارتي الثقافة و السياحة و غيرهما، و هناك العادات و التقاليد وهي إحدى العناصر الّتي يُستفاد منها لتعريف السائح العربي و الأجنبي بالعادات و التقاليد التّونسيّة عامّة و الجربيّة بصفة خاصّة.
* الأكـــــــــــلات التقــــــــــليديه في جــــــــــــــزيرة جــــــــــــــــربه *
الزّميطة: (شعير مقلي و مطحون يُخلط بزيت الزيتون و بالماء، أحيانا يصاحب أمّا بالتمر أو بالعنب أو الرّمان أو التّين الطّازج أو المجفّف).
الدّردورة: زمّيطة يضاف إليها الماء حتّى تصبح سائلة. تتناول مثلجة في الصيف
الكسكسي: يستخرج من القمح و يطبخ بالبخار بواسطة إناء طبخ مثقوب من الأسفل يوضع على إناء آخر: "مقفول" به الخضار مع إمكانيّة إضافة اللّحم أو السمك أو القدّيد (لحم مجفّف).
الملثوث: يستخرج من الشّعير و يسقى بحساء السّمك المجفف (الوزف) أو القرنيط أو القدّيد.
الحسو: حساء دقيق الشّعير أو القمح أو القصب مطبوخ يضاف إليه شيء من زيت الزيتون و الهريسة و الفلفل الحار.
عصيدة : دقيق القمح أو الشّعير مطبوخ ليصبح عجينة تُسقى بحساء حار يعتمد في تركيبته على مسحوق نبتة خاصّة تسمّى "اليازول"... كما يمكن أن تسقى بزيت الزيتون مع العسل و السكّر.
البسيسة: من طحين الشّعير و العدس و الحلبة تخلط بزيت الزّيتون مع إضافة الماء عند تناولها سائلة
يمكن ان تخلط مع الماء و شربها في ايام الصيف باردة روعة
*******
صور لجزيرة جربة