تقع مغارة تافوغالت بالمغرب الشرقي، على بعد حوالي 55 كلم شمال غرب وجدة. انطلقت الحفريات الأثرية بهذا الموقع منذ سنة 1951 من طرف مجموعة من الباحثين الأجانب وذلك بتعاون مع المغرب، وقد أسفرت عن مجموعة من النتائج المهمة وأثبتت تعاقب مجموعة من الحضارات على الموقع وذلك منذ العصر الحجري القديم الأوسط. وتبقى أهم حضارة يعرف بها موقع تافوغالت هي الحضارة " الآيبروموريزية" والتي أثبتت نتائج التأريخ تواجدها بالموقع بين 21.900 و 10.800 قبل الفترة الحالية. يتميز هذا الموقع بأهمية اللقى الأثرية والمتمثلة في مجموعة من الهياكل العظمية والأدوات الحجرية والعظمية وكذلك الحلي وبقايا عظام الحيوانات. اكتشف مؤخراً فريق من الباحثين مجموعة جديدة من الحلي تعتبر الأقدم في العالم.[1]
اكتشاف أقدم الحلي في العالم بمغارة الحمام ببلدة تافوغالت المغربية
كتشف فريق من الباحثين مجموعة جديدة من الحلي تعتبر الأقدم في العالم، بمغارة الحمام بتافوغالت (شرق المغرب). وقال بيان لوزارة الثقافة المغربية، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن فريقا علميا اكتشف حوالي 20 من الصدفيات البحرية التي استعملها الإنسان القديم كحلي، في إطار الأبحاث الأثرية التي يقوم بها المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، بالتعاون مع معهد الآثار بجامعة أكسفورد البريطانية، وذلك خلال الفترة الممتدة من 24 مارس (آذار) إلى 24 أبريل (نيسان) 2008 داخل مستويات أركيولوجية يتراوح عمرها ما بين 84 ألف سنة و85 ألف سنة.
وبذلك تصبح هذه الحلي أكثر قدما من تلك التي تم اكتشافها عام 2003 بنفس الموقع، والتي اعتبرت آنذاك الأقدم في العالم، حيث نشرت نتائجها الأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة سنة 2007.
وينتظر أن يساهم هذا الاكتشاف الجديد في حل الإشكالية المتعلقة بمكان وتاريخ ابتكار الحلي لأول مرة في تاريخ الإنسانية من طرف الإنسان القديم، وفي الوقت نفسه التوصل إلى فهم أكبر لقدراته الفكرية وتنظيمه الاجتماعي.
وأفاد بيان الوزارة بأن الفريق العلمي قام أيضا باكتشافات أخرى بالغة الأهمية بمغارة الحمام بتافوغالت، تتمثل في العثور على منطقة مخصصة لدفن الأطفال بلغ عددهم حتى الآن خمسة، ومؤرخة بحوالي 12 ألف سنة قبل الميلاد.