الرد على الموضوع

كان صباحا مشمسا .. إنّه صباحي التشيكي الثالث لو تذكرون .؟! كانت في حدودِ التاسعة .. 


 

 

ولم أكن بحاجة لمن يدلّني على الطريق .!


 

 

لكن ولمجرّد فتح حوار صباحي .. 

 

 

ولكي لا أنسى بعض المفردات الإنجليزيّـة من قلّـة الكلام سألتُ شرطيّا عن الطريق للقلعـة .!


 

دخلتُ القلعة ولم يستوقفني أحد .. ولم يفتشني أحد .!


 

أليس هذا مقر رئيس الجمهوريّة .؟! 


 

نعم .. كل التقارير التي قرأتها تؤكّدُ ذلك .!! 


 

أنا في قلعةِ براغ أخيرا .. 


 

كم تمنّيتُ الوقوف حيثُ أقفُ الآن .!


 

ضغطتُ بحذائي على الأرض لمزيد من الاطمئنان .! 


 

المئاتُ يتجمّعون عند إحدى البوابات .. 


 

يحضرون مراسم تبديل الحرس الرئاسي .! 


 

أولئك الذين يتحرّكون كالآلات .. 


 

ويقفون كالأصنـام ..! 


 

ويرتـدون نظّـارات سوداء ليخـفوا رمشات عيونهم .. 


 

لكي لا تلتقي نظراتهم بنظرات هؤلاء المتطفلين ..


 

والمعجبين الذين لا يملّون الانتظار .. بانتظارِ حركة .!


 

لعلّهم يوثّقون ضحكة .. حكّة .. عطسة .!


 

فهمتُ أنّ سرّ هؤلاء الحرّاس المساكين يكمنُ في نظّارتهم


 

اقتربتُ بحذر من أحدهم .. 


 

وقفتُ بمحاذاة عينيـه .! 


 

فاكتشفـتُ أيّ بؤس تخفي تلك النظّارات السوداء .!


 

اقتربتُ .. لألمح نظراته العصبيّـة .. 


 

وهي تتجوّل بين الحشود .! 


 

وهي تشتهي جسد سيدة فاتنة .. 


 

خلف تلك العتمةِ .. حياة .!


 

وحين اكتشف أنّي اكتشفته .. 


 

تصـلّبت حتـى رموشه .!


 

[ATTACH=full]577157[/ATTACH]