أنا أعشق الجليد ولذلك فكرت في زيارة جورجيا وبالأخص زيارة مدينة سفانيتي إحدي وجهات السياحة في جورجيا، لكن لماذا هذه المدينة فأنا أمتلك الكثير من المبررات، فهذه مدينة بها أنهار جليدية هي الأجمل في أوروبا كما أنها وجهة رخيصة مقارنة بمدن اخري.
بعد وصولي الى المطار وترتيب الاقامة ومقدار الود الذي شعرت به في هذه المدينة، قررت ان لا أضيع دقيقة بدون متعة، كنت قد سمعت الكثير عن أنهارها وجبالها التي تختلط بالخضرة والثلج في نفس الوقت، هذا الجو هو ما كنت أتمنته حقا وقد حدث.
بعد الترتيب مع المرشد السياحي قررت الذهاب بناءا على نصيحته الى جبل شخارا وهو من أجمل الاماكن المرتفعة في بلاد القوقاز ككل، لم اتصور مقدار المتعة التي شعرت بها وقتها من جمال الطبيعة الذي يصل لحد الدهشة ومن ود السكان القلائل الذين قابلتهم في الطريق، أستطيع ان أقول اني كلما صعدت كلما احسست بروحي تتحرر من مشاكلها ومعاناتها، كيف لا وانا في المكان الاجمل في أوروبا.
لم أتصور مدينة بها كل هذا الكم من الخضرة والجمال، مدينة عبارة عن حديقة حقا، شعرت فيها بأن للرفاهية أشكال كثيرة لعل ابسطها الطعام، وان كنت بالطبع أكلت من الطعام القروي ذو النكهة الرائعة الذي قدمته لنا عجوز حاولت أن اعطيها أي مقابل لكن رفضت بشدة.
زيارتي أتت بالصيف مما اعطاني ميزة أن أستمتع بالثلج مع الخضرة في نفس الوقت تجربة زيارة مدينة سفانيتي مختلفة تماماً، معظم المدينة جبلية لكن لا تشعر فيها أبدا بالوحدة فين الحن والآخر تجد امامك حانة تقدم أطيب لحم قد تتذوقه، أما إن كنت من xxxxxxxxxxx، الجميل في الأمر هو أني لم أشعر أني غريب أو أني عربي من بلاد يعاني سياحها من الاسلاموفوبيا، لا بل كأني ابن المكان من مقدار الود الذي شعرت به بين الناس هناك، كانت رحلة أبسط ما توصف به أنها أعطتني وجهة نظر أخرى عن أوروبا واستمتعت فيها بصعود الجبال والطعام والطبيعة، أما عن ود البشر هناك فهذا أمر يؤكد أن الانسان كل ما ينقصه ليصبح أفضل هو أن يكون انسان.