أمريكا الجنوبية على الدراجة الهوائية 1: رحلة بالتصوير البطيء
الحلقة الأولى. إضافة 4
9-1-2013
[ATTACH=full]602245[/ATTACH]
أُونَايْصِنْ Onaisen ـ Porvenir پُورْبِينِيرْ: 103 كلم
كنت أتوقع أن يهجم مستعملي الباص على بيتي في الصباح الباكر ويطردوني منه، لكن شيء لم يحصل. فأونايسن ليست مدينة أو قرية بل تجمع يتكون من خمسة منازل ومزرعة فقط. كانت الرياح كما تركتها يوم أمس، وكنت أتسائل ما إذا كنت سوف أنجح اليوم من الإقتراب كثيراً بپُورْبِينِيرْ (103 كلم). ففي مثل هذه الرياح وهذا الطريق لم أكن أحلم بالوصول إليها اليوم. حينما وصلت المرسى الغير النافعة (!) Bahia inutil تغيرت التضاريس فأصبحت الهضاب أكثر ارتفاعا وكان الطريق يطلع أحيانا وينزل أخرى. عند الظهيرة التقيت يسيارة آتية من الإتجاه المعاكس فتوقفت وخرج صاحبها فحياني وراح يفتح الصندوق ويقوللقد مررت عليك في الصباح وكنت قاصدا پُورْبِينِيرْ، وفي السوق فكرت فيك فٱشتريت لك بعض الحاجيات ربما ستكون في حاجة إليها فأخرج من الصندوق كيسا فيه فاكهة وخبز وجبن وزبدة وماء وكوكاكولا! لم يكن عندي من كلمات الشكر ما يكفي لمثل هذه الإلتفاتات التشجيعية. كنت لا أريد المزيد من الثقل، ولكن في نفس الوقت الوقت لا يمكن أن أرفض. سألني عن هويتي ورحلتي فحكى لي عن دراجين أمريكيين أدركتهم العاصفة في هذا الطريق منذ عامين، فالتجؤوا إلا المزرعة التي يديرها فأوصلهم في اليوم التالي إلى پُورْبِينِيرْ. ثم افترقنا ومضى كل واحد إلى سبيله.
بعد قليل توقفت عند ملجئ أخر لا أعرف هذه المرة لمن بني هناك، فٱتخذته قاعة للإستراحة أين تناولت غذائي، فشربت قهوتي وٱنطلقت من جديد. كان منظر المرسى جميلا، وكنت أتمتع بالرحلة، وخاصة في العشية حيث هدأت الرياح تماما.
واصلت المسيرة بعد المغرب وعند منتصف الليل كنت على مشارف پُورْبِينِيرْ. 100 كلم في اليوم وفي هذ الطريق السيئ.. إنه إنجاز عظيم! وجدت مكانا مناسبا لخيمتي على جانب الطريق، فحطيت الرحال واستسلمت للنوم العميق.
- سفر سعيد!
[ATTACH=full]602246[/ATTACH]
- مقياس اتجاه وسرعة الرياح بقرب باهيا إينوتيل
[ATTACH=full]602247[/ATTACH]
- اللاما غواناكو
[ATTACH=full]602248[/ATTACH]
[ATTACH=full]602249[/ATTACH]
- Bahia inutil
[ATTACH=full]602250[/ATTACH]
- ثعلبان يستمتعان بالشمس
[ATTACH=full]602251[/ATTACH]
10+11-1-2013
استراحة في پُورْبِينِيرْ Porvenir.
ٱستيقظت اليوم على ثغاء اللاما. خرجت من الخيمة ونظرت إلى هضبة أمامي فرأيت قطيعا على قمتها وهم ينظرون في ٱتجاهي ويثغون بكل ما يملكون من قوة. لا شك أنهم تفاجؤوا بهذا المنظر الغريب في مملكتهم! أخذت آلة التصوير وهممت بالإتجاه إليهم لأخذ صور عن قرب فهربوا مذعورين. بعد الفطور جمعت أكياسي وغادرت المكان وتركت لهم مملكتهم في أمان.
كان مشروع اليوم هو استأناف الطريق إلى پُورْبِينِيرْ (7 كلم)، ومن هناك عبور مضيق مَاجِلاّنْ إلى پُونْتَا أَرِينَاْص Punta Arenas حيث أنوي قضاء بضعة أيام للإستراحة وٱسترجاع القوة. فلما وصلت إلى پوربنير ٱتجهت إلى مكتب العبارة للإستفسار عن مواقيت العبور، فقيل لي أن الإبحار المقبل سيكون على السادسة، وأن الميناء يبعد 5 كلم عن المدينة. لا داعي للتسرع إذن والوقت ما زال صباحا.
پُورْبِينِيرْ مدينة صغيرة ليس فيها ما يجلب السائح، وهي فقط مكان لتنظيم العبور إلى پونتا أريناص. ذهبت إلى البنك وسحبت بعض النقود، فذهبت للبحث عن مقهى في انتظار الغذاء. وبينما كنت أتمشى في شارع دافعا الدراجة حتى رأيت منزلا وعليه علامة فندق. ضغطت على الجرس فخرج رجل في مقتبل العمر فسألته عن الثمن فكان مناسبا فقررت البقاء للإستراحة هناك عوض پُونْتَا أَرِينَاصْ. مكثت يومين وفي اليوم الثالث غادرت إلى الميناء للإبحار إلى پُونْتَا أَرِينَاصْ. أثناء إقامتي قضيت وقتي في كتابة مذكرتي، وقمت بجولات صغيرة حول المدينة، والدردشة مع أهل الفندق وبعض النزلاء الذين كانوا في الحقيقة عمالا ساكنين ويعملون مع أحد شركات الإتصال لنصب أعمدة الإتصال على طول الطريق التي سلكتها خلال اليومين الماضيين وفي أجزاء أخرى من الإقليم لفك العزلة على المزارع النائية.
12-1-2013
العبور إلى پُونْتَا أَرِينَاصْ Punta Arenas.
عند مغادرتي الفندق في پُورْبِينِيرْ متجهاً إلى الميناء كنت مشغولا بالتفكير فيما أفعله بعد وصولي إلى الضفة الأخرى من مضيق ماجلان. فالإبحار سيستغرق ساعتين وربع وسيكون الوصول على الساعة الثامنة والربع. ثم ماذا؟ البحث عن مبيت في پونتا أريناص أم استأناف السفر لبضعة ساعات، ما دام الجو هادئا وضوء النهار يستمر حتى الحادية عشرة؟ ثم جزمت مع نفسي أن وقت الإستراحة قد إنتهى و قررت الإستمرار.
وصلت إلى الميناء فٱشتريت التذكرة وجلست أنتظر. فتقدم إلي رجل وٱمرأة أرجنتينيان قالا أنهما يملكان فندق للدراجين في ريو غراندي. آه.. لقد سمعت بهذا الفندق، لكن حينما مررت بتلك المدينة كنت مرهقا فٱلتجأت إلى أول فندق كان في طريقي. لقد وجدت فيهما أحسن مرافقين للسفر، إذ كنا ندردش في شتى المواضيع. أبحرت العبارة في الوقت الموعود، وبالوصول إلى پونتا أريناص تودعنا وشرعنا في النزول.
بينما كنت أدفع الدراجة على الرصيف. إذ أتى إلي رجل قدم لي نفسه على أن ٱسمه صَامْوِيلْ Samuel، وكان في يده مناشر إشهارية فسلمني واحداً وكان يتعلق بفندق عائلي. سألني عن هويتي، فلما قلت مغربي أبي أن يتركني أمشي لحالي ورجاني أن أنتظر حتى يكمل توزيع المناشر. ثم عاد إلي فقال أنه كان يعيش مع المغاربة في إسپانيا وزار المغرب وتعرف على طريقة التسويق المغربية. أي الإلحاح حتى الإستسلام، وهي الطريقة التي كان ينوي نهجها معي لإقناعي بالذهاب إلى فندقه. فوفرت عليه عناء ذلك فعدلت عن قراري بمواصلة الرحلة، فأخذت المنشور وتبعت الإرشادات حتى وصلت إلى الفندق. تعرفت على عائلة صَامْوِيلْ والنزلاء الذين كانوا هناك وكان الجو عائليا حقا.
- العبور إلى پونتا أريناص
[ATTACH=full]602252[/ATTACH]
13-1-2013
يوم هاديء في پُونْتَا أَرِينَاصْ Punta Arenas
هذا يوم الأحد. خرجت لجولة في المدينة فكان كل شيء مغلق. رجعت إلى الفندق فأخذت الدراجة وذهبت في جولة خارج المدينة. أحسست بنوع من التكاسل والخمول وأنني ضيعت يوماً كاملا فيما لا جدوى فيه. لو أنني استمررت في طريقي أمس، لكنت الآن متقدماً ب 100 كلم على الأقل. كان يكفيني استراحة پُورْبِينِيرْ، أو بالأحرى كان من الأفضل أني أسترحت هنا في پُونْتَا أَرِينَاصْ فقط. لكن في الليل حاولت اختتام النهار بعمل إيجابي فعدت إلى استكمال كتابة مذكرتي وقرائة بعض المواضيع الجادة، وقررت الإنطلاق غدا في الصباح الباكر.
- في جولة مع العائلة
[ATTACH=full]602253[/ATTACH]
14-1-2013
پُونْتَا أَرِينَاصْ Punta Arenas ـ Villa Tehuelche بِييَا تِيوِلْتْشِي 80 كلم
لم أستيقظ باكرا كما قررت. دخلت إلى المطبخ لإعداد الفطور وكان قد مرمنتصف النهار، فكان الحاضرون يضحكون، وقالت مَارْسِيلاَ Marcela زوجة صامويل أهذه إذن هي الإنطلاقة المبكرة فأتبع صامويل لا، لا أظنه سينطلق يوما، فقد سحرته پونتا أريناص . بالفعل لم أكن أعرف ما إذا كنت سأنطلق اليوم. فصامويل أضاف وهل سمعت النشرة الجوية؟ ابتداء من هذه الليلة ستكون الأمطار والرياح سيدة الموقف. لكن في الأخير تشجعت فذهبت إلى سوبرماركت فاشتريت من الطعام والشراب ما يكفي لبضعة أيام. وعلى الساعة الخامسة كنت قد أنتهيت من تناول الغذاء، فشرعت في إعداد سندويشات للطريق، وكان لا أحد يصدق أنني عازم على الإنطلاق اليوم بالذات.
طلعت إلى غرفتي فأعددت كل أمتعتي وشرعت في الرحيل وقد اقتربت الساعة السادسة. ودعت أهل المنزل والنزلاء وقصدت الطريق رقم 9 في اتجاه الشمال الغربي إلى پْوِيرْطُو نَاطَالِيصْ. كنت سعيداً بالعودة إلى الأسفلت والطريق المسطح. كان الجو هادئاً وكان عداد الكيلومترات يدور بشكل مقبول.
مضت ساعات وكان الليل قد أسدل ستاره وخيم السكون وأنا لم أشعر بعد بالرغبة في الوقوف وكأنني أريد كسب الوقت الضائع. كان الطريق مهجوراً والخلاء حولي لا ترى فيه ما يوحي بوجود حياة بشرية. فجأة سمعت خوار بقرة بكل قواها فذعرت. لا لكوني أخاف البقر، بل لأن الصوت كان كما لو أن حيوانا مفترسا كان ينهش ظهرها أو يغرس أنيابه في رقبتها. فصوت البقر الذي تعودت عليه يكون بطيئاً وهادئاً نوعاً ما على الشكل التالي: ممموووه...ممموووه... أما هذا الذي سمعته الليلة فكان مووه مووه مووه مووه مووه. بتتالي سريع و نغمة عالية. لكن ما كان عندي حيلة إلا الإستمرار في طريقي.
وفي ذلك الوقت لمحت ضوء فلاش في المرآة. التفت إلى الوراء فرأيت أنه يأتي على ما يبدو من سيارة شرطة خلفي. كانت تتقدم ببطئ. ولما وصلت إلي وقفت وحياني أحدهم فخاطبني: ألم يحن بعد وقت النوم؟ فأجبته أجل، إنني أريد التقدم لبضعة كيلومترات ثم أبحث عن مكان للتخييم ثم قال هناك بلدة على بعد حوالي 25 كلم. إذا أردت أن نوصلك فتفضل لكن لا داعي لذلك، فشكرتهم، و تمنوا لي ليلة سعيدة ثم استأنفوا طريقهم. خذ إحتياطك من الشاحنات كان هذا آخر ما سمعت منهم.
وبعد ما يقرب من ساعة ألقيت لمحة على العداد فكان قد سجل 80 كلم وكنت راضيا على الإنجاز، فبدأت أبحث عن مكان لإعداد الخيمة.
ـ تذكار للرياح في الطريق إلى پويرطو نطاليص
[ATTACH=full]602254[/ATTACH]
[ATTACH=full]602255[/ATTACH]
ـ مزرعة
[ATTACH=full]602256[/ATTACH]
- في ماجلانس
[ATTACH=full]602257[/ATTACH]
15-1-2013
-بِييَا تِيوِلْتْشِي Villa Tehuelche ـ Villa Renoval بِييَا رِينُوبَالْ: 93 كلم
بينما كنت أعد الفطور إذ رأيت دراجين يمران في الطريق أمامي ويتجهان إلى الشمال مثلي. كانت هذه أول مرة أرى دراجا يسير في نفس اتجاهي. لوّحا إلي فرديت التحية وواصلا طريقهم. بعد الفطور جمعت كل أمتعتي وٱنطلقت ورائهم. وصلت إلى بِييَا تِيوِلْتْشِي، فوقفت للإستراحة. دخلت إلى متجر فاشتريت آيسكريم وخرجت إلى الساحة فجلست على كرسي أستمتع بالشمس و الآيسكريم. إلا أنني كنت قلقاً بعض الشيء، كنت أنظر أمامي فأرى سحبا داكنة تغطي الأفق وكنت أتسائل عما سيكون نصيبي منها. اشتريت بعض الحاجيات الأخرى من المتجر فانطلقت من جديد.
بعد بضعة كيلومترات لحقت بالدراجين الذين مرّا علي هذا الصباح، وكانا في استراحة الغذاء. ثم بدأ المطر في النزول. وقفت للبس اللباس الواقي، فدردشنا قليلا وكانا ألمانيين في اليوم الثاني من مغامرتهم، فقد انطلقا يوم أمس من پونتا أريناص وينويان الوصول إلى پْوِيرْتُو مُونْتْ Puerto Montt في وسط الشيلي. كانوا يتذمرون من حالة الجو. فعلا لقد كان الجو رديئاً، ولكن بالنسبة لي فلا زلت أعتبر نفسي محظوظا. فلحد الآن لم أصادف الرياح العاتية التي تمتاز بها هذه المنطقة. فقد كنت أتذكر رحلتي الأولى في يناير 1999 حيث هبت علينا الرياح في منتزه غير بعيد من هنا، وكنت أرى مياه البحيرات تطير في السماء بفعل قوة الرياح، أما في الليل فقد كنا نتناوب على دعم الخيمة بالأيدي حتي لا تلصقها الرياح بالأرض وتجعلها كومة محطمة.
تركت الألمانيان يجمعان أمتعتهما ويلبسان اللباس الواقي وواصلت الطريق. لكن تلك السحابة الداكنة انجلت بسرعة فظهرت الشمس من جديد. ولما رأيت ملجئاً على جانب الطريق قررت الوقوف لإعداد الغذاء. سرعان ما رأيت الألمانيان يمران أمامي من جديد ويلوحان باليد. لكن عوض الإستمرار في الطريق إلى پْوِيرْطُو نَاطَالِيصْPuerto Natales، انعرجا إلى اليسار واستمرا في طريق غير معبدة، وكانت هناك لوحة ترشد إلى مزرعة/فندق، ومن الواضح أنهما كانا يستعدان لاختتام رحلة اليوم. أما أنا، فبعد الأكل والقهوة واصلت الطريق إلى الأمام. لحد الآن كان الطريق يتجه شمالا وكانت الرياح جانبية، وفي وقت معين انعرج إلى الغرب فأصبحت أصارع الرياح وجهاً لوجه. في هذه الحالة تحس بأكياس الدراجة وكأنهم أشرعة، فأنت تحاول التقدم إلا الأمام وهم يجذبونك إلى الخلف.
كانت الشمس تشرف على المغيب. ولما مررت بمرتفع صغير يوفر بعض الحماية من الرياح، رأيت أنه المكان المثالي لإعداد خيمتي. فكان ما كان واستسلمت للنوم العميق.
- بالقرب من بييا رينوبال
[ATTACH=full]602258[/ATTACH]
16-1-2013
بِييَا رِينُوبَالْ Villa renoval ـ Puerto Natales پْوِيرْطُو نَاطَالِيصْ: 73 كلم
أصبحت اليوم على جو جميل، فلا رياح ولا أمطار! ومدينة پْوِيرْطُو نَاطَالِيصْ ستكون بدون شك في متناول القدمين! بعد ساعة مررت بقرية بييا رينوبال. كنت أتوقع أن يكون هناك متجرا ما بالقرب من الطريق. فبدأت ألتفت يمينا و شمالا فلم أرى ما يوحي بذلك. دخلت إلى القرية واقتربت من إحدى المنازل وكان بعض الناس يدخلون فيها ويخرجون فسألت أحدهم عما إذا كان هناك متجر، فأجاب بالنفي. كان مائي على وشك النفاذ فملأ لي القنينات وقال أن هناك فندقا على بعد 5 كلم إذا كنت أرغب في أشياء أخرى. وبالفعل وصلت إلى الفندق وفي الحقيقة لم أكن محتاجا إلى شيء. لكني دخلت للإستطلاع. كان يتوفر على مطعم ومقهى، وما إن رأيت الحلويات حتى أدركت أنني محتاج إلى شيأين على الأقل: حلوى وقهوة.
ولحسن الحظ فلقد كانت عندهم قهوة حقيقية. أقول هذا لأن القهوة في الشيلي تعني غالبا نيسكافي. أعود مرة أخرى بالذاكرة إلى يناير 1999 وإلى أول يوم في الشيلي وكان ذلك في پويرطو نطالص. دخلنا في مقهى وطلبنا قهوة، فأتى النادل بكأسين من الماء وضعهما على الطاولة وراح. ولما طال الإنتظار ناديت عليه وسألته عن القهوة فأشار إلى كأسي الماء. نظرت إليه مستفسرا وقلت أن ذلك ماء فقط ثم أشار إلى وعاء نيسكافي ووعاء سكر وشرح لي كيف تعد القهوة! كل المنازل الشيلية التي دخلتها لحد الآن لا تتوفر فيها آلة إعداد القهوة. أما الآن، وبتفتح الشيلي عن الثقافات الأخرى فالقهوة العادية أصبحت متوفرة. لكن حذاري من سوء التفاهم، فحين يسألك النادل هل تريد قهوة عصرية أم تقليدية فالعصرية تعني العادية، والتقليدية تعني نيسكافي. ذلك أن القهوة العادية قد دخلت البلاد مؤخرا بينما نيسكافي من زمان.
أكلت الحلوى وشربت القهوة وٱشتريت قنينة فانتا فغادرت الفندق. وبينما أنا في الساحة مشغول بوضع القنينة في إحدى الأكياس حتى سمعت صوت العجلات يحتك بالحصى في ساحة الفندق . نظرت في اتجاه الباب الرئيسي فرأيت الألمانيان يتقدمان نحوي، فصاح أحدهما لقد قررنا نحن كذلك أن نستريح هنا فقلت القهوة جيدة والحلوى لذيذة فرد الأخر هذا ما كنا نأمله ثم ودعتهم واستأنفت الطريق.
مشكلي اليوم ليس مع الرياح ولا مع المطر لكن مع الشمس. كنت أحس بالجوع فكنت أنتظر أن أمر بمكان يتوفر على ظل لأستريح. لكن من الصعب أن تجد الظل في مكان مسطح كهذا. رأيت أمامي وعلى بعدٍ ما بدى لي كمزرعة فٱستنتجت أن هناك ملجئ للباص أيضا. فخلال هذه الرحلة لاحظت أن أصحاب المزارع غالبا ما يشيدون منازلهم بعيدا عن الطريق، لذلك فهم مظرين لبناء ملاجئ على الطريق أين يمكن لعمالهم انتظار الباص في أمان. لكن هذه المرة كان استنتاجي خاطئاً. فقد كان هناك موقف للباص ولكن بدون ملجئ. واصلت السير، وبعد بضعة كيلومترات وجدت الظل فوقفت للإستراحة.
عند العشية كنت أقترب إلى پويرطو نطالص فكان العمران يزداد شيئا فشيئا، حتى أشرفت على المدينة فكنت أنظر مليا علني أتذكر شيئا من رحلتي الأولى لكن لم تساعدني الذاكرة. اتجهت إلى مخيم بوسط المدينة وهناك حطيت الرحال.
- الحصان الپاتاغوني
[ATTACH=full]602259[/ATTACH]
ـ اللاما بيكونيا
[ATTACH=full]602260[/ATTACH]
- ضريح الطريق
[ATTACH=full]602261[/ATTACH]
ـ على مشارف پويرتو نطالص
[ATTACH=full]602262[/ATTACH]
[ATTACH=full]602263[/ATTACH]
ـ الوصول إلى پويرتو نطالص
[ATTACH=full]602264[/ATTACH]
[ATTACH=full]602265[/ATTACH]
- الرحلة من أوصوايا إلى پويرطو ناطالص