صعيد مصر

[زهرةة البنفسج]

​

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طيب الله أوقاتكم

​

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله يا أعضاء المنتدى الكرام

منذ أيام قلائل زرت قريتنا في صعيد مصر وتحديدا في محافظة قنا

وتذكرت أن السائح عندما يأتي لمصر يشاهد فقط المناطق السياحيه
او ما يمر عليه في خلال زيارته لتلك المناطق السياحيه ،،،

ولا يرى الزائر القرية المصرية من الداخل إلا لو كان له معرفة بأحد أبنائها
وذلك لأن القرى غالبا لا تكون معده لأغراض الفسحه والسياحه
بقدر متطلبات الإقامه لأبنائها ومن تعود أصولهم إليها
ولأني عضو في منتدى العرب المسافرون
قررت أن التقط بعض الصور للقريه
لكي تشاهدوا جوانب خفيه لا يراها كثيراً من زائري مصر.
ومن هنا تولدت فكرة هذا التقرير المصور
والذي أرجو أن ينال إستحسانكم
--------------------------------------------

في البدايه القرى في مصر ليست متشابهه أو متماثله
فلكل قرية شخصيتها المميزه والمتفرده عن غيرها
حتى تصل إلى إختلاف بعض اللهجه من قرية لأخرى .

رحلتنا هذه ستكون مخصصه لقرية واحده ومدة الرحله يومان فقط
فعذرا لعدم شمول الصور لكل جوانب القريه

الوجهه ستكون محافظة قنا في جنوب صعيد مصر

وتحديدا إلى قرية حجازه التابعه لمركز قوص

وحجازه قرية تابعة لمركز قوص بمحافظة قنا
وعلى حسب إحصاءات سنة 2006،
بلغ إجمالي السكان في حجازة قبلي 45218 نسمة

وتعد من أكبر قرى محافظة قنا سكانا وحيازة
(الحيازه هي الأرض الزراعيه التابعه للقريه)
ويتبع مجلس قروي حجازه (أو حجازه قبلي ) 6 قرى أخرى مجاوره لها
وترى عزيزي العضو في الخريطه قرية تسمى حجازه بحري
وهي أصلا وقرية حجازه قبلي يعدون قرية واحده
وتم الفصل بينهم في العمديات فقط منذ ستينات القرن الماضي
رغم أن القبائل في القريتين إمتدادا لبعضهم البعض ،،

وتم تسمية حجازه بهذا الإسم نسبة للأجداد الأوائل الذين كان يطلق عليهم
العرب الحجازيه

والآن نبدأ الرحله على بركة الله
المسافه بين الغردقه وقرية حجازه تقريبا 270 كم
من الغردقه إلى سفاجا = 60 كم
من سفاجا إلى قنا = 165 كم
من قنا إلى بوابة قرية حجازه قبلي = 40 كم
من بوابة القريه إلى بدايتها = 5 كم

إستعدينا وإنطلقنا في طريق الغردقه متوجهين إلى قنا

وهنا وصلنا إلى محطة الإستراحه في منتصف طريق سفاجا قنا
وتسمى بمنطقة الكيلو 85
لأنها تبتعد عن قنا مسافة 85 كيلومتر

والكيلو 85 به العديد من الكافتيريات والمطاعم السياحيه والشعبيه
والتي تخدم الطريق والمسافرين عليه متجهين لقنا وللأقصر وأسوان

وهذا فيديو صورته أثناء السفر بين جبال البحر الأحمر الرائعه



وإلى هنا ينتهي الجزء الأول من الرحله
أشوفكم في الجزء التاني ومنتظر تفاعلكم وآرائكم
​

 

[زهرةة البنفسج]

مرحبا بكم نكمل التقرير
بعد الإستيقاظ قررت الخروج للأراضي الزراعيه حول القريه وإلتقاط بعض الصور ،
وللعلم فقرية حجازه ذات ظهير صحراوي ممتد وكبير
لذلك لم يضطر أبناء القريه للبناء فوق اراضيهم الزراعيه لغرض السكن
فالظهير الصحراوي وفر البديل المناسب والأفضل ،
لذلك مازالت تحتفظ قرية حجازه بكل حيازتها الزراعيه دون أي نقصان أو غزوها بالمباني الخرسانيه

يتبع
​

 

[زهرةة البنفسج]

نكمل صور الحيازة الزراعيه لقرية حجازه
وللعلم الصور حصريه وأنا ملتقطها بنفسي عبر هاتفي المحمول (الجوال)

