أمريكا الجنوبية على الدراجة الهوائية 1: رحلة بالتصوير البطيء
الحلقة الأولى. إضافة 3
المعذرة هذا تعديل لآخر فقرة في الإضافة 2
[ATTACH=full]602242[/ATTACH]
8-1-2013
ريوغراندي ـ الحدود الأرجنتينية الشيلية:65 كلم
استأنفت الطريق إلى الحدود الأرجنتينية الشيلية فوصلت إلى مركز الحدود الأرجنتيني بعد ساعة. فكانت محطة البنزين أول ما أمر به، فأتجهت إليها لشراء البنزين. لكن، وأنا أقترب كنت أرى منظرا أقلقني بعض الشيء، وكان قلقي يزداد بعد كل خطوة. كنت أرى السيارات تقترب من المظخة، وبعد تبادل بعض الإشارات مع أحد العمال يستأنفون سيرهم على التو. ياإلهي ماذا حصل؟ أليس عندهم بنزين؟ وعند وصولي سألت العامل فأكد لي صحة ظنوني، فكدت أنهار. ما العمل؟ هل سأعود 80 كلم إلى الوراء إلى ريوغراندي Rio Grande من أجل ليتر واحد من البنزين؟ هل سأغامر إلى پُورْبِينِيرْ بقنينة غاز توشك على النفاذ؟ المغامرة ستكون سليمة إذا كانت الحالة الجوية جيدة. أما إذا هبت رياح قوية فالندم سيكون النتيجة. حيث أن الرحلة ستدوم أكثر من المقرر وأصبح بلا غاز. بينما كنت شارد الذهن أفكر في هذه الخيارات الصعبة حتى بادرني العامل وهو ينظر إلى القنينة الحمراء بيدي بالسؤال أتريد فقط أن تملأ تلك القنينة فأجبته وبصيص الأمل عندي لم يكن أكثر من نجم بعيد في ليل داكن نعم. مد لي يده فأعطيته القنينة، واتجه إلى المظخة فبدأ يظخ. لكن ولو قطرة واحدة ثم انتقل إلى المظخة الثانية، فوضع الأنبوب في القنينة وما إن بدأ يضخ حتى رأيت بنزين الخير ويملأ القنينة. كم كانت فرحتي كبيرة!
ذهبت إلى محل للأكلات الخفيفة فاشتريت سندويشات إضافية وبضعة قنينات الماء والعصير واتجهت إلى شرطة الحدود لختم جوازي. بهذا أكون قد خرجت من ولاية أرض النار Tierra del Fuego الأرجنتينية ودخلت إقليم مَاجِلاّنِسْيالشيلي. أما التغيير الثاني فهو الأهم وهو أن الطريق غير معدة لحوالي 158 كلم، وأنا قلق حول مدى تأثيرها على جسمي، وخاصة تأثير تذبذب الدراجة على الظهر والمعصمين.
بعد حوالي 15 كلم وصلت إلى المركز الحدودي الشيلي. وهنا اصطدمت بمشكل أكبر وهو أن المأكولات الطازجة من خضر وفواكه ولحوم والحليب ومشتقاته تمنع من دخول البلاد. حكيت قصتي للمفتش وحاولت إقناعه، لكنه أعطاني خياران فقط: إما أكل كل ما عندي من ساندويش وفواكه قبل اجتياز الحدود، أو إيداعها بسلة المهملات. لكن هذا مستحيل فالطريق تحتاج إلى أكل. وخاصة الفواكه حيث أنني لا أراها تباع هنا في هذه الأكشاك قرب الحدود. وهنا تدخلت سيدة من النوع الحنون وكانت تتتبع حديثي مع زميلها فتبادلا بعض الكلمات فسمحولي بالحفاظ بكل ما كان لدي. لم أكن جاهلا بهذا القانون، لكن النسيان هو السبب. والحل في مثل هذه الحالات هو المعلبات، حيث أنها تعتبر سليمة من أي مرض.
غادرت مركز الحدود فتواريت شيئا فشيئا في القفار. الأرض هنا منبسطة وتتخللها هضبات ومرتفعات صغيرة. هناوهناك ترى ثعلبا يغازل الطيور أو يطارد فريسة صغيرة. ومن حين لآخر ترى قطيعا من اللاّمَا تأكل العشب أو تركض من هضبة إلى أخرى. أما الحيوان المفترس الوحيد في هذه المنطقة، أي الْپُومَا، فإنني لم ألتقيه بعد، ولاأنا مشتاق للقياه!
رغم أنني كنت في الشيلي فإن معظم السيارات والشاحنات التي تشاركني الطريق فهي أرجنتينية، وهذا لأن هذا الطريق هو الممر البري الوحيد الذي يربط ولاية أرض النار الأرجنتينية بباقي التراب الأرجنتيني. ولكن بعد نحو 20 كلم من المركز الحدودي الشيلي افترقت طرقنا، حيث تتجه السيارات التي تقصد الأرجنتين شمالا، وواصلت أنا طريقي نحو الغرب إلى پُورْبِينِيرْ فدخلت في أقصى درجة العزلة، حيث أن حركة المرورشبه منعدمة.
كانت قوة الرياح متوسطة، تتطلب بعض الجهد لكن لا تعرقل التقدم. من الصعب في مثل هذه الأراضي المنبسطة أن تجد مكانا محميا من الرياح. ولمامررت بقنطرة صغيرة وكان الوقت الظهيرة وقد أدركني الجوع، قررت الوقوف للإستراحة والأكل. ثم أصبحت استراحة طويلة. اتخذت من أكياسي وسادة فاستسلمت لقيلولة. استيقطت وقد بدأت الرياح في الهدوء، فكانت فرصة لتسجيل الكيلومترات بسرعة أعلى. لكن عند المغرب بدأت الرياح من جديد وكنت قد وصلت إلى مفترق الطرق أُونَايْصِنْ Onaisen .وجدت هناك ملجأ لانتظار الباص، فاتخذته بيتي لهذه الليلة.
صور إضافية
الطريق من مدينة ريو غراندي إلى الحدود
[ATTACH=full]602243[/ATTACH]
. [ATTACH=full]602244[/ATTACH]
التفكير في أوصوايا!