في الصورة القادمه ماكينة ري تقوم بسحب المياه من الترعه وتضخها في جداول معده لتصل المياه لكل مساحة الأرض التابعه لصاحب الماكينه

رعاة أغنام

لا تذهبوا بعيدا فما زال في الحديث بقيه منتظر آراؤكم وتفاعلكم في أمان الله
​

 

[زهرةة البنفسج]

نكمل التقرير بعون الله

من المعروف أن قرية حجازه كانت قديما تقع في بداية الطريق الموصل لميناء عيذاب على البحر الأحمر ( قرب مدينة القصير حاليا ) والذي كان يستخدمه حجاج بيت الله الحرام القادمين من جنوب مصر والمغرب العربي
وذكر التاريخ أنه مر بها الكثير من العلماء وأصحاب الشأن في تلك البلاد

ومن هؤلاء كان العالم الجليل الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي صاحب الكتاب الشهير زاد المسلم فيما إتفق عليه البخاري ومسلم ، وإختار أن ينزل ضيفا في ساحة مشهوره ( الساحات هناك يطلق عليها لفظ الخيمه) بصاحبها العالم الجليل
الشيخ محمد أبو القاسم الحجازي

والشيخ أبو القاسم الحجازي رحمه الله من الأجاويد العلماء الفقهاء والذي كان ذائع الصيت في عصره وكان أن أقام فترة بالحجاز وكان يُدَرّس الفقه بالمسجد الحرام ممن أطلق عليهم في ذلك الحين (شيخ زاويه)
وقد تتلمذ على يديه الكثير من العلماء الصالحين منهم على سبيل المثال لا الحصر
الشيخ صالح الجعفري صاحب المسجد المشهور بمنطقة الحسين بالقاهره
والشيخ أحمد رضوان المشهور بصعيد مصر ، رحمة الله عليهم جميعا .

ومن العادات المتوارثه في صعيد مصر ( أخذ الثأر)
ولحقن الدماء عادة ما يتدخل الأجاويد العلماء يتوسطون لإتمام المصالحات و
إنجاز ما يسعون له من حقن لسفك الدماء ونشر المحبة والسلام بين الناس
وتسمى عملية الصلح ( بالقوده )

والقودة لغة - كما يقول الباحث والشاعر محمد عبداللطيف الصغير - هي «الجوده» لكنها حرفت وصارت تنطق «قوده»،
حيث تقول العربية جاد.. يجود.. جوداً،
والجودة يجود بها المحقوق «أي الذي عليه الحق» فيقدم نفسه حاملاً كفنه لصاحب الحق الذي يجود بدوره بالعفو عن المحقوق .

ومما يروى عن الشيخ أبو القاسم الحجازي في هذا الشأن
أنه كان يقوم بمحاولة إتمام مصالحة ثأريه بين عائلتين،
فاشترط أهل القتيل أن يقبلوا القودة ويعفون عن القاتل
بشرط أن يأتي القاتل وأفراد عائلته حاملين أحذيتهم فوق رؤوسهم،
ولما وجد الشيخ أبو القاسم الحجازي أن القاتل وأهله لن يقبلوا بهذا الشرط لم يخبرهم به حتي تتم المصالحة وتحقن الدماء،
ولما حان موعد القودة واقتراب القاتل وأهله من مكان إتمام المصالحة صرخ الشيخ أبو القاسم الحجازي فيهم قائلاً: «إن الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم يحضر المصالحة معنا.. وأن المكان صار طاهراً في تلك اللحظات ولا يجوز أن يدنس بالأحذية»، وبآدرهم هو نفسه بخلع حذائه ،
فما كان من القاتل وأهله إلا أن خلعوا أحذيتهم ودخلوا مكان المصالحة حفاة
وتمت القوده وتصالحت العائلتان،

وقد آثرت أن ألتقط لكم بعض الصور من ساحة الشيخ أبو القاسم الحجازي القديمه
والتي يزيد عمرها عن 120 عام تقريبا
طبعا آثار الزمن بادية عليها
ولكن خلال تفحصك للصور تذكر أن بين تلك الجنبات صدحت مجالس العلم وذكر الله وتلاوة القرآن في أيام خلت كانت مليئة بالخير والبركه

وقبل الختام لا أنسى زيارة قبر العالم الجليل الشيخ أبو القاسم الحجازي وأبنائه وأحفاده وأزواجه رحمهم الله جميعا رحمة واسعه

لا تذهبوا بعيدا

​

